القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الاربعون 40 بقلم ياسمين عادل

 رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الاربعون 40 بقلم ياسمين عادل
رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الاربعون 40 بقلم ياسمين عادل

رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الاربعون 40 بقلم ياسمين عادل

"°والأخ للأخ سند°"
__________________________________________

كان صدره يغلي بغضب عارم من شقيقه الذي أعطى بنفسه ثغره لـ "معتصم" لن يتركها إلا بعدما يذله، وقد يلجأ للمساومة أيضًا كي يترك إتهام" يزيد".
أمتلأ صدر" يونس" بالدخان، بينما يجلس "يزيد" متأثرًا بالصفعة التي تلقاها بيد شقيقه لأول مرة في حياته.. ولكنه لم يندم قط على ما فعل، فهو يستحق ما ناله.
دعس "يونس" سيجارته ونفخ بـ انزعاج، فسأل "يزيد" :
- قوم امشي يايونس، لما ييجي أمر الإستدعا هبقى اكلمك

فـ لوح بيده مكفهر الوجه و :
- والنبي تسكت ياشيخ عشان مش ناقص، أنت ورطتني

وأخرج سيجارة جديدة من العلبة :
- أنا عايز حاجه بيها أخلي معتصم يتنازل عن المحضر اللي قدمه ضدك

نظر "يزيد" نحو شقيقه كأنه يستنتج أي شئ من حديثه، فـ اضطرب شعوره وهبّ يقف من مكانه وهو يصيح محذرًا :
- إياك تفكر في حاجه زي كده يايونس، إياك

ما زال "يونس" عالقًا ببصره عليه، فـ أكد "يزيد" :
- يونس ، والله العظيم هيبقى فيها خراب

أحاد "يونس" ببصره كأن الفكرة ما زالت تتجول في عقله، فـ اجتذبه "يزيد" من ساعده و :
- لو أديت معتصم أسهم مقابل التنازل مش هيلحق يتهنى بيه.. المرة دي هقتله بجد

فـ صاح "يونس" في وجهه :
- بــس بـقى، مش هديله زفت.. أهدى

ثم نظر إليه مليًا و :
- خلاص معتصم عملك روشه في دماغك

ونظر في ساعة يده :
- أنا ماشي

عاد "يزيد" يجلس في مكانه وترك "يونس" يخرج بمفرده.. تشتت عقله وتحيّر وهو يفكر في حل للخروج من هذه المعضلة، كيف سينقذ "يزيد" من هذا الأمر الذي أوقعه على نفسه.؟
...........................................................................
وصل "يونس" للمشفى وقد أصر على زيارة "إبراهيم" كي يطمئن على حاله، حيث وضح الطبيب له في الصباح عدم استقرار الحالة وأن ذلك مؤشر غير جيد، فقرر ألا ينتهي اليوم بدون زيارته.
طرق "يونس" على الباب ثم دلف راسمًا ابتسامة، ليتفاجئ بوجود "ملك" بالداخل وتهتم بـ إطعام والدها.. تجهم وجهه وصفق الباب وهو يدخل وسأل بحدة :
- أنتي جيتي هنا إزاي؟؟

فـ أجابت بدون النظر إليه :
- عيسى وصلني

فـ انفعل وهو يردف :
- وليه أنا معرفش إنك هتيجي؟

فـ تركت الصحن والتفتت إليه وهي تقول بعصبية :
- المفروض هستأذن؟؟

فـ قطب جبينه واحتد أسلوبه أكثر :
- آه تستأذني، لو نسيتي اللي حصل عندي استعداد أفكرك

فـ عقدت ذراعيها سويًا أمام صدرها وهي تقول :
- والله انت مكنتش بترد على تليفونك، ده مش ذنبي

فـ أخرج "يونس" هاتفه وهو ينظر إليها ممتعضًا، فوجد بالفعل الكثير من المكالمات الفائتة من "عيسى" وكان هاتفه مفعل خاصية الصامت.. فـ لم يأخذ ذلك في عين الإعتبار و :
- ده مش مبرر يخليكي تخرجي على مزاجك

فـ تدخل "إبراهيم" بينهما محاولًا إرخاء الحديث بينهما :
- ياولاد مش كده، خلاص يايونس حصل خير وأهي مجتش لوحدها برضو

فـ اعترضت "ملك" على تبريرات والدها لـ "يونس" و :
- متبررش يابابا من فضلك، مش محتاجة أحلف كمان يعني عشان يصدق

دخل "عيسى" بعد أن جلب لـ "ملك" مشروب ساخن ليتفاجأ بوجود "يونس" هنا :
- يونس باشا!

فـ زجره "يونس" بنظرة حازمة وقال أثناء سيره نحو الباب :
- تعالى ورايا

وخرج كلاهما.. فـ لحقت بهم "ملك" كي لا يتعرض له "يونس" بأي كلمات موبخة.
زفر "يونس" ونظر حوله منفعلًا و :
- إيه خلاك تسمع كلامها وتجيبها هنا قبل ما تعرفني ياعيسى
- سيادتك مكنتش بترد عليا وهي كانت مصممة، فـ جبتها وجيت معاها بنفسي

وقبل أن يقول "يونس" شيئًا آخر كانت "ملك" تخرج وتتدخل في الأمر :
- قولتلك أنا اللي قولتله، أنت بتحاسبه على إيه؟

فـ أشار له "يونس" كي ينصرف و :
- أمشي دلوقتي ياعيسى

فـ تركهم "عيسى" بمفردهم ، بينما رمقها "يونس" بحنق وهو يردد :
- أنا بكلم الراجل بتاعي ياملك، يعني أنا وهو حرين مع بعض

فـ أشاحت وجهها عنه غير قادرة على مواجهته وهي تنظر إليه :
- وانا مرضاش إنه يتحاسب بسببي، كفاية إنه جابني لحد هنا في الوقت اللي مكنتش فاضي فيه حتى تيجي تتغدا معانا

ثم تلوت شفتيها بـ استنكار متابعة :
- مع إنك عندك وقت فاضي تيجي هنا ما شاء الله!
- آآه ، فهمت

تفهم أخيرًا أن كل هذا ما هو إلا بسبب حزنها لعدم تلبية دعوتها.. فـ قرر احتواء الأمر بالرغم من تكديس الهموم على كتفيه يفكر بها أولًا گالعادة.
تنهد ببعض الضيق، ثم قال بلطف :
- أنا آسـف إني مجتش على الغدا

كانت تود لو ترفض إعتذاره على الفور، ولكنها وجدت الضيق يذوب بداخلها لتعاتبه بلين :
- دي تاني مرة أعمل أكل عشانك ومتجيش

مسح "يونس" على رأسه حينما تذكر المرة الأولى، عندما كان يبحث حول حقيقة وجود أمها أو موتها.. وأوما برأسه وهو يفسر بـ إيجاز :
- يزيد عنده مشكلة بنحاول نحلها، عشان كده مكنش ينفع أسيبه.. ومتسأليش عن حاجه، أساسا ماليش نفس اتكلم

وسار نحو المخرج من هذه الردهه، فسارت بجواره وأمسكت بذراعه وهي تقول :
- بلاش تتكلم، على الأقل متفكرش

نظر لـ يدها التي تمسك بذراعه، ثم ارتكز ببصره عليها ليرى عينيها التي كانت تحتضنهُ، ثم أجفل وابتسم وهو يقول :
- حاضر

أهتز هاتفه، فنظر له ثم أجاب متلهفًا :
- أيوة، ها ؟

أطبق جفونه ثم تعجل في الرد :
- خلاص خلاص، أنا هروح على هناك على طول

أغلق وهو ينظر لـ "ملك" و :
- أنا لازم أمشي
- هاجي معاك

فرفض رفضًا قاطعًا :
- أكيد لأ

فـ ألحت عليه گالأطفال وهي تتشبث بذراعهِ :
- عشان خاطري والنبي، خدني معاك وانا مش هعمل أي حاجه خالص، هستناك في العربية

فكر لهنيهه، فلم تمهله "ملك" الفرصة للتفكير و :
- وحياتي
...............................................................................

نظرت "نغم" من جديد للمكونات وطريقة العمل وهي تُطبقها حرفيًا أثناء صنع أحد أنواع الحلوى الجديدة التي تقوم بتجربتها.. أضافت مكعبات الزبدة السائلة ثم أضافت الڤانيليا وبدأت بضرب الخليط جيدًا وهي تنظر للطريقة و :
- تضاف عدد ٣ صفار بيض ويخفق جيدًا

تحركت "نغم" نحو البيض وتناولته، بدأت في كسره برفق كي تفضل البياض اللزج عن الصفار.. ثم أضافت واحدة تلو الأخرى وهي تبتسم بتحمس هاتفة :
- أيوة بقى، متأكدة إنها هتنجح

بدأت بالخفق من جديد، فـ استمعت لصوت هاتفها يرن.. ذهبت إليه وأجابت وهي تسند الهاتف بـ كتفها :
- أيوة يالوكتي، أنا بعمل صنف جديد بقى إنما إيه

تجمد وجهها فجأة وأمسكت بالهاتف بشكل معتدل وقد تثلجت أطرافها وهي تتلقى الخبر :
- بتــقولـي إيه ؟؟ يزيد مقبوض عليه ليه؟؟؟

اضطرب قلبها وضاقت أنفاسها عليها وهي تستمع لـ "ملك".. حتى إنها أوشكت على البكاء والإنهيار :
- أنا مش فاهمه حاجه ياملك!.. طب انتوا فين؟ ينفع آجي؟؟

فأجابت عليها "ملك" وهي تجلس في السيارة بمفردها :
- لأ تيجي فين! أنا كنت مخنوقة فـ حبيت أكلم أي حد.. لو اتصلت بـ نينة هتحس بصوتي على طول وتفهم وانا مش عايزاها تقلق، ملتقش غيرك

تنفست "ملك" بـ انزعاج و :
- مش فاهمه يعني إيه أمسك واحد أضربه لحد ما كان هيموت، في حد بالعنف ده!

لم تقتنع "نغم" بأي شئ ولم تفهم سوى أن حبيبها الذي تحبه سرًا وتتحدث إليه كل يوم بالنظر إلى صورته في ضائقة.. أيًا كان السبب.
وإن كان هو المخطئ هي متعاطفة معه.. أغلقت المكالمة وبقيت على قلقها عليه، لا تستطيع أن تكون بجانبه وهما يضيق عليها صدرها أكثر.. ولا تتجرأ على السؤال عنه، من تسأل ولماذا وبما ستبرر؟.. كل ذلك خطر على عقلها.
جلست راكدة بعدما كانت تتحرك بنشاط وتحمس لتنهي وصفتها الجديدة، تنتظر على الأقل خبر جيد حياله، مؤكد لن يتركه "يونس" هكذا.. سيجد حل ويخرجه من هنا.
............................................................................

كان "يونس" يجوب المكان يمينًا ويسارًا غير متحملًا فكرة تواجد شقيقه هنا.. إن استطاع أن يقلب الأرض عاليها سافلها لفعل كي لا يبيت ليلة واحدة بالمخفر.
دعس "يونس" سيجارته متوترًا وهو يقول :
- أخويا مش هيقعد هنا ساعة واحدة ياكمال.. أنت أكيد فاهمني وتقدر تتصرف

فـ أردف صديقه ضابط الشرطة "كمال" محاولًا تهدئته :
- متقلقش يايونس، المحضر المفروض يتعرض على النيابة وبكرة الصبح هيكون التحقيق مستمر.. ممكن يتم الإخلاء عنه وممكن آ....

فرفض "يونس" مجرد فكرة وجود رأي آخر غير ذلك :
- مفيش وممكن ، مفيش.. هيخرج يعني هيخرج، مش يزيد الجبالي اللي هينزل الزنزانة على أخر الزمن ، طبعًا فاهمني

فـ هزّ "كمال" رأسه و :
- الأدلة برضو مش كافية عشان ينزل الزنزانة زي ما بتقول ولسه التحقيقات شغاله

نظر "يونس" في ساعة يده و :
- المفروض يكون خلص من بدري

خرج "يونس" من مكتب "كمال" كي يتفقد التحقيق مع شقيقه.. وقف أمام الغرفة وانتظر لثوانٍ، فخرج المحامي أولًا و "يزيد" من خلفه ليتسائل "يونس" بتلهف قلق :
- ها؟

فأردف المحامي أولًا :
- الإفراج عنه بضمان محل إقامته وبكرة الصبح هييجي يتحقق معاه قدام النيابة

زفر "يونس" أخيرًا رغم أن ذلك لم يكن أملًا قويًا بـ انتهاء الأمر.. ثم نظر لـ "يزيد" الذي لم يكن جليًا عليه أيًا من مشاعر القلق والتوتر، بالعكس.. كان مرتاحًا للغاية كأن شيئًا لم يكن، بل إنه طلب على الفور :
- السجاير والولاعة في العربية وانا محتاج أدخن حالًا

واستبقهم جميعًا إلى الخارج.. لمح "يزيد" "ملك" جالسة في المقعد الأمامي بالسيارة، فـ تلوت شفتيه وهو يلتفت لشقيقه الذي كان يبعد بعدة أمتار بسيطة.. وحينما اقترب قال مستهجنًا :
- أنت هتبدأ تاخد معاك مراتك المستقبلية في كل حته ولا إيه!؟

فـ عبس "يونس" وهو يزجره بنظرة صارمة و :
- يــزيد!

فـ اكفهر وجه "يزيد" وهو يشيحه بعيدًا و :
- بلا يزيد بلا بتاع، أنا دلوقتي عايز أقعد جمب أخويا في عربيته وأفضفض معاه، أقعد فين؟؟

فـ نظر "يونس" نحو سيارته و :
- ما تقعد معانا ورا يايزيد، أكيد مش هقومها من قدام لورا يعني!؟

فـ ربت "يزيد" على كتفه و :
- خليها تنفعك، مش هركب معاك خالص.. هركب مع عيسى

ثم سار نحو سيارة "عيسى" المصفوفة وهو يتمتم مغتاظًا :
- بكرة لما تبقى معاه بجد مش هعرف أتلم عليه حتى!

وبالفعل استقر في سيارة "عيسى" متضايقًا وهو يرى إنها من سلبت اهتمام "يونس" منه بعدما كان له وحده.. ها قد أتت من تشاركه فيه من جديد، ذهبت زوجته الراحلة "هانيـا".. فـ أتت من هي أعتى وأقوى منها في التأثير على "يونـس".. وهذا يجعله حانقًا عليها.
...........................................................................

ترك "الطبيب" دفتر الملحوظات معلقًا على طرف الفراش، ثم غادر بعد أن اطمئن على استقرار حالة "معتصم".. فنظر لزوجته والتي كانت ذات ملامح غريبة وتهتم بهاتفها عبر النظر إليه كل دقيقتين تقريبًا.. ثم هتف :
- عايزة تقولي حاجه يارغدة؟

فـ نظرت حياله مترددة و :
- آ... يعني ، آه

فـ استند "معتصم" على ذراعه كي يعتدل:
- قولي

أجفلت "رغدة بصرها متحرجة من طلب گهذا ستطلبه من زوجها الشرعي، ولكن ليس بمقدورها أن تفعل شئ آخر.. قنط "معتصم" من صمتها فـ نفخ بنفاذ صبر و :
- هـا يارغدة ، هاتي اللي عندك

فـ عضت "رغدة" على شفتيها قبل أن تطلب :
- عايزاك تتنازل عن المحضر اللي عملته

فـ ضحك بسخرية كأنه لم يتوقع ذلك و :
- أنتي بتهرجي ، صح ؟

ثم عبس بين لحظة وأخرى وسأل محتدمًا :
- أنتي لسه بتحبيه وعايزة تحميه بعد اللي عمله!!

فـ نفت على الفور تهمة الخيانة التي يوجهها لها بصراحة مطلقة و :
- لأ، أنا عايزة نعيش حياة طبيعية من غير حروب مؤامرات
- يزيد مش هيبطل يكرهني

فـ انفعلت هي الأخرى بعدما صاح هو بقوله :
- اللي أخدته منه مكنش سهل يامعتصم

وازدردت ريقها وهي تحاول إنهاء هذا الحوار ذي لا يتطور بشكل لن يعجب أيًا منهم :
- كل حاجه وليها مقابل

فـ انعقد حاجبيه بشغف بعد عبارتها الأخيرة التي استوقفته و :
- وإيه هو مقابل تنازلي عن المحضر

جاهدت، حتى إنها ستفعل الأمر الذي لم تكن ستفعله في الأحوال العادية.. فقط من أجل أن تحمي "يزيد"، من أجل إنقاذه، لا يهم سبب ذلك.. هل مازالت تحبه أم مجرد رغبة في إنقاذه؟ لا تعلم، اضطراب مشاعرها مسيطرًا عليها الآن، ولكن الشئ الوحيد الذي تؤمن به إنها لن تتركه هكذا فريسة يطاردها زوجها حتى إنه سينقض عليه بأي وقت.. عليها التدخل وبالشكل الذي يضمن سلامة "يزيد" وإخراجه من هذا الأمر.
تركت "رغدة" هاتفها واستجمعت شتات عقلها، دبرت أمر ترددها بـ إقناع نفسها أن هذا هو الصواب لأجله، ثم عرضت عليه عرضها فورًا :
- هحولك الأسهم اللي طلبتها مني مقابل إنك تتنازل

فرصة على طبق من ذهب، الحلم الذي حلم به مرارًا.. بدون أدنى مجهود منه ها هو يتحقق، عرض مغرِ لا يقبل الرفض.. ولكن هل تعميه رغبته في الأنتقام منه فـ يفضل سجنه أو ما شابه، أم يرضى بذلك النصر الذي سيحققه بدون عناء.؟
يتبع.....
لقراءة الفصل الحادي والاربعون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات