القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الثلاثون 30 بقلم ياسمين عادل

 رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الثلاثون 30 بقلم ياسمين عادل
رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الثلاثون 30 بقلم ياسمين عادل

رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الثلاثون 30 بقلم ياسمين عادل

"قـولي لا."

__________________________________________
لم تستطع طاقتها الضئيلة على إنتظار سماع جوابهِ حتى، وكأنها أحست بأن ردهِ قد يكسر قلبها.. فـ أوفضت منسحبة من هنا فور سماعها عرض والدها لـ "يونس" والذي اعتبرتهُ بيع رسمي لها بدون أن يعطي البضاعة حقها.. أحست وكأنها ما زالت دُمية تتنفس فقط في بيتهِ، وأن ظروف مرضهِ الخطير والذي سيودي به للتهلكة لم يُغير أيًا من طباعهِ التي عاشت في معاناتها.
هي لا ترفض "يونس".. ولكنها ترفض رؤية والدها لها إنها سلعة يملكها ويحق له وحده التصرف فيها، كما فعل سابقًا وها هو يُعيد الكرّة.
خرجت "ملك" من باب الشُقة ووقفت تضبط أنفاسها التي لم تعد تتحكم فيها، وغمغمت بنبرة مقهورة :
- تاني يابابا؟!.. تاني بتقرر مستقبلي.. تاني عايز تتحكم في حياتي بصوابعك العشرة!.

وجلست على الدرج ترثي حالها لنفسها.

لم يكن "يونس" واعيًا من فرط صدمتهِ فيما فكر به "إبراهيم".. أيعقل إنه مازال يُخطط سير حياتها حتى الآن! ألم يتعظ مما مرت به!.. لقد رمت بنفسها وسط نيران الموت بدلًا من حياة إجبارية فرضها عليها والدها قبل أن يفرضها زوجها السابق.
اختطفهُ "إبراهيم" من أوج شدوههِ وذهولهِ وهو يسأله :
- أنت سامعني يايونس؟

فـ أجاب بجمود عكس حالتهِ :
- لأ، ومش عايز أسمع أكتر من كده

نهض.. مازال ينظر إليه غير مُصدقًا تفكيره :
- إزاي لسه بتفكر تتحكم في حياتها! لأ وكمان حياتي كمان حشرتها في النص!!
- يايونس أفهمني يابني

فقاطعهُ رافضًا الحوار معه بشأن هذا الأمر :
- مش عايز أفهم ياعمي، مش عايز!
أنا مستحيل أفرض على ملك وضع زي ده ولا انت كمان هتعمل كده.. مش هتكرر الغلطة دي تاني ياعمي

فـ انتصب "إبراهيم" محاولًا أن يفسر نواياه :
- أنت مش زي محمد يايونس، أنت هتحافظ عليها وهتصونها

تنغض جبينه بعدم إقتناع و :
- ومين قالك إنها هتقبلني گزوج في حياتها؟ فكرت في ده!؟

أستمع كلاهما لصوت صفق الباب بالخارج.. فـ اضطرب "يونس" وهو يُنبه "إبراهيم" لضرورة إغلاق هذا الحديث :
- الموضوع ده مش هيتفتح تاني.. نهائي ، سمعتني ياعمي؟

وخرج مُهيئًا لاستقبالها.. رمقها بتفحص وقد بدا على وجهها الغرابة، فسألها :
- رجعتي بدري يعني؟

فـ أشارت نحو هاتفها الموضوع على الطاولة :
- نسيت تليفوني وجيت آخده

ثم نظرت نحوه، كانت ملامحه هو الآخر بها شئ مريب تعلمهُ هي.. أجفلت بصرها وهي تتجه نحو هاتفها، وسألت إينذاك :
- سيبت بابا وخرجت ليه؟ كملوا كلامكم وانا هرجع لنغم تاني

خرج "إبراهيم" ليراها هو الآخر.. وحينما وقع بصره عليها ابتسم و :
- لحقتي تقعدي مع نغم ياملك؟

فـ لم تنظر حتى إليه وهي تجيب :
- لأ، هرجع تاني

ثم مضت صوب الباب، وقبل أن تغادر التفتت لتهتف :
- أنا هروح لنينة كاريمان أقعد معاها

عبس "إبراهيم" بينما كان "يونس" على عكسهِ تمامًا.. فـ عاتبها "إبراهيم" بلطف لم تعتادهُ :
- ليه ياملك ؟ خليكي معايا يابنتي
- معلش مش هينفع، أنا لسه راجعة من عند دكتور رمزي الصيدلي وهييجي يديك الحقنة قبل ماامشي والعشا في المطبخ.. يعني مش هتحتاجني

فـ دنى منها محاولًا التعبير عن احتياجهِ المعنوي لها :
- أنا مش عايزك عشان كده بس، وجودك معايا اليومين دول كان هيفرق
- هبقى آجي الصبح

قالتها على عجل، بينما كان "يونس" يحس بعض الطمأنينة كونها قد أكدت اختيارها وقررت بنفسها.. تنفس براحة أكثر الآن، وجلس على المقعد يشاهد انصرافها حتى غادرت.. لاحظ "إبراهيم" هذه الراحة على وجهه الذي كان متجهمًا منذ لحظات، فـ عقد حاجبيه غير راضي عن معاملته التي رآها لينه أكثر من اللازم :
- أنت مرتاح دلوقتي؟
- آه

فـ اعترض على ذلك مشيرًا لتغيير سلوكيات "ملك" :
- ملك مكنتش بتكسرلي كلمة ولا بتمشي بمزاجها، شهرين قعدتهم عندك كل ده اتغير!

فـ حدجهُ "يونس" بنظرات يأست التحاور معه :
- أنا حاسس إني كنت بكلم نفسي جوا وكلامي ملهوش أن تأثير عليك ياعمي!

ونقل أنظارهِ للفراغ مكفهر الوجه ، تُرى ما الذي غيّر رأيها فجأة؟ .. ولماذا هي جامدة هكذا ولون وجهها متغيرًا؟!.
.............................................................................

استيقظت "كاريمان" في الصباح الباكر گعادتها لتتفاجأ بوجود "يونس" في حديقتها، مما بعث على نفسها السرور فـ راحت تذهب إليه كي تدعوه لتناول الإفطار معها.
كان شاردًا مُغيب العقل لا يشعر بما حوله منذ الأمس.. منذ أن تلقى هذا العرض بالأمس وحالهِ ليس بحال، حتى هي..
صمتها الطويل وشرودها الدائم أغلب الوقت وهو يقود السيارة أشعرهُ وكأنها تتعمد الإبتعاد عنه، لا يدري ماذا أصابها فجأة بين لحظة وأخرى.!
وضعت "كاريمان" كفها على كتفهِ فـ انتفضت من جلستهِ وهو ينطق بـ إسمها بدون شعور :
- مـلك!

ابتسمت "كاريمان" وتصنّعت إنها اندهشت من تعلق إسمها برأسه :
- لأ مش ملك

أجبر "يونس" نفسهِ على الإبتسام ونهض، قبّل جبينها وأجلسها مكانهِ.. ثم جلس قبالتها و :
- صباح الخير يانينة، عاملة إيه؟
- İyiyim "أنا بخير"

أطالت النظر إليه قليلًا قبيل أن تردف :
- غياب ملك Kafanı karıştır. "شوش عقلك"

فـ نفى ذلك متشددًا :
- لأ خالص ، بس دماغي مشغولة شوية.. آ....

توتر وهو ينظر محو شرفة الغرفة التي تسكنها "ملك" و :
- ملك فوق من إمبارح، جبتها بالليل

شهقت "كاريمان" شهقة خافتة وانبعجت شفتيها بـ ابتسامة سعيدة :
- بجد!

فـ أفتر ثغرهِ لسعادتها و :
- بجد، مكنتش أعرف إنك حبتيها أوي كده
- Çok "كتير" يايونس

تجاوزت الطاولة والتفتت كي تعود إليها وهي تغمغم بحبور :
- أحسن حاجه عملتها إنك رجعتها هنا، هروح أصحيها

تنفس "يونس" الصعداء بعدما أفلت نفسهِ من تساؤلاتها واستخباراتها الكثيرة.. فقد أوقع بنفسهِ في المتاعب بعد هذا الخطأ الغير مقصود معها .

فتحت "كاريمان" الباب ببطء كي لا تزعجها، فوجدتها بالفعل مستفيقة وجالسة على الفراش.. انتبهت "ملك" لوجودها فـ تبسمت وهي تنهض :
- وحشتيني يانينة

ضمتها "كاريمان" لصدرها الدافئ الذي يمتص كل ما هو سلبي.. وربتت بعاطفة على ظهرها قائلة :
- وانتي كمان وحشتيني

رافقتها نحو الفراش و :
- تعالي طمنيني، أبوكي أخو حسن الجبالي عامل إيه؟

ضحكت "ملك" متجاوزة أي شئ يشغل عقلها وهي تسأل بفضول :
- ليه مكنتش بتحبي عمي يانينة؟
- عشان Bir aptal. "أحمق".. غبي يعني، كان بيقولي ياحماتي ويغيظني

ضحكت "ملك" من جديد، بينما تابعت "كاريمان" :
- أنا مكنتش بكرهه، بس عناد بنتي لحد ما اتجوزته كان عايش بينا.. مقدرتش أنسى إني كنت رفضاه في البداية حتى بعد ما خلفت يونس ويزيد.. حسن كان دايمًا بياخد يزيد ويروح لأبوكي يقعدوا في الأجازة على القهوة، بعد ما يزيد يرجع آلاقيه نسي كل دروس الأتيكيت اللي كنت بديهاله.. أتعلم لغتهم وأسلوبهم، إنما يونس

صمتت هنيهه وتابعت بـ افتخار :
- مكنش بيسيبني أبدًا أنا وجده، مكنش ميال أوي لـ إبراهيم زي يزيد.. عشان كده تلاقي علاقته بـ أبوكي مش شبه علاقة يزيد بيه

وتابعت بسخرية :
- يعني يزيد إبن إبراهيم برضو

وضحكت.. كانت ملاحظة مدركة لكل تعابير وجهها الغامضة رغم إنها تتفاعل مع حديثها وتضحك معها، فلم تمرر "كاريمان" الأمر قبل أن تسألها :
- مالك ياملاك؟

فـ أطرقت رأسها عاجزة عن البوح بما تكنّ.. وتحججت بمرض والدها :
- مشغولة على بابا، حاولت أفكر نسفره برا بس قالوا مفيش فرص أكتر من هنا

كأن حدسها النسائي لم يصدق، ولكنها رغم ذلك تجاوزت التحدث عما يضايقها و :
- ربنا يصبرك ويشفيه ياحببتي

ثم عرضت عليها :
- إيه رأيك تيجي معايا النهاردة نعمل shopping "تسوق" مع بعض؟

فـ تحمست "ملك" للفكرة كونها ستتخلص من هذا الضغط الفكري المتكالب على عقلها وعبرت عن ذلك فورًا :
- ياريت

طرق "يونس" على الباب قبل أن تسمح "كاريمان" بدخولهِ.. فتفاجئت به "ملك" يحمل دُميتها التي انتستها في المزرعة، هبّت واقفة وهي تنظر لـ دُميتها و :
- ملك!

تناولتها منه وهي تسأل :
- أنت جبتها منين؟
- كانت في أوضتك اللي في المزرعة، جبتهالك من هناك لما روحت لوحدي آخر مرة

ضمتها "ملك" كما لو تضم طفلتها التي وُلدت من رَحمها، علاقتهم غريبة.. هي تُشبه نفسها بها دائمًا، تحس وكأنهم قطعتين لشخص واحد رغم كونها دُمية.
حدجها "يونس" بغرابة ، لم يرى مثل تلك الحالة من قبل ولن يرى مثيلتها، وسألها بدون أن يحمل عناء التفكير بفضوله المكتوم :
- للدرجة بتحبيها؟

فأومأت برأسها دون أن تتحدث ثم :
- شكرًا
- أنتي كويسة ؟.. من امبارح متغيرة كأنك عايزة تقولي حاجه!

ارتبكت وهي تنظر لعيناه اللاتي راحت تتفحصنها، أجفلت.. فرفع رأسها بـ أصبعيهِ السبابة والوسطى و :
- ملك؟ قولي

وبدون تفكير هتفت :
- لأ
- لأ إيه ؟

نظرت حولها بتوتر كأنها لا تستطيع تجميع جملة مفيدة و :
- أقصد لأ مفيش حاجه

في هذه الآونة كانت "كاريمان" تراقب كلا منهما على حدا وتقرأ ما بين نظراتهم وكلماتهم.. يبدو أن "يزيد" كان مُلاحظًا جيدًا بالفعل، هناك شئ ما لم يدركه كلاهما.. ولكنها أدركت بعد أن أطلقت العنان لتركيزها.
انسحبت بهدوء تاركة إياهم يتخبطون بعضهم ببعض، وقررت إنه سيكون تدخلها في الوقت المُناسب.

تركت "ملك" دُميتها وتحدثت بأمر آخر كي تخفي شعور الربكة الذي صاحبها أغلب الوقت، بينما جلس "يونس" على المقعد المُطل على الشرفة يستمع لحديثها :
- عارفه إنها لازم تكون خريجة، بس هي مجتهدة جدًا في دراستها وخلاص فاضل سنة.. أعتبره تدريب ليها

أشعل "يونس" قداحتهِ وهو يسحب النفس الأول من سيجارتهِ، ثم عقب على مطلبها :
- أنا مش بحب الوسايط في الشغل، لكن مش هرفض طلبك.. أنا هحطها تحت الإختبار والتدريب، لو نفعت هتكمل.. ولو منفعتش.....

فقاطعته "ملك" و :
- موافقة
- النهاردة خليتها تروح عشان تقابل فوزي مدير الحسابات مبدأيًا.. وبكرة الساعة ٨ الصبح تكون في المجموعة وانا هسلمها للقسم بنفسي.. وهناك هيعملوا معاها اللازم

صمت لحظات ثم سأل :
- هي كانت بتشتغل إيه؟
- تدريب في مكتب محاسبة لكن سابته

رنّ هاتف "ملك".. فـ انتقلت كي تُجيب عليه و :
- ألو، أيوة يادكتور رمزي

ارتعدت بتخوف و :
- ماله بابا؟

على الفور دعس "يونس" سيجارتهِ بالمنفضة ونهض وهو يدقق بتركيزه معها :
- طيب أنا هروح أشوفه على طول، شكرًا

التفتت وهي تبحث عن ثيابها التي كانت ترتديها أمس وهي تفسر ما حدث :
- بابا أتعرض لنوبة، مش قادر يتنفس خالص ورمزي جابلة أنبوبة أكسچين
- أنا هكلم الدكتور اللي متابع حالته وهحاول أجيبه معايا

وخرج متلهفًا للحاق به، لا يجب أن يتركه لمصير لا يعلم ماذا سيحدث من بعده.. لا يجوز أن يموت سريعًا هكذا وما زال تاركًا خلفه إبنة يتيمة وأسرار لا يعلمها أحد.
أوفض "يونس" لغرفته وهو يفكر ماذا سيحدث في اللحظة التي قد يتوفى بها "إبراهيم"؟.. ماذا سيفعل هو؟، بل ماذا ستفعل "مــلك"؟.
...........................................................................

كانت "نغم" ترتدي زيًا شبه رسميًا گتعبير عن جديتها والتزامها بالمعايير حينما ذهبت للقاء رئيس القسم الذي ستعمل به گمتدربة.. والآن وقد أنهت المقابلة الأولية، خرجت وهي في حالة تباهي شديدة بعد أن تحققت غايتها.. نظرت للمكان من حولها غير مصدقة أن الحظ والصدفة معًا كانوا حُلفائها اليوم بفضل صديقتها "ملك" التي توسطت لها لدى "يونس".. صاحب القرار الأول بهذا الصرح، الآن ستراه يوميًا، سـ تُريه ماذا يعني أن يستخف بها وبقدراتها.. ستكون أمامهُ لـ تُذكره إنها تليق بالمكان الذي قال هو إنه لن يقبلها فيه.. الآن سيقبلها رغمًا عن أنفهِ بعد إقرار "يونس" بتعيينها.
ضبطت "نغم" سُترتها النبيذية وتحسست قرطها الأسود الصغير لتتأكد إنه لن يسقط.. ثم غمغمت بينها وبين خلجات نفسها :
- الموضوع طلع أسهل بكتير مما تخيلت.. أوووف، أنا دلوقتي ارتاحت

وقفت أمام المصاعد الكهربية كي تستخدم أحدهم.. فوجدت أحد الأبواب ينفتح وداخله "يزيد" برفقة" سيف" مدير أعمالهِ والمسؤول الأول عن مكتبهِ..
سرعان ما أحادت بصرها وولتهُ ظهرها، بينما خرج هو برفقة "سيف" غير منتبه لها ومرّ بمحاذاتها بالضبط دون أن يراها.. فـ ولجت هي للمصعد فورًا وضغطت على أزرارهِ لينغلق عليها، ثم تنفست الصعداء و :
- الحمد لله.. مش وقته يشوفني دلوقتي

تنفست وهي تتابع بـ ابتسامة غزت محياها :
- بكرة أبقى أفاجئه

وضحكت متخيلة ردّ فعلهِ ما أن يراها، حتمًا سـ يُجنّ.. وقد يرتكب أي حماقة تعتبرها في صالحها عندما تشكوه لـ "يونس".. رئيس مجلس الإدارة والمسؤول الأكبر، اللعبة ستبدأ لتوها، وعليها أن تتسلح جيدًا كي تجابه رجلًا ذا لسان فظ وطبع بربري مثلهِ.
...........................................................................

خرج الطبيب من غرفة "إبراهيم" وقد رافقه كلاهما.. وتسائلت "ملك" بقلق دون أن تنتظر :
- إيه اللي حصله فجأة ده يادكتور؟
- ده طبيعي جدًا في حالته، أنا مش عايز أديكم طاقة سلبية.. لكن كلنا عارفين مدى خطورة الوضع إيه، وإنه بيقضي أيام الله أعلم مدتها قد إيه

أطرق رأسه عاجزًا عن التعبير أكثر، بينما حولت "ملك" أبصارها نحو غرفته عاجزة هي الأخرى عن التحدث، إنها تخسر والدها حرفيًا وهي مكتوفة الأيادي لا تدري ماذا عليها أن تفعل؟
غادر الطبيب بعدما أخرجه "يونس" بينما ظلت هي بالخارج غير قادرة على رؤيته في هذه الحالة الواهنة، وهو الذي كان أقوى الرجال في نظرها.
عاد إليها "يونس" وهو يرى حزنها البيّن و :
- مش هتدخلي تقعدي معاه؟

فـ أردفت بنبرة حزينة :
- عايزني أودعهُ؟

لم يُجب، فـ تابعت هي بعد أن نقلت بصرها نحوه :
- مش هقدر، دلوقتي بالذات مش هقدر

أستمع "يونس" لصوته الضعيف الذي صاحبهُ حشرجة وهو ينادي عليه، فـ أوفض إليه حينما كان هاتفهُ يصدر رنينًا مهتزًا.. دخل "يونس" وهو يخرج هاتفه و :
- ايوة ياعمي

ونظر لشاشة هاتفه ليجد المتصل "عيسى"، فـ أشار لـ "إبراهيم" وهو يجيب على المكالمة :
- ثواني بس هرد وهكون معاك حالًا

وأجاب :
- أيوة ياعيسى

صمت هنيهه، واتسعت عيناه بعد لحظات و :
- هنا فين؟؟ طـالعـين هنا!!!!

أسرع "يونس" يخرج كي يمنع "ملك" من فتح الباب :
- ملـ......

ولكنها بالفعل كانت قد فتحته بعد أن طرق عليه أحدهم، فوقف مشدوهًا وهو يرى أمام عيناه تلك السيدة وهي تنظر لـ "ملك" نظرات مشتاقة قبل أن تدخل متعجلة وهي تقول :
- ملك؟

تفحصتها بنظرة واحدة و :
- حببتي يابنتي

وأقبلت عليها تضمها لصدرها بـ انفعال عاطفي وسط ذهول من "ملك" التي لم تتعرف عليها ولم تجد ما تقوله.. بينما ابتعدت عنها "تفيده" قليلًا وأردفت :
- وحشتيني يابنتي، أوعي تكوني معرفتنيش!

فـ تحرجت منها وهي تعلن بالفعل تجاهلها بهويتها :
- آ.... مش فاكرة أ....
- أنا خالتك يابت، خالتك تفيده

ثم عادت تعانقها :
- تعالي في حضني ياريحة الغالية

أزدردت "ملك" ريقها وهي تهمس :
- خـ ـا... لــتـي!

نفخ "يونس" بـ انزعاج وهو يرى نصب عينيه ما يحدث، حتى ظهر من خلفهم "ربيع" وهو يقف على الباب ينظر إليهم.. فـ انزعج "يونس" أكثر أكثر خاصة بعدما نفذ "ربيع" تهديده وأعلن ذلك صراحة وهو ينظر لـ "يونس" بنظرات ظـافـرة......
يتبع.....
لقراءة الفصل الحادي والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات