القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أنين مكة الحلقة العشرون 20 بقلم شيماء سعيد

 رواية أنين مكة الحلقة العشرون 20  بقلم شيماء سعيد
رواية أنين مكة الحلقة العشرون 20  بقلم شيماء سعيد

رواية أنين مكة الحلقة العشرون 20  بقلم شيماء سعيد

انتظرت سهام على ترقب وصول عباس .
وعندما ولج إليها وجد ملامح الحزن على وجهها وعينيها أغرقت بالدموع .
فحدث نفسه ...يادى الغم ، أنا زهقت من البت دى ، بس ازاى أخلص منها ؟؟
أسرعت سهام إليه عندما رأته وامسكت بيده ووضعتها على بطنها .
عباس بتعجب....مالك عندك مغص ولا إيه ؟
أغليلك كوباية نعناع ؟
سهام....نعناع ايه بس يا عباس ؟
أنااااااا حامل .
صُدم عباس وقطب جبينه وتركها واقفة وولج لغرفته يبدل ثيابه .
لم تستوعب سهام ردة فعله الغريبة وتبعته إلى غرفته لتصرخ بحدة فى وجهه .
بقولك حامل يا عباس ، تقوم متردش عليه وتسبنى وتدخل .
عباس بلا مبالاة......وعايزانى اعملك إيه يعنى ؟
سهام بصدمة ....تعمل ايه ؟
أنت مش حاسس بالمصيبة إلى أنا فيها ، لو حد عرف .
عباس...ويعرفوا ليه ؟
نزليه ؟؟
تجهم وجه سهام وارتعدت أوصالها قائلة بصوت مهزوز.....أنزله ؟
عباس.....ايوه عشان تستريحى وتريحينى .
وإحنا كمان متفقناش على عيال وانتِ عارفة ظروفى متنفعش .

سهام بحدة فى قولها......تنفع ولا متنفعش ، المهم أنت لازم تتقدملى وتكتب عليه رسمى قبل مالحمل يكبر .

فضحك عباس ضحكة شيطانية ثم قال بصوت يشبه فحيح الأفعى ....أتقدملك ورسمى .

شكلك بتحلمى يا قطة ، أنا مش بتاع جواز وخلفة ، أنا بحب أتبسط بس يومين .

سهام بصدمة...تنبسط يعنى ايه ؟
امال فين الحب اللى بينا والوعد إنك هتيجى تتقدملى لما ظروفك تتحسن .

عباس....لما بقه تتحسن ، ربك يسهل .

والحب موجود بس من غير عيال ، فايه رئيك اخدك لدكتور اعرفه يخلصك منه وبعدين تفضيلى .

سهام بدموع حارقة .....لا أنت يستحيل تكون عباس اللى عرفته وحبيته ، عايز تموت ابنك ،لا لا .

عباس....خلاص خلهولك أنتِ ، أنا ميلزمنيش .
وشوفى هتتعملى ايه مع أهلك يا ست البنات .

سهام بصوت منبوح من البكاء .....أنت طلعت واطى وحقير ، وضحكت عليه بأسم الحب وانا صدقتك ، أنا غلطانة غلطانة ، منك لله ، ثم أرادت أن تبطش به ولكنه باغتها وأمسك ذراعها بقوة ثم دفعها خارج الشقة قائلا ....فى ستين الف داهيه ،مش عايز أشوف وشك الحلو ده تانى .

سهام ببكاء...ازاى ده أنا مراتك ؟

عباس بضحك....كنتِ .
أنتِ طالق ثم أخرج ورقة زواجهم وقام بإحراقها بولاعة السجائر الخاصة به .

عباس......خلاص انتهى كل حاجة بنا وشوفى طريقك بعيد عنى .

سلام يا حلوة .
....................
عاتب مجدى نفسه كثيرا على محادثة سهام فى ما حدث فى الماضى ولكن لا تستطيع نفسه النسيان ولا تقبل ركان فى حياته نفسيا فهو يذكره دوما أنها كانت تحب غيره وتزوجته من اجل الستر فقط وليس حبا .

مجدى لـ مكة ...بشكرك يا آنسة مكة ، إنك انقذتى سهام وأكيد هتحتاجك جمبها اكتر الفترة اللى جاية .
مكة...لا شكر على واجب يا باشا ، وأكيد مش هسبها لحظة لغاية متقوم بالسلامة .

مجدى......وعشان كده أنا هتكفل بمصاريف زواجك من المتر ايمن بعد إن شاءالله ما سهام تسترد صحتها .
بس على الأقل يجى يشرفنا البيت ونقرء الفاتحة ونلبس الدبل .

عشان الموضوع يكون رسمى شوية .

ابتلع ركان ريقه بمرارة لحديث أبيه ، وما يؤلمه حقا إنه لا يستطيع الرد او الدفاع عن معشوقته والإفصاح عن حبه ورغبته بها .

فهو مغلوب على أمره .

نظرت مكة بألم إلى ركان ... وكأنها تسترجيه أن يرحمها من تلك الزيجة ، أن يفصح عن حبه لها وتكون لديه الشجاعة فى الارتباط بها ولكنه وجدته قد اشاح وجهه وكأن أمر زواجها لا يهمه فى شىء .
فأيقنت إنها قد توهمت إنه يحبها وأن ما يفعله معها لم تكن إلا من باب الشفقة لا غير .

فابتلعت ريقها بصعوبة وكأنها تستدعى الكلمات من جوفها ثم أردفت ليعود ركان بالنظر إليها وكأنه يدعو الله أن تقول إنها ترفض هذه الزيجة .

ولكنه تفاجىء بقولها ...
زى متحب حضرتك يا باشا ، أنا موافقة .
فحجظت عين ركان وتلون وجه غضبا قائلا بحدة.....وحضرتك مستعجلة ليه كده اوى ؟
خلاص يعنى انتوا الاتنين بتنقطوا حب ؟

فنهره مجدى بقوله ....احترم نفسك يا سيادة النقيب ، وتستوعب كلامك قبل متنطقه ، وياريت تهتم بشىء واحد بس غير كده ملكش فيه .
وهو خطيبتك ، أنت فاهم ، وده اخر إنذار ليك .

فنكس رأسه ركان متمتما بقهر....أنا آسف ، والف مبروك مقدما .

فضغطت مكة على شفتيها بألم ثم أردفت....الله يبارك فيك يا باشا .

شعر رياض بقلب أخيه المحطم ، فهو مثله تماما منكسرا .

ولكن ركان أسوء حالا منه لأنه يكتم فى نفسه صرعاته ، والكتمان أشبه بنزيف داخلى قد يفتك بحياته .

والأشد هو رؤية معشوقته تضيع بين يديه وتزف إلى غيره ولا يستطيع أن يفعل شيئا حيال ذلك .

فقد قيدته الفروق الأجتماعية التى تحيل بينه وبين من أحب .

فـ إلى متى تنظر الناس لمن أقل منها شأنا بهذه النظرة الدونية ؟؟
لما تخلّينا عن سنة رسول الله حين قال
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ))
فلا فرق بين غنى أو فقير أو احمر او ابيض او اسود ولكن الفرق هو التقوى فقط.
أمسك رياض بيد أخيه ثم ابتعد به عن مرأى أبيه ومكة فى ركن لا يراهما احد.
رياض متألما ....ركان أنا حاسس بيك ، فعبر شوية عن مشاعرك ، مينفعش اللى بتعمله ده .
أنت كده ممكن يحصلك حاجة ؟
حتى على الأقل عيط يا عم ، أنت مش بشر زينا ولا إيه
المهم فك عن نفسك شوية ، وخليها تيجى زى ماربنا كتبها.
فنظر له ركان بألم قائلا بهمس ..رياض ممكن تخدنى فى حضنك .

فدمعت عين رياض وفتح ذراعيه قائلا..تعال يا حبيبى فى حضن اخوك ، مفيش حد فى الدنيا دى اغلى منك عندى .

وصدق قوله تعالى حين قال
( سنشد عضدك بأخيك )
فارتمى ركان فى حضن اخيه وانفجر باكيا حتى هد الجبل الذى فوق رأسه .

ركان ....بحبها اوى يا رياض ، ومش قادر أتكلم ولا قادر اتصرف .

وشايفها بتضيع قدام عينى ، ومش عارف ألحقها .
أنا بقيت حاسس إنى معدتش ركان القوى العنيد ،
بقيت واحد تانى مش عرفنى ، شخصية مهزوة .
وصغير فى عينيها وعين نفسى .

ركان وهو يربت على كتفه .....معلش مهو غصب عنك ،مش بكيفك ، فهون على نفسك .

وإظاهر كده بقت موضة اليومين دول ، الواحد يحب وحدة ويجوز وحدة تانية خالص .

ركان......ودى تبقى عيشة ، زواج بدون روح ، يبقى ظلم ليه وليها .

رياض....هنعمل ايه ؟
اقولك على سر ؟
ابتعد ركان عنه برفق قائلا...عارفه ، كرميلا .

هز رياض رأسه بحزن....ايوه ، بس أنا مش زيك ، اعترفتلها بحبى ومخبتش ،وطلبت منها نجوز كمان فى السر .

جحظت عين ركان وكأن أخيه دله على فكرة كانت غائبة عنه وظن إنها النجاة ولكن غرقت فكرته فى فى بحر حبه الهائج حين استمع لباقى حديثه .
تابع رياض""
تصور رفضت .
ركان...معقول !
ليه ؟
رياض.....قالت إنها متقبلش تكون زوجة فى الضل ،ملهاش حق إنها تقول انها مجوزة فلان ولو جبنا عيال ، هيكون ايه موقفهم ، هيقدروا يقولوا بابا قدام الناس ولا مش هيقدروا وكأنهم أيتام .
فأغلق ركان عينيه بألم قائلا ...عندها حق .
......

مرت لحظات عصيبة عليهم حتى أذن الطبيب لهم فى الدخول للإطمئنان على والدتهم التى نوعا ما استجابت للعلاج وبدئت حالتها فى الأستقرار
فولج ركان ورياض وريم وأتبعهم مجدى .

فابتسمت سهام لأولادها ولكنها أشاحت بصرها عن مجدى .

فغضب وخرج من الغرفة وحدث نفسه ....كده يا سهام ، مكنوش يعنى كلمتين ، هتعمليهم حكاية وهو ذنبى أنا ولا أنتِ .

والله لأنا رايح لفيفى ، أنا استحملت كتير منك وكنت بضعف عشان بحبك ،لكن خلاص هقوى قلبى شوية وهشوف نفسى .
وصدق من قال
تعرف وفاء المرأة حين فقر زوجها ويعرف وفاء الرجل حين مرض زوجته .

فترجل سريعا إلى زوجته الثانية فيفى .
التى استقبلته بالعبوس قائلة ....ليك عين تيجى بعد مطردتنى وكأنى وحدة نكرة مش مراتك .

ثم اصطنعت البكاء ...ده جزاتى اللى وفقت اتجوزك فى السر عشان بحبك يا دودو .

فابتسم مجدى قائلا...وأنا كمان بحبك يا فيفى .
فيفى .. لا مهو واضح .

مجدى...طيب خلاص امشى بدال مش حاسه بحبى ليكِ ، وأروح لسهام اديها الخاتم الألماس ده .
ثم اخرجه من بذلته ليغريها به .

فجحظت عين فيفى ثم خطفته من يده وهى تضحك بدلال ....لا سهام مين وبتاع ايه ؟

ده مكتوب ليه أنا يا بيبى ،ثم عناقته بحرارة هامسة فى أذنيه ....وحشتنى .

مجدى ...وأنتِ كمان يا حبيبتى .

ثم حدث نفسه ...مش كده الدفا أحسن فى البيت من قعدة المستشفى .
خلى ولادك ينفعوكِ يا سهام .
.............
سهام ...امال فين مكة ؟
ركان ...مجرد أسمك حبيبتى ، يهتز له قلبى ، فكيف برؤيتك وأنتِ لست لى ، يارب رحمتك بقلبى المعذب.

ريم....وقفة برا ، مكسوفة تدخل وقالت إحنا عيلة يعنى فى بعض .

سهام...لا ناديها ،انا مديونلها بعمرى ، الدكتور قلى أنها السبب إنى لسه عايشة .

فقامت ريم بالنداء عليها فولجت على خجل واقتربت منها وقبلت جبينها قائلة...حمدالله على السلامة يا هانم.

سهام...الله يسلمك مكة ، أنا متشكرة اوى على كل اللى عملتيه معايا .

مكة ....لا ابدا حضرتك ، ده من فضل الله .
ثم ولج إليهم الطبيب قائلا..
ياريت منتعبش المريضة بالكلام ، وتروحوا البيت لأن وجودكم كده صعب وهى لازم تستريح .

ركان.......ياريت حضرتك تتطمنى على صحتها وامتى هتقدر تخرج فى أقرب وقت واحنا هنوفرهلها الرعاية فى البيت ..

الطبيب...هو المستشفى افضل ،بس ممكن بعد يومين بس نكون حالتها استقرت وتسمح بالخروج ..
..............
عامر.....أظن كده الأمر تمام فى الشركة يا بابا
ومنقصش غير حاجة واحدة .
خالد.....ايه هى ؟
عامر.........تكتب كتابك على الست لطيفة .
خالد....وليه الأستعجال ؟
لما نطمن عليك انت الأول .
فصمت عامر ..لانه يخشى أن يصيبه مكروه ويود أن تكون الست لطيفة بجانبه ، تشد من أزره إذا أصابه شىء .
فتابع عامر بمداعبة ""
لا أنا عايز اطمن عليك انت الأول ، أنت الكبير .
خالد....والله انت ولد بكاش .
عامر....خلاص أنا هروح أجيب المأذون وأنت تنزل على الجواهرجى اللى تحت البيت ، تنقلها طقم حلو كده شيك تفاجئها بيه هدية بعد كتب الكتاب .

خالد.....والله انت عاملنى شاب صغير وهلبسها شبكة كمان .
عامر...ده حقها ، الست مهما كبرت بتحب الهدايا والأهتمام والحب ، لإن من جواها طفلة مش بتكبر .

خالد...يا عينى يا واد يا عامر ، والله انت خسارة فى البنت عنان دى .
عامر....والله عنان طيبة اوى وتستاهل لإنها على الفطرة ، وأكيد مع الوقت هتتعود على طبعنا .
خالد ...مش عارف أقولك إيه يا بنى ، مش عايز ازعلك .
بس استخير ربنا .
عامر...حاضر اكيد هستخير .
المهم انت يا عريس ، ظبط نفسك كده ورش البرفيوم الفرنساوى عشان تلعلع كده ، الليلة ليلتك .
فهم خالد أن يبطش به ولكن عامر ابتعد ضاحكا .
عامر....خلاص خلاص ، عشان متهدرش صحتك عليه .
أنت محتاجها يا عريس .
وأنا رايح هخبط على العروسة عشان تستعد وتلبس الحتة اللى على الحبل .
ثم طبع قبلة على الهواء لوالده وتركه وغادر .
خالد....ربنا يفرحنى بيك ، أنت يا حبيبى ، ويطمنى عليك .
ثم نظر لنفسه فى المرآة ودندن .
هجوز _ هجوز
( الرجالة دول مخلصين اوى يا بوى هههه)
.......................
فى صباح اليوم التالى
ولجت مكة لغرفة ريم وازاحت الستار فتسلل ضوء الشمس إلى الغرفة .

ريم بنعاس...ايه النور ده ،ثم نظرت بعينيها فوجدت مكة والستار قد أُزيح.
فتسائلت ...ليه كده يا مكة ؟؟
لو سمحتى اقفلى الستارة ، عايزة أنام .
مكة...وهى تزيح الغطاء من عليها، لا مفيش نوم ومفيش كسل ، أتفضلى يا هانم على كليتك .

فنكست ريم رأسها قائلة بخزى....لا معدش ينفع ، اروح خلاص وعينى تقابل حاتم بعد اللى حصل .
أنا اصلا بفكر أحول اى كلية تانية .

مكة....لا طبعا ، أنتِ مينفعش تكونى غير فنانة تشكيلية ، ده حلمك ولازم تحقيقه .

ريم...احلامى كلها انهارت بعد اللى حصل .

مكة....أبدا اللى حصل ، تدوسى عليه برجلك ، عشان ترفعى بنفسك وتبصى للدنيا بنظرة تانية .

ريم بتوسل .....سبينى يا مكة أرجوكِ ، صدقينى مش هقدر ، ثم بدئت فى البكاء .

فجلست بجانبها مكة وحواطتها بذراعيها بحنان قائلة ....لا هتقدرى ، وهتقومى دلوقتى تصلى الاول وتلبسى حجابك الجميل اللى منور وشك .

وادخلى كليتك راسك مرفوعة عشان ربنا غفور رحيم وكريم وأكيد هيجبر بخاطرك .

تنهدت ريم بألم قائلة .....هحاول وياريت اقدر .
ففعلت مثل ما أملت عليها مكة ، صلت فرضها ، ثم أردت ملابس محتشمة وزينت وجهها بحجاب جميل زادها جمالا .

ثم طبعت قبلة على وجنتى مكة ، واستودعتها الله وطلبت منها الدعاء .

مكة...يارب ينور طريقك يا قلبى ويعوضك ويجبر بخاطرك .
فابتسمت ريم ثم توجهت لجامعتها محاولة ذكر الله كثيرا لكى يثبتها ويطمئن قلبها .

وعندما وصلت إلى مدرجها كانت تفترش بنظرها الأرض على خجل وأيضا لأنها لا تستطيع النظر لأحد .

اندهش كل من فى المدرج بالتغيير الذى حدث لها .
وتعالت أصواتهم فمنهم من قدم التهنئة وبارك لها .
ومنهم من سخر قائلا...من امتى الايمان ده وايه سببه ؟؟

وقد قال الله تعالى فيهم فأنزل اللّه: { والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم ،سخر الله منهم ولهم عذاب أليم ) .

حاولت ريم الا تستمع لكلمات السخرية ومضت فى طريقها تلتمس مقعد يكون خاص للبنات فقط .
فقد قررت ألا تجاور شابا مرة أخرى .
جلال ...هو ايه الدوشة دى اللى سمعها ؟
حاتم..فيه إيه ؟
فالتفت جلال ليجد ريم جالسة فى المقعد الخلفى بالحجاب .
فجحظت عينيه حتى إنه فرك فيهما غير مصدق هذا التحول المفاجىء ، ثم عاد بأدراجه إلى حاتم ونكزه .
حاتم...إيه مالك ؟ فيه إيه ؟
جلال بص وراك كده ؟
حاتم ...ليه ؟
جلال...بص بس !
فنظر حاتم واتفاجىء هو الأخر ولكنه أشاح بوجهه غير عابىء قائلا .....وماله شكلها بترسم دور بس مش لايق عليها ثم ضحك بصوت عالى .

كان بمثابة صراخ باللنسبة لها ، حتى إنها صمت أذنيها وتلألأ الدمع فى عينيها وهمت أن تترك المدرج .

ولكن وجدت كريم أمامها بابتسامته المعهودة ونظرة الحب الصادقة فى عينيه قائلا....بجد أنتِ ريم ؟
أنا مش مصدق عنيه !
ماشاءالله عليكِ ربنا يثبتك ، أنتِ كمان محتاجة تلبسى نقاب والله ، عشان الحجاب زادك جمال .

فابتسمت ريم بخجل قائلة ...ميرسى يا كريم .
رآها حاتم مع كريم وتبتسم فهمهم بكلمات لجلال....شوفت الشيخة ، اهى بتضحك ولا كان حاجة حصلت وأنت اللى كنت بتقول أهلها وبتاع والموضوع طلع عادى وعدى .

جلال.....تصور اه, شكلها هتاخد على كده .
تخلل لمسامع ريم ما تحدث به جلال ، فارتعدت أوصالها ثم وجدت نفسها تسرع للخارج وقد امتلئت عينيها بالدموع وتحدث نفسها......قولتلك يا مكة مش هقدر مش هقدر .

ولكن وجدت كريم ياتى من ورائها قائلا..ريم ريم استنى ؟
مالك ليه جريتى كده مرة واحدة ؟

فالتفت له ريم فتفاجىء بها تبكى ،فذعر قائلا...مالك بس يا ريم ، متوجعيش قلبى أرجوكِ ؟

ريم......وعشان قلبك ميتوجعش يا كريم ، أرجوك إنسانى ، لأن خلاص أنا معدتش ريم بتاعة زمان ومبقتش انفع وخلاص أنا هسيب الكلية خالص .

كريم.....أنتِ بتقولى إيه ؟ لا لا يمكن ده يحصل .
ارجوكِ يا ريم احكيلى مالك وأنا حاسس بإن اللطع اللى جوه ده حاتم المرشدى ليه يد فى ده ؟
ولو اتاكدت مش هسيب حتة فيه سليمة .

ريم بقلق ......لا أرجوك ، أنت مش قده وخاف على نفسك ومستقبلك .

كريم بحب...أنا خايف عليكِ أنت اكتر .

ريم.....صدقنى خلاص مينفعش .

ثم شعرت ريم ببعض الدوار وامسكت برأسها ..

كريم ....أنتِ شكلك مجهد وتعبان اوى ..

ريم.......أنا هروح فعلا عشان تعبانة ،ولكن عندما بدئت أن تخطوا اول خطواتها كادت أن تقع فأسرع لها كريم وأسندها .

كريم....لا أنا مش ممكن اسيبك فى الحالة دى ، تعالى هوصلك أنا .

فاستندت ريم عليه حتى خرجا من الجامعة ولكن زاد عليها الإعياء فأغشى عليها ، فانقبض قلب كريم وحملها واسرع بها إلى سيارته واتجه بها لاول مستشفى قابلته .

وولج بها سريعا للكشف وحاول الطبيب افاقتها ثم تم الكشف عليها ....؟
................
تزوجت زهرة عباس بعد هروبها من والديها الذين صُدما عندما اكتشفوا فرارها .

فشل والداها وظل فترة كبيرة طريح الفراش حتى لفظ أنفاسه حزنا على ما فعلته به ابنته .

أما والدتها فقلب الام كانت تشتاق كل يوم والأخر إلى رؤية ابنتها بجانب الضعف الذى أصاب بصرها من كثرة البكاء .

اضطر عباس مع زهرة أن يخبر الجيران إنها زوجته حتى لا يشك أحد فى أمره أو يبلغ عنه الشرطة لتواجدها معه بدون رابط شرعى .

وعاشت معه كزوجة ولكن تغير حاله ،فبعد إن كان يسمعها أشعارا فى الحب ، أصبح يعاملها معاملة قاسية ويمد يدها عليها بالضرب إن تأخرت فى طلب يطلبها منها .

وفى إحدى المرات التى أغلظ عليها القول وقام بضربها سقطت مغشيا عليها .
ففزع وخشى على نفسه من المسئولية....
عباس....يا لهوى ليكون حصلها حاجة وأروح فى جديد .

لا هخدها بسرعة المستشفى ألحقها قبل ميحصلها حاجة .
وفى المستشفى كشف عليها الطبيب وقد بدئت فى استعادة وعيها فأردف الطبيب قائلا....المدام ضعيفة جدا يا حضرت .
ولازم تتغذى كويس لإن ده غلط على الجنين .
فجحظت عين عباس قائلا....جنين هى حامل ؟؟

الطبيب....أنت مش عارف ولا إيه ؟

اه حاملا وكمان فى الشهر الرابع وبنوتة ، واضح من السونار .
الف مبروك وخلى بالك منها كويس .

عباس بصدمة ....اه اه ان شاء الله .

فنظر عباس لـ زهرة بحدة اخافتها قائلا....قومى يا هانم يلا .
وفى المنزل ""'
عباس ...بقولك ايه يا ست هانم ، أنا مش عايز عيال .
صُدمت زهرة وتغير لون وجهها ثم أردفت....يعنى ايه يا عباس ؟

عباس...يعنى زى ما أنتِ فاهمة ...نزليها .

زهرة بصدمة ...أنت أتجننت عايز تقتل روح وكمان أنا فى الرابع مش فى الأول يعنى منه حرام ومنه خطر عليه وممكن اروح فيها.

عباس ......أحسن واكون استريحت منكم انتم الأتنين .
زهرة........حرام عليك يا عباس ، أنت إيه اللى غيرك كده ؟
وأنا اللى سبت أهلى عشانك ؟
وأنت وعدتنى تكون كل حاجة فى حياتى .
عباس بسخرية....كان كلام ليل وطلع عليه النهار فساح .
زهرة بقهر شديد ....منك لله يا شيخ ..
بس يكون فى علمك أنا مش هنزل بنتى أبدا .

عباس....أنتِ حرة بقه ، بس لما تشرف ،ابقى انزلى اشتغلى عليها .

أنا مش ناقص هم ، كفاية عليه أنتِ .

زهرة.....الله يخزيك يا معدوم الرجولة أنت .
غضب عباس وأقارب منها وأمسكها من شعرها بقوة حتى صرخت .

عباس بتوعد لها ...أنتِ عارفة لو لسانك ده طول عليه تانى .
هعمل فيكِ إيه ؟
هقتلك وهحرق جثتك ؟

زهرة بصراخ....ربنا ينتقم منك يا بعيد .
حسبى الله ونعم الوكيل
............
الطبيب لـ كريم وهو يبتسم .
مبروووك المدام حامل .

جحظت عين كريم قائلا بإندهاش ....حامل .
وصعقت ريم من خبر حملها ثم اجهشت بالبكاء ؟؟؟؟؟؟
.....
فما ستفعل فى تلك المصيبة ؟؟
هل سيظل ركان بهذا الضعف وسيترك مكة لتتزوج من المعتوه أيمن ؟
فيفى تلك العقربة هل ستفلح فيما تخطط له من ورائه ؟؟ وما هى خطتها ؟؟

يتبع...
لقراءة الحلقة الحادية والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك رواية لاجلك احيا بقلم اميرة مدحت
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات