القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية مدينة الفوضى الفصل الأول 1 بقلم أحمد سمير حسن

 رواية مدينة الفوضى الفصل الأول 1 بقلم أحمد سمير حسن

رواية مدينة الفوضى الفصل الأول 1 بقلم أحمد سمير حسن

رواية مدينة الفوضى الفصل الأول 1 بقلم أحمد سمير حسن


كان صوت الطائرة الهيلكوبتر عاليًا جدًا، ومن خلفها أربع طائرات حربية
هبط منها مجموعة كبيرة من جنود المارينز الأمريكي وجههوا اسلحتهم إلى البوابة العملاقة المُلغقة
المكتوب عليها (مدينة الفوضى - أهلًا بك في الجحيم)
لم يَكُن كاتب هذه الكلمات يُبالغ هذه المدينة عبارة عن جحيم فعلًا
انفتحت الأبواب الفولاذية العملاقة وظهر من خلفها الرجل العجوز الأصلع رافعًا إيديه مُستلمًا كعادته
وظل على هذا الوضع حتى خرج رجل بملابس أنيقة ونظارة سوداء من الهيلكوبتر وفي يده ملف اعطاه للعجوز وهو يقول:
- سجين جديد .. قاتل! هذا هو ملفه
ثم نظر إلى الخلف وأمر رجاله بأن يخرجوا (السجين) الجديد من الطائرة وهو مُغمم الأعين
دفعه الرجل الأنيق إلى العجوز وقال له:
- أتمنى أن لا أراك مُجددًا هذه السنة .. وداعًا
امسك العجوز بـ يد القاتل ونظر إلى الملف وعرف أن اسمه (جيمس)
سحب العجوز جيمس من يده إلى داخل (مدينة الفوضى) وأمر الرجال بغلق البوابة ذات الأسوار العالية
وما أن أغلقت البوابة
حتى أزال العجوز الغمامة من على وجه جيمس وقال له:
- أهلًا بك في مدينة الفوضى!
نظر جيمس حوله فوجد نفسه في مدينة فعلًا! .. لم يُسجن! لم يُقتل .. بل تم نفيه فقط!
نظر جيمس إلى العجوز وقال له:
- أين نحنُ .. ومَن أنت؟
ابتسم العجوز وقال:
- اعلم أن هذا لا يُصدق .. ولكن دعني احكِ لك.
***
منذ عشرة سنوات بدأت العالم في أن يتغير .. توقفت الحروب تقريبًا وحتى المناوشات بين الدول
العالم أصبح كـ بلد واحدة .. بلد واحده أكثر ما يُهمها هو مصلحه الإنسان .. بعيدًا عن المصالح الشخصية ..
ولكن بالتأكيد كان لهذا العالم قيادات
هذه القيادات طرحت فِكرة جديدة، وقدمتها للشعب الذي وافق عليها بالإجماع
وهي أن يتم تخصيص بلدٍ ما في العالم يتم نفي فيها كُل قاتل أو سارق أو فاسد
أو أي شخص يُشكل خطرًا على المُجتمع
بنوا لنا هذه المدينة، وأمرونا بعدم الخروج
مَن يحاول الخروج من (مدينة الفوضى) يُقتل في الحال!
نحن مراقبون يا جيمس .. ولكن كما منعونا من الخروج .. فقد منعناهم من الدخول!
لا يُمكن لأي إنسان في العالم أن يدخل إلى مدينة الفوضى دون إذن القيادات!
قاطعه جيمس وقال:
- وهل يوجد هنا حكومة أيضًا؟
= لا، ليست حكومة .. سأشرح لك .. المدينة مُقسمة إلى ثلاثة مناطق مُرقمة، الحي الأول والثاني والثالث، كُل حي من هذه الأحياء له قائد مثلا الحي الأول المسئول عن دخول المواطنون الجُدد أمثالك يقوده رجل أسباني اسمه آنخل .. ستأتي معي الآن ليراك ويرى ملفك .. هذا الرجل أعطاه الله هبه وهي توقع الأحداث القادمة اسمها Esp هل سمعت عنها من قبل؟
- لا
= أنا أيضًا لم اسمع عنها إلا هُنا، على كُل حال .. آنخل هو الأقل شرًا بين حُكام الثلاثة مناطق وأكثرهم زهدًا فَعِندك مثلًا، يوجيني الفتاة الفرنسية العاهرة .. سيدة الحي الثاني، لديها قُدرة غير طبيعية .. هي تقرأ الأفكار وتلقرأ لغة الجسد يُمكنها معرفة إذا كُنت تكذب أم لا .. يُمكنها أن تشعر بما تُريده
- والحي الثالث؟
= توم الأمريكي المجنون هو حاكمه .. يسكن في قصر مهيب مع مئات الحسنوات يضاجعهم ومن يمل منها .. يقتلها .. شخصيته تُشبه (الجوكر) تلك الشخصية الخيالية الامريكية .. أظن أنه يُقلدها أو متأثرًا بها
- وهل لديه هبه من الله هو الآخر؟
= لا ولكن جيشه هو الأكبر وأسلحته هي الأقوى وهو الأكثر جنونًا وشرًا من الثلاثة
***
دخلت أماندا حبيبة (آنخل) إلى منزله المتواضع الذي يُشبه الكهف فوجدته ينظر إلى مرآته ويُفكر فقالت:
- ألا تَكُف عن التفكير أبدًا يا عزيزي؟
= يبدو أن حرب السُلطة قادمة يا آماندا .. كيف لا تُريدي مِني التفكير؟
- عن أي حرب تتحدث يا آنخل؟ الوضع مُستقر في الخارج!
= يوجيني وتوم يُريدون السيطرة على مدينة الفوضى بالكامل .. صدقيني!
- وما دليلك؟
= شعوري
تأففت أماندا وقالت:
- مرت ثلاثة شهور على آخر مُره قُلت لي فيها إنك تُحبني .. ومر عام كامل منذ آخر مره ضاجعتني فيها، ما الأمر يا آنخل؟ هل تتهرب مِني؟
= أنا استعد للحرب يا أماندا!
- أي حرب يا آنخل؟ لا يوجد حرب! وكيف تستعد للحرب أمام المرآة؟ تُفكر؟ تُفكر لمدة عام بلا راحة لمدة ثلاثة ثواني تقول فيها لي بأنك تُحبني! لو لم تَكُن أنت حاكم الحي الأول لقُلت إنك تخونني يا آنخل .. ولكنني اعرف إنك أي فتاة ستخونيني معها كانت ستفضح أمرك في كُل مكان من شدة فرحها بإنك احببتها .. وأنا لا أظن أنك من ذلك النوع الخائن يا آنخل
= أماندا، أنا أكره الخيانة .. وأكره الحديث عن الخيانة .. هل تعلمين لماذا أنا هُنا؟ هل تعلمين لماذا تم نفيي؟ لأنني قتلت حبيبتي السابقه .. لأنها كانت تخونني .. فهل تُظني إنني سأفعل الأمر ذاته؟ بالتأكيد لا! الأمر أعقد من هذا بكثير
- شاركني إياه، دعني اشعر بإنني بجانبك يا آنخل! .. أنا أحبك! منذ جئت إلا هُنا وأنا مُتيمه بك .. فقد وعوضتني عن والدي! وشعرت بجانبك بالأمان الذي افتقدته طوال حياتي خارج مدينة الفوضى .. أرجوك لا تجعل هذا الشعور يزول من قلبي!
دمعت عين أماندا وهي تقول تلك الكلمات وضعت يدها على كتف آنخل الذي حاول لأول مره أن يتجاهل دموعها ونظر إلى المرآة الذي شاهدها من خلالها وقال:
- خمني، ما هي نقطة ضعفي الوحيده يا أماندا؟
= ما هي؟
- أنتِ .. منذ سنوات وأنا أريد أن اشعل فتيل الحُرب وأن اتخلص من توم ويوجيني قبل أن يتخلصوا هم مني .. ولكنني خائف عليكِ أنتِ لم اعتد أبدًا أن يكون لي نُقطة ضعف .. هذا الشعور يخنقني .. يجعلني اضعف بكثير .. وأنا أكره أن ابدو ضعيفًا يا أماندا .. لدرجة إنني فكرت في أن اتخلص منكِ!
نظرت أماندا بأعين دامعة إلى آنخل وقالت:
- تخلص مِني يا آنخل ولكن لا تتجاهلني هكذا! .. لا تجعلني أشعر بأنني لستُ مُهمه في حياتك .. لقد تمنيت الموت من قبل .. وأنت تعرف إنني حاولت الإنتحار كثيرًا عِندما جئت إلى مدينة الفوضى .. أنت مَن كُنت تُنقظني دائمًا .. الآن أنا أطلبها منك، امسك سلاحك هذا ووجه نحو رأسي وتخلص مِني!
اغمض آنخل عيناه أمام المرآة حتى سمع صوت شخصًا قد دخل منزله
وكما توقع كان (العجوز الأصلع) الذي يُعد أهم رجال (آنخل)
قال العجوز دون مُقدمات:
- سيد آنخل لدي خبران .. الأول أن هُناك مواطن جديد إنضم لنا في مدينة الفوضى وهذا ملفه .. والخبر الثاني سيء .. وهو أن هُناك أثنان من رجالك قد قتلوا في الحي الثاني
ابتسم آنخل لأنه توقع هذا بالفعل من قبل
نظر إلى آماندا وقال:
- ها هي الحرب يا آماندا على وشك أن تبدأ
نظر إلى العجوز وقال:
- اجمع رجالك المُسلحون
قالها آنخل وهو يخرج من (كهفه) وتبعه العجوز بعد أن اتسمعت عيناه خوفًا وظل يقول:
- رُبما قتلوا عن طريق الخطأ يا سيدي .. رُبما يرسلون اعتذار غدًا أو بعد غد .. سيد آنخل .. لا يجب أن تقوم حرب هُنا .. الوضع سيكون خطير .. سيد أنخل، لماذا لا تعاتبهم .. الحرب ليست حلًا يا سيد آنخل
نظر آنخل إلى العجوز بغضب وقال:
- (هنري)، أيها العجوز اللعين .. اتعرف لماذا تم نفيي إلى مدينة الفوضى؟
= لا يا سيدي
- لأنني قتلت والدي، كان يُشبهك تمامًا وكان ثرثارًا لا يتوقف عن قول النصائح لي، لو حاولت أن تنصحني بشيء ما مره أخرى وأنا افكر .. سأقتلك يا هنري!
= حسنًا يا سيدي، انا آسف
قالها وقد رحل ليُنفذ أمر قائده
فعاد آنخل إلى الداخل مره أخرى ليرى أماندا تنظر له في ترقب
فنظر لها (آنخل) وقال:
- أماندا يا عزيزتي .. أنا آسف .. فأنا مُضطرًا إلى التخلص مِنك! فـ الحرب قادمه.
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية مدينة الفوضى)
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات