القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الحرب لأجلك سلام الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نهال مصطفي

 رواية الحرب لأجلك سلام الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نهال مصطفي 

رواية الحرب لأجلك سلام الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نهال مصطفي 

رواية الحرب لأجلك سلام الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نهال مصطفي 

تعمد هشام ان يطوق كفتيها ويقربها منه اكثر
- مراتى هعرف احميها كويس يا عمده .. طلعنا من دماغك انت بس ..
ثم وجه حديثه إليها متعمدا ليشعله بنيران الغيره
-يلا يا حبيبي !!
خرجت الكلمه من ثغره لتقام فى صميم قلبها وهى تومئ ايجابا متجنبة النظر الى زيدان الذي يود أن يلتهمها ..

دائما ما تتعمد الحياه ان تختبر صبرنا بطرق اكثر الما .. اختباراتها مرايا لنرى من فينا يصلح للحياه ومن لا يصلح .. من لازال في عمره وقلبه بقية لتذوق جمال الحياه ومن شُح نفسه واخذ قرار نهايته قبل الاوان .

وصل هشام بصحبة فجر الى سيارته السوداء ولازال محتضن كتفيها أمام انظار الجميع .. تحرك مجدى ليصعد سيارته الا أن توقف إثر هتاف هشام
- مجدى .. بقولك ايه روح اركب ف البوكس مع العساكر ..

انعقد ما بين جبين مجدى مندهشا: ليه يعنى ؟! ومالها عربيتك ..

تلعثمت الكلمات فى فمه تحت انظار فجر اللامعه فقال: ااه اسمع الكلام وخلاص ..

- هو ايه اللى اسمع الكلام وخلاص!! حد يسيب (الرانجلر) ويركب البوكس ؟!

احتدت نبرة هشام فقال : مجدددددى !

- احم .. طيب ماشي يا إتش هركب انا مع العساكر عشان تاخد راحتك فى عربيتك وكده .. تأمر بحاجه!!

تغير نبرة مجدى المفاجأه وتغير ملامحه لم يمنعا من ارتسام الضحكه على وجه فجر ، فرد هشام قائلا
- لا ياخويا .. كتر خيرك مش عاوز حاجه منك !!

ضاقت عيون مجدى حد الانغلاق وهو يتوعد سرًا
- طيب يا هشام يا ابن أم هشام !! اما وريتك !!

ثم جهر مجدى بنبرته القوى التى تردد صداها مناديا على العساكر
- يلاااا اجمع عشان هنتحرك كلنا ...

لازالت فجر واقفه فى مكانها تشعر بحالة عجيبه من الفوضي .. فألتفت إثر جملة هشام الهامسه
- هو أنت مسمعتيش مجدى بيقول يلا اجمع عشان هنتحرك ..

احتلتها نظرات التيه : هااااا !!!

- هااااا ايه !! اركبى اركبى انت لسه هتتصدمى ؟!

■■■

يحدث ان تُغادر الروح ويظل الجسد متمسكًا بأيام قاحلة وأن نيشان القلب دائمًا خاطئ حتى وان تمنيت صحته ..

تلملم بسمة اغراضها بأختلال عقلى وقلبى ، كل شيء يتساقط من يدها باتت غرفتها فى عدة دقائق عبارة عن صندوق كبيرة كل محتوياته فوق بعضها وتغرقهم بمياه انفها و عينياها الاتى لم تتوقف سُحبهم ...

تجوب هنا وهناك وتحضر مستلزماتها وتلقيهم بفوضى فى حقيبتها ، وبات قلبها كطير دبيح ينتفض فى صدرها متخذه انفاسها بصعوبة بالغه الى أن سقطت انظارها على المراة ورات ملامحها الشاحبة فتردد صوت خافت بقلبها : ‏هل هكذا يُجزى من اعتنق الهوى؟

عادت لتقفل حقيبتها وسحبتها بعناء مغادره الغرفة معلنة قرارها بالرحيل .. توقفت إثر نداء العالى
- بسمة .. بسمه انت نازله !!

جففت بسمه دموعها سريعا متظاهره بالثبات
- اه راجعه القاهرة ..

- نعمممممم !! اى الجنان ده ..

زفرت بسمه باختناق : ولا جنان ولا حاجه ياستى !! عندى امتحانات وهروح اقعد فى شقة بابا شويه ..

استندت رهف على عكازها لتقف عليه
- بت انت حصل ايه ؟! وازاى يعنى هتقعدى فى شقه لوحدك ..هو زياد زعلك ؟؟!

- ياربي منك يارهف ، ولا اى حاجه من اللى فى دماغك ، بس محتاجه اقعد مع نفسى شويه ..

اقتربت رهف بانظارها الثاقبة
- بت أنت معيطه !! يبقي حصل حاجه ومخبيه عليا !! نهارك اسود مش فايت ..

تناولت بسمه حقيبتها لتهرب من تحقيق رهف الغير مُجدى بالمرة منهيه الحوار بينهم وهى تجر ذيول خيبتها
- يلا باى باى لازم امشي ..

تفوهت رهف جملتها الاخيره ممزوجه بصوت قفل الباب بقوة فتسمرت رهف مكانها
- مابقاش أنا رهف لو البت دى ما كانت مخبيه عنى حاجه !!

ثم عادت لتهاتف امها وتخبرها برحيل بسمه فلم تجد رد ، فالقت الهاتف بجوارها متأففه
- اووف .. وبعدين ياربي فى البيت اللى كل واحد فيه فى وادى ده!!
ثم نظرت على ساقها المُجبس متحدثه بحنقة
- اوووووف ..وانا هفضل قاعده كده ياربي!!
ثم انهالت على رأسها رسالة فارس مُختار فاصابها الفراغ فى مقتل لتقول
- ما اتسلى عليه واشوفه عاوز اى هو كمان .. بدل قعدتى دى !!

■■■

" فى السياارة الرانجلر الفارهة "

عاد هشام متسلحًا بالتجاهل مرة اخرى وكأنه يخجل من البوح بنيران جوفه متجاهلا تلك الحورية الجالسه بجواره التى لها القدره العجيبة ان تُشعل بجمالها حربا وحبا فى آنٍ واحد ..

تفوهت بهدوء : إحنا رايحين فين ؟!

لم يلتفت اليها ولازالت اعينه تمشط ارصفة الطريق
- هنروح القسم نعمل محضر للزفت ده ، وبعدين هنرجع على القاهرة ..

- محضر لمين ؟!

راد مقود سيارته بتركيز : لزيدان ، عشان يفكر ويمد إيده على حاجه تخصنى ..

قذف قلبه اللفظ بدون رقابه منه فلو فكر للحظه ما كان سيقوله ، فلازال يحارب كل ما بثته عيون امرآه بين ثنايا اضلعه .. تلك المرة دارت هى بجسدها تتأمل ملامحه بتركيز شديد بعدما نصب الكلمه ( تخصنى ) فى تربة قلبها ... وسرعان ما نبتت الكلمة بثمارٍ لا تعد ولا تحصى .. احتضنت يده الموضوعه فوق مسند ذراع السيارة فتتطلعت اعينه تدريجيا بيدها الى أن وصل لعينيها ... فهتفت قائله
- أنا اسفة ..

قالتها بنبرة ضعف كانت كافية ان ترج قلبه .. فرفع حاجبه تلقائيا
- اسفه ليه ؟

فقدت زمام السيطرة على عقلها واحتضنت كفه أكثر وهى تبلل حلقها ولتجيب على سؤال
- من يوم ما ظهرت فى طريقك وانا بسببلك مشاكل فى شغلك وحياتك وعلاقتك بخطيبتك ، حاسة انى بوظتلك الدنيا ، مكنش قصدى كل ده والله..

فرمل سيارته فجاة فلم تتحمل اعصابه شلال المشاعر المتدفق منها لقلبه .. وظل يرمقها بصمت تام عكس صخب دواخله ، كان لديه ألف رد على جملتها ، هل يخبريها بأن بمجيئها تغيرت اقداره التى يأس من تغيرها ، أم يشكره لانها دبت مشاعر دفينه فى جسده ، أم يحدثها أنه كان يتنظرها من قبل الزمان ، ام يخبرها بأنها اشتعلت بداخله منذ اول مره للحد الذي تحالفت عليه اجهزة جسمه بأنها لا تتركها .. !!!!

فاق من دوامة نظرات إمراة لم تُخلق للمقاومه بل خُلقت لتطيح بقلبه قائلا برسمية ..
- كويس إنك عارفه !!

اردفت بتساؤل : عارفه اية بالظبط !!

- إنك بوظتيلى حياتى ...

لازال محافظا على عُذرية قلبه ، ولا زالت مشتعلة بنيران الفضول بسبب رجل غامض ، كل ما به غير صريح ، لماذا هو كما هو عليه !! ألجمتها جملته لتصمت حتى نهاية الطريق حائره فى فك شفرة رجل تظن انه خُلق من طين آخر .. أما عنه فلازالت اعينه تختلس نظرة من حينٍ لاخر متعمدا اخفاء ابتسامته ..

■■■

- حمد لله على سلامتك ياخويا .. احكيلى حصل ايه
اردفت مهجة جملتها وهى تخلع سترة زيدان الفضفاضه .. فاجابها بامتعاض
- الواد حرق دمى يا مهجة الله يحرق دمه ..

- سلامتك يا خويا من حرقة الدم شالله هو ومقصوفة الرقبة ..

نزع زيدان حذائه الذي يملأه التراب وهو يقول
- اول ما شافها خدها فى حضنه ولا عمل حساب لكبير ولا صغير ..

تناولت الحذاء منه وهى تقول
- الواد قادر ويعملها .. دانا حاولت اجيله من هنا اروحله من هنا .. هب فيا زى البوتاجاز وقالى بكل ثقه مش هشام السييوفى اللي يسلم دقنه لمره !! كان الود ودى اكله بسنانى ..

لُطخت ملامح زيدان بحُمرة الغضب
- الواد ده لازم يتربى يا مهجة ، واللى مستنيه منى تقيل قوى ..

جثت على كبتيها تحت قعده وهى تقوله بخبث
- شوف أنت لو مكنتش سمعت كلامى ونفذته بالحرف مكنش زمانك قاعد تمخمخله .. اصل النوع ده من الرجاله بيكون عاملة زى الكلب الجعان اللى لازم ترميله العضمة اللى عاوزها عشان يسيبك فى حالك !

- ناوية معاه على إيه يابت الصياد !!

ربتت على كفه بثقه ثم قالت : كل خير .. طالما دخل راس مُهجة الصياد يبقي هيتروق !! المهم دلوقتى يا عُمدة .

رمقها زيدان باعجاب : ايه هو ؟!
- الواد خالد ابن اخوك .. لازم يتربي ..

ضغط على اسنانه بغل : الواد رايح يسلم رقبة عمه للشرطه ..

- طالع كهين زى امه .. وشك وشك قفاك قفاك .. متقلقش هندمه على اليوم اللى فكر فيه يغدر بيك يا سيد الناس ..

■■■

وصل هشام بصحبة فجر إلى قسم الشرطه بعدما ابتاع لها فستانا من اقرب محل فى طريقهم ؛ فوجد مجدي امام باب القسم هاتفا
- اى كل ده تاخير يا سيوفى .. !!
اقترب منه هشام بهيئته الشامخه ليقف امامه مصدرا ضهره لفجر : انت مركز معايا ليه .. ما تخليك فى حالك ..

- اومال لو مركزتش معاك ..هركز مع مين غيرك !! مع البت القمر اللى معاك مثلا !!
ضغط هشام على مرفقه بكل قوته قائلا
- ما تلم دورك يلاااه ..

غمز له مجدى بطرف عينه : ما تلم انت دورك وتريح قلب ابن عمك حبيبك عليك !! وتقول لى حلو طعم الحب ..!!

اقترب من آذانه متوعدا : كلمه كمان وهكسرلك صف سنانك ..

تظاهر مجدي بابتسامه خبيثه ارسلها لفجر التى استقبلتها بنظرات حائره وهو يقول
- اخس ويخونك العيش والملح والدم .. بس كلام فى سرك البت تستاهل زى ماقال الكتاب بالظبط .. انا لو مكانك مكنتش هضيع فرصة زي دى ابدا ..

لعب مجدي على اوتار غيرته مما أحس بحرارة انفاس هشام التى ترتطم بملامحه وهو يقول
- ملاحظ انك بدات تلعب فى عداد عمرك ومش عاوز امرمط هيبتك قدام العساكر .. فأقصر شري ..

ثم جهر مناديا على فجر : يلا يافجر تعالى عشان نخلص ..
فرفع مجدي نبرة صوته : ااه يلا يافجر عشان عاوز اقفل المحضر ونخلص ..
ولكن اوقفه هشام قائلا بحده
- لا ياخفيف .. خليك انت هنا على بال ما تخلص سيجارتك عشان فجر تغير هدومها وتغسل وشها وتفوق لك ..

ارتفعت ضحكة مجدي مما اثار انتباه الجميع ثم تحمحم قائلا
- يابختك مكتبى والله .. بص على راحتك ياسيوفى كأنه زي بيتك .. عاوزنى افضيلك القسم كله رقبتى يابن عمى .

زفر باختناق هامسا : طيب خلى بالك منها احسن توحشك ..

ثم تراجع خطوة للخلف وسحبها خلفه ونيران الغيره مشتعله بصدره فلم تتحمل متابعة خطواته السريعه فهتفت
- انت متسربع كده ليه ؟! ..

- امشي وانت ساكتة !!
فتح باب المكتب وجذبها بكل قوته داخله حتى اوشكت على السقوط إلا أن تلقاها ذراعه وألقاها بين محتوى ذراعيه ففزعت شاهقة فالتقط شهقتها بقبلة آمنة أهدأ ثوران قلبه وقلبها بها ..

تشعر بانفاسه القويه تحرق بملامحها وكل شيء بها .. احتلتها الغرابة والحب والدهشة فى آن واحد فلم تشعر بنفسها إلا عندما رفع جسدها بذراعه القوي الذي يطوق خصرها لتبقي بمستواه ..

بات يثنر عطر احتراقه على كل انشٍ بملامحها .. خلع علقه وكبريائه فى حضرتها فدوما ما كان يري ان الحب هوان وعار الى أن هوى امراة اصابته بهزة عنفوان جعلته يتمنى ولو يتجرعها كلها بجوفه لتخمد نيرانه ..

لم يعطيها فرصة للاعتراض للبعد لاى نفسا تسلبه بعيدا عنه .. اغمضت عينيها وعانقته بشوق وكأن الحال راق لها ، ذبح كل جيوش شوقه فوق ثغرها الذي جعله يتجرد من كل المشاعر التى تعمد ان يُخفيها عنها ..

لمست اقدامها الارض مرة اخرى وتبادلت اعينهم للحظه وكل منهما يترقب ارتفاع وهبوط صدر الاخر فمال على اذنها هامسا بشوق يحاربه ..
- اعتبريها عقاب عشان تخرجى تانى لاي مكان من غير اذنى ..

فلت زمام امرها فتناول كفه واحتنضنته بشوق وهى تقول
- كنت شايفه ان الجحيم فى ضلك .. بس لما فوقت ولقيت نفسي فالجنه اللى كنت عايشه فيها طول عمرى .. اتمنيت ارجع تانى لجحيمك ..

ثم رفعت اعينها المثقل بانوار الحب وبنبرة هادئه
- هشام .. انا مش عاوزه اعيش حياة انت مش فيها .. أنت كنت لى مظلة من كل المصايب اللى بتنزل فوق راسي ..

ثم بللت حلقها الذي جف من حرارة انظاره التى تقاومها وقالت
- عارفه انى مش مناسبه ليك ولا عمرى كنت احلم اتكتب على اسمك ولو ساعه .. بس صدقنى انا محستش إنى عايشه غير بوجودك ..

توقف همس شفتيها اثر كفه الذي حاوط به عنقها بلطف مستندا بكفه الاخر على الحائط خلفها ..
- مش وقته الكلام ده !! يلا البسي وفى البيت نتكلم ..

اصابها بروده فى منتصف قلبها فهجمت عليها جيوش الندم وهى تومئ ايجابا مستعده للهرب من امامه .. ولكنها اطرقت بخفوت
- اسفه لو كنت اتسرعت وحكيت كلام ما ينفعش اقوله بس ..

مال تجاهها اكثر مقاطعا لكلامها وبنبرة جدية اردف
- فى سؤال هموت واعرف اجابته !!

التقت اعينها الواسعه بعيونه الحاده الذي خلعت قلبها من مكانه
- سؤال إيه .. ؟
اتسعت ابتسامته فجاة بعد ما اطلق زفيرا قويا طير خصيله من شعرها ولامعة عيونه التى فاضت بحب لم يعترف به حتى الان فقال:
- كان فى هوت شورت قبل الفستان ده ياترى لسه موجود تحته ولا نسيتيه فى الشاليه !!

انخفضت بمستواها لتهرب من تحت ذراعه مصدومه من وقاحته الزائد وهى تهذي بكلمات وراء بعضها
- اى قلة الادب دى !! وبعدين انت مالك اصلا ، طالعين من مصيبه وداخلين ع مصايب وده يقول لى هوت شورت !!

ضحك بصوت مكتوم فى نفسه .. وهو يستدير بفظاظه
- اتعصبتى ليه !! بصراحه عندى فضول رهيب إنى اعرف !!

تناولت السلة التى بها ملابسها من الارض بعد ما احتل الخجل بدنها .. وهى تهتف بعشوائية ثم اقتربت منه معانده
- مش انت لسه قايل انى بوظلتك حياتك !! وكلام يسم البدن مالك بيا بقي ..!!
مسك كفها التى تلوح به أمام اعينه وقال بنبرة ثلجيه
- انت ماسبتنيش اكمل فى العربيه ، أنا كان قصدى اقولك إنك بوظلتيلى حياتى البايظه .. فأنا المفروض اللى اشكرك مش تعتذريلى ..

صمتت للحظه محاوله استيعاب هول لحن كلماته .. فبات حلقها جافا كتائه فى الصحراء .. فاتسعت ابتسامتها وخطفت كفها بغتة وركضت من امامه هو يقول
- الحمام من هنا على فكره ..

لاحت بيدها متعمده تجاهله وهى تتسارع مع خطاوى الارض قبل ما يحتلها الجنون وتُفجر كل شلالات حبها القويه بوجهه
- مالكش دعوة !!

اما عنه أصيب بلعنة عينيها فحلقت به فوق طبقات السماء السبع حتى احس بدوار المرافعات وهو يشعل سيجارته
- ده شكل الموضوع جاي عالصحة قوى ، يخربيتك يامجدى محدش غيرك دعا عليا ....

اعشق تلك السعاده السرية التى تمارسها اعيننا بلغه لا يفمها سوانا .. روح واحد انقسمت بين جسدين .. كل جزء منها يشتهى الاخر حتى باتت اعيننا تتعانق الى ان يأذن القدر بالعناق فابوح بفرط ما يتملأ بك دفعة واحده .. ساخبرك بلغة آخرى ان قلبى لا يجوز له ألا يكون إلا اليك ومنك وبك ..

&&جروب روايات بقلم نهال مصطفى &&

■■■

(- زيزو أنت شايفنى حلوة ؟!
- أنا مش شايف الحلو غير في عنيكى .. )

( - انت ازاى تبص على حد غيري وانا معاك .
- عشان اثبتلك إنهم ولا حاجه فيك )

( - أنت حبتنى امتى !!
- فاكرة القلم اللى علم على وشي وانا عيل فى ابتدائى !! اهو من ساعتها وأنا غرقت فى عيونك )

(- بتحبنى يا زياد
- أنا حبيت الحب بيكِ )

تقلبت الذكريات امام عينيها كفقاقيع المياه المغلية التى ادخلتها فى نوبة بكاء جنونى وعمت الرؤيه امامها وهى تقود سيارتها ففرملت فجاة مما جعل السيارة تصدر صوت عالى ممزوجا بنبره صارخه من صدح قلبها وهى تتذكر فيديوهاته الدنيئه مع ناريمان وصوره فكل ما بها انهار ، استندت على برأسها على مقود السيارة وهى تجهش بالبكاء العالٍ
- والله يا زياد لاندمك .. بكرررهككك بكرررهككك ..

■■■
- بصراحه لما شوفت اتصالك مصدقتش عينيا ..
اردفت ناريمان جملتها بشماته وهى تجلس على المقعد المجوار لمكتب عايده التى اردفت بضجر
- بصي.. عشان اجيب من الاخر ، عشان حقيقي قرفانه منك ..

وضعت ناريمان ساق فوق الاخرى : لا من فضلك كوين عايده متقوليش كده عشان انا بحبك ..

- انا ولا هطلب منك اثباتات لكلامك ولا نيله .. بس انا بتقى شر اللى عطفت عليه ..

- حرام !! طول عمرك حنينه ياهانم ..

اغمضت عايده مقلتيها بنفاذ صبر وهى تسب فى نفسها سرا
- عاوزه كام !!

نصبت ناريمان عودها بتدلل
- أنا اخر حاجه تهمنى الفلوس !!

- ما تخلصي يابت ، انت هتشتغلينى !! وتعملى عليا بت ناس ..

- مقبوله منك يا دودو .. على العموم كلك نظر
ثم وضعت كفها على بطنها قائله : يعنى حياة ابن زيزو يساوى كام عندك!!

زفرت مهجة بغضب متجاهل نبرتها المستفزه .. فتناولت دفتر الشيكات وكتبت قيمة مبلغ مالى واعطته لها قائله
- خدى .. والقضيه انا اتنازلت عنها .. بس مش عاوزه اشوف وشك وتنسينى انا وابنى ... فهمانى ..

ثم تحولت نبرتها من الغضب للتهديد
- ومش عاوزه اقولك لو حاولتى بس تلعبى كده ولا كده هنسفك ..

التقطت ( الشيك ) بلهفه وهى تقرأ قيمة المبلغ
- مع إنه قليل .. بس يلا اللى يجى منك احسن منكم كلكم عايده هانم ..

- يلا اطلعى بره .. والاحسن لو لقتينى صدفه فى مكان تختفى منه ..
وقفت ناريمان بميوعه : ااعصابك بس عشان غلط على صحتك .. متقلقيش انا اللى مش عاوزه اشوفكم تانى ..

■■■

- والله زمان يا دكتور زياد ! ايه ياعم حارمنا ليه من طلتك ؟
اردفت نهى جملتها مرحبه بزياد الذي وجدته يتنقل بين طوابق المشفي .. فتوقف متأففا
- نهى مش رايقك !!

تفحصت المكان حولها : بس انا ممكن اروقلك مزاجكك ؟!

زفر باختناق : عاوزه إيه ؟!

- بقولك ايه ما تسيبلى نفسك خالص النهارده وانا هنسيك الدنيا وهاخدك ونسهر فى مكان وهمى ..

حاول الابتعاد عنها ولكنها ابت .. فرد زياد متأففا
- نهى فى شغل كتير متأخر ولازم انزل المعمل اراجع كل حاجه بنفسي .. وكمان انا مش ف المود .. ففكك منى ..

تسلق كفها على صدره تدريجيا الى أن وصلت لكتفه
-انا مظبطه كل حاجه تحت وزياده تأكيد خلص شغلك بردو وهعدى عليك ونروح سوا .. تمام يا زيزو ؟!

القى نظره على كفها الموضوع فوق كتفه فاتسعت ابتسامته الماكره
- تمام يا نهى .. هخلص وارن عليك ..

غمزت له بطرف عينيها وفاه ضاحك : حلو الكلام!!

■■■
- الو ؟!
نبرة خافته همست بها رهف فى الهاتف .. فاجاب مهللا
- والله ما مصدق ودانى !! بقي رهف السيوفى بنفسها بتكلمنى ؟!

بللت حلقها وتلعثمت الكلمات بفمها : مش أنت قولتلى فى موضوع مهم لازم اعرفه!!

شرع فى إلقاء أعذوبة كلماته
- وهو في اهم من انى اسمع صوتك ..!!

- ايه ياعم انت هتسرح بيا !! حركات اخويا زياد دى كلها انا قفشاها .. شوف حاجه غيرها !!
هبت عواصف مزاحها بوجهه فابتسم قائلا
- ياستى ولا حركات ولا حاجه .. كل الحكايه انى فعلا مُعجب ولا عاوز اتعرف ..

- ممممم وايه كمان ؟!

- انا ممكن اجيب بابا ونخش البيت على طول ، بس أنا حبيت اعرف رايك أنت الاول ..

ضاقت عيون رهف مستنكره
- مممم عارفاها الدخلات دى !! يابنى انت مش واخد بالك ابوك يبقي مين ؟!

- روفا لو كان فى سوء تفاهم بين ابوكى وابويا زمان فهو اتحل واتنسي ، وانا حاليا عاوز نبدا صفحه جديده ...

تدلل صوت رهف قائلا
- خلاص ممكن تكلم هشام اخويا ..

صمت فارس من صاعقة جملتها فاردف
- هشام !! وماله نكلم هشام .. المهم الحلو يرضي علينا ..

- شكلو كده مفيش موضوع وفى تلكيكات .. على كل باي باي ياسطا ومش انا اللى تمشي معايا السكه دى ..

لم تعط له فرصه بأن يبرر موقفه ولكنها اسرعت لتقفل الهاتف فى وجهه قائله
- شباب فاضيه وكل دخلاتهم فارغه ، والبنات غبيه ومابتصدق تتثبت .. بس على مين يابابا ... دا زياد السيوفى كل يوم نازلى بلغه السوق عندكم .. وده فايده إن الواحده يكون عندها اخ صايع ..

استمرت فى الحديث مع نفسها ولكن تفرغ فاهها عندما وجدت رساله منه
- صوتك احلى مما كنت متوقع على فكرة ...

تحول افرغ فمها الى شهقه عاليه عندما وجدت امها امامها
- مالك اى اللى شاغلك اوى كده فالموبايل .

ثرثرة رياح صوت رهف لتتفادى الموقف
- بتصل بزياد يا ماما بس موبايله للاسف مقفول ..

جلست عايده لتستريح على الاريكه متخذه نفسها
- هو حر بقي .. هفضل لحد امتى الم من وراه ويعمل فيها مقموص فى الاخر والضحيه .

- ياماما انت مش فاهمه.. اصل بسمه كمان سابت البيت !! وطفشت .

اعتدلت عايده فى جلسها بلهفه باحثه عن هاتفها لتكلم بسمه : ايه !! سابت البيت وراحت فين

خيبت رهف املها : متحاوليش موبايلها هى كمان مقفول ..

- اووووووف المصايب دى ياربي .. لا انا مش هينفع اقعد هنا .. هقوم الم حاجتنا واكلم السواق ونرجع القاهره ..

■■■

- ها يا فجر .. الواد اللى خطفك من قدام الشاليه ؟!

اردف مجدى سؤاله بنبرة رسميه .. فارتفعت انظار فجر نحوه بشفقه ، ثم انحدرت نحو هشام وبعد جوله من الحيرة اردفت
- اااه هو ؟!

اتسعت اعين هشام منتظرا ردا اخرا يبرد نيرانه .. فواصل مجدي استجوابه
- طيب بالنسبه للعمدة زيدان نصير بتوجهى له إى اتهام ؟!
القت نظرة ثاقبه على هشام الذي يود أن يلتهمها .. فاجابت بهدوء
- لا ..

جهر هشام مغتاظا : لا !!! لا لييييه ياروح امك !!

تدخل مجدى : هشام لو سمحت سيبنى اكمل شغلى ..

ثم وجه سؤال لفجر :
- لو هددك بحاجه متخافيش قولى احنا معاكى ..

بتلقائيه خزت رأسها نفيا فاطرقت بخفوت قائله
- زى ما قال بالظبط.. هو انقذنى منه ..

ضرب هشام سطح المكتب بكفته الحديديه
- ما تتعدلى يابت !! وبعدين انت خايفه منه ولا ايه ؟! دانا افرمه هو والبلد كلها..

مجدى بنفاذ صبر
- هسشسشام .. اهدى .. وانت يافجر لو فى حاجه مخبياها لو سمحتى قولى ..

بصوت متقطع
- انا قولت كل حاجه .. لا مفيش حاجه تانى ..

غلت دماء هشام إثر الجمر الذى تعمدت ان تُلقيه فوق رأسه .. فرمقه مجدي بقلة حيلة ثم قال
- قفل يابنى المحضر على كده ..

ركل هشام المنضده الخشبيه الصغيره بقدمه ونهض ليغادر مكتب مجدى قبل ما يرتكب بها جنايه .. رمقت مجدي حائره فقال
- امضي يافجر ..
تناولت القلم لتوقع سريعا ثم لحقت به راكضه فوجدته خارج القسم يشعل سيجارته .. فقالت
- هشام... مالك ..
اخذ نفسا من سيجارته التى ترتعش بيده إثر غضبه وثورانه القوى فصاح
- انت ماقولتيش ليه الزفت ده عمل كده !!

توقفت امامه متطلعه بعينه
- انا عملت الصح .. مش محضر هو اللى هيكسر زيدان .. ده عنده الف حل ..

خرج هتافه ممزوجا بدخان غضبه وهو يولى ظهره
- انت مالك ! قولتلك هجيبلك حقك من عينه !! دماغك ناشفه ليه وبتقاوحى ..

زفر بنفاذ صبر وهى تتحرك لتقف امامه
- عشان خايفه عليك .. عاوزاك تبعد عن طريقه ياخى !!

- خايفه عليا !! انت بتتكلمى مع عيل !! ولا شكل الصدمه اثرت ع نفوخك فأنت مش مستوعبه متجوزه مين ..

بللت حلقها لتبتلع غصة كلماته
- عارفه والله ... بس ليه نعيش واحنا شبح الانتقام والدم بيطاردنا .. هشام انا مش عاوزاك تحتك بالرجل ده عشان خاطرى ..

كلمة ( عشان خاطرى ) أهدات غضبه تدريجيا وثارت مشاعر غامضه بجوفه يجهل مصدرها .. فألقى سيجارته فى الارض وفركها بقدمه
- وانت فاكره انك كنت بتحميه منى !! تبقي غلطانه ..
كانت تلك اخر جمله قالها وتحرك صوب سيارته فلحقت وصعدت بجواره وهى تقول
- انت مكبر الموضوع ليه !!

رعد صوته مره اخرى
- انت عاوزاه يتجنن وياخد مراتى من قلب بيتى وافضل ساكت واتفرج ومرجعش حقك ... لا اسف انا اقعد جمبك بطرحه اكرملى ..

تفرغ فاهها إثر كلمته المُباغتة التى شقت قلبها لنصفين
- مراتك !!

ثبتت انظارها وطافت انظاره متعمدا تشتيت فكرها فعاد للارتخاء على مقعده وهَم بقيادة سيارته ..

ظل لحن الكلمة يعزف على آذانها تارة ويرقص على قلبها طورا .. فهناك كلمات أحساسها اعظم من احساس كلمة ( بحبك ) .. شعور الملكيه لشخصِ واحد راق لك قُربه أهم حدث يتمناه الانسان عمره كله ..

ظلت تداعب ملامحه التى لم تشبع منها بأهدابها .. فملامحك .. أجمل مكان تتنزهُ فيه النظرات .. ويمرح له القلب .. وتنتشي به الروح .. رجل بمجيئه تغيرت الاقدار فكيف القلب ألا يراه ملاذه الوحيد !! احبتتك جملة وتفصيلا ، رجاءًا .. ابقي محل انظارى دومًا ... بربك اشتاق بعدد الثوان .. !!

قطعت حبال الصمت التى اوصلها وهى تقول بصوت خافت حرك كل ساكن بجوفه
- هشام !!

زفر مقاوما دواخله : مش عاوز اسمع نفسك ..

ألجمها بكرباج الصمت فعبثت اظافر الندم بقلبه فاردف بهدوء بعد لحظات
- عاوزة ايه !!

صمتت حائره ، تتمرد أم تُجيب ولكن شعورها بالجوع كان اقوي من عنادها فقالت
- أنا جعانة ..

انعقد ما بين حاجبيه وهو يتطلع بها بحب وشعور انه يصطحب طفلته معه ولست زوجته يغمره .. هدوئها وخجلها فى الطلب جعلوا قلبه يلين وثغره يتبسم قائلا
- بس كده ؟!
اومأت ايجابا وهى تنظر لاسفل متحاشيه النظر فى عيونه .. أما عنه واصل قيادة سيارته الى أن صف بجوار كافتيريا على الطريق الصحرواي .. ونزل ليجيب لهما طعاما ..

■■■

( على مائدة الطعام )

- بص ياخالد طبق الشوربه ده معمولك مخصوص بطريقة اسكندرانى هتاكل صوابعك وراها ..
اردفت مُجهة جملتها وهى تناول خالد إناء من الحساء آتت به خصصيا له ، فأخذه خالد مبتسما
- تشكرى يا مراة عمى ..

- هنا وشفى يا حبيبى ..
ثم رمقت زيدان بنظره خبيثه : ما تاكل يا سيد الناس ، وروم عضمك كده ..

التقطت دجاجه بكفه وشرع فى التهامها وهو يجهر
- كُل يا ايوب .. كل يا حبيبي ...

هتف ايوب غاضبا : أنت ليه مشيت خالتى فجر ، انا كنت متوحشها قوى ..

ربتت مهجة على كتفه قاصده إثاره غضب خالد
- فجر دلوقتى بقيت ست متجوزه يا ايوب فكان لازم ترجع لجوزها يا حبيبي ..

اتت ناديه من خلفهم لتجلس بجوار ابنها
- كيفك يا خالد يا ولدى ..

انتهى خالد من احتساء الاناء الذي اخذه من مهجه قائلا
- عال يا ما عااال ..
اتسعت ابتسامة مُهجة وبنبرة خبيثه
- عجبتك الشوربه يا خالد ؟!!!!!

■■■

رفع انظاره تدريجيا بعيدا عن المختبر الطبي الذي امامه وهى يرفع كمامته عندما احس بلمسات كف نهى تتدلل على كتفه وتجلس بقوامها الممشوق امامه على المنضدة قائله
- انا بقول كفايه بقي .. وهو الشغل هيطير يعنى !!

اقتنصت انظاره منحنيات جسدها التى تعمدت ان تُظهرها ، وشعرها الذي التف حول شهواته الدنيئه يجره اليها فترك كل ما بيده ليقول بلهفه
- وماله ! لا مش هيطير .. انت صح ..

اطلقت ضحكة تردد صدى صوتها بالمكان وهو يتخلص من سترته البيضاء ويتناول سترته الخاصة
- أنا جهزت يلا ...

تعلقت نهى بذراعه وهى تسحبه وتغارد المشفى تحت اصوات ضحكاتهم التى جذبت العيون قبل الاذان .. فوصلا الى سيارته فقال
- بقولك إيه خدى سوقى انت .. عشان مفيش دماغ للسواقه ..

تناولت المفاتيح منه وهى تضحك بميوعه متعده الاقتراب منه
- بس كده من عينيا ..

- يسلمولى عيونك يا بطل ..
قال جملته وهو موشيكا على تقبيلها أمام ( الجراج ) فابتعدت عنه سريعا
- الشارع عيب نتلم ..

صعدا الاثنين بجوار بعضهم وانطلقت نهى بالسياره على صوت الاغانى الصاخبه وتعالى اصوات ضحكهم الذي زلزل الشارع الى أن صفت بسيارته أمام ( بار) فارهه هاتفة
- وصلنا ..

تفحص المكان بعيونه منبهرا : حلاووتكك ..

صفت خلفهم على جانب متواري سيارة صغيره باللون الازرق تقطن بسمه بداخلها وعيونها الثاقبه تصيب هدفها لتقول متوعدة
- كنت حاسة بقذارتكم والله ...
يتبع...
لقراءة الفصل الثالث والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات