القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية مافيا بالغلط الفصل التاسع عشر 19 بقلم اسراء الحسيني

 رواية مافيا بالغلط الفصل التاسع عشر 19 بقلم اسراء الحسيني

رواية مافيا بالغلط الفصل التاسع عشر 19 بقلم اسراء الحسيني

رواية مافيا بالغلط الفصل التاسع عشر 19 بقلم اسراء الحسيني

كان يقترب منها دون شعور بينما هى لم تنتبه له بسبب إنشغالها مع " سيرين " التي تبكي، وقعت عينيها عليه لـ تشهق بصدمة كبيرة وإتسعت عينيها وهى تراه أمامها بينما عيناه لم تحيد عنها، تداركت الأمر وأنه مازال يقترب منها، تنهدت بعمق وقبل أن يقلص المسافة أكتر بينهم وقعت يدها على خده بقوة لـ يشهق الجميع بذهول لما حدث أمامهم بينما هو أفاق أخيرًا لـ ينظر لها بدهشة لما فعلته وهى تنظر له وتضحك بخبث
يجلس بعيدًا عنهم بينما " عز " و " عدي " يجلسان معًا وهم يتهامسان على ما حدث منذ قليل وهم ينظرون له ويكمتون ضحكاتهم
_ القلم لسه معلم على خده!
قالها " عدى " بخفوت بينما " عز " ضحك قائلًا
_ تقريبًا كده ضربته بغل
_ دي جمعت كل قوتها في القلم ده!
ظل الإثنان يتهامسان لـ يصمتان فجأة بسبب نهوض " رامي " بعصبية وإقترب منهم قائلًا
_ عندنا ماتش ملاكمة النهاردة
تحدث الإثنان بتوتر
_ عندنا؟
هز رأسه بنعم قائلًا
_ أنا وأنتوا
هزوا رأسهم بنفي بسرعة لـ يقول " عز "
_ لا بلاش أنا، خدوه هو أنا لعبت معاك المرة اللي فاتت
إبتسم " رامي " قائلًا
_ أنت نسيت العقاب ولا اى؟
تذكر أنه سيعاقبه لأنه من أتى بـ " سيلين " إلى هنا، بلع ريقه بخوف قائلًا بنفسه لا مفر!
صباح اليوم التالي
دقت " سيلين " باب غرفة الأخرى ولكن لم تلتقي رد، نادت وبلا فائدة، تنهدت ييأس ثم فتحت الباب بهدوء وقعت عينيها على ذلك الفراش الكبير لـ تجد " سيلين " وذلك الصغير يتوسط أحضانها وكلاهما غرقان في نوم عميق إبتسمت لـ تُعيد غلق الباب مرة أخرى وذهبت نحو الأسفل تُعد هي الإفطار ريثما يستيقظ الباقون
بدأت تتحرك برشاقة من هنا وهناك لـ تعد الطعام بحب لهم، فزعت عند دخول " عدي " المطبخ قائلًا بضيق
_ أنا جعان، إتأخرتي في الفطار ليه؟
قذفت تلك القماشة عليه قائلة بغضب خفيف
_ خضتني، أنت دائمًا كده جعان ولا كل ما تشوفني تفتكر الأكل؟
هز رأسه قائلًا
_ مش وقت كلام وخلصي الأكل بسرعة
تنهدت لـ تعود لـ إعداد الطعام قائلة بهدوء
_ هو أنت معندكش حاجة تانية تقولها ليا؟
نظر لها بإستغراب قائلًا
_ حاجة اى؟
عقدت حاجبيها بغضب مكتوم قائلًا بغيظ
_ هو قلبك مش شغال ليه؟، ولا بطنك بس اللي شغالة؟
إبتسم لـ شعوره بغضبها فهى تبدو طفولية في نظره فقال بخبث
_ وأنتِ عايزة اى من قلبي؟
رمت المعلقة بيدها وإلتفت له قائلة بعصبية
_ مش عايزة منه حاجة وأخرج بقى عشان أخلص
عادت مرة أخرى للطعام وهى تتنفس بهدوء لـ تُبعد غضبها هذا بينما هو إبتسم بثقة ثم خرج، قابل في طريقه " سيلين " التي تنظر له بإستغراب لـ تلك الإبتسامة البلهاء كما تُسميها بينما تابع طريقه بهدوء
_ أكيد كان بيقولك أنه جعان
تحدثت بها " سيلين " وهى تضحك بينما " سيرين " تنهدت بصوت مسموع، إقتربت منها " سيلين " قائلة بهدوء تتسأل
_ مالك يا " سيرين " ؟
بكت " سيرين " فجأة لـ تفزع الأخرى بينما هى قالت
_ كل ما يشوفني بيكون جعان ومبيقولش غير أنه جعان، وأنا نفسي أسمع منه حاجة تانيه غيرها بس هو مش بيحس أبدًا، طب مش هعمل الأكل أهو
تركت مابيدها بعصبية لـ تخرج تاركة الأخرى تنظر لها بدهشة وهى تقف في ركن بعيد كانت تحتمي بيه من يد " سيرين " التي كانت بها سكين وتلوح بها بعصبية، تنفست براحة واضعة يدها على صدرها من الخوف قائلة
_ إنتوا بجد مجانين!
يترأس الطاولة " رامي " بينما على يساره " عدى " وبجانبه " سيرين " وعلى يمينه " عز " وبجانبه " سيلين " التي تحمل " لوئ " على قدمها تُداعبه وهو يتناول الطعام معها بفرحة، كان هو يسترق النظرات لها و لـ أبنه الذي بحضنها بينما يشعر بنار الغيرة تحرق قلبه من طفله!، إبتسم بداخله بسخرية على تفكيره هذا ولكنه تذكر فجأة أنها ستصبح ملكًا لـ شخص أخر غيره لـ يزداد غضبه بينما يعقد حاجبيه بغير رضا، نظر نحو يدها يبحث عن ذلك الخاتم المُتطفل كـ صاحبه ولكن لم يجده شعر لـ ثوانٍ بالسعادة ولكن " عز " دمرها عندما لاحظ نظراته نحو يد الأخرى وفهم فيما يُفكر وقال بمحاولة أستفزاز الأخر
_ " سيلين "، هو الخاتم بتاعك فين؟
رفعت رأسها له ونظرت له قائلة بإستغراب
_ خاتم اى؟
أبتسم بخبث قائلًا
_ خاتم الخطوبة بتاعك
نظرت له بحيرة فهو يعلم أنها فسخت خطوبتها فـ ليما يسأل عن الخاتم؟، لاحظت نظراته الخبيثة وهو يغمز لها دون أن يلاحظ أحد لـ تفهم أنه يطلب منها أن تُجاريه في لعبته هذه، إبتلعت ريقها قائلة
_ اه صح، هو ضاع منى لما جيت هنا، أكيد " جلال " هيضايق أوي
أبتسم بمرح عندما فهمت قصده وقال
_ لا أكيد هيجيلك غيره مادام بيحبك، مش أنتِ اللي قولتي مش بيرفض ليكِ حاجة؟
هزت رأسها بنعم قائلة
_ اه طبعًا أكيد قلقان أوي عليا، لازم أرجع مصر في أقرب وقت
" عدي " يُتابع الحديث بغرابة فهو أيضًا يعلم أنها أنهت خطوبتها إذاً لما هذا الحديث الآن؟، هذا ما حدث به نفسه ولكنه قرر أن يعلم سبب هذا الحديث فقال
_مش أنتِ قولتي أنك فـ.....
قطع حديثه تلقي ضربة مزدوجة من " عز " و " سيرين " على كلتا قدامه من أسفل الطاولة لـ يكتم ألمه بصعوبة قائلًا بنظراته لما فعلتم هذا!، ضحكت " سيلين " عليه بخفة بينما "رامي " يزداد غضبه تدريجًا إلا أن قام بعصبية من مكانه قائلًا لـ " عز و عدى " بجدية
_ خمس دقائق وتكونوا قدامي في أوضة الملاكمة
تركهم لـ يرحل بخطوات سريعة بينما " سيرين " تضحك فرحًا بما سيحصل لهم بعد قليل بينما " سيلين " إبتسمت بداخلها بعد أن شعرت بجزء من غيرته فهى متأكدة أن هذه ليست غيرة كاملة بل هو جاهد نفسه حتى يخفيها ولكن تصرفاته فضحت جزء منها، إنشغلت مرة أخرى مع " لوئ " وهى وتداعبه بفرح وضحكاته تتعالى معها........
قاوم " عز " ضربات " رامي " بصعوبة و لكمه كردة فعل منه ولكنه تلقى أقوى منها لـ يتراجع للخلف وهو يشعر بالدوار فقد نفذت طاقته للهجوم وحتى للدفاع، " عز " لم يكن ضعيف ولكن " رامي " زادت قوته من الغيظ والغيرة بسببها، تراجع " عز " حتى إستند على الحائط بتعب وهو يمسك رأسه بألم، بينما " عدى " يجلس على الأرض بجانبه وهو يستند برأسه على الحائط، لم يتلقى الكثير من الضربات كـ " عز " ولكن تلقى عدة ضربات تعرف أماكن نقاط ضعف لـ تنهك قوته، تنهد " رامي " بضيق وأقترب من الحائط الزجاجى للغرفة لـ ينظر نحو الحديقة الأمامية لـ منزله، لانت ملامحه عندما لمح " سيلين " ومعها أبنه وهم يمرحون ولكن سرعان ما قطب حاجبيه بغضب لـ رؤية دخيل ما يقترب منها لـ يتحرك بسرعة نحوهم
أقترب " رامي " من مكانهم لـ ينادي عليها بصوت عالي جاد، إلتفت هى بدهشة وهى تشعر بقلبها ينبض بعنف فهذه أول مرة تسمعه ينادي عليها أو ينطق أسمها، أقترب منها لـ يُشير لها أن تقف خلفه فـ أطعته هى دون جدال فهى لم تفق بعد من دهشتها، إبتسم بداخله برضا لـ ينظر للأخر وبجانبه فتاة تنظر له بإعحاب
_ جاى ليه؟
إبتسم ذلك الرجل قائلًا
_ جاى أحذرك
تحدث بإستنكار
_ تحذرني؟، اللي أعرفه أننا مفيش مابيينا مُسمي أصدقاء عشان تخاف عليا وتحذرني
إبتسم الأخر مُجبيبًا له
_ هتغاضى عن سخريتك، أنا جاى أحذرك من إنك تدخل الصفقة الجاية لأنها ليا وهتبقى خسارة ليك ومنعًا لـ إحراجك بلاش تدخل فيها لأنها محسومة ليا
كتف ذراعه وقال بسخرية
_ ما دام إنت متأكد كدة إنك هتكسبها جاى تحذرني ليه من أني أدخل؟، ما تسبني أدخل و أخسر مش كده هتفرح؟
نظف حلقه وقال بهدوء
_ ما أنا قولتك عشان هتبقى إحراج ليك ولـ مكانتك
نفى برأسه قائلًا
_ أنا هقولك جاى ليه، أنت عارف كويس إني هكسبها وأنت خايف إنك تكون الخسران مع إن ده هو اللي هيحصل وبالتالي الإحراج هيبقى ليك أنت ولـ مكانتك مش ليا
شعر الأخر بالضيق والغضب لـ حديثه فقرر أن يستفزه ويستخدم طريقة أخرى لـ إجباره على الانسحاب، ركز نظراته على تلك التي تقف خلفه وتتابع ما يحدث دون تدخل، قبض " رامي " على يده بقوة قائلًا بغضب و غيرة
_ عينيك تبعدها عشان متخسرهاش مع الصفقة
أبعد نظره عنها لـ ينظر لـ الأخر قائلًا بخبث
_ جميلة أوي
لم يتحمل " رامي " حديثه هذا لـ يلكمه بقوة ويتراجع على أثرها للخلف، بينما " سيلين " شهقت بفزع لما فعله وتلك الأخرى لم تهتم لـ ذلك الشخص بل ذاد إعجابها الشديد لـ " رامي " تعجبت " سيلين " من صمت الفتاة وأنها لم تركض نحوه لـ تطمئن عليه فنظرت لها بإستغراب لـ تجدها تُحدق بذلك الغاضب والغيور، إنتلقت شرارت الغيرة لها هى أيضًا وتحركت دون شعور أو تفكير لـ تقف أمام " رامي" الذي نظر لها بدهشة ولكنه إبتسم لـ غيرتها هذه وأنها تحاول إخفائه بجسدها الضئيل هذا وتُصوب نظرات حادة نحو تلك الفتاة التي شعرت بالتوتر والخوف منها
أبتسم ذلك الرجل وقال ببرود
_ ماشي، كده في نقطة ضعف و إستغالها مطلوب
تحدث " رامي " بثقة قائلًا
_ لو عايز تخسر عضو تاني مع عينك والصفقة أعمل اللي بتفكر فيه
نظر الرجل له بغضب شديد لـ يطلب من الفتاة أن تتبعه لـ يرحل، بينما بقت " سيلين " كما هى وعيونها الحادة لم تتغير بينما هو إبتسم بتلاعب قائلًا
_ هى دي غيرة؟
أنتفضت لـ تبتعد من أمامه بفزع بعد أن تداركت ما فعلته، إشتعلت خدودها بحمرة خفيفة لـ تقول بتوتر
_ غيرة؟، أنا معرفش يعني اى غيرة أصلًا
إبتسم وتحدث بخبث
_ يبقى حب
نظرت له بصدمة مع زيادة حمرة خدها ولم تتحدث لـ يُكمل هو
_ مبقاش في وقت للهرب والبُعد، جربته ومينفعش ممكن أختار طريق تانى؟
أنهى حديثه يتسأل لـ تقول بإستغراب
_ طريق اى؟
إبتسم بهدوء وتحدث
_ طريق لـ قلبك
لم تتحمل أكثر لـ تركض نحو الداخل وهى تأخذ " لوئ " معها وتركته يبتسم وهو يُشاهد تهربها، رفع رأسه للسماء قائلًا بأمل
_ هو مفيش غير طريق لـ قلبك اللي هكمل فيه .......
لسه في بارت تاني انزلوا شوية...
الباب العشرين
دخلت للمنزل وتركته بالخارج، إقتربت من الأريكة لـ تجلس عليها بتوتر وبعد الخجل وهى مازالت تُفكر بحديثه، هل هذا إعتراف بالحب بطريقة غيرة مباشرة؟، ضحكت بخجل و وضعت يدها على وجهها تُخفيه، بينما " سيرين و عز و عدى " جذبهم صوت ضحكتها و تصرفاتها الغريبة هذه لـ ينظروا لها بدهشة بينما " عدى " تحدث ساخرًا
« هو أنتِ إتجننتي ولا اى؟ »
صمت قليلًا لـ يكمل بخبث قائلًا
« الظاهر إن " رامي " السبب »
أكمل بفضول
« هو قالك اى؟ »
نظرت له بغيظ قائلة بسخرية
« هخليه يقولك بنفسه »
ظهر الهلع عليه لـ ينفي بسرعة قائلًا
« لا خلاص ده مش بيقول ده بيضرب على طول و كله بسببك، اتبهدلنا أنا هو بسببك »
أشار نحو " عز " لـ تنظر نحوه فـ شهقت بفزع وإقتربت منه بسرعة قائلة
« اى الجروح والكدمات دي كلها؟ »
إبتسم بسخرية قائلًا
« لا ده كان ماتش بسيط و دي الأهداف »
وضع يده على جروح وجه لـ يتأوه بألم بينما هى طلبت من أحد عمال القصر لـ يأتوا بي صندوق إسعافات لها، جاء طلبها لـ تجلس بسرعة بجانبه وبدأت في معالجة جراحه والاهتمام بها بينما هو لم يكف عن التأوه بألم ونسى تمامًا أنه يمكن أن تتجدد تلك الجروح مرة أخرى إذا رأى ذلك الغيور أهتمامها به......
دخل " رامي " وهو يضع كلتا يده بجيب بنطاله و يبتسم بثقة ولكنها تلاشت ما إن وقع عيناه عليها وأهتمامها بالاخر جعل غضبه يزداد مع غيرته لـ يصرخ قائلًا
« أنتِ بتعملي اى؟ »
فزع الجميع لـ تنظر له الأخرى و ملامحها عابسة بسبب ما وقع منها لـ فزعها من صراخه، قالت له بإستغىراب
« في اى؟ »
أقترب بسرعة منهم لـ يأخذ علبة الإسعافات وكأنه طفل يُعاند شخص ما، قال بصرامة
« مش هتعلجي جروحه هو هيتصرف »
وقفت بغضب لـ تمسك العلبة بيدها تُحاول جذبها منه قائلة
« أنت بتعمل كده ليه، هات العلبة أنا اللي هعالج جروحه »
ظل الإثنان يتشاجران وتلك العلبة تتحرك بين بيدهم تحت أنظار الثلاثة لـ يقول " عدى " بضجر
« ما تسبها تعالج جروحه هى أول مرة! »
صمت رهيب ساد الجو بينهم، " سيرين و عز " ينظرون لـ " عدى " رغبة بقتله بينما هو إبتلع ريقه بخوف منهم، أنتهزت " سيلين " سكون " رامي " لـ تجذب العلبة منه وهى تبتسم بنصر بينما هو ظل واقفًا بمكانه يحاول إستيعاب ما قاله الأخر، لم تكن أول مرة؟، هذا يعني أنها عالجت جروحه من قبل، أذًا ذلك اليوم عندما سمع صوت فتاة كانت هى!، كانت قريبة منه وكانت تهتم به، هو يغار من أبنه بشدة أذًا برأيكوا ما مدى غيرته عندما علم كل هذا؟
أفاق من شروده لـ ينظر لها يجدها تُحاول معالجة جروح " عز " الذي يرفض بشدة خوفًا من غيرة الأخر، تنهد هو بهدوء لـ يقول لها
« " سيلين "، هاتي العلبة »
المرة الثانية التي يُناديها فيها لـ يخفق قلبها مرة أخرى، أعطته العلبة بإطاعة لـ يبتسم لها ثم إلتفت راحلًا، بينما هى أدركت أن أسمها منه أصبح خطر كثيرًا عليها......
أوقف سيارته بالقرب من الشاطئ، نزل منها لـ يقترب للبحر وصوت أمواجه تزداد لـ تخترق أذنه بشعور مُحبب و مُريح له، تنهد بعمق ثم أخرج هاتفه لـ يقوم بمكالمة دولية، لم يستغرق الأمر كثيرًا لـ يأتيه صوتها
_ أخيرًا أتصلت!
شعر بعتابها لـ يقول بهدوء
_ أسف، بس في حاجات كتير حصلت وإتشغلت بيها
_ هى كويسة؟
رد مُطمئنها
_ كويسة وبخير متقلقيش
_ نفسي أسمع صوتها..!
شعر بإشتيقاها لها
_ ليه مفكرتيش تسفري ليها؟
_ قررت أستنها حتى لو طال البُعد...
نبرة ألم وشوق تملئ صوتها
_ أنتِ اللي إختارتي إنها تبعد
_ ومش ندمانة، كده أحسن، بس أنت اللي بعدتها أوي عني
لامته لـ يقول
_ أنتِ بعدتيها عشان سبب وأنا بعدتها أوي عشان عندي سبب برضه
_ أنت ليه عايز تقربها منه؟
رد مُجيب
_ عشان دي أول مرة قلبه يجرب يحب، يجرب الغيرة و الخوف
_ أنتوا حياتكوا كلها مخاطر و أعداء كتير حوليكوا، فين الأمان؟، لحد أمتى هيقدر ينقذها ويحميها منهم!
لم يجد أجابة على سؤالها لـ يختار الصمت بينما هى بدأت تسمع صوت الأمواج بوضوح و صوت أنفاسه المُطربة
_ " عز "، هو أنتوا ممكن تتخلوا عن المافيا؟
أخذ وقت لـ يجد الإجابة ولكنه قال
_ صعب..... صعب أوي إنها اللي تتخلى عننا،. تعرفي يا " نور " أنا نفسي أعيش حياة مستقرة و أكون أسرة صغيرة، بس الأمنية دي صعب تتحقق
أختنق صوتها وهى تحاول عدم البُكاء لـ تقول
_ يبقى صاحبك يتخلى عنها، رجعلي أختى، أنا بسحب كلامي أنا ندمانة على قراري وإني طلبت المساعدة منك، ده أخر طلب أرجوك نفذه
أنهى المكالمة معها بعدما ترجته أن يعيد " سيلين " وأنها الآن شعرت بالندم، ضغط على شفتيه يُقاوم ذلك الشعور الذي يجعله يرغب بالبكاء والصراخ، لم يكن صديقه الذي جرب الشعور بالحب وحده، إقتحم الحب قلبه هو الأخر ولكنه يعلم أنه لن يحظي بمن يُحب لذا يُحاول مساعدة صديقه، ولكن السؤال الأهم كيف سـ تتخلى عنهم المافيا لـ يعشوا بسلام .....!
اليوم التالي
نزل " رامي " وهو يرتدي ملابس رسمية و يحمل هاتفه بيده مُنشغل به، وصل لـ أخر درجة من السلم لـ يبعد نظره عن هاتفه و ينظر حوله بفضول يبحث عنها، وجدها تجلس مع أبنه ككل مرة بينما تُلاعبه، جذب أنظارهم بندائه على إبنه لـ يركض نحوه بحماس، حمل إبنه لـ يضحك الأخر بينما قال هو
_ متزعجش " سيلين " يا " لوئ "
رد بطفولة
_ بس أنا بحب ألعب معاها
_ ماشي بس مش كتير عشان متتعبش، أتفقنا؟
_ أتفقنا، نزلي بقى عايز اروحلها
أنزل أبنه وهو يبتسم برضا، هو لم يطلب منه ذلك حتى لا يُتعبها، بل طلبه بدافع الغيرة من أبنه لـ تقربه الشديد منها، ضحك بداخله بغير تصديق على تصرفاته الطفولية إتجاها، إقترب منها قائلًا بإبتسامة
_ صباح الخير
لم ترفع نظره نحوها وأجابت
_ صباح النور
أحس بنبرة باردة منها لـ يعقد حاجبيه بعدم رضا وعاد يسأل
_ عايز أتكلم معاكِ شوية
أجبته بنبرة لم تُعجبه
_ لأ
حرف صغير أغضبه، بينما هى قامت من مكانها وهي تحمل الصغير لـ تبتعد عنه، حاول أن يوقفها ولكنها تجاهلته زفر بضيق لـ يخرج من المنزل نحو شركته
دخل " عز " مكتب " رامي " لـ يجده وقف أمام الوجه الزجاجية ينظر للخارج بينما المكتب يعمه الفوضى وكل شئ مُحطم حوله، بلع ريقه وتحدث بهدوء
_ " رامي " هو في اى؟، في حاجة حصلت ضيقتك؟
تحدث دون أن يلتفت
_ هى ليه بتعمل كده فيا؟
_ هى مين؟
تجاهل سؤاله وقال
_ كنت عايز أحسن علاقتي معاها، كنت عايز أبدأ حياة تانية معاها
عرف عن يتحدث لـ يقول
_ طب حاول تاني معاها
إلتفت له وقال بحده
_ أنا بكره اللي بتجاهل كلامي وأنت عارف أنا بعمل فيه اى
لانت ملامحه وقال
_ بس لما التجاهل يجي منها هى بضايق وبحس بخنقة
ظهرت ملامح الدهشة على " عز " وهو يرى عجز وضعف صديقه لـ أول مرة، أقترب منه وقال
_ تعالى نروح أوضة الإجتماعات عشان مكتبك بقى خراب و خالى حياتك الخاصة بعيدة دلوقتي و ركز في العملية
أخذه إلى غرفة الاجتماعات لـ يُحاول أن يلهيه بالعمل حتى ينسى، بينما هو خرج لـ يُجري عدة إتصالات وتركه غارق بين الأوراق الهامة
خرجت من السيارة برفقة " سيرين " ونظرت نحو شركته و هى تحمل بين يدها حقيبة مربعة متوسطة الحجم
_ يلا يا " سيلين "
نظرت نحوها قائلة
_ هو هيرضى؟
إبتسمت لها قائلة
_ طبعًا، وتراهني أول ما يشوفك هيفرح جدًا
إبتسامة بخجل وتبعتها نحو الداخل، وصلوا لـ غرفة الاجتماعات كما قال لهم " عز " فهو من أخبرهم بحالة " رامي " لـ تُقرر " سيلين " أن تحضر له بعد الطعام و تأتي به للشركة كأعتذار فهو خرج من المنزل دون تناول شئ لـ غضبه، بينما " عز " رحب بالفكرة، فتحت " سيرين " باب الغرفة وبينما الأخرى تحمل الطعام وهى تبتسم ولكن تلاشت إبتسامتها وظهر الصدمة والغضب عليها بينما يدها بدأت ترتجف من الصدمة لـ تُسرع " سيرين " لـ تأخذ الطعام منها، بينما جاء عز من خلفهم قائلًا بإستغراب
_ وقفين كده ليه ما تتدخلوا
لم يرد عليه أحد لـ ينظر نحو الداخل لـ تتسع عيناه بصدمة هو الأخر قائلًا
_ بحاول أصلح الموضوع فـ يتعقد!
يا ترا شافت اى؟
يتبع....
لقراءة الفصل العشرون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات