القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أنين مكة الحلقة الرابعة عشر 14 بقلم شيماء سعيد

 رواية أنين مكة الحلقة الرابعة عشر 14 بقلم شيماء سعيد

رواية أنين مكة الحلقة الرابعة عشر 14 بقلم شيماء سعيد

رواية أنين مكة الحلقة الرابعة عشر 14 بقلم شيماء سعيد

خلدت زهرة فى المساء إلى فراشها ولكن ذهنها معلق بذلك الشاب الذى خطف قلبها من أول لقاء .
وتسائلت هل يا تُرى ستراه مرة أخرى ؟؟

نعم فقد كان فى إنتظارها أمام المدرسة فى معاد خروج الفتيات .

وعندما وقعت عين زهرة عليه ابتسمت خجلا وفرحت لإنه كان فى إنتظارها .
كما أن نظرات الحب المنبعثة من عينيه ألهبت قلبها البرىء ولكن سرعان ما أشاحت بوجهها عنه كأنها لم تراه وتابعت مسيرها .

فسمعت صوته من خلفها مرددا.....مسيره الجميل اللى منشف ريقى ، يبله بكلمة حلوة ولا حتى نظرة ، أنا قلبى هواه من أول لحظة ، اه بس لو يحس بيه ، أجبله كل الدنيا ديه .

زهرة محدثة نفسها........اه يا نارى منك ومن كلامك الحلو ، بس يا خوفى ليكون كلام بس .

فخلينى تقلانة شوية لغاية ماشوف اخره إيه ؟

ثم قام بالنداء عليها قائلا ....أنتِ يا سكر يا محلى ايامى .
لتتلتفت له زهرة متصنعة الغضب قائلة ....وبعدين معاك يا اسمك ايه انت ؟؟

عباس بنظرة ولع وحب....محسبوك عباس .

زهرة....عايز ايه منى يا عباس ؟ وليه ماشى ورايا كده ؟
وبعدين حد يشوفنا ويقول لابويا يقطعنى حتت ، اصل أنت متعرفهوش ده شغال أمين شرطة وجامد اوى اوى .

عباس....حبيبى ابو نسب .
زهرة....يعنى ايه ؟
عباس ....أنا صراحة كده ، حبيتك .

زهرة.......وأنا ميكلوش عليه الكلام ده ، ومبحبش اللى بينط من الشباك ، بحب اللى يدخل دغورى من الباب ، فيأما الباب أو تورينى عرض كتافك يا عباس
عباس بثقة ....وماله باب باب .
هكون عندك النهاردة يا جميل أخطب ايدك ورجلك وكلك كده على بعضك حلو .
زهرة ....أنت بتكلم جد ولا برده بتاخدنى على قد عقلى ؟؟
عباس ...لا جد الجد ، أنتِ متعرفيش عباس ولا إيه ؟؟
أنا كلمتى متنزلش الأرض أبدا .
فشعرت زهرة بالسعادة وطارت إلى منزلها تعد اللحظات حتى يأتى لها عباس خاطبا.
...................
وصل خالد وعامر إلى شقتهم القاطنة فى منطقة بحرى .
خالد....خد أهو المفتاح سمى وافتح الباب .
وبينما عامر يفتح الباب ، إذا بجارتهم السيدة لطيفة فتحت بابها متسائلة """
انتم مين وبتعملوا ايه قدام شقة الأستاذ خالد ربنا يرجعه بالسلامة .
فالتفت خالد عندما سمع صوتها الذى يحفظه عن ظهر قلب ، فهى جارته منذ أن قطن تلك البناية وكانت سيدة لطيفة اسما على مسمى وقد احبتها زوجته رحمها الله كثيرا .
أقترب منها خالد قائلا.....ست لطيفة ، ازيك وازى اخبارك ؟؟
أنا هو خالد ، مش فاكرة شكلى ولا إيه ؟؟
معلش بقه الزمن كبرنا وعجزنا ، وده ابنى عامر ، ماشاءالله كبر أهو ورقه راجل .
فظهرت على وجه لطيفة البشاشة قائلة.....استاذ خالد ، الف حمدالله على السلامه .
مبارك رجوعك بالسلامة ، وماشاء الله يا عامر كبرت وبقيت راجل، أنا لسه فكراك لما كنت لسه قد كده ، الله يرحمها الست والدتك كانت ست أميرة بجد ومفيش زيها أبدا.
عامر....الله يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته .
خالد ...وازى الأستاذ سامى جوزك ؟
فدمعت عين لطيفة مردفة....تعيش انت يا استاذ خالد .
خالد بآسى......ياه حصل امتى ده ؟
لطيفة ...من خمس سنين كده .
خالد ....ربنا يرحمه ، وأنتِ على كده عايشة لوحدك .
لطيفة بحزن .....اه ، ربنا معايا ،ما أنت عارف ربنا مأذنش لينا بالخلفة ، والحمد لله على كل حال .
خالد....ونعم بالله .
أستأذنك يا ست لطيفة ، ندخل نشوف الحال جوا .
لطيفة....اتفضلوا ولو أحتجتكم اى حاجة ، خبطوا عليه .
خالد....ربنا يكرمك .
ثم ولجا خالد وعامر للداخل .
فنكز عامر والده بقوله....لطيفة فعلا الست دى يا حاج .
خالد بضحك....قصدك ايه يا بكاش ؟؟؟
..............................

قامت دلال بالنداء على شحاتة فى الملهى الليلى حيث يعمل لديها حارس للملهى .

شحاتة.....آمُرى يا ست الستات ؟؟

دلال والإبتسامة تزين ثغريها .....الباشا اتصل وهقابله فى شقتى ، تصور ؟.
زى مايكون البت دى كانت عملاله عمل ولما خدته منها فك .
شحاتة.......يعنى كان عندك حق لما قلتى نخدها منه .

دلال.........ايوه .
ودلوقتى تعال معايا وصلنى وخدها اتسلى بيها فى الشقة تبعنا اللى فى الدور الأول .

مش عايزاها معايا فى الشقة ، اخاف صوتها يطلع كده ولا كده يسمعها ، تقوم الليلة تبوظ .

غمز لها شحاتة بمكر ....بس كده ، عيونى التنين ، يلا بينا .
دلال.......يلا بس بسرعة قبل ميوصل الباشا .

وبالفعل أسرعا الشياطين إلى المنزل لتنفيذ ما عزموا إليه .
وعندما وصلوا ولجوا إلى الغرفة السرية التى تتواجد بها كرميلا التى أصابها الإعياء من الضرب وقلة الطعام .

شحاتة وقد أصابه القلق عندما رآها على هذا النحو..........إيه ده البت شكلها هتودع ولا إيه ؟

دلال بلا مبالاة... ...فى ستين داهية ، خلينا نخلص .
شحاتة .....بس كده هتجبلنا مصيبة لو ماتت .

دلال بصوت يشبه فحيح الأفعى .......ليه يعنى هندفنها فى اى حتة ولا مين شاف ولا مين درى ؟؟
وتناست دلال قوله تعالى ( إننى معكما أسمع وأرى)
فالله يسمع ويرى كل شىء .

وهى يتيمة وملهاش حد ومحدش هيدور عليها .
خدها بس دلوقتى يلا ، الباشا زمانه على وصول .

فحملها شحاتة دون مقاومة منها لإنها كانت شبه مغيبة عن الوعى .

واستقل بها المصعد للدور الأول وولج بها للشقة ثم وضعها على الفراش .
..........
ثم مرت عدة دقائق ووصل ركان إلى دلال .
فطوقته دلال بذراعيها وهمست بصوت دافىء..........معقول الباشا جه لغاية عندى ؟؟
عشان نعيد من تانى أحلى ليالى مرت عليه فى حياتى .

أبعد ركان يديها بنفور قائلا.....اه اكيد ، بس خفى شوية أنا جى من مشوار طويل وعايزة الاول أشرب كاس كده يعدل مزاجى .

دلال ...بس كده ، عيونى .

جلس ركان بجانبها وفتح معها أحاديث كثيرة وجعلها تتحتسى اكبر عدد من الخمر حتى بدئت تتحدث بدون وعى ثم وقفت تتغنج بجسدها أمامها وأمسكت بيده قائلة ....مش كفاية كلام وتيجى تعلمنى الحب ؟

زفر ركان بضيق قائلا...مستعجلة ليه ، متخلينا قاعدين .

فاقتربت منه دلال واحاطت عنقه بذراعيها هامسة......مش عارف مستعجلة ليه يا كوكو ؟؟

ماعشان بحبك وتعبت اوى فى بعدك وكنت هموت لما كنت بتخيلك مع البت اللى متسمى دى كرميلا .

ركان بمكر .....قد كده بتغيرى عليه وبتحبينى يا دولى .
دلال......اه اوى يا كوكو .

ثم أراد ركان أن يصيبها بالغيرة أكثر لتخرج ما عندها بدون وعى وهى فى حالة السكر تلك .

ركان........أنا كمان بحبك يا دولى بس صراحة البت كرميلا دى حاجة كده ورور صغيرة ومزة وعليها إحساس يجنن .

رمقته دلال بحنق قائلة........يعنى فعلا كان فى بينكم حاجة وبت *** بتستغفلنى وتقولى أنها كانت خادمة بس ومفيش بينكم حاجة ، والله لاخد روحها عشان استريح منها خالص .

ويارب يكون شحاتة عمل معاها الواجب بالنيابة عنى .

فقام ركان كالثور الهائج وأمسك بمعصمها بقوة ألمتها جعلها تصرخ .

دلال متألمة....مبراحة شوية يا كوكو هاجى معاك بس بالهدواة.

تحول وجه ركان للتجهم الشديد وضاقت نظراته ثم أخرج سلاحه الميرى وصوبه نحو رأسها قائلا بتهديد........هتقولى وديتى فين كرميلا بالذوق ولا أفرغ ده فى دماغك وننهى قصة حبنا بالدم .

ارتعدت دلال قائلة........اناااا معرفش هى فين ؟
ركان......متعرفيش !
امال عرفتى منين إنها كانت خدامة عندى ومين شحاتة اللى هيخلص عليها ؟؟

أنطقى وإلا أنا اللى هخلص عليكِ دلوقتى .

دلال ....هتموتنى عشان بت متسواش مليم وأنا ست ستها وبحبك يا ركان.

ضغط ركان على شفتيه بقسوة قائلا...أنتِ نكرة ولا تسوى وهى أشرف منك بكتير .
أنطقى هى فين ؟

دلال بصراخ.......معرفش معرفش ..

ركان ......قدامك تلت ثوانى ، منطقتيش هضغط الزناد ،ثم ضغط عليها فأصدر صوتا ارعبها .

لتصرخ ...هى تحت مع شحاتة فى الدور الاول .
ركان بتهديد...عارفة لو طلعتى بتكدبى هعمل فيكِ إيه .

دلال بخوف .....حرام عليك ، مش بكدب ، مش بكدب .

هددها ركان بقوله ........طيب قدامى .
وحضرتك اللى هترنى الجرس وتقفى قدام الباب وأنا هكون على السلم عشان الزفت ده يفتح بهدوء وهو مطمن إنك أنتِ ، عشان نخلص من غير شوشرة .
دلال.......حااااااضر ، بس خلى بالك الزناد يفلت أروح فيها يا باشا .
حدث نفسه ركان... ياريت عشان نخلص من أمثالك .

..................
اتصلت هيام صديقة ريم عليها .
فنظرت ريم لشاشة هاتفها وبكت بشدة ، فماذا ستجيبها ؟؟

فتركت الهاتف يرن حتى توقف ولكنها أعادت الاتصال فخشيت من عدم ردها أن تأتى لها بالمنزل ، فاضطرت للإستجابة.

ريم بوهن وضعف .....ايوه يا هيام .
هيام بقلق.....إيه يا بنتى ؟ قلقتينى عليكِ ، فينك .
ملقتكيش فى الكلية ليه النهاردة ؟؟

مع أن البنات قالوا إنهم شافوكِ بدرى ، فاختفيتى فين ؟

ريم بصوت منبوح من البكاء....أنا فى البيت ، واه جيت الصبح بس حسيت إني تعبانة شوية فروحت على طول ومقدرتش أنتظرك .

شعرت هيام بنبرة صوت ريم الحزينة فتسائلت . ...مال صوتك يا بنتى مش عجبنى خالص ، والتعب ده فجأة كده ؟

شكل فيك حاجة وأنتِ مخبياها عليه ؟
أنتِ اتخصمتى أنتِ وحاتم ؟

ريم بإنفعال.........مش عايزة أسمع اسمه لو سمحتى .
هيام....لا ده شكل الموضوع كبير .
حصل إيه احكيلى ؟

ريم........مفيش حاجة حصلت بقولك ...
ومعلش انا هقفل دلوقتى عشان عايزة أنام واحتمال مجيش يومين كده .

سلام دلوقتى .

أغلقت الخط ريم لتبدء وصلة أخرى فى البكاء محطمة لا تدرى ما تفعل ؟

هيام........لا مش دى ريم أبدا ومش موضوع تعب ، ده اكيد حصلت حاجة كبيرة اوى بينها وبين حاتم .
ربنا يسترها ، عشان أنا عارفة أخلاق الزفت ده كويس وحذرتها منه كذا مرة .

..............
ولجت مكة بقلب محطم على سهام فى المعاد المحدد لمتابعة الاشراف على العلاج والأطمئنان عليها .

سهام .....كويس انك جيتى يا مكة ، مش عارفة حاسة إن دماغى تقيلة وكل ما أحاول اقوم وأطلع بره شوية مش بقدر .

مكة بإبتسامة رغم ألمها....سلامتك يا هانم .
ده أكيد من الضغط شكله واطى .

سهام .....طيب قسيه كده وطمنينى .

فقامت مكة بقياس الضغط ووجدته بالفعل كما قالت .

مكة.......زى مقولت لحضرتك ، شكلك مش منتظمة أوى فى العلاج .

فلازم تنتظمى على النقط ولازم تاكلى اى حاجة حدقة مع الأكل هتظبط معاكِ .

سهام .....تصورى أنا اتلهيت اصلا فى اللى حصل ومفطرتش حتى .
مكة......لا ده غلط جدا على صحة حضرتك ، أنا هروح حالا هجيب لحضرتك الفطار .

سهام........قولى بس ، لداداة إكرام .

مكة متوددة إليها .....لا أنا هجيبه لحضرتك وهأكلك بنفسى .

فنظرت سهام لعينيها وهى تتكلم ، فوجدت فيها صدق وحنان تفتقده عندما تتحدث مع ابنتها .

وعندما غادرت مكة لإعداد فطار لها ، حدثت سهام نفسها ......البنت دى غريبة اوى ، عينيها بتلمع كده وحنينة اوى وذوق ، ياريت ريم كانت تهتم بيه كده ، دى حتى مبتسألنيش أنا عاملة ايه ؟

احضرت مكة الفطار وحرصت على إطعامها ثم سمعت اذان العصر .
فأخذت تردد ورائه .

سهام متعجبة........هو أنتِ ليه بتقولى وراه كده ؟
مكة....عشان الرسول صل الله عليه وسلم علمنا كده .
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ، فإنه من صلّى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي. رواه مسلم.
سهام......اه ، صل الله عليه وسلم .

مكة........طيب تحبى أسند حضرتك تتدخلى تتوضى .
سهام ....أصلى ؟؟
أنا لا مش بصلى ولا حتى أعرف اتوضى إزاى؟
فشهقت مكة ووضعت يدها على فمها محدثة نفسها......كيف وصلت هذه المرأة لهذا العمر ولا تعرف كيفية الوضوء ولم تسجد لله ركعة واحدة.

حاولت مكة السيطرة على إنفعالاتها فتبسمت فى وجهها لكى تحببها فى الصلاة .

مكة......طيب لو تحبى حضرتك أعلمك كيفية الوضوء والصلاة أنا معنديش مانع .

الصلاة دى الشىء اللى بيربطنا بربنا سبحانه وتعالى وبنكلمه فيها براحتنا بدون حواجز وبيستقبلنا فيها خمس مرات فى اليوم وهو ملك الملوك .

قضبت سهام جبينها قائلة......بعدين بعدين ، لكن لو حابه أنتِ تصلى صلى أنا مش همنعك .

فابتلعت مكة ريقها بمرارة ثم قامت لتصلى أمامها بخشوع .

حتى سجدت وسمعت سهام صوت همهمتها ومناجاتها لله عز وجل .

تعجبت سهام من كثرة سجودها ولكنها انشغلت بهاتفها ولم تبالى .

ثم جاءت مكالمة من محامى سهام .
سهام .....الو إزيك يا متر ايمن ؟
ايمن.......بخير يا هانم .

كنت عايز أجى عشان محتاج أمضة حضرتك فى التوكيل عشان أبيع الأرض وأدخل الحساب فى البنك .

سهام ........تمام ، اتفضل يا متر ، فى انتظارك .

ايمن ...أنا جمب حضرتك هنا قريب ،يعنى خمس دقايق وهكون عندك.

سهام.......وهو كذلك .

لتغلق الخط معه وقد رأت مكة أنهت صلاتها فبادرت بقولها لها .....لو سمحتى يا مكة .

ممكن تساعدينى ألبس بسرعة قبل ما يجى المحامى بتاعى.
مكة مبتسمة....اكيد تحت امرك .

سهام بإندهاش .....أنتِ غريبة اوى يا مكة.
مكة.......ليه حضرتك بتقولى كده ؟

سهام....علشان عنيكِ بتقول أن من جواكِ حزين ،لكن ديما الإبتسامة على وشك .

إزاى بتجمعى بين الأتنين ؟

مكة.......حبيبنا رسول الله صل الله عليه وسلم ، مع أنه كان يحمل هم أمة بحالها ، لكنه لم يرى إلا مبتسما .

وكل أمر ربنا خير فعشان كده انا ببتسم حتى لو جوايا حزين .

سهام......هو أنا كل مقولك حاجة تقولى سيدنا محمد .
أنتِ كل حاجة بتاخديها بالدين .

مكة......لأن اسلامنا منهاج للحياة كلها من أمور الدنيا والآخرة .
سهام......طيب .
يلا افتحى الدولاب وهاتيلى الطقم الأزرق .
مكة ....حاضر .
لتسمعها سهام قائلة قبل بدء اى شىء ......بسم الله
حين فتحت خزينة الملابس ، حين قامت بمساعدتها فى ارتداء ملابسها ، حين ناولتها الدواء .

سهام........هو أنتِ ليه كل متبدئى تعملى حاجة تقولى بسم الله .

مكة ......لما نقول بسم الله ، يعنى بنستعين بالله فى كل عمل نقوم به .
وكمان "
مهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: كل كلام أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله عزّ وجلّ فهو أبتر، أو قال: أقطع. رواه أحمد في المسند.

ليقطع كلامهما استئذان الدادة إكرام لدخول المحامى ايمن بركات.
سهام ...خليه بس يشرف فى الصالون خمس دقايق عقبال ما أتم لبسى.
الدادة....حاضر يا هانم .
وبالفعل بعد ما أنهت ارتداء ملابسها بمساعدة مكة .

أذنت له سهام بالولوج إليها .......فولج أيمن قائلا....مساء الخير يا هانم .

سهام.......مساء النور ، اهلا يا متر ، أتفضل .

مكة.بحرج .....طيب عن أذنكم يا هانم .

فوقع نظر ايمن على صاحبة هذا الصوت الهادىء .
فوجدها فتاة نعم ليست بالجميلة ولكن يحيط بوجهها نور جذاب ، فدق قلبه لها فى لحظتها .

وسلط نظره عليها عند مغادرتها حتى شرد واستفاق على صوت سهام ...
مالك يا متر واقف مسهم كده ، اتفضل أقعد .
ايمن بحرج....ايوه يا هانم ، بس هى مين الأنسة دى ؟
أنا أول مرة أشوفها ؟
سهام بسخرية......دى الممرضة بتاعتى ؟ بس ايه مستشيخة وكل شوية قال الله وقال الرسول .
أيمن محدث نفسه ..بتاعة ربنا ، تمام حلو ، يعنى اكتر وحدة هتصبر على ظروفى ؟

أيمن ....كويس يا هانم ، دى حاجة حلوة وتتضمنى امانتها ومعاملتها الحلوة .

سهام....تصور هى فعلا حنينة اوى والإبتسامة مبتفرقهاش .

فازداد اعجاب ايمن بها .
سهام.......ها كنت عايزة امضى على التوكيل .
أيمن ...ايوه
وان شاء الله هجبلك فيها أعلى سعر ،وهحول الفلوس للبنك.

سهام......ياريت يا متر وكل ميكون سعرها أعلى نصيبك فى البيعة هيكون اكتر .

أنت عارف إن ابنى ركان هيناسب بنت المحافظ فعشان كده أنا محتاجة اكبر مبلغ يناسب متطلبات الجوازة دى .

ايمن....فاهم يا هانم ، ربنا يقدم اللى فيه الخير أن شاءالله.

وأستأذن أنا الأن ، وسلامى للباشا الكبير والبشوات ركان ورياض .

سهام...الله يسلمك ، مع ألف سلامة .
وغادر أيمن ، ولكن عينيه اخذت تبحث عن تلك الحورية المسالمة لعله يراها قبل مغادرته .

فوجدها بالفعل تخرج من غرفتها ولكنها عندما وجدت عينيه مسلطة عليها أشاحت بوجهها خجلا وأخفضت عينيها وأسرعت من أمامه .

فابتسم ايمن ....ياسلام يا جميل ، إن شاءالله تكونى من نصيبى.
.....
كان رياض فى غرفته يعانى بعد كرميلا وتملىء عينيه الدموع ويدندن قائلا .

قاللي الوداع، وانا اقوله ايه هو الوداع يتقال فى ايه اختارته ليه ؟
واختارني ليه ؟
كان قلبى ليه وقلبه مش ليا حسيت اني لقيت حلم السنين، وصحيت فجأة بقيت من المجروحين .
ثم تابع "
يارب يا ركان ترجع بقلبى اللى غاب عنى .
.............

استقل ركان المصعد مهددا دلال بالسلاح فلم تستطع النطق ويكاد الخوف يفتك بقلبها حتى وقفت أمام شقتها فى الدور الأول ووقف هو على الدرج حتى لا يراه شحاتة .

ثم قام هو بطرف أنامله برن جرس الباب ثم ابتعد .
رأى شحاتة من العين السحرية دلال فقام فتح الباب على الفور مبتسما.....إيه يا ست الكل خلصتى الليلة بدرى بدرى يعنى .

ده أنا لسه مقمتش بالواجب .

ليتفاجىء بركان أمامه قائلا بسخرية....ايوه عندك مانع.
فشحب وجه شحاتة وقال فزعا .....الباشا ؟

لتصرخ دلال ...اديله فوق دماغه يا ولا ميهمكش باشا من غيره ، قبل مايخلص علينا .

فأخرج شحاته سكينا حادا باغت به سريعا ركان فأصابه بجرح فى وجهه .

فاشتعل ركان غضبا وغلت الدماء فى عروقه وصاح.........لا أنت كده اقرء الفاتحة على روحك .

فسدد له ركان عدة ضربات متتالية فى وجهه ويده حتى سقطت منه السكين .

وانتفخ وجهه ونزفت الدماء من شفتيه فاستغاث بدلال .

ألحقينى يا ست الكل هيموتنى .

ركان.....عامل فيه راجل ، بتستغيث بست .
لا استرجل ورينا الرجولة .

أمسكت دلال سريعا بزهرية الورد الزجاجية من ورائه وكادت أن تسقطها على رأسه ولكن نجاه الله بصوت كرميلا التى تحاملت على نفسها وخرجت من غرفتها عندما سمعت صوت ركان مستندة على الحائط .

وعندما رأت دلال ممسكة بالزهرية فصرخت....خلى بالك يا باشا وراك دلال فالتفت سريعا لها فالتقطها منها وألقاها على الأرض فتهشمت .

فتراجعت دلال للوراء خوفا ولكنه أمسك بها وبطش بها ضربا حتى اغشى عليها .

وبينما التفت ركان ليرى كاميلا ، كان قد وصل إليها شحاتة بعد أن التقط سكينه ووضعه على عنقها قائلا بتهديد.......هقتلها لو فكرت تيجى جمبى تانى ، أدينى الأمان وأوعدنى مش هتبلغ عنى .
وأنا أسبها .

ركان ......مفيش فايدة فيك بتتحمى فى ست يا حيلتها وعشان أنت كده ملكش لزمة .

سبها بالذوق وأوعدك هخدها بسلام وأمشى من غير ماحد يحس ، لكن لو لمستها أو حولت تانى تمسها أنت وست الكل بتاعتك قول على نفسك يا رحمن يا رحيم .

شحاتة....لا يا باشا حرمت .

طيب سبها ، تعالى يا كرميلا .
فتركها شحاتة ،لتسرع إلى ركان فيضمها لصدره ليشعر براحة لم يعرف تفسيرها .

أفاقت دلال على صورة ركان وكرميلا بين أحضانه لتشتعل النار فى قلبها أكثر .

فدارت بعينيها حولها لتملح سلاحه الميرى قد وضعه على المقعد حينما كان يصارع شحاته .
فالتقطته سريعا وأطلقت النار لتصيب فى مقتل ؟؟؟
.........
يا ترى صابت مين ؟؟؟

يتبع...
لقراءة الحلقة الخامسة عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك رواية لاجلك احيا بقلم اميرة مدحت
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات