القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية دمية مطرزة بالحب الفصل التاسع والتسعون 99 بقلم ياسمين عادل

 رواية دمية مطرزة بالحب الفصل التاسع والتسعون 99 بقلم ياسمين عادل
 رواية دمية مطرزة بالحب الفصل التاسع والتسعون 99 بقلم ياسمين عادل

رواية دمية مطرزة بالحب الفصل التاسع والتسعون 99 بقلم ياسمين عادل


"گطفلة ظنت أنني أبيها، فتدللت وما كان من قلبي إلا تدليلها"
________________________________________
جلس يراقب بتأنٍ ما تقوم به، وعقلهِ مترجمًا لكل فعل يصدر منها، بعد مرور يوم شاق نفسيًا عليها. كانت تتحرك بعشوائية شديدة يمينًا ويسارًا وهي تضب أغراضها في الحقيبة، وعيناه تتجول خلفها بصمتٍ، حتى وقفت أمام الخزانة هنيهه كأنها تبحث في عقلها عن شئ ما، ثم تناولت منشفتين عريضتين وعادت تضعهم في الحقيبة وهي تتمتم بـ :
- كده منسيتش حاجه!.
زفر "يونس" زفيرًا طويلًا حتى أفرغ صدرهِ من تلك الكتلة الساخنة، وأردف بهدوء :
- خلصتي ياملك؟!.
التفتت إليه قائلة :
- لأ لسه.
- مقصدش الشنطة، أقصد خلصتي هروب ولا لسه!؟.
تناولت بعض الأشياء الخاصة من أعلى منضدة الزينة، ووضعتهم بداخل عُلبة خشبية قيّمة وهي تقول :
- ناقص الشامبو بس.
نهض عن جلسته وسار صوبها، جذب معصمها برفقٍ ليّن لتكون في مقابلته، وأثناء اختراقهِ لعيناها هتف بـ :
- من ساعة ما يزيد ونغم مشيوا وأنتي على نفس الحال.
حاولت أن تبدو هادئة، مستكينة، وكأن لا شئ يشغل بالها، أما بداخلها تفشّى الخوف من الغد، وأصبحت هواجسها تطارد خيالاتها. رسمت شبح ابتسامة تبين زيفها، وهي تضع كفيها على صدرهِ قائلة :
- صدقني مفيش حاجه، مش انت قولت هنتنقل لبيتنا الجديد؟.. أنا بجهز نفسي على الأساس ده.
خلل أصابعه بين خصلات شعرها، وداعب برفقٍ فروة رأسها بنعومة جعلت استشعاراتها تستجيب بسرعة، وبصوته الرخيم أردف :
- بس انا مقولتش هنتنقل حالًا، لسه في حاجات معملنهاش.. لسه هتختاري أوضة النوم بنفسك، والأنترية وأوضة الأطفال.
بصيص من النور أضاء عتمتها فجأة، وتحلّى وميض عينيها الممتلئة بالتفاؤل وهي تكرر كلمته متسائلة :
- أوضة أطفال؟ من دلوقتي؟.
مال عليها ليُقبّل وجنتها قبلة طالت لأكثر من لحظة، ثم ابتعد قليلًا ليخرج صوته الخافت مصحوبًا بدفء أنفاسهِ التي لامست برقة بشرتها :
- آه دلوقتي، أنا عايز منك عيال كتير شبهك.
ألصقت بشرتها بصدغهِ وأغمضت عيناها، واعترفت بصدق :
- لأ، أنا عايزاهم يبقوا شبهك انت، ياخدوا قلبك وروحك وقوتك، مش عايزاهم يطلعوا ضعفا زيي.
تلك الكلمة التي أضرتّ بعذوبة عبارتها، جعلته يفيق من غفوةٍ مؤقتة، ونفى ذلك بإصرار مستميت :
- انتي مش ضعيفة أبدًا، انتي شيلتي اللي مفيش بنت تقدر تشيله أبدًا.
وتابع تصدير الفكرة الصحيحة إليها :
- ملك، أنتي لسه عندك ٢١ سنة، اللي عيشتيه كوم واللي جاي كوم تاني خالص.. لسه مشوفتيش حاجه، اللي عدا مكنش غلطك، بس اللي جاي بأيدك تغيريه.
كلتا يديها تسللتا لتحتضن وجهه، وتشبعت نظراتها بحب جارف وهي تقول :
- انت إزاي كده؟؟ أنا ندمانة إني مقابلتكش من زمان، من قبل ما يحصل كل اللي حصل.
أغرق كفيها تقبيلًا متواليًا، وانحنى عليها ليحملها بغتة، اقترب من الفراش ووضعها برفق، ليقول بنبرة عابثة تفهمت مغزاها :
- تعالي هغيرلك على الجرح.
ضحكت بملئ شدقيها، وكأن الحزن لم يعرف طريقهُ إليها قطّ، ودفعته عنها بهدوء :
- لأ جرحي سليم متقلقش.
فأصر عليها، حينما كانت يداه تخترق بسهولة ما أسفل ملابسها :
- لا والله ما يحصل، أنا أدرى منك بمصلحتك.. صدقيني.
خفت صوتها وهي تحس اقترابه الحميم منها، مستسلمة لجرعة مكثفة من العشق، أغدق عليها بها:
- مـصدقاك.
****************************************
رغم تحذيراتها شديدة اللهجة، ومحاولاتها العديدة التي ذهبت سدى، إلا إنه قذف بكل ذلك عرض الحائط، وأزمع على الدخول إلى قلب منزلها بعدما أغلق الباب عليهما، وصاح بعصبيةٍ أنفلتت منه عاجزًا عن التحكم فيها :
- انتي ليه متعمدة تعصبيني عليكي، وترجعي في الأخر تقولي عليا عصبي!.
زجرتهُ بنظراتٍ محتدمة، متجاهلة حديثه تمامًا :
- قولتلك ١٠٠ مرة خاف عليا، إزاي تدخل عندي في ساعة زي دي من غير ما تراعي كلام الناس!! نسيت اللي حصل ولسه مستمر بسبب تهورك ؟.
انفلتت منه ابتسامة ساخرة وهو يذكرّها :
- تقريبًا نسيتي إني ساكن فوق معاكي في نفس البيت، يعني طبيعي أبقى طالع هنا.
- بس مش طبيعي تبقى جوا بيتي يايزيد.
لم يهتم لتراهاتها التي تعمدت بها إصراف عقله عن التفكير في الأمر الأساسي، وعاد لنفس الأمر مجددًا بدون أن يترك لها الفرصة لذلك :
- إيه اللي قلب حالك كده!! أنا سيبتك نص ساعة، إيه اللي حصل في النص ساعة دي؟.
تلك المرة طال صمتها للحظات، وعيناها التي توشك على البكاء مرتكزة عليه، شاعرة بضعفٍ سيجتاح نفسها الأبيّة :
- قولتلك مفيش حاجه.
فـ زأر منفعلًا بدون انتباه منه :
- نـــغــم!. والله العظيم دي آخر مرة هسأل فيها، و لو خرجت من هنا مش راجع تانـي.
شدد قبضتهِ على معصمها معيدًا سؤاله :
- مـالـك؟؟.
وكأن تهديده أرعبها، مازالت تخشى بقوة فكرة فقدانه، وتتلوع نفسها ما إن ذُكر الفراق. اضطربت أنفاسها بإرتجافة، رافضة أن تخضع لذلك الضعف العتيّ.
بنظراتٍ ملؤها الأسف والخذلان، رمقتهُ ولمعان عينيها متجليًا، وأرغمت قلبها على أن تقسو عليه، وتجلدهُ بسياط كلماتها التي لا تتحمل كتمانها لأكثر من ذلك :
- أنا أفتكرت إنك ممكن تتغير عشاني، إنك دايمًا تختارتي أنا لو اتحطيت وسط اختياراتك الكتير، لكن الظاهر إني كنت غلطانة، وغلطي الأكبر كان في حق نفسي.
تنغض جبينه بإستغراب شديد، وكأن كلماتها گالطلاسم التي لم يفهم مغزاها :
- إيه اللي بتقوليه ده!! أنا مش فاهم حاجه.
فسألته بنبرةٍ متشنجة، محاولة الخلاص من حصار أصابعه:
- لسه بتحبها، صـح؟؟
للتو وصلت المعلومة لذهنه، وربط الأمر بحديثه القصير مع المحامِ الخاص به، وسرعان ما أجاب بصدقٍ :
- لأ مش بحبها، أنا أختارت طريقي خلاص.
اجتذبت ذراعها منه بغتة وهي تصيح :
- أنت بـتكــذب.
منعها "يزيد" من الإبتعاد عنه وهو يطبق أصابعه على عضدها صائحًا :
- إنتي فاهمة غلط يانغم، أنا مفيش أي حاجه جوايا ناحيتها، دي واحدة....
وانقطع صوته هنيهه كأنه يبتلع مرارة الكلمة قبيل أن ينطق بها :
- ميتة، واحدة ميتة.
فـ ابتسمت إبتسامة منطفئة، وتراقص الحزن في بؤبؤي عينيها معترفة بـ :
- ماتت بجسمها بس، إنما روحها فضلت عايشة جواك لحد دلوقتي.
هزّ رأسه رافضًا تعنتها، وأصر على تبرئة نفسه :
- مش صحيح، أنتي خدتي من الكلام نصه وألفتي على مزاجك، ده حق واحدة دمها راح هدر بسببي ، لازم حقي وحقها يرجعوا مهما كان التمن.
فسألته بتوجسٍ مريب :
- حتى لو كان التمن ده أنا؟.
لم يظهر ترددًا وهو يجيب عليها :
- انتي ملكيش دعوة بالموضوع كله، أنتي معايا أنا.
واقترب منها خطوة واحدة ليتابع :
- انتي اللي جوايا مش حد تاني.
ازدردت ريقها وهي تخطو للخلف خطوتين، ونظرت لساعة الحائط وهي تقول :
- ياريت تسيبني وتروح، الوقت اتأخر زيادة عن اللزوم.
علق ببصره عليها للحظات، قبل أن يقرر بالفعل تركها هنا الآن :
- عندك حق، تصبحي على خير.
والتفت يفتح الباب لكي ينصرف، لحظات وكانت تقف بمفردها وسط هذا الخواء، ظنت إنه سيبقى، سـ يُلح عليها، سـ يتمسك بالأمل لإقناعها؛ لكنه لم يفعل. ضاق صدرها أكثر وأكثر، وبقيت هي ونفسها التي تارة تلومها، وتارة تؤكد صحة موقفها، تارة تعنفها، وتارة تؤيدها. ظلت في حيرتها التي لم تنتهي لساعات طويلة من الليل، عاجزة عن إسكات صوت الألم الذي كان ينغز بوجعهِ قلبها.
************************************
أشرقت شمس شتوية جديدة، بظلها اللطيف الدافئ، لتغمر المنزل كله بحيويتها.
وضعت "ملك" طبقة من الجبن على الخبز الأبيض، ثم ناولته إياها مبتسمة بعذوبة، وهي تتسائل :
- هترجع أمتى عشان تاخدني؟
لاث الطعام في فمه، وانتظر لحظات قبل أن يُجيبها :
- هخلص كام حاجه في الشركة وأكلمك تجهزي نفسك، هنروح نشوف البيت عشان تعرفي تختاري اللي يناسبها على زؤك، أسبوع واحد وكل حاجه تكون خلصانة.
نهض عن جلسته بعجلٍ وهو يتابع :
- أقل من أسبوع كمان.
ومال عليها قليلًا وهو يغمز بنصف عين :
- وتدخلي بيتك بالفستان الأبيض زي ما وعدتك، فاكرة؟
خجلت منه، وأجفلت جفونها لتبعد عن نظراته المحبوبة إلى نفسها :
- فاكرة.
استمع لصوت عصا "كاريمان" تقترب منهم، فـ حمحم وهو يبتعد عنها قائلًا :
- طب انا همشي انا بقى.
- أستنى يايونس.
سارت "كاريمان" بتؤدة نحوهم، حتى ترأست المائدة وتركت جسدها المرهق يرتخي على المقعد، ثم أردفت بـ :
- النهاردة في بروڤة ضروري لازم تحضرها.
قطب جبينه متسائلًا بفضول :
- بروڤة إيه يانينه؟
غمر التفاؤل السعيد وجهها، وهي تجيبه بحبور :
- ملك هتقيس فستان الفرح، وأنت هتقيس البدلة الجديدة.
انفرجت أساريره، وغطت السعادة وجهه حينما نظر لحبيبتهِ قائلًا :
- سبحان الله، أهي جت من عند نينة بنفسها.
ثم انتقلت عيناه لـ "كاريمان"، واقترب منها ليتناول كفها بلطافة شديدة :
- Çok teşekkür ederim "شكرًا جدًا"
وقبّل كفها :
- ربنا يخليكي لينا يارب.
ربتت على وجهه قائلة :
- يلا روح خلص اللي وراك، وسيبني أنا وملك نجهز شوية حاجات.
وتضاعفت حماستها متابعة :
- في حاجات كتير أوي لازم نخلصها.
****************************************
بشتّى الطرق حاولت أن تواري احمرار عينيها المرهقتين، استخدمت مكعبات الثلج لعمل كمادات باردة على عينيها، فـ هدأ ذلك الإنتفاخ قليلًا، بالكاد تمكنت من صنع شاي بالحليب ليبدأ يومها التعيس.
تنهدت "نغم" وهي تدخل للشرفة خاصتها، تحسست ملابسها التي جفت على الأحبال، وبدأت تتناولها قطعة تليها الأخرى، حتى تفاجئت بـ دلو من المياه الدافئة تنسكب أعلى رأسها وتغمر ملابسها. شهقت بفزعٍ تملكها، وبدأ البرد يتسرب لجسدها الغارق في المياه الغير نظيفة، نظرت لأعلى بعينان متقدتان، لترى تلك الإبتسامة الشامتة تعلو ثغره، وهتف بصوتٍ مرح :
- آسف، مخدتش بالي إنك واقفة.
زمجرت وقد تشنج وجهها بوضوح :
- مش واخد بالك إزاي يعني!! كفيف مش بتشوف!!.. وبعدين انت فاكر نفسك فين عشان ترمي الميا في الشارع كده!
تلوى ثغره بعبثٍ وهو يقول :
- كنت بغسل القميص بتاعي، أصل مفيش هنا غسالة أتوماتيك ولا في خدامة تقوم بطلباتي.
وتأهب للدخول وهو يقول :
- عن أذنك بقى عشان مش فاضي.
ودخل قبيل أن يتلقى منها أي كلمة موبخة أخرى، بينما هي بقيت في تلك الحالة المغتاظة، تأكل في نفسها من فرط الغضب، خاصة حينما اشتمت رائحة المياه التي سُكبت عليها ووجدت رائحة غريبة بها، ليست رائحة مسحوق غسيل أو ما شابه. لم تتحمل مقابلة إهانتهِ بالصمت، فـ اندفعت للداخل منتوية الصعود إليه، لكي تفرغ عن طاقتها المشحونة بداخلها فيه. قرعت على الباب بإنفعال، فتفاجئت به يفتح على نحوٍ سريع وكأنه ينتظرها، دفعته للداخل وصفقت الباب بعنف، رمقتهُ بإحتقان وهي تصرخ في وجهه :
- انت اتجننت يايزيد؟. مش شايف الجو اللي احنا فيه وممكن بسببك يجيلي برد دلوقتي!.
رد عليها ببرودة متناهية :
- أنا الحق عليا إني رميت ميا دافية مش ساقعة.
وكأنها أمسكت بثغرتهِ، وكشفت تعمدهِ الصريح لإغراقها، فـ اتقدت عيناها قائلة :
- يعني كنت متعمد مش زي ما قولت من غير قصد!
ابتسم بسماجةٍ وهو يعترف :
- آه.
وضعت يديها على رقبته گمن ترغب في خنقهِ :
- ولما أخـنـقك بأيـدي دلـوقتي هتبقى مبسوط؟.
لم يسمح للضحك أن يفسد محاولاتهِ الهزلية ليبدو أكثر جدية، ولكنه مازحها قليلًا بعدما أصابها بما فعل :
- أموت في الشراسة.
تركتهُ ونظرت لثيابها المبتلة، ثم عادت تزجرهُ بإحتدام :
- أنت حاطط إيه في الميا؟
بدا بريئًا وديعًا وهو يجيبها :
- شاور چل من بتاعي.. أي خدمة.
وجدته مرتديًا لثيابه كاملة، فـ عقدت ذراعيها أمام صدرها متسائلة :
- فين القميص اللي غسلته؟
نفخ في وجهها ثم هتف بفتور :
- نشف من بدري.
ثم ابتعد عنها وتابع :
- مينفعش بنت زيك تبقى في شقة راجل عازب زيي الصبح كده، الناس تقول إيه؟؟.
حدقت فيه بذهول شديد، بينما استكمل هو :
- من فضلك تنزلي شقتك وكفاية كده.
- أنت بتردهالي؟.
هز رأسه بإيماءه مستفزة، مستمتعًا بإستثارة غيظها لما فعلته بالأمس :
- آها، أنزلي خدي شاور وأنضفي كده عشان رايحين الشركة سوا، عندنا شغل كتير.
وتحرك نحو الداخل وهو يردف :
- متنسيش تقفلي الباب وراكي بعد ما تخرجي.
الآن فقط أحست بتيارات الهواء البارد التي تضرب أطرافها المتجمدة، وهي تقف بتصلب في مكانها من قوة ردهِ عليها، كأنه رأى في ذلك عقاب مناسب لها، أو ربما يردعها عن معاملته بهذا الجفاء مرة أخرى. ذمّت على شفتيها بقوة، وسحبت نفسها بتشنج لتخرج من منزله، تاركة الباب مفتوح على مصرعيه، بتعمدٍ صريح ومقصود.
***************************************
بحكم خطوتها الثقيلة، كانت تسير ببطءٍ نحو باب المنزل الذي كاد ينهدم من قوة الطرق عليه، وصاحت أثناء ذلك :
- ما خلاص ياللي على الباب!! هي الدنيا طارت!!!
نهجت قليلًا قبل أن تفتحه، ونظرت بقلقٍ بيّن على أولئك الواقفين أمامها. عدة رجال يرتدون الزي الرسمي لضباط الشرطة، يترأسهم ذلك المهيب الذي هتف متسائلًا بحزم :
- أنتي تفيده؟؟
ازدردت ريقها بتوترٍ ملحوظ، قبل أن تجيب بتخوف :
- آه أنا، خير سعاتك.
- في إستدعاء ليكي من النيابة بخصوص بلاغ الإختفاء اللي قدمتيه عن أختك، ياريت تتفضلي معانا.
يتبع.....
لقراءة الفصل المائة : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات