القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أنين مكة الحلقة الثالثة عشر 13 بقلم شيماء سعيد

 رواية أنين مكة الحلقة الثالثة عشر 13 بقلم شيماء سعيد

رواية أنين مكة الحلقة الثالثة عشر 13 بقلم شيماء سعيد

رواية أنين مكة الحلقة الثالثة عشر 13 بقلم شيماء سعيد

فزع ركان من صوت صراخ مكة عندما صُدمت رأسها فى مقدمة السيارة ثم صمتها بعد فقدانها للوعى .

لينظر بعدها ركان للسماء قائلا والدموع فى عينيه ....يارب .
أنا عارف إنى وحش اوى وعمرى ماقربت منك بس هى وكرميلا الخير الوحيد اللى فى حياتى هما الأمل ، فاحفظهم ونجيهم يارب .

ركان بقلب مرتجف ...اسف اسف يا مكة ، بس أرجوكِ ردى عليه ، وطمنينى إنك كويسة .
ولكنه لم يتلقى منها استجابة فارتعد وخشى أن تكون حدث لها شىء ، فاستجمع قواه بعض الشىء .

ثم حاول أن يرفع رأسها ويعود بها للوراء ببطىء ، ثم أنزل ظهر المقعد شيئا يسيرا لتستند برأسها إليه .
وأمسك معصمها ليطمئن على نبضاتها ، فحمد الله إنها بخير ولكن فقدت وعيها من أثر الأصطدام .

فأخرج عطره من تابلوه السياره ولكن قبل أن ينثره على أنفها لتفيق ، تأملها لبعض الوقت .

ركان...قد ايه ملامحها هادية وبسيطة ، أثرتنى من أول لحظة شوفتها ، ياااه لو يقدر لسانى يعترف ويقولها بحبك .
بس أعمل إيه الظروف أقوى منى ؟؟
ثم نظر إلى شفتيها تلك الكرزتين فلمعت عينيه برغبة فى التهامها وهى غائبة عن الوعى ، فأقترب منها والشوق يغمره ، ليطبع قبلة عليها فشعرت مكة بحرارة أنفاسه فاستفاقت قبل أن يقبلها ووجدت نفسها بدون شعور تصفعه على وجهه .

فانفعل ركان وتلون وجهه ، فخجلت مكة مما فعلته .
ركان بإنفعال .....أنتِ أتجننتى ،ايه اللى عملتيه ده ؟
مكة بأوصال مرتعدة ...أنت اللى كنت عايز تعمل ايه ؟
إرتبك ركان وقال بتلعثم .....كنت هعمل ايه يعنى ؟
كنت بفوق حضرتك بعد مأغمى عليكِ لما أتخبطتى فى التابلوه .

مكة....بس كده ؟

أنا كنت حاسه إنك يعنى حاولت ...؟

ركان....لا محولتش دى تهيؤات ، أنسى ، أنسى .
ومعلش أنا آسف إنى وقفت غصب عنى ، بعد ما اتصدمت لما وصلى خبر خطف كرميلا .

قطبت جبينها مكة قائلة...ومين كرميلا دى اللى زعلان كده عليها قوى ؟؟

حاول ركان كتم ضحكاته بعد أن شعرة بنبرة صوتها التى تحمل الغيرة ليتماسك قائلا...كرميلا دى بنت يتيمة صغيرة يدوبك كده 17سنة .

بتساعد الدادة اللى ربتنا فى البيت ،وانا المسئول عنها فلازم اتصرف واعرف اللى حصل وأشوف هقدر أرجعها إزاى ؟

مكة بهمس....يا حنين !
فضحك ركان قائلا....مجنونة ثم همس بس بحبك .

لينطلق ركان مرة أخرى بالسيارة متوجها إلى منزله حتى وصل.
ثم ولج للداخل ومن ورائه مكة والخجل يمتلكها ولا تكاد ترفع عينيها من الأرض .

واستقبلته إكرام بالترحيب قائلا...اهلا يا ابنى ، شوفت اللى حصل للبت كرميلا ؟

ركان بآسى ...رياض أتصل وقلى ، بس عايزك تحكيلى بالتفصيل اللى حصل يمكن اقدر اوصل لحاجة تعرفنى مين ورا الموضوع ده ؟؟

بس استنى ادخل الآنسة مكة لماما ، مكة الممرضة اللى هتابع ماما وهتقيم معانا .

خدى الشنطة بتاعتها بعد اذنك يا دادة دخليها فى أوضة الضيوف .
إكرام.....حاضر يا ابنى .
وعندما أمسكت إكرام بالشنطة وهمت بحملها ،اسرعت يد مكة لها قائلة بحرج....لا شكرا يا امى ، أنا هشلها .
ميصحش حضرتك فى سن والدتى وتشيلى شنطتى .

فوقع حب مكة فى قلب إكرام من أول لحظة ونظر لها ركان بإعجاب ،فما زال فى خلق تلك الفتاة المزيد ليهيم بها عشقا أكثر فأكثر .

إكرام........عادى يا بنتى سبيها ، أنا متعودة على كده .
مكة.......لا معلش ، دلينى بس الأوضة فين وأنا هحطها بعدين هدخل للهانم .

وبالفعل ولجت مكة لغرفتها ووضعت حقيبتها ثم توجهت مع ركان لغرفة والدته .

قبل ركان يد والدته واطمئن عليها ، ثم قدم لها مكة .
نظرت لها سهام من أعلاها لأسفلها ،متعجبة من ملابسها المحتشمة فهى لم تتعود من قبل على هذا الستر.

سهام بسخرية......مين الشوال اللى انت جايبه معاك ده يا ركان .

فخجلت مكة وافترشت بنظرها الأرض.

ركان بحرج........شوال إيه بس يا امى ، دى الآنسة مكة ، الممرضة اللى طلبتى منى اجبها وهى هتريحك اوى وهتقيم معانا هنا .

سهام.....بس شكلها يعنى كده ؟

ركان......المهم تريحك يا امى , مش مهم الشكل .
سهام...ماشى ، المهم تكون ايديها خفيفة ومش بتحب كتر الكلام زى اللى قبلها .

فانحنت مكة بجذعها وربتت على يديها بحنو قائلة.....متخفيش يا هانم ، وأنا هريحك بقدر الأمكان.

هو معاد الحقنة جه ولا لسه ؟

شعرت سهام بسخونة من لمسة يد مكة مع أن الجو قارص البرودة فتعجبت !
سهام......معادها فات من نص ساعة .

مكة .....معلش انا اسفة على التأخير.
ثوانى واكون محضراها لحضرتك .

كل هذا وركان يتابع حركتها ونظراتها وحديثها ويزداد إعجابا بها .

دلكت مكة ذراع سهام ثم أخذت تتلو بعض آيات القرآن وحقنتها ثم مسحت بالمطهر وتمتمت بالشفا يا هانم .

سهام بتعجب...شفا إيه ؟ هو أنتِ خلصتى ؟
مكة......اه خلاص .

سهام بذهول .....معقول أنا محستش بحاجة خالص .
وكنت سمعاكِ بتقولى حاجة ، هو أنتِ بتسحرى ولا إيه ؟
فضحكت مكة.....القران فعلا سحر القلوب .

نزل عشان يكون للقلب شفاء دواء.

سهام بتعجب....أنتِ كنتِ بتقولى قران ؟
مكة......اه كنت بقرء ايات الشفاء.
سهام.....هو فى القرآن ايات للشفا .
دى ايه ؟
مكة.....زى قوله تعالى
( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ» الآية 14 من سورة التوبة.
• «وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ» الآية 80 من سورة الشعراء.
• « يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ » الآية 57 من سورة يونس.
• « ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ » الآية 69 من سورة النحل.
• « وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا » الآية 82 من سورة الإسراء.
• « وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ » الآية 44 من سورة فصلت.

سهام........ ماشاءالله ،صوتك كمان جميل .
ثم قامت بالنداء على ركان الذى شرد فى تلك الحورية الغناءة بالقران .

سهام........ركان ،ركان ، أنت يا ابنى رحت فين ؟
ركان.....نعم يا أمى .

سهام....عملت ايه فى المصيبة اللى جبتهلنا البيت دى ( كرميلا ) .

ركان .........ليه كده بس يا أمى ؟ دى بنت غلبانة اوى .
ومش هسكت وهقلب الدنيا عليها لغاية ما أجبها .
سهام .......ما أنت جبتها من الشارع وملهاش اصل ولا فصل ؟
ركان...دى يتيمة ودى حاجة متعبهاش لكن من جواها كويس اوى .

وبعد إذنك هروح اشوف الموضوع ده .
ثم نظر لمكة نظرة بعينيه الرمادتين فاحمرت وجنتيها خجلا وكأنه يقول له ....مع السلامة ،هتوحشينى، خلى بالك من نفسك .

سهام ....أستنى يا سيادة النقيب .
فتوقف ركان لسماع والدته ، لتلقى عليه وعليها الصاعقة التى ستجعل مكة تهتز .

ركان....نعم يا أمى ، فى حاجة تانية ؟

سهام.....ايوه ، متخليش موضوع البت الخادمة ده ينسيك موضوع خطوبتك الجمعة والترتيبات بتعتها .

سيادة اللواء أبوك ، حجزلك القاعة ، فعدى على خطيبتك شاهى وخليها تتفرج عليها وتعرف البروجرام بتاعها .
لم تتم كلماتها سهام حتى شعرت مكة ببرودة فى أطرافها وكأن الموت زحف إليها ، وأغرقت عينيها بالدموع ، فقد نزل خبر خطوبة ركان عليها كالصاعقة التى قد تؤدى بحياتها .

فتسائلت.....خطوبته معقولة ، يعنى الإحساس اللى أنا حساه معاه ، معقول يكون وهم ، الحب اللى بشوفه فى عينيه وأهتمامه بيه ، معقول يكون خداع. ،طيب ليه بيعمل كده ، ليه ليه ؟؟

لتسدد النظر له بعين دامعة بعتاب ، ليحتقن وجهه ويتحاشا النظر لها ، فقد كاد قلبه أن يتوقف هو الأخر ، فكيف يقول لها ، إنها هى الحب وإنها تستحوذ على كل عقله وتفكيره .

وإنها بين ليلة وضحاها أصبحت دنياه ، أصبحت النفس الذى يبقيه على قيد الحياة ، هى نبضة قلبه ، هى سر ارتباطه بالحياة ، هى الروح ( مكة ) .

ولكنه غُصب على هذه الزيجة وليس بيديه ، فلتصدقينى يا قلب ركان .

ولكن كيف له يبوح ولسانه مقيد ؟

شعرت مكة بالأختناق وكأنه كان الهواء لها وبدونه هى تحتضر .

وبصوت مكتوم ودموع تلألأ فى عينيها استأذنت للذهاب لغرفتها حتى لا يشعر بها أحد ، فهى تعودت منذ الصغر على كتم أحزانها .

سهام .....أتفضلى بس متنسيش بعد ساعة معاد قياس الضغط والعلاج .

مكة بصوت مكتوب ....متقلقيش يا هانم ، هكون موجودة بإذن الله .

فخرجت أمام ركان دون النظر إليه ، وود لو كانت نظرت له ، لتخبرها عينيه بالحقيقة وأنها هى التى فى عينيه .

سهام....مالك يا ابنى واقف متخشب كده ؟

يلا روح شوف هتعمل ايه فى موضوع البنت دى وبعدين كلم شاهى زى مقوتلك .

فاومأ له ركان برأسه ثم غادرها إلى غرفة اخيه رياض .

أما مكة فقد رقدت في فراشها لتبكي بكاءًا مليئًا بالشجن
تنظر هنا وهناك لعل البركان الذي يثور بقلبها يهدأ ولو لوهلة .

مع تسارع نبضات قلبها الذى يؤلمه أنه أحب ما ليس له .
فماذا عليها أن تفعل ؟

هل عليها تركه الأن لتهرب من هذا الحب المحكوم عليه بالفشل ؟
أم عليها أن تُقاوم نفسها لتواكب هذا العالم المليء بالمخاوف المأساوية ؟

فهل ستنجو هذه المرة من براثن حبه أم ستصبح مُقيدة بالفشل العارم !.....
.............
ولج ركان إلى غرفة أخيه ليتفاجىء به يبكى وهو المعروف عنه المرح دائما ولا تشغله هموم الدنيا قط .

فما الأمر الجلل الذى أصابه ليبكى هكذا ؟

حطم بكاؤه فؤاد ركان أكثر ، وأقترب منه ببطىء وربت على كتفيه بحنو متسائلا .

معقول يا رياض بتبكى ؟ أنا أول مرة أشوفك بتبكى كده !
ليه ؟
ليرفع رياض عينيه الحمراء من البكاء لتقابل عين أخيه التى تلمع أيضا بها البكاء ولكنه يقاوم بقدر الإستطاعة.
رياض ....ليه هو أنا مش إنسان وليه قلب ومن حقى أبكى زى اى حد .
جلس ركان بجانبه على الفراش وأطلق زفيرا حارا قائلا....اه طبعا انسان يا رياض .
بس فهمنى إيه السبب ؟

رياض ....يعنى أنا لما أقول السبب هيفرق ، لا مش هيفرق كتير .

هى قالتلى مش هينفع ،بس مكنتش عارف إنى كمان هتحرم منها بالشكل ده كمان وتبعد عنى .

ركان...أنت شكلك واقع فى الحب والبت مدوخاك صح .

بس مش لدرجة البكى ، أجمد كده يا سيادة الملازم .
نظر له رياض بعتاب قائلا بحدة....ايوه ما أنت قلبك جامد وعمره ماعرف حاجة اسمها حب ، فهتحس بيه إزاى ؟

كانت كلمات رياض له كالنخجر الذى أصاب قلبه فى مقتل ، لينفجر باكيا كالبركان الثائر .

ركان بإنفعال شديد .....إيه كلكلم شايفنى جبل ، إنسان ملهوش شعور ، معنديش قلب ، ليه كده ؟

بالعكس أنا اكتر واحد فيكم تعبان بس مليش حق أن أكلم أو اعبر عشان حاسس إنى غريب وسطكم .
فبكتم كل حاجة جوايا والكتم ده بيطلع على شكل القسوة اللى انتوا شايفينها منى .

تأثر رياض ببكاء وانفجار أخيه الذى ظنه كالجبل الشامخ الذى لا ينهار .

فأقترب منه وضمه لصدره بحنو ، ليشرعا الإثنان فى البكاء .

ثم ابتعد ركان عنه برفق وجفف دموعه قائلا....المهم دلوقتى نشوف موضوع كرميلا وبعدين نتكلم يا سى رياض فى الحب وأوجاعه .

ليتنهد رياض بغصة مريرة ناطقا اسم معشوقته ....كرميلا .
ليستوعب ركان فى الحال إنها هى الحب ، ليغمض عينيه ركان بألم .

ياااااه هو احنا الأتنين وقعنا فى حب ملوش نصيب ، إيه الوجع ده ؟

ركان......احكيلى طيب اللى حصل ، يمكن نقدر نتصرف وترجع فى أقرب وقت .
لتلمع عين رياض قائلا...يارب ، أنا خايف بس حد يأذيها .
ليبتسم ركان بألم هامسا...لدرجاتى بتحبها ؟
رياض بحرج ...أنااااااااااااااا ؟
ركان....متكملش يا رياض أنا فاهم خلاص .
ثم يرن هاتف ركان ويجد المتصل دلال ، فيزفر بضيق .
ركان بغضب....أنا مش قولتلك متتصليش بيه تانى ، أنتِ إيه مبتفهميش ؟

دلال....أعمل إيه وحشتنى .

ركان ...بقولك ايه انا مش فضيلك دلوقتى وعلى أخرى ، يعنى لو مقفلتيش دلوقتى وبطلتى تتصلى أنا هلبسك جريمة .

دلال........ما وحدة وحدة يا باشا ، ويا ترى إيه اللى مزعلك اوى كده ثم ضحكت ضحكة شيطانية .
ليغلق ركان الخط فى وجهها .

ركان ....إنسانة زبالة ومش عارف بتضحك ليه كده كمان بإستفزاز ؟

فجال فى فكره كرهها وغيرتها الشديدة لـ كرميلا وهى الوحيدة التى تعرفها ، فهى ليس لديها أحد ، لذا لن يكون غيرها التى قامت باختطفاها من أجل أن تنتقم منه لإبتعاده عنها .

جحظت عين ركان وتوعد بالكيل منها قائلا ....اه لو فعلا أنتِ اللى ورا الموضوع ده ، هتشوفى منى أسود أيام حياتك يا دلال .

بس مينفعش أوجهها دغرى كده هتنكر وهتاخد وقت عقبال ماتعترف.
ثم أبتسم بمكر وتابع ""
أخدها باللين أحسن ووأقضى معاها وقت ظريف ، هتسيح ولسانها هيقول لوحده .
حلو الكلام ؟؟

رياض مبتسما بألم.......هو ايه حلو الكلام ؟
ومين اللي كانت بتكلمك دى ؟

شكلها موزة وأنت تقلان عليها جامد .

ركان.......لا منا هخفف شوية عشان أنول المراد .
رياض ....أنا مش فاهم حاجة خالص.

ركان ...هتفهم بعدين .

ثم اخرج هاتفه واتصل بها وحاول السيطرة على انفعالاته .
دلال بإندهاش ...إيه ده بيتصل تانى ليه عشان يهزقنى ولا عايز ايه ؟

هرد وخلاص ، المهم اسمع صوته حتى لو متعصب وبيشتم ، أعمل إيه الحب وحش .

بس ركان يستاهل ، يختى جماله حلو ،يختى دلاله حلو .

دلال بصوت خافت ....يعنى بتتصل بعد ما قفلت السكة فى وشى .

ايه هتكمل وصلة الشتم ولا نسيت تقولى حاجة تكمل عليه بيها يا أبو قلب قاسى ؟

ركان مصطنع الود ....اه نسيت أقولك إنك كمان وحشتينى .

شعرت دلال بالدوار وأستندت على الحائط وتوقفت الكلمات فى حنجرتها لتحاول بعدها النطق بتعثر قائلة....حضرتك بتقول ايه يا باشا ؟

ركان بضحك....بقول وحشتينى بجد .

دلال.....حضرتك يعنى قاصد تكلمنى أنا دولى اللى كنت بتشتم فيه من شوية ولا يمكن قصدك حد تانى واتلغبطت .

ركان.....تؤتؤ تؤتؤ هو أنتِ دولى ،وحشتينى وعايز أجيلك شوية ، فاضية دلوقتى ولا أجيلك وقت تانى ؟
دلال...لا وقت تانى إيه ؟ هى ساعة الحظ بتتعوض .
تعال أباشا تنورنى ، أنا فى الكازينو .

لعب ركان على اوتار قلبها مردفا .........بقولك وحشتينى ،تقوليلى كازينو ودوشة ، طيب هقولك الكلمتين اللى شايلهم فى قلبى إزاى ؟

تخشبت دلال من كلماته التى لمست شغاف قلبها لتعلن على الفور.....بجد يا باشا .
ركان......بجد .
دلال ...خلاص ادينى نصاية هكون فى البيت وتشرفنى .

ركان....تمام كده ،بس متغبيش عليه .
دلال ....أنااااااا ، لا مقدرش يا باشا .
ده انت الحب كله .
.........
خالد فى مطار الأسكندرية ......ياه أخيرا بعد سنين التعب والغربة رجعنا بلدنا .

عامر ......فعلا مهما الواحد شرق أو غرب بيشتاق لبلده ،زى متكون هى الدم اللى بيسرى فى عروقنا .
بس دلوقتى هنروح على بيتنا فى بحرى بس أكيد محتاج توضيب وتنضيف وكده .

ولا الأفضل نروح اى اوتيل نستريح وننام فيه الليلة مؤقتا.
خالد.....والله انا مش هستريح ولا هيهدالى بال غير لما أعرف فين حكمت وبنتها ؟؟

عامر....إن شاءالله تلاقيهم يا بابا وقلبك يطمن .
خالد .. يارب .
ودلوقتى بس نروح نطمن على الشقة ونشوف حد ينضفها وبعدين نروح اى اوتيل نستريح .
عامر ....تمام .
يلا بينا .
وفى السيارة.....بابا أن شاءالله هندور على مكان كويس فى نص البلد كده ونأسس فيه شركة للأستيراد والتصدير وتشتغل فى كل حاجة .
ويكون هدفنا أننا نساعد بلدنا شوية وهتكون فرصة نشغل فيها شباب كفىء مستنين فرصتهم عشان يثبتوا نفسهم .
خالد. ..عندك حق يا ابنى ، إحنا إيه اللى طلعنا بره وخلانا اتغربنا مهو عشان ملقناش فرصة كويسة .
لكن احنا هنساعد بإذن الله الشباب ولو الشركة ربنا كرمنا فيها ونجحت .
ممكن كمان نعمل مصنع وده هتكون فرصة أكبر للعمالة المحتاجة.
عامر....ربنا يوفقنا لكل ما هو خير .
خالد ...يارب يا حبيبى .
بس تفتكر نخلى مقر الشركة فين ؟؟
عامر....أظن انسب مكان هو محطة الرمل ، مكان عملى والحركة فيه كبيرة .
خالد...تمام على بركة الله ، نستريح بس يومين ونبدء نشوف مكان .
عامر....أن شاءالله .
..............
شردت زهرة فى عباس وتذكرت ذكرياتهما معا .
حين رآها أول مرة أمام مدرستها الثانوية التجارية ، فأعجب به وترك صديقه الذى كان يجلس معه على القهوة من أجلها .

وتذكرت عندما أقترب منها قائلا بمداعبة...يا حلو صبح يا حلو طل .
منين القمر ؟
زهرة بغضب. ...ماتحترم نفسك يا اخينا ،وتشوف كنت بتعمل ايه وتسبنى فى حالى .

وإلا ولى خلق الخلق ، هصبحك أنا بقلم على وشك يعلم فى وشك الحلو ده ، ويعمل تن تن كمان .

فابتسم عباس وأجابها بصوت هادىء أثار غيظها ....
من حق الجميل يدلع ، وأخفش أنا من الخربشة يا قطة .

بقولك متيجى نعزموكى على إزازة ساقع يمكن تهديكِ شوية وبعدين نتمشى للمرسى ابن العباس .

زهرة بغضب .....حيلك حيلك أنت فكرنى وحدة من إياهم ولا إيه ؟
اوعى كده عدينى خلينى امشى يا حيلتها .

ثم تركته وأسرعت أمامه ليمشى هو ورائها ، فتلتفت فتجده ورائها فتبتسم وكأنه خطف قلبها من أول نظرة .
فظلت تمشى وهو من ورائها حتى وصلت إلى منزلها ، فولجت إليه .
وأسرعت إلى شرفتها لتجده يقف متلهفا لرؤيتها فابتسمت ثم ولجت مرة أخرى للداخل .

وعندما رآها عباس أردف .....يا عينى على الحلو ، اللى شكله مش هياخد غلوة منى .

هى الساعة كام دلوقتى ؟

عشان أستناها بكرة فى نفس المعاد .

ثم عاد إلى صديقه الذى تركه على القهوة .
سليم.......إيه يا عباس مش تبطل حركاتك دى .
كده تسبنى وتمشى ورا البت .

عباس.......معلش أنت عارف إنى بضعف قدام الصنف الحلو.

سليم......عادتك ولا هتشتريها ، والمرة دى هتعمل ايه ؟
هتجوزها بحق وحقيقى ولا هتخلى بيها زى اللى قبليها لما شالت منك .

فضحك عباس ضحكة شيطانية ......والله هى وحظها بقه .
......
ركان لـ رياض
اجمد كده وان شاء الله هرجعلك كرميلا الليلة .
رياض...بجد يا ركان ؟ توعدنى بده .
ركان ...اوعدك .
ثم تركه وغادر .
.........
ثم استقل ركان سيارته وتوجه حيث تقطن دلال
فماذا سيفعل معها ؟؟
وهل سيعلم مكان كرميلا ويحررها ؟؟
ام هناك شىء سيحدث ؟؟
كيف سيكون الحال بين مكة وركان بعد خطوبته على شاهى ؟
هل ستستطيع الاستمرار معه تحت سقف واحد وهو ليس لها ؟؟
ام سيأتى من يأخذها هى الأخرى لعالم لآخر ؟؟
هذا ما سنعرفه فى الحلقة القادمة بإذن الله

يتبع...
لقراءة الحلقة الرابعة عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك رواية لاجلك احيا بقلم اميرة مدحت
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات