القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم ياسمين عادل

رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم ياسمين عادل
 رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم ياسمين عادل

 رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم ياسمين عادل

^^ لا تدعس على طرفي.. فـ تحترق. ^^

____________________________________________

عاد "يونس" بدون أن يستغرق وقت طويل في الغياب عليها كي لا تشعر بالإرتياب وقد أحضر زجاجة من المياه الباردة ليكون سبب غيابهِ مقنعًا..
لم يجدها بالمكان الذي تركها فيه.. نظر حوله وللأمام المستقيم على مرمى بصره ولكن لا أثر لها.
أخرج هاتفهِ وحاول الإتصال بها، ولكنه تفاجأ بوجود هاتفها في جيبهِ الآخر حيث تركتهُ معه.. قطع المكالمة وهو يعض على شفتيه بغيظ وأطبق على جفونهِ يعتصرها وهو يغمغم :
- مش ده الوقت اللي ينفع أنشغل فيه بالقلق عليكي ياملك!

نفخ منزعجًا وهو ينظر لعمهِ عبر زجاج الغرفة الشفاف، فـ انتفض من مكانهِ ودخل مسرعًا حينما شعر به يحاول فتح جفونهِ.. أوفض إليه متلهفًا و :
- عمي، سامعني؟؟ فوق أرجوك

لعق "إبراهيم" شفتيهِ الجافتين وهمهم بكلمات مبهمة :
- يـ... يونس

فـ دنى منه "يونس" أكثر بعدما ترك الزجاجة على الكومود و :
- أيوة أنا جمبك أهو

تنفس "إبراهيم" وهو يردف :
- عطشان

فتح "يونس" زجاجة المياه على الفور وساندهُ كي يستقيم في جلستهِ ويرتشف بضع رشفات يروي بها ظمأه.. إنسالت بعض القطرات من طرفي شفتيهِ ولكنه لم يبالي، فـ قد جف حلقهِ بشكل خطير منذ أن فقد وعيهِ بالأمس.
عاد يستريح وهو يسأل أولًا :
- فين ملك؟

فـ عاد "يونس" يفكر بها وبـ اختفائها المفاجئ :
- برا، بتجيب حاجه من الكافتيريا متقلقش.. المهم قولي حصل إيه؟

فـ وضع "إبراهيم" كفهِ على صدره وشرح بشكل موجز :
- صدري وجعني أوي فجأة، حسيت كأن حد بيضرب فيه بالسكاكين.. وبعدها مشوفتش غير سواد

جلس "يونس" على حافة الفراش وسأل مترقبًا :
- عمي، فين طنط منار؟ ولو ماتت ماتت ازاي؟

فـ نظر "إبراهيم" بداخل عينيه، وقال بدون ذرة واحدة من التفكير أو الندم :
- ماتت، وأنا اللي قتلتها بـ إيديا دول

ورفع كفيه في الهواء كأنه متباهيًا بما فعل، تاركًا الذهول المُغمور بالفزع يغطي ملامحهِ بالكامل.. فـ تخمين الحقيقة أبسط كثيرًا من سماع الإعتراف بها في بعض الأحيان.
تخشبت حواسهِ، وبقت فقط "ملك" في ذهنه وهو يفكر بها، كيف سـ تستقبل خبر گهذا؟.. بل الأحرى من بـ استطاعته أن ينقل لها هذا خبر گهذا ؟.
...........................................................................

مزق "يزيد" الورقة رقم سبعة وألقاها بالقمامة.. للمرة السابعة على التوالي يُخطئ أثناء تدوين بعض الملاحظات وهو يعمل على الحاسوب.. كل ما يشغل عقله الآن "نغم"، ودخلها گموظفة للشركة عنادًا في شخصه.
نهض عن جلستهِ متشنجًا وقد زادت حرارة جسدهِ أكثر وأكثر.. تجول يمينًا ويسارًا وهو يغرز أصابعهُ العشر في رأسهِ يفكر في طريقة لـ الزج بها من هنا، فـ لن يقبل في كل الأحوال بـ هزيمة گهذه..
تقدم من مكتبه وراح يتحدث في الهاتف الخلوي و :
- أبعتيلي أستاذ عبد اللطيف

أغلق الهاتف و تمتم لنفسهِ :
- أما نشوف رئيسك المباشر هينفعك إزاي!

انتظر "يزيد" لدقيقتين ، وكان "عبد اللطيف" يلج بعدما طرق الباب متخيلًا أن أوان عقابهِ قد آن :
- أيوة يابشمهندس

فـ ابتسم "يزيد" بـ سماجة وهو يعرض عليه ذاك العرض المُغرِ :
- أنت مش كنت طالب أجازة من فترة ياعبد اللطيف!

ارتعد "عبد اللطيف" موقنًا إنها الأجازة الأبدية، فـ تلجلج قليلًا وهو يجيبه :
- آه بس خلاص مبقتش آ...
- أنا دلوقتي بديك أجازة أسبوع مدفوعة الأجر، تقدر تاخدها من بكرة

حدق "عبد اللطيف" غير مدرك ماذا أصاب "يزيد"، فـ قطع الأخير عليه تفكيره و :
- طالما بقى في حد يحل محلك يبقى حقك تاخد أجازة

ثم أشار له :
- أتفضل دلوقتي وظبط الموضوع مع السكرتارية، ومتبلغش الموظفة الجديدة بالأجازة دي

زقزق صوتهِ وبدا سعيدًا متحمسًا وهو يشكرهُ :
- مش عارف أقول إيه لسيادتك، شكرًا.. شكرًا أوي

وأسرع بالخروج.. فـ تناول "يزيد" هاتفه وأردف مستمتعًا بأولى خطوات العقاب خاصتهِ كما أسماه :
- أما نشوف رئيسك المباشر لما ياخد أجازة وتاخدي الأمر مني أنا هتعملي إيه، ده أنا هـشلوحك (هبهدلك)
...........................................................................

لا يعرف ما الذي يجب أن يُقال في موقف گهذا، لقد حُشر حرفيًا.. أصبح بين المطرقة والسندان، "ملك" التي أولتهُ مهمة معرفة الحقيقة لأجلها، وعمهِ الذي ارتكب جُرمًا منذ سنوات والآن قد فُتح الأمر من جديد ولا يجب أن يسمع أحد بما حدث.. ماذا يفعل؟
شبك "يونس" كفيهِ خلف ظهره وهو يستمع لـ عمه أثناء إنهاء حديثهِ :
- ده اللي حصل، مقدرتش أشوف كل ده وأسكت.. أي راجل عنده نخوة لو مكاني هيعمل كده

غطى "يونس" وجهه بكلتا يداه، فركهُ بقسوة قليلًا حتى أحمرّ، ثم سأل :
- يزيد يعرف كل ده طبعًا؟

فـ حاول "إبراهيم" ألا يورط إبن أخيه، وعلى الأقل يكون مقنعًا أيضًا أمام "يونس" :
- عرف بعدين
- وملك؟ ملك اللي مستنية تكلم معاك وتسأل عن أمها هتقولها إيه؟؟ أمك خاينة وكانت تستاهل الموت فـ قتلتها هي وعشيقها و.....

قاطعهِ "إبراهيم" و :
- بس يايـونس، بـس.. ملك لو عرفت أي حاجه من دي هتنهار، حتى لو كانت أمها و ×××× وفـ ×××××.. مش عايز ألوث الذكرى الباقية ليها منها

أتقد صدر "يونس" بـ حرارة مُسعرة وهو يدنو من عمه وكأنه يلومهُ :
- عشان كده حرمتها إنها تخالط حد وجوزتها بدري!.. كنت فاكر إنك كده بتحميها من مصير يشبه أمها

وتابع متهكمًا :
- اللي خوفت منه حصل حتى بعد ما حصنتها، حبت واحد تاني وضعفت قدامه عشان جوزها كان ×××××، وفي الآخر سلمتني أنا الأمانة التقيلة دي.. صح؟

وتابع تخميناته:
- طبعًا مكنش ينفع يزيد لأنه عارف كل حاجه، وقبل كل ده واخد موقف من ملك بسبب أمها، يبقى مفيش غيري.. لعبتها صح ياعمي

انحنى قليلًا عليه و :
- بس محطتش في حسبتك إن خالتها تظهر، فـ كل حاجه باظت

منذ قليل وهاتفه لا يتوقف عن الإهتزاز بجيبه حتى قنط وتضاعف إنزعاجه وغضبه.. أخرجه وابتعد عن "إبراهيم" وصاح به :
- إيــه يايزيد!! رن رن رن!؟.. مزهـقتـش

صمت لحظات و :
- ماشي، خارجلك

أبعد الهاتف عن أذنه وهو ينظر لـ "إبراهيم" نظرة أخيرة و :
- هشوف يزيد عشان جه تحت

وخرج، خرج وهو يطرد زفيرًا حارًا من صدرهِ :
- أوووف

تصادف مع "يزيد" أثناء خروجهُ له، فـ لمح امتعاضهِ يغلف تعابيره وهو يستنكر :
- إزاي عمي يتنقل لمستشفى ومتعرفنيش؟
- ملحقتش أبلغك، مين قالك؟
- نينة

ثم سأل متلهفًا :
- هو فين وحصل إيه ؟
- فوق.. روحت أنا وملك آ.......

صمت فجأة وقد حضرت على باله للتو، نظر في ساعة يده.. الأمر بدا له غير طبيعي أن تختفي كل ذلك بدون أن تبلغه حتى بمكانها..
عقد "يزيد" حاجبيه و :
- في إيه؟

اضطرب "يونس" مع شعوره بـ إصابتها بمكروه.. وبقى تائهًا عاجز عن التفكير وهو ينظر حوله و :
- ملك، ملك مختفية بقالها شوية !.. ده مش طبيعي أبدًا

وأوفض نحو البوابة ومن خلفهِ "يزيد" :
- أستنى بس رايح فين؟ يابني فهمني
...........................................................................
وضعها "ربيع" برفقة صديقهِ على الأريكة القديمة وهي ملفوفة بـ ملأة ملونة قديمة.. بينما كانت "تفيده" تختلس النظر من مسافة بعيدة وهي تسأل بعد أن رأت إبنها يدخل بينهم وهو يحمل تلك الكومة الكبيرة :
- في إيه يا ربيع ؟ وإيه اللي شايلهُ ده؟؟

غمز "ربيع" لصديقهِ كي يخرج وتحرك من خلفه وهو يقول :
- تسلم إيدك ياأبو الرجولة

أخرجهُ "ربيع" من الغرفة وخرج برفقته كي يصل به إلى الباب.. أغلق الباب فـ استمع لصيحة "تفيده" المصحوبة بصرخة مدوية :
- يانــصيبتي!

فـ هرول "ربيع" يدخل وهو يغمغم :
- هتفضحيني ياما! قال مشافوش وهما بيخطفوا شافوهم وهما بيصوتوا!

دخل "ربيع" وأوصد الباب عليهم، فـ نهرته" تفيده" بشدة بعدما كشفت عن رباط الملأة ورأت بداخلها "ملك" :
- أخس عليك أخس، بتخطف بنت خالتك وتدخلها بيتنا أول مرة بالشكل ده! ليه كده ياموكوس هتروح في ستين داهية

فـ أشار لها "ربيع" كي تكف عن صياحها و :
- بس ياما بس!! جوز البقر اللي متجوزهم لو سمعوا مش هيسكتوا.. دي غلطتي يعني إني جبتهالك هنا بدل ما أخليها برا في أي مُكنة "مكان خفي"

ضربت "تفيده" ذراعه وهي ثابتة على موقفها المعارض لما ارتكبهُ :
- إحنا مش خطافين عشان نعمل كده، البت لو فاقت واكتشفت إننا عملنا كده فيها هترفضنا أكتر
- ياما دي حقنا إحنا ياما

فـ ضربت على صدرها تنعي حظها :
- روح ربنا ياخدك ويريحني من مصايبك

ثم نظرت بوجهها البرئ قبل أن تفيق وتبدأ في شنّ الهجوم عليهم.. مسحت على جبهتها برفق حاني و :
- شبه منار أوي، ربنا يهديكي لما تفوقي يابنتي

ذفر "ربيع" متضايقًا من أسلوب والدتهِ المعارض له و :
- خلصنا ياما، يعني هتعمل إيه يعني.. كبيرها تعيط يومين ونخلص.. المهم بقت معانا

فـ ضربت "تفيده" كفيها سويًا و :
- أتوكس، دي مش هترضى تقعد هنا مهما حصل بعد اللي عملته وهتعند أكتر

فـ انفعل "ربيع" وقال بعدائية غلفت صوته :
- أعلى ما في خيلها تركبه، أنا مش هخرجها من هنا

ثم أشار للنافذة والباب و :
- أمال أنا عملت أقفال للباب والشباك من امبارح ليه! عشان لما تيجي متلقاش ليها خروج

ثم نظر نحوها بنظرات متفحصة قبل أن يقول :
- المهم تعالي معايا عايزك في حوار قبل ما تصحى وتبتدي تندب "تبكي وتصرخ"

دفعت "تفيده" ذراعه عنها و :
- أوعى إيدك دي من عليا، غور أنزل وانا هاجي وراك

فـ خرج "ربيع" متأففًا بضيق من أسلوب والدتهِ الذي لم يظنهُ أبدًا، بينما وضعت هي الغطاء الثقيل على جسدها كي لا ينتابها شعور البرد وسحبت الملأة لترميها بعيدًا و :
- حقك عليا يابنتي

ثم همّت لتخرج من هنا و...
...........................................................................
كانت عيناه المقتنصة مرتكزة على الشاشات التي تعرض تسجيلات كاميرات المراقبة بالمشفى وبجواره مسؤول الأمن و "يزيد".. وأثناء البحث خلال التوقيت الذي حدده "يونس" لـ اختفائها تسائل مدير الأمن :
- متأكد إنها اختفت ولا خرجت برا المستشفى بنفسها؟

فـ أجاب "يونس" مستنفذًا ما بقى من صبرهِ :
- بقولك اختفت، اتبخرت فجأة

وهنا صاح "يونس" وهو يشير للشاشة :
- أهي، دي ملك

فتسائل "يزيد" وهو يتطلع بنظراته عن هوية تلك السيدة التي لم تتبين ملامحها بعد :
- مين الست دي يايونس؟؟ أنتوا كان معاكم حد؟
- لأ

رآهم يسيروا معًا بينما السيدة تستند على "ملك" حتى اختفت معها عن المساحة التي تغطيها الكاميرا، فـ توتر "يونس" أكثر و :
- هات بقى الكاميرا بتاعت الطرقة اللي بعدها

دلفن سويًا للمصعد، فـ ضرب "يونس" الحائط بقبضتهِ وهو يكز على أسنانهِ حينما تدخل "يزيد" :
- فين الكاميرا اللي بتعرض بوابة المستشفى في نفس الوقت؟ يمكن خرجتها برا

فـ قام الموظف بتنفيذ مطلبهِ وعرض تسجيلات الكاميرا الخارجية.. فـ حملق "يونس" بمجرد رؤيتها تخرج معها من البوابة وصاح قائلًا :
- أهـي

ولكنهن اختفوا من جديد.. فـ أبدى الموظف أسفهِ قائلًا :
- للأسف دي آخر حاجه، يعني مفيش تصوير للجانب التاني أقدر أعرضه

فـ تدخل مدير الأمن مقترحًا عليه :
- بس الصيدلية اللي قدام المستشفى ممكن تساعدك، لأن فيها كاميرا تظهر الجانب التاني

ثم أشار للشاشة و :
- باين إنها عدت بيها الطريق و........

لم ينتظر "يونس" متابعة ما يسردهُ مدير الأمن.. حيث ركض للخارج موجهًا نفسهِ لخارج المشفى حيث تلك الصيدلية التي سيكون بها الحلقة الأهم والأخيرة.. هو الآن على يقين أن اختفائها هذا ليس بمحض الصُدفة وإنما مُدبر له، تشتت تركيزه وانتباهه وأصبح گالكفيف.. لا يرى أمامه سوى صورتها، ماذا حدث لها وأين ذهبت ومن أولئك الذي استدرجوها للخارج؟!. لا يعلم أي شئ ولم يجول في خاطرهِ أي تخمين عن هوية الفاعل الآن.
............................................................................
وقفت "لبنى" زوجة "ربيع" الثانية أمام باب غرفة "تفيده" تحاول التلصص على حديثهم ومن جوارها "رحمة"، الزوجة الأولى.
تحسست "لبنى" بطنها المنتفخ أثر الحمل ثم همست :
- صوتهم واطي أوي!

فـ قوست "رحمة" شفتيها بـ استهجان و :
- يعني عادتهم ولا هيشتروها، ربيع على طول كده.. بس أنا مش مرتاحة المرة دي

ومالت برأسها هي الأخرى على الباب تحاول التقاط أي شئ من حديثهم.

جحظت عينا "تفيده" وهي تحدج "ربيع" بنظرات مصدومة مما قال، وعلى الفور كانت تبدي اعتراضها قائلة :
- جواز إيه أنت اتجننت؟؟ ده انت على ذمتك أتنين منهم واحدة شايلة في بطنها وعلى وش ولادة!

فـ تباهى "ربيع" بنفسه وبقدراتهِ الجسدية والمادية حاليًا والتي تشجعه على التفكير في الزواج من "ملك" :
- فيها إيه، الحال ماشي زي الفل وانا أقدر أتجوز لحد أربعة، الشرع بيقول كده

فـ ضربت على ذراعه و :
- حوش حوش الواد مش بيقوم من على سجادة الصلاة، شرع إيه ياخويا اللي بتكلمني عنه، دي عينك الفارغة هي اللي طمعت في بنت خالتك

فـ ضحك "ربيع" ببلاهه و :
- وماله، كله بالحلال ياما، أنتي بس تتكلمي معاها لما تصحى وتليني نفوخها
- أبدًا مش هيحصل

ووقفت عن جلستها و :
- أنا مش هكلم معاها في حاجه، ده انا يدوب أخليها ترضى تقعد معايا هنا لو وافقت
- خلاص، سيبيلي موضوع الجواز ده

تأففت "تفيده" ممتعضة من تصرفات إبنها الطائشة وجشعهِ الذي لا ينتهي و :
- مرتاتك مش هيسكتوا على الكلام ده

فـ انفعل "ربيع" و :
- إن شالله يخبطوا دماغهم في الحيط

سئمت "تفيده" محاولات إقناعهِ الغير مجدية، بينما تابع هو ليزيد من تأثيره عليها :
- على الأقل نضمن تبقى في حضننا وبيتنا.. ده أبوها خلاص بيودع يعني هتبقى بطولها

ثم تجهم وجهه وهو يضيف :
- ولا نسيبها لـ اللي عامل فيها سبع رجالة في بعض ويتهنى هو بالليلة كلها

دنى من" تفيده" التي انشغلت بالتفكير في الأمر وكأنه يوسوس لها گالشيطان الرچيم :
- مفيهاش حل تاني ياأم ربيع، وافقي انتي بس والباقي عليا

تقريبًا أغلب الحديث وصل لزوجاتهِ اللاتي يقفن على الباب.. تأججت "رحمة" بالأخص وشعرت بنيران الغيرة تأكل من رأسها وهي تردف :
- تتجوز تاني يابن الـ ×××× ، مش كفاية دخلت عليا بواحدة عايز تتدخل بالتالتة!؟.. ده يبقى أخر يوم في عمرك وعمرها.. ده أنا أهد البيت على نفوخك

فكرت "لبنى" بتوتر و قد بدأت بطنها تتقلص :
- يعني اللي فوق ده بنت خالته!

تحركت "رحمة" من مكانها، فـ حاولت "لبنى" أن تستوقفها ولكنها رأتها تصعد للأعلى ولا يبدو على وجهها الخير أبدًا :
- أستني يارحمة

وتحركت هي الأخرى من خلفها محاولة التدخل كي لا تقع المصيبة على رأس ضرتها المتهورة التي انفجرت مشاعر الغبطة بداخلها مُعلنة عن بداية سلوك عدواني سـ يبدر منها.
........................................................................

- بص حضرتك، ركز معايا كده

أعاد الطبيب الصيدلي التسجيل للمرة الثالثة كي يسمح لهم بتدقيق المشهد وتفسيره وهو يُشير :
- البنت وطت دماغها تقريبًا بتعمل حاجه.. فجأة الست قفلت باب العربية وركبت قدام واتحركت.. يعني مؤكد خدتها في العربية دي

نظر "يزيد" نحو شقيقهِ الذي بدا گالمجنون، وجهه المحمر وعيناه الواسعة التي لمعت لمعة غريبة.. ذراعيهِ اللذان كتفهم خلف ظهره..
وأردف بعصبية :
- وبعدين يايونس!! هيكون مين يعني اللي عملها

نظر "يونس" بـ اتجاه "عيسى" الذي تقريبًا وصل بتخمينهِ للشخص الصحيح.. وتبادل كلاهما نظرات لم يفهمها سواهم، بينما كان "يونس" يستعيد هذا المشهد في رأسه..

_ عودة بالوقت للسابق _

ولجت "ملك" موفضة للداخل، إينذاك تدخلت "تفيده" وهي تصيح بأعلى صوت لديها :
- أنت عايز تهرب البت ومعرفش آلاقيها تاني!! ده بُعدك.. بنت أختى هاخدها منك ده حقي

فـ رمقها "يونس" بـ استخفاف و :
- فاكرة نفسك بتكلمي عن طفلة؟؟ دي كبيرة وراشدة وعارفه كويس هي عايزة مين وهتروح فين! ملك مش قاصر

فتشددت برأيها بدون تفكير :
- برضو هاخدها

_ عودة للوقت الحالي _

- ربيـع

ارتفع حاجبي "يزيد" مع تخمين شقيقهِ، وسرعان ما أخرج هاتفهِ من جيبه وهو يردف متوعدًا :
- ورحمة أمي لـ هسجنهُ هو وأمه

فـ أوقفه "يونس" وأمسك بذراعه يمنعهُ و :
- مش هتعمل حاجه يايزيد

فـ انفعل "يزيد" ووصلت غضبة لـ جذوتهُ، سحب شقيقهِ لخارج الصيدلية وبالخارج صاح متسائلًا :
- يعني إيه مش هعمل حاجه؟؟ أنا مش هسيب الـ ×××××× ده وهو واخد بنت عمي وخاطفها.. لو عمي سأل عنها هتقوله إيه؟ ، ده ممكن يروح فيها
- مش هنقوله حاجه

ذاك السكون الذي أربك "يزيد" وجعله يشعر بشئ ما غير طبيعي :
- أنت هادي ليه؟.. ناوي على إيه يايونس

فـ حاول "يونس" إبعاده عن الأمر كون تهورهِ يدفعه دائمًا للمصائب بدون أن يحسب حساب أي شئ لاحقًا :
- هتصرف ، بس هاتلي تليفوني من عند عمي أنا نسيته هناك.. عشان لو انا طلعت هيسألني عنها

وزع "يزيد" نظراتهِ على شقيقه وعلى "عيسى".. ثم انسحب من بينهم متيقنًا إنهم يحيكون شيئًا ما، وما أن أنصرف حتى التفت "يونس" لـ "عيسى" و :
- لو عايز اتنين رجالة تقدر تجيبهم أمتى

نظر "عيسى" في ساعتهِ و :
- ساعتين زمن ياباشا
- ساعة ياعيسى، أنا مش هسيب ملك معاه كل ده

وتحدث من بين أسنانهِ التي تمسكت ببعضها البعض مغتاظًا مرتعبًا أن يفعل معها أي دنائة :
- أنا هفعصهُ تحت رجلي، هو غلط.. وانا كنت مستنيه يغلط
يتبع.....
لقراءة الفصل الخامس والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات