القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أنين مكة الحلقة الحادية والعشرون 21 بقلم شيماء سعيد

 رواية أنين مكة الحلقة الحادية والعشرون 21 بقلم شيماء سعيد
رواية أنين مكة الحلقة الحادية والعشرون 21 بقلم شيماء سعيد

رواية أنين مكة الحلقة الحادية والعشرون 21 بقلم شيماء سعيد

الطبيب لـ كريم وهو يبتسم .
مبروووك المدام حامل .
جحظت عين كريم قائلا بإندهاش ....حامل .
وصعقت ريم ثم اجهشت بالبكاء ؟
أندهش الطبيب من بكاؤها فأردف .....ليه كده ؟
ده رزق من ربنا والعياط وحش عليكِ وعلى صحة الجنين .

ريم بصوت منبوح من البكاء......أصل ...؟

فباغتها كريم التى تأكد من شكوكه أن هناك أمر ما حدث بينها وبين حاتم ..قائلا.....مفيش يا دكتور بس عشان احنا لسه بندرس وكنا مأجلين الحمل شوية .

بس بدال جه خلاص ، الحمد لله .

ثم أقترب من ريم وأمسك يدها بحنو وساعدها على النهوض قائلا.....قومى بشويش يا حبيبتى.

نظرت له ريم بتعجب من موقفه محدثة نفسها ...معقول طريقة كلامه دى ، واحد تانى كان شتمنى وسابنى ومشى .

خرج كل من ريم وكريم من عند الطبيب وظلوا صامتين لبرهة من الوقت أثناء مسيرهم إلى مكان سيارة كريم .

حتى توقفت عن ريم عن المسير فجأة أمامه واجهشت فى البكاء قائلة........قول اى حاجة متسكتش كده .....قول انى إنسانة وحشة وليه عملت كده وقول إنك مش هتعرفنى تانى ، لأن ده حقك .
قول اى حاجة ، متسكتش كده يا كريم .

متعذبنيش أكتر ما أنا متعذبة .

فتنهد كريم بألم ثم دعى الله أن يلهمه الصواب ورأى أنها فى مصيبة ودينه وخلقه يملى عليه بالستر.

كريم بحزن....ريم .
مخبيش عليكِ أن الأمر صعب اوى على النفس ، لكن اللوم والعتاب مش هيجيب نتيجة لإن اللى حصل حصل .

لكن دلوقتى لازم نفكر هنعمل ايه ؟

قبل مالحمل يظهر عليكِ وسمعتك تسوء وده اللى مرضهوش ليكِ أبدا .

وأنا متأكد إن اللى عمل كده حاتم صح ولو تفتكرى إنى حذرتك منه بس أنت مصدقتنيش .

بكت ريم قائلة....لو حكتلك إن غصب عنى مش هتصدقنى.

كريم......كفاية عياط ، وتعالى نركب العربية عشان الناس بدئت تبص علينا وتصارحينى ازاى حصل ؟
عشان أقدر أساعدك .

وبالفعل قصت له ريم ما حدث من تمثيلية حقيرة أداها بإقناع شديد جلال وحاتم حتى اوقعها حاتم فى لم تكن تريده أبدا .

انفعل كريم قائلا.... وإنتِ هبلة وصدقتى ، بس الذنب الأكبر على الشيطان حاتم اللى استحل أعراض الناس ، وأنا مش هسيبه بجد .

هجيبه غصب عنك ويكتب عليكِ رسمى عشان خاطر الجنين ده ملهوش أى ذنب فى اللى حصل .

ريم بقلق ......أنا خايفة عليك منه ، ده شرانى ومستند على مكانة والده وانت مش قده .

كريم بثقة.......وأنا معايا ربنا اقوى وأعظم .
متشليش هم طول مـ أنا موجود يا ريم .

نظرت له ريم نظرة إمتنان قائلة....مش عارفه أشكرك إزاى يا كريم ؟

كريم.......مفيش شكر بينا يا ريم ، أنتِ عارفة مكانتك عندى إيه بس النصيب .

والمهم دلوقتى مش هرتاح ولا يهدالى بال غير لما أجيب حقك .
...................

عامر ....أرجوك يا بابا ، أنا وعدت البنت وأنا فعلا معجب بيها .

خالد....يا ابنى مكة بنت عمك أولى من الغريب .

عامر.......وهى فين مكة وحتى لو عرفنا نوصلها ، ممكن تكون اتجوزت أو حتى قلبها مشغول بغيرى ولو حتى مفيش حد فى حياتها وارد برده إنها متقبلنيش شخصيا ، فالزواج أساسه القبول والإرتياح .
فأرجوك يا بابا تسبلى الحرية فى اختيار شريكة حياتى .

فصمت خالد للحظة ثم أردف على مضض .....ماشى يا عامر .
أنا يا ابنى مش هغصب عليك ، وهخليك تجرب بس البنت ألفاظها صعبة اوى ،مش عارف بتجيب الكلام ده منين ؟

فضحك عامر قائلا......بس دمها زى العسل وهى شكلها على الفطرة شوية وطيبة ودى حاجة كويسة مش وحشة .

ومع الوقت هتتعلم طريقة الكلام اللى هتريحك حضرتك إن شاءالله .

خالد......لما نشوف يا ابنى .

ثم جاء اتصال من عنان لعامر..
فابتسم لمجرد رؤية اسمها على الشاشة .
ثم استجاب على الفور .
عامر... السلام عليكم.
عنان....احلى سلام ده ولا ايه ؟
وعليكم السلام يا سكر .
ازيك يا عامر بيه ؟؟

عامر....إيه بيه دى ؟
فيه وحدة تقول لخطبها يا بيه ؟
اتسعت عين عنان وفتحت فمها ببلاهة غير مصدقة ما سمعت .

ثم أردفت.....انت قولت ايه يا سكر ، معلش قول تانى كده إلا سمعى تقيل حبيتن .

فكرر عامر ....خطيبتى .
كادت عنان أن يغشى عليها ولكنها تماسكت قائلة........بتكلم بجد يا سكر ؟؟
يعنى بجد الموضوع مش هزار وهنلبس الدبل ونتمشى على الكورنيش وتجبلى كوزين درة .

فضحك عامر....اه هجبلك كل اللى نفسك فيه .
عنان....إن شاءالله يخليك يا سكر .

طيب يا خطيبى ، صلى على النبى كده .
عامر...صل الله عليه وسلم .

عنان.....النهاردة بإذن الله ، معاد كشفك عن دكتور كبير اوى والكبير ربنا برده .

فى محطة الرمل اسمه عبدالمجيد هلال ، استاذ مخ واعصاب .

بس كشفه غالى شوية بس متقلقش أنا لسه قابضة جمعية فوف معاك كام وأنا هكملك يا سكر .

فضحك عامر ...لا متشغليش بالك ، كتر خيرك .

عنان.....لا إزاى يا خطيبى ، إحنا خلاص بقينا ايد وحدة ولازم نقف جمب بعضينا .

عامر.....متحرمش منك يا عنان .

عنان....اه يا يانى ، وكتاب الله المجيد أنا أول مرة اسمع أسمى بالحلاوة دى .

تقولش قولت سيمفونية .

المهم يا سكر ، الساعة 8 بالدقيقة هتلاقينى موجودة فى العيادة والعنوان بعد متخش من الجندى المجهول تسيب اول شارعين وتحود يمين اول عمارة عليها اليفطة بتاعة الدكتور .

عامر ...تمام ان شاء الله .

عنان.....وان شاء الله خير ومتحطش فى دماغك ، ومهما حصل أنا جمبك يا سكر .

عامر....ربنا يحفظك ليه يا خطيبتى.
عنان ...وربنا طالعة من بوقك عسل ، يحرسك لشبابك يا عسل
...................

كُلف ركان بهمة جديدة فى العمل من قبل رئيسه فى العمل اللواء سالم زيدان .

اللواء سالم ......أنا استدعيتك يا سيادة النقيب عشان عارف كويس إنك كفىء فى اى مهمه بنكلفك بيها .

ركان....دى حاجة تشرفنى يا فندم .

اللواء سالم ...طيب اقعد كده وارتاح عشان نكلم فى التفاصيل .

فجلس ركان مستمعا بتركيز لرئيسه فى العمل اللواء سالم .

سالم........دلوقتى إحنا اكتشفنا عمليات توزيع للمخدرات فى مناطق متعددة جوا اسكندرية.

وقدرنا نوصل لرأس الخلية بتعتها لراجل اسمع ( فاروق البدرى ) وهو طبعا راجل اعمال معروف .

و للأسف هو راجل لا غبار على اسمه وسمعته حلوة فى السوق .
ولما جبنا إذن من النيابة وروحنا فتشنا المخازن عنده ملقناش غير سكر بودرة ومش المخدر فطبعا مقدرناش نمسك عليه أى دليل إدانة .

ركان.؟...طيب حضرتك بتقول اسمه لا غبار عليه ،طيب سؤال ازاى عرفتم أنه راس الخلية ؟؟
ج
سالم.....لإننا مسكنا صبى من صبيانه وهو اعترف إنه هو وفى نفس الوقت قال إنه محصن نفسه جدا ويستحيل حد يعرف هو بيخبى البضاعة إزاى وفين ولا هو نفسه عارف فين ؟؟

ركان......فهمت .
طيب حضرتك عندك خطة معينة أنا همشى عليها ، ولا محتاج منى أفكر أنا واوصل لحل .

سالم.......هو الاتنين يا حضرة النقيب.
خطة موجودة بس أكيد ليك حق تتصرف فيها حسب الظروف اللى هتوجهها .

ركان ....تمام
إيه هى الخطة ؟؟

سالم......هتتخفى فى ملابس شحات وتطلب منه المساعدة ويوم ورا يوم تفهمه إنك بتفهم فى الزرع وياريت تشغلنى عندك جنينى أو حتى خدام .

بحيث تدخل الفيلا عنده فى شارع ثروت .

وتحاول تزرع كاميرات مراقبة فى كل مكان .
بس تخلى بالك لانه اكيد عنده برده كاميرات مراقبة .

ركان ....تمام

ومن إمتى أن شاءالله هنبدء الخطة .
سالم ...من النهاردة باليل بإذن الله .

وعلى تواصل اول ميوافق إنك تشتغل عنده .
ركان ...تمام يا باشا .
...............

تعافت سهام إلى حد ما وخرجت من المشفى للتتابع علاجها فى المنزل .

ولكن حالتها النفسية كانت سيئة للغاية ، فقد مر يومين بدون أن ترى مجدى ولم يسئل عليها ولو بمكالمة واحدة .

سهام محدثة نفسها.......لا يا مجدى .
أنا كده أتأكدت إن فيه حد فى حياتك ، أكيد وحدة غيرى هى اللى غيرتك بالطريقة دى .

ثم تذكرت رؤيته مع صديقة لها كانت دوما ترى فى عينيها الحقد .

فتنهدت بألم ......يااااه ممكن يكون ده حصل يا مجدى ، بعد كل الحب اللى بينا تبعنى على اخر العمر .

طيب أعمل ايه حتى لو أتأكدت من ده ؟

وصورته اللى هتتهز قدام ولادى وخايفة جدا لو اخدت موقف ، يقول لركان إنه مش ابنه وإنه ابن عباس .

اه يا نارى من ذنب زمان بيكبر قدام عينى دلوقتى ، بس حبيبى ركان ملهوش اى ذنب .

عشان كده لازم اسكت ،وكمان عشان الناس اللى مناسبهم هيقولوا إيه علينا ؟

لا لا هعمل نفسى عامية وخارسه عشان البيت اللى تعبت فيه ده ميتهدش .

أما هو فخلاص هعتبره مات وقلبى مشى فى جنازته .

وتذكرت عندما ألقى بها عباس أمام الباب بإهانة وأحرق ورقة زواجهم فأخذت تبكى مرارا أمام الباب ثم وقفت لتغادر وتجر معها أذيال الخيبة وقد أسودت الدنيا أمام عينيها .

سهام........هتعملى إيه دلوقتى فى المصيبة دى يا سهام ؟
بابا لو عرف احتمال كبير يروح فيها ، وسمعتنا قدام الناس .

يارتنى كنت مت قبل ميحصل كده يارتنى .

ثم جال على خاطرها مجدى ابن عمها ، حيث إنها تعلم حبه لها منذ الصغر .

لذا قررت أن تحدثه فى أمرها لعله يكون المنقذ لها فى هذه الأزمة .

فقامت بالإتصال به .......
مجدى....معقول يا سهام أنتِ اللى بتتصلى بيه ، أنا مش مصدق نفسى .

سهام...أنا محتاجك اوى يا مجدى ، ممكن أشوفك ضرورى .

رقص قلب مجدى متسائلا ...أيعقل تكون معشوقته قد شعرت بحبه اخيرا وتحتاجه لتبث إليه حبها هى الأخرى .

مجدى....اكيد طبعا يا سهام ، أنت تؤمرينى .

سهام.....خلاص نص ساعة وتقابلنى فى كافيه قصر الشوق .

مجدى ...تمام هكون هناك قبل المعاد .

وبالفعل كان فى انتظارها ، فأقبلت إليه بعيون باكية ووجه ذابل منطفىء ، فانقبض قلبه .

ووقف على الفور وأمسك بيديها قائلا...سهام ،مالك فيه إيه ؟
سهام.....محتاجة بس أقعد واخد نفسى الاول .
مجدى....اكيد أتفضلى .

اخذت سهام أنفاسها بصعوبة ثم بدئت دموعها ف الإنحدار بدون شعور فرق لها مجدى قائلا....وبعدين متعرفيش دموعك دى غالية عندى قد ايه ؟

كفاية ارجوك وقوليلى إيه مزعلك بس وانا مش هسيبك ؟؟

سهام بحرج شديد ......أنا غلطت غلطة كبيرة اوى يا مجدى .
ومفيش حد تانى غيرك يقدر يصلحها لأنك ابن عمى وعارفه إنك بتحبنى وكمان شهم اوى وهتكون ستر وغطا عليه .

شعر مجدى بغليان الدم فى رأسه بعد أن فطن لما ترمى إليه قائلا.....سهام بنت عمى ، الاخلاق المتعلمة بنت الحسب والنسب معقول تكونى ....؟

فوضعت سهام يدها على فمه قائله بقهر....صدقنى أنا معملتش حرام ده كان جواز فى السر عرفى بس هو طلع ندل وحرق الورقة وطلقنى .

والمشكلة الأكبر إنى حااااامل .

فجحظت عين مجدى وتحشرجت الكلمات فى جوفه فأخرجها بصعوبة ...ايه حااااامل كمان .

يا مصيبتنا السودة ، ليه كده يا سهام ؟

تعملى فى نفسك كده وفينا كده وفيه أنا كده بالذات ؟؟

إيه عجبك فيه اكتر منى ؟ حبتيه إزاى ؟
اتجوزتيه ليه فى السر ؟ ليه مدخلش الباب من بابه ؟
اكيد عشان انسان جبان وسافل ، هو ده اللى حبتيه ؟

فانهارت سهام من البكاء قائلة .....حرام عليك كفاية كفاية اللى أنا فيه والذل اللى حاسه بيه .

متزودش عليه أرجوك ، وشوف هتقدر تساعدنى ولا مش هتقدر ؟

مجدى...وعايزانى أساعدك اروح اجيبه من قفاه ويجوزك رسمى ؟

سهام....لا أنا كرهته ومش عايزاه خلاص.
مجدى...امال عايزه إيه ؟
سهام بخجل...تجوزنى !
واتسعت عين مجدى وفتح فمه ببلاهة غير مصدق......بجد عايزنى أتجوزك .

ولكن سرعان ما عبس قائلا...بس أنتِ مش عايزنا نجوز عشان بتحبينى عشان بس أستر عليكِ.

سهام....لا يا مجدى .
أنا حسيت بقيمتك وحسيت إنى بحبك بعد مجربت الشيطان اللى كنت مجوزاه لكن أنت حاجة تانية .

ثم وقفت والدموع فى عينيها قائلة....بس أنا مش هغصب عليك يا مجدى لو مش عايز .

وأكيد ربنا هيتولانى أو أنتحر واخلصكم منى ومن فضيحتى.

فرق لها مجدى وأمسك بيدها ليجلسها بجانبه قائلا....أنتِ بتقولى إيه ؟

ده اليوم اللى كنت بحلم بيه ، صحيح مكنتش اتمنى إنه يجى بالشكل ده بس اهو جه وخلاص .

فابتسمت سهام بوهن ، ورفع يدها إلى فمه فقبلها برقة وطمئنها إنه سيكون بجانبها وستزوجون فى أقرب وقت ليظن الناس أن ما تحمله فى احشائها هو ابنه وسيحمل اسمه وسيكون قطعة منه لإنه منها وسيعامله معاملة الإبن .

هذا كان وعدها لها ، فهل أوفى ؟؟؟

........
قطع شرود سهام إتصال من المحامى أيمن .
سهام....اهلا يا متر .

ايمن.....اهلا بيكِ يا هانم .

بعد إذنك لو أجى النهاردة نقرء الفاتحة ، أنا لسه مكلم مجدى باشا وهو موافق وقال اكلم حضرتك .

سهام بتصنع....تمام يا متر ، تنورنا إن شاءالله .
وعندما أغلقت الخط .

ولجت إليها مكة مبتسمة .

سهام....كويس جيتى فى وقتك يا حبيبتى .

أنا لسه قفلة مع المتر ايمن وهيجى النهاردة باليل عشان نقرء فاتحتك يا عروسة .

فابتلعت مكة ريقها بمرارة ولم تستطع الكلام .

سهام بضحك....بيقولوا السكوت علامة الرضا.

فولج فى هذه اللحظة ركان ليجد والدته تضحك ، فابتسم وأقترب منها وقبل يدها قائلا....وحشتنى ضحكتك الحلوة يا ست الكل .

ويا ترى إيه السبب ؟

ثم نظر إلى مكة بعين مشتاقة كأنه يقولها لها وحشتينى .

ثم داعبها بقوله....معقول تكون مكة قلتلك نكتة .
بس أنا عارفها يعنى ملهاش فى الفرفشة .

فنظرت له مكة بغيظ مردفة...لا خلاص وقت الفرفشة قرب ، والمتر ايمن بروحه الحلوه اكيد هيعدينى منها .

مهو زى المثل اللى بيقول ..اللى يجاور السعيد يسعد .

فرمقها ركان بحده وبصوت غاضب...ومين قالك إنى هتقبل المسخرة دى فى بيتى .

يبقى بتحلمى والشخص ده ميجيش هنا تانى .

حركت سهام رأسها بغضب قائلة بلوم......ايه اللى بتقوله ده يا سيادة النقيب.....ده خلاص جى يقرء الفاتحة وكده هيكون خطيبها رسمى ومن حقه يجى يا ولد أنت .

فنظر لها ركان بألم ممزوج بالقهر وكأن عينيه ترجوها أن تنكر ما قالته والدته ......وأنها لن تكون لهذا الارجوز ، فهى له وإن لم يعترف لها بحبه .

ولكنه وجدها تؤكد بقولها.......ياريت حضرتك تحضر قراية الفاتحة ، عشان تزدنا شرف يا باشا .

ثم أشاحت بوجهها حتى لا يرى إحدى عبراتها التى بدئت تلألا فى عينيها حزنا .

ثم ولتهم ظهرها قائلة ...بعد اذنكم هروح أحضر نفسى للمناسبة السعيدة دى.

سهام......أتفضلى يا مكة .

فغادرت مكة ولكن عين ركان تبعتها حتى خرجت.
فنهرته والدته .....على فكرة انت اسلوبك وحش جدا مع البنت وهى متستهلش ده .

ومفروض ده يوم فرحتها ، تقوم منكد عليها بالكلام ده .

ركان بعبوس ..يعنى مفروض أعمل إيه ؟
اقوم ازغرط ولا اتحزم وارقص عشان الهانم هتتخطب .

سهام بحدة ....ركان .
ركان....نعم .
سهام....أنت مالك يا ابنى بقيت كده ، مكنتش قليل الذوق كده خالص .

وقولى من ساعة الخطوبة ، عملت ايه مع شاهى ، خرجت معاها تتفسحوا شوية أو حتى كلمتها ؟

ارتبك ركان قائلا بتلعثم....لا معلش نسيت.

سهام...ودى حاجة تتنسى برده يا ركان ؟
شاهى بنت جميلة وبنت ناس والكل يتمناها فحافظ عليها لإنها كمان بتحبك ولولا كده مكنتش صبرت أبدا على المعاملة الجافة بتاعتك دى .

ود ركان لو صرخ لوالدته واعترف لها ، إنه لا يحبها بل يحب مكة ، فهى من شغلت عقله وتفكيره ولا يرى غيرها .
ولكن اين السبيل ؟

فقد تعاظمت التفرقة بينهم أكثر فأكثر ، هو خطب وهى أيضا على مشارف خطوبة ، فهل سيتجموا يوما ؟؟
ام صار الحلم مستحيل ؟؟
فهل سيتجمع الشتيتين بعد أن ظنا بعدم التلاقى .

.............
فى الموعد المحدد عند طبيب المخ والأعصاب وصل عامر للعيادة .
فوجد عنان فى إنتظاره ولكنا لم تراه فقد كانت هائمة شاردة حزينة .

عودة للوراء ""

سارة زوجة أخيها...على فين العزم يا ست الحسن والجمال متأخر كده ؟

هو الشغل مش خلص من بدرى ؟

ثم نظرت لها من أعلاها إلى أسفلها ؟

وكمان لابسة الحتة اللى حبل كمان ثم وضعت يدها على شفتيها .

وكمان حطة احمر واخضر لمين ده يا اختى ؟

راحة تقابلى مين يلى تنشكى فى معاميك !
زفرت عنان بضيق.......متتمسى يا سارة .
ولمى لسانك جوه بوقك شوية ، اللى عايز ينقطع من لغلايغه ده .

وأنتِ عارفة كويس مين عنان وعيب اللى بتقوليه ده .

وأنا عشان أريحك ،رايحة حاجة تبع الشغل برده .

سارة بسخرية...وهو الشغل لزمله اشى فستان وذواق ليه رايحه كباريه ؟؟

همت عنان أن تبطش بها ولكن تذكرت إنها سوف تتأخر عن معادها مع عامر ، فكظمت غيظها قائلة....... .لولا إنى مستعجلة يا زفتة أنتِ والله ما كنت سكتلك ووريتك مقامك .

سارة ....يلا يلا خدوهم بالصوت الا يغلبوكم .
وأنتِ شكلك ماشية على حل شعرك .

أطلقت عنان شرار الغضب من عينيها ولم تدرى بنفسها إلا وقد خلعت عنا حذائها ثم ضربت به رأس سارة التى ظلت تصرخ وتولول وتستغيث بالجيران .........ألحقونى هتموتنى بنت صابر عشان خايفة عليها من كلاب الطريق يا ناس .

فانهمرت دموع عنان ولاذت بالإسراع للخروج فلم تعد تطيق العيش مع تلك الحية فى بيت واحد
وسئلت الله أن يزيح عنها هذا الذل .

ثم توجهت للعيادة .

أقترب عامر منها بهدوء هامسا.....لا مش معقول السكر بتاعى قاعد حاطط أيده على خده وزعلان ؟
اكيد أنتِ مش طبيعية صح ؟

فرحت عنان لسماع صوته ورفعت عينيه لتراه ثم أردفت ...والله انت السكر يا سكر .

كويس إنك جيت عشان خلاص، دورك قرب .

عامر...بس مالك كده مش متعود منك على لمحة الحزن اللى فى عينيك ِ دى ؟؟

عنان بمداعبة.....معلش أهو حبة كده عشان متحسدش بس .

فضحك عامر.. لا كده رجعتى عنان .

بس قوليلى ايه الحلاوة دى كلها ، شكلك مختلف خالص عن الصبح ؟
عنان ....إن شاءالله تنستر يا سكر ،تشكر.
كلك ذوق والله .

عامر بضحك ...... طيب حجزتيلى معاد مع أهلك زى محجزتى مع الدكتور .

عنان ...ليه هو حد قلك أن اخويا دكتور ولا إيه ؟
ده حَيله شغال عند عم محروس ميكانيكى سيارت فى الحتة .

عامر ..... وماله الشغل الحلال مش عيب ؟؟

وأنا عايزه عشان أطلبك منه يا جميل .
عنان بفرحة.......بجد يا باشا الكلام ده ؟؟
عامر......اه بجد ، أنتِ ليه مش مصدقة ؟
عنان......طيب نستنى لما ندخل عند الدكتور ونطمن على قواك العقلية الاول.
فضحك عامر ...كده .
ماشى بس برده لما اطلع برده
لازم احدد معاد مع اخوك ِ .

عنان.......ماشى كلامك يا سكر .
...............
ركان ...حاضر يا امى هكلمها ، بعد اذنك دلوقتى عشان ورايا مأمورية شغل .
ثم قبل جبينها وخرج ، ليسرع إلى مكة التى رآها ولجت إلى غرفتها وكادت أن تغلق بابها عليها .
لتجد يد أمسكت الباب بقوة فكان حائلا بينها وبينه .
لترتعد أوصالها ...قائلة له بحده ...أنت عايز منى إيه يا باشا ؟؟

أظن كفاية اوووى كده .؟
لينظر ركان لتلك العينين التى أسرته بسحرهما قائلا.....مكة اناااااااا ؟؟؟

يتبع...
لقراءة الحلقة الثانية والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك رواية لاجلك احيا بقلم اميرة مدحت
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات