القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية راهنت عليك كاملة بقلم عبير فاروق (جميع الفصول)

 رواية راهنت عليك كاملة بقلم عبير فاروق (جميع الفصول)

رواية راهنت عليك كاملة بقلم عبير فاروق (جميع الفصول)

رواية راهنت عليك كاملة بقلم عبير فاروق (جميع الفصول)

راهنتٌ ِ القدر ... أن أجدکِ .. فـ عاقبنيِ بحبکِ..
فـ خشيت أن يهزمنيِ ... وبدأ التحدي ..
سأُقسم لکِ .. أنکِ ..ملکً .. لى .. للأبد..
فـ أنتِ بداية جنوني .. ونهاية عبثي ..
راهنت انگ سر هوسي .. وشغف عشقي ..
تفاحتى المحرمه ..کوني قدرى مُر و حلو.. 
كوني مرضي و شفائي .. و نبض وريدي .. 
استنشق عشقکِ .. اتنفس روحکِ ..
 أبحث عنکِ .. أجدکِ بين وتيني .. يضمکِ قلبي ..
 تسري بعروقي .. ک سريان الدم لنابضه..
♥____ رأهنــت عــليــكــي ____❤
بقلم/عبير فاروق 

رواية راهنت عليك الفصل الأول 1 بقلم عبير فاروق


وأتى الصباح يحمل الكثير من الأحداث وافترشت الشمس قلب السماء بأشعتها لتبعث بالدفء في كل الوجود حينها تغرد كل الطيور وتصحو الورود وتتفتح كل الأزهار،  وهي مازالت مستغرقه في نومها مبتسمه كالملاك برداءه الابيض،  وشعرها الحريري يتطاير مع نسمات الهوا العليل تتجول بين الزروع كفراشه بين الزهور تتطاير وتعلو في سماء حلمها الوردي ويقف عن بعد فارس احلامها الوسيم بأناقه عقدتها في كل بطل تحلم به يقف بشموخ وابتسامة جذابه بجواده الابيض مزين بالورود باسط يداه إليها كي يخطفها ويحلق بها إلى عنان السماء وهي تركض إليه كي تحتضن حلمها واذ فجأة ومن العدم شق الارض قطار سريع بشكله المروع بمقدمه وجهه اسنان حاده وله يدان يتنقل بهما كالشوكه يكبش من الارض للسماء ثم يتجه إلى فارسها ويبطش به الأرض بقوة.... 
انفجر عليها المياة بقوة شلال فيكتوريا الشهير. 
 شهقه قويه تزامنت مع فتح عينيها على وسعها بل واقف قدمها والدتها بتصحيها برش الماية فوقها كعادة يوميه. 
 أمها بعد ما رشت مايه عليها تكلمها بغضب:
- قومي يا بنت الک**ب كل يوم كده تلم الشارع كله على صوت صريخك ...
هدهد بتمسح باقي المايه اللي على وشها وهي بتتأفف:
- يا فتاح يا عليم ...و انتي كل يوم تحمينى بالميه كده يا اماه،  يارب بقى الرحمه من عندك..
عزيزه تشوح ليها بايدها بعشوائيه: - قومي يا بنت الموكوسه كل يوم هئ وگرگر انتي مخمودة وفي الاخر تقومي تصوتي جرستينا ..
- عايزه ايه يا اماه على الصبح ...؟
- قومي يا عين أمك وقت ورديه الاموزين ياختي قومي يا سواق هانم بقى أخرتها بنت عزيزه تبقى سواق التوكتوك ...
- ايوه بدأنا بقي موشح كل يوم يلا ياما ارغي وادي قاعده. 
- قعدت على السرير مربعه رجليها وفضلت تحرك ايدها شفايفها مع صوت أمها. 
- بقى أنا عزيزه اللذيذه أكبر رقاصه فيك يا شارع محمد علي، يا اللي كنت بوقف شارع الهرم على رجل اخرتي أقعد القاعده السوده ديت، ليه يارب عملت فيا كده وحتى  البنت الحيله ترفس النعمه برجليها.، اااه اللي يليمنى على دماغك ادشدشها في الارض ..ياعينى على بختى الدكر يابت منا قولت لك شوفى بنت سعاد ترتر معيشه أمها إزاى وبيلعبوا بالفلوس لعب، وهى ولا تسوى فى سوق النسوان بنكله، ااااه يغلبك يا عزيزه.
- اماااه.
- ايه يابت ...؟
- نسيتى تقولى ياوكستك فى بنتك ياعزيزه.
بعد ما خلصت كلمتها؛ حدفت عليها أمها كوز الميه بكل غضب و غل جواها.
- اااه يابنت الک*ب.....أقول عليكي إيه وانتي فيكي كل العبر.
جريت على الحمام قبل ما سلاح أي أم مصريه أصيله يطرقع عليها، وقفلت الباب بسرعه دخل جوز أمها عليهم وعلى صوتهم العالي بيقول:
- بس بس في إيه على الصبح أنتى مبتتعبيش يا وليه؟ 
- اسكت أنت ماهو كله من دلعك فيها وهى سايقه العوج عليا اهئ..اهئ ..ااه يالى مليش بخت لا فى راجل وبت يا زوزو.
- لااا أنتى هتقلبي العطا عليا أنا بقي اغور من وشك أحسن.
علا صوته عشان يسمع هدهد ونادى عليها 
- أنا هسبئك على القهوة ياهدهد يلا سلام.
ردت عليه بسرعه وهي خارجه من باب الاوضه، ماسكه شامله رجالى بتلفها على راسها زي عمه الصعايده، لابسه بنطلون جينز اسود، وقميص رجالي كاروهات وعليه سديري رجالي وكوتشي أسود. 
- لا لا لا استنى أنا في ديلك اهو ..،صباح الخير يا عم عبده. 
عبده مبتسم:
- صباح السكر على السكر يلا يا بنتي نتكل على الله. 
وراح موطى صوته جنب ودنها... 
- يلا بسرعه قبل ما تبدأ من ثاني.
- يلا يلا يا عم عبده بسرعه.
عزيزه بقرف: يلا غوروا روحه بلا رجعه، وانتم عاملين تتودودو كده تقولوش اب وبنته اشحال انك جوز امها..؟
هدهد بأستفزاز: 
-وأنتي زعلانه ليه جوز أمي ، جوز أمي مالكيش دعوه، أنا ما شفتش أبويا وهو اللي رباني، يلا يا عم عبده بدل ما إحنا مش رايحين ولا جايين على الصبح. 
عبده بمراوغه: 
-يلا يا بنتي، (لف باصصلها وهو بيلعب حواجبه) سلام يا عزيزه اللذيذه. 
- سلام يا أخويا هو ده اللي باخده منك.
خرجوا الاثنين من باب الشقه وينزلوا الحارة.
وسرحت عزيزة في ذكرياتها اللي على طول بتفتكرها بدون ما تشعر، إزاي كانت في يوم من الأيام متربعه على عرش شارع محمد علي، وإزاي بدأت حياتها الفنيه، وما وصلت به عند هذه اللحظة 
فلاش باك 
كانت عزيزة فى شبابها يطلق عليها مسمي الشعبي تقول للقمر قوم وأنا اقعد مطرحه. 
من أسرة معدومه الدخل، واستغلت جمالها ورشاقتها فى الرقص، وبدأت بالأفراح الشعبيه، لحد ما انتشلتها زوزو المظيه ورفعت مستواها وبقت ترقص مع فرقتها فى شارع محمد علي ..
شفها صدفه المطرب الشعبى كتكوت الأمير، وعرض عليها الرقص فى كابريهات شارع الهرم .. فرحت وفعلا اتعقدة 
مع  أكبر المحلات هناك، اتعرفت على "سمير الچوكر" البودى جارد والدراع اليمين لصاحب كباريه "لوليتا" ولف عليها ورسم الحب عليها عشان يبقى امرها بأيده اصلها كانت جميله فوق الوصف وكانت بتعرف ازاى تجنن الناس بدلعها على المسرح، واتجوزت "عزيزة""الجوكر" وعاشو خمس سنين فى عز ونغنغه، وهو اللي كان بيتفق لها على الشغل، لحد ما عرفوا فى يوم إنها حامل وكانت حكايه، وهى حبت تحتفظ بالحمل وهو راسه والف جذمه إنها تنزله، اتفقت معاه انها تولد الطفل ده وبس، بعد خلافات جامده وتهديدها له انها هتسيبه وتمشي وميعرفش لها مكان، ولدت بنت وسمتها( شهد )بـعد تلات سنين عملو حادثه وهما راجعين من فرح واتقلبت بيهم العربيه، وقبل ما يلفظ انفاسه الأخير، حكلها على سر للي كان مخبيه عليها سنين طويله كلامه صدمها فكان أشد من اصبيتها والامها. 
ومات "الجوكر" بس بعد ما "عزيزه" اتصابت فى العمود الفقرى وبطلت ترقص، عاشت مع بنتها لحد ما الفلوس اللي كانت فى حسابها خلصت رجعت تانى للحى الشعبى وبيت أهلها وهناك اتجوزت "عبده السمكرى" وعاش يصرف عليها وعلى بنتها لحد ما كبرت شهد، وبقت القمر نفسه خلصت  ثانويه عامه بتفوق كان حلمها إنها تكمل تعلمها ومازال حلم وتتمنى تحققة، بس نظراً للظروف والمعيشه وضيق الرزق، 
شافت أن الحمل تقل على عبده، قررت تنزل تشتغل فى محلات بيع ملابس او اي، حاجه بس كانت الرجاله بتطمع فيها؛ أصلها كانت إيه وش وقوام (فرتااكه) زى ماكان بيقولوا عليها، وكانت عزيزه متابعه أخبار اصحابها الراقصات، حولت كتيير مع (شهد )تقنعها إنها تكمل مسيرتها الفنيه فى إنقاذ الرقص الشرقي من هجوم الراقصات الأجانب، بس شهد كانت تربيه عبده جوز أمها؛ وعلمها أن الست لو كشفت جسمها عشان رزقها يوم القيامه هتروح فين من ربها، هى كلمات بسيطه من راجل جاهل صحيح بس قدر يزرع جواها الخوف من حساب ربنا. 
وكل مره تحصل خناقه بين عزيزه وعبده، وانتهت بتصميم شهد للشغل من تانى، وكل مره تسيب الشغل وفكرت إنها تبقي حره نفسها، خلت عبده يعلمها السواقه وهى حاليا بتسوق توكتوك الصبح فى فتره المدارس وفى المسا بتسوق عربيه أجرة(ميكروباص)
وعشان تحمى نفسها اتخلت عن جمالها وانوثتها؛ فى لبس الرجاله ولم شعرها تحت عمه من بتوع الصعايده.
واتعلمت مسكه المطوه وعلى طول شيلها تحمى نفسها، وبقي اسمها بين السواقين الرجاله "هدهد" وكلهم بيعملوها كراجل زيهم. 
وهو ده حوارها اليومى مع امها بترجع اخر الليل هلكانه تنام تحلم زى البنات وتصحى على جردل المايه وموشح امها بتاع كل يوم.
عادت من سرحانها، وقامت تشوف اللي وراها من شغل البيت والأكل. 
باااااااك**
بعد نزول "عبده" و"هدهد" للحارة، بص عليها وقالها:
- نفدنا بجلدنا من امك النهارده هههههه.
- اااه بس ياعبده لو تشيل من راسها حوار الرقص ده تبقي فله خالص. 
- كبرى الجمجمه يا"هدهد" ماهى طول عمرها كده لا هتبطل ولا هتنسي اللي كانت عايشه فيه. 
- خلاص هصبر أنا عليها أعمل إيه بس حكايه المايه اللي بتحميني كل يوم بيها دى ببقي عايزه اخنقها والله. 
- هههه احسن مانتى من صغرك بتكرهى الحمى يبقي تستهلى. 
- ليه كده ياعبده ده أنت حبيبي.
- وانتى كمان الحته الشمال يابنت زوزو، يلا اتكل أنا سلام.
سبها على آخر الشارع راح على ورشته وهي كملت طريقها لحد القهوه عشان تاخد المفتاح من صاحب التوكتوك، وطلعت تجري على أكل عيشها.
...............................................
في مكان تاني خالص
فيلا كبيره جدا وفخمه الديكور بتاعها حاجه كده خيال والفرش الالوان كل حاجه بتشع فرح وتفاؤل وشباب وحياه.
وفى نفس الوقت على ذوق الراقي جداً.
تخرج من المطبخ سيدة(نيڤين) كبيره حوالى خمسين سنه، لبسها أنيق جدا عباره عن جيب سوده، وبلوزة ابيض وإشارب ملون لفاه على رقبتها وجذمه كعب عالى وعمله قصه فى شعرها على جنب والباقي كحكه مع لونه الفضه فى خصلات شعرها مديها وقار وطله راقيه. 
بتلف بنظره زى الصقر في كل مكان في الفيلا مع خطوات بطيئه ترفع ايديها وعلى ترابيزه تمسحها بايدها بتشوف فيها تراب ولا لا عشان تؤمر بقيت الخدم يكملو شغلهم. 
هي بتكون المربية الخاصه لـ 
"آمر سلامه خطاب" فضلت ترعاه لحد ماكبر، حتى بعد وفاة أبوه وامه فى حادث الطياره المشهوره متخلتش عنه سابت حياتها وكل الناس وعاشت معاه بقلها ٣٠سنه، بتدير الفيلا وكل الشاغلين بيقولوا لها (مدام نيڤين)  وهو بيحبها جداً وليها معزه خاصه عنده فى مكانة امه. 
وبيحاول ميزعلهاش لأنها هى الفاضله له من ريحه اهله هى وعمه "سالم خطاب" شريكه فى شركات (الخطاب جروب) للدعايه والاعلان انتر ناشوناال.
بصت نيفين في الساعه لقيتها بقت 10 طلعت درجات السلم بخطوات ثابته وبراس مرفوعه عديت على كذا  اوضه و أول ما وصلت قدام باب مزخرف بشكل جميل بس لونه أسود في دهبي، فتحتوا بشويش ودخلت على طراطيف صوابعها، وصلت لغايه الشباك و لسه هتنزل ايديها تفتحه بصت على السرير اتفجأت. 
كان فى شاب نايم نص عريان وجنبه بنت مش باين منها غير ايدها وشعرها قربت لحد ما وصلت جنب السرير ودققت في ملامحها، خبطت على كتفها بكل هدوء وفي ثواني البنت فضلت تبربش بعيونها لحد ما فتحتهم واول ما شافتها اتخضت وشدت الملايا على نفسها كانت تقريبا عريانه خالص، لسه البنت هتنطق راحت مشاوره لها بصباعها.
- هشششششش ..!!!
انها تسكت و بصتلها نظرات غضب  وبنفس الصباع شاورت لها على هدومها اللي مرميه في الأرض وكملت بـ اشارتها عليها؛ معناها لمي هدومك والبسي، وشاورت لها على الباب البنت بدون ولا حرف مدت ايديها خدت هدومها ولبستها بسرعه وطلعت لقيتها واقفه مستنيه على الباب بره...كلمتها بقرف..
- انتى ايه اللي بيتك هنا، وانتى عارفه النظام أكيد ؟
البنت لسه هتتكلم، ردت بنفس القرف واشمئزاز..
- اخرسي متكدبيش لخليهم يرموكى بره، أنا عارفه كويس انه قالك النهار ميطلعش عليكى هنا صح؟ 
هزت البنت راسها أنه صح....!!!!!
- اتفضلى حالا على بره من غير ما حد يلمحك ومشوفش وشك معااه تانى حتى لو صدفه انتى فاهمه ؟؟
البنت حركت راسها بس بخوف من تهديدها. 
- استنى هنا ياشاطرة.
بصتلها من فوق لتحت راحت مطلعه فلوس وادتها لها وبنفس النظره المقرفه. 
- خدى ده حقك واللي قولته يتنفذ.
البنت بخوف:
- حاضر ..حاضر. 
وهربت بسرعه قبل ماتقول كلمه تانيه. 
اتنهدت بقلة حيله ودخلت الاوضه تانى فتحت الستاير دخلت الشمس ونورت المكان وانعكس الضوء فى عيونه، شد الغطا على وشه، وقفت نفين قدام السرير ربعت ايدها وابتسمت. 
- يلا قوم وبلاش كسل؛ أنا عارفه أنك صاحى.
شال الغطى من على وشه وظهرت ملامحه مع ابتسامه جميله.
- على طول كشفانى كده، معرفش اضحك عليكى ابداً.
شد ايدها وقعدها جنبه وهى لسه مكشره وحوجبها ٨٨٨ ..
- الجميل زعلان لييه؟ 
شدت ايدها بسرعه وقالت:
- أنت عارف عملت إيه مفيش داعى أنك تتجاهل الموضوع مش كل مره كده! 
- وانا مقدرش على زعلك يانيفوو، مع غمزه وزغزغه فجنبها.
نيفين ابتسمت بسرعه: ..ولد عيب كده ..؟!!!
آمر بسعاده:
- بتغيرى ياقلبي، اهو هو ده هههههه. 
- لااااا انت زودتها اوى، ويكون فى علمك لو اللي شوفته النهارده اتكرر تانى أنا مش هفضل هنا ثانيه واحده.
آمر بدراما ممزوجه بنغمه غُنى,:
- واهون عليكى، ده انتى كل اللي ليا فى الدنيا ديا يانور عنيا.
- هههههه طب قوم يا بكاش هتتأخر على 
Choose contestants...
آمر بخضه:
- ياخبر هى الساعة كام ...؟؟
نيفين مبتسمه:
- اطمن لسه عندك وقت تاخد شور يكون فطارك جه..
و بسرعه آمر دخل ياخد الشاور بتاعه، ونيفين نزلت تشرف على الفطار وهي على السلم رن جرس الفيلا فتحت واحده من الخدم، دخل من الباب شاب طول بعرض شعره أصفر،  وعيونه ملونه، وابيض زي الاجانب بالضبط وهو داخل من الباب كانت الشغاله واقفه مبتسمه وبصالو  سرحانه في ملامحه قوي، هو مد ايده غمزها في جنبها البنت اتخضيت و وضحكت في نفس الوقت دخل لقى نيفين في وشه بتبصله بغيظ ومربعه اديها، وقالت بحده:
- هتفضل طول عمرك رمرام يا آسر، وأنت السبب فى خسارة أخلاق آمر.
بصلها  قرب منها واستدعى البراءه وقال:
- أنا !! الله يسامحك، ده أنا قلبي قلب خصايه وكل اللي يشوفنى يقولى أنت بيبي فيس..حتى شوفى يا نيفوو كده. 
- ولد اتأدب متقولش نيفوو تانى قولى مدام نفين.
آسر حط ايده فى وسطه بتحدى اشمعنا بقي سي آمر مسمحله يدلعك هاه محنا اكلين شاربين مهيسين مع بعض. 
- اهى مهيسيين دى اللي هعاقبك عليها.
آسر جري مسك ايدها عمال يبوسها: 
- ابوس إيدك بلاش عقاب من بتوع زمان.
- هههههه خلاص انت ماصدقت ولا ايه، يلا استنى على السفره آمر زمانه نازل.
نزل وهم بيتكلموا عمل نفسه مخضوض من منظرهم، وآسر بيبوس ايد نيفين، قال بدراما:
- لاااا مش ممكن هنا على السلم وفى بيتى الطار ياهريدى.
شهقه من نيفين على كلام آمر لفت مسكتهم من ودنهم هم الاتنين وبغيظ...رد آسر بألم:
- اى..اى...قولت ايه الله يحرقك ماصدقت اثبتها وادارى على عمايلك السوده.
آمر بالٓم:
- اى..اى..اى.. عمايلى أنا السوده، وأنت بمبي أخرس. 
بصتلهم نيفين بغيظ:
- انتو الاتنين عايزين تتربو من جديد وشكلى هنرجع للعقاب بتاع زمان. 
- اررركب الهوى يانيفوو.. ههههههه 
غمزها آمر فى وسطها اتفجأت وسبتهم جريو منها على باب الفيلا ..خرجين..
نيفين بابتسامه: 
-استنى مش هتفطر؟ 
آمر بغمزه: 
-هاخد اى حاجه فى المكتب ..بعتلها بوسه فى الهوا،سلام ياحبي.
................................................
هدهد ماشيه في الحاره نفخه عضلتها والكل بيسلم عليها ولا اكنها فتوه الحته، داخله على القهوة سمعه صوت زعيق جامد من المعلم فتوح، وابنه بيچا، وخناقه دايرة بنهم على 5000 جنيه وكل اللي في القهوة بيتفرجوا عليهم.
- يا ابني حل عن دماغي بقى، هو أنا مواريش غيرك.
- يا ابا يا ابا اسمعنى بس. 
دخل فى الكلام واحد قاعد على القهوة بياكل شقه فول.
الراجل: يا بيچا وطي صوتك مش عارفين ناكل لقمه.
بيچا: ياعم هو أنت بتاكل بودانك، ما تاكل ياعم وأنت ساكت.
وفى نفس الوقت أبوه بيزقه عشان يبعد عنه.
وهو متعصب من ابوه ويحاول ياخد منه الفلوس.
- اسمعني يا ابا، أنا خلاص. 
جه واحد خبط فيه من ضهره راح زقه هو كمان. 
- ايه ده ايه ده اوعى كده، أنا خلاص يا بابا  أنا خلاص يابا عايز اهاجر.
- أنت هاجر ولا سافر ولا تموت اجبلك منين؟ 
- اسمعني يابا الواد سومعه قالى انى بشهاده الابتدائيه دى ممكن يسفرنى بره مصر، اااه والله وهلف الدنيا كلها.
- أنت هاجر، ولا سافر، ولا هتتنيل بستين نيله، لا حرام بقى عليك يا اخي أنا هلاقيها منك، ولا من النسوان اللي متجوزهم كل واحده عايزه تكيد فى التانيه وادفع يا فتوح كوع يا تتح. 
- يابا بذمتك أنت عارف اتجوزت كام واحده السنه دى؟ 
فتوح رفع ايده يعد عليها: 
-ااه عارف يعنى وان ،تو ،ثري ،تن، تونتي وان  ياحمار .
- اااه عارف أنا الحمار، ايه يابا يابا ركز معايا، أنا مسافر بره أعمل قرشين و اجيبلك بقى تلفزيون ٣٠٥٠ بوصه تحطه فى الكوفى شوب بتاعك بقى تتفرج على ماتش محمد صلاح اكنك في الملعب في اسبانيا بجد وهظبطلك موزز خواجات كمان ابسط ياعم.
- يا حبيبي يا ابني بتفكر في أبوك، طمرت فيك الاكل، والشاي، والجبنه اللي أنت كالته في بيتنا. 
- يابا هو أنا قاعد في مساكن الطلبه، ما هو بيتنا و هاكل فين يعني، ماتديني ال 5000 جنيه يا بابا و تخليني أسافر ما انت مقمر على قلبك قد كده. 
- 5000جنيه ايه اللهم  حسد أنت فكرنى ضكتور تجميل ولا صاحب بلاستوشن يا حسره، أنا حايلا جرسون في كافيه صاحب القهوه اللي بياخذ ملايين، وأنا بقبض ملاليم في تفاوت ما بينا اجر العمال الحد الادنى والحد الاقصى الحكومه قالت كده عارض بقى الحكومه.
- يعنى من الآخر كده مش هتدينى الفلوس، وهتفضل شايلهم على قلبك قد كده.
- امشي اطلع بره قهوتي ياحقودد برررره
راح فتوح زقه طلعه بره القهوة..خالص وهو بيصرخ..
- عااااااااااااااا...اااااه يامااا
وقع على واحد اصلع بيشرب شيشه راح ضربه على قرعته.
-خليك أنت ياحبظلم تشد فى الشيشه لحد ماهتبقي شبه الفحمه بقرعتك دى.
كل ده وهدهد متابعه الحوار من بعيد وعماله تضحك عليهم، شاورت له من بعيد 
- عااااااا شوفتى ابويا ياهدهد هيجبلى تخلف على كبر.
- ههههههه تعال بس يا بيچا وكبر دماغك؛ عايز فلوس تبقي من عرقك مش من جيب أبوك، يلا بينا على الشغل.
,.,.,.,...,.,.,..,.,..,.,.,.,.,.,...,.,.,.,,,..,.,.,.
نزل أمر وآسر من عربيةُ (الاسبور) بكامل هيئته واناقته، ومن اول دخول فى المجموعه وكل الموظفين الرجاله واقفين له باحترام وانتباه، والبنات بعيون مفتوحه وهيام كل واحده رسماه فى خيالها انه فتى احلامها.
*وصل لقاعة الاجتماعات واستقبال المتسابقات مجتمعين وكانت تضم لجنة التحكيم شخصيات كبيرة ومشهوره على مستوى العالم وهم: ("ماري جوزيه حنان") ملكة جمال لبنان لعام 2017، و"(سامية بابيك)" ملكة جمال صربيا ومونتينجرو (يوغسلافيا سابقاً)، و"(انجي عبدالله" )التي تسمى بملكة جمال مصر السابقة، ومصمم الأزياء اللبناني "(نيكولا جبران")، و المخرج (محمد أبو سيف) ، والممثلة (رجاء الجداوي)، والمودلز (صافى الكومى)والمطرب الفنان (آمر سلامه) كونه من ألمع النجوم و يمثل شركته كراعى رسمى .. وممثلي الشركات الراعية للمسابقة.
يبدو أن الأسئلة وإجابات المتسابقات في المسابقات ظهرت مدى سطحية المتسابقين ثقافة غالبيتهن، وجهلهن بالثقافة العامة، واهتمامهن بالشكل والمظهر العام، كهدف أول لدخول المسابقة، حتى إن عدداً من المتسابقات قدمن جمال الوجه على جمال الروح في إجاباتهن، فيما خلت أسئلة طاقم التحكيم من أي أسئلة ذات طابع سياسي، أو ديني، لجهلهم بالامر.
قاعد آمر بملامح جامده تحسه واحد تاني، فهو في الشغل ملتزم جدآ ومش عنده واسطه ولا محسبيه، حاطط رجل على رجل وبيتابع بعيونه المتسابقات ويفرز كل حته فيهم، الماشيه،الطول،العرض، نطقهم للكلام ومخارج الحروف، الشعر،ملامح الوش، بيعاين بدقه متناهيه، وبان من وشه أنه غير راضي على المتسابقات.
كانت تتابعه من مكانها وفهمت أن مفيش ولا واحده عجبته وكانت سعيده جدآ .
*هي (صافي الكومي ) مودلز الكليبات المشهوره كانت مرشحه تبقى ميس إچيبت السنه الماضيه، ضمنت لجنه الحكام فى ايدها وقتها بالهدايه والمجاملات، لكن آمر فى اخر جوله قلب الموازين، وكسبت واحده تانيه وده خلاها تركز معاه وفى حياته أكتر. 
فهي بنت (أحمد الكومي) رجل الأعمال وصاحب أكبر مجموعه شركات هندسيه وداخل في بزنس كتير ومن ضمنهم شركه اعلانات وشريك بأسهم 20% في مجموعه الخطاب اللي هى شركه آمر. 
 صافي بتعشق آمر، وبتحاول تقرب منه بأي شكل وهو عارف، ومطنش لأنه مش بيطقها من غرورها، وتكبرها وجمالها المصطنع زي ما بيقول عليها، وبيستمتع باستفززها حاولت توقعه وتعمل أي علاقه معاه وهو بيرفض بشياكه عشان الشراكه وعامل احترام لبباها؛ لأنه كان صديق أبوه وعمه حالياً.
واخيرا جه وقت البريك، أول ما آمر بص في الساعه ولاقها 4 قام بسرعه بكل تناكه وهو ايده فى جيوبه بص للجنه التحكيم والمتسابقات البريك يا جماعه عن اذنكم . 
خرج أول واحد من القاعه وصل لغايه مكتبه عمال ينفخ وقرفان من المنظر اللي شايفه....!!!
 لحقته صافي على مكتبه السكرتاريه كانت فى وقت الغدا دخلت من غير استئذان لقيته واقف قدام الشباك مشيت على اطراف صوابعها من وراه وراحت حضناه من ضهرة.
- حبيبيي زعلان ليه ...؟؟
وقف  بكل برود زى لوح التلج ..رد عليها..
- اممممم تعرفي اكتر حاجه مزعلانى ايه يا صافي؟ 
فرحت اوى أنه أول مره سيبها تقرب منه، لفته لوشها ورفعت ايدها حولين رقبته وكملت بدلع واغراء ينطق الصخر.
- ايه هو ياقلب وعيون وروح وعُمر صافى ؟؟!!!
- انك مش بتملى من اللى بتعمليه ده، مش قادره تستوعبي أن فى حد مش هيموت نفسه عليكى، ان فى حد مش سأل فيكى، اللى انتى حسااه ده مش حب ..!
أصابها بصدمه من رفضه ليها دايماً، لجمها ربطت ايدها حتى مش عارفه تفكها من على رقبته، فكها هو بكل شياكه وحس بصدمتها مسكها من ايدها واخدها قعدها على كرسي كبير  فى المكتب وقعد جنبها يكمل كلامه:
- صافي اسمعينى كويس لأنى أخر مره هتكلم فى الموضوع ده..!!! انتى تنفعي تكونى صديقه، اخت، لكن عمرى ما فكرت أنك تكونى فى يوم حبيبه؛ لانى وبكل بساطه مش هاحب ابداً وده قرار أنا واخده وعهد على قلبي أنى مش هفتحه لجنس بنت على وش الأرض.
خرجت عن صدمتها بتحاول اقناعه:
- ليييه أنا لاء لييييه...؟؟
اتعصب منها ورد عليها باسنفزاز:
- الظاهر أنك مسمعتيش اللى قولته، لا انتى ولا غيرك يقدر يدخل قلبي، أنتى فاهمه؟ 
قربت منه أكتر فى محاوله منها اقناعه، رفعت ايدها لمست وشه وشفايفه مع همسها له بدلع:
- طب جرب سيب نفسك، وأنت تحس وقلبك يدق تك..تك ويقول صافي.
مسك ايدها اللى عل وبسها جامد؛ هى فكرت إنها قدرت تغير قراره وابتسامتها وسعت على الآخر، وبص فى عيونها وهى هيمانه فى ملامحه اللى بتأسر كل البنات، لكن
رده كان قاسي وصادم جداً لينهي الموضوع من جذوره:
- ان كنتى مصممه اوى كده ممكن فى حاله واحده بس تكونى فى حضني وعلى سريرى الليله، زيك زى اى واحده بخدها أخر الليل من اى كباريه نقضي الليله، والصبح مشوفش وشها ولا أعرفها تانى، هااا تحبى كده؟ أنا معنديش مانع.
.....................................
هدهد اخدت بيجا و راحوا على الموقف بعد ما خدت المفتاح بتاع التوكتوك من صاحبه راحت تاخد دور زيها زي اي سواق، واول ما حاطت رجلها في الموقف هي و بيجا حصلت قصاد عينها حاجه هي متقدرش تسكت عليها. 

رواية راهنت عليك الفصل الثاني 2 بقلم عبير فاروق


هدهد أخدت بيجا وراحوا على الموقف بعد ما خدت المفتاح بتاع التوكتوك من صاحبه راحت تاخد دور زيها زي أي سواق وأول ما حطت رجلها في الموقف هي و بيجا حصلت قصاد عينيهم حاجة هي متقدرش تسكت عليها، لاقيت بنت محجبة ماشية، في اتنين سواقين شباب عيال مصرصره موقفين التكاتك بتعتهم عكس بعض... وربطين ما بينهم خيط بلاستك شفااااف عشان محدش يشوفه وبيسدو الطريق عن البنت، فتمشي من قدام الخيط تتكعبل تقع والشبان تتحرش بيها لكن هدهد عارفة نيتهم كويس. 
(محدش ينصدم أوي ولا يقول إني بوظت صورة شباب بلدي لكن هو ده جزء من المجتمع ..؟اللي عيشينه في كتير شباب كل تفكرها ازاي يوقع دي ويتحرش بدي وده له عده اسباب اولهم الفقر والجهل وقلة الاخلاق وكلمه واحنا مالنا والمخدرات والبطاله غير انتشار الانترنت و الفيديوهات الاباحيه....
✋ أسفه بس دى حقيقه مش لازم نتجاهلها) 
هدهد أول ما البنت وقعت؛ جريت عليها تلحقها قبل ماحد منهم يقرب ؟
ووراها بيجا شد حديدة كانت رشقه فى الأرض و وقف فى ضهر هدهد، 
البنت قامت وهى مرعوبة والناس بتتفرج زى الأصنام لا حد ادخل ولا حد أتكلم. 
انا( ما هو ده حال الزمن ده من كتر الظلم الناس شافته لما تشوف حد بيدافع عن غيره بيروح في الرجلين ويدخل فى س ، ج، وفى الاخر يحرم يفتح بقهم و عنيهم و ودنهم ..ماعلينا نرجع لهدهد)
هدهد شدت البنت وراها وبيجا جنبيها معاه الحديدة وبتتكلم و وشها كله غضب والشباب عرفوا كويس إنهم مش هيقدروا عليها، بس الحوار كان جامد وهم عايزين البنت دي بأي تمن، صاحت فيهم هدهد وصوتها كان عالي:
- ارجع لوراا منك له و إلا كل واحد هيكون بيلعب في عداد عمره....!!!!
واحد من الشباب اسمه سيد زعق :
- اطلعي منها انتى يا هدهد؛ محدش داسلك على طرف ؟؟
- وان ماطلعتش هتعمل إيه؟ 
يبچا خدته الشهامه ووقف قصاد هدهد وقال ليهم :
- يلااا ياض أنت وهو اتكل وبلاش تحزنوا أهليكم. 
اتكلم الشاب التانى حُن؛ 
- مبقاش إلا بيجا هو اللي يتكلم كمان انت فاكر نفسك راجل يلااا؟ 
- لم الدور يا سيد أنت وحُن، وسيبوا البنت تمشى وعيب عليكوا؛ انتو ولاد بلد وبلاش اللي بتعملوه مع البنات ده؛ عشان مزعلش حد فيكوا.
- وان ما لمناش هتعملي إيه؟ انتي فكرانا هنتهد ونرجع وراا بالكلمتين دول.
قالها سيد  عينه بتبص على هدهد بتحدي. 
البنت بدموع وخوف بتتوسل ليها :
- أبوس إيدك أوعى تسبينى ليهم، أنا مش من هنا. 
حُن بص عليها، ووجه كلامه لسيد :
- تعالي يابت من سكات خدها يا سيد على العشة، وأنا جاي وراك.
قرب سيد يمسك البنت، لكن إيد هدهد سبقته وطلعت المطوة من الشراب وراحت معورة ايد سيد، أول ماشاف كف إيده بيشلب دم اترمى فى الأرض، وعمال يكتم الدم مش عارف وبيصرخ وحالة من الزحام والكل بيتفرج، والبنت بتصرخ وجريت من الخوف، وحُن هو كمان طلع المطوة بتاعته حاول يهوشها بس هي تفادتها، وبيجا جه يضربه بالحديدة راح حُن ضربه بالمطوة جت فى كتفه بس متعورش الهدوم اتقطعت بس اترمى في الأرض ومسك كتفه وفضل يصرخ :
- اااااه يادراعى، أنا بمووت اااه يابا الحقونى.
(هدهد عارفة انه بيمثل والشجاعة اللي عملها في الأول دي كانت يعني ههههه، بيجا شاب بسيط وأحلامه إنه يسيب البلد دي وبس لا له في الخناق ولا المشاكل وقلبه طيب)
فتوح ابو بيجا جه على لمه الناس، أول ما شاف ابنه بيصوت جرى عليه وخده فحضنه، وهو زاد في الصريخ أول ما شافه ومفتح عين ومغمض التانية، فتخض ابوه وقال:
- مالك يابنى إيه الحصل اجبلك التمرجى قووم معايا؟ 
- اااه يابا الحقنى يابا، ماتجيب بقي ال5000 وأنا أخف على طول بدل علاج ودوا وخياطه وتمرجى. 
فتوح ضربه قلم عل وشه:
 - قوم كتك الهم وقعت قلبي. 
بيچا بصريخ :
-اااااي بقي أنت اب أنت !! وعامل نفسك قصاد الناس جركنمان، تصدق ان أنت مش ضنيا..اااه يانا.
حُن كل ما يحاول يضرب هدهد هي تلحق نفسها، وتبعد ويقع هو عالأرض ويقوم تاني وكان بيركز على وشها وهي عارفه ضربة الغدر وحشه، لكن ربنا كريم هي بتدافع عن عرض بنت أكيد ربنا مش يكتبلها الأذيه. 
فكرت بذكاء ازاي توقعه لأن حجم جسمه بالنسبه لها كبير، فضلت تتحرك لحد ما وصلت للخيط اللي كان رابطه فى التوكتوك وبحركه بسيطة منها اتكعبل هو فيه ووقع على الأرض، راحت وخدت منه المطوة ونزلت بركبتها عليه ثبتته، وبيجا جري كتف رجله ولما وقع كان في إزازة في الأرض عورته في خده واتغرق وشه دم من غير ما تمد إيدها عليه قام يجري وهو بيحلف بيتوعد لها إنه مش هيسكت ولا هيسبها.
والناس من حوليها صقفت ليها كتيير وهي بصت لهم بغضب كبييير وزعقت فيهم :
- باااااااااااااس مش فالحين غير في التصقيف والتصفير، وبس معاهم معاهم عليهم عليهم يلاا كل واحد يروح لحاله. 
بصت لبيجا ولقته ماسك كتفه ولسه بيمثل ضربته برجلها:
- قووم كتها وكسه اللي عايزه خلف زيك قوم ياسبع الرجال.
- اااي أعمل إيه ياهدهد ما انت كل مرة تعملي عركه، وأنت عارفة إني لازم استعد الأول وأحط چيل في شعري و انفخ عضلاتي، وكمل بصوت واطي الچيل بيقوي شخصيتي. 
هدهد بصتله بقرف:
- چيل !! غور من وشي يا بيجا لعملك بدچ على الأرض، جرى من قدامها تحت عيونها المليانة غضب. 
كانت واقفة من بعيد بتتفرج وخايفة عليها وأول ما اللمة اتفضت راحت لها
تضحك( فاطمة او زى ما بتقول لها بطه)عليها وتشدها تقعدها جنبها جوه كشك بتعها(مكان صغيرعباره عن علبه من الخشب بيستخدموها على اساس محل لبيع ملابس الأطفال)
- هههههه مالك ياهدهد مش طايقه نفسك ليه كده؟ انت صدقتي أنك راجل ولا إيه نازلة وطايحة فيهم ماتروقي يا ست البنات.
بت !! ههههه والله ضحكتيني سلامات يا بت، أنا خلاص الكلمة دي اتمسحت من حياتي مفيش غير هدهد الجدع الراجل صاحب صحبه.
- يا بت ده أنت من سنتين بس كنتي بتوقفي الحارة على رجل من حلاوتك وانتي راجعة من المدرسة، أنا عارفة اللي حصلك كان صعب بس أنتي جدعة وخلاص، كل حاجة راحت لحالها.
- بااااس اديكي قولتيها ولخصتي كل الموضوع، أنا جدعة يبقى سبيني كده زي منا متفكرنيش بحال زمان خلي الزمان يروح لحاله.
وكملت تغير الموضوع 
- سيبك مني، جوزك العرة فين سايبك كده واقفه لوحدك في الموقف، بالمحزق والملزق وسط السواقين وكلاب السكك تنهش فيكي. 
- يخيبك بت هو فين المحزق ده، دي جلابيه سوده هو بس عشان حامل بطني شايلة وتخنانة شويتين ههههههه.
- شويتين بس ..وفين علي مش شيفاه حواليكي ؟؟
-راح يلف مع أبوه بشويه بضاعه في المترو أهو بيجري على أكل عيشه، أنا من ناحية وهو من ناحيه وبترزق.. 
- مع اني مكنتش بطيقه، بس يلا أدام سترك ومقلش بأصله يبقى ممكن يجي منه.
- ماهر اتغير أوي عشاني ياهدهد، متظلمهوش الدنيا جت عليه يعني انتي اخترتي أمك تبقى رقاصة، هو كمان مخترش أهله يبقوا شيوخ منصر، واهو الحمد لله تاب من السرقة وصدق وسترني وبيشقى بعرق جبينه.
- يابت مش بظلمه أنا كنت خايفة عليكى، انتي يتيمة وخفت يجرك معاه للسرقة ولا يخلى بيكى بعد ما عمل العملة، ويسمع كلام أخوه ويخلع ولا يمشيكي فى البطال استغفر الله العظيم.
- ماتخفيش ماهر بيحبني، وبعد عن أخوه والحمد لله من يوم ما الحكومة قفشوه في شقة بيسرقها وهو بعد خالص عن حياتنا. 
ابتسمت لها بسعادة وخبطتها في كتفها.
- بتخافي عليا يابت ربنا ما يحرمني منك يا أجدع هدهد .
- انتي أختي يابطه، واتمنالك الخير ربنا يكرمك انتي وجوزك، ويبعد عنكم ولاد الحرام.
راحت بصه على بطنها 
وطبطبت عليها، وغمزت بعيونها وقالت:
- وتبطلي بقى اللي بتعملوو ده بذمتك ليكو نفس. 
- هيييييي يخرابي عليكى بت.. وهو ده بالنفس بردو ههههههههههههههه
- بت لمى نفسك كده لا ألمك.
- بت انتى اتكنى اليومين دول العيال اللي عورتيهم دول مش هيسبوكى انتى علمتي عليهم فى الموقف؛ يعنى هيتربصولك فى ايتها حته خالى بالك من نفسك. 
قالت بطه كلامها والخوف والقلق باين على وشها، ابتسمت ليها هدهد وقالت بثقه:
- خليها عل الله قولى يارب.
- يارب يحفظك ويبعد عنك ولاد الحرام. 
قامت هدهد وهي بتضحك مع صاحبتها، وركبت التوكتوك وشغلت الكاست وعلت صوته وقالت:
استعنا على الشقا بالله. 
أغنية شوفت نملة
😬💏👪👵👵💝👵👵
وصلت على باب مدرسة وأول ما شفتها بنوته جريت عليها شلتها من الأرض وحضنتها. 
- هدهد أنا خلصت، وحسن كمان، بس لسه حنان، ومريم، وأحمد، أنتي جيتي بدري ليه؟ 
- بقيتى لوكلوك يا هنا، اجري شوفيهم كده خلصوا.
- حاضر ..أنادي حسن .
- اه يلا بسرعة. 
جريت هنا تنادى حسن، هزت راسها بـ اااه اتجمع العيال وصلتهم على بيوتهم وطلعت تكمل باقي اليوم. 
............،.........؛.....................
في مكتب آمر 
- ان كنتي مصممه اوى كده ممكن فى حاله واحده بس تكونى فى حضنى وعلى سريرى الليله، زيك زى اى واحده بخدها اخر الليل من اى كباريه، نقضي الليله والصبح مشوفش وشها ولا أعرفها تانى، ها تحبى كده أنا معنديش مانع؟ 
ومع كل كلمه قالها كانت ملامح وشها بتتغير لغضب؛ عمى عيونها وقفت مره واحده ورفعت ايدها كانت هضربه بالقلم لكن محاوله فاشله مسكها آمر وعنفها جامد.
- أنت إزاى تسمح لنفسك تقولى كده؟ 
- زى ما أنتى سمحتى لنفسك تترمى فى حضن راجل مفيش ما بنكوا اى علاقه، أنتى اللى حطيتي نفسك فى الصوره دى، وياريت تفوقى قبل فوات الأوان، واحد غيرى كان استغلك ورماكي بعد كده، والكل هيشهد أنك انتى اللي بتجرى ورايا، لكن أنا لسه شايل شويه احترام للسيد الوالد، فبلاش تضيعيهم وابعدى عن طريقي خالص.
صافي بغضب شديد :
- أنا محترمه غصب عنك، أنت فاكر نفسك إيه؟ أنا هوريك يا آمر مين هى صافي الكومى، ان مخليتك تجينى راكع، وأنا اللى ارفصك برجلى مبقاش أنا :
- أعلى ما فى خيلك وخيالك اركبيه، أنا اساساً مش شايفك قدامى. 
خرجت صافي بقلب مكسور ونفس ذليله وكل اللي جواها إنها ازاى تكسره زى ما كسرها وتحطم مستقبله.
انتهى البريک، ورجعت لجنه التحكيم من تانى فى اجتماع مغلق وانضم ليهم "سالم خطاب" عم آمر وابو آسر. 
وأحمد الكومي ابو صافي، وبدأت المناقشات، وقدمهم صور المتسابقات عن مين منهم الجديره بلقب ملكه جمال السنه دى، والكل كانت ارأهم مختلفه، أتكلم سالم خطاب وأحمد الكومي:
- افهم من كده يا آمر؛ ان ولا واحده تنفع للمسابقه؟ 
آمر رد بثقه وبهدوء :
- سالم باشا، أنا قولت و وضحت وجهه نظري. 
- طب قول تانى يا فنان يمكن نقدر نقرب للى فى دماغك.
صافى ادخلت وقاطعته بغل:
- يعنى ايه يا بابي؟ إحنا مالنا بدماغه واللي فيها، تلقيه عايز يجيب واحده من الراقصات بتوعه ويشهرها على حسبنا.
آمر رد باستفزاز:
- لا الراقصات اللى بتتكلمى عليهم دول يا أنسه صافي؛ انتى عارفه كويس اوى دول مكنهم بيكون فين؟! 
ازداد غضبها من تلمحاته وكانت هترد وقفها ابوها. 
- خلاص يا ولاد انتو مش بتزهقوا كل اجتماع خناقه، قول يا آمر وفهمنى وجهه نظرك. 
رد بكل برود تحت نظراتها الساخطه والمشتعله من كلامه وفهمها مغزاة وكأنه بيلقح عليها الكلام.
آمر وهو حالم وبيغمض عيونه ويسرح بخياله :
- ملگة، يعنى مش لقب ولا مسابقه وخلاص، نكسب من وراها ملايين، ملگة معناها اكتشاف، يعنى كده بنت مثقفه على درجه عاليا جداً، جميله لابعد الحدود، جمالها داخلى اصل الخارجى ده مقدور عليه(بص لصافي بشمئزاز، وكمل)
تكون زى التفاحه البيور فى كل حاجه، تفاحه مفيش ايد لمستها ولا عين شفتها هى دى الملگة بجد. 
رد أحمد الكومى:
- كلامك جميل ودى بقي نلقيها فين، وامتى؟ أنت عارف ان إحنا كشركه واحده مش مهمتنا الإعلان عن المسابقه وبس لآزم نقدم مشاركة لينا وإلا كل شروط هضيع مننا.
سالم خطاب سٱله بجديه:
- آمر أنت فى حد محددفى دماغك؟ 
آمر رفع كتفه ورد:
- لا مفيش حد بس هلاقيها ان شاء الله. 
آسر بعد ما اكتفى فرجه قاصد يهزر ويشوف رد فعلهم.
آسر بخبث :
- طب وندور ليه ما صافي اهى موجوده، وصراحه تنطبق عليها كل المواصفات.
ابتسمت هى والعيون كلها موجهه عليها، انتفض آمر من مكانه ورد بسرعه قبل ماحد يأكد كلام الغبي ده زى ما قال فى سره:
- لا متنفعش ..!!!!
الكل بصله بتعجب شديد، وآسر كاتم ضحكته، وصافي وشها احمر لو حد لمسها هتولع فيه، كح وقعد تانى وحط رجل على التانيه، ووضح بلباقه مقصده:
- صافي بقى وشها محروق ..!!!
الكل برق عيونه من جملته، وآسر مقدرش يكتم ضحكته أكتر من كده ..اتنحنح آمر وكمل :
- اسف يا أحمد باشا قصدى؛ يعنى انها قدمت قبل كده ومنجحتش، ومش عايزين نغامر لا بالمسابقه ولا بالاعلانات، ولا أنت رأيك ايه يا سالم باشا؟ 
رد سالم اللى كان هيموت ويقوم يضحك برا عشان شكله قدام الناس وعشان أحمد صاحبه مش يزعل منه:
- بصراحه آمر عنده حق، لو كان ينفع كنت أول واحد رجحتها للمسابقه.
- تمام ياسالم، أنا كمان شايف كده. 
قامت صافي بعد ما سمعت رأى سالم وابوها، بكل غضب من ضحك آسر وبقلب محروق من آمر، وقفت قدامه
وهو وقف بنفس التحدى لمعت فى عقلها فكرة :
- أفهم من كده؛ ان أنت مش عجبك ولا بنت من اللي شفتهم ولا حتى أنا ؟؟!!
آمر هز راسه بكل استفزاز يأكد كلامها، تشجعت وبتحدي ردت عليه:
- ولنفترض أنك هتصقف زى شهريار تظهرلك من تحت الأرض ملكة التفاح بتعتك دى، وفى خلال ٣شهور تدخل المسابقه وتفوز بـ لقب ملكه الجمال..هههههه اشک.
آمر باستفزاز اكتر :
- يبقى ماتعرفيش آمر لحد دلوقتي، لما بيقول شئ بنفذه.
ردت عليه تحت نظرات الجميع وبدون خجل:
- تتحدانى..؟؟!!
آمر ضحك جامد ورد عليها بكل ثقه :
- وأنا بعشق التحدى:
صافي بكبرياء:
- والمقابل..؟؟؟
- اللى تطلبيه ...!!
- لو كسبت هرفعلك القبعه، واتنازلك عن الأسهم بتاعتى فى شركتك.
آمر بعدم اهميه، وبالامبالاه: 
- مع ان ٢٠٪ مش شغلين تفكيرى فى حاجه بس موافق.
صافي بترقب رد فعله 
- ولو أنا كسبت؛ هتتجوزنى فى نفس اليوم.
الكل اتصدم من كلمتها، آسر مبرق عيونه، وسالم بحكم شيبه شعره وخبره راجل كان متأكد انها هتطلب ده، وأبوها قام وقف وزعق فيها هو عارف إنها بتحبه بس مترخصش نفسها بالشكل ده:
- صافي انتى اتجننتى إيه اللي بتقوليه ده؟ 
آمر وصافي واقفين قصاد بعض، بين نظرات تحدي وكره واشمئزاز ومكر، 
آمر وعيونه بتتحدى نظراتها:
- سبها يا أحمد باشا هى اللي اختارت.
مد ايده لايدها يسلم عليها ويبدأ التحدى. 
- تمام، وأنا موافق بس بشرط !!!!!
كل المجتمعين فى انتظار سماع إيه هو شرط آمر، وصافي دقات قلبها بتسابق الثواني. 

رواية راهنت عليك الفصل الثالث 3 بقلم عبير فاروق

العصر أذن وهدهد سلمت مفتاح التوكتوك لى عم صلاح صاحبه، وهما فى القهوة ودار بينهم الحوار ده :
- ايه ده ياهدهد هى دى اليوميه ده مش الاصول والله.
- روقنا كده ياعم صلاح، اصول ايه وفصول ايه؟ هى دى اليوميه بما يرضي الله.
-يعنى احط لسانى فى بوقي واسكت، صح ١٠٠ جنيه من صباحية ربنا لحد العصر. 
هدهد اتعصبت وطلعه المطوه وشوحت بيها :
- اااه ماتقول كده بقى بصصلي فى لقمه عيشي، طب بص بقى يا ابو صلاح اصل أنت ملكش إلا اللي يسرقك صح، واللي يجى معاك دغري تسوق أنت اللوعه معااه صح. 
صلاح بخوف:
- اهدى يا هدهد مش كده؟ أنا عم صلاح بردو وحقك عليا.
هدهد قفلت المطوه وشلتها في الشراب وبصتله ؛
- لا حول الله لازم تطلعوا الواحد من شعوره عشان تتعظ.
خرجت هدهد من القهوة وصلاح مش هيعديها على خير؛ ازاى معلم زيه عنده جيش من التكاتك والكل بيضرب له تعظيم سلام تيجى هدهد وتبعتر كرامته قدام صبيانه.
دخلت على الورشه رمت نفسها على أقرب كرسي وشها حزين وهم الدنيا فوق كتفها  شفها عبده ساب العربيه اللي كان بيصلح فيها وراح لها:
-مالك ياهدهد فيكي ايه يابنتى...؟ 
هدهد دموعها نزلت غصب عنها وقالتله:
- فى انى تعبت وزهقت، فى أنى كان نفسي أعيش زى أى بنت فى سني، فى أنى عايشه دور مش بتاعي، دور ممثل درجه تالته فى فليم هابط، حاسه كل الدنيا جايه عليا، طب ليييه أنا، اشمعناا أنا غير كل البنات، تعبت تعبت اوي ياعم عبده.
عبده بحزن على حالها قرب منها طبطب عليها وقال:
- استهدى بالله، واستغفرى ربك يابنتى كل شئ مكتوب، وأكيد ربك له حكمه فى كل أحوالنا، مفيش حد من عبيده بيخطى خطوة غير ماتكون ربنا كتبها علينا.
هدهد بتمسح دمعها وردت عليه بحزن:
- استغفر الله العظيم من كل ذنبٍ عظيم، تفتكر ياعم عبده ايه هى حكمة ربنا فى اللى أنا فيه ده؟!
عبده بوش بشوس حكلها :
- بصي ياهدهد كان فى شاب اسمه (كمال)ناجح فى حياته، وفى شغله وكان عال العال وفى يوم راجع من شغله لقى اتنين شباب بيتخنقوا و الناس ملمومه حوليهم الفضول اخده لحد هناك وفضل يتفرج، الاول الخناقه بدأت بشتايم وبعدين مد ايد والاخر بالسلاح وكل ده وهو لسه واقف بيتفرج واحد من الشباب ده اتصاب والتانى جري والناس خافت وجرت ومفضلش حد غير كمال لما شاف الشاب ده غرقان فى دمه جري عليه بيحاول يساعده، بس كان خلاص مات، والشرطه وصلت فى نفس الوقت وايد كمال غرقانه دم والقضيه اتسبتت عليه، واتسجن وكانت فى البلد دى لو القاضي قال حكمه لا فى استئناف او نقض يعنى حكم ثابت ميتغيرش ابداً، لكن كمال كان واثق ان ربه هو الحق العادل فضل يدعى ويستغفر ويقرأ قرأن كتير كان حسن ظنه بربنا كبير، وجه يوم نطق القاضى الحكم، كان القضاة بيستشيروا بعض فى القضيه وكلهم أجمعوا أن الاعدام هو الحكم المناسب له، وخرج القاضي وفتحت الجلسه وحكم على قضايا ناس كتير والدور جه على كمال، وسمع القاضي بينطق اسمه ورقم القضيه، وحكم بالبراءة كل اللي كان فى الجلسه والمحامين وقف مصدوم من الحكم غير متوقع حتى القاضي بعد ما سمع نطقه للحكم والورق اللى فى ايده كان مصدوم؛ هو إزاى لسانه نطق كده الوحيد اللى كان عارف إزاى هو كمال ركع وسجد وشكر ربه لانه احسن الظن به. 
عبده اتنهد وكمل:
- ملخص الحكايه احسنى ظنك بربك ياهدهد وهو هيكون عند حسن ظنك ان شاء الله، والله والله ولا ليكى عليا حلفان أنا قلبي حاسس ان ربنا هيعوضك وشيلك الخير كله، وانتى عارفه بقى قلب عبده لما يحس ههههه. 
هدهد مبتسمه وهزت راسها مقتنعه بكلامه :
- تصدق أنت الوحيد اللى بتقدر تخرجنى من اللى أنا فيه، ياريت كل الناس زيك، وزى قلبي ياعبده ربنا يخليك ليا. 
قامت هدهد وباست راسه وهو مسك كف ايدها وباسه، هدهد ضحكت :
- طب لو حد شفنا دلوقتي وقال لى عزيزه اللذيذه هتعمل فينا إيه هى كده كده شكه فينا ههههه
عبده ضحك بصوت عالي:
- ههههههه دى ممكن تعلقنى على باب الحاره، أيوه كده خلي ضحكتك تنور الدنيا. 
هدهد ترفع ايديها وتودعه:
- طب يلا سلام عندى بنديره على سرفيس عادل الجن، مراته بتولد وهو معاها وادانى المفتاح أطلع بيه. 
- مبلاش روحى وارتاحى شويه النهارده.
- لااا ياعبده أنا اديته كلمه، وهدهد مترجعش فى كلمتها ابداً. 
غمزت فى اخر كلمتها. 
وخرجت من عنده على بيچا واخدته معها وركب المكروباص، وبيچا بينادى الركاب وكمل العدد ولسه هتتحرك  لقت اللى بيتكلم جنب شباكها، اول ما سمعت صوته حست بشمئزاز وقرف، استغفرت فى سرها.
أمين دياب بيبص عليها بوقاحه:
- هو القمر نزل على الأرض ولا الهوى اللى رمااه؟؟ !
هدهد لفت وشها الجنب التانى وبتشتم فى سرها، بيچا اول ما شافه جري نحيته عارف انه بيضايق هدهد حب يبعده عنه. 
- باشا بشوات مصر والمنطقه تماً أأمر يا عمهم..
دياب مسكه من ياقه قميصه وبيهز فيه جامد:
- وأنت إيه دخلك يلاا حد وجهلك كلام؟ أنا كلامى مع القمر أنت قمر.!! 
بيچا بيحاول يفك نفسه ويلم الدور
- قمرين.. قمرين دول ولا عنان..قلـ....
دياب قطع كلامه بضربه على قافاه
- أنت هتغنيها ياروح أمك، فاكر نفسك فى ذا فيز غور من وشي، وضربه شلوت بيچا جرى وركب العربيه وقفل الباب من الخوف.
هدهد ببرود قالتله:
- هاا خلص ياباشا ولا لسه فى كماله.
دياب بنفس وقاحته :
- الله.. الله ايه الوش الخشب ده قمر، محبكش وأنت كده؟ 
- كده إزاى ولامواخذه؟ باشا ماتجيب من الاخر وتلخص ورانا اكل عيش. 
- هى بقت كده طب تمام، من الاخر كده عايزك.
هدهد بستفهام:
- عايزنى إزاى يعنى ياباشا؟ 
- ايه وديه محتاجه فهم عايزك، يعنى زى مانتى عايزة، عرفي، شرعى، إيجار بالساعه، بكيفك ولو مش بكيفك بردو ينفع، كل السكك بتوصل يا هدهد ها قولتى ايه ؟!! 
هدهد بحده:
- قولي بقى يا باشا ان الاشاره حمراء، ولا مؤاخذه سكتنا مش واحده، وطريقنا كله مطبات مع بعض، يعني من الاخر كده الله يسهل لك بعيد عني يا باشا، أنا لا ليا فى سكك ولا هنتقابل فى طريق من الاساس، سلام بقى عشان الركاب زهقت. 
خلصت كلامها ودورت العربيه ومشيت وكل غضب الدنيا بين عنيها، وبيچا شايفها بس بإيده ايه يعمله هم أضعف من أنهم يقفوا قصاد حد زى دياب، أمين شرطه ومرتشي ونصاب، واللى ميعجبوش وميسمعش كلامه؛ كبيره يلفق له قضيه يضيع فيها عمره كام سنه، يا اما يطاطي له وينفد بعمره، كملوا طريقهم وكل واحد منهم بيفكر فى حاله واللى الأيام مخبيه له ايه..!!! 
__________________________
مساءًا نيتكلاب ارقي مكان فى مصر للسهر والفرفشه والغياب عن أرض الواقع. 
آمر شاور للبار مان يجبله كاس، وآسر قاعد جنبه هيطق منه وبيشرب بعنف. 
- أنا مش عارف أنت إزاى توافق على كلامها كده؟ أنت وقعت نفسك فى ورطه، أنا عارف إنك مجنون بس مش بالشكل ده.
آمر شرب كاسه مره واحده، وحطه علي الترابيذة، ورفع راسه واتنهد :
- كنت متوقع منى ايه، وهى بتتحدانى قدام الناس كلها؛ أجرى ابوس ايدها وأقول لها بلاش إحراج قدام الناس، ولا اقول لها سورى مش موافق عشان أنا مش قد كلامى، ومش هلاقي اللى أنا عايزه. 
- بس مش تدبس نفسك أنك تتجوزها لو محصلش، أنا مش عارف اتخيل منظركم مع بعض يع حاجه كده dirty اخر حاجه.
آمر فضل يشرب وهو بيفكر إزاى يلاقى تفاحة آمر المحرمه؛ اللى مفيش حد لمسها ولا شافها كان خيال بيرسمها عيونها، وشها ملامحها، لون بشرتها كل تفصيله ليها، وهو بيشرب بطريقه شرسه، وآسر كمان قربو عليهم بنتين يعرفوهم وشدوهم يرقصوا معاهم لحد ما  بقوا، مش شايفين خالص  بس آسر لسه فايق حبه سند آمر هو والبارمان وركبه فى الكرسي اللى فى الخلف وآسر فى الامام وتحرك بالعربيه فى طريق بيته. 
وفى نفس التوقيت ده هدهد و بيچا لسه شغالين.
هدهد بغضب بتكلم بيجا وهي بتنفخ ومش طايقه روحها:
- انت واد وش فقر اصلا، أقولك بلاش ام المشوار ده تقولى سبوبه اهى قلبت لحد الفجر ياقفل، انا غلطانه أنى سمعت كلام عيل زيك، صدق اللى قال اللى يمشي ورى كلام العيال ماينوبه إلا....... 
- مخلاص بقي يا هدهد من أول ما الناس نزلت، وانتى بتقطمى فيا مكنتش توصيله دى واهى طلعتى منهم بقرشين.
- قرشين طب اقطع النفس، بدال ما ارميك على الدائرى هنا لحد ما يطلعلك صاحب.
بيچا بيبرطم مع نفسه وعمال يشوح بايده مش عاجبه كلام هدهد، بس مره واحده صرخ وقالها توقف العربيه. 
هدهد اتخضت منه وقفت بسرعه : 
-ايه فى ايه مالك يلا..؟ 
- بوصي ياهدهد فى ايه هناك ! بيشاور على عربيه واقفه على الدائري وفيها اتنين شكلهم ميتيين. 
فتح الباب ونزل يروح يشفهم وعلى وشه ضحكه هبله وبيقول لها :
- انزلى ياهدهد تعالى يمكن نلاقي حاجه معاهم تنفعنا انزلى بس. 
- انت يلاا الله يحرقك هتودينا فى داهيه منك لله، احنا ناقصين هبلك ده، تعالا يا بيچا والله امشي واسيبك. 
بيچا اول ما قرب من العربيه وشاف اللى فيها صرخ وفضل يتنطط فى الأرض وعلى كبوت العربيه طالع نازل. 
خوف هدهد اوى فكرت تسيبه وتمشي بس صعب عليها نزلت تشد فيه وتركبه العربيه بس هو كان جنانه زايد اوى.
- استنى بس ياهدهد انتى عارفه ده مين؟ يابركه دعاكى يا خالتى نبويه  عااااااااااااااا شوفته، شوفته ياناس. 
هدهد بتضرب فيه وهي مش فاهمه حاجة من تصرقه:
-يخربيتك فرهضتنى اركب يلا قبل ما حد يشفنا ونلبسها والله هسيبك وامشي. 
- بوصي شوفى مين ده؟ المغنى آمر سلامه واللى معاه ده . 
هدهد حطت ايديها في وسطها وقالت بستهزاء :
- قول والله هو؟ ومين اللى معاه ده يكنش  مصطفى قمر.! 
- لا اللى معاه ده معرفوش، انتى فكراني بهرتل اى كلام لا والله تعالى شوفى وشه اهووو.. 
هدهد قربت تشوف وشه ودققت فيه واول ما ملمحه وضحت قدمها  اتسمرت مكنها، وبيچا بيرقص ويشاور عليه:
- اهو، شوفتى عرفتيه اهوو كاظم الساهر اهوو. 
هدهد فاقت على اخر كلمه وضربته على كتفه:
-اخرس ربنا يخدك هتفضحنا، ده آمر سلامه يا غبي. 
بيچا بفرحه وبطريقه مسرحيه تضحك:
- مش مهم والله ما بيفرق معنا الاسماء، هتصور معاه وابوسه ياااااه وانشر الفيديو اشتهر. 
نط فى العربيه بقى قاعد فى حضن آمر، خش فى حضن أخوك بيچا يافنان،  هدهد خدى صورينا..
هدهد بضيق اخدت الفون منه ورمته فى وشه:
- أنت عبيط يلا مش نطمن الاول أن كان عايش ولا ميت. 
- اااه عندك حق استنى كده .!!!   مسك إيده ورفعها على ودانه قال يعنى بيسمع النبض. 
هدهد رافعه حاجبها:
- أنت بتعمل إيه يا دكتور بيچا، اوعى اوعى كده، لما اشوفه فى نفس ولا خلص.
هدهد شدت بيچا تقومه فتحت الباب ودخلت جنبه قربت من وشه، وتاهت فى ملامحه؛ قد ايه اتمنت تشوفه ولو من بعيد وقت دراستها كانت بتسمع أغنيه وبتحلم بيه، قربت أكتر رفعت إيده عايزه تلمس وشه خايفه تكون بتحلم ويختفي من قدمها، غمضت عيونها واتنفست أنفاسه وريحه برفانه غيبتها عند الدنيا، سندت رأسها على صدره تسمع دقات قلبه، لكن دقتها هى فصلت عن العالم. 
عدة لحظات رجعها للواقع
بيچا بسخريه :
- اييه يا دكتور هدهد نقول مبروك توأم فى بطن واحده ههههه. 
هدهد بغيظ فى سرها: 
- منك لله يابعيد، ليه يارب كده كان لازم ينطق واسمع صوت الغراب بعد ماشوفت القمر ده.
لسه هترد عليه آسر فاق واتخض منهم قال بتوهان.
-انتو مين وبتعملو ايه هنا ؟؟ انتو حراميه ؟؟
- حراميه ايه يابيه إحنا سواقين، وانتو واقفين على الطريق قولنا نساعد بس.
آسر بين الحلم واليقظه:
ن ط..طب يااا. نفع تروحنا..ال عربيه عط..لت وا والفـ..ون فـ...صل.. 
هدهد بفرحه:
- عنيا يابيه اتفضل يلا.
آسر مش شايف قدامه وكل ما يقف يقع بيچا سنده وركبه المكروباص، وهدهد بتسند آمر و بيچا معاها ركبوه قدام جنبها، آسر فاق لحظات ادها كارت وفقد وعيه تانى. 
هدهد اتنهده بسعاده ماتتوصفش واتحركت بيهم.
________________________
صافى  سهرانه فى شقه واحده  صحبتها، هى شقه صحيح بس أقرب من الديسكو بكتير، شرب ومزز وبنات بتخدم عليهم وضحك  وشباب وبنات تيهيين فى دنيا غير الدنيا. صافى بتشرب كأس وسوزى صحبتها بتسمعها.
- فاكر أنه بيتحدانى وبيعجزنى ههههههه بشروطه دى يبقي مايعرفش مين هى صافى الكومى..!! كان لازم تشوفيه وهو بيقول لو هو اللى كسب الرهان مش بس هتنازل عن ال٢٠٪ من اسهمى لاااا ده عايزنى أعلن اعتزالى من الوسط الفنى كله .. لااا وكمان اختفي من حياته..دى نجوم السما اقربله من خسارتى...!!!
- وبعدين معاكى يا صافى، احنا مش هنخلص من حكايه آمر دى بقى يابنتى فوكك منه ده واحـ.....
صافى بغل قطعه كلامها:
- افوكنى منه لااااا، ده بعيد عن شنبه، بعد ما هان وداس على كرامتى، وقلبي اللى حبه، دى بدايه حربي عليه، حرب ماتنتهيش إلا بحياتنا مع بعض يا حياة حد فينا.
- انتى بقت حالتك صعبه اوى، صافى إحنا اصحاب من زمان ولازم انبهك، الخسران فى الحرب دى هيبقي انتى، انتى وبس سواء بحياتك معاه او حياة حد فيكم، أنا خايفه عليكى. 
صافى بستهزاء وبلامبالاه 
- وفرى خوفك وقلقك عليا، أنا عارفه بعمل إيه كويس، المهم سيبينى أفكر هتصرف إزاى لازم اعرف كل كبيرة وصغيرة عن آمر.
قربت منهم كامليا صاحبت الشقه، وبصت ليها بخبث:
- واللى يساعدك وظبطلك الحكايه كلها يا صوفى تعملى ايه ...؟؟
صافى بعدم تصديق:
-بجد يا كوكى تقدري تسعدينى ..!!
- طبعاً يا قطه انتى هتشككى فى قدراتى  ولا ايه...؟! 
صافى بتأكيد :
- لا لا ياكوكى عارفه، ها هتسعدينى ازاى...؟! 
كامليا بخبث :
- شور ياحبي اسعدك بس فى  Deal ما بنا الاول. 
سوزى واقفه ما بينهم، ومش عجبها الكلام وعارفه نوايا كامليا الخبيثه؛ وانها قصاد الخدمه بتاخد عشرة حبت تمنع صافى مسمعتش منها، وكامليا ضحكت بستهزاء وصافى اخدتها بعيد عن سوزى يكملو كلمهم. 
- سيبك مهنا ياكوكى  دى مش بيعجبها حاجه تعالى تعالى، هاااا ايه بقي Deal ... وهنعمل ايه..؟؟
- أنا عندى ناس هتراقب حبيب القلب  كل خطوة بالثانيه، ويبلغوكى تحركاته واى Girl تظهر فى الصوره تدالت على طول . 
صافى بسعاده:
-اوكى يا روحى وانتى اى Mony أنا تحت أمرك.
- شور يا بيبي ال Mony انتى هتدفعيه أكيد، لكن ال Deal  بتاعي لسه هيجى وقته وسعتها مفيش Sorry ولا تراجع، هااا قولتى ايه ...؟! 
- قولت Deal تمام مفيش Sorry ولا هتراجع يا ستى هااا هنبدأ أمتى...؟؟؟!!!!
- يبقى Deal من دلوقتى لو حبيتى ياحبي.
هههههههه... حطو ايديهم فى ايد بعض وضحكو سوى وصافى كل تركزها إزاى تفشل كل مخططات آمر ، وكامليا حققت هدفها لمخطط تانى فى دمغها ربنا واحده الاعلم بيه، وبدأت الموأمرة.
__________________________
فى بيت هدهد 
الفجر أذن والنهار شقشق ولسه هدهد مرجعتش من بره، وعبده قلقان رايح جاى على الشباك وفونها مغلق وعزيزه قاعده بتشرب سجارة وتنفخ انفسها:
- شوفت أهو الهانم اللى بتحاملها النهار طلع ولسه ماجتش، ولو أنا اتكلمت وقولت ترقص تقفلي أنت وهى زى الددبان. 
ومسكت خصله من شعرها، شوف وحياة ده اللى ما بحلف به باطل لترقص ورجلها مطرح قفاها. 
عبده واقف فى الشباك بخوف لف بيبصلها وبيرد بغضب :
- ياوليه افصلي بقى، بس هى ترجع بالسلامه جيب العواقب بخير يارب. 
اهى الحمد لله اهى جت. 
- شرفت البرنسيسه.
عبده بترجى :
-استهدى بالله لما نعرف هى اتأخرت ليه؟ 
- راجل أنت ملكش دعوه بينى وبين بنتى، والله ماحد وكسها ومعصيها عليا غيرك، اوعى كده طفى النور ده.
عبده بقلة حيله طفى نور الشقه، وقعد على الكنبه، هدهد وصلت وبتفتح الباب بشويش وبتدعى ربنا إنها متقبلش عزيزه؛ لأنها عارفه إنها هتفرج الحاره كلها عليها وتأخرها بالشكل ده هتفتح موضوع الرقص تانى ماهى كل مره تنتهز الفرصه وتتكلم فيه، هدهد بحذر شديد:
- كون معايا يارب، أول ما قفلت الباب النور فتح لقت عزيزه فى وشها ورفعه الشبشب هدهد صرخت عااااااااااااا  

رواية راهنت عليك الفصل الرابع 4 بقلم عبير فاروق


هدهد بحذر شديد خليك معايا يارب، أول ما قفلت الباب النور فتح لقت عزيزة في وشها ورافعه الشبشب هدهد صرخت عااااااااااااا  
عزيزة رفعت حواجبها وزعقت :
-إيه شوفتي بعبع ياروح امك، وبتجري وراها بالشبشب.. 
- يالهووى ياعزيزة، والله لو بعبع ماكنت اتخضيت كده، اااه الحقنى يا عبده. 
عبده قام يحوش، ويمسك عزيزة :
- خلاص بقى يا عزيزه البت مش حملك.
- كنتى بتتسرمحى فين من ورايا يابنت الگ** ماقولنا قبل كده تبقي تحت عينى، ولا تكون سرمحتك انتى سكر وأنا يع. 
عزيزه متغاظه منها وقالت اخر جمله بسخريه وبترقص بوسطها هدهد انتهزت ان الشبشب وقع منها قربت عليها ومسكت ايدها وبدأت تتكلم:
- وكتاب الله عارفه، أنا عارفه ماهتصدقى تمسكيها عليا ذله، وعشان نارك تبرد كنت فى شغل، شغل سبوبه يعنى مش بتسرمح زى ما بتقولى، واوعي بقى كده لعملها معاكي. 
- اهي كانت في شغل ارتحتى اهدي بقي وسيبي البت فى حالها زمنها هلكانه من الصبح.
بص عبده لهدهد بيطمنها وخلاها تدخل عشان ترتاح مشيت خطوتين وعلى باب الأوضه افتكرت كلمت عبده.
- صحيح يا عبده فى عربيه قدام الورشه شوفها لازمها إيه على الصبح عشان تروح لصاحبها، وحدفت له المفتاح.
عبده رفع ايده بالمفتاح لعزيزه:
- أهو شوفتى يا ظالمه البت شقيانه وانتي اقول إيه، هو قادر يـ..
قطعته عزيزه:
- بس انسد بقى أنت ما صدقت، ااااه ياناري منكوا، أنا دخله انام.
- روحى تصبحى على ...خيـ......ر .،
طلع النهار وهدهد قائمه بكل نشاط بعد حلم جميل نزلت مع عبده شاف العربيه ناقصها إيه وصلحوه وطلعت بها طيران على العنوان اللي في الكارت.
___________________________
في مكان ثاني وهدوء مالي مكان، مش ظاهر غير شعر بسيط لما احطه عنيه فاتحه بالراحه لسه مش مستوعب هو فين، بيلمس بايده جمبو لا أحد نائم افتكرها بنت بيلمسها حب يهزر مع البنوته اللي نايمة جنبه، بس من أول لمسه ابتدت عيونه تبرق أكثر لحد ما قام وبص في اللي نايم جنبه قام مفزوع عاااااا 
فاق آسر مخضوض من صريخ آمر و وقع على الأرض وهو بيصرخ زيه ..عااااااااااا .. أول ماعرف مين ده نط آمر فوقه وكتم صوته بقى آسر قاعد على الارض وآمر فى حجره ولسه إيده على بوقه. 
- اسكت الله يحرقك هتلم علينا الكل .. إيه جابك هنا وهببك جنبي كده . 
آسر مش عارف ينطق من ايده وعمال يزوم بصوت مكتوم، آمر اخد باله إنه لسه مشلش إيده، سابه يتكلم ولسه قاعد على وضعه، آسر انفاسه سريعه:
- كـ .. كنا سكرانين.
آمر اتخض ولم قميصه المفتوح وقعد وتكلم بدراما وهو بيضربه.
- عملت فيا ايه يا گلـ.... ليه ..ليييه انت ماعندكش فراخ تخاف عليهم ..يا متوحش.
آسر زقه وكمل بنفس سخريته :
- أوعى ياعم انت هتلبسهالى ولا لاااا شوف مين اللي غرغر بيكى يا بيضه. 
آمر ضحك وضربه بوكس:
- عييب يا سوسو أنا مش اي حد، بس قولى صحيح أنا جيت هنا إزاى وماتتمطعش أوى وتقول إنك شلتنى لأني مش هصدق.. ؟؟
آسر بتوهان بيحاول يفتكر اي حاجة حصلت :
- تصدق صحيح إحنا جينا هنا ازاى معرفش!! 
- ولااا انجز بلاش هزارك الرخم ده على الصبح . 
- والله ما بهزر بجد مش عارف .. !!
آمر و آسر فضلو شويه سرحانين يفتكروا اللي حصل امبارح وآسر بدأ يفتكر قاطعه صريخ آمر .. 
-  يا ليله كوحلي العربية، العربية يا آسر هي فيين تحت ولا فين..؟ 
آسر أسبهل فى مكانه لان آمر بيعشق العربيات بتاعته وبخاف عليها أكتر من اى حد ده لو عنده عيل مش هيحبه ولا هيخاف عليه أكتر منها، آمر جري على فون ارضي وضرب رقم على البوابه رد الحارس وأكد إن العربيه مش فى الجراج، آسر بلع ريقه وآمر اتحول و رمى الفون من إيده وهجم عليه :
 - العربيه تطلع تقب وتغطس والقيها قدامى من غير ولا خدش، أنت سامع.
آسر بخوف :
-إيه ده يا جدع تضربني وتبعني عشان عربيه هي دي الأخوة.
- ده أنا أبيع عمي عشان عجلة مش عربية، والله شوف العربية دى لو ما ظهرتش يا آسر لخليك تبيع سبح على بواب الجوامع عشان تتعظ بس، يلا غوور .
لف عشان يدخل الحمام وافتكر خد هنا العربيه مش تحت طب واحنا هنا ازاى جينا هنا ازاى .. ؟؟؟؟؟
آسر بتردد/ مـ.. ما.. مااحنا فى حد جبنا هنا ..انا افتكرت طشاش يعني .. العربية وقفت على  الطريق والفون فاصل واحنا طيناها أوى امبارح ..فـ... فـ.. 
- انت لسه هت ماء.. ماء.. وت فاء.. فاء..انطق .
آسر وقف جنب الباب بيستعد للهرب:
- في سواق مكروباص هو اللي جبنا هنا وساعدنا يعني بس إيه جدع أوى الواد ده. 
آسر لسه هيجري بس ملقاش آمر اتعصب اطمن ودخل يكمل كلامه بس ملحقش بنطق جرى وراه وفضل يضرب ويجري لحد ما نيفين سمعتهم ودخلت تخلص ما بينهم .. 
_________________________
بعد وقت كتير هدهد وقفت العربية قدام شركة الدعاية والإعلام لمجموعة خطاب وكلها سعادة ونشاط السكيورتي على الباب وقفها بشده:
- خد هنا ياشبح أنت داخل فين هي وكالة من غير بواب..؟؟
- يافتاح ياعليم، لييه القفلة دى ماكان اليوم حلو، يانعم أنت بقى البواب، تمام عايزة أدخل في شغلانة كده على السريع ياعمهم ورجعه هوى.. 
ضحك الرجل  هههههه:
- أنت ليك شغل هنا ده من إيه ده تكنش حلمت وجاى تفسره هنا اتكل ياعم مش فضيين احنا لوجع الدماغ ده. 
هدهد بغيظ:
- وليه قلة القيمة بس بقولك شغل، شايف العروسة اللى واقفة هناك دى. 
شاورتله على العربيه .. دى بقى بتاعه صاحب الهلومة دى كلها وكنت بصلحها فسكه بقى عشان اسلمها.
-  ااااه مش تقول كده ياسطى طب هات المفتاح وأنا اوصلها. 
- لااااا ورحمة جدى اللي ماعمري حلفت بيه صدق ابداً لهدخل بنفسي .
- إيه بتحلفي بيه إيه..؟ 
- متركزش معايا ويلا ياعم الحج ورايا أشغال تانية .
اخذها الراجل على الريسبشن بالاستعلامات و مابيده حيله كان اصرار الهدهد وعندها هم اللي حكم الموقف وصلوا عند الموظفه بالاستقبال 
- والنبي يا استاذه دينا الاسطى عايز يطلع يدي مفاتيح العربيه بتاعة آمر بيه ينفع يطلع بمنظره ده..؟
- الله الله يا عم ده انت راجل كباره، ومش عايزه اغلط فيك ماله منظري ما أنا 100فل و 14 أهو، هو أنا هطلع أتصور، أنا هديهم المفتاح واخذ المصلحة واتكل على الله يا استاذة دينا الله يبارك لك شوفيلنا فين الاستاذ اللي اسمه على الكارت ده يا إما استاذ آمر ... نطقت اسمه وقلبها بيدق جامد. 
- ثوانى أشوفلك مستر آسر فاضي ولا لاء؟ 
عملت مكالمه للسكرتاريه وعرفت انه في اجتماع وهيخلص كمان خمس دقايق، طلبت من الساعي يوصلها مكتبه تنتظره هناك. 
__________________________
غرفه الاجتماعات...
اجتماع لمجلس الاداره بيناقشوا ارتفاع اسهم المجموعه والربح والخساره ومزانيه السنه الجديده وبعد انتهاء وخروج الاعضاء التفت آمر يكلم آسر :
- هااا عرفت اى حاجه عن مكان العربيه..؟؟!!
آسر بيتهرب من الاجابه:
- حاجه عن إيه؟ انت شوفت الأسهم فى البورصه سعرها عاالى أوى اليومين دول.
آمر بغضب:
- متتهربش من سؤالى، مبروم على مبروم ميرولش، تعالى دغرى ولخص عرفت ايه..؟؟؟
آسر بتردد:
- بصراحه بقي العربيه ملهاش اثر لا على الطريق ولا فى اى مكان، بس متخفش أنا كلمت ظابط صاحبي وهو هيتصرف وهيعرف مكانها على طول.
آمر بستفزاز:
- ااه ياريت تستعجله يعرف هى اختفت فين بالظبط عشان لو مرجعتش هعمل وشك مساحه انضف بيها كل عربياتي سامع...؟؟
آسر خرج من المكتب وهو على أخرة
__________________________
هدهد فى طرقها لمقابله آسر واحتمال تشوف آمر  قلبها مش بيدق بس لاااا ده بيطبل زى مشجعين الكوره، وزمامير كتير فى عقلها، ياترى هيحصل إيه هتشوفه ولا إيه؟ هى بتتمنى تشوفه تانى بس يكون صاحى و واعي ممكن تقدر عقده لسنها تتفك وتقوله قد ايه هى كانت بتحب اغنيه وتسمعه أيام المدرسه وعشقها لكل كلمه نطقها لسانه، خبطت على الباب و دخلت لقت السكرتيرة، بنت قاعده ملامحها هاديه، جمالها بشع بس فيها حاجه غلط هى حسه كده لبسه نضارة قعر كبايه وسننها طالعه من بقها وشعرها مايل للأسود لونه غريب، كانت بتكلم نفسها ضحكت لما قالت كده لان هى بشكلها ولبسها فى مكان زى ده كل حاجه فيها غلط، اتنهدت بصوت لقت البنت السكرتيرة بتكلمها وهى رافعة حواجبها بنظرات تفحص من راسها إلى رجليها.
ملك: 
-اتفضل أنت متأكد انك عايز مستر آسر..؟؟؟!!
هدهد اتحرجت انها بتكلمها على اساس انها راجل مش ست زيها وتلقئ صوتها اخشن واتعصبت منها. 
- اااه متأكد ولا عندك مانع..!!؟
ملك بفضول:
- وهو يعرفك منين أنت لا شكلك تبع اچنس العربيات ولا تبع الصيانه، هااا بقى تعرفه مين..؟؟!!
هدهد رفعت حاجب واستغربت على فضولها ولسه هترد آسر دخل وهو بينفخ ومتنرفز من نفسه، لأنه مش قادر يفتكر أي حاجه ولا عارف مكان العربيه من كلام آمر وتهديده، لفتت نظره بصلها من فوق لتحت، هى أول ما شافته قامت وقفت وضربت تعظيم سلام زى العسكرى، دخل مكتبه بدون رد فعل ضرب الجرس وسألها ملك عن هويه الشخص اللي قاعد عندها بلغته إنه بخصوص العربيه قام اتنفض من مكانه فتح الباب وطلب من هدهد الدخول مكتبه. 
-تعال اتفضل. 
- تشكر يا بيه. 
- انت اللى ساعدتنا امبارح صح..؟؟؟
هدهد براحه:
- المساعد ربنا يا آسر باشا، وانتوا كنتوا فى ضيقة ولازم اساعدكم. 
آسر بامتنان:
-ونعم بالله بس ده مايمنعش إنك شجاع وراجل جدع أوى بجد مش عارف أشكرك ازاى. 
هدهد فرحت بمقابلته كتير، واتمنت تسأله عن آمر، أو هو يحس ويجى عشان تشوفه اتوترت كتير واترددت تتكلم.
هدهد رفعت إيدها على راسها طبطبت على صدرها تحيه يعرفها السواقين :
- لا شكر على واجب يا باشا، والعربيه زى الفل واقفه تحت عروسه ومستنيه عريسها ألا هو فين..؟؟
آسر واقف قدمها بيبص عليها بتفحص، وبيسمع كل حرف منها حاسس ان فى حاجه غريبة، حاجة مش مظبوته الصوت، والشكل مش متركبين على بعض؛ يعنى هو عنده خبره كافيه تعرفه ده وكان تايه فى ملامحها، فاق على صوتها فى آخر كلمه بس مش فاهم هى بتتكلم عن إيه. 
- ها هو ميين اللى فين؟؟
هدهد اتحرجت تسأله تانى:
- لا ابداً العربيه تحت وادى المفتاح يلزم حاجه تانيه..؟؟
- أنت عارف لو فضلت اشكرك من هنا للسنه الجايه مش هوفيك حقك، (حط ايده على رقبته) أنت أنقذت حياتى .. من الغول لو مرجعتش كنت هتقرقش...هههههه 
هدهد مجرد تلميح عنه قلبها دق جامد وصوتها ارتعش.
- هـ..هو.. حضرتك تقصد مين بالغول..؟؟
آسر ضحك وطلع مبلغ كبير ويديه لها؛ 
- ههههههه متخدش فى بالك أنت، سكت والفضول هيقتله سألها بحرج. 
- لامؤخزه ياسطى فى السؤال أنت فيك حاجه مش مريحانى، يعنى بس متزعلش يعنى، انت جسمك فى حاجات ظهره، (وبيشاور عليها )وصوتك لاحظته يعنى  وشكلك يعنى بص من الاخر كده انت ست ولا جنسك ايه مش عارف..؟؟؟؟؟!!!!!!!!
هدهد اعجبت بقوه ملاحظته وابتسمت :
- أنا بت بس بمية راجل يا باشا.
آسر واقف فى ذهول واعجاب، إزاى بنت تبقى سواق مكروباص وتتحط فى موقف زى اللى حصل معاهم وتتصرف صح وتبقى قد مسؤليه مش بتعتها اصلا، وتساعد ناس غرب وممكن تتعرض لأي خطر فى أى موقف ومتخفش وبتتعامل فعلا احسن من ميه راجل وجدعه، والأغرب من ده كله ملامحها جميله مهما كانت مخبيها بشويه تراب عمر حسن الماس ولمعته شويه تراب تدارى جماله. 
- أنتي بجد !! ولا أنا بحلم وطلعالي من حدوته ولا حكايتك إيه؟ انتى مش ممكن تكونى بنت وبالجدعنه دي مش موجوده عند رجاله بشنبات، بجد براڤوو عليكى أنا فخور ان بنت بلدى وحدة ذيك. 
- تشكر يا آسر باشا، أنت اللي سكره ومفيش منك والله.
آسر ضحك على كلمتها البسيطه :
- هههههه سكره، وانتى بقي اسمك ايه متعرفناش..؟؟
هدهد براحه لكلامه:
-اسمى هدهد.
- اسمك حلو اوى، ماشي ياسطى هدهد خدى بقي دى حاجه بسيطه  وبشكرك على وقفتك معانا ليله امبارح وتصليح العربيه.
هدهد محرجة تاخد الفلوس، بس هى كتير وعين فى الجنه وعين فى النار، بس كرامتها وعزه نفسها أكبر من اى مبلع من المال، بصتله بفخر وقالت:
- اعتبرها هديه مني ولا أنا مش قد المقام ..!!
آسر مبهور بجدعنه هدهد فى حاجه شداه ليها هى ايه مش عارف..؟ بس فضوله هيقتله عايز يعرف عنها كل حاجه بس إزاى؟ واقف ساكت كل الكلام بيدور فى عقله، وهى كمان ساكته بس جوها كلام كتير؛ نفسها تنطقه نفسها تطلب منه يخدها ليه، او ينادى عليه اهو تشوفه باى طريقه، مهو مش معقول تكون فى نفس المكان ومتقبلوش ده ظلم والله.. 
- طب ممكن بقي رقمك يعنى عشان لو حصل حاجه تانى فى عربيتى أكلمك تصلحيها، انتى بمعرفتك مهو مش هلاقي اجدع من الاسطى هدهد يصلحها. 
هدهد ظهرت ابتسامه مريحه على وشها :
- سجل عندك ٠١١٠٠٠٠٠٠٠٠ تمام .. سلام انا.
- تمام .. سلام يا هدهد بجد سعيد إني قابلت شخصيه زيك في حياتى. 
كلامه فرحها جداً.. هدهد:
-تشكر يا آسر بيه.
خرجت من مكتبه بخطوات بطيئه بتصارع نفسها وتعنفها، بتكلم نفسها ومش شايفه قدامها حد غير خبتها التقيله، بتكلم روحها بغضب:
- كتك خيبه، عملتى زى اللى رقصوا على السلم لا اللى فوق شافوهم، ولا اللى تحت سمعوهم، خيبه تقيله عليكى وعلى اللى جبوكى ياهدهد..
وشها مقلوب وزعلانه قدام باب المكتب، وفجأه خبطت فى كتف صلب مسكت كتفها بآلم و رفعت وشها بكل غضب بس المفاجأة كانت أقوى وأعنف من الخبطه.

رواية راهنت عليك الفصل الخامس 5 بقلم عبير فاروق


وشها مقلوب وزعلانه قدام باب المكتب، وفجأة خبطت فى كتف صلب مسكت كتفها بألم و رفعت وشها بكل غضب بس المفاجأة كانت أقوى وأعنف من الخبطه، 
آمر رفع حاجبه بنظرات اشمئزاز ليها من لبسها وشكلها أساساً، هو مش متخيل ان الكائن اللى واقف قدامه ده دخل من بوابه الشركه ازاى؟ وبيسأل نفسه ازاى سمحوله يدوس برجله القذره أرض الشركه، وأقسم ان كل اللي شافه وسمحله بكده هيتحاسب.
هدهد واقفه بصه في عيونه قلبها هيقف من الفرحه، مش متخيله إن حلمها اتحقق فى اللحظه دي، غافله عن نظرات القرف والغرور اللي بيرميها عليها زى السهام، اخيراً فاقت من حلمها على ابشع كابوس زلزل كينها لما اتكلم :
- إيه اللي دخل الأشكال دي هنا ..؟؟
هدهد: .......
- أنت أيوه بكلمك أنت. 
بص على باب المكتب وكمل:
- اااه كان لازم اعرف وأنت خارج من المكتب ده؛ مهو ميعرفش غير الاشكال الزباله اللى زيه اتفضل بره ومتعتبش المكان ده تانى، ولما البيه اللى كنت عنده يعوذ يقابلك ابقو دورو على اى خرابه تانيه غير شركتى برررره. 
هدهد مصدومه كل حوسها وقفت عن العمل، حتى قلبها كانت حسه أنه خلاص هيقف منها، لسانها انعقد ورجليها اتخشبت فى الأرض، مش هو ده اللى كانت بتحلم تلاقيه ولا ده الكلام اللى اتخيلت تسمعه منه، دموعها بقت زى الغشاوه على عيونها، خلاص مبقتش شيفاه، كمان وبصعوبه قدرت تحرك رجلها وتجري من قدامه تجري بأقصى سرعه عندها، خرجت من بوابه الشركه، ومشيت كام خطوه لآخر سور الشركه شارع جانبي، وبعدها متحملتش تقف ثانيه كمان، انهارت على الأرض قعدت وضمت رجلها بايدها ودفنت راسها ما بينهم، ونفجرت في البكا دموع عمرها مانزلت منها لاعلى تعب ولا شقى ولا هدة حيل كل السنين. 
وقفت عربيه سبور فيها شلة بنات وشباب والكاست صوته عالي، واغنيه بصوت آمر (اللى راح) سمعتها وكانت زى القشه اللى كسرت ضهرها ..وبدموع القهر والذل والكتمان...
🎶🎼انـا اللي ياما قلبه انجرح ..وحبايبه خده منـه ،، لا دوقت يوم طعـم الفرح ،، ولا ناسي بيحنه ،،
هدهد كلمات الأغنيه مش سمعها وبس دى بتمزع فى كل شبر من روحها؛ اكنه كان عايش حياتها مش مجرد وصف وبس كل حرف اتنطق كربون من اللى شافته و مرت بيها 
🎼🎶وزي ما انت قسيت عليا ،، لازم اقسى في يوم عليك ،، وزي ما بكيت عينيا ،، خدت ايه الله يجازيك 
واللي راح من عمري اهـو راح ،، واللي شوفته كلـه جراح 
هدهد بتبكى بكل مافيها افتكرت كل حرف وكلمه نطقتها شفايفه، ونظرة الاشمئزاز من عيونه وحاله القرف الظاهرة على ملامح وشه وردو لهابكل غرور وتكبر.
🎼🎶خـلاص حبيبي عيش وارتاح ،، والقساوه مالكه قلبك
واللي راح من عمري اهـو راح ،، واللي شوفته كلـه جراح 
خـلاص حبيبي عيش وارتاح ،، 💔
هدهد كل كلمه في الأغنية كانت بتعبر عن كل إحساس عيشاه من وهي صغيره، كل الدنيا جرحتها والدنيا كلها جات عليها، حتى حلمها كان أكبر كابوس بالنسبه لها، مسحت دموعها وقامت ونفضت هدومها، واخدت أكبر قرار في حياتها؛ إنها تنساه تنسى كل لحظه فكرت فيه تنسى كل حلم حلمته ليه، وتكمل طريقها اللى القدر رسمه ليها، وحفر فيه مأساه بنت اقل احلامها إنها تعيش زى اى بنت..!! 
................................................
مكتب آسر...
بعد اختفاء هدهد فى لمح البصر دخل آمر شايف السكرتيرة ملك بنظارتها قعر الكبايه، بتابع شغلها باهتمام وقفت اول ما شافته، ملامحه كلها غضب فتح باب المكتب بدون استئذان، ودخل على آسر لقى ماسك فونه وكل واخد انتباهه، انتفض عند سماع صوت غلق الباب، آسر بص ليه بغضب :
- إيه ياعم فى ايه الحرب قامت..؟؟
- حرب وأكتر يابيه !!! بص بقى أنا بتغاضى عن حاجات كتير بتعملها، لكن كله إلا الشغل والمجموعه يا آسر ده الشيء الوحيد اللى مش هتهاون فيه، حتى لو كان أبويا ذات نفسه أنت فاهم.
آسر بعدم فهم:
- عملت إيه عشان كل ده أنا، منا قاعد كافى خيرى شري بعد الاجتماع، وتهديد سيادتك. 
- في الأشكال الزباله اللى سيادتك مدخلهم، وبضايفهم فى مجموعه لها اسمها وسمعتها. 
آسر بنرفزه:
- الأشكال الزباله، اللي مش قد مقام حضرتك هي اللي انقذتنا امبارح وإحنا ولااد الناس النضاف كنا مرمين وسكرانين فى الطريق، الأشكال الزباله دي هي حافظت على المحروسة عربيتك اللى كنت هتموت على فراقها ورجعتها زي العروسه، هي لو زباله زي ماأنت بتقول كانت رامتنا فى الشارع زى الكلاب، وكانت فكتها حته حته وبعتها خرده وكسبت فيها، الزباله اللي مش عجباك دي أشرف واجدع حد قبلته فى حياتى.
خلص هجومه ورماله المفتاح بأنفاس منقطعه تحت انظار آمر المصدومه من كل كلمه قالها، وان الكائن ده هو اللي سعدهم فى وقت صعب كان ممكن يتعرضوا لخطر كبير لولاه هو، لحظات عدت عليهم والحوار كله بيدور فى عقله وكلمه وقف عن حرفين بس.._هى_.... 
آمر بصله بدهشه:
- أنت قولت _هى_ ؟؟؟
آسر بقله صبر:
- هى الكلمه دى بس اللي سمعتها سيادتك...!!
آمر بإصرار:
- اخلص واتكلم.
آسر بأعجاب أدهش آمر:
- أقولك إيه بس أنا لحد الآن مش مصدق اللى شفته وسمعته، الحكايه بأختصار، قبلنا راجل جدع طلعت بنت بـ100 راجل، حتى شوف بنفسك.
مد ايده بالفون مفتوح على صورة هدهد اخدها لها آسر، وهى سرحانه وبتفكر وسط كلامه معاها فضل آمر يتأمل ملامحها بكل دقه شاف لمعه فى عيونها اول مره يشوفها على وش بنت، لون بشرتها طبعت عليها الشمس سمار برنزى. 
 واستغرب من نفسه هو ازاى ماخدش باله من كل التفصيل دى، لما وقف وكلمها، بس بردو مضايق من منظرها وشكلها ككل.
- شوفت بعينك شيء مايتصدقش. 
قاطع كلاهم دخول صافى بدون استئذان والسكرتيره (ملك) خلفها تحاول منعها، مع نظرات الأول والثانى المشدوهه.
ملك بتوتر:
- والله يافندم هى مدتنيش فرصه اتكلم و...
آسر بنظرات حاده:
- خلاص اتفضلى انتى على مكتبك، ولو اتكرر تانى اى حد ان كان يدخل من غير معرفه تتفضلى على بيتك مفهوم.
هزت ملك رأسها علامه على فهمها، واسرعت خطواتها تكافح بمنع دمعها تظهر امامه، مع ضحكات صافى الساخرة.
..............................................
فى مكان تانى 
كشك فاطمه وماهر، اشتد الخلاف بينهم.
ماهر بخنقه :
- شوفتينى جريت واخدته بالحضن ولا رجعت ليهم أنا بعرفك بس عشان يكون عندك علم متتفجئيش بيه داخل علينا..!!
فاطمه بغضب:
- ياسلام وهو أنا هستناك تخدهم بالحضن، لا ياعنيه أنت تنساه وتنساهم خالص.
ماهر بحده:
- كل اللى قولته أن صلاح أخويا خرج من السجن، إيه الغلط فى كده؟ أنا راجل يافاطمه عمرى ما همسك ديل جلابيتك وامشي على هواكى، واعرف الصح من الغلط وتوبتى كل السنين دى تشفعلى وتعرفك اني راجل واد كلمتى معاكى.
- أنت راجل وسيد الرجاله ياماهر، بس اعذرنى أنا خايفه من أخوك، ليلعب بعقلك ومن الزمن ليدوسنا برجله، أنا وابنك وحتى اللي فى بطنى ملناش غيرك فى الدنيا بعد ربنا.
ماهر طبطب على كفها مع ابتسامه:
- سبيها على الله يابطه، اخد باله من لبسها وكمل بغيره مسكها من طرف هدمها، ايه ده مش أنا قولت لك متلبسيش الجلابيه دى تانى وانتى نازله الشارع؟ 
فاطمه بابتسامه خجله:
- يوه كتك ايه بتغير علي يا راجل بس متخافش اللى يبصلى بعين، اخزقلو الاتنيـ...
قطع كلمتها ولفت انتبها على بُعد تجمع (سيد،حُن، صلاح صاحب التكاتك ..الحلقه٢ ) وعلى وشهم الشر وشكلهم بيتفقوا على شيء، ماهر ظهره ليهم ومش شيفهم بس استغرب من سكوت بطه:
-مالك يا بت سكتى ليه؟ 
اشارت باتجاههم مكمله:
- بص كده جوز الکلاب اللي هناك دول والتعبان الكبير، ربنا يستر قلبي انقبض لما شفتهم، اكيد بيدبروا نصيببه لـ... ..
فلتت شهقه منها وكملت، يانصبتي ليكونوا حطين البت هدهد فى نافوخهم يالهووى يالهووى ..
ماهر بقلق:
- اتلموا الشياطين على بعض، بقولك إيه حذري صاحبتك تتكن اليومين دول، الناس دى مش بيهوشوا وخلاص، دول قرصتهم والقبر.
- جيب العواقب سليمه يارب، ياترى أنتى فين ياهدهد؟ 
___________________________
حل المساء دون احداث تذكر..
آسر قاعد على نار فى مكتبه، منتظر مكالمه مهمه جداً افتكر لحظة دخول صافي المستفز، وكلامه مع سكرتيرته ملك 
_______/فلاش باك/_____
صافي هههههههههه بالراحه يا آسر مش كده البنت اتخضت. 
آمر قبض ايده لف ظهره ليها، هو عارف انها بتستفزه وهتفضل طول الفتره اللى جايه بالشكل ده، لازم يتمالك اعصابه قدمها على الاقل.
ابتسم آسر بسماجة:
do not worry.. صافي !!.. خير اي سبب الزيارة السعيدة دى..
- ههههه زيارة سعيدة، هحاول اصدقك، بس سورى الزيارة دى من ليك، دى عشان خطيبي ميروو.
الكلمة نزلت عليهم زى قلم وششهم، آسر فتح عيونه وفمه على وسعهم، 
اما آمر لف بقى فى مواجهتها رافع حاجبه مستنى تكمل ختطها، رد ببرود، وكمل باستهزاء :
- بجد وده حصل امتى..؟ اصل محدش عزمنى .
قربت منه بخطوات مغريه اتقنتها لمست ملامح وجهه بطرف اصبعها، ابتعد هو، خطوه للخلف، بنظرات تحرقها، وانظار آسر معاهم يتوقع هبوب عاصفه غضب تكسح كيان هذة الغبيه ولكن تفاجأ من هدوء آمر وتمادى صافي :
- تؤ تؤ تؤ مليش حق، اصل أنا قررت أعمل الفتره دى خطوبه، ولا تزعل يا ميروو هعوضهالك فى فرحنا قريب.
آمر بهدوء عاصف :
- بجد ألف مبرووك، الخطوبه ياصَفره.
- ايه ...صفره...؟؟ ُ
- ايه مش عجبك بدلع خطيبتى، اظن أنا معترضتش دلعك ليا فتعودى بقى لما اناديكى بيه.
كتم آسر ضحكته بصعوبه من نظراتها اللى بتهدد بالانفجار فى وشهم، ردت بكل غل وغضب:
- أنتَ... أنتَ... 
قطع جملتها، اقتراب آمر ليها، وعيونه فى عيونها مسك ايديها برومانسيه، طبع عليها بلمسه رقيقه من شفايفه، اتبدلت ملامحها ٣٦٠° درجه من غضب إلى هيام عاشقه.
آسر كان واخد دور المشاهد الوحيد على تقلب جو ملبد الغيوم، فى انظار القادم...!!!
آمر بكل رقه :
- ممكن أطلب من خطبتي شيء صغنن أوي ..؟؟
هزت راسها بنعم، وهى طايره من السعاده أول مره تحس بلمسه من إيده بالشكل ده، إحساس وشعور رائع.
آمر بابتسامه تسحر همس:
- ممكن ماشفش وشك اللى زي القمر في ليله خسوفه، لحد ما تخلص المسابقه ياخطيبتي صَفره.
احاسيس وشعور وليده لحظه اصطدموا على صخره وسط موج بحر غرقوا فى ثانيه، دي كانت حاله صافى بعد اخر كلمه من آمر، مرت عليها لحظات افكارها اتجمدت زى رجيلها، رفعت عيونها قبلت عيونه ونظره التحدى والاستخفاف هجمتها بعنف، رجعت خطوة للخلف واتكلمت بتحدى وثبات.
- اتمنى أحقق لك رغبتك، بس أوعدك إنك هتشوفه طول العمر...!!
باك
فاق آسر على مكالمة مهمه كان فى انتظارها.
رد على الطرف التانى. 
- باشا المدينه الساحره، فى معادك مظبوط 
يحي: هههه قصدك الساهره يابن الناس الكويسين.
آسر:  لا يا باشا أنا قصدها، وحشني السهر للصبح فى المسخره يا بتاع الساهره ههههههههه .
يحيى: رتبها وادينى رنه ونولع الدنيا. 
آسر: تمام يا باشا.. هاااا عملت إيه..؟؟
يحيى: أنت لسه فاكر طلبك على فونك من ٣ دقايق. 
آسر: مش عارف اشكرك زى والله.
يحيى: بـسهره حلوه وموزتين ورنه،و وقطعنى يا معلم ههههه 
آسر :هههههه بس كده من عيونى يلا اسيبك أنا سلام.
فتح الفون بسرعه لقي طلبه اترسمت ابتسامه منتصره، وحسم امره اخد مفاتيح عربيته ونزل بسرعه.
___________________________
فى ظلام الليل وهدوء تام لا يخلو من صوت نباح الكلاب ورطوبه الجو وهمسات الشياطين.
فى الجراچ الاسطى صلاح مجتمع مع سيد و حُن مثلث الشر، فى انتظار الشيطان على هيئه انسان لكن لا يملك أى شيء من الإنسانية، كل شغله الشاغل مصلحته وهيستفيد ايه وكام.
صلاح : هو اتاخر ليه..؟
سيد لصديقه: أنت أكدت عليه وفهمته إنها مصلحه لوز ولا نسيت..؟؟
حُِن : ماقولنا أكدت هى سهرايه.
؟؟؟؟؟ : متجمعيين على الهم يا رجاله، أصل اللى زيكم ميتجمعوش على خير ابداً ههههههههههه 
صلاح : باشا مصر منور الدنيا، اتفضل هات كرسي للباشا.
اتى سيد بالكرسي فضل ينفض عليه بايده (على رأي ستي.. بيمسح له جوخ😂😂).
سيد : اتفضل يا باشتنا. 
طلعت ضحكه رن صدها فى كل المكان من الشيطان ومين غيره (أمين الشرطة دياب )يقدروا يعتمدوا عليه فى أذية الناس.
- الله ده الحوار كبيير بقى؟ خير، ههههههه ميجيش من وراكوا خير، هااااا اخلصوو مش فاضيلكوا
صلاح : مختصر الكلام، هدهد.
دياب اتفاجئ ان الحوار يخص هدهد، رفع حاجب ونزل التانى، وحب يبين لهم إنها متهموش لحد ما يعرف اخرهم إيه.
- هدهد... اشمعنى؟؟؟
حُن بغضب:
- البت دى لازمن تتربى يا تغور فى أيتها داهيه، وإلا هخلص عليها بإيدي.
دياب بريبه:
- إهدى يا شبح كده ورسيني على الحوار ونشوف...!!!
سيد بغل وحقد، ونار في قلبه منها:
- حتة بت فاردة ضلعها على رجاله بشنبات وفاكره نفسها راسها براسنا ولازم تتكسر راسها .. اللى عملته فى الموقف مش هيعدي على خير :
- اااه قولتلي وصلني اللي حصل، 
عض شفايفه مع نظره إعجاب مستفزه ليهم، وكمل:
- بت بس إييييه علمت عليكم في المنطقة، وانت يا صلاح يخصك إيه في الحوار ده..؟؟!!!
أخذ نفس من الشيشة طويل وأخرجه في الهوا:
- ابداً بت ملهاش حاكم ولا كَسر، وميضرش من قرصة ودن صغيرة، وقولت نشاور باشا المنطقه ولا اإيه؟؟
دياب بعد تفكير :
- لا عداك العيب، نخش فى الجد، المقابل إيه؟؟
سيد بابتسامه سمجه:
- اللي تأمر بيه، بس ننول الرضى. 
- برييييزه.
حُن باعتراض:
- لييه يعنى دى حتة قرن غزال بى٥٠ جنيه تخلص الليله.
دياب قام مرة واحدة ببرود وهو ينظرلهم بنظرات تحدي:
- مش بقولك شبح ههههه، طب مادام معاكم سيد الرجالة بعتتلي له، سلام أنا. 
صلاح قام بحده بص لسيد و حُن ومسك إيد دياب يمنعه من الخروج، سيد زغد حُن فى جرح إيده وعنفه جامد.
- اخرس أنت، وجه كلامه لدياب إحنا نستغنى عنك يا باشا هتاخد على كلام عيل خيخه زى ده.
دياب بحده:
- مش هو بس اللي خيخه، لو كنتوا عرفتوا تخلصوا بحقكم مكنش لجأتوا لحمايتي، هه واخد بالك يا شبح حمايتيي ومن غيرها الكل يروح في كلبوش فهمني طبعا.
صلاح بتوتر: 
- اهدى كده إحنا عايشين على حسك يا باشا مصر اوامرك...؟؟
فرد نفسه ورفع بنطلونه وبدأ يفحص وش سيد وايد حُن :
- جوز الشبيحه دول يطلعوا على القسم يعملوا لها محضر مشاجره وضرب، وأنا هظبط تقرير أكتر من
٢١ يوم. 
هز سيد وحُن راسهم مع تحيه عسكريه، وعلى وشهم اقبح ابتسامه.
نظر ل صلاح:
- وأنت بعدهم بساعه تعمل محضر تاني بإختفاء التوكتوك في ورديتها، وقدم الورقه اللي معاك انها هي المسؤولة، ويلا ايدك على خمس بواكي عشان مستعجل وبعد مايتقبض عليها الخمسة التانين. 
صلاح بإعجاب:
- دماغك الماظ باشا البشاوات كمان أهم اتفضل. 
دياب خرج وعلى وشه ابتسامه، كأنه اتفتح قدامه أبواب كنز علي بابا، وقعد يفكر في الموضوع كويس قوي، وفي الخطة الشيطانية وإنه بيقفل فى وشها كل الأبواب . 
___________________________
الدنيا ليلت، وهدهد لسه زي ما هي شغالة زي المكنة زي الميكروباص اللي هي شغاله عليه مش حاسه بأي شيء حواليها يادوبك بتبص على الطريق وبس وبتقف لما حد يشاور لها، وبتكمل طريقها تاني كل ده من ساعة ما خرجت من شركة آمر فقدت كل حاجة، فقدت الإحساس نفسه حتى شعور إنها زعلانه او حزينه، او مكسوره مش حاساه. 
بيچا متضايق عشانها قوي، مش عارف أعمل إيه حاول يضحك كتير يخرجها من اللي هي فيه، عمل مشكله مع زبون عشان هي تتدخل وتهزقه زي كل مرة للزبون برده ما تكلمتش ولا كأن حاجة حصلت سكت وركب قدام جنبها وقاعد يتكلم معاها.
- مالك يا هدهد حد زعلك قولي بس انتي عليه، شاوريلي بس كده وأنا وعزة جلال الله لامحيه من على وش الارض، هنسيه لبن أمه اللب شربه بس والنبي يا شيخه متسكتيش كده انا مش متعود عليك كده..؟؟
- أطمن يا بيچا أنا كويسه مافيش حاجه.
- لا انتي مش كويسه، انتي فيكي حاجه طب بقوللك إيه ما تيجي ننزل الزبائن دي ونروحوا على كوبري عباس و اجيبلك ٢ حلبسه مشطشطه ودرة مشوى. 
هدهد بصتله اووى وهو قلق ورفع ايده على وشه بشكل كوميدى، اجبرها على الابتسام :
- إيه انتى هتضرببي ولا إيه ...!!!
- أنت طيب أوي يا بيچا، ياريت كل الناس زيك، واتنهدت وكملت، او ياريت أنت متتغيرش زيهم.
وصل المكروباص آخر الخط والركاب نزلوا، وبيچا بيسأل هيكملوا ولا هيروحوا، رن فون هدهد برقم غريب استغربت وردت، و وشها اتحول لغضب، مع كل كلمة قفلت بضيق، وكلمت بيچا:
- أنزل أنت هوصل مشوار وهحصلك.
بيچا بخوف عليها: 
- مشوار إيه اروح معاكي ونرجع سوا. 
هدهد بنرفزه:
- قولت لك مشوار وهروح لوحدي يلا هوينا.
بيچا بخوف:
- ياساتر، بس متتأخريش خالتى عزيزه بتتحول عليا المره اللي فاتت جرجرتنى من قفايا عالسلم،
وعم عبده خلصنى من ايدها بالعافيه.
- طب انزل يلا.
كملت هي طريقها وكلها غضب وضيق وبتفكر هيكون عايزها ليه ده؟؟؟؟

رواية راهنت عليك الفصل السادس 6 بقلم عبير فاروق

كملت هي طريقها وكلها غضب وضيق وبتفكر هيكون عايزها ليه ده؟؟؟؟
وصلت شارع في المنيل، اتصلت على الرقم اللي كلمها وصفلها كافيه كان قريب منها دخلت لقت آسر قاعد مستنيها ،أول ما قربت قام واقف ومد إيده يسلم عليها بحماس وعلى وشه ابتسامه جميله، ردت عليه ومدت ايدها بملامح بارده قعدت استغربها أوى، هى ماكنش كلامها كده معاه.
- آسف إنى طلبت أشوفك فى وقت زي ده، هو أنا زعلتك في حاجه..؟؟؟ 
هدهد بحدة :
- ابداً يابيه؛ اللي زيك من حقه يعمل اللي هو عايزه، واللي زينا ملهمش حق فى أي حاجه، عارف ده حتى النفس اللي طالع مننا خسارة فينا.
بيسمع بكل انتباه، وفهم إنها قابلت آمر وهو سبب اللي بتقوله، حب يمتص غضبها بابتسامته الجذابه.
- بقى بذمتك لما الناس اللي زيكم؛ اللي هم زى القمر طبعا، خسارة فيهم النفس يبقى اللي زينا حلال فيهم ضرب النار!
هدهد بحدة:
- بلاش تريقه يابيه كفايه اللي قـ.....
قطعها آسر:
- مش تريقه يا هدهد ....(اتنهد ) أنا عارف إن كلام آمر يضايق ويحرق الدم، وأنا لو مكانك كنت رقعتوا جوز اقلام عجب.
اخيراً شاف ابتسامتها. 
- أبوه كده الشمس طلعت بالليل أهي.
هدهد:  أأمر يابيه ...! 
- محتاجك أوى يا هدهد. 
هدهد مبحلقه :
-نعم ده اللي هو ازاي لامؤخذه...؟؟؟؟
- وعشان أبقى واضح آمر هو اللي محتاجك مش أنا.
هدهد بغضب قامت وقفت :
- اظاهر ان نظرتى فيك طلعت غلط.
آسر مسك إيدها:
- استني انتي فهمتني شمال خالص.
هدهد بحدة وتحذير وزعقت نظراتها بين ايده و وشه، آسر سبها ورفع ايده فى وضع استسلام.
- صدقني كنت هحزنك عليها.
آسر بنفاذ صبر:
-ممكن تسمعيني للأخر من غير مقاطعه، ولو كلامي ما عجبكيش ابقي اعملى اللي نفسك فيه.
هدهد في حاجه جواها بتجبرها انها تسمعه مش عارفه إيه هي، ومضايقه من نفسها ومنه ازاى هو شايفها بالشكل ده، مع انه كلامها معاه بكل رجوله، صبرت نفسها وقالت خلينى ورا الكداب لما نشوف، وقعدت تسمعه.
آسر بتنهيده :
- أنا مش هبرر لي آمر أي كلمه قالها، بس هحكيلك من الأول، آمر أمه وأبوه ماتوا في حادث طياره وكانت صدمة صعبة أوى على طفل عنده ٥ سنين، أخد فتره لحد ما استوعب انه بقى وحيد وان عيلته ماتت، مكانش في حد جنبه غير أنا وأبويا والمربيه بتاعته، إحنا كل حياته مهما كنا جنبه كان دايما بيحس بالوحده كبرنا سوا، واتربنا سوا وتعلمنا سوا، بس كانت شخصيتنا مختلفه هو طموح كده و شاطر جدا في الشغل قدر فعلا يضيف  لمجموعه خطاب كتتير جدا بموهبته، وشغلوا وقدرته أنا مش بشكر فيه بس هي دي الحقيقه بس مع كل النجاح والخبره دي كلها كان دايما في حاجه بتخذله قلبه دائماً بيخذله،؛ دق وحب بنت مش من مستواه لا التعليمى، والاجتماعي وكانت نقطه تحول في حياة آمر، مكنش مجرد حب لااا كان عشق منه امتلاك منها، اتخدع فى برائتها كانت عمياله عيونه، أنا طبعا من خبرتي مع أول تعارف بيها عرفت هى نيتها ايه، حذرته كتيير وساعتها قاطعنى فتره وفجأه قرر الجواز منها عمه اللي هو ابويا اعترض أنه لسه بيدرس ومشواره طويل، بس هو اتحدى الكل وحدد ورتب كل شيء وعمل فرح ورحت زي أي حد غريب حتى معزمنيش، بس أنا ماقدرش اسيبه في يوم زي ده، وبعد ساعتين من الغنى والرقص والهيصه واحد من الجرسونات وشوش آمر ولقيته ماشي معاه استغربت ومشيت وراهم، راحو اوضه بره القاعه على جنب وقفت بره اسمع كلامهم وكانت الصدمه اللي دمرته كان فى دكتور معزوم أول ما شاف العروسه مترددش إنه يبلغ آمر بالحقيقه المره، انها اترددت عليه أكتر من مرة وأجرت عنده عمليات( ترقيع غشاء بكارة) وآخرهم من أسبوع، الخبر ده كان زى القشه اللى كسرت ضهر البعير، دخلت بسرعه مسكته من كتفه كان بينهار بمعنى الكلمه، بصلى أوي وقالي:
-أنت كنت صح. 
انا كنت هتجنن أول مره أشوفه بالضعف ده عدا ربع ساعه ساكت تماماً ومرة واحدة قام وقف وخرج جريت وراه سألته هتعمل إيه رد :
-هعمل اللي كان لازم اعمله من زمان. 
دخل القاعه لمحها بترقص مع اصحابه أول مره يشوفها على حقيقتها، بتغمز بعيونها لده وتلمس بإيدها وش ده وبتتمايل بدلع حقير لكل راجل واقف حواليها هيتهبل عليها، عنف نفسه ساعتها ازاي كان أعمى عن كل ده، ازاي كان بيشوفها بصوره ملاك وهي شيطان، وقف وسط القاعه ومسك المايك وهي وقفت جنبه بسعاده وسألته:
-ها ياحببي المأذون وصل!؟مسك إيدها ورفعها للناس وهي وشها هينفجر من الفرح، وتكلم بصوت عالي: 
-الكل هنا أكيد يعرف إن ده فرحى ودى عروستي.
الكل صفر وهلل في انتظار يكمل وهي بتهز وبتتمايل بدلع، بس بعد ما آمر كمل الكل خرس قال: 
-بس حضرتكم غلطانين ده مش فرحي ومش أنا العريس، العريس هنا اللي يدفع اكتر او اللي معاااه أكتر  يشيل العروسه وحلال عليه بس سوري في اوبشن زياده ممكن يكون أكتر من عريس، العروسه مش عروسه مش كده يا مدام. 
ومن يوميها آمر اتبدل حاله ومبقاش عنده ثقه فى أي بنت وبقى عنده ثقه تامه ان البنت الفقيرة دي عبارة عن شيطان ماشي على الأرض، ومش دول بس اى جنس حواء كده بالنسبه له بقوا مجرد وسيله له وبس.
هدهد طول ما هي بتسمع قلبها بيتقطع عليه من اللي شافه، كانت فاكره الدنيا بتيجى بس على الغلبان لكن حتى الغني بتيجي كمان عليه، فكراه طايل نجوم السماه بايده، طلعت بتدبحه بسكينه تلمه وبتسقيه المر كمان، يااااه على أسوة دى دنيا.
آسر خلص لمح في عيونها الدموع والحزن في  ملامحها، عرف انه اثر عليها، فاقت من افكارها بس هى مش فهمه هو بيحكيلها ليه وهي بإيدها إيه تساعده؟ 
- آسف إني ضايقتك بس للأسف ده اللي حصله.
- ربنا يساعده بس بردو مش فاهمه أنا مالى بكل ده..؟
- منا جايلك أهو فى الكلام، الفتره دى مجموعه خطاب مشتركه  فى مسابقه ملكة الجمال من حيث الإعلانات وحاجات تانيه، انتى مش هتفهميها ولازم نشارك بمودل تكون وجه جديد، وقدمنا مهله أقل من شهر ولحد الان ملقناش البنت دى، و آمر مش مقتنع بولا واحده.
(هدهد افتكرت معاملته معها قالت في سرها، وده يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب)
هدهد ردت بسرعه بدون تفكير :
- وأنا مالى بالكلام ده، وطالما مش لقينها مسابقه تفوت ولا حد يموت.
- المشكله مش فى دخول او خروج المسابقه. 
هدهد بعدم صبر:
- ماتيجى دغري يابيه، أنا هلكانه والوقت اتأخر وبـ...
آسر قاطعها :
-المفيد أن آمر دخل تحدي وعند مع واحده ليها اسهم في المجموعه؛ إن ملقاش المودل اللي هيدخل بيها المسابقه في خلال شهر هيتجوزها نفس اليوم. 
هدهد بخضة :
- إيه يتجوزها ...؟ 
وفي ثواني رجعت لملامح الجمود مره ثانيه، ردت عليه بانفعال:
- طب وأنا مالي، ما يتجوز أنا يخصني إيه في الموضوع ده..؟ 
آسر بتريقه :
-  بجد مفهمتيش مانا كل ده بحكي في إيه، و عمال أقوللك محتاجك يا هدهد، انجديني يا هدهد، وانتي كل ده مش فاهمه، وحكت لك قصه آمر من ساعه ما اتولد لحد اللي حصل وأنا قاعد معاكي فيها برضو  كل ده ما فهمتيش؟ 
آسر اتنهد:
- عايزك تكوني انتي الموديل بتاعنا.
هدهد مصدومه ومبلمه بعد ما استوعبت ضحكت بهستريا، وكل ده آسر بيفحص رد فعلها، واستنى لحد ما تخلص ضحك وسألها:
- هااا إيه رأيك؟! 
- بقى عايزني أنا ابقى البنت اللي هتخش بها المسابقه في شركه (آمر سالم) يا سبحان الله، لا وإيه كمان الراجل كان فاضل له ثانيتين ويرجع في وشي من كثر ما هو قرفان والنبي متتكلم عدل يا بيه.
- أنا عارف نظرة آمر، وعنّده، وغروره بس انتي الوحيده اللي تقدري تنقذيه من الموقف ده الوقت ضيق لو موافقتيش مش حنلقى حد وآمر هيضطر يتجوز صافي غصب وعند ،وأنا ما قدرش اشوفه بيدمر نفسه بإيده واتفرج عليه.
هدهد احاسيسها ملخبطه مش قادره تستوعب هي ازاي في إيدها تنقذه ومين آمر بشحمه ولحمه، وبدأت رأسها تغلي من ان ازاي بنت تفرض نفسها على راجل ومن آمر بالأخص، استني كده انتي استحليتي اسمه ولا ايه مش هو ده اللي طردك وهانك، بس البت دي بارده اوى عابو شكلها تربيه واطيه بصحيح.
هدهد بعنف سألت: 
-أنا مالي مايتجوزها، هي يعني وحشه، ولا سمعتها بطاله؟ 
آسر لمعت عيونه طالما سألت يبقى بتفكر وهتوافق رد بحماس:
- صافي دي زي القمر ومن عيلة، وشريكه بأسهم في المجموعه وكمان موديل، واترشحت كذا مره المسابقه دي، وسمعتها زي الالماظ، بسع  مش دي اللي تفهم آمر، وترجعه آمر بتاع زمان، دي ممكن تدمر الباقي منه كإنسان بغرورها وانانيتها وتملكها الغير طبيعي.
هدهد بحده:
-خلصت كلامك، وأنا مش موافقه شوف لصاحبك حد غيري يكون لعبه في ايده هو والسنيوره عن أذنك.
وقفت ومشيت خطوتين  لحقها يترجاها تفكر كان ناقص يبوس إيدها؛ عشان تفكر تاني واداها كارت منه وقلها بتوسل إنه هيسبها يومين تفكر مش هتخسر حاجه، روحت على بيتها سرحانه حالتها مش طبيعيه دخلت على سريرها من غير حتى سلام قدام أمها وعبده، اللي كانوا في انتظارها والقلق باين عليهم بعد ما بيجا قالهم عن حالتها طول اليوم.
عزيزه جت تقوم وراها عبده مسكها وحلفها تسبها في حالها وبكره يشوفوا مالها. 
___________________________
فى شقه كامليا... واقفه فى حضن (جاسر )بتتدلع بمياعه.
جاسر بيلمس خدها وعيونه على صافي: 
- وصلتي لحد فين يا كوكي..؟ 
كامليا لفت ايدها حول رقبته:
- أنت عندك شك فى قدراتى يا بيبي. 
جاسر وكل تركيزه على صافي:
- تؤ تؤ تؤ شك إيه، أنا بس بطمن على هديتي.
كاميليا تمثل الزعل:
- أخس عليك هو أنا مش ماليا عينك يا جاسورتى.
جاسر بسها في شفايفها بجرأة، واتكلم بشر:
- مانتى عارفه اللي فيها ياكوكى، أنا ترفضنى بكل غرور وتتكبر علي، وتجرى وارا كلب زى آمر، ترفض جاسر الحسيني  لازم تدفع تمن ده ياكوكى وإلا هتدفعيه انتى من كله، الأرض اللي شريهالك، وعربيتك  ورصيدك فى البنك، وانتى عارفه كلمتى ياكوكى. 
- اصبر شويه، صافي مش سهله محتاجه شويه تگتيگ وتبقى بين ايدک وبالسلوفان كمان.
جاسر بتنهيده خبيثة:
-هو أنا مصبرنى غير السلوفانه، وإني افكها بنفسي. 
رنت ضحكه كامليا هي وجاسر على خططهم الشريره، واتجهت بعدها لصافي تكمل لعب عليها.
صافي قاعده سرحانه ماسكه كأس وسكى، بتفكر فى آخر كلامها مع آمر وازاى تقدر تكسر غروره ويبقى ليها حتى لو بالغصب، قربت منها كامليا بتكلمها:
- القمر قاعد لواحده ليه؟ مش يبقى عيب على الرجاله دى كلها، بتضحك وبتشاور على الموجودين.
صافى بضحكه عاليا:
- مانتى عارفه مش بحب أقعد مع حد، وسوزى مقموصة من اخر مره كانت هنا.
- سيبك منها دى بت قفل. 
صافي بلهفه:
- ها عرفتى هنعمل إيه فى حكايه آمر..؟؟ 
كامليا بضحكه رنانه:
- أنا عملت خلاص وبدأت انفذ يا قطه.
صافى بحماس:
- بجد عملتى إيه قولى بسرعه..؟ 
- النهاردة شاف فوق الالفين بنت وملقاش اللي عايزها، وانتى روحتيله واتخنقتوا زى عويدكوا، ها تحبي تعرفي هو فين دلوقتي...؟ 
صافي مبحلقه ومتفاجئة هي عرفت الكلام ده إزاى؟ هى كانت فى الشركه و كلامها كله صح.
- هو فين يا كوكى..؟ 
- ههههههه فى فيلته روح سكران طين زى عوايده، وجارر وراه بنت شمال؛ بس ايه فرتاكه على رأى اللي شافهم هههههههههههه
صافي بغيظ:
- ااااه الزباله مش هيبطل يعرفهم بس الصبر لما نتجوز هتوبه عن كل ده.
صافى ماسكت ايد كامليا بامتنان:
- مش عارفه أشكرك إزاى يا كوكى، عمرى ما هنسي وقفتك جنبي ابداً.
- أنتى صاحبتى، وحببتى ولازم أساعدك، بس الدنيا وحشه اوى يا صافي وكل شييء وله تمن.
صافي بعملية:
- وأنا تحت أمرك ياكوكى فى اللي تطلبيه هكتبلك شيك على بياض تحطى الرقم اللى يناسبك.
كامليا بخبث:
-تؤ تؤ تؤ أنا مقصدش فلوس، بس زى مانتى احتاجتينى وساعتك أكيد، هحتاج مساعده منك ووقتها لازم توافقى على اى طلب، وإلا من اولها كده كل واحد يشوف مصلحته ويساعد نفسه.
صافي كلبشت فى ايدها :
- لا لا لا ياكوكى أنا من غيرك مش هعرف أكمل التحدي، آمر ممكن يتصرف ويلاقي البنت دي وأبقى أنا الخسرانه. 
- يبقى خلاص ياقلب كوكى متفقين، يلا بقى نشرب كأس الأتفاق هههههههههه 
___________________________
فى شقه هدهد.. 
عزيزه قامت من الصبح؛ عماله تفروك وبتنفس دخان سجارتها وتبرطم، عبده خلص صلاه وبيطبق السجاده وبيستغفر ربه.
- استغفرك واتوب إليگ،مالك على الصبح شيطه ليه يا عزيزه..؟؟
- عجبك البت وعمايلها كل ليله ترجع بعد نص الليل، ولا حد عارف يكلمها ولا يحكمها.
عبده بقلة صبر:
- حرام عليكى يعنى بتروح فين طول النهار بتجرى على اكل عيشها، ولا عشان مش مطوعاكى فى موضوع الرقص والكابريهات هتفترى عليها.
عزيزه والدموع ملت عيونها:
- أنا يا عبده هفتري على بنتى، أنا كل اللي فى ضميرى أنى اريحها من المرمطه وتلقيح الجتت عليها طول النهار، فكرك أنا مش عارفه هى بتصادف أشكال والوان كل يوم وبترجع مهدوده وتنام زى القتيل، نفسي تعيش زى البنات تلبس وتتغندر وتختار على كيف كيفها اللى تتمناه يقي كده بفترى عليها.
مسحت عيونها وكملت،قول أنت اللي عجبك مرمطتها مهى مش بنتك ولا خايف عليها.
عبده مصدوم وبحزن:
-كتر خيرك يا عزيزه، أنا تفكرى فيه كده؟ دانا لو عندى عيل من صلبي مكنتش هحبه ومعزته فى قلبي زيها، هدهد فرحتى فى الدنيا بنتى اللى حلمت بيها وربنا مكتبليش زيها على حياة عينى تشكرى يا بنت الاصول.
عزيزه ضميرها انيبها، وحاسه بغلطها في الكلام معاه حاولت تطرى القاعده وتتدلع عليه شويه.
- يوه اخس عليك يا عبده، وقدرت تزعل من زوزو، هو أنا ليا غيرك يخاف عليا وعلى هدهد، ده أنت الحته الشمال واليمين هههههههههه 
- ااه يختى كل ما تتزنقي تتدلعى بتعرفي تكلى بعقلى مهلبيه.
عزيزه خبطته كتف بدلال:
- مهلبيه بس، ده أنا بجننك يارجل ولا كبرت و نسيت..ههههههه 
عبده حب يغظها:
- لاااا ان كان عالكبر مستعد انزل دلوقتي انقى أحلى صبيه واتجوزها ونشوف مين فينا الگبر ازوزو.
عزيزه بغيظ:
- ودينى اولع فيك وفيها، أهو أنت اللي بتجر شكلى وترجع تقول بفترى عليك.
ضحك عبده من قلبه وقرب عليها واخدها فى حضنه وهى بتتمنع عليه :
- يااااااه لسه سيره الجواز بتجننك، زى مانتى يازوزو والله زمان،
ههههههه 
-  ااه أضحك، أضحك طول عمرك بتغظنى بيها منا عرفاك. 
- أنا راضي ذمتك بقى اللى يتجوز القمر يجيه نفس يبص للنجوم.
عزيزه الضحكه مالت وشها :
- يوه جتك ايه هههههه لسه بتعرف تعاكس،ياسلام لو هدهد تسمعك هتحفل علينا اسبوع بحاله ههههههههه 
- ربنا يسترها معانا بقولك ايه سبيها ترتاح النهارده خالص متصحيهاش، وقومى حضري لينا فطار خلينى انزل ع الورشه اشوف حالى. 
عزيزه قامت ومزاجها عالي اوى بتغنى:
- من عنيه يا عبده  حبك جنني يا سمك إيه؟ الحقنى يامرسي يابو العباس.
〽〽〽〽〽〽〽〽〽〽〽〽〽〽〽〽〽〽
فى فيلا فخمه متسعه اثاثها على أعلى طراز من الرقي و الاناقه، فى اوضه السفره بالتحديد قاعد سالم خطاب بيقرأ الجريده الصباحيه كعادته يوميه، والخدم يضوع الفطار وجانبه القهوة الفرنسيه اللى بتجدد نشاطه كل يوم. 
اتفاجأ بنزول آسر وانضم إليه بس شكله مضايق وقلقان. 
- ايه ده أخيراً عرفت ان لك بيت ترجع له، بدل سرمحتك طول الليل.
- تقريباً كده عارف ان ليا بيت وبرجع، حضرتك بقي ياترى عارف ان ليك ابن ولا نسييه مع نزواتك. 
سالم بحده:
- ولد، أنت نسيت نفسك ولا إيه ازاى تكلمنى بالاسلوب ده..؟! 
- أسف عن اذنك.
- استنى عندك أقعد مكانك، من أمتى ونزواتى بتضايقك؟ طول عمرنا بنتعامل مع بعض أصحاب مش اب وابن.. ايه اللى جد....؟؟؟
- بعتذر يا بابا، معلش اصل منمتش كويس ومضايق شويه متزعلش  منى. 
- اشرب قهوتك وقولى مالك وايه اللى قلقك اوى كده...!!!
آسر بتنهيده:
- موضوع آمر هو فيه غيره.
- وأنت في إيدك ايه تعمله؟ هو اللي حط نفسه فى الموقف ده، كتير حظرته من غروره واندفاعه لكن دماغه نشفه زى ابوه الله يرحمه.
- انا لقيت البنت اللى بيدور عليها.
- طب كويس أدى مشكلته اتحلت.
- اهى دى بقي أكبر مشكله. 
سالم رفع حاجبه :
- إزاى مش فاهم...!!؟؟ 
آسر بتردد:
- الحكايه ومافيها من يوم ما قبلت هدهد........
حكى آسر كل اللي حصل من يوم ماشفها لحد ما حاول يقنعها 
بس اللى شد سالم انه شاف حماس ابنه وهو بيتكلم عليها واعجابه الواضح زى الشمس وقلقه انها ترفض وتثبت على قرارها، اثار فضوله سؤال :
- هااا ساكت يعنى مش بترد....؟؟
- أنت معجب بى ....اسمها ايه دى ااه هدهد..؟؟
آسر بستغراب:
- معجب....!!!. (فكر فالكلمه وعيونه لمعت باعجاب)  ...وليه لأ ... بنت ومش اى بنت هى خليط من كل نوع جمال ربانى، ورقه لما حد يلمس احساسها بكلمه بسيطه تدخل القلب من اول نظرة، وجدعه ويعتمد عليها و وقت الجد بتتصرف زيها زى اى راجل ... !!
سالم بتأكيد بيفحص ملامحه :
-يبقي كلامى صح أنك معجب بيها، وممكن تتعلق ومع الوقت يتحول لى حب مش كده.
آسر ضحك:
- ههههه مش هنكر أنى فعلا معجب وجداً كمان بس، بس مش راجل لى ست !! 
سالم قاطعه بخضه:
- نعم ياروح النونه ..... داير طول الليالى فى حضن نص نسوان مصر، وتقولى مش راجل لى ست...!!!
آسر نفسه اتقطع من الضحك:
- عيب على كده أنا راجل من ضهر راجل(غمز فى اخركلمه) بس والله بتكلم جد مش حاسسها زيها زى اى ست قبلتها، بحسها قريبه من قلبي فى المرتين اللى قبلتها فيهم، مكنتش عايزها تمشي ولا كلامها يخلص ولا اشيل عينى من عليها، صدقنى مش عارف ده ايه؟ 
سالم بتفكير:
- أنا عايز اشوف هدهد دى اللي قلبت كيانك.
- اااه لو توافق بس.
- فرضً لو هى وافقت، كتله العند والغرور هيوافق عليها بعد ما شفها كده؟ 
-مش عايز اسبق الأحداث، هى رافضه تماماً الموضوع.
__________________________
قسم الشرطه ...
دياب عند المأمور معاه المحضر، وبيطالب أنه يمضي له بضبط واحضار الجانى، المأمور ده دياب له معزه خاصه عنده شغال معاه من سنين، وبيحب قدرته فى تصريف الأمور وقت الثورة؛ هو اللى قدر يقنع أهل المنطقه يحمو القسم من الشغب، ومن وقتها دياب هو الكل فى الكل، واتجبر على الناس أكتر.
- المحضر أهو ياباشا مش ناقص غير امضتك الكريمه عليه.
المأمور مضي، وسأله، ده محضر ايه ده..،؟؟!!
دياب بابتسامه لزجه:
- المشاجرة وسرقه التوكتوك، سيادتك والمتهم موجود فى نفس المنطقه يعنى فى نطاق الخدمه. 
المأمور/ تمام بلغ الظابط الجديد واطلع معاه هو اسمه ايه؟!! اااه احمد.
دياب بتأفف:
- ماتسبلى أنا الطلعه دى يا باشا، اصله ده لسه جديد، يعنى أخاف يعمل حاجه كده ولا كده ردفعل الناس يبقي عكس لكن إحنا حفظنا الناس  بنعرف نمشيهم حسب مزجنا.
المأمور/عادى  أنا بثق فيك يا دياب بس خلى بالك، أنا بيوصلنى طرطايش كلام الناس ابتدى لسانهم يطول.
- نقطعهلهم سيادتك، أنا تحت أمرك وتوجهات معاليك.
المأمور/ عفارم عليك يلا خد المحضر وشوف شغلك.
دياب ادى التحيه خرج يجهز القوة اللي هيخرج بيها.
__________________________
فى موقف المكروباص... كشك فاطمه، 
واقفه تعبانه من الحمل، حطه ايديها فى وسطها بتعدل ضهرها، جالها شوقى (مرشد المنطقه)يشتري منها سجاير.
- هاتى علبه سجاير بسرعه يا ام على.
- اااه والنبى منا قدره اتزحزح خطوه من مكانى ياعم شوقى، استنى على ولا ماهر اهم جايين ينولهالك.
- لا كده مش هلحق خلاص أشوف حد تانى.
فاطمه بتعب قامت:
- انت غاوى تعب كده مالك متسربع ليه...؟؟
- الدنيا هتتقلب فقانى تحتانى كمان شويه. 
فاطمه باهتمام:
- استر يارب ليه ايه اللى حصل..!!
- فى حامله خرجت من القسم وجايه على حارتكم؛ ضد البت هدهد بنت مرات عبده السمكرى مانتى عارفها.
فاطمه اول ما سمعت اسم هدهد هبدت ايدها على صدرها، ونسيت تعبها وسابت الكشك وطلعت تجرى ماهر جوزها كان وصل عندها لمحها سالها بلهفه:
- مالك يابت بتجرى ليه ..؟؟
فاطمه بتجرى:
- عملوها ولاد الكلب، هدهد ضاعت يا ماهر.
ساب علي ابنه وأكد عليه ميتحركش من الكشك، وجرى هو كمان وراها.
بس للأسف ملحقتش اول ما وصلت لقت لمه وبوكس🚔 واقف وناس كتير، جات تدخل العسكري منعها وقفت تلطم وتعيط.
___________________________
فوق فى شقه عبده، عزيزه سمعت خبط جامد على الباب جت تجرى عليه وهى مخضوضه وبتزعق وهدهد بدأت تفوق من الاصوات.
عزيزه بزعيق:
- اايييه يالى بتخبط القيامه قامت ولا إيه ..؟
اول ما فتحت العساكر هجموا ودخلوا وهى صوتت ودخل دياب بعدهم.
- يالهوى يالهوى جرى ايه انتوا عايزين ايه ..؟؟ الحقنى يا عبده.
دخل عبده بسرعه وهو بينهج من الجرى:
- حصل ايه عايز ميين يا بنى؟ 
- اركنلى أنت على جنب يا راجل ياكباره  وانتى ياست تخرسي خالص مسمعش صوتك. 
- طب بس قولى انتوا هنا ليه شكلكو غلطانين يابنى؟ 
دياب بستهزاء:
- الحكومه مبتغلطش، واوعى من وشى كده فين المدعوه (شهد سمير الچوكر & الشهيره بـ هدهد) .
عزيزه بدموع وعويل:
-يالهوى بنتى لييييه عملت ايه ..؟ 
طلعت هدهد على الصويت مخضوضه عند امها، وشافت العساكر ودياب اول ما شفها ابتسم بمكر. 
- في ايه يامه مالكوا حصل ايه..؟؟
دياب للعسكرى:
- كلبشها ياعسكرى. 
عبده جرى عليه ركع قدام رجله وبيتوسل له:
- بالله عليك خدنى أنا، هى لسه صغيرة مش قد البهدله (مد ايده له) اهو كلبشنى مكانها. 
هدهد بزعيق بتقوم عبده من الارض
-استنى بس قوم كده، ونظرت لدياب غضب وتحدى:
-وهتقبض على بأنهى تهمه ان شاء الله؟ 
دياب بشر:
-مشاجره، وضرب عمد، وسرقه توكتوك، هاا كفايه كده ولا نقول كمان.
هدهد انصدمت واتعقد لسانها وعقلها غاب وبتكلم نفسها إزاى هى كانت نسيت الخناقه، وتوعد صلاح، اااه سرقه توكتوك يبقي صلاح، فاقت على صراخ عبده وعزيزه، والعسكرى بيجرها من ايدها، عبده حاول يمنعهم بس دياب زقه جامد خبط راسه فى السلم اتعور واغمى عليه، عزيزه اتلهت فيه، وعماله تصوت وهدهد مش عارفه تعمل ايه؟ نزلت على السلم دياب مسكها بدل العسكرى وقرب عليها كلمها جنب ودنها:
- شوفتى ياقطه دة جزاء اللى ما يسمعش كلام بابا دياب، أهو بدل ما كنتى هتتمرمغي فى نعيمى وحضنى، خلى البُرش ياكل من جتتك رقات.
مسكها بأيد والتانيه على ضهرها، ويكمل كلامه:
- اااه مش حرام حتت القشطة  دي تتمرمط على الاسفلت، ارجعى لعقلك يا بنت الناس لسه عندك فرصه تختاري حضن دياب يا، على الاقل من ٧ لى١٠ سنين على البُرش؟ !! 
نزلو خلاص قدام البوكس🚔 والناس كلها ملمومه وبتسأل ليه وعشان ايه؟ منهم اللى بيضرب كف على كف ومنهم الشمتان، ومنهم الحزين وهى ولا دريانه باللي حواليها. 
هدهد متدمره كلياً مش سامعه اى صوت حوليها غير كلام دياب، حطها تحت اختيار او بمعنى أصح تهديد؛ يا اما تتحبس وتروح في كلبوش وتقضي سنين عمرها بين جدران السجن، يا اما توافق وتبقى ليه لوحده وبرده تضيع عمرها بين ايد دياب.

رواية راهنت عليك الفصل السابع 7 بقلم عبير فاروق

نزلوا خلاص قدام البوكس🚔 والناس كلها ملمومه وبتسأل ليه وعشان ايه ..؟ ومنهم اللي يضرب كف على كف، ومنهم الشامت، ومنهم الحزين وهى ولا دريانه باللي حواليها، 
هدهد متدمره كلياً مش سامعه أي صوت حواليها غير كلام دياب، حطها تحت اختيار او بمعنى أصح تهديد يا اما تتحبس وتروح في كلبوش وتقضي سنين عمرها بين جدران السجن يا اما توافق وتبقى ليه لوحده وبرده تضيع عمرها بين ايدين دياب. 
فجأة الدنيا لفت بيها وحست إنها بتغيب عن الوعي، سمعت صويت كتير من نسوان الحارة، وفي ثواني الحال انقلب فؤني تحتاني والناس هجم عليهم وحوطوا البوكس بالعساكر، خناقه كبيير والكل بيضرب في بعض ولا حد عارف مين معاه ولا مين عليه؟ 
العساكر بتحوش في الناس، ودياب مكلبش في هدهد جامد ويدخلها البوكس، وفي وسط المعمعة حد جه من وراه وضربه علي رأسه بتلقائيه ساب ايدها، ولسه بيلف يشوفوا مين حد تاني كهربه بصاعق وقع في الأرض، وهدهد مش عارفه ايه اللي بيحصل لقت حد شدها من بين الناس وطي رأسها وجرى بيها في الزحمة، هدهد دموعها ماليه وشها بتبص للأيد اللي شدتها وبتجري معها لقتها فاطمه، فرحت وتبتت عليها اوى فاطمه أول مره تشوف هدهد بالضعف ده، ابتسمت تطمنها بس هدهد حست أنها مش لوحدها، وكملوا جرى لحد ما بعدو عن الشارع خالص، وقفوا نفسهم مقطوع ويخدوه بصعوبة، فاطمه ماسكه بطنها بألم وتنهج،هدهد بصتلها باستغراب وقالت :
- ان..انتي عملتي كده ازاي لوحدك، كده هتروحي في دهيه بسببي؟ !! 
-متشغليش بالك بيا، أنا هتصرف المهم انتي وبعدين أنا مش لوحدي، ماهر ضربه، وبيچا كهربه، وأهل الحارة غلوشو علينا. 
- كل ده عملتوا عشاني؟! 
(افتكرت عبده وأمها) .. يالهوى عبده وعزيزه لازم أرجع اشوفهم. 
فاطمه مسكت ايدها بسرعه:
- ترجعي فين؟ ده أحنا عملنا اللالي عشان نهربك، ترجعي برجلك تاني انتي حماره يابت ! 
هدهد بدموع
- أمي يابطة وعبده وقع من طوله، الكلب دياب ضربه. 
- اجمدي كده ومتشليش همهم، أنا معاهم، الحقي انتي اهربي لحد منشوفلك حل، دياب لو طالك مش هيرحمك ده نيته وسخه، ونابه أزرق بسرعه لنلقاهم فوق راسنا يا هدهد. 
هدهد طلعت فونها من جبها:
- خلاص هكلمهم أطمن عليهم. 
فاطمه شهقة وشده ألفون منها
- يانصبتي هتولديني هيعرفوا مكانك من ده ياغبيه. 
فاطمه طلعت الشريحة وكسرتها والفون رمته وسط زباله في الشارع، هدهد من كتر الضغط عليها مش عارفه تفكر: 
- عرفتي ازاي؟ طب اعمل ايه؟ 
فاطمه بأفأفه:
- أنا بشوفهم يعملوا كده في المسلسلات، بصي اتصلي عليا حافظه رقمي؟ (هزت رأسها، فاطمه أخدتها في حضنها ) يلا بسرعه ربنا معاكي.
____________________ 
نرجع للحارة .. 
الخناقة لسه شغاله والعساكر مش عارفين تسيطر عليها، واحد منهم بيفوق دياب فتح عيونه حاسس جسمه كله متخدر، بدأ يركز وهو بيهس هدهد ..هدهد.. 
بيجا. ماهر استخبوا بعد ما ولعوها مع أهل الحارة، فاطمه رجعت شافت دياب زي الطور الهائج استخبت في بيت وهو دور عليها مش لقيها من الناس، بقى في حاله هياج طلع السلاح ضرب طلقتين في الهوا، الكل اتكوم على الأرض وهو واقف في النص، لف حولين نفسه كذا مره زي المجنون صرخ بعلو صوته بأسمها هدددددهدددددد....، احساس بخساره لا قبله ولا بعده، كانت بين ايده زي ورقه اليانصيب الريحانة في لمح البصر تختفي فص ملح وداب، 
دماغه بدأت تشتغل وعرف ان كل اللي حصل كان مقصود .
دياب لعسكري:
- خد هنا بيتخنقوا ليه دول..؟ 
العسكري: معرفش يا أمين اللي بيقول أم فلان كبت مايه على غسيل أم علان، واللي بيقول ابن مين ضرب معزه مين خلاها تعرج وكلام كتير مش عارف ايه السبب. 
دياب بص في وشوشهم بكل غضب:
- ااااه يا حارة غجر، قايمين خناقه على شويه مايه ومعزه، عشان تهربوها مني، يلا يا عسكري أنت وهو لملي رجاله بنسوان كل اللي هنا، أنا هخليكوا تقولو أنا مرى. 
__________________________
عند آمر في الشركة بقاله كام ساعه بيقابل في بنات أشكال والوان، ومفيش حد عجبه بيأفأف، دخل آسر عليه شايف وضعه ومش عجبه الورطة اللي حط نفسه فيها، عايز يساعده بس مش بأيده شيء مش واثق ان هدهد توافق حتى لو ده حصل هل هو هيقتنع بـيها ولا هيكون رد فعله ايه..؟ 
- لسه لاقيها برضو ..؟؟ 
- زي ما يكون طالب شيء مستحيل وجوده، او من كوكب تاني. 
آسر خطرت فى باله فكره :
- ما هو صح كده شيء مستحيل واللي عايز حاجه بيسعلها. 
- واسعلها أزاي بقي يا سابق عصرك واوانك..؟؟ 
آسر بخبث ساخر:
- يعنى مش لازم هي اللي تجيلك، انزل من على عرشك يا أمير ودور على تفاحتك بنفسك.
آمر رفع حاجبه:
- ده اللي هو أزاي يا وزير ..؟؟ 
- بدل مانت قاعد فى التكيف، وعلى قلبك مراوح كده أنزل لف فى الشوارع دور على اللي أنت عايزه، مش يجيلك لحد عندك..؟؟ 
آمر باستهزاء:
- ناقص تقولي امسك ميكروفون، واركب نص نقل وقول بنت لله يا ولاد الحلال.
- وليه لاء..!!! 
- ااااه وتيجي واحده شحاته تمثل علينا البراءة لحد ما توصل وتدينا على قفانا فى الاخر، أنت بينك اتهبلت. 
آسر بغضب:
-خلاص خليك كده راكب برج غرورك العالي، وتبص للناس من فوق حاشر تجربه تافهة حصلت لك بين عنيك، لما هتفوق تلاقي نفسك فى الكوشة ومكلبشاك صافى وسط واقع مهبب، هااا ساعتها تعمل ايه بغروك ده...؟ 
آمر بعنف:
- وانت فاكر حتى لو ده حصل أن واحده زي صافى تهز شعره منى، او انى ضعيف واقبل إنها تبقى على ذمتي مثلاً، ده أنا اخليها تكره اليوم اللي عينها لمحتني فيه. 
- طب وكلمتك والتحدي اللي كان قدام الناس دي، وصورتك واسمك اللي الإعلام ما يصدق تبقى لبانه فى بقهم، وخد عندك بقى منشتات فى الجريد و المجلات؛ كذبه أبريل زواج آمر سلامة من صافي الكومي، الفنان آمر سلامة يخدع ابنه رجل أعمال بعد وعده بالزواج، وبلا بلا بلا وهري كتير ولا له أي لازمه.
آمر بعصبيه:
- أنت عايز توصل لاخر كلامك ده..؟؟ 
- لا اخر ولا أول يأبن عمي، خليك فاكر أنى حذرتك، وانى مش أتفرج عليك وأنت بتغرق نفسك بأيدك. 
آسر خرج وساب آمر وسط دوامه ماضي مألم، ومستقبل أبشع، كلامه ليه مش نقول فوقه خالص بس نقدر نقول بنسبه كبيره اخده و وصله على حافه الهاوية زي مهو حاسس، آسر ركب عربيته ومتعصب وعمال يتصل على هدهد عايز يحاول تاني اقنعها بس يوصله رد واحد؛ ان الرقم المطلوب لا يمكنه استقبال ردك حاليا ربما يكون مغلق او خارج نطاق الخدمة،شتم ولعن كل شركات المحمول.
__________________________
فى الحارة...
دياب من غضبه لم أهل الحى كلها، ستات برجاله ويبوص زي التعلب نظره شر وغدر فى كل حته، لمح بيچا مستخبى ملامحه كلها اتحولت عليه وشاور للعساكر وهو بيجز على اسنانه :
- هاتولى الكلب ده بسرعه. 
بيچا شافه اتخض ونزل عليه صفار الموت وطلع يجرى ويصرخ، عاااا هيكلنى ياماااه، العساكر مسكوه وجروه على البوكس. 
دياب بشر مسكه من قفاه؛ 
-هدهد فين يلا ..؟ 
بيچا بخوف:
- مـ...مـعـ..رفش أنا ماشفتهاش.
دياب ضربه قلم كفاه على الارض:
- امال كنت مستخبى لييييييه ..؟؟؟؟ 
بيچا قام لما أهل الحارة زعقوا، وكل واحد قال حرام ده ظلم زي ما يكون قوى رد بشيء من العنف مخلوط بخوف  من قلم تاني فى استقباله:
- كنت بتفرج ايه هي الفرجة حرمت عليا؟ 
دياب اخده ورماه فى البوكس :
- أنا بقى هفرجك على حق سيما يالااا و3D كمان، يعنى فى قلب الحدث لاااا ده أنا أقعدك على الحدث نفسه.
بيچا بتلقائيه مسك منطقه القاعدة عنده وصرخ جامد:
- لااااا القاعدة لااااااااا القاعدة لاااااااااا.
ماهر استخبه كويس، واول ما مشيوا جري على مكان  فاطمه يطمن عليها، واخدها وطلعوا عند عزيزه يطمنوها، 
لقوها لسه فى مكانها، وعبده دمه سايح على جبينه، وراسه فى حضنها وصوتها راح من كتر والعياط والنواح ومسهمه فى دنيا تانية،اول ماشافتها فاطمه صرخت:
- يالهوى ايه اللي حصل عم عبده؟ خالتي فوقي يا عزيزه، شيل معايا يا ماهر نلحق الراجل. 
- يا حول الله، خليكى جنبهم هنزل أجيب حد ينقله معايا بسرعه.
فاطمه بضربات خفيفة على خد عزيزه:
- بسرعه يا ماهر، خالتي عزيزه ابوس ايدك فوقى كده !! 
عزيزه بخفوت:
-بنتي .. عبده ... هدهد راحت.. عبده راح.
فاطمه بتحاول تطمنها :
- اطمني يا خالتي هدهد فى امان، وعم عبده انلحقوا بأذن الله. 
عزيزه بدأت تعيط انتبهت على كلامها، ومسكت ايده بسرعه وخوف:
- بجد يا بطه هدهد فى امان بجد، طمينني بابت..؟ 
فاطمه طبطبت عليها بصوت واطي 
- هششش والله بخير ولسه سيباها من شويه؛ بعد ما هربنا من ايد الكلب دياب.
عزيزه شقت الفرحة قلبها لمجرد بس إنها بعيد عن ايد دياب، هي عارفه النوعية دي من الرجالة شافت الشر فى عينه، وهو بيبصلها وأنها لو تحت ايده هيعمل فيها أي شيء يخطر او ما يخطرش على عقل بشر، وانتبهت على عبده اللي لسه راقد على رجلها. 
عزيزه بدموع: 
- الحمدلله ربنا يسترك يابنت قلبي، ويبعد عنك ولاد الحرام، يالهوووى عبده، عبده فوق يا رب الراجل والبت يروحوا منى فى ساعه واحده. 
- اهدى يا خالتي، ماهر جاي وهنخده على أي مستشفى ونلحقه. 
حست بأيد عبده تضغط على ايدها ويتنفس بصعوبة. 
- عبده .. قوم يا خويا، قوم والنبي ما توجع قلبي عليك كفاية وجع واحد عليا.
عبده بدأ يكح ويتكلم متقطع؛عشان يطمنها، ويطمن هو على هدهد، وصل ماهر ومعاه راجل بتاكسي سندوا عبده واخده على أقرب مستشفى. 
__________________________ 
نروح لي هدهد... 
 خرجت من الحي بتاعهم خالص، وبقت تهرول في الشوارع مش عارفه هي فين، ولا هي في انهي منطقه كل الكان في دماغه كلمه، (فاطمه اجري يا هدى ليمسكوكي) طب يمسكني لييه ايه اللي حصل عملت ايه في دنيتي عشان يحصل معي كل ده؟ جريت، وجريت وجيت لحد ما تعبت وانقطع نفسها رن فى سمعها صوت أذان دخلت  في زاويه في الشارع لا تعرف اسم ولا تعرف عنوان الدنيا سوده في وشها سودا. 
دخلت على الميضه اتوضت، وطلعت جناح السيدات ما كنش فيه غير ست كبيره واحده شكلها كده هي المسؤولة عن نظافة المسجد بتاع السيدات الإمام قام عشان ينبه الموجودين للصلاه، واقفت بين ايد ربها وروحها بتنزف، قدام رب العالمين فى سجودها، وبتسألة بدموع ليه، ليه أنا، ايه الذنب اللي عملته في دنيتي يا رب مش معترضة بس افهم ..؟ أنا عمري ما عملت حاجه تغضبك، أنا بعترف أنى بعيده ومش مواظبة على الصلاة، بس أنا عارفه أنك على طول معايا (( ترتجف وتبكى بشده )) بخاف .... بخاف من الحرام والغلط والله يا رب رفضت أسمع كلام أمي؛ فى الرقص عشان خايفه منك وخفت، وعمري ما مشيت فى البطال خوف منك، بعت عن أي شغل مع الرجالة عشان بس محدش يلمسني خوف منك، وبس لبست توب الرجالة وعشت زيهم بشنب عشان أبعد أي ايد ولسان عنى؛ بردوا خوف منك ومن عقابك، أنا مش حمل نار أخرتك يا رب، أعمل ايه تاني لا حمل عقاب الدنيا يا رب خدني عندك وريحنى.
قامت من سجودها وبدأ فى اخر ركعه  ودمعها سيول لغايه ما خلصت الصلاة، وقعدت تشكي ربنا كتير، لحد مالفت انتبها صوت الست الكبيرة، وهي بتقرأ قرآن بصوتها عند الاية  ((  وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ(43) إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)  )) 
ترددت كتير فى ذهنها ولحد ما فهمت منها كام كلمه، بس لسه جواها أسئلة ملها أجابات، ولسه قاعده قربت منها الست وطبطبت عليها ربعت جنبها هدهد بصت عليها كان وشها نور زي البدر، هزت راسها بمعنى نعم افتكرتها عايزه منها حاجه متعرفش ان هي محتاجها. 
الست ابتسمت لها وبدأت تكلمها:
- مالك يا بنتي حالك مكركب ليه..؟؟ 
هدهد بدموع:
- حالي! تعبت من حالي زي ماأنتي شايفه. 
- حالك حال كل الناس بس الابتلاء مختلف، استغفرا يا بنتي ربك بيدي لعباده البلاء على قد درجه الصبر، وكل واحد شايف نفسه انه عنده هم كبيير، وناسي ان رب الكون أكبر. 
- ونعم بالله، بس خلاص ماعد عندي قوة ولا صبر. 
الست بوش بشوش:
-يا بنتي استهدى بالله أكيد الكرب والضيقه اللي انتي فيها ليها حل، وأكيد ربك له حكمه فى كده، سيدنا ايوب النبي صبر على مرض ١٨سنه وفى عمر ال٨٠ زوجته  بتقوله ادعو ربك يعفي عنك، قال لها استحي انه يدعو ربه لان سنين مرضه أقل من عمره وهو بكامل صحته، واهو نبي وصبر واحتسب عند ربنا. 
ارمى حملك على صاحب الأمر وهو المعين، وقولي يا رب. 
هدهد بابتسامه مرهقه:
-ياااارب .. ياااارب.. ممكن تخديني فى حضنك. 
الست على ملامحها الرضا، واخدتها فى حضنها، وهدهد ما صدقت تلقي كتف تعيط عليه.
انهارت كل الأسئلة مبقاش فيه اجابات، ربنا ما بيظلم حد ربنا يختبرنا بيشوف وتحملنا بيشوف صابرين على كل اختبار فى الدنيا.
هدهد فى نفسها:
-فهمت.. فهمت..!! ربنا عايز ايه فهمت رسالته هو ليه بيحصلى كده في دنيتي، شايلى حاجه احسن أكيد،  وغمضت عيونها واستسلمت لنومها. 
((بس لسه زي ما احنا عارفين طبيعة البشر كلمه ليه وعشان ايه هي محور السؤال ومحور حياتنا ومحور سؤال له أجبأت كتير بس اللى يفهم الرسايل ))) 
قامت هدهد مخضوضة على ايد بتصحيها لقت راجل من المسجد بيصحيها. 
- قومي يا ست، ياحول الله. 
- انا فين..؟ 
- نايمه فى المسجد، انتي تايهه يابنتى ولا حكايتك ايه..؟؟؟ 
هدهد افتكرت:
- كان فى ست هنا معايا. 
- ست..!! ما فيش ستات دخلت ولا خرجت هنا، انا قاعد تحت من اذان الظهر شوفتك دخلتي، العصر وبقينا بعد العشاء ولا خرجتي، وأنا عايز اقفل واروح. 
هدهد تاهت افكرها ومش عارفه ترد. 
- انتي تعبانة يابنتى.. طب جعانه ولا عايزه فلوس..؟ 
- لا لا لا تشكر ياعم الحج مستوره الحمد لله، أنا بس كنت بلف طول النهار وغفلت، سلام عليكم. 
الراجل رد السلام وهو بيضرب كف على كف:
-وعليكم السلام، يتوب علينا ربنا. 
___________________________
اول ما خرجت دورت على أقرب كشك تتصل منه تطمن على أمها وعبده، ومن لخبطتها، افكرها مش فاكره اخر رقمين مش قدمها حل غير أنها تجرب كل الارقام.
وفى نفس الوقت عبده راقد على سرير فى استقبال مستشفي حكومي، لسه بيعلجوه، وعزيزه قاعده جانبه مربعه على السرير وفاطمة وجهت كلامها لجوزها :
- امشي أنت يا ماهر؛ الواد فى الكشك طول النهار لوحده ياعالم حصله إيه؟ وابقى جس النبض كده من بعيد، شوف الواد بيچا جراله ايه..؟ 
- طب ماشي وانتوا لو حصل حاجه اتصلى عليا اجلكم هوا، تأمريني بحاجه يخاله عزيزه..؟ 
- تشكر يا بني ما يأمر عليك ظالم، ولا مفتري ابداً، وبالمرة الله لا يسيئك شوف كده لتكون هدهد رجعت ولا مسكوها ولا أي خبر عنها...؟ 
فاطمه بانفعال ايدها على بطنها وضهرها:
- تفي من بوقك  يا خالتي، حرام عليكي هتولدينى وأنا فى اخر السابع الله يسامحك روح يا ماهر روح. 
عزيزه بدموع:
- عايزه أطمن على البت يا بطه، ولا الراجل أهو من ساعه ما جبناه خيطوله نفوخوه، وقالوا تحليل واشاعه وابصر ايه، وهو نايم ولا دارى بالدنيا والدكتور زي ما يكون فص ملح وداب. 
عبده فاق:
- ياوليه اسكتى شويه، لا مريحه وأنا صاحي ولا نايم، هدهد فين...؟؟ 
عزيزه بفرحه:
-عبده أنت صحيت الحمدلله، يارب عقبال هدهد ما طمن عليها يارب.
- حمدلله على السلامة ياراجل ياطيب، بركه أنك بخير، الصبر يا خالتي ان شاء الله نطمن على عم عبده ويحلها ربنا. 
فاطمه فى سرها، كملها بالستر يارب، انتي فين ياهدهد؟! 
وفى ثانيه رن فون فاطمه برقم  غريب، بصت للرقم بعدم اهتمام، عزيزه بتبص لها عشان ترد عندها صدع. 
- سيبك منه تلاقي رقم غلط وحد عايز يستظرف. 
بس فى لحظه افتكرت إنها ممكن تكون هدهد، ردت بسرعه. 
- الوووو ايوه مين هدهد.. ؟
- ايوه يا بطه أنا هدهد امـ... 
قاطع كلمه صرخة عزيزه وشد الفون من يد فاطمه وردت اسمها بارتجافه:
- شهد بنتي أنتي فين يا قلب امك؟ طمنيني عليكى تعبانة، بردانة جعانه ردى عليا يابت قلبي هيقف ..؟؟!؛!!! 
هدهد بسعادة لسماع صوتها:
- اديني فرصه أرد ياقلب شهد، طمنيني عبده عامل ايه؟ وأنتي حد اذاكى ردى عليا بالله عليكى الأول؟ 
عزيزه بتهنيده ودموع:
- أنا كويسة، وعبده اخد غرزتين وزى القطط بسبع أرواح المهم انتي يا شهد ..؟؟ 
هدهد عيونها اتملت بالدموع:
- يااااه يا زيزه ما بتقوليش شهد إلا وأنتي راضيه عنى، ايوه ياما بالله عليكى خليكى راضيه عنى وادعيلى كتييير أوى محتاجه لها اوى. 
- قلبي وربي راضي عنك ليوم الدين، انتي فكرك طول مانا بناكف فيكي ليل نهار ولا بزعق ولا برفع الشبشب عليكى مش ببقي راضيه عنك، ده دعواتي بتبقي سبقى خطوتك فى كل مره ولا بهدى ولا برتاح غير لما ترجعي لحضني يابنت عمرى وشبابي، الدنيا من غيرك ولا تسوى انتي فهمه...!! 
هدهد مبتسمه:
- بقي كده يازيزه، كل ده شيلا فى قلبك وسكته ومتقولهوش غير وأنا مش جنبك، طب بذمتك احضن مين أنا دلوقتي عمود النور ..هههه. 
عزيزه مبتسمه بتمسح دمعها:
-انتي فين وهتعملى ايه..؟ 
- متخفيش عليا يازيزه بنتك بـ١٠٠ راجل. 
سمعت صوت عبده وهو بيتخانق عزيزه عشان يكلمها. 
عبده صوت وهن:
- هاتى بقى، الووو هدهد انتي فين يابنتى وعامله ايه..؟؟ 
- سلامتك ياعوبد، قطع ايده وحياتك عندي لجبلك حقك، واخليه يقول أنا مره، بس صبرك عليا أطلع من اللى انا فيه والحساب يجمع.
- أنا مش عايز حق ولا باطل، أنا عايزك انتي وبس. 
تتنهد هدهد بوجع، وبحب ترد:
- هرجعلك ياعبده، مش هتخلص منى بسرعه هرجعلك. 
قاطعت اللحظات المليئة عطف وشجن، فاطمه واخده الفون عشان تكلمها: 
- استنوا بقى قبل ما الخط يقطع، بت أنتي فين دلوقتي ولقيتي موكنه (مكان) تدارى فيها ولا لسه سواح..؟ 
- لسه سواح، بس ربك يسهل ممكن اروح عند بت معرفه كده ابيت عندها، مع إنها شمال، واكيد تلاقيها بتعط فى حته بس هتصرف ما تقلقيش. 
- طب اوعى تنسي وابقي طنيني تاني. 
- مش هوصيكى يابطه على عزيزه وعبده، سلام يا أجدع بت فى مصر. 
- فى عيوني ياهدهد، سلام يا أرجل بت فى الدنيا. 
- افتلى ليه يابطه لسه مشبعتش منها؟
- سبيها يا خالتي وتكلمنا تاني، ادعلها بس ربنا يسترها معاها.
عزيزه و عبده و بطه رفعوا ايدهم للسماء ودعلها من قلبهم. 
___________________________
عند هدهد لسه واقفه فى الكُشك وتفتكر رقم البت (سنيه...الشهيرة بـ سوسو عرب) وعشان هو رقم مميز وارقامه متشابهة طلبته على طول. 
فى غرفه فندق  اضاءتها خافته، واغنيه شعبيه بصوت عالي، وبنت لابسه من غير هدوم متحزمه وبترقيص على اغنيه (سوق البنات)  وقاعد قصدها راجل طويل عريض سمين من هيئته شكله من بلد عربي، ويتمايل معها وفى ايده كاس خمر وهى اخر دلع، ومع كل مقطع من الأغنية بتخلع قطعه من هدمها لحد ما الأغنية خلصت وهدمها كمان، 
الراجل اخدها وقعوا سوا على السرير وهى بتضحك بخلاعة، وهو مش مديها فرصه بيبسها فى انحاء جسمها.
سمعت رنين الفون بتعها وتحاول تجيبه مش طيلاه،اخيرا مسكته وردت سوسو عرب:
- ههههههيي، اوعى كده استنى شويه الموبيل بيرن، لاء لاء لاء بغييير، هههههههههييي ااااه اصطبر يا طويل العمر حبه لتكون مصلحه كده ولا كده ما تقطعش رزقي. 
- مصلحه ايش هيدي، وأنتئ معي والله ما تركك ثلاث ليالي بنهارهم حتى تقولي ارحمنى يا طويل العمر احبيچ وايت، وراح اعطيجى بالدولار كمان. 
- هههههههييي احبيچ وايت وبرشى وبزاف وبكل اللغات، بس بحبح ايدك شويه، استنى ازحلقوا وافضالك. 
_هدهد لسه بترن واول ما ردت عليها. 
- الوووو، اااه استنى يا راجل براحه، أنا سوسو عرب، تخصص الخليج العربي بواخر فنادق شقق سهرات خاصه،  مين معايا؟! 
هدهد مبحلقه فى السماعة:
-سنيه معايا؟ 
- أنا هي ...!! أنتي تعرفي الإسم ده منين يا اوخه..؟ استنى يخربيتك طور ! 
- يخربيتك من سنيه لي سوسو عرب، وكمان عندك سجل عمل الله يحرقك أنا هدهد ياسوسو. 
- هدهد أنتي فين يابت؟ اااه .. اااه ما بحبش كده هم بيأكلوك ايه..؟ 
- بت انتي بعملي ايه ..؟؟ 
- أنا اثناء ساعات العمل الرسمية ههههههيي. 
- يحرقك يا شيخه، المهم كنت عايزه ابيت عندك يومين كده. 
سوسو عرب: 
- ماكنش يتعز ياهدهد، أنا ناو فى شغل لي تلات أيام متواصله اعتبريها اعاره ههيهيهيهييي كلميني بعدهم، وسلام بقي احسن انقطع نفسي من الكلام والشغل، لا لا لا مش كده يا راجل أنت غشيم ولا ايه؟ 
هدهد قفلت الفون وهى محبطه، كان عندها أمل فى سنيه، لكن هتاخد ايه من واحده شمال زيها، بتفكر فى أي حد تاني لكن للأسف ملهاش صحاب غير بطه، ولا معارف ولا أي حد فاقت على صوت صاحب الكُشك بيطالبها بحق المكالمات، طلعت الفلوس وادتهاله وهى تايهه وبتفكر ومشيت كام خطوه لقيته ينادى عليها تاني وهى مش سامعه جري وراها ووقفها . 
- فى ايه لسه عايز فلوس. 
صاحب الكُشك: لاء خدى ده كان فوسط الفلوس. 
هدهد بتبوص فى ايدها لقت كارت آسر؛ اللي ادهلها ساعه مقابلتهم ماشيه مسهمه مش عارفه هتروح فين واخرة طريقها أيه؟ الوقت عدى بقينا نص الليل وهى لسه قاعده على الرصيف فى الشارع، والكارت فى ايدها، وبتسال نفسها معقوله ممكن يكون اللى حصلها ده عشان توافق على عرض آسر !! معقول دي حكمه ربنا اللي الست قالت لي عليها؟ أنا مش عارفه أفكر، ولا أتصرف دبرني يا صاحب التدابير يارب. 
___________________________
فى ڤيلا آمر.... 
قاعد ماسك فنجان قهوة شكله سرحان بقاله فترة، دخل آسر سلم عليه مردش بص له تأنى وهز كتفه. 
- ايه رحت لحد فين؟ قهوتك تلجت. 
- أنت جيت...؟ ! 
- لاء لسه، مالك كده مش على بعضك؟
- ما فيش، العربية والبودى جارد جاهزين ..؟؟ 
- كله تمام وفى انتظارك،خلى بالك دي اخر حفله الشهر ده، أنا اعتذرت عن الباقي. 
- ليه عملت كده..؟؟!!! 
- انت عارف ليه ما فيش داعي نفتح الموضوع تانى حاليا، يالا الكل مستني. 
خرج آمر فى شيء من الصمت، هو فعلا عارف ما فيش داعي للسؤال، وصلوا الحفلة فى جوى مليء بالضجة والزحام لي كتييير من المعجبين والفان ومحبي أغاني (آمر سلامه). 
اخد الميك وطلع لجمهوره بكل ثقه وسبات  وبدأ يغنى وفرقه من البنات والشباب بترقص وراه. 
آسر واقف فى الكواليس، ومعاه بنت جميله وعيونها  ملونه (آسر يعشق العيون الملونة، واكترهم الخضرة) من بنات الفرقة مسكها فى اخر لحظه قبل ما تطلع معاهم اخدها على جنب يوشوشها، بيغازل فيها بيقرب من شفايقها واخدها فى بوسه طويله، فونه بيرن وهو مش سامع من صوت الحفلة حاسس رنة ورى رنة والفون يتهز فى جيبه، فصل البوسة من كتر الهزه، طلع الفون بزهق لقى رقم بدون اسم، البنت لسه مغمضة عيونها من اثر سحر شفايفه، رفع حاجب ابتسم بجانب فمه قرب عليها يكمل، الفون رن تاني، فصله ولسه بيلمس شفايف البنت الفون رن تاني. 
- ميين الغتت ده، الووو ميين؟ مش سامع عالي صوتك. 
......../ استاذ آسر .... انا يا استاذ....!! 
- استنى مش سامع. 
( طلع بره يتكلم) ايوه أنا آسر انتي مين...؟ 
- أنا هدهد يا آسر باشا.
آسر بصدمه:
- هدهد ... انتي هدهد..!!!! 

رواية راهنت عليك الفصل الثامن 8 بقلم عبير فاروق


آسر واقف فى الكواليس ومعاه بنت جميله وعيونها  ملونه (آسر بيعشق العيون الملونه واكترهم الخضره) من بنات الفرقه مسكها فى اخر لحظه قبل ما تطلع معاهم، اخدها على جنب بيوشوشها بيغازل فيها بيقرب من شفايفها واخدها فى بوسه طويله، الفون بتاعه بيرن وهو مش سامع من صوت الحفله حاسس رنه ورل رنه والفون يتهز فى جيبه، فصل البوسه من كتر الهزه طلع الفون بزهق لقى رقم بدون اسم، البنت لسه مغمضه عيونها من اثر سحر شفايفه، رفع حاجب ابتسم بجانب فمه قرب عليها يكمل، الفون رن تاني فصله ولسه بيلمس شفايف البنت الفون رن تاني:
- ميين الغتت ده؟ الووو ميين مش سامع عالى صوتك..؟ 
......../ آسر بيه .... أنا يا بيه....!!
- استنى مش سامع ( طلع بره يتكلم) أيوه أنا آسر انت مين..؟
- أنا هدهد يا آسر باشا. 
آسر بصدمه:
- هدهد ...!! انتى هدهد.. !! أنتي فين يتصل بيكي من الصبح مش عارف اوصلك ...؟ 
هدهد بأحباط:
-في الدنيا يا بيه. 
آسر قلبه دق بخوف:
- مالك يا هدهد؟ انتي كويسه فيكي حاجه..؟ 
هدهد استغربت أنه حس بيها من صوتها، ابتسمت وعرفت أن قرارها إلى حد ما صح:
- أنت لسه عرضك عليا مستمر ولا صرفت نظر عنه...؟ 
آسر بفرحه:
- بجد يا هدهد، اكيد طبعاً ده أنا اتمني. 
هدهد بتردد:
-وأنا موافقه ... و .. ولو تحب من دلوقتي أنا جاهزه. 
- بصي أنا حاسس ان فى حاجه مش مظبوطه، بس انتى فين وأنا اجيلك..؟؟ 
هدهد بصت حواليها وابتسمت بستهزاء:
- لا مش ينفع تيجى، أنت لو عربيتك دخلت المنطقه اللى أنا فيها مش هتطلع غير بالمفتاح وعليك العوض، حضرتك قولى اجيلك فين وأنا هتصرف.
- طب تعالى على الشارع×××× وأنا هحصلك على هناك.
قفل معاها وهو مش مصدق نفسه، بس فى نفس الوقت محتار من امرها اخر كلامه معاها واللى حسه منها إنها استحاله توافق، وايه سبب تغير رأيها؟ ركب عربيته ونفض اى توتر وقلق المهم إنها وافقت خلاص وفكر إزاى يعمل حاجه متخلهاش تغير رأيها 
هدهد عرفت المكان وقفلت معاه، وطلعت على اقرب شارع بعد وقت لقت تاكسي قديم داخل عليها شورت له، وقالت على العنوان وطلع السواق كان راجل فى سن ال٤٥ من عمره بص لها فى المرايه وعرف انها بنت وكلمها:
-ولامواخذه يعنى ياست الناس ..ايه اللى موقفك كده فى شارع مقطوع زى ده؟ ده لولا أنا ساكن النواحى دى ماكنتى لقيتى توصيله.
- نصيب بقى كنت زياره لناس معرفه، تشكر يا ابو زومل على التوصيله.
- زومل انتى بتتريقي على المسا.
هدهد بهم: هتريق على ايه الهم طيلنى وطيلك.. 
السواق استغرب من كلامها ومفهمش منها حاجه، وشغل اغنيه يتمزج منها. وقال يسبها فى همها هو مش ناقص هم حد كفايه همه مكفيه، ما يعرفش ان كل الناس همهم واحد بس بطريقه والوان مختلف، وزى ما يكون هدهد كانت ناقصها الاغنيه دى عشان تدمر اخر ذرة فى قوتها مع اول كوبليه .. 
🎤🎶∆على كل لون شوفتك يادنيا ماتداريش     
               ومتعمليش فيها البريئة ماتكدبيش .
هدهد فجاْه من غير مقدمات دورت وشها للشباك ودمعه مقهوره نزلت، وشارع قدام عيونها كأنه شريط سينما بيمر كل لحظه أسى والأم عليها اصلها انكتب عليها وجع القلب..
🎤🎶∆لية واقفة ضدى فى كل حاجة عملتها، 
           ومعاندة فية خلتينى كارة اعيش .
شافت طفولتها اد ايه كانت بريئة، بنت جميله بتلعب فى حارتها و واحده واحده لقت نفسها كبرت مره واحده. 
🎤🎶∆لية مركزة فى ازاى يادنيا تعذبينى، 
      حتحلى عنى وامتى فى حالى تسيبينى 
        وتخدى منى كل حاجة بحبها .
وايد واحده بتطبطب عليها؛ عبده الطيبه والحنيه وكبرت والدنيا ضاقت بيها واخده برأتها وعلمت عليها. 
🎤🎶∆تعبت منك اغلطى بقى وارحمينى، 
         اشمعنى انا مصتقصدانى وجاية لية دايما عليا.
صور كتير بتمر قصدها من اول اصحاب الشغل المحلات، وهى كانت بياعه صغيرة والكل عايز ينهش لحمها. 
🎤🎶∆اشمعنى انا دانتى بقيتى بتفرحى بدموع عنيا،                                         حطانى فى دماغك زيادة عن اللزوم كرهانى .
وسواقين الموقف وخنقاتهم، لحد دياب وعيونه اللي بتنهش كل حته منها.
🎤🎶∆لية معرفش انا للدرجة دية، 
   دورت فيك على الامان ومحستوش . 
حتى حلمها  البريئ بـ آمر اللى فكرت الدنيا اخيراً حنت عليها وهتضحك لها صحيت منه على كابوس مفزع.
🎤🎶∆الكل بيدارى فى حقيقتة ورا الوشوش،
          مابقتش عارف مين معايا ومين عليا .
عيونها مزغلله فيها وشوش ناس كتير منها الشهم ومنها الخسيس بيچا و بطه، دياب، صلاح، عزيزه، عبده، سيد، حُن، آسر، وآمر. 
🎤🎶∆ احنا فى زمان الكل فية مابيرحموش،
           عينى خلصت من لدموع مابقتش ببكى .
الكل قدامها وكل واحد بكلمه شكل وضحكه طيبة، وعيون شيطان مليانه حقد وغل وشهوة، وقلب طاهر بيبكى من غلب الدنيا.
🎤🎶∆اكمنى ماتعودتش انى لحد اشكى،
          لو حد قلى عامل اية بضحك فى سرى
        ماهو لو يفدنى بحاجة كنت هقول واحكى .😭😭
الاغنيه خلصت هدهد فى عالم تانى خالص، التاكسي وقف فى العنوان عمال يكلمها وهى مش سامعة، و"آسر" واقف فى نفس المكان لمحها قرب عليها وفتح لها الباب وهى لسه سرحانه صوته وهزة من ايده رجعتها للواقع، اول ما عيونهم اتوصلوا مع بعض عرف ان جواها حزن كبير مش هى دى الل قابلها اول مره واتكلم معاها، نزلت وجت تحاسب آسر سبقها تحت نظرات السواق المستغرب من حالها وخدها على عربيته من غير كلام، واول ما ركبوا سوا مترددش انه يوسيها فى حزنها.
- أنا مش هسألك مالك، او ايه اللى غير رأيك؟ حاسس ان فى سبب أقوى منك، بس أوعدك أنك مش هتندمي على قرارك، هقولك اعتبرينى حد قريب منك وعندى استعداد أسمعك فى اى وقت، واساعدك لو كلف الأمر رقبتى، وهحترم خصوصيتك هاااا قولتى ايه..؟؟
هدهد بتنهيده:
-متشكرة يا آسر بيه، متشغلش بالك، أنا كويسه. 
- ماشي يا هدهد هسيبك على راحتك، ها تحبي تتعشي ايه..؟
- لأ عشا إيه؟ أنا تمام مش هقدر، ياريت بس نبدأ الشغل وتفهمنى هعمل ايه..؟
- أكيد هفهمك.... (كمل فى سره وبيفكر) والله ما عارف اجبهاله إزاى ده ولا أروح بيكى على فين؟ اااه مفيش غيرها ينفع اعتمد عليها فى الوقت ده؟ 
اتحرك بالعربيه واتصل بملك(السكرتيرة اكيد فكرنها ياريت نرجع للبارت ال ٤  تفصيل شكلها وشخصيتها)
................................................
حي راقي جدا وفي شقه رفيعه المستوى، ملك نايمه على بطنها فسريرها ورفع رجليها لفوق بتتحرك بطفوله بس المره دي شكلها مختلف، مش هي ملك اللي قابلنها في مكتب آسر؛ اللي قدامنا بنوته جميله رقيقه عيونها ملونه مش عارفين لونها ايه عباره عن اطوق كل طوق لونه اخضر النيلي والرمادي، ولا رموشها حكايه ثانيه ولا شفايفها يكتب فيها اشعار، ملامحها بمعنى أصح زي السندريلا (وحكايه شكلها دى هنعرف سرها بعدين)
معاها قصه رومانسيه  بتقرأ فيها و هيمانه مع ابطالها، وبتحلم بآسر فتي أحلامها اصل أنا نسيت اقول لكم آسر هو حلم ملك اشتغلت مخصوص عنده علشان يبقى قصاد عينيها، 
سرحانه لقت آسر بيقرب منها وفى ايده بوكية ورد ابيض جميييل وهى طيره فوق السحاب قرب اكتر واكتر مد لها الورد ابتسمت وهو ضحكلها لمس خدها وهمس كالسحر مش مصدقة إنها قريبه منه، وانه شايفها على حقيقتها وبسعادة كبيرة فتحت عيونها.
ولسه هتمد ايدها جت بنت تانيه خطفت الورد منها و وقعتها على الأرض واخده آسر معها وهى بتمد ايدها وبتنادى عليه وهو ولا سائل فيها. 
فاقت على رن الفون افأفت بغضب من حلمها، ومسكته اول ما شافت اسم المتصل(حبي) مش مصدقه عيونها فتحت وقفلت عنيها كتير وهو بيرن بتكلم نفسها :
- ايه ده أنا لسه بحلم عاااااااا هو، لاااااا مش هو أنا بحلم لأ لأ دى تهيؤات، الفون فصل، الحمد لله راح، رن تاني وهى ارتعشت ومش عارفه تعمل ايه؟ دى اول مره يكلمها خارج مواعيد العمل آخيرا حسمت أمرها وردت
-رال... الو.. الووو مستر آسر.
- كل ده رن حد ينام دلوقتي 
- أنا مش نيـ....
آسر قطعها :
-خلاص.. ابعتيلي موقعك أو عنوانك عالمييل عندى بسرعه. 
ملك برقت عيونها:
- عنـ.. عنوانى لا لا لا أنت قصدك ايه مستر آسر؟ أنا مش كده خالص.
آسر بحده وعصبيه:
- كده ايه ومش كده ايه اخلصي وابعتى يلااا..؟ 
ملك اترعبت من صوته :
- حاضر حاضر أهو، و قفلت وبعتت العنوان.
فضلت تلف حولين نفسها، وتفرك فى ايدها مش عارفه تعمل إيه صرخت مره واحده. 
- عاااا جى يالهوى، ده جي اعمل ايه اقبله ازاى؟ اااه شعر  البروكه، السنان يالهوى مفيش وقت !! 
جريت على اوضتها بسرعه وقفت قدام مرايتها بتكلم نفسها. 
الاول ايه اللنسيز فتحت العدسات وركبتها، لمت شعرها، ولبست البروكه واخر حاجه طقم السنان فتحت الدولاب وطلعت تيير مشجر، ولبسته بصت لنفسها، قالت كله تمام بس مش اخده بالها من سربعتها ان فى عين وقعت منها العدسه ولا خده بالها. وفى ثوانى رن جرس الباب جريت تفتح وهى متوتره ومتنحه له ومش شايفه هدهد. 
- انتى على طول كده متأخره فى كل حاجه الشغل الفون، حتى فى بيتك مش ممكن، ايه هنفضل واقفين كده كتير..؟؟ 
- بتوتر اه.. اه اتفضل.
وسع خطوه وشاور لهدهد تدخل قبله، ملك وشها جاب الوان. 
- ايه ده ومين ده ويتفضل فين؟ 
أنا مسمحلكش، دمعها نزلت هو عشان استقبلت حضرتك واداتك عنوانى تجبلى رجاله البيت.
هدهد اتنهده بحرقه، هى وردت مفتحه بس المظاهر خداعه.
آسر بستغراب رفع حاجبه وبعصبيه:
- رجاله ميين ؟؟ انتي .. انتى .. أنا قولتلك قبل كده لا تشغلى مخك، ولا تتكلمى فى اللى متعرفهوش، خبطها على راسها وكمل، عشان ده بيطلع غباااء، وريحي نفسك اللى وقفه قدامك دى بنت زيك تمام، وأنا مكنش قدامى غيرك استأمنه عليها لحد الصبح بس الظاهر كنت غلطان فى اختياري.
ملك أول ما سمعت إنها بنت فرحت زى الهبله والدموع أكن ما كانت بصت لهدهد من تاني بنظره جديدة :
- بجد ! أنتى بنت طب احلفي كده قولى والله لالا أنا هعرف بنفسي. 
دخلت على هدهد تفحصها قربت عليها، وهدهد قلقت منها مش عارفه هتتاكد ازاى بعدت عنها ورفعه ايدها بمعنى لا. 
آسر عارف ان ملك طيبه زيادة عن اللزوم بس، هو متعود انه يعملها بالطريقه دى جاف وحاد فى طبعه معها، مش زى اى بنت بيكلمها او بيتعامل معها ميعرفش ليه ممكن عشان شكلها القبيح زى ما هو فاكر، او مش شايفها بنت بمعنى أصح، قلب وشه عليها وبيفكر ياخد هدهد ويمشي بس هيوديها فين؟ 
- يلا ياهدهد وسورى على ازعاجك يا ملك.
ملك اتخضت، وقلبها دق آسر زعل منها وبسرعه مسكت ايده بتلقائيه قبل ما يتحرك، وهدهد وخده وضع المشاهد، آسر استغرب رد فعلها وبص لعنيها شاف فيهم أحاسيس كتير غريبه عليه، اول مره يلمحهم واستغرب ان كل عين منها بلون واحده سوده، والتانية ملونه سحرته العين الملونه، اول مره يشوف لون عيون بالجمال والشكل ده، بس شكلها مش متركب على لونها، رجع للواقع على صوتها وهى بتعتذر.
- سورى، والله سورى أنت عارف أنى مش بعرف اتكلم، وافكر فى نفس الوقت، وانى مدب، سورى والله بس ما تزعلش منى، و ماتمشيش ارجوك متسر آسر، بُص عاقبنى  باي حاجه بس ما تزعلش بُص ارفدنى، لألأ ما ترفدنيش، انقلني لألأ برضو مش هقدر، ااه ااه اخصم لى من مرتبي أقولك مش عايزة مرتب خالص خده كله بس بليييييز ما تزعلش منى. 
آسر ايده على بقها كتم صوتها :
- باااااااس اسكتى ما أنتي دماغك هتنفجر منك انتى ما بتصدقي ..(كمل بقرف) خلاص مش زعلان اوعى بقى دخلينا وهاتى كوبيه مايه للغلبانه دى نشفتى ريقها. 
ملك جريت بفرحه:
- حاضر ..حاضر 
آسر دخل وتلفت حواليه كتير؛ يتفرج على شقتها واستغرب على ذوق الكلاسک، و روقي المكان وشخصيه زى ملك ملخبطه فى نفسها ان بيتها فيه لمسه جمال بالشكل ده، هدهد مذهوله اول مره تدخل بيت كده، حسته مشهد فى فيلم عربي قديم، تحف وانتكات وتبلوهات حاجه كده فخمة على رأى هدهد. 
- هدهد وجودك هنا مؤقت لحد ما ارتب لك المكان واظبط اللى هنعمله.
هدهد هزت راسها لأن ما باليد حيله وهو ده ملجأها الوحيد.
آسر بأحراج:
- احم...احم.. انتى قولتي وصلتى للتعليم لحد فين او يعنى  بتعرفي تقرأي و تكتبي.. ؟؟
هدهد قاعدة جنبه بحماس:
-أنا معايا ثانويه عامه وبمجموع كبير، كمان كان نفسي اكمل وادخل الجامعه بس مليش نصيب. 
آسر لف بتجهها منبهر بسعاده:
-بجد دى شيئ عظيم جداً كده عدينا اول خطوة فى مشورنا.
ملك رجعت بسرعه معها صنيه مايه وعصير، وعندها فضول فظيع تعرف كانوا بيتكلموا فى ايه؟ او قصة البنت دى ايه..؟ 
اسر شاف فضولها وضح لها ان في الشغل مع هدهد، وان وجودها عندها مؤقت لمده يوم، او اثنين مش أكثر، وقف وعد هدهد انه هيجي بكره عشان يقول لها كل التفاصيل  ويبقوا في شغلهم مع بعض خرج عند الباب، وملك وراه هيمانه سرحانه في طوله وعرضه من ظهره، فتح الباب وقف لف لها عشان يكمل كلام معاها طلب منها تعملها كويس وشكرها على استقبالها، وفي الاخر سالتها سؤال عمرها ما تتوقعه:
- هما اهلك فين يا ملك ..؟ ولا كده عادى سيبينك لوحدك....؟ _
كمل بستهزاء بص لها من فوق لى تحت وضحك، صحيح هيخافو عليكى من ايه مفيش حد ممكن يبصلك او انتى مطمع يعنى ....؟
 ملك الدموع لامعه في عينيها، ومعالم الحزن كست ملامحها هو واقف لسه بيضحك وهي بصاله جواها الف كلمه وكلمه للدرجه دي وشها بشع؟! للدرجه دي مشاعرها عنده ملهاش اي قيمه كثير قوي مش حاسس بيها ومن غير مقدمات دموع خنتها ونزل على خدودها وجوبته:
- لا مش عادي في سبب أقوى مني ومنهم؛ وبابا وماما ماتوا وسابوني لوحدي، مش عشان بشعه، أو ممكن حد يبص لي لا؛ لأن ربنا اختارهم واتمنى اقابلهم قريب يختارني أنا كمان.
جوابها لجم لسانه خلاه فقد النطق، والمنطق إزاي هو بتفاهه دي، ازاي استهزاء بها وبحزنها وفقدانها لاهلها، ازاي وهو شارب من نفس الكاس هو كمان محروم من امه، هو كمان ماتت امه و فقد الحنان بس لقى اللي يعوضه ابوه دائما معاه في ظهره، وهو اللي رباه لكن هي مين معها عايشه وحيده بين جدران بيتها من غير اهل، من غير حد يطبطب عليها، كان عايز يضرب نفسه 100 قلم على وشه  بس للاسف في أوقات الندم ما يمسحش الألم.
آسر قرب منها بقي قدامها بالضبط ما بيفصلش عنهم غير سنتيمتر بسيطه، ومد ايدوا يمسح دموعها اللي سالت  على خدها، وحب كده يعتذر ليها ويحاول يخفف كلامه إللي قالوا و بص في عيونها واتأثر بيها وبندم قال:
- أنا آسف مش عارف أقولك إيه بس بجد ماكنش قصدي اضايقك. 
قرب منها اكتر انتبه تاني للون عيونها واختلافهم تاه فيها بس بعد كده ضحك جامد، وهي استغربت منه هو بيضحك ليه (حدثت نفسها) يالهوووي هو بيبرق كده ليه اتجنن ولا ايه...؟ 
- ااه يالئيمة مركبه لانسز. 
ملك بارتباك ترفع ايدها على عيونها؛ 
-لانسز ايه لا لا لأ أنا.... انا..
آسر مستغرب:
- بس بس ايه كل  ده فكرة حلوة أنك تغيري من شكلك ده بس نصيحة بلاش.
ملك تمنحه :
-ليه بقى ان شاء الله؟ 
آسر بتقزز:
- يعني لانسز ملون مع شعر، وشفايف وسنات بالشكل ده، اكيد هتبقي حاجه ما تتوصفش.
(ضحك جامد وهي على وضعها بس ارتاحت أنه مكشفش أمرها) Sorry والله يلا ادخلي ولو أمكن أديها حاجه من هدومك لحد الصبح وخلي بالك منها و...من نفسك  Good Night 
قفلت الباب وهي سرحانه ويتكلم نفسها :
-هو قال خلي بالك من نفسك ده جد مش حلم يالهوي  بجد. 
فاقت من سرحنها وحمسها على صوت هدهد يتخبط كف في التاني:
- لا حول الله انتي بتكلمي نفسك؟ 
قربت منها ايدها في وسطها، و مغمضه عين وفتحه الثانيه زي كلومبو مشيت كام خطوه لقدام وهدهد ترجع زيهم للخلف :
- قولي لي بقى حكايتك ايه..؟ 
هدهد ابتسمت وسحبت ايدها أخدتها تحت زرعها :
-عندك نسكافيه أبو رغوة؟ 
ملك بتعجب:
- أبو رغوة ااااه قصدك كابيتشينو، عندي كل المشروبات اللي تختُر على بالك والماتختُرش.
___________________________
غرفه كبيرة وفيها ناس كتيير، صوت صريخ عالي ورجاله، و ستات الخوف متملك منهم .
بيجا متعلق من رجله في نص المكان بيضرب بصوت:
-  اااااه حرام عليكم يا كفره رجلي انكسرت .
دياب: أنا قولت هي اصطباحة فل، أنا هكسر عضمك حته حته لو مانطقش حد فيكم .
رمي الكرباج من ايده رن في المكان وزعق بأعلى صوت. 
- اتنطر منك ليها اقفوا صفين (فرد بوطن صفرة عالارض) الكل يطلع كل اللي في جيبه على الفوطه بسرعه يا غجر ..
شغب و مقاومة سلطات، اوعوا تكونوا فكرين البلد سايبه لأ البلد 
فيها حكومة.
رد واحد من شباب الحي _ البلد دي فيها قانون واللي بتعم....
مكملش الكلمه دياب شاور للعساكر نزلوا فيه ضرب، وأي حد بيحوش بيضرب معاه، وبيجا بيحاول يفك نفسه مش عارف بيتلوي وهو متعلق وكل الناس في هوجه العساكر كتير، والناس أكثر وكله بيضرب في بعض، ودياب عايز يسيطر على الموقف أشهر السلاح وهدد كل الموجودين، ومره واحده خرجت طلقه وسط الزحمة والصوت العالي وصريح الستات وقع بيجا على الأرض منظره و شكله يوجع القلب💔...

رواية راهنت عليك الفصل التاسع 9 بقلم عبير فاروق


دياب عايز يسيطر على الموقف؛ أشهر السلاح وهدد كل الموجودين، ومره واحده خرجت طلقه وسط الزحمة والصوت العالي وصريح الستات، وقع بيجا على الأرض منظره و شكله يوجع القلب💔...
كل الناس بعد وقوعه حالة صمت، ترمي الجنية يرن وتسمع صوته الكل كاتم أنفاسه في ترقب، بيجا مرمي على الأرض ولا حركة بس الغريب أن مافيش نقطة دم واحدة . 
واحد من العساكر جري على بيجا يشوفه، لف شمال ويمين، رفع راسه لدياب وقال لسه حي فيه النفس الطلقه ما جتش فيه، الناس حواليه يادوب اخذت نفسها وصوتهم يطلع في  همهمات بالحمد لله، بيجا 
فتح نص عين يشوف حواليه اللي بيحصل دياب هجم عليه لسه هيضرب بيجا صرخ وقام جرى منه يستخبه في الناس، في نفس الوقت جاله عسكري يبلغه أن المأمور عايزه ضروري، ساب بيجا متوعد لكل المحجوزين بالعقاب لو ما حد قر واعترف؛ مين ساعد هدهد ومين يعرف مكانها..؟ 
____________________
مكتب المأمور...
دخل ضرب السلام العسكري مؤدي التمام.. 
- ايه اللي انت عملته ده؟ قابض على شارع كامل اهو اتفضل (شاور على الشباك) باقي الناس والشوارع اللي حوليهم عاملة تجمهر قدام القسم عجبك كده ..؟ 
- يا باشا ما تقلقش، أنا مسيطر على الوضع وكل اللي بيعملوه ده ولا يهز شعره مننا. 
- مسيطر ايه، وزفت ايه؟ انت مفكر الموضوع هيمر كده سهل، اي واحد من اللي واقفين تحت دول فيديو واحد من اللي بيصوره قدام القسم، واللي صوره لك هناك افتح يا بيه، افتح كده شوف الفيسبوك، والفيديوهات اللي نازله، وشكلك وأنت بتجرجر الناس على البوكس في الشارع، هتقلب الدنيا علينا وهتبقى قضية رأي عام. 
دياب بيجز على أسنانه:
- يا باش..
- اتفضل حالا أفرج على الناس اللي قبضت عليهم كلهم، طول عمري تاريخي مشرف كله إنجازات على آخر خدمتي اتحاسب على عمايلك أنت؟ 
دياب بغضب:
- يا فندم مش هينفع اسبهم، في منهم مشتبه فيه وساعد البت المتهمه وهربها مني، وأنا بقى مش هسبها ولا هرحمهم.
المأمور بشدة، وخبط على مكتبه، وزعق فيه :
- ده أمر يا أمين دياب، ولازم يتنفذ و إلا أنت عارف إيه مصيرك؟ 
دياب بكل الغيظ خبط رجله في الأرض وادي التحيه، تمام يافندم
قبل ما يخرج نادي عليه المأمور وعنفه:
- يكون في علمك أنا سحبت القضية دي منك، لو عرفت أنك بتنكش ولا أدخلت هنسى أي معزة شخصية، اتفضل وفك التجمهر بسلم بدون اشتباك الداخلية مش ناقصه. 
- تمام يا فندم.
خرج دياب متنرفز ومتعصب من كلام المأمور، وازاي يسيب القضيه وهو كل همه ان هو يلاقي هدهد، ويضغط عليها وكمان مش هيتنازل أنها هزت صورته  قدام الشارع كله. 
"كلام بيرو😎" ( الشارع اللي كان بيفرض عليه الاتاوة بتاعته؛ كان بياخد فلوس من كل المحلات اي حد ضعيف كان بيقوي عليه وكان بياخذ منه فرض الحمايه حمايه الشرطه هي اللي مفروض نصر الضعيف ونشر العدل بين الناس الشرطه بتاخذ الحمايه فرض الحمايه امال طب نقول ايه على  البلطجه هي دي الصوره دياب هي دي الصوره المسوء شكل رجال الأمن بيها و مع ذلك مش هنقول أن الشرطه كلهم دياب بس في قله مش هننكر وجدها وربنا يعينا عليهم...)
نادي على الأمين محسن، وبلغوا انه يخرج كل الناس اللي محجوزه بس بعد ايه ما يكمل عليهم الطرحه التمام؛ لان هو خلاص لو دخل جوه عمل اي حاجه ممكن يتجازى بسببهم، وفعلا ده اللي حصل محسن دخل اخد اتنين عساكر يضرب فيهم شمال ويمين، وفتح الباب الزنزانة و وقف بره زي طرقة طويله لحد باب القسم وكام عسكري ماسكين عصيان وقال لهم اللي هيفضل قدامي يتشهد على روحه وهو بيضرب والناس بتجري على بره، واهليهم في استقبالهم وحالتهم تبكي....
اما بيچا بقى كان خارج، واحد سنده وبيعرج من الضرب ايده الاثنين، ومش عارف يوقف على رجله و متبهدل خالص، قابلة ابوه أخده بالحضن:
- مالك ياض ماتظبط كده واخشن شويه أنت خرع كده ليه؟ 
بيجا بعويل:
-اااااه يابا ابنك اتكسر يابا مابقتش أنفع ببصله يا اااه يا ااااه.
- باس اجمد كده خليك راجل ابن راجل.
- رجلي ااه يارجلي، أنا بقيت أعرج يابا قولي يا عرج.
- بس بس متكبرش الموضوع كل ده عشان قلمين قوم هات ايدك.
- ايدي يالهوي مش حاسس بيها، وربنا أنا بقيت اكتع، يابا بيجا خلاص بقى اكتع، يا بلد قولي يا اكتع يابا. 
- بس أنا ماقدرش أقولك كده عارف ليه؟ 
بيجا بحيره من أبوه، وأنه بيتكلم لكنه شيء عادي وطبيعي.
- ليه يابا..؟ 
- عشان أنا اكتع منك
بيجا فاتح بوقه :
- إيه ! يارب ده أبويا فرحان فيه (بص للسماء) مهو يا تخده واورثة يا تخده بردو واورثة. 
- بتدعي عليا يابن فتحيه، وديني لسيبك كده تتحنكل لحد الكافي شوب  لوحدك. 
__________________________
آسر رجع الفيلا عند آمر لقى لسه قاعد مستني ومتعصب منه.
- حمدلله على السلامة يا بيه، مش كنت تكمل سهرتك للصبح أحسن...؟ 
آسر اخد الموضوع ضحك وفرفشه، قرب عليه وقعد على رجله 
آسر بمياعه:
- بتغيري عليا يا قطة؟ 
آمر نطره على الأرض بقرف:
- سبت الحفلة ورحت فين؟ وازاي ماتسبش خبر مع إي حد بمكانك..؟ 
آسر قام موجوع:
- كتك القرف في قلبتك، نعم كنت مراتي عشان تحاسبني..؟ 
- مش بهزر على فكره.
- وأنا كمان، وأنت عارف انه شيء مهم مش هسيبك.
آمر بعدم اقتناع:
- شيء مهم إي بنت حلوة عندك شيء مهم، وأنت عارف كويس ان ما ينفعش النهاردة بالذات تسبني والصحافة والإعلام ورأيا في كل مكان غير التهديد. 
آمر قطع كلمته لما اتهور وقال اللي مخبيه عن آسر، أعز وأقرب الناس ليه.
آسر اتفاجأ بكلامة واتنرفز أكثر:
- تهديد ...! مين بيهددك وازاي حاجه زي دي نخبيها عليا؟ قولي مين وحصل امتي وازاي..؟! 
آمر بنفي:
- مافيش حاجه حصلت؛ دي غلطه لسان مش أكتر، وبعدين انت اللي كنت فين ..؟ 
آسر بثبات أيده في جيوبه :
-  اااه هي كده، مش هقولك عشان أنا ابن عمك، وأخوك أو صديقك الوحيد، لأ انت ملزم تقولي عشان أنا وكيل أعمال حضرتك ومعاك في كل خطوة. 
سكت شويه وبص ل آمر نظرات بمعنى من امتى بنخبي على بعض. 
آمر بتنهيده:
- بقالي كام شهر بيجلي مكالمات يهدد كل مناقصه، أو مشروع نحط رجلينا فيه، يجيلي مكالمه كنت بطنش قولت أكيد شركات منافسة، واخرهم ايه يعني كلام في الهوا، وآخرهم من أسبوع عايزين الشركة تنسحب من المسابقة ولا همني، وكملت لكن النهاردة مكالمة بمنعي من الحفلة، تهددهم كان صريح بعتلي في البريك  بوكه ورد كبير غرقان دم، ومعاه كارت فيه (تحب تشوف دم مين الأول) 
دورت عليك خفت لما اختفيت. 
آسر مصدوم:
- إزاي كل ده يحصل ومتبلغش ولا تقولي؟ 
- هبلغ ضد منين ..؟ المهم حاليا أنك بخير ماعنديش استعداد أخسر حد غالي عليا.
آسر قرب منه واخدة بعض بالحضن والاثنين داروا دمعه نزلت منهم. 
- من النهاردة عشان قصه الحراسه وانت بقى ولا طلوع، ولا خروج من غير بودي جارد، ومن غيري أنا قبلهم فاهمه ولا لأ و كلامي هيتنفذ غصب عنك.
- ابتسم وطبطب على كتفه، بس قولي اللي كنت معاها حلوه وعيونها ملونه زي كل مره ولا المره دي فلتت منك...؟ 
آسر ضحك جامد:
- لا يا سيدي المره دي غير كل مره، محضر لك حاجه مهمه هتفرحك قوي، بس ما تلحش عليا دلوقتي وتسأل، عشان مش هاقول أي حاجه إلا في وقتها ياحلو.
-خليك ورأى الكداب لما نشوف.
___________________________
طول الليل وهدهد قاعده مع ملك بعد ما ملك ادتها بيجامة من عندها بانت أنوثتها، بس لسه ربطه رأسها بالشال زي ما وتعودت، اتصاحبت عليها وفتحت لها قلبها لقيت ملك دي بنت بريئه جميله طفله بمعنى أصح طفله لابسه توب شابه، ونفس الكلام ملك حبيت هدهد اوى حبت جمالها الداخلي، حبت كفاحها في الحياة اشفقت عليها وعلى حكايتها فتحت قلبها، وحكيت لها على كل حاجه حتى دياب والضغطة عليها والمؤامره اللي اتعملت ليها.
ملك ماحست  بنفسها دموعها نزلت و انهارت من العياط على هدهد، وحكايتها ووسط الهستيريا اللي هي كانت فيها وهدهد مش عارفه توقفها، شدت الباروكه من على شعرها وقعتها، ونزل شعرها زي الحرير سلاسل ذهب هدهد أول ما شفتها تنحت ما بقتش عارفه هي مين بيودي على فين مش انتي اللي قدامي مش انتي اللي بقالي ساعتين ثلاثه عماله ارغي معها !! 
فاقت من غفلتها بتبص على هدهد، لقيتها مبحلقه قدامهم مصدومه ولا بتنطق ولا بتتكلم، بتهزها هدهد سالت:
- انتي مين ؟! 
ملك شافت الباروكه بتاعتها مرميه قدامها، اتفاجئت بس خلاص ما فيش مفر من الكذب تاني؛ لازم تقولي الحقيقه لهدهد عشان شافت بعينيها كل حاجه هي كانت هتقول لها بس متخيلتش من اولها بالسرعه دي مسكت ايد هدهد.
- اهدي أنا افهمك على كل حاجه؛ حكايتي ابتدت من اربع سنين كنت في الجامعه بتفرج على المجلات شفت صوره آسر في مجله منهم،  مع المطرب المشهور (آمر سلامه) آسر خطف قلبي من أول نظره حبيته كنت بحلم به بقى فتى احلامي اللي عايشه أفكر فيه كتير اسهر وياه بخيالي، وأنا لوحدي كان عندي فراغ كبير بابا وماما ماتوا، وعايشه لوحدي ليل نهار وأصحابي يتعدوا على صوابع ايدي، وساعات بتخيل وهو قاعد معايا بيكلمني كنت بشوف اخباره على فيسبوك انستغرام صوره مع البنات، مش هاقول لك كنت بغير كتير قوي عليه كنت ممكن أكسر اوضتي دي عشان شوفته متصور مع واحده حلوه، كل ده وأنا بعيد وهو ولايعرف عني حاجه ولا يشوفني كنت بلف وراه كل الحفلات وادور عليه عشان اشوفه face to face، أول ما تخرجت عرفت ان شركاتهم محتاجه موظفات ولفت نظري إعلان خاص مطلوب سكرتارية لمكتب آسر، فرحت جداً أخيرا ممكن أكون معاه وكل يوم أكلمه يكلمني يحس بيا ويحبني زي ما بحبه أخدت Cv، وبكل حماس رحت أقدم السكرتارية ماقولكيش مصورة بنات وانفجرت عنده وكل بنت احلي من التانيه و واحدة ورأى واحدة تدخل وتطلع مطروده فرحت أن فرصتي بتزيد والبنات بتقل كان في موظفة اتصاحبت عليها ودردشنا شويه عرفت منها أن ال بيختار في الانترفيو مش آسر، طلع باباه (سالم خطاب)بيختارهم بمواصفات خاصه ولا حسب تقديرتهم ولا ثقافتهم ولا بالخبره حتى. 
هدهد بفضول: 
- آمال بيختار بأيه؟ !
-درجة الجمال 0%. 
- وده ليه بقى ان شاء الله !!
ملك بغل:
- سألت نفس سؤالك ده ويارتني ما سألت،قالت انه سالم بيه دخل على ابنه آسر المكتب ظبطه في وضع مخل مع السكرتيرة القديمة بهدلة الدنيا (وقاله المسخرة دي تعملها برة الشركة ) وأنه بيغير واحدة كل شهر او أقل بيختارهم كلهم عيون ملونه وشقره، وأنا زي ما انتي شايفه كده ...(لمست خصلات شعرها شالت اللنسيز وطقم السنان) ..
هدهد منبهره:
- بسم الله ما شاء الله انتي قمر 14، هااا وعملتي إيه؟ !!
- ولا حاجه فقدت الأمل، ورجعت لانى لو كنت دخلت كنت اترفضت على طول. 
هدهد بنقاذ صبر :وبعدين لخصي...
- انتي عارفه( شفاي وانيتا) 
- مين دول قريبك..؟ 
- قريب مين دول في مسلسل هندي، كنت بتفرج عليهم وفي حلقه أنيتا شفاي منعها تدخل قصره راحت أنيتا غيرت شكلها ركبت سنان، و نضارة قعر كباية، وباروكة اسود، جاتني الفكره من هنا بس مع تعديل استخدمت لينسيز مع النضارة عشان إداري لون عيوني، واشتريت كام تيير من وكاله البلح اشكلهم تحفة، ورحت تاني يوم وتقبلت بسرعة من غير حتى مايشوف مؤهلاتي، سالم بيه بقى مبسوط وآسر بيندب حظه انه هيشوف خلقتي كل يوم ومن يومها، وأنا قدامة ملك القبيحة، وهنا بكون ملك اللي وحشتني شكلها، ولبسها ودنيتها، بس كله يهون عشان أفضل جنبه وبس.
- ياااه هو لسه في الدنيا حب بالشكل ده، طب جربي واظهري قدامة بشكلك ده.؟ 
- مش عندي استعداد المجاذفة، إنى اخسرة أو يتسلى بيا، ويرميني زي اللي قبلي، خلي حكايتي ماشية زي ماهي وربنا ريستر، يلا ننام بقى النهار قرب يطلع.
___________________________
الشمس نورت على كل حكايتنا، وفيها اللي ظالم، فيها اللي بات مظلوم، وادي الدنيا ماشيه لحد ما تجيب اخرها، في كُشك فاطمه واقفه بترص البضاعة اللي جبها  إمبارح، دخل عليها ماهر شايل علي ابنه على كتافة والفرحة مش سيعاهم ومخبي أيده ورا ضهره شافتهم هي :
- حمد لله على السلامه ياسي ماهر، اخذت ابنك عصبح كده و رحت فين؟ ولا حس ولا خبر حتى يا راجل، مصحتنيش وقلت لي إنك خارج ومالك كده وشك هيفلق من الفرح في ايه اللي حصل؟ 
ماهر طلع ايده اللي مخبيها، وظهر قدام عينيها مفاتيح العربيه، فاطمه اول ما شافتها اتنطتت وخطفتها من يده واخذه بالحضن ماهر بسعادة:
- مبروك علينا يا بطه، الضمان الاجتماعي وافق على المشروع بتاعي، واول ما بلغونى رحت وخلصت الإجراءات كلها وجبت العربيه اللي كنا بنحلم بيها، وخلاص هنكبر يا بنت وهنوزع شغلنا في كل حته وربنا هيكرمنا اخر كرم (حط ايده على بطنها وكمل ) العربيه جات على قدوم وش السعد.
-الحمد لله يارب، هي فين عايزه اشوفها؟ 
- تعالى أخدك لفه بيها يا ست الستات.
- والكُشك والبضاعة؟ 
ماهر نادى على ولد بيعمل شاي في الحاره وصاه على الكشك خليه ياخد باله منه، واخذ فاطمه بطه وعلى ابنه يلف بالعربيه. 
رجعوا فرحانين بعد كم ساعه لقوا صلاح اخوه قاعد ماسك كوبايه شاي علي باب الكُشك و مستنيهم، فاطمه اول ما شافته العفاريت اتنطتت في وشها وماهر اضايق وفي نفس الوقت مش عارف يعمل ايه؟ يطرد أخوه وما يديلة وش بعد ما خرج من السجن، زي ما فاطمه عايزه، ولا يوجب معاه وبرضو يبقى من بعيد لبعيد.
- حمدلله على السلامة، ما لسه بدري؟ 
- أهلا يا صلاح خير، مستني في حاجه..؟ 
بطة بصوت خفيف وغضب:
- وهو اللي زي ده يجي منه خير؟
- سمعتك يا بنت الأصول، مال مراتك ياماهر أرشة ملحتي ليه؟ 
ماهر ببجز بسنانه؛ 
- فاطمة متدخليش، امسحها فيا يا صلاح.
صلاح بص لفاطمة:
- جاي أشوف ابن أخويا، ولا مش حقي اشوفه؟ 
علي خايف من الموقف لأنه ما يعرفش عمه، أول مره بشوفه استخبي في رجل أبوه، فاطمة شدته لحضنها جامد ماهر بصلها يغيظ :
- تعالى يا علي سلم على عمك. 
بطة برفض :
- سيب الواد مش عايز يسلم الله.
لسه ماهر هيشده منها صلاح مسك أيده وجره بعيد عنهم، وفاطمة قلبها مش مطمن له ومرقباهم .
- أنا شايف البلية لعبت معاك، كُشك وعربية، وأخوك راجع من سويسرا البلد على الچنط. 
ماهر طلع محفظتة في الدري من فاطمة واداله 100 جنيه. 
- خد دول مشي نفسك بيهم لحد ما تلاقي شغل بالحلال.
صلاح بص لـ 100 جنيه استهزاء:
- حلال .. الحلال ده مايأكلش عيش حاف إحنا اللي زينا بيجري في عرقنا الحرام قبل الدم، هم يومين أخفى فيهم عن عين الحكومة، ونرجع نعيد الفات (عينة جات للعربية ) حلوة دي هتنفعنا في شغلنا.
ماهر وشه انقلب:
- صلاح أنا خلاص، توبت ومش هرجع لسكتك تاني، أنا عايز أربي أبني بالحلال، وحد الله بيني وبين الحرام، امشى يا صلاح ومتتكلمش تاني في الحكاية دي. 
__________________________
عدى نص النهار، وهم لسه نايمين، ملك حتى الشغل نسيته فاقو على جرس الباب رن، مش بيقف هدهد قامت وملك راحت تفتح بعفويه مش واخده بالها أن البروكه والانسيز مش راكبين، بصت من عين سحرية لقت آسر، ومعاه ناس كتييير اوى برقت واتخضت لما شافته جريت على هدهد تعمل ايه؟ هى كمان اتسرعت لما لقت ملك بتجري زي المجنونة في الشقه، هدهد دخلتها تظبط نفسها، وهي فتحت الباب استغرب آسر أن ملك مش موجودة، لفت نظره تغير هدهد، البيجامة، وخصله من شعرها فلتت منها فضل باصص لها شويه وهي وشها أحمر، واتكسفت استغربت نفسها كتير ولسه هتتكلم خرج واحد من ورا آسر يبصلها بتفحص شكله عجيب غريب؛ شعره طويل من جنب؛ وقصير من جنب، و وشه ابيض فيه بودر وشفايفه بتلمع روج خفيف، لابس قميص مشجر، وبنطلون برامودة وفردة حلق مش عارفة ان كان راجل ولا ست، لف حواليها يمسك ميشو بإيدين هدهد، ومظاهر الاشمئزاز ظاهرة جدا عليه
(يا خي شو هيدا ليك هلا اضافيير ولك هدون مش اضافير، هدون مخالب حيوانات، ياربي دخيلك أنت مأكد أنه هي دي موزيل؟! 
سوري آسر شوف شوف لهالمنظر ( او ماي غود) ليك  لهاي الإيدي شو هيدا ولك هي بدها شغل الدنيا، حتى تزبط 
بس بحب طمنك أنت سلمني ياها، واترك الباقي علي، و وعد مني مارح خليك تعرفها، يغمز بعيونه لآسر ويمنح هدهد نظرة اشمئزاز عابسة أخرى. 
هدهد ضربته على أيده بصت لآسر ضحك، وشاور لها تصبر لقت الراجل اللي مش عارفة جنسه ايه ده لسه بيتفرج عليها !! 
- في حاجه يا أخينا؟ 
ميشو الكوافير:
- ياالله شو هيدي ...... (أخينا )....... لعمى بقلبك. 
- ده أنت نهار أبوك مش فايت (بصت ل آسر) مين البلوة ده؟ 
ميشو : نهار أبوي متل قلبي صفا ونقا، منو متلك (وجه كلامه ل آسر) ليك آسوري هالبنت راح تهلكني شغل، وما تئلي تلات أيام بس، و شايف هل البنت ماراح تعرف هالخلقه.
هدهد مندهشه بتتفرج عليه، وهي فاتحه بؤها، وهو بيقرب على آسر بدلال وحط أيده على كتفه، 
ميشو وهو يتمايل عليه وبيهمس في أذنه ( آسر حبيب ألبي ليك أنا عملت قسم تدليك رجالي غييييير شكل ) يكمل مع غمزة عين، وابتسامة عريضة ( شو مارح تشرفنا رح دلكك بإيدي هدون، أنا ماحدا تاني لعيونك تقبر ألبي) . 
خرجت ملك مبتسمة ومجهزه نفسها الباروكه، والأسنان، واللنسيز 
Good morning 
أول ما شافها ميشو صرخ بصوت أنوثي واتخض من شكلها:
ميشو و ملك في صوت واحد
- عاااااا

رواية راهنت عليك الفصل العاشر 10 بقلم عبير فاروق


خرجت ملك مبتسمة ومجهزه نفسها الباروكه، والأسنان، واللنسيز 
Good morning  ...
أول ما شافها ميشو صرخ بصوت أنثوي واتخض من شكلها
ميشو و ملك في صوت واحد
- عاااااااااااااااا
- بس يا ميشو أهدى كده في إيه؟ انت شفت بعبع دي بنت، متأفورش كده وانتي اكتمي لازم تطلعي مرة وحدة كدة تخضيه.
ملك اتنرفزت، وشكل هدهد بهتت عليها؛ ردت بعنف وصوت عالي لأول مرة :
- نعم ..نعم !! كنت عايزيني أطلع على حلقات ولا حته حته؟ 
آسر في ذهول تام من أسلوب ملك التي كانت طول الوقت مسالمة وخاضعة لكل اومره، لكن ميشو رد قبله:
- إي ..إي.. إي، والله البعبع بيخاف من التنتين عم تئنعني انه هدول بنتين.. 
هدهد هنا ما قدرتش تتحمل كلامة المايع طلعت (المطوة) من الشراب كالعاده وفتحتها في وش ميشو، وهو مرعوب ورا آسر ال جرى بينهما، وملك بتحاول تمسك هدهد وهي طالع ظربنا ع الآخر ..
-  أوعى بس أنت، لما أشوف البتاع ده جنسه إيه؟ إحنا بعبع يخاف منا طب تعالى بقى.
- ياماااااميي، اسوره والله أنا بحمايتك. 
- بس عيب كده ياهدهد، دي مش جدعنه اضربي واحد قدك .
اقتنعت بكلام آسر وعرفت إن ميشو مش قدها فعلا في اي مشكلة تنزله المطوه.
- اللهم اغزيك يا شيطان.
ملك من وراها قاعدة تاخذ نفسها وتنهج كتير؛ لأنها كانت ماسكه جامد قوي وآسر استرخا بعد ما هديو شويه اتفاجؤا بميشو بيزعق جامد (مع الاشتباك وشد وجذب ضافر منه طار )
- أي أي أي يبعتلك المخفر وقوات الأمن أن شالله ....... اضافري الناعمين انكسرو يكسر ايدييييك قول أمين يا حق..
التلاته بصو لبعض وضحكوا كتييير على منظر ميشو، وهو بيتمم على نفسه ويدعى ويلعن فيهم. 
وفي الآخر آسر قدر يعرفهم على بعض ويصالحهم، وفهم هدهد انه ميشو هو الوحيد اللي يقدر يثق فيه إنه يغير من كل تفاصيل شكلها في سرية تامة؛ عشان كده هو استعان به واتفق مع ميشو ان في خلال أسبوع هدهد لازم تظهر قدام الناس بشكلها الجديد في الحفلة السنوية لشركه آل خطاب. 
____________________
الأيام عادت كل يوم بيمر على كل ابطالنا بالحلو والمر وهتعدى.. 
عزيزه وعبده مازال تعبان بعد ما خرج من المستشفى، قلبه خلاص بقى ضعيف مبقاش يقدر ينزل يشتغل في ورشه، وعزيزه قاعده جانبه تمرضوا وترعاة، بس قلبها مقسوم نصين على بنتها وعلى جوزها شريك عمرها اللي ما شافت منه يوم وحش، ولا كلمه تزعلها ابتسمت لما افتكرت كلامه مع هدهد، وضحكهم ولما يتفقون عليها ويهربوا منها هي مهما كانت أو اشتغلت أو حلمت هي أم خايفه على بنتها من غدر الزمن اللي هي شربت كأسه للنهاية، دمعها نزلت بتدعي ربها يخرج بنتها من شدتها، وترجع لحضنها ولا عايزة فلوس، ولا غني مش عايزة من الدنيا غير بنتها وجوزها وبس، بنتها اللي من يوم ما كبرت ما شافت يوم حلو من حادثه أمها لموت أبوها وسره المدفون معاه والدنيا بتلطش فيها   يارب هون.
______________________
دياب كل يوم بيمر عليه وشر كبير جوه اكثر واكثر، وبيدور على هدهد باستماته اتحول بقى فعلا ديب بشع، هو مش تحول قوي هو كان كده، بس الناس ما كانت تعرف انه بالبشاعه دي كده بقى يظهر على حقيقته قدام اهل الحاره؛ بقى دايما متواجد هناك ربى الخوف والزعر للناس اي احد يحس ان هو يعرف حاجه عن هدهد يمسكه ويديله الطرحه التمام، وفي الاخر يسيبه متكسر والكل شايف و ساكت يشكو لمين ما هي حميها حراميها، كتير قوي بيجا يهرب من الحاره بسببه وفي الراحة والجاية قارف بطة وهدد ماهر أنه يلفق له قضية ويسجنه لو عرف عنها شيء ومبلغه حتى عزيزة وعبده ما سلموش من أذاه ومن يومها ولا في حس ولا خبر عن هدهد، وهو جنانه عاميه مش شايف شغله، مش شايف اي حاجه في الدنيا غير هدهد اللي بعترت كرامته في الحاره وقدام زمايله في القسم والمامور.
_________________________
نروح لي هدهد ومغامراتها مع ميشو .. اعتاد أنه يزورهم كل يوم على الأقل 5 أو 6 ساعات بيعلمها فن الكلام، واللاباقة، والاتكيت، والتعامل مع الناس وكله كوم وتعلمها الميك أب ده كوم تاني. 
- يااااالله ارحم حالي شو سوي في هااااالبنت، طق عقلي منها والله شوفيلك صرفه معها ملك. 
- استنه بس يا ميشو هدهد شاطرة وهتنفذ كل كلامك. 
هدهد اتعصبت منهم:
-أيوه شطوره وهشرب اللبن، واغسل رجلي، واغسل اسناني قبل ما أنام كمان، ايه أنتم فاكرني ايه مش هاعمل اي حاجه من اللي أنت بتقول عليه ايه ده. 
(بصت لي ميشو)وأنت يا توتو عمال تتآمر عليا حطي هيدا وشيلي هديك وعمال الخلط في خلقتي  وقال ايه ميكبب مالها خلقه ربنا نلون فيها ليه ولا الجزمه بمسمرين، وامشي يا هدهد أمشي بمسمار إزاي (بصت لي مالك) وانتي يا أبله نظيره مسكالي شوكه وسكينه قال ايه غزي اللحمة باليمين وتكليف بالشمال، نكفر بقى عشان حتت لحمة ماتمسكيها بإيدك كده؛ وتهبريها على مره واحده، واسمه ايه تكتيك واله عجايب يا ناس 
يا شيخة  روحي كده. 
ملك وميشو بيسمعوها ومصدومين على الآخر، بس ملك استوعبت وفضلت تضحك عليها وعلى تعبير وشها واللفظها لكن ميشو مسك قلبه وداخ منهم، ملك سندته فهد على الكرسي بدأ يولول .
- يالله راح تجلطني هالبنت بعلمك فن فن يا جهله، هاد الميك آب مش (ميكبب) تنكبي أن شالله اليخلي واحده مثلك أنثى يا عديمه الانوثه، وهاد مانو شو اي مسامير هاد كعب رفيع للمديلز بحثي يسيرو بأنف مرفوع مثلى هيك(ميشو بيتكلم وبيمثل ومتفاعل جدآ بالحديث معاهم) 
ضحكوا الاتنين على جنان ميشو ولسه بتعدي الأيام وهدهد بالها مشغول على أمها وعبده وصحته عشان كده مش مركزه هي ذكية جداً بس عدم تركزها بيغلطها كثير. 
_______________________
آمر هيتجنن من اختفاء آسر كل يوم بيختفي ومش مدى له اي مبرر، ومقصر كثير في شغله وآمر كل احواله اتغيرت، قلق باستمرار وخوفه الكثير على عمه، وعلى آسر، ونفين هم دول اللي فاضلين في الدنيا خائف من المجهول اللي بيهدد ده وبيفكر كثير في البنت اللي في خياله يا ترى هيلاقيها أمتى؟ هيشوفها إزاي هو مش عايزها حبا في البنت لا هو بيحلم بشخصيه خيالية وهو بس اللي شايفها ياترى ممكن الخيال يتحقق ولا الخيال هيفضل طول عمره خيال ...؟! 
_____________________
فاطمه قاعده بتفكر في صاحبتها وفي حياتها هي جوزها، حياتهم لحد دلوقتي مستقره و سعيده هي وجوزها على قد ما الحاله ضيقه وبيجروا كتيرعلي أكل عشهم لكن راضيين باللي ربنا قسمه لهم، لكن قلبها مقبوض حاسس بشيء هيحصل بس إيه هو مش عارفه دخل عليها ماهر ومعاه صينية البسبوسه 
- خذي يا بطتي البسبوسه اللي بتحبيها .
- حبيبي يا ماهر  انت لسه فاكر  أنا بحب البسبوسه دي. 
- طبعا هو أنا أقدر أنسى، دي من اشهر محل حلواني في البلد أنا عارف إنك طفصه بس ولا يهمك الغالي يرخصلك يا بطتي.
بطه خطبته على كتفه:
- بقى كده أنا طفصه طب مش وكله. 
ماهر بيتوجع قوي باين على ملامح الالم، اتخضت عليه :
- يا لهوي يقطعني مالك يا أخويا فيك ايه..؟ 
- لا لا ما فيش حاجه كنت محمل نقلتين طوب على العربيه وشلت مع البانيين عشان  أخلص وانجز شكلي كتفي انخلع.
- ليه كده يا ماهر؟ ما قولت لك بلاها تحمل حاجه تتعبك وخلينا في الشغل القطاعي على شغل الكُشك وبارك الله فيما رزق. 
- يعني اعمل ايه؟ هو أنا جايب العربيه علشان اركنها جنبي واقعد اغني جنبها ما هو لازم، واشقئ واسعي وقرش من هنا على قرش من هنا ويسدد اقسطها، ادعيلنا انتي بس بالتسهيل وسعي بقى عشان أنا هلكان ومش قادر خالص ركنت العربيه تحت البيت ما قدرت ارجعها الجراج حتى. 
- روح يا ماهر يا بن فخريه ارتاح وربنا يرزقك، و يسعدك ويطعمك ويرزقنا برزق حلال  (صوتها في الجمله الاخيره عالي شويه) ويبعد عنك ولاد الحرام. 
- أنا عارف انتي تقصدي ايه ومش هارد عليك اوعي بقى (خبطها في كتفها ودخل الاوضه ينام. 
بطه بصت رافعه حاجبها:
- ايه هو ده؟ أنا قلت حاجه غلط حِكم..
__________________________
شقه كاميليا حفله زي كل يوم صافي عندها، كاميليا خلاص بدأت في تنفيذ خطتها في السيطره عليها، بأي وسيلة وتخليها غصب عنها تبقى هي السبيل الوحيد لها، بتعمل كده ليه وعشان ايه السبب جواها هنعرف هيحصل ايه فى الاخر.. 
وهي واقفه على البار بتحضر كأس لصافي، طلعت كيس من ايديها لونه ابيض ودوبت منه حبه في قلب الكأس بدأت تتقدم لها خطوه خطوه وعلى شفيفها ابتسامة خبيثة 
- اتفضلي يا صافي. 
- ميرسي، ها عملتلي ايه فى اتفقنا؟ 
- كله تمام يا صافي حبيب القلب تحت الميكروسكوب 24ساعه، جوه الشركه وبراها كمان حتى بيته ممكن أقولك لون ستاير أرضه نومه ايه؟ 
صافي شربت الكأس  بدأت تضحك بهستريا، ومش عارفه توقف خالص وحسه ان دماغها عالية اوى بس طبعا ما تعرف ايه السبب وبقت كل ليله هي اللي بتطلب من كامليا تجب لها الكأس بنفسها؛ لأن إي كأس تاني ما بيأثر ولا نفس المفعول، قرب عليهم شاب اسمه جاسر عينه على صافي من زمان وكل هدفه أنه يوقعها في حبه، اول ما عرف فكر في حيله تانيه  عشان يملكها وبدأ بالخطة.
______________________
اثنين يتسحبوا في ظلام الحاره، والتالت واقف بعيد يراقب، دخلوا على عربيه مركونه في لمح البصر كانوا بسلكه واحده فتح باب العربيه شد سلك الدبرياج ولمس سلكتين ببعض العربيه دارت، ركبوا فيها بسرعه والتالت نط معاهم وخرجو من الحاره ولا من شاف ولا من داري
__________________________
في جراج الاوسطى صلاح قاعد والشيشة في أيده، ومعاه سيد، و حُن في انتظار الأمين دياب، سيد بيعدل الشيشه للاسطي صلاح وبينفخ فيه النار زادت وحرقت حجرها. 
زي حقدهم وظلمهم ما حرق قلوب ناس كتير على أولادهم، المظلوم هنا متجسد في شخصية هدهد لكن اللي اتظلم كتير وربك هو المطلع يمهل ولا يهمل.
حُن قاعد مش على بعضه ماسك تليفون جديد سرقه من بنت كانت ماشيه خطفه وجرى وعمال يشغل اغاني شويه ويشغل الكاميرا عمال يلقط ليهم صور، وبيتنطط حواليهم
سيد: 
-شوفت دياب واللي عمله؛ ده كان ناقص يوقفهم صف ويضربهم بالنار. 
صلاح بغضب :
- دياب بقى زي الغول المسعور واللي يقف قصاده هيبلعه.
حُن بيرجع لوري خبط في سيد زقه على الحيط وقع منه الفون تحت كرسي، سيد ضربه وحُن غضبان ازاي سيد يضربه، حب يرد له الضربه سيد طلع مطوه رفعها في وشه. 
- لو ايدك اتحركت هخليك تحزن عليها؛ زي وشك من ضربته هدهد.
- طب وريني كده ويكون آخر يوم في عمرك.
صلاح زعقله :
- ما تترزع منك له خلينا نشوف البلوه الجايه كمان.
دخل عليهم دياب وحاله مقلوب غضب على حقد وكره، ونظرت الغدر في عيونه عايز يفرغ شحنات الهزيمه في أي شيء، ماسك في أيده بندانه حاجه كده زي ايشارب صغير خطفه من هدهد في مره زمان كان بيغلس عليها، ولسه محتفظ بيه مش قادر يحدد هو أشتاق لها، وحب ولا تملك ولا أي حاله هو وصل لها، الكل سكت وانتبه له لما قال بصوت قوي صداه رن في المكان:
- بعتينلي ليه ..؟ 
صلاح: 
- طب اقعد الأول. 
شد كرسي وقعد عليه بالمقلوب وسند أيده الاتنين على ضهر الكرسي .
- هااا انجز مش فضلكم. 
- يعني يا دياب قضيه هدهد أنت شلت ايدك منها، والظابط الجديد ولا دور ولا أتحرك من مكانه، والاتفاق 
مكنش كده؟ 
دياب بغضب:
- مين قالك انى شلت ايدي اتفقنا زي ماهو؟ 
سيد : باشا من غير لف ودوران الخبر شاع في المنطقة كلها انك خلاص (بيكمل بضحك) فستك ولا تقدر تجبها البت فص ملح وداب.
حُن واقف على جنب متابع الكلام بيضحك وفي أيده المطوه بيفتح  ويقفل فيها.
دياب بشر:
- والمطلوب؟ 
صلاح: تقب وتغطس بي البريزة عشر تلاف جنيه. 
سيد بصوت عالي :
- ما ينقص منهم مليم احمر، كده كده هدهد هتطلع منها، وإحنا مش يلزمنا الحوار ده، والمحضر كله تلفيق عشان بهدلتنا في المؤقف قدام الخلق عُزنا نأدبها بس الحوار كبر وملوش لازمة عندنا، والناس بتنسي بسرعه يعني تطلع بالبريزه ونفضها سيره.
دياب يشد على البندانه اللي في ايده:
-وأن قولت ملكوش حاجة عندي ..؟ 
حُن أتحرك تكه من مكانه بيمشي المطوه على وشه بيظهرها لدياب ومستعد لاي شيئ.
سيد بغدر:
- يبقى أنت ال....
قاطع كلامه صلاح :
- بس منك له هو مافيش كبير هنا ولا ايه..؟ 
دياب قام:
- لا اركنلي أنت على جنب يا كبير(وجه كلامه ل سيد) يبقى ايه بقى يا معلم؟ 
دياب هجم عليه وحُن بيضربه على ضهره، وصلاح بيحوش ما بينهم سيد مش قادر عليه يدافع عن نفسه، دياب أضخم منهم واعنف حُن ضربه بالمطوه في كتفه جرحه، دياب زاد جنانه أخد المطوه منه جه يضربه في بطنه الضربه جت في صدره جنب القلب، دياب كان معمي زي المجنون ضربه3 مرات ورى بعض حُن بينزف وجسمه بيتنفض. 
سيد بخوف جرى عليه:
- حُن قوم ما تخفش اتصل بالاسعاف يا سطي. 
الكل في حاله ذهول وفي ثانية خرجت أنفاسه الأخيره . 
صلاح مسك في دياب وبيهزه جامد؛ 
- أنت عملت ايه الله يخرب بيتك أنا هوديك في داهيه قتلت الواد بلغ الحكومه ياض يا سيد بسرعه.
دياب بيزق في صلاح ولسه ماسك فيه، دياب لسه المطوه في أيده بيهوش صلاح عشان يبعد عنه، وهو متبت فيه دياب بيهدده بقتله، سيد مصدوم ان صاحبه بين أيده ميت وملحقوش، لسه الخناقه ما بين الاتنين بيشدو في بعض صلاح موت حُن جننه، و دياب مش عارف يسيطر على الوضع مصدوم أنه قتل وإيده غرقانه دم، وفي نفس الوقت مش قادر يبعد صلاح ومره واحده بيزقه جامد من وشه وبايده المطوه، صلاح بيزقه بقوه أكبر عكس الاتجاه وبعنف المطوه دبحت رقبته وفي ثوانى اترمى على الأرض جنب حُن.
دياب لون الدم عامي عيونه، سيد مرعوب منه دياب بيقرب عليه، سيد بيسحف ل ورا لحد ما خبط في كرسي، وما بقي في مفر من دياب رفع أيده والمطوه غرقانه دم سيد رفع أيده يشوح بيها بي لأ. 
سيد برعي:
- لأ ،لأ أن..ت.. أنت ما عملتش حاجه هم .. أيوه هم الغلطوا .. ان... أنا ماشوفتش حاجه، ولا سمعت حاجه والأرض هتنشق وتبلعني ولا تـ..تشرف وشي تاني .. بس سبني ..
دياب نزل بمستواه:
- لو لمحت وشك حتى لو صدفه يبقى الله يرحمك ويحسن إليك. 
سيد هز رأسه برعب، دياب رجع عن الجثث مد أيده أخد البندانه بتاعت هدهد؛ قربها من وشه غمض عيونه وشمها بقدر كبير  وبسها ومسح بصماته من على المطوه بيها والدم اللي على أيده ورمها على الأرض هي والمطوه، وخرج من الجراج.

رواية راهنت عليك الفصل الحادي عشر 11 بقلم عبير فاروق


أشرقت شمس يوم جديد، ولكن هل ستشرق حياة ابطالنا من جديد؟؟ 
هدهد طول اليوم خايفة وقلقانه  بتكلم نفسها:
- لا لا لا أنا هروح إزاي، آسر بيقول إنها حفلة كبيرة وناس كتير وليلة كبيرة عليا، أنا كان مالي ومال كل ده ياربي اعمل ايه؟ اعمل ايه؟ 
دخلت ملك لقتها بتكلم نفسها ضربت كف على كف، خضتها ضحكت ملك عليها. 
- بسم الله الرحمن الرحيم ماتكُحي، ولا تزمري قطعت الخلف منك لله. 
ملك بضحكه عاليا:
-ايه يابنتي كل ده اتجننت ولا ايه؟ 
هدهد بانفعال:
- اه اتجننت.. اتجننت أنا وهنكش شعري وامشي في الشارع والعيال يزقلوني بالطوب كمان. 
ملك بتعجب: 
- لييه يا بنتي ده كله أهدي بس، وقولي هديت. 
هدهد بستخفاف:
- هديت.. تصدقي كده هديت انت هتنقطني.. 
- انتي خايفه وده شيئ طبيعي، انك دخله تجربه جديده عليكي بس الأهم لازم تثقي في نفسك أكتر من كده، وأنا معاكي.
هدهد بقلق:
-معايا ازاي بقى ؟! وانتي قولتي لي آسر أنك مش هتحضري.!! 
ملك بصت بشقاوه وشوشت بضحكه شرشرة، وهدهد نزلت لمستواه
-هششش ملك مش رايحه، لكن فلك هي اللي هتروح تقابل آسر وتجننه.
هدهد بنفس الوضع :
- بجد ومين فلك دي بقي. 
ملك اتعدلت وبرقت جامد بنضارتها وسنانها والبروكه شكلها بشع هدهد اتخضت منها ورجعت كام خطوه لورا 
- نهارك ملوش وش ولا قفا، انتي نسيتي اتفقنا على ايه؟
هدهد افتكرت إنها اتفقت معاها إنها تظهر لآسر بشكلها الحقيقي وتخليه يحبها. 
-بس بس اقفلي خلاص افتكرت يعني هتظهري النهارده في الحفله بأسم فلك مش ملك،بس بس انا لسه خايفه.
ملك مسكت ايدها وقعدتها وبدأت تدعمها:
- بصي يا هدهد أنا مش هقولك انتي تعبتي في التدريب، أو أن غلبنا كلنا لحد ما قدرتي تغيري أسلوبك، وكلامك، لكن هقولك حاجه واحده نجاحك النهارده وإثبات نفسك ده هيحدد مصيرك اوي، تنسى لو فشلتي مافيش مفر من دياب والشرطه بدور عليكي ويا عالم هتقدري تنقذي نفسك وتلقى دليل براءتك، ولا هتفضلي طول عمرك هربانه، ولو نجحتي هتبني لنفسك حياة جديده بعيد عن كل الظروف، والبيئة المحيطه بهدهد مش بقولك انسى هدهد، وإلغيها من حياتك بقولك اقفى على رجلك وقويها الأول؛ عشان نفسك وأهلك خلي هدفك واضح قدامك. 
هدهد اتشجعت وأخذت دفعه ثقه وحب، واهتمام، من واحده مافيش اي رابط بينهم، وأن ربنا بيخلق الازمه في حياتنا وبيسخر لنا ناس تساعدنا  بيدينا المشكله على قد قدره احتمالنا.
هدهد حضنت ملك جامد، وعنيها مليانه دموع وشكرتها واتفقو إنها تجنن آسر في الحفله. 
ملك مسكت كتفها وبتزقها على التسريحه:
- يلا بقى عشان أساعدك في الميگ أب واللبس. 
هدهد لفت ملك ناحيه الباب وبتزقها:
- لا هو أنا ماحدش يلعب في وشي، أنا بس اللي العب فيه. 
ملك بعتراض:
- بس يا هدهد مـا.... 
هدهد قطعت كلامها:
- ما بسش سبيني بس، وأنا هبهرك. 
ملك ما حبتش تضغط عليها، وسبتلها مساحه تتعود على وضعها الجديد. 
ملك بضحك :
- ربنا يستر، أنا هنزل اسكت ميشو، كان عايز يطلع يساعدك، وربنا أنا حاسه ان الراجل ده، لا راجل إيه ان ال ميشو ده هينجلط بسببك ونبتلي فيه. 
هدهد بضحك قفلت الباب وراها:
- اهو يريح يلا بقى زوقي عجلك
________________________
جراج الاسطي صلاح... 
الشرطه في كل مكان؛ بعد اتصال من سواق كان رايح ياخد مفتاح التوك توك وصل واول ما شاف صلاح مرمي على الأرض ودمه كتير حواليه، وحُن مرمي الناحيه التانيه، صرخ بأعلى صوت، الناس اتلمت وكل السواقين واتصلو بالشرطه رئيس المباحث بيعاين المكان. 
في اول الامر افتكرها مشاجره بين الاثنين ادت إلى موتهم لكن مع التحقيق مع صاحب الاتصال(السواق) ومعاينه المكان اثبت ان كان في شجار كبير  بين أكتر من اثنين كان في أطراف تانيه، البحث الجنائي عثر على المطوه والبندانه.
الظابط : قولي يا بني كان في اي خلاف بين صلاح واللي اسمه حُن، او هم الاتنين كان في عداوه مع حد تاني؟
السواق: أبداً يا باشا ده كان دراعه اليمين، هو وواحد تاني اسمه سيد كانو بيأذوا خلق الله يلا الله يجحمهم مترح ما راحوا.
الظابط: 
- هو فين اللي اسمه سيد ده ؟
السواق بص شمال ويمين:
- غريبه انه مش موجود، ده هو وحُن مع بعض على طول راسين في طقيه واحده، ماتدور عليه هنا ولا هنا يا باشا يكون متلقح في اي حته ونخلص من اذاه هو كمان.
الظابط :
- واضح من كلامك ان لهم عداوه مع ناس كتير والكل بيكرهم.
وأثناء تحقيقه اتقدم عسكري ومعها كيس فيه المطوه والبندانه :
- تمام يا فندم لقينا أداة الجريمه والمنديل ده كان جنبها. 
السواق بيبص فيها اوي بيشبه عليهم الظابط اخد باله فسأله:
- تعرف صاحبهم؟! 
السواق بيفكر هو شافهم فين قبل كده مغمض عين، وايده علي دقنه طلع صوت ولد صغير من بين الناس الملمومه والعساكر حجزاهم.
الولد: يا باشا أنا عرفهم يا باشا باشا أنا هقولك يا باشا. 
الظابط سمعه وامر العساكر تسيبه يدخل.. 
الظابط: انت مين، واسمك اي وتعرف اي عن أداة الجريمه؟
الولد : محسوبك عصام سواق توك توك هنا في جراج اسطي صلاحد اللي يتشوي في نار جهنم (قالها وهو بيحسس علي قفاه مكان ضرب صلاح له) 
الظابط : واضح ان الكل بيعز المرحوم بيدعي عليه، ها اخلص تعرف الحاجه دي بتاعه مين؟ 
الولد: المطوه ماعرفش والبندانه دي بتاعه الاسطي هدهد. 
السواق افتكر:
- يا ابن النصحه ايوه يا باشا هي حاجات الاسطي هدهد، والله عفارم عليها.
الظابط بيسمعهم بس الكلام مش متوازن مع بعض:
- ومين بقى الاسطي هدهد ده وليه بتقول عفارم عليها مش عليك؟ 
- يا باشا هدهد دي بت بس بمئه راجل، جدعه مع الكل، والكل بيعزها مالهاش في شغل العوء ولمواخذه بت دغري، وصلاح واللي معاه كلهم شمال، وياكل مال النبي كمان (وبدأ يحكي للظابط الخناقه اللي حصل مابينهم واتهام هدهد وهربها) 
الظابط بيسمع كل حرف وبيستنتج وبيحلل الموقف، بس مش مستوعب ان بنت وبسن صغير زيها انها تقدر علي اتنين رجاله مهما كانت قوتها اكيد في حد ساعدها ،وده احتمال أكيد، او يجوز في حد تاني خالص قام بالجريمه وعايز يلبسها لهدهد اصلها مش هتقتلهم وتسيب دليل وراها إلا بقي لو كانت غبيه وحظها جبها في ايدي..!!
الظابط أمر بضبط واحضار المدعوه هدهد والبحث عنها ان لم وجُدت.
وفعلا وصلو مجموعه من العساكر لبيت هدهد يدور عليها وعزيزه قبلتهم بالصويت والشتايم كتير ،بهدلو لها الشقه وعبده لا حول له ولا قوة وهل الحاره أجمعوا عليهم؛ وعرفوا ان هدهد متهمه بجريمه قتل جديده وده كانت ضربه كبيره صدمت وجعت قلب عزيزه وعبده، أملهم ان هدهد ترجع ليهم من تاني راح في مهب الريح.
______________________
في غرفه الصالون بـ بيت ملك، الكل منتظر هدهد تطلع من الاوضه قفله علي نفسها من الصبح حتي ميشو حاول كتير يكلمها من وري الباب عشان يدخل يساعدها وهي مصره إنها تجهز نفسها، ملك قلقانه عليها كل شويه تخبط تطمن عليها وهدهد تزعق من جوه إنها تسبها آسر وصل من ساعه ونص رايح جاي متوتر، وقلقان آمر كل خمس دقايق يرن عليه، وهو مش بيرد عليه مش عارف يقوله اي عايز يعملها مفاجأة بس هدهد زودتها اوي، والوقت بيجري والحفل بدأ من نص ساعه وهو لازم يكون موجود مع آمر، القلق زاد لما ملك اخر مره خبطت عليها وهي ما ردتش عليها.
- لا بقي كده كتير اوي، هي بتعمل اي من الصبح دي لو بتهد الاوضه وتبنيها كان زمنها خلصت.
ميشو بغيظ منها:
- اي والله اسوره هاي البنت لو  نترناها سنه كامله، ماراح تظبط محتاجه سحر ايداي هادول لمسه واحده من اصبعتي؛ راح تكون ملكه جمال الكون. 
آسر بغضب :
- اسكت أنت مش ناقصك خالص، النهارده (بص ل ملك) وانتي مالبستيش ليه ولا لسه هنستني السفيره عزيزه هي كمان، وازاي تخليها تقفل كل ده علي نفسها ازاااي؟ 
ملك بتهته:
- ما.. منا..  يعني كنت هعملها اي هضربها، ولا هربطها هي كانت خايفه ومتوتره، حولت اكلمها واحفذها وفي الاخر طردتني من الاوضه. 
آسر حس انه طلع غضبه عليها بنبره اهدي من الاولي:
- طب يلا انجزي والبسي بسرعه.
ملك بهدوء:
- لا ما أنا مش هروح معاكم؛ اصل أنا مليش في جو الحفلات ده والزحمه بتخنق منها. 
آسر ماحبش يضغط عليها، وسبها على راحتها بس صبره نفذ، وقرر انه يروح هو يستعجل هدهد واول ما اتحرك وقف في مكانه فاتح بقه قبل عنيه مبهور من اللي شافه. 
هدهد خرجت عليهم وهي في منتهى الجمال، والأناقة، والأنوثة بفستان الازرق بحماله واحده عريضه، مرسوم على قوامها بيلمع زي نجمه في سما صافيه وشعرها على جنب واحد وطويل زي الحرير وفي بنسه اللماظ شكلها يجنن. 
ملك ابتسمت بسعادة كبيره على شكلها، والمجهود الجبار اللي هدهد عملته عشان تطلع بالشكل ده.
مشيو داخ وقعد علي أقرب كرسي:
- يا الله يبعتلي حمه ان شا الله مين هاي هادي سندريلا خرجت من قصه الأمير تبارك الخلاق. 
آسر فاق من توهانه على صوت فرقعه صوابع هدهد قدام وشه، وبتضحك عليه، ملك دب بقلبها الغيره من منظره وهو بيبص لهدهد وحلفت لتأدبه على عمايله
آسر مد ايده لهدهد ببتسامه:
-كده تمام اوي يلا بينا.
هدهد بثقه:
- تمام يلا بينا. 
ثم غمزت لملك مع اشاره منها يالا الحقينا. 
_______________________
في حفله كبير مُهيب اجتمع فيه نُخبه من أكبر رجال الأعمال والصحافة والإعلام؛ الحفل السنوي لمجموعة شركات الٓ خطاب، كل الحضور في انتظار قدوم نجوم المجتمع الراقي. وبعد وقت حضر سالم خطاب، وخطف أنظار الجميع. 
آمر وصل بعربيته والبادي جارد في انتظار آسر يرد على الفون. 
- أنا مش عارف الغبي ده راح فين؟ ومش بيرد ليه بس اما أشوفك.
بعد انتظار طويل اضطر يدخل الحفل مع الحراسه.
_________________________
الطريق العام في عربيه ماهر وهو سايق، ومنسجم بيسمع اغنيه عدويه واقف كمين بيفتش العربيات وبيشوف الرخص الخاصه بيهم، ماهر بكل ثقه دخل وطلع رخصته رخصه العربيه و بيديهم للعسكري.
العسكري فضل يقارن ويبص شويه في الرخصه والعربيه  وفي وش ماهر، اللي مستغرب، والعسكري جرى بسرعه راح للضابط وبيشوفوا؛ كل ده و ماهر مش عارف في ايه بس قعد فكر هنا ويكلم نفسه، وانا هتستغرب من ايه أنا كل شغلي في السليم، ورقي سليم وما فيش حاجه اخاف منها، بص ناحيه الضابط لقى نظرات غريبه منه، ودفتر قدامه يقارن بين الرخصه ما بين العربيه.
الضابط اتقدم منه:
- اسمك ايه.؟ 
رد بكل بساطه وقال على اسمه:
-ماهر 
الضابط بعنف:
- انزل يالا وأركن على جنب العربيه دي، اتحفظ  عليها يا عسكري، وهاتلي الكـ**ب ده على البوكس. 
ماهر مستغرب:
- يا باشا في ايه عملت ايه؟ ،ليه أنا كلي ورقي سليم. 
الضابط بصله باستهزاء:
- وما هو واضح ان هو سليم، يلا انزلي من عربيه فتش ياعسكري. 
ومع التفتيش العسكري لقى فرده حلق تحت كرسي السواق وطلعه، وقال له يا فندم عثرنا على حاجه من المسروقات. 
الضابط ماسك فرده الحلق وحطه قدام وش ماهر :
- والله واضح ان أنت في السليم قوي يا اسطى. 
ماهر مستغرب متفاجئ ايه الحلق ده؟ أنا أول مره اشوفه ده حتى بطه ما عندهاش حلق !! 
وردد في سامعه انه مسروق، خاف وفضل يحلف للضابط انه ما يعرفش شيئ عن الحلق والمسروقات دي، الضابط قبض عليه واتحفظ على العربيه ورحله على المدرية للتحقيق.
___________________
آسر وصل الحفله وهدهد ركبها بتخبط في بعضها، وايدها متلجه من الخوف آسر حس بيها مسك ايدها وبص في عيونها. 
- الحفله دي أكبر تحدي ليكي يا شهد؛ يا تكوني اده وتثبتي لنفسك وللعالم إنك تقدري تخالفي قدرك وتصنعيه بإيدك، ياما تنهزمي من اللحظه الاولي. 
هدهد استغربت من سماع اسمها؛ اول مره حد يقوله من وقت ماخلصت مدرسه بس في نفس الوقت كلامه ادها ثقه وتحدي لنفسها وسألته ..؟ 
- ليه قولت شاهي ؟؟ 
آسر ابتسم:
- لأن من لحظه دخولك من الباب ده انتهى عهد هدهد، وأبدا عهد جديد (حب يخفف التوتر ويضحكها) شوفتي عمرك ملكه جمال اسمها هدهد..؟! 
هدهد نظرتها اتحولت رفعت حاجب وشفه ولسه هترد، آسر عرف انه هيفتح علي نفسه بكابورت اتراجع في ثانيه. 
- بس وعهد الله مافيش في الدنيا دي كلها حد في جدعنه هدهد. 
هدهد ابتسمت:
- ايوه كده اتعدل. 
آسر رفع ايدها وبيبوسها بمحايله:
- ابوس إيدك اوعي  تقلبي جوه، المنظر ده(شاور علي وشها) بلاش فضايح لو حد رخم او حاول يضايقك او يتطفل نادي بس عليا او شاورلي، أنا طول الوقت عيني عليكي ماتخفيش. 
هدهد رفعت نفس الحاجب :
-ولا حد يقدر. 
قطع كلامهم واحد من القائمين على استقبال الضيوف: 
- آسر بيه في حاجه عند حضرتك الحفل بدأ، وآمر بيه كان بيسأل عنك. 
- لا ابدا مافيش حاجه  فتح الباب وبينزل يفتح لهدهد بابها (وقال بصوت ترجي لله) 
استرها  معايا يارب.
وبدأت المعركه بالنسبة لهدهد آسر اخذها ودخل الحفله، وهي فعلا بكل معنى الكلام ملكه متوجه، كل الانظار من اول الحراس اللي واقف على الباب لحد ما دخلت الحفله، ماشيه كلها ثقه وتحدي لنفسها وللزمن طبقت كل الدروس، وكل الخطوات اللي ميشو دربها عليها ماشيه، بابتسامه عريضه وبأنف مرفوع بكل شموخ، بس في لحظه كل اللي عملته اتهد أول ما عيونها جاءت في عين آمر كأنها بتدور عليه من أول ما دخلت سبتت مكانها،  وكل اللي واقفين بيهنوا آسر بيتحرك حواليهم، وبيسلموا بيرحبوا بيه وهي مش شايفه حد قدمها غير آمر؛ اتوترت وقتها تلجت، آسر حس ببروده ايديها بصلها وشاف عيونها في اتجاه واحد بيلف يشوف مالها واي قلب كيانها بالشكل ده لقاه في وشه. 
آمر متعصب جداً من آسر وقرب عنده ضاغط على اسنانه وبيستجوبه :
- أنت كنت فين يا بني ادم طول النهار؟ مختفي والفون مش بترد ليه أنت .. أنت انسان مستفز.
آسر ابتسم وحب يلطف الجو معاه؛ عشان يمهدلوا الكارثة اللي معاه، ويخفف الصدمه، لكن الصدمه الاكبر كانت من نصيب آسر وهدهد
آمر وجه نظراته لهدهد ودقق فيها وشاور عليها وقال:
- انتي .. 

رواية راهنت عليك الفصل الثاني عشر 12 بقلم عبير فاروق


آمر متعصب جداً من آسر، وقرب عنده ضاغط علي اسنانه وبستجوبه :
- أنت كنت فين يا بني ادم أنت طول النهار، مختفي والفون مش بترد ليه ؟ انت.. أنت إنسان مستفز.
آسر ابتسم وحب يلطف الجو معاه، عشان يمهد له الكارثة اللي في ايده، ويخفف الصدمه، لكن الصدمه الاكبر كانت من نصيب آسر وهدهد.
آمر وجه نظراته لهدهد ودقق فيها وشاور عليها وقال:
- انتي .. !!
هدهد وآسر بصو لبعض بصدمه متفاجئين من رد آمر، ومش عارفين هل هو عرفها فعلاً، وآمر موزع نظراته بينهم وصوت منخفض حاده:
- انتي بقى اللي اختفي اليوم كله عشانها، اي مش كفايه النهار كله جيبها معاك بالليل (كمل بتلميح ونظره اشمئزاز لهدهد) هي الهانم ما كفهاش حضرتك جايه؛ تكمل على اللي هنا...؟ 
آسر الدنيا بقت في عيونه بألوان الطيف، غمض عنيه من وقاحة رد آمر، ومن بركان على وشق الانفجار من تلميحاته، وكان عنده حق لما شبهها بالبركان لكن هي أشد انفجاراً وأسرع انتشاراً، هدهد نطرت ايد آسر، وتقدمت بخطوه عنيفه تجاه آمر وكل الغضب اللي جواها مسكته بيديها الاتنين من جاكيت بدلته، و وجههم قصاد بعض بنظره غدر تحدي قالت بتهديد؛ 
- شكلك مستغني عن عمرك. 
استمرت نظره طويله، لكن تمتلك كل شعور جواهم آمر وقتها صدمته كانت قويه، بس سحرته عيونها فيها قوة غير عاديه. 
كل الحضور اخد باله من الموقف ده، لأن كل الأضواء مسلطه على هدهد من البداية، وعلى آمر نجم الحفلة، آسر مش عارف يعمل ايه، ولو الوضع كبر عن كده هيعمل ايه لمح حد من منسقي الحفلة ماسك مايك سرع خطوته، واخده منه وقرب من هدهد وآمر فضل يسقف ويضحك بصوت عالي لفت انتباه الحاضرين ولسه الاتنين واقفين زي الاصنام، ولا سامعين ولا شايفين حد غيرهم. 
آسر كمل بلخبطه:
- براااااافو شيئ خيالي، طبعاً الكل شاف الموقف ده والكل بيسأل مين دي وازاي كده؟ (كمل بيلقط أنفاسه وبضحك) عارف أنا الفضول هيقتلكم. 
حب يقدم هدهد ويسحب ايدها من جاكت آمر لكن لسه متبته فيه قرب عليها يوشوشها. 
- ابوس ايدك سبيه هنتفضح. 
هدهد فاقت على شد آسر، لايديها سابت جاكت آمر بس لسه انظارهم متعلقه ببعض، ووقفها جنبه وكمل:
- أحب أقدم لكم اكتشافي هي (شاهي) الوجهه الإعلانية لشركات خطاب، والمتسابقة الاولي والوحيدة لتمثيل شركتنا في مسابقة (ميس ايجيب) ومش بس كده أنا أشهد لها بمستقبل باهر في مجال التمثيل، وأكبر دليل المشهد اللي حصل قدمنا من لحظات. 
كل الحضور سقف وهنوها على تمثلها الرائع، كل ده وآمر واقف مكانه بيستقبل كل كلمه بصدمه أكبر من اللي قبلها، هدهد نظرتها له وسط الناس اللي بتهنيها وتبارك لها كلها تحدي؛ بمعني يا أنا يا أنت، آمر استقبل نظرتها بتحدي أكبر منها وحط ايده في جيوبه لما يشوف اخرتها ايه وبص لآسر نظرة توعد آسر بلع ريقه؛ لأن آمر لو طاله هيفرمه. 
--------------------------------
ماهر طول اليوم متمرمط من القسم للنيابة واتهامات سرقه، وقتل عمد، وبيحلف انه بريئ، والنيابة مش هممها كل شغلها أدله، والأدلة كلها ضده وكيل النيابة اداله حبس أربع أيام لحين استدعاء الشهود، أخدوه على القسم التابع لمكان الجريمة اتحفظو على متعلقاته، ودخل الحبس الوقت اتأخر وكل قلقه على بطه عارف إنها علي وش ولاده ومش بتروح بيتها غير لما هو يرجع يقفل الكُشك، ويروحو سوا، طب يعمل أيه خلاص عقله وقف  قرب عليه واحد من المحبوسين وكلمه. 
..... :
مالك يابو زُمل بتكلم نفسك كده ليه ده الحبس للجدعان. 
ماهر يبص عليه وينفخ بزهق وقرف من اللي هو فيه وينتهد ويرد :
- سبني في حالي الله لا يسيئك 
.... :
- لا لا روق كده شكلك قعدتك مطوله هنا، وأنا هنا "الكومندا" يعني رد عدل كده امال. 
ماهر عارف النوعية دي كويس، لو ماجراهم في الكلام هيخلو أيامه سوده، لازم يكسب ودهم عشان ماحدش يأذيه، قرب منه وبلع ريقه وقال بصوت واطي :
- حقك عليا يا كبير اللي ما يعرفك يجهلك (قرب منه أكتر وكمل) بقولك يا كوماندا مالقيش حد معاه تلفون؟ 
الكومندا بص له بنص عين ويقول بتحذير وبحده :
- اوعي ياض تكون مرشد لظابط المباحث، هطلع روحك في ايدي. 
ماهر بنفي وخوف من صوته :
- لا لا والله حتى أسمع كلامي مع اهل بيتي؛ اصلهم على وش ولاده وحالتها خطر، وأكيد قلقانين عليا ابلغهم بمكاني بس. 
الكوماندا اخده لآخر الزنزانه، طلع التليفون من فتحه في الجدار، ماهر اخده بلهفه ويراجع في عقله رقم بطه... 
____________________
بطه واقفه في نص الشارع بتبص شمال ويمين، سنده ايدها في ضهرها وبطنها قدمها تعبت من كتر الأنتظار، الساعه عدت اتنين الفجر، وهي لسه مستنيه ماهر في الكُشك، وفي ايدها التانيه الفون بترن عليه وكل مره الرد مغلق عايزه تهبده في الأرض لكن خافت ماهر يتصل او حتى يرد، فضلت علي حالتها تكلم نفسها، وتسالها يمكن تلاقي رد :
ياترى أنت فين ياماهر كل ده؟ وتليفونك مش بترد عليا ليه؟  
اهون عليك ماتعبرنيش طول النهار كده؟ يارب يكون خير، قلبي مش مطمن من كتر غيابك ده، ده حتى 
الواد "علي" هراني سؤالات عليه ونام على الفرش في الكُشك، ومش عارفه اتصرف ازاي، ولا أروح فين الساعة دي، ياربي طمن قلبي عليه. 
وفجأة الفون رن برقم غريب بصتله شويه وردت على طول . 
- الو مين معايا؟ 
ماهر بلهفه : 
-أيوه يا.. يا بطه أنا ماهر. 
بطه روحها ردت ليها لما سمعت صوت جوزها، كل خوفها وقلقها طول اليوم طلعته بصوت واحد مليان لهفه:
- ماهر أنت فين يا خويا كل ده؟  وتليفون مين ده؟ أنت فين يا ماهر؟ (بدأت تتعب أكتر ودمعها تنزل خبط جامد في ضهرها قعدت على الرصيف وبتتكلم بصعوبه)
كنت هتجنن عليك وهموت من قلقي، طمني عليك، اتاخرت ليه كده؟ وهتيجي أمتى؟ 
ماهر مش عارف يرد يقول إيه، ولا هتتقبل الخبر ده ازاي؟ 
من غياب كام ساعه عمله كده امال لو عرفت انه مش عارف هيرجع ولا لأ هيحصل لها اي؟
و الكوماندا واقف فوق دماغه عشان يخلص ويسمعه بيكلم مين شاور برأسه رد بتردد لما لقي عيطها زاد، رد عليها وهو بيحاول يكون هادي :
- استهدي بالله بس واسمعيني كويس، مش معايا وقت كتير أنا في قسم.....
ماعرفش لقيت نفسي متهم في قضيه  و.. و.. وبس ابعتيلي اي حد ماتجيش أنتي تعبانه، وان شاء الله ربنا مش هيسبنا لوحدنا..... بطه أنتي سمعاني.. 
سكت مش عارفه ترد من صدمتها، لكن جمعت الكلام وسألته :
- قسم ليه؟ وقضية اية دي اللي اتهموك فيها؟
عملت إيه ياماهر؟ رد عليا، قلبي بيقولي أنك مخبي عليا حاجة، صارحني فيك إيه تاني؟ أنا قلبي كان حاسس أنك مش كويس، وحياتي عندك متخبيش، أنا كفايه اللي فيا.
دموع اليأس ملت عيون ماهر، وصعبت عليه نفسه، عايز يصرخ من طعم مرار الظلم، ومش قادر، لحد ما رد عليها وقال بنبره مخنوقه
- مش عارف أقولك اية يابطه، بس متهمني بالسرقه والقتل، وأنا اقسملك إني برئ ومعملتش حاجة. 
سمعت اخر كلمه، وصل لماهر صرخه تقطع القلب، والخط قطع بعدها. 
_______________
عند بطه طول المكالمه بتسمعه وكانت ترد بالعافيه من صدمتها والالم اللي ضرب مره واحده في بطنها وضهرها، وفجأة لقت صوت من جواها زي حاجه شقت نصين ومايه كتير نزلت منها، وطلقه ولاده خلتها صرخت بكل مافيها، والفون وقع منها اتلم عليها كام ست من الشارع والسواقين اخدوها على المستشفى و(علي) ابنها ماسك عبايتها وبيعيط، ماهي لوحدها مالهاش غير ماهر وابنها في الدنيا، وصحبتها الوحيدة هدهد بس هي فين الدنيا ضربها في الخلاط هي كمان. 
___________
عند ماهر هيتجنن من صريخ بطه، وايه حصلها؟! هو كان متوقع إنها تصرخ، تزعق بس مش بالشكل ده! أكيد جرالها حاجه.
الكوماندا شد منه التليفون، وبيشيله مكانه؛ ماهر جري عليه بنظرة عطف، وبيحاول ياخده منه وبيترجاه، والدموع بتهدد انها تنزل، بدون رحمه او شفقه منها قال ببحه صوته اللي طلع بالعافيه :
- ابوس إيديك دقيقة واحده بالله عليك، أطمن عليها بس مش عارف حصل لها اية؟ 
الكوماندا رفع عينه وقال :
- بس بس أنت هتعيط يا توتو ماتسترجل كده ياض، خد أهو بس دقيقة واحدة، حسابك تقل أوي وبلغ الجماعه يحولوا رصيد خمسين جنيه. 
ماهر اخد التلفون بسرعه، كأنه مسك طوق النجاه في ايده، رن عليها تلات مرات و المره الرابعه حد رد.. 
- الو الو يا بطه. 
ست ردت :
- الو أنت مين يا خويا؟
ماهر بخوف وقلق أكبر، ونبضات قلبه بتدق بسرعه أوي :
- أنا جوزها يا ست مراتي فين حصلها إيه ؟ 
- أيوه يا ماهر أنا خالتك توحه، بطه بتولد جبناها على المستشفى، أنت فين يابني؟
تعالى عشان تشيل عوضك، وابنك عمال يعيط مش عايز يسكت. 
ماهر دموعه نزلت واتحررت بقوه من حبستها طول اللحظات اللي فاتت، وخبط الحيطة بأيده بكل قوة، واحساس العجز سيطر عليه، مش عارف يتصرف إزاي حاسس بألم فظيع شق صدره، أصعب لحظة ممكن يمر بيها الراجل، لما يقف متكتف، مسجون ظلم، وأقرب ما ليه خارج قضبان الزنزانة ومش عارف يطمن عليه، اااه من قهرة الرجال، لما الدنيا تيجي عليهم.
وقف مش عارف يتنفس، ولا عارف يفكر، يعمل أية، قعد حط ايده على راسه يحاول يجمع أفكاره، وفجأة شاف صورة بطه قدامه وصوتها بيرن في ودنه، سمع كلامها اللي كانت دايما بتقوله لما الدنيا بتضيق بيه، وتقوله ده ابتلاء من ربنا ياماهر، وتكفير ذنوبك، اصبر عشان توبتك تتقبل لازم تدفع اخطاء الماضي، أصبر وربنا مش هينساك ابدا، وكل ظلم وله نهايه.
كان بيردد كلامها، مسح دموعه ورفع عينه لفوق يدعي ربنا ويقوله :
- يارب أنا عارف إني غلطت كتير، وتبت توبه نصوحه، يارب اقبلها مني، ومتورنيش حاجة وحشه في بطه، أنا هصبر على اي حاجة أنا فيها، طمني عليها هي واللي في بطنها، يارب افرجها علينا يارب، أنت عارف أنى مظلوم، وبرئ أظهر برائتي يارب.
فضل يناجي ربنا كتير، والكل بيبصوا عليه مستغربين منظره، بس في اللي متعاطف معاه، وفي اللي بيقول عليه توتو ومش راجل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ 
في المستشفى بطة ولدت، وفاقت بتفتح عينها بصعوبه، لاقت ستات كتير حواليها، بصتلهم ومش مستوعبه هي فين، وقالت :
- أنا فين؟ اية اللي حصلي؟
ماهر فين... ماهر أنا لازم اروحله... لازم اشوفه!
حاولت تقوم ست مسكتها تمنعها تقوم وقالت بخوف :
- يابنتي اهدي، أنتي لسه والده مينفعش تتحركي، هتروحي فين بس؟
بصتلها بنظره حزينه، وقهره وقالت بهمس من التعب :
- هروح لجوزي واخدينه في القسم، ده ملوش حد غيري، لازم اعرف فيه إيه.
- طب استهدي بالله كده يابطه، ونتصل بأخوه يلحقه.
- أخوة..! هو فين أخوه ده، منه لله.
سكتت ورددت في نفسها، فينك ياهدهد تلحقيني، أنتي الوحيده اللي ممكن تنقذيني..!
__________________
صافي وصلت الحفلة متأخرة، وكانت في كامل اناقتها، وجمالها، كانت عايزه تعمل شو لنفسها، وتلفت انتباه الجميع، بس لاقت استقبلها عادي، وبارد جدا، وده خلى غضبها يزيد، خصوصاً والكل بيتكلم على البنت الجديدة، وموهبتها وجمالها  وشياكتها، عفاريت الدنيا اتنطتت قدامها؛ قربت منها بين اللي بيهنيها، فضولها والغيره هتقتلها شفها آمر قرب من هدهد وقف جنبها، ومره واحده ضمها بأيد واحد؛ بمعني اوضح "كتف ايدها" لأنه مش ضامن رد فعلها همس في ودنها وقال : 
-اثبتي كده واوعي تنطقي، بلاش الناس تتفرج علينا تاني. 
هدهد بصتله وبرقت، مش مستوعبه هو عمل اي! او هو إزاي قرب منها بالشكل ده؟ 
انتبهت على كلام صافي ونظرة الاشمئزاز لها بتتكلم وبتشاور عليها بأحد اصابعها :
- تؤ تؤ تؤ بقى هي دي اللي جبتها مكاني عشان تنافسني !!
طب كنت استنضف واحده على نفس المستوي يا حرام. 
آمر ضغط أكتر على ايد هدهد كانت هترد، وانتظرت تشوف رده عليها يكون ايه، نظراته موجهه لصافي وابتسامة سمجة رد :
- أهلا صافي تخيلي ماخدتش بالي إنك موجودة خالص. 
صافي بغضب مكبوت حاولت على اد ما تقدر تكتمه ومتظهروش قالت وجواها نار تحرق الكون، وممكن تحرقهم هما الاثنين :
- لا والله بجد ودي بقى اللي واخد بالك منها. 
آمر بتمثيل أقرب للحقيقة بص في عيون هدهد، وايده التانيه بيلمس خدها وثبتها على دقنها. 
- مش قولتلك هلقيها بيور تفاحة آمر، بذمتك ايه رأيك؟ 
ولا أقولك مايهمنيش رأيك أنا مقتنع بيها بكل كياني. 
صافي وصل غضبها للآخر ضربت رجلها بالأرض وعينها بطلع شرار وكلمات متقطعة. 
- انتـ.. أنت 
لفت عشان تمشي بصت بنظره أخيرة عليهم شافت ابتسامة على وشوشهم، وهدهد شورت باي باي لها وده غضبها أكتر؛ وخرجت بسرعه من الحفلة كلها وجواها بركان يحرق الدنيا كلها .. 
مسكت تليفونها واتصلت بكامليا، وانتظرت لحد ما ردت عليها بعد تاني رنه واول ما سمعت صوتها بكل الغضب اللي جواها طلعته وقالت :
- أنتي ياهانم نايمه على ودانك، والناس اللى مشغلاهم دول إيه بهايم.
قاطعتها بسرعه وردت :
- في أية يابنتي؟ إيه اللي حصل لكل الزعيق ده؟
- إزاي متبلغنيش ان آمر لقى البنت اللي هيخليها منافسه ليا؟ فين رجالتك اللي مشغلاهم ياكامليا ؟
سكتت كامليا من صدمتها، معرفتش ترد تقول إيه، هي فعلا بتراقبه وملاحظتش اي حاجة، جمعت حروفها وحاولت تكون هاديه :
- إزاي حصل ده؟ الرجالة مراقباه زي ظله، صدقيني ياصافي آمر ملوش علاقه بالموضوع خالص، أكيد آسر هو اللي جابها؛ بس ولا تشيلي هم، الموضوع لسه في ادينا وهخفيها من على وش الارض لو حكمت.
- تفتكري ياكامليا في امل، ولا كده خسرت كل حاجة؟
- إزاي تقولي كده ياحببتي، سيبي الحاجة دي على العبد لله، وحطي في بطنك كنتالوب.
انهت المكالمه وغضبها هدي لحد ما، واتنهدت وقالت في نفسها
"لما نشوف مين اللي هينتصر يا آمر، أنا ولا أنت؟"
آسر من كتر التوتر ارهق ذهنه، أول ما هدهد اندمجت مع الناس خرج يشم هواء في تراس بيطل على جنينة، اخد نفس عميق عمل مكالمة وبنهايتها؛ لمح طيف له لمعه زي نجمه من السما نزلت على الأرض بيجري قدامه بين شجر الورد، انتبه أكتر قفل الفون الطيف اختفى، شغل باله نزل للجنينة يدور عليه لمحه وراه لف بسرعه، واختفى دور كتييير بس تعب من التفكير والتدوير على شيء وهمي أكيد تخيلات من كتر الضغط اللي هو فيه، في مقعد رخامي قعد عليه يلقط أنفاسه بيحاول يسترجع شاف ايه لقى حد بيخبط على كتفه، وبيقوله بصوت عذب رنان ساحر :
- الساعه كام لو سمحت اتفزع وقتها وسمي بالله.

رواية راهنت عليك الفصل الثالث عشر 13 بقلم عبير فاروق


بعد ماصافي مشيت واختفت عن الأنظار، 
هدهد شدت نفسها من بين أيدين آمر، ولسه هتتعصب عليه قرب منها تاني وبهمس:
- لا وقته ولا ده مكانه لسه لينا كلام كتير اوي ونقط لازم تتحط على الحروف. 
هدهد عيونها اتعلقت بيه، مش عارفه تحدد هي حاسه بأيه حالياً  مابين قربه وبعده عنها في حرب بتقوم جواها بين رافضه وحابه قربه، بس ازاي تقبل بكده؟ دي هدهد بردو اللي كانت بتوقف رجاله بشنبات قدمها على رجل واحده، جوها تناقض رهيب بين هدهد سواقة الميكروباص، وشاهي اللي واقفه قدام الناس دي، فاقت هي و آمر على صوت هي حفظاه عن ظهر قلب.
اقترب منهم ميشو اتفاجأ بي آمر وحط ايده على خده وضع الخضه وصرخ :
-أي أي شو بدك تجنني بشوفتك آمر بيك لك تؤبرني هالطلة ما احلاها.
هجم يسلم عليه ويبوسه، آمر بستغراب وتحفظ بعد عنه ميشو ما صدق مسك ايده وشد عليها، آمر قلق منه و بسرعه سحب إيده، بص ناحيه هدهد لقاها كاتمه ضحكتها بأيدها رفع حاجبه متوعد لها حب يخلص من ميشو هو مايعرفش هو مين اصلا.
- أهلاً مين حضرتك أو تبع اي شركة يعني تبع حد من المدعوين؟!
آمر سأل كتير لكن ميشو كان سرحان في كل تفاصيله وبدأ على وشه الإعجاب بـ آمر ، ميشو بيقرب منه وقال بطريقته المعتاده :
-تؤبرني هل الطلة و الشبوبية و العضلات المفتولة لك والله رح يوقف قلبي من جمالك. 
آمر بقلق بعد خطوة مهزوزه، وهدهد هتقع من الضحك على منظر آمر وميشو، صراحته، واعجابه له حبت تدخل؛ لأن الناس بدأت ناخد بالها من الحوار، اخدت نفس تفصل الضحك وكملت بلباقة :
- هااي ميشو جيت في وقتك (بصت لـ آمر كملت بتريقه) كنت واقفة لوحدي .
آمر استرد وضعه وبصلها وسالها :
- تعرفي ال .. ال .. الكائن ده؟
هدهد ردت بضحكه شريره :
- ده ميشو المساعد بتاعي وهيكون معايا في كل مكان 
ميشو ما صدق اتعرف على آمر ولزق فيه جامد، وكانت نظراته غريبه تثير الدهشه لآمر، مسك دراعه وبيلمس عضلاته وهو بيعض على شفايفه من كتر انبهاره بيها،
امر باصله بغضب وعنف وضربه بايده في بقه، وقع على الأرض صوت وفضل يعيط زي الستات، جريت عليه هدهد عشان تلحقه، وبصت لآمر بتقوله :
- انت عملت اية يامتوحش، في حد يضرب ميشو الرقيق ده كده؟
قالت كلامها بطريقه عشان تغيظه وتستفزه، قرب منها آمر وقال بحده :
- انطقي مين كائن الوُلوُ ده عشان مرتكبش جريمه؟
وفي اللحظة دي سمع صوت آسر بيقوله :
- ايه يابني مش هتبطل الهمجية دي، بتضرب ميشو، قدك ده. 
بصلهم هما الاثنين؛ وكان عايز في اللحظة دي يضربهم كلهم من شدة غيظة، حس آسر انه جاب اخره، كل ده وهدهد مش قادرة تمسك نفسها من الضحك خصوصاً وهي شايفه نظرات الاعجاب على ميشو، قرب آسر منه وهداه وعده، يوضحله  كل الحكاية بعد الحفلة. 
آمر جز على أسنانه رد بغضب :
- فض الليلة دي حالاً وحصلني على البيت (عيونه بنظره كلها استفزاز وغضب على هدهد وكمل) وهاتها معاك لو اتأخرت ثانيه هجيبك ملط. 
مشي وسابهم آسر تحت تأثير الكلمه؛ بلع ريقه ورددها :
- ملط هي وصلت لكده، استر ياللي بتستر، هاتها جمايل يارب.
هدهد واقفه وعينيها بتتبص علي آمر بنفس نظرات التحدي والغضب منه، قرب منها آسر وحاول يطمنا بعينه، ومسكها عشان يروح الفيلا، وقلبه بيقوله انه داخل على عاصفه جديدة من عواصف غضب آمر اللي مش بتنتهي
_____________________
بعد نص الليل عند كامليا، في غرفه نومها إضاءة خافته، لابسه فستان فاضح أقرب مايكون كخيوط عنكبوتيه، قاعده على كرسي هزاز، حطت رجل على التانيه، ولعت سيجارة وبطلع دخنها في الهوي وعقلها شارد مع خروج شاب من حمام غرفتها؛ بفوطه حولين وسطه بيمرر ايده بشعره
لاحظ شرودها بدأ يلفت انتبهها،ايده كانت ماشية حول رقبتها باثاره، لكنه لاحظ عدم تجاوبها معاه، استغرب وسألها :
-للدرجه دي موضوع مهم اوي يخليكي ماتحسيش بيه كده خالص؟ 
-جاسر بتقول حاجه. 
-لاااا إنتِ مش هنا خالص ايه اللي شاغل بالك كده ؟!! 
طفت السيجارة من ايدها شدها وقفها قدامه، وبص في عينيها وقال :
- لسه بتفكري في كلام صافي. 
-ولا عمري هنساه طول عمرها كده، ومش هتتغير وهيجي اليوم والادوار تتغير. 
-أنا مش فاهم أي سبب إزاي صحبتها، وازاي بتكرهيها بالشكل ده !! طب أنا أسبابي واضحه، لكن أنتِ إزاي؟ محتار صراحه في أسبابك، اللي يعمل ديل زي ده لازم يكون قلبه محروق منها أو هي مثلا قتلت له قتيل. 
بشرود ردت ونبرة صوتها اتبدلت لحقد وكره كبير
- قتل الكلمه دي ولا شيئ قصاد اللي عملته فيه. 
حاول يلح عليها وأنها تعترف بسبب كرهها لصافي لكن امتنعت عن الإجابة 
-ماتشغلش بالك أنت بالأسباب؛ المهم جهز نفسك العصفورة هدتخل القفص قريب أوي، وهتنول المراد وننتقم إحنا الاتنين في يوم واحد، المهم حضرلي الشيك عشان أدفع للرجاله.
وكملت بينها وبين نفسها(هي نفدت من اول انتقام كنت بحطلها المخدرات في المشروب لكن بعدم حضرها باستمرار وانقطعها عن الشرب فشلت أول خطه لكن اللي جاي لايمكن يفشل) 
جاسر واقف بصلها كتير بحيره عايز يوصل لي عقلها بيفكر في أي رفعت ايدها حوالين رقبته وبدلع:
-بتبصلي كده ليه يا جسورتي؟ 
-بحرك غويط ياكوكي، وأنا غطيس قديم وهوصل لي اعماق اعماقك. 
(قرصها في وسطها ضحكت بخلاعه وغرقو سوي الله يحرقهم الجوز) 
____________________
عزيزه قاعده بتناجي ربها عبده تعبان اوي وكل يوم حالته تدهور اكتر واكتر ومحتاج عمليه قلب مفتوح  مش عارفه الزمن ماشي ضدها ليه كل ماتقول الدنياة هتضحك لها ترجع وتحط عليها بصت من شبكها وسكون الليل بتكلم الزمن وبتعاتبه 
- ايه يازمن عايز اي مني مش مكفيك كسرتك ليا وانا بعز شبابي طب اي فاضلي تاني تخده مني شغلنتي وخلاص بح وتحويشة العمر طارت من زماااان والبت اللي حلتي نور عنيا هرستها في دوامه مطلعتش منها ولا اعرف ارضيها فين "دمعها نزلت سيول" والراجل اللي سانده عليه من غدرك بيروح مني فاضلي اي تاني مأخدته ادعي عليك ولا أنت اللي داعي عليا الف اااااااه منك يازمن.
_____________________
بطه خرجت من المستشفي قبل ماعدها سابت عيالها عند جرانها واقفه قدام القسم جسمها بيترعش من البرد و اثر الولادة حاضنه نفسها بأيديها اتحايلت كتيير علي الظباط والعساكر انها تشوف جوزها ماحد رد عليها ولازم تجيب محامي له الأول الدنيا ليل وهي وافقه زي ما هي خرج "صول" قديم في الخدمه له كلمه مسموعه صعبت عليه دخلها غرفه بابها حديد فيها دكه لفردين وشرط عليها هي خمس دقايق بس نزلت علي ايده بستها وفضلت تدعيله.
ماهر دخل عليها العسكري مكلبشه ماكان متوقع أن هي عارف انها والدة وتعبانه أول ما شافها جري عليها لكن
الكلبش اخره فكه العسكري قرب منها بسرعه اخدها في حضنه وهي انهارت في حضنه قعدو الاتنين علي الارض صوت عيطها يصحي الميت وهو كمان عيط كتير رمي كل حمله في حضنها بس هي حملها اتقل منه النهارده بالذات حست بالوحدة عمرها ماحست بيها زي النهار ده حتي لما أبوها وأمها ماتو ماكان فارق معاها حد عمرها ما حست بالحب والاحتواء والحنيه غير مع ماهر واهو في اصعب يوم في حياتها مش موجود معاها متكلبش بحديد..
ماهر حاول يتماسك علي قد مايقدر..
-بس يابت اسكتي هتلمي علينا الخلق "رفع وشها ومسح دمعها" بطه" بصيلي.
رفعت عيونها عليه وطالت النظرات في بوح صامت- مصدقاني؟
رفعت ايدها بحنان مسحت دموعه وهزت دمغها بي" اه مصدقاك" لسنها متلجم قاطع النطق والمنطق ماهر بإشارة واحده منها اكنه الحكم صدر واخد برائه مش مهم اي حاجه تاني المهم ان بطه مصدقه انه برئ كله بعد كده هيعدي حتي لو اتسجن سنييين المهم في نظر بطه روحه حُره خارج القضبان.
عقدة لسنها اتحلت وبدأت تسأل.
-حصل اي وازاي؟
-مش عارف ازاي، الظابط قال قضية سرقة وقتل عمد؛ لأن الراجل شاف اللي كان بيسرق ولما حاول يمسكه جري منه وداسه بالعربيه خبطه جامده في راسه موتته، مش عارف مين عمل كده والكاميرات اللي في الشارع صورت الحادث ورقم العربية واللي ساقها نفس هئتي واللي معاه اطول بشويه انا نفسي شكيت في نفسي لما النيابه فرجتني علي التسجيل السواق هو انا واللي أكد أنه كان لابس نفس القميص ده اللي أنا لابسه. 
بطه مع كل كلمه سكينه تلمه بتغرز في قلبها ودموعها مطر ولا اي سحابه تقدر توقفها فكرت طب ازاي وجوزها كل يوم بينام في فرشتها وبيصحي معاها وينزلو سوى تاني لازم حد اخد العربية طب ازاي والمفتاح مش بيفارق ايد جوزها مين عايز يأزيه كده. 
-واللي حصل ده كان يوم اي؟ 
-بيقولو يوم الخميس واحد في الشهر. 
شعاع امل كداب لمحته بطه. 
-انا فاكره اليوم ده كويس، انت جيت بدري يومها عشان تدفع قسط العربيه واخدتني أنا و"على" اتعشينا كفته عند الحاتي وروحنا، أنا هشهد أنك ماعملتش كده الحق معانا ياماهر وهتخرج من هنا خلاص. 
من فرحتها وقفت على رجليها وتعبها راح لكن ماهر فوقها على حقيقه قانون وقواعد عقيمه ماتنفع المجتمع بشيئ. 
-مش هيخدو بي شهادتك. 
-ليه بقي أن شاء الله. 
-عشان انتِ مراتي وشهادتك مشكوك فيها ومصلحتك تبرئيني. 
دخل العسكري بيشد ماهر، وماشي به  وهي مسكت ايده بتشدها وماشيه وراه وكلامهم بيبعد مع كل خطوة . 
-والعمل يا ماهر هتطلع منها إزاي 
-خلي بالك من نفسك يابطه ومن العيال. 
-مش هاعرف من غيرك ياماهر هقوملك محامي. 
-روحي يابطه وماتخافيش (شد نفسه من العسكري رجع خطوتين وسالها) 
هتسمي البت اي (العسكرية شده واختفي من قدمها ) 
-مش هسميها أنتَ اللي هتسميها ماهر ياماهر.. 
خرجت من القسم تايهه مش عارفه تعمل اي ولا تفكر ازاي تطلع جوزها من شدته دي هو ربنا تاب عليه من الحرام يجي كده بعد ما صلح حاله يدفع فاتورة مش بتاعته ليه يارب كده. 
وصلت بيتها دقت باب جارتها تاخد عيالها 
-بطه عامله ايه دالواقت كده بردو ترمي البت حته لحمه حمره وتجري وماحد عرف يحصلك. 
- حقك عليا سبتلك العيال هاتيهم  رجليا مش شيلاني.
-اجبهم انتي ماتعرفش عمهم اخدهم وطلع من شويه. 
بطه اتخضت من جملتها 
- طلع فين قولي. 
-سامحيني يابطه أنتِ عارفه ده وش سوابق وكان ماسك مطوه لما قولت له البت لسه مولودة سبها فتح المطوه وعنيه بطق شرار وطلع علي شقتك. 
بطه اخدت السلم جري وهي ماسكه بطنها وجارتها بتنادي عليها وتسألها على ماهر بس هي ماردت عليها كل عقلها مع عيالها وازاي يكونوا مع صلاح، بتنهج من السلم وسرعتها لقت باب شقتها مفتوح وصوت البنت بتصرخ دخلت لقتها علي الكنبه و "علي" قاعد جنبها بيعيط وايد بطبطب علي اخته وايد كاتم نفسه و"صلاح" فارد جسمه علي الكنبه اللي قصدهم وفي ايده سجارة والشقه كلها معبيه دخان اخدت بنتها ضمتها لصدرها وابنها اول ما شافها حضن رجلها وصوته عياطه ظهر صلاح شافها اتعدل وطلع الدخان في وشها "بطه" دورت وشها و٠ اتجننت شده السجارة من بؤه ورمتها علي الارض بكل غل اللي جواها بصلها بغدر
-كنتي فين يا برنسيسة سايبه عيالك؛ ودايره علي حل شعرك في القسم فاكره بعد أخويا مالكيش كاسر ولا ايه؟ 
-كسره لما تكسر رقبتك علي صدرك اما انت عامل فيها أبو الرجال كده وعارف أن أخوك في القسم قاعد في بيته زي الولاية ليييييييه؟! وتعالي هنا قولي عرفت منين ان ماهر مقبوض عليه؟؟ 
صلاح اتلخبط في الكلام 
- عرفت.. عرفت من جيرانك يا برنسيسة؛ ومن النهاردة ملكيش طلوع من البيت لحد ماهر ربنا يفك سجنه ويطلع وانا هنا بداله وطلباتكم كلها هتوصلك من رجالتي. 
بطه طلع جننها من كلامه وتحكمه عليها سابت البت علي الكنبه ومسكت في هدومه وتشده تطلعه بره شقتها
-باماره اي تحكم وتتحكم فيه يا رد السجون يا حرامي هتصرف عليا من الحرام يا سوابق اطلع بره ماشوفش وشك تاني. 
-اه سوابق واللي بتستعري منه اهو المحروس بقي سوابق يا برنسيسة، الحال من بعضه (بدء يضحك وهي بتصرخ وتزقه لبره وتقفل الباب) 
-بره بره اطلع بره منك لله منك لله. 
صلاح من بره خبط علي الباب بعنف. 
-أنا همشي ومش هاحسبك على كلامك ده لكن رجعلك تاني يا.. يابرنسيسة. 
_______________
هدهد في حاله استنفار شديد مش عارفه هو ايه و بيتحكم كده ليه او مش متقبله تحكمه فيهم، اسر بيحاول يطمنها بقدر الامكان مع انه عارف ان داخل على معركه كبيره جداً ويا عالم هيطلع منها ماتشال على الأكتاف كسبان ولا جثه ويبقي الله يرحمه، بلع ريقه واخدها وخرج من الحفلة بعد ما الكل مشي 
وميشو لازق فيهم ومش عايز يفهم انه لو روح معاهم عند آمر مش هيطلع زيه على نقاله، بأعتراض شديد بيحاول يأثر على آسر.. 
-اي لك وين ما بدك بروح معك حتى لو على جهنم. 
-ميشو مش وقتك خالص الدنيا معكوكه لوحده وجودك هيزودها اكتر. 
 ألتفت لي"هدهد" قرب منها وحاول يطمنا بعينه، ومسكها عشان يروح الفيلا، وقلبه بيقوله انه داخل على عاصفه جديده من تقلبات وغضب "آمر" اللي مش بتنتهي.
ركبت معاه العربيه، حاله من السكون مجتاحه الكل،ويبقي البوح الصامت يهمس في نفوسهم؛ عن أفكار جواهم بلسان حالهم. 
"هدهد" مغمضه عيونها مش قادره تفتحها على واقع مر بتهرب من روحها على فين ليه قدرها مكتوب لها تطلع من حفره لي نقره لي حفره أكبر هربت من بطش وظلم "دياب" لي غرور وتكبر "آمر" لكن المره دي قررت تواجهه ويا هو يا هي. 
بنفس الوقت "آسر" عقله و روحه اتخطفوا في مكان تاني خالص افتكر ظهرها قصاد عيونه ما كان عارف ان كان ده حلم ولا حقيقة. 
-الساعة كام لو سمحت؟ 
اتفزع وقف من مكانه وسمي الله. 
-بسم الله انتي أنس ولا جن انتي اي؟! 
ردت بكل برائه سحرته:
-أنا فلك. 
-فلك أنتِ زينا كده ولا أنتِ.... 
قطع كلامه عيونها من لون السما بتلمع زي النجوم خطفوه شاف بنات كتير لكن أول مره يشوف عيون بالشكل ده لأ لأ مش اول مره لأن أمه لها نفس العيون يااااه معقول اللي شايفه ده. 
فاق على لمسه من ايديها على أنفه  وبتساله:
-أنت َ كويس يا آ...   حضرت؟ 
كانت هتغلط وتنطق أسمه لحقت نفسها، نظراته على اد ما كانت غريبه على اد ماكانت فرحانه كانت بتتمني تشوف نظره الإعجاب بعيون بس كانت أكبر مما توقعت، عدت دقايق عليهم من غير كلام مجرد نظرات لكن سحر اللحظه ظله مع آسر لحد الان. 
 بعد مضي الوقت وصلوا إلى الفيلا، دخلو على "آمر" وجده مترقب وصولهم كان دخان سجارته يعبئ المكان دلاله على تنفس غضبه المتصاعد وعند أول خطواتهم لمحها استدعى الهدوء وقعد على كرسيه بغرور وحط رجل على رجل وزع نظراته ما بينهم وشاور بالسجارة على هدهد موجه كلامه لـ "آسر" 
- أنتَ فاكر بشويه البويه والفستان الكلاس ده أنك تقدر تعمل من بنت شمال ملاك. 
آثار غضب "هدهد" مسك "آسر" ايدها 
قرب منه وعيونه بتطاير منها الغضب، ومسكه من بدلته، ووقفه قدامه وصرخ بحده :
- أنت فاكر كل البنات شمال، أنت متعرفش مين دي عشان تحكم عليها؟
بص ليه بلامبالاه وزق ايده وقال ببرود مصطنع:
- يعني هتكون مين، بنت من اللي كل يوم بناخدهم نقضي معاهم ليله، والصبح نرميلهم قرشين وعلى أقرب كيس زباله.
عند اللحظة دي لم تتمالك "هدهد" نفسها وانقضت عليه زي النمره المفترسه، شاف "آسر" موجه غضبها وقف يهديها عشان الموضوع ميكبرش، لكن "آمر" كان واقف صامد زي الجبل اللي مايتهز له ريح، وفي داخل نفسه اعجب بشراستها وتمردها، حس انها مميزه ونوع جديد كان فعلا بيدور عليه من زمان، لكنه حب يزيد في استفزازها اكتر، عشان يشوف اخرها، استمر في تمثيل البرود ووجه كلامه "لاسر":
- سبها يا آسر لما نشوف هتعمل ايه القطة؟
ردت هدهد بكل غضب كانت كتماه جواها. 
- هتشوف وتجرب كمان خربشتها، بس اوعى تعيط يا أمور.
طلعت صحبتها  التي لا تفارقها رغم صغر حجمها من الخفاء. 

رواية راهنت عليك الفصل الرابع عشر 14 بقلم عبير فاروق


 استمر في تمثيل البرود ووجه كلامه "لاسر":
- سبها يا آسر لما نشوف هتعمل ايه القطة؟
ردت هدهد بكل غضب كانت كتماه جواها. 
- هتشوف وتجرب كمان خربشتها، بس اوعى تعيط يا أمور.
طلعت صحبتها  التي لا تفارقها رغم صغر حجمها من الخفاء، في لحظة اندهاشي من آسر، حتى آمر اتصدم من شده جرأتها اللي عمره ما شاف زيها، واتحولت في اللحظه دي من "شاهي" البنت الرقيقه، إلى "هدهد" اللي بميت راجل، وتغيرت نبره صوتها، زقت "آسر" بقوة متعرفش جتلها منين، بس كان لازم توقفه عند حده، وتعرفه مش كل البنات شمال، فتحت المطوه، وحطتها على رقبته، مش سامعه صوت "آسر" اللي بترجاها تهدأ، لكنها في عز غضبها ده، كانت نظراتها ليه مليانه حزن، ورغرغت الدموع اللي هددت بالنزول، حبستها جواها وردت بقوه ادهشته:
- لو بتتكلم بالفلوس انت مين انت عشان تحكم عليا وتتحكم في خلق الله فاكر نفسك ملكت الكون عندك عربيه طز  كتير أو من الناس بيخدوها كعابي بس شايفين الناس نضيفه في عيونهم عندك شركه في غيرك كل يوم رجاله فواعليه بتقعد في الشارع على الرصيف تستنى حد يشاور لها عشان نقله رمل ولا حموله طوب عشان ترجع لي بيتها بقرش حلال، انت بقي فلوسك حلال؟ عندك قصر في ناس بتتمني حيطه تداريها وعايشين بشرفهم، ورضى ربنا مش بيمشو ورى مزاجهم ويغضبو ربهم كل ليله سكران زي كلاب السكك. 
آسر بعد ما سمعها بنلمح على شكلهم وقت ما سعادتهم و بتتكلم بالشكل ده، سبها تكمل لأنه يستاهل أن حد يفوقه على حقيقه هو غايب عنها، أو مش قادر يعترف بيها، أتبدلت ملامح "آمر" أمام نظراتها حيران مش عارف يقوم احساسه انه قابل النظره دي قبل كده وشروده واستسلامه لها خلاه مايحسش بألم جرح رقبته من المطوه انتبهت "هدهد" على خط من الدم سايل على ايدها شالت المطوه بفزع مدت ايدها تشوفه جرحه قد اي بدون وعي منها كانت مشاعرها ملخبطه بتتصرف بعشوائيه أثارت حيرته، ازاي هي كانت في قمه غضبها وعلى وشك الخلاص منه وفي لحظه اتبدل حلها لخوف ورعب عليه، اتقبلت عنيهم بنظره رجعتها للواقع، 
اتعدلت في وقفتها تبادل نظرات شامخه حولت تداري اللي عملته واحراجها بكلام يجرحه أكتر من جرحه لها شورت عليه بالمطوه اللي في ايديها باستهزاء :
-انت فاكر إني ماقدرش أعيش عشتكم، والبس لبسكم، تبقى لامواخذة حمار، لكن اللي أنا متأكده منه أنك ماتقدر تعيش دقيقة من اللي عشته، أنت وتحديك ومسابقتك وكل الهيلامان ده مايدخل في ذمتي بنكله، وانا هوريك "هدهد" لما تحط حاجه في دمغها بتنفيذها ازاي. 
وقف "آمر" فجأة لما سمعها بتردد اسم "هدهد" بصلها مش مصدق اللي شايفه وبيبص لـ "آسر" مستي منه رد بس ما لقاش غير الصمت منه، "هدهد" استغربت من رد فعله اندفع قدام "آسر" بكلمه بستفهم، "آسر" بصله بتأكيد إنها هي "هدهد" اللي انقذتهم لما كانوا سكرانين طين، ورجعت ليهم العربيه، هنا افتكر وسرح في عينها، واتذكر كل كلمه قالها عليها لما كانت لابسه راجل، بصلها اوووي، واكتشف اد ايه هي جميلة فعلا، مقدرش ينكر التطور اللي عملته والتغيير في شكلها، بس فاق بسرعه وقالها:
- وأنا قبلت التحدي ياهدهد، لما نشوف هتنجحي ازاي.
قابلته "هدهد" بنظرة تحدي ولفت ظهرها واتحركت تمشي بخطوات انثي خارجه باتجاه الجنينه، نادى عليها "آسر":
- استني بس رايحه فين ياهدهد؟
بصت على آمر وردت بستفزاز:
- متقلقش عليا، هخرج اشم هوا نضيف، بدل الخنقه دي، هسيبك شوية وبعدها توصلني.
بعد ما اختفت عن عيونهم، ضحك آسر بشده، وقال له:
- أنت معتوه!! بتتحداها على اية؟ إنها تفوز، ما انت أكتر واحد المفروض انه يتمني إنها فعلا تفوز، عشان تخرجك من رهانك مع صافي، ولو خسرت أنت اللي هتخسر، وتلبس في جوازه أقرب ما يكون جنازه، فوق كده ياصاحبي، واعقل، وسيبك من القنعره الكدابه دي، وانزل أرض الواقع، هدهد هي الحل الوحيد، ومفروض تبذل طاقتك عشان تنجدك من الورطه اللي اتحطيت فيها.
اتنهد بقلة حيلة ورد:
- يعني عايزني اعملها ايه؟ ابوس ايديها واقولها لازم تفوزي روحي في ايدك ولا اكلمها بلغه السواقين اللي تعرفها، وحط فوطه صفرا على كتفي وانزل على ركبه ونص واترجها مثل، هو ده الحل اللي لقيته حضرتك يعني ما فيش  غيرها في الكون. 
- اه مافيش غيرها في الكون؛ وهي طوق النجاه بالنسبه ليك، يبقي تبطل تبصلها من فوق كده، احنا ولاد تسعه يا آمر، هدهد عندها عزة نفس مش موجوده في بنات كتير، بلاش تخسرها ارجوك.
- أنا مش عارف أنت ليه متحيز اوي كده ليها؟ على العموم سبني افكر، وربنا يقدم اللي فيه الخير.
خرجت هدهد في جنينه الفيلا، بتلقط أنفسها بصعوبه؛ زي ما يكون كانت كاتمه أنفاسها،  تايهه، حزينه، مصدومه، مش عارفه هي المفروض تعمل اي؟ وازاي؟! هل واقفه على ارض صلبه؟  ولا جمرة نار هتحرقها؟! احساسيس كتير جواها بتصارعها، بين حبها له، وبين إنها نفسها تديله درس يفوقه ويرجعه لأرض الواقع، لكن برغم كل التشتت ده لكنها من جواها سعيده إنها شايفاه عن قرب وبتتكلم معاه، ياما اتمنت لحظة تشوفه عن بعد، ياما حلمت تكون في قربه ويحس بيها وبعشقها له، فاقت من شرودها ووقفت في تحدي جوة نفسها، وقالت:
- لازم أكون اد التحدي، واثبتلك اني جديرة بنظرة احترامك ليا، لازم ياهدهد تتغيري، وتكوني شاهي اللي الكل انبهر بيها النهاردة، هكمل عشانك اللي بدئته، وهستمر لحد ما افوز بقلبك. 
___________________
عدي الليل بكل احداثه وغيومه، وظهرت اشعه الشمس تنور المكان، صحيت من النوم "بطه" تفطر ابنها، واخدت بنتها في حضنها عشان تسبها عند جارتها، وتشوف هتعمل ايه في موضوع جوزها، تسأل عن محامي يقف جنبه، لسه هتفتح الباب اتفاجئت "بصلاح" اخو جوزها واقف سادد باب الشقه بجسمه، وبيمنعها من الخروج وبيقولها بصوت عالي:
- مفيش خروج من البيت، طلباتك هتوصلك لحد عندك، أنا هنا راجل البيت، وبدل أخويا، اتكني كده وبلاش تتعبيني عشان متشفيش الوش التاني.
"بطة" بتبصله في ذهول، مش مصدقه نفسها انها بقت تحت رحمة من لا يرحم، روحها حاسه انها محبوسه جواها، مش جوزها بس اللي محبوس للأسف، هي كمان اتحبست بقوة جبرية، جمعت حروفها وقالتله:
- أنا عايزة انزل أشوف محامي يدافع عن ماهر.
- ملكيش دعوه أنتي، مش هتخافي على أخويا اكتر مني، أنا شوفت محامي اد الدنيا وهيترافع عليه.
- بجد يا أخويا، وراح يشوفه، طب قالك إيه؟
قرب منها وبعيون بتلمع من لذة النصر جاوبها:
- قال القضية لابساه، وكل الادله ضده، اياكش تكوني مصدقه أنه تاب، وعايش بالحلال والشرف، اخويا ده ميه من تحت تبن، ومحدش يعرفه زي، بس هو اللي غشيم واتقفش، امال العز اللي أنتوا عايشيين فيه ده منين، وتمن العربيه جابه منين؟
واقفه ومش قادره تسمع أكتر من كده، كل التعب اللي كانت حاسه بيه، ميجيش نقطة في بحر من الالم اللي ميسطر عليها، بصتله نظرات لوم وعتاب، ودخلت شقتها وقفلت بابها من غير اي كلام.
              ***********
جرس باب شقة ملك بيرن، كانت بتجهز مج النسكافية تشربه قبل ما تنزل مستعده للشغل، مسكته وراحت تفتح، لاقت "آسر" "وآمر" ، اول ماشافها قدامه، زقها ودخل وعينه بتدور على "هدهد"، بص وسألها:
- هي هدهد فين؟ لسه نايمه؟
لسه هتجاوبه، خرجت "هدهد" ببجامه النوم البرمودا، وشعرها مفرود على ظهرها، وببتسامه منها سحرت "آمر" اللي عجبته من أول وهله، كانت نظراته تخترقها، صبحت على" آسر"، فرد عليها :
- يالا ياهدهد البسي عشان نمشي.
- نمشي نروح فين لامؤاخذه؟
- هنروح الفيلا عند آمر؛ عشان نبدأ الجد في التدريبات، خلاص إحنا دخلنا في مرحلة الجد، وكل اللي فات ده كان دلع.
على أقرب كنبه قعدت براحتها، وردت ببرود:
- طب ما نبدأ، اية المشكلة، ما إحنا بنشتغل هنا، ايه اللي جد؟
رد آمر ببرود مماثل:
- مش هينفع هنا، لازم تكوني تحت عيني ٢٤ ساعة في اليوم، متغبيش عني لحظة واحده، عشان أنا اللي اتابع بنفسي كل تدريباتك.
بصت "لآمر" اللي كان بيتكلم بثقة كعادته، قامت من مكانها وردت بغضب واعتراض:
- أنا مستحيل اوافق بالكلام ده، يعني أية اعيش في فيلا مع جوز رجاله لوحدي، لا والف لأ مش خوف بس إلا غضب ربنا.
حاول "آسر" يقنعها بأنها مش هتكون لوحدها، والفيلا فيها خدم، والدادا اللي ربتهم، بس هي مش قادره تقتنع، وبعد عده محاولات، حبت تعقد الموضوع، وفكرت وقالت:
- ممكن أوافق بس بشرط، مش هخطي الفيلا، غير ورجلي على رجل ملك.
برقت ليها ملك في اندهاش، مش مصدقة إنها ورطتها معاها، هزت راسها وقالت بصوت عالي:
- لأ طبعاً، أنا مليش دعوة بالموضوع ده، تروحي او متروحيش مستحيل اروح معاكي، بأي صفه اعيش هناك؟
وجهت عينها ليها وقالتلها:
- مش انتي قولتي إننا زي الاخوات، أعتقد دي صفه كفاية أنك متسبنيش ابدا.
هنا حس "آسر"ان حل المشكلة في ايد "ملك"، قرب منها عارف تأثيره وسحر كلامه المعسول، ووقف قصداها، مسك ايدها، واخد منها كوباية النسكافية، وبهدوء اوي قربها من شفايفه، وشرب منها، وبص في عينها، استنشق ريحه برفان خلته يتوح في الريحه دي، ويفتكر شمها فين، كل ده و"ملك" دايبه قصداه مش قادره تقف على رجلها اول مره تكون بالقرب ده حسه جاذبيه تجاهه، اتكلم بنبرة حنونه:
- عشان خاطري وافقي ياملك، حل المشكله بين ايديكي، انقذي الموقف ومتعارضيش.
- ايوة بس.
حط الكوباية على الترابيزة، ومسك ايديها، بنبره كلها ترجي، قلبها دق بسرعه، واجراس الخطر دقت، لاقت نفسها بدون تفكير تهز راسها بالموافقه، ابتسم "آسر"، وصرخت "هدهد" متسغربه، وسألتها:
- انتي بجد موافقه، ملك انتي واعيه لنفسك.
- أيوة ياهدهد موافقه عشان خاطرك.
قرب "آمر" من هدهد، باب فرق الطول مابنهم ، وقالها بلهجة أمره :
- اعتقد كده ملكيش حجة، ياريت تدخلي تغيري بيجامة ميكي ماوس دي، وتجهزي عشان نبدأ اول مرحله في حياة شاهي.
انتبهت "هدهد" للبسها واتحرجت جدا، وجريت من قدامه تدخل الاوضه تغير هدومها، وخدودها احمرت من شدة الكسوف.
ضحك آمر على شكلها وبدأ يعد أول اكتشفاته ليها طلعت بتتكسف. 
وبعد فتره من تجهيز الشنط، كانت "ملك" مع "هدهد" في الاوضة، بتلمم اللي هتاخده بغضب، ضحكت عليها "ملك"، فبصتلها بحده وقالت:
- أنا مش عارفه ازاي وافقتي، يعني بصعبها عليهم؛ تقومي تسهليها كده، مش قادره افهمك ياملك؟
- بصراحه ولا أنا فاهمه نفسي ياهدهد، اول ماقرب مني، توهت ماقدرتش اتلم على نفسي، يخربيت جمال عنيه، ورقته، لاقيت نفسي بوافق على طول، وبعدها استوعبت، ولاقيتك ادتيني فرصه الاعبه واخليه يتشعلق في حب فلك، واجننه زي ما عايزة.
ضحكت "هدهد" عليها وردت:
- يابنت اللذينه، ده انتي طلعتي دماغك سم، لا برافووو عليكي ياملوكه.
فاقوا على صوت "آسر" بيستعجلهم للخروج، ومر ساعة وكانوا كلهم في الفيلا، واول مادخلوا اتفاجئوا بوجود "ميشو" بيقول بفرحه :
- ياهلا ياهلا
  اول ماشافهم جري يحضن "آمر" ويبوس فيه، زقة بعنف :
- ابعد عني اوعى تلمسني ابدا، أنا مش عارف مين اللي جاب الكائن ده هنا.
"ملك" و"هدهد" ماسكين نفسهم من الضحك بالعافيه، اتكلم "آمر" بسرعة:
- في اية بس يا آمر؟ أنا ياسيدي اللي اتصلت بيه يجي يسبقنا؛ عشان هو المسؤل عن تدريب هدهد، وعمل معاها مجهود كبير، وهيكمل بإذن الله.
- خلاص يدرب هدهد، وميقربش مني.
واقف "ميشو" زعلان، بيحاول يقرب منه ويلمس عضلاته اللي مجنناه، وهو كل شوية بيبرق ليه ويزقه جامد:
- لك شو فيك يا زلمي،  ليش هيك ما طايقني؟
نفخ "آمر" بعنف، ووجه كلامه "لاسر" :
- خليه يبعد عني التوتو ده، عشان مرتكبش فيه جناية.
مسكه "آسر" وقاله:
- خلاص بقى ياميشو، ملكش دعوه بيه، وتعالى نشوف هنعمل إيه مع هدهد.
استقر الجميع، ورحبت الدادا بـ"هدهد" و"ملك"، وامرت الخدم بتطليع الشنط في غرفتهم، اصرت "هدهد" إنها تكون غرفه واحده مع "ملك"، زي ما اتعودت، غيروا هدومهم ونزلوا عشان يبدأون اول خطواتها للمجد.
___________________
ومر عدة ايام على تدريب هدهد، بمساعدة ووقوف الجميع ليها، ميشو وآسر كانوا منبهرين بروح التحدي والتفوق اللي بقت عليهم هدهد وتقدمها، حتى آمر لغى كل حفلاته وارتباط ومشغول في تدريب كل يوم بينه وبين نفسه بيزداد انبهار بيها، لكنه لسه بيكابر والاعجاب ده بيظهره مشاكسه ومناغشه ليها، دايماً حالته على صفيخ ساخن، كل لما الايام بتعدي، بيحس ان المعاد قرب بيتعصب أكتر، والكل بيحاول يتجنبه، اما "ملك" بتعيش اسعد أيام حياتها وهي طول الوقت بالقرب من حبيب قلبها "آسر"، اللي استقر معاهم في الفيلا، وده عصب "آمر"، لانه لاحظ قربه من "هدهد" وتفاهمه معها، حاول كتير يفسر الضيقه دي بس معرفش، او بمعني ادق هرب من الإجابه اللي مش عايز يعترف بيها، كل واحد مشغول في مهمه معينه. 
"ميشو" كل اللي شاغله أنه يلاقي فرصة تقربه من "آمر"وهو كل مره يشخط فيه آخر مره كان هيضربه و"هدهد" حاشت عنه بصعوبة "آسر" حاول يساعد في تدريب "هدهد" بس كل مره "آمر" يخترع له أي شغل في الشركه من غير سبب فستلم شغل الشركه كله لحد ماينتهي الموضوع. 
"ملك" كل يوم بتتعلق بي "آسر" اكتر واكتر جتلها فكره مجنونه في يوم اخدت فستان تاني لشخصية فلك معاها الشركه  ولبسته؛ خبطت على باب ودخلت على "آسر" في مكتبه جه نظراته للباب منتظر اللي يدخل لكن أول ما شفاها اتنطر من مكانه واتفاجأ بيها عمره ما اتوقع انه يشوفها تاني بعد يوم الحفله لما فاق من سحر اللحظة وهي اختفت دور عليها كتير وصل بيه الحال انه يجيب كشف الضيوف ويدور على اسمها ولما مالقاش حد بالاسم ده أيقن انها كانت طيف أو خيال احتفظ بيه لنفسه؛ لكن اهي واقفه قدامه واتجنن وقتها، ماكنش عارف يقولها اي قربت عليه مدت ايديها تسلم مع ابتسامه جذابه سلبت كل عقله اتحججت على دخلها بالشكل ده أن مافيش سكرتارية بره وأنها كانت جايه  الشركه مع  صديقه لها شغل هنا  وعرفت انه موجود وقالت تسلم عليه وتعتذر عن اختفأها المره الفاتت، هو حب اللقاء ده وحس انه لسه بعقله وأنها مش تهيؤات زي ما كان فاكر، فضلو يرغو شويه الحوار كان ممتع هو كان مسحور بجمالها وهي كانت عايزه تكون قريبه منه وخلاص لكن هي عندها هدف لازم توصله لامحت كذا مره بالكلام عن الطبقية والعائلات، وأنه لو ماكنش شاب غني ومشهور ماكانت اتعرفت عليه أهم حاجه عندها تكون تحت الأضواء وده شيئ ضيقه  بس تغَضى عنه  خلص الكلام وقفت تمشي "آسر" سحب مفاتيحه:
-استني اوصلك ونكمل كلامنا. 
"فلك" اتفجأت من طلبه وبدون وعي ردت:
-لأ... لأ مش ممكن وبعدين انت عندك اجتماع كمان عشر دقايق مش هينفع. 
خدت بالها من اللي قالته وارتبكت بس سؤاله كان أسرع :
-أي ده بجد عرفتي منين مواعيد اجتماعى؟
-أنا.. شوفت فايل على مكتب بره سوري بس شوفته صدفه قبل ما ادخل.
-على المكتب وملك مش بره هي راحت فين غريبه دي اول مره تعملها. 
"فلك" بستفسار وفضول أنه يقول اي كلمه عليها هزت رأسها وبتسأل؛
-أول مره تعمل أي دي اللي بتقول اسمها اي؟! 
-دي ملك سكرتيرتي مستغرب أنها بقالها (بص في ساعته) اكتر من تلاتين دقيقة مادخلتش عندي بسبب أو بدون سبب. 
ابتسمت بغيظ انه بيقول كده :
اه هم كده السكرتيرات بيستغلوا الفرص عشان يقربوا من مُدِرينهم، في الاخر تلاقي نفسك ايدك في ايد المأذون. 
الوقت بيعدي وهي لازم تختفي حالا وملك تظهر سلمت عليه ومشيت كان خطوه وقفها وسألها:
-استني... تخيلي كل ده وماعرفش أسمك بالكامل أية؟
أبتسمت وقالت له اسمها:
-"فلك" كفايه ده دالواقت ما تستعجل. 
ومشيت تحت غموض كبير بالنسبه له طلعت قدامه من العدم سحرته بجمالها ورقتها ولا يعرف عنها شيئ وأثارت فضوله انه يعرفها اكتر وممكن مع الوقت يغير تفكرها اللي مش حبه واقنع نفسه أن مافيش انسان كامل ويحاول يصل النقطه دي معاها. 
__________________
"صافي" في مكتبها، ماسكه فونها بتتصل   على "كامليا"، وانتظرت ردها :
- ايوة ياكامليا، الشيك وصلك؟
- ازيك ياقلبي، اه ياروحي وصل، أحلى حاجة الواحده تصحى من نومها على شيك بالمبلغ ده، ميرسي ياروحي.
- عشان بس تعرفي اني مش بخلف وعدي زيك، برغم اني مشفتش منك حاجة تستحق بس اعتبرته صدقه.
اعتدلت من قعدتها، ونفخت دخان سجارتها بغضب، وردت عليها بحده وصوت عالي:
- لا ياروحي مش كامليا اللي تقبل صدقه، اظبطي ساعتك ٦٠ دقيقه وهتسمعي الخبر اللي يهدي قلبك، وساعتها هتعرفي اني بشتغل في صمت، وهيوصل صداه ليكي.
ابتسمت بفرح ولانت نبرة صوتها، واتراجعت وقالتلها:
- مش قصدي ياحببتي والله، بس طمنيني بس وقولي هتعملي ايه؟
- اللي بيعمل مش بيقول ياصافي وهتعرفي اني هوفي بوعدي، بس لعلمك الدفعه الأخيره مش هتكون فلوس، وهتنفذي اللي ابلغك بيه.
- هنفذ ايه مش فاهمه؟
- لما يجي وقتها هتعرفي، يالا سلام وانتظري سماع الخبر اللي هيبرد نارك، باي ياروحي.
قفلت معها من غير ما تسمع ردها، وسبتها وهي مسهمه ومحتاره مش عارفه تفكر ولا تخمن هتعمل إيه؟ بصت لساعة اديها تشوف الساعه كام وتسال روحها ياترى بعد ساعه من دلوقتي هيحصل أية؟
___________________
 في جنينة الخلفيه لفيلا "آمر" مازال طاحن "هدهد" في التدريب بتلعب على المشاية، لكن مره واحده وقفت من التعب، ونزلت من عليها بتنهج، وتمسح وشها من العرق المتساقطة منها، قرب منها "آمر" وبحده قال:
- وقفتي ليه؟ اي هنتلكك على أي تاني؟ قولتي نتدرب في الهواء الطلاق واهو طلعنا جيم بحاله بره عشان نخلص وكمان قولتلك زودي السرعه تاني، وانتي مش بتسمعي الكلام. 
نفخت بقوه، حس ان الهوا اللي خارج منها زي الريح القويه، استغرب لغضبها ده بس فاق على صوتها العالي، قعدت على أقرب كرسي:
- ارحمني كل يوم تدريبات، وعجلة، ومشاية، ونط حبل، غير دروس الاتيكيت، ودروس المكياج، وطريقة الكلام، أنا تعبت، عايزة أرتاح يوم، أنا اتخنقت محدش حاسس بيا، نفسي اكل براحتي، الاكل بيكون قصاد عيني ومش قادره اقرب منه، بلاقي ميت ايد تضربني على ايدي لو مدتها بس عليه، تعبت بجد.
كانت بتقول كلامها دفعه واحده، بألم، حس بيه "آمر"، وصعبت عليه، كل التدريبات اللي بيعملوها لعارضة الازياء، وملكات الجمال بتاخد شهور طويله، وهما مكسفنها عليها بشكل صعب، اتعاطف معاها، وقرب منها ووقفها قصاده، ولأول مره تحس بالعطف في نبره صوته، وانه بيتكلم برقه معاها، استغني عن الشخط والنتر والعصبيه قرب منها وقال:
- أنا حاسس بيكي كويس، وعارف إنك بتعملي  مجهود وتعب عليكي، لكن لولا شايف أنك ادها وبتتقدمي، صدقيتي مكناش بذلنا اي مجهود، والأكل صعب بل مستحيل تاكلي زي ما كنتي بتاكلي زمان، لازم يكون جسمك مناسب لطولك، واقل كمان من طولك بخمس كيلو جرام، في مقاييس لازم نرعاها ياهدهد، هانت كلها اسبوعين وترتاحي لما تحققي التحدي اللي بنا وتفوزي عليا، ولا نسيتي.
قال اخر كلامه مع ابتسامه سحرتها، وخلتها مش قادره تتحرك من مكانها، وفاقت من سحر اللحظه على صوت طلق ناري عدت من فوق راسها، وصداها ملى المكان، ضمها بسرعه "آمر" يخبيها ونزلو وراي الإله الرياضيه عشان يحميها، والخوف سيطر عليها، اتفزعت يكون اصابه حاجة، طمنها بعيونه، ووطى رأسها كتر، الخوف مسيطر عليها مسكه في ايده مش عايزه تسيبها، محدش شاف منهم مين اللي ضرب الرصاص. 
واحد متلتم مستخبي وراى شجره، بيدور بعينه عليهم، منتظر ظهورها عشان يطلق رصاصة الغدر، لكن في اللحظة دي الأمن  جه يبحث في كل مكان، "آمر" نبها انها مترفعش راسها وهو هيحاول يقوم، مسكت ايده وحاولت تقوم معاه، فجأة اطلقت رصاصة بسرعة وبغشومية من المتلتم، لما لمح واحد من الأمن، ضربها وجري بسرعه على الموتسيكل وراى واحد تاني مستنيه، من غير ما يتأكد الرصاصه اصابت مين؟

رواية راهنت عليك الفصل الخامس عشر 15 بقلم عبير فاروق


طلقه طايشة أصابت واحد منهم بس الأكيد أن التاني هو اللي بيتألم
"هدهد" ضامه "آمر" في حضنها، والدموع عرفت طريقها طول الوقت حبساهم لكن اللي قدمها صدمها رفعت ايدها غرقانه دم الرصاصه جت فيه لكن صداها في قلب "هدهد" بتحاول تصرخ بصوتها، بس للأسف صوتها خانها، مش عايز يطلع، مخنوق، محبوس جواها، بتضمه بخوف وفزع، لدرجة انه مش متخيل أن في حد ممكن يحبه بالشكل ده، نسي كل الألم اللي فيه، ومش عايز غير أنه بس يتأكد ويستلذ بشعوره في حضنها، ويستمتع بخوفها عليه، مثل عليها أنه اغمى عليه، عشان يعرف هتعمل ايه، وهي لما شافته بالشكل ده، صرخت بآااه ملت المكان، جه على اثرها "ميشو" اللي وقف متسمر في مكانه لحظة، وبعدها فضل يلف حولين نفسه مش عارف يعمل اي؛ الخوف والرعب الظاهر على وشه كفيل انه يوضح حاله، حاولت "هدهد" تجمع نفسها فشلت، مسحت وشها مسكته وهزته بقوه، وصوتها منبوح قالت بنبره تحرك الجبل:
- لا فوووق الله يخليك، اوع تسبني بعد ما لقيتك، انت الحلم اللي بيطردني من سنين، اشمعنا الحلم ده يتحقق مانا ياما حلمت بحاجات كتير، اشمعنا ده يتحقق. 
هدهد جه في بالها حلمها اللي كل يوم تفوق منه والقدر بياخد فارس احلامها بكل قسوة كانت فاكرة انها مجرد أحلام وخلاص لكن اهو اتحقق قصاد عنيها ما لحقت تفوق من طعن الزمن فيها كل طربه أشد من اللي قبلها. 
وفجأه لاحظت انه مش بيدي اي اشارة ليه، اتجننت أكتر وصوتها بقى أقوى مسحت دموعها وبدأت تضرب فيه بكل قوة فضله جواها وتكلمه:
- قوم... أنت لآزم تعيش... هقتلك بأيدي هتحمل اي حاجه إلا أنك تموت بين أيدى. 
كان حاسس أنه طاير في السما من شده السعاده، رغم ألمه من ضربها ومن الرصاصة لكن اخيراً لقى  "تفاحة آمر" اللي بيدور عليها بقاله سنين، بصت "هدهد" لميشو" لقته ماسك الفون وبيرتعش بيرن على حد وزعقت فيه الفون وقع من ايده وقالت:
- قرب بسرعه، ونادي على اي حد يشيله معانا عشان ننقذه.
قرب منها ببطئ مهزوز، ومش قادر يشوف الدم بعد عنها فضل ينوح:
-يا ويل قلبي انا على سبع الرجال غدرو فيك يا روحي و ضربوك بقلبك يا روح قلبي. 
هدهد أستنفذت كل طاقتها وصبرها وضمته اكتر  صرخت فيه :
- ميشووو  أخرس خالص. 
 واحد من الأمن جه جري بياخد نفسه بالعافيه، قالها انه اتصل بالاسعاف واتصل بي آسر والاتنين جاين في الطريق، زعقت فيه وامرته انهم لازم يتحركو بسرعه على اقرب مستشفى،  وشالوا "آمر" بسرعه، وركبوا العربيه لاقرب مستشفى، ساق راجل الأمن، و"ميشو" جنبه بيعيط ويلطم زي الستات ، وهي ضماه لصدرها، وبتمسح وشه، ودموعها سابقاه، وقلبها هو اللي بينزف مش هو، بعد دقايق وصلت للمستشفي، قلبت الدنيا في ثواني، صرخت على اي حد ينقذه، حد من  التمريض قرب عليها يسعفه لما شاف وشه عرف أنه "آمر سلامه" المطرب المشهور اخد الترولي وجرى بيه واستدعا الدكتور و دخل العمليات بسرعه، وهي كل قوتها انهارت، وبقت مش قادرة تتحمل، رجليها مكنتش شيلاها، قعدت على الأرض والدموع نازله منها، سيول مش قادره تمنعها ولا توقفها، مش عارفه هي بتكبي خوف لتفقده، ولا على عمرها اللي بيضيع منها، شريط حياتها كله مر قدام عينها، بكت بشده غير اي مره فاتت، فاقت على صوت "آسر" جاي بيجري من آخر الطرقه الطويله قدمها ومعاه "ملك" بتجري وراه، وهو سألها :
- اية اللي حصل ياهدهد؟ آمر جراله اية؟ ومين اللي عمل كده؟
رفعت عيناها الحمرا زي كسات الدم، وملقاش منها اجابة، قربت منها "ملك" وحضنتها، انهارت في حضنها، والصمت سيد الموقف، حاول يفهم "آسر" من "ميشو" معرفش يتكلم من خضته، رد عليه رجل الأمن وحكى له اللي يعرفه، بس التفاصيل كلها عند هدهد" و" آمر" ، الوقت مر كأنه سنين، واخيراً خرج الدكتور، والكل جري عليه يسألوه، فرد عليهم ببتسامه:
- الحمدلله، حالة استاذ آمر بخير جدا، والاصابه جت في كتفه، وخرجناها، وهو دلوقتي تحت تأثير المخدر، اول مايفوق هيروح أوضه عادية، وممكن تطمنوا عليه.
انتهدت "هدهد" واخدت انفاسها وحمدت ربنا أنه نجاه، وانتظرت خروجه بفارغ الصبر.
          *************
في المحكمة "ماهر" في قفص الإتهام عيونه على باب القاعة منتظر اي حد يبل ريقه ويطمنه على "بطة" من وقت ما اتحبس شافها مره واحدة وانقطعت أخبارها حتى "صلاح" لما راح شافه آخر مره سأله عليها توه في الكلام خلاص القاضي دخل والحاجب قال (محكمة) الكل وقف وبردو لسه ماحد جه ولا ظهر، الوقت بيعدي على المظلوم كأنه دهر، المحامي اللي عينته المحكمه ملحقش يدرس القضيه كويس، ويلم كل الخيوط نظرا لقلة خبرته والمحامي اللي "بطه" عينته من البدايه اعتذر من اول جلسه ودي الجلسه التالته.
وجه القاضي سؤاله" لماهر" هل هو مذنب وتم قتل الرجل، اجابه بالنفي، وجهت النيابة إدانتها للمتهم بالقتل العمد والسرقة،
أصدر القاضي حكمه بعد استشارة معاونية بإثبات التهمه المنسوبه إلى المتهم واحالة أوراقة إلى فضيلة مفتي الديار المصرية.
ماهر" قعد في الأرض بعد الحكم مش مصدق نفسه واللي سمعه، وعمال يردد أنه ظلوم وان" بطه" مش هتسيبه، هدافع عنه بعمرها كله؛ القاضي لسه بيحكم في قضايا تانيه، اللي ظالم واللي مظلوم الكل في خانه واحدة مايفرقهم من بعض إلا رب الكون. 
فاق على صوت هو عارفه كويس بيواسيه من بره القفص:
- ماهر أخويا ماتخفش يا خويا، أنا هتصرف وهطلعك من هنا، وربنا يجازي اللي كان السبب.
"ماهر" بخوف ولهفه زي اللي لقى قشايه في عرض البحر:
-صلاح الحقني يا أخويا، هيعدموني وأنا بريئ والله العظيم بريئ، بطه عارفه اني بريئ اسالها هي عارفه.
صلاح رد بخبث:
-اسألها !! اسألها عن ايه بس منها لله.
-بتدعي عليها ليه؟ أنا قلبي وكلني عليها ماشوفتهاش هي والعيال ليكون جرالهم حاجه.
الخوف دب في قلب "ماهر" ودي كانت فرصه "صلاح" عشان يديله الصدمه الاخيرة:
- ماتخافش اوي كده العيال زي الفل، لكن هي اللي حالها اتبدل أمرت المحامي انه مايحضرش معاك من غير ما أعرف؛ عشان كده مالحقتش اقوملك محامي تاني، ولما سألتها عملتي ليه كده؛ قالت خسارة الاتعاب اللي هتدفع لي واحد حرامي وقتال قتله.
"ماهر" مش ملاحق على الصدمات يمكن صدور  حكم الإعدام أهون من حكم "بطه" عليه مش مصدق نفسه ولا اللي بيسمعه، هز دماغه بي نفى ومافيش على لسانه غير كدب... كدب.. صلاح كمل بتأثر :
-تشكر يا أخويا يا ابن امي وابويا، اهو ده أخرتها تكدبني طب ايه رأيك بقى إنها عارفه انه هيتحكم عليك بالإعدام اه ماهي سألت المحامي، وقالت هترفع قضيه طلاق مش عايزه تكون حرم المرحوم الحرامي، اي صدقت بقى أخوك اللي عمره ما يغشك وبجري وراك مع أنك ولا مره اتحبست فيها عبرتني حتى بسجاره ولا سألت عليا. 
 صوت الحاجب كان عالي سمعه بيقول  محكمة الكل قام وقف والعسكري بيشد ماهر يجره  زي الضحيه مغيب عن الكون كله يطلعه من القفص على السجن والبدله الحمرا وصلاح ماشي معاه بيطمنه انه مش هيسيبه وهيستأنف الحكم وهيقومله اكبر محامي.
            ***********
في مكتب "صافي"، ذهنها مشغول، كل شوية تبص في ساعتها، و فجأة الباب اتفتح مره واحده، وكان ابوها اللي نظراته مش مبشرة بالخير، قال بصوت عالي:
- معرفتيش اللي حصل ياصافي؟
قلبها دق وانتظرت تسمع الخبر اللي قالت عليه "كاميليا" :
- اية اللي حصل يابابا خير؟
- مش خير خالص، آمر اضرب بالنار.
وقفت فجأة، والصدمه بانت على وشها، والخوف سيطر عليها والدموع خانتها، قربت منه وسألته بخوف:
- حصله حاجة يابابا، طب هو فين دلوقتي؟
الخبر مغرق كل السوشال ميديا، واتصلت اتأكد من "آسر" اكده وقالي اسم المستشفي موجود في....
مانتظرتش يكمل كلامه، اخذت شنطة ايديها، وجريت تسوق عربيتها بجنون، واتصلت على "كامليا"، واول ماردت صرخت فيها :
- انتي إزاي تعملي كده، انتي للدرجة دي غبيه، أنا قولتلك تموتيه، والله العظيم لو آمر جراله حاجة؛ لادفعك عمرك قصاد عمره ياكاميليا.
حولت تهديها وتبلع كلامها المسموم لأن لسه ما بنهم حساب:
- اهدي بس ياصافي، اطمني زي القطط بسبع أرواح، الاصابه في كفته وقام منها، الغبي جه ينشن على البنت اللي معاه، هو فداها، واخدها هو، المرة دي كان قرصة ودن، وان شاء الله المره الجايه مش هتخيب. 
صافي بندفاع وخوف:
- مره جايه هو لسه في مره جايه والاغبيه اللي مشغلاهم دول يضمنوا للمره الجايه. 
- عايزاكي تطمني وتعرفي أنا مش بلعب، ورجالتي حواليه، وهينتهذوا اي فرصه ويخلصوا عليها.
- كامليا، بعيد عن آمر، مش عايزاه يتأذي، انتي فاهمه؟
- فاهمه ياروحي، روحيله انتي دلوقتي اطمني على حبيب القلب، ومتنسيش تبكي وتبيني أنك متأثره عشانه.
- أنا مش محتاجة ابين حاجة، لاني بالفعل هموت من الرعب عليه، سلام دلوقتي عشان وصلت.
قفلت المكالمه وطول الطريق بتشتم فيها وفي غبأها. 
دخلت بسرعه تجري وسألت على غرفة "آمر" اللي كان طلع واول ما فتح عيونه، كانت "هدهد" قاعده جنبه، والقلق والخوف الصادق، باين عليها، بدون اي تمثيل ولا لابسه أي قناع، شاف الحب بيلمع جواه عيونها، ابتسم وسألها بهمس:
- انتي كويسة، فيكي حاجة؟
هزت راسها بالنفي، حاولت تتكلم، صوتها المنبوح مطلعش، تنحنحت ولسه هترد، دخلت فجأه "صافي" وشافتها مقربه من" آمر" واللي صدمها أكتر لما لاحظت لمعان عينه، والحب اللي باين فيهم وهو بيبص عليها، كتمت غيظها، وقربت عليه، وزقت بإديها "هدهد" اكنها بتشكيل كيس زباله، عشان تقعد مكانها جنبه، ومالت عليه تبوسه من خده، كل ده و"هدهد" واقفه عايزة تجبها من شعرها، في اللحظه دي جه "آسر" وادخل ينقذ الموقف وقال:
- الف حمدلله على السلامه ياحبيبي، كده توقع قلبي عليك؟، منوره ياصافي، تعبتي نفسك ليه؟
- هتعب لأغلى من آمر، ربنا وحده اللي يعلم أنا سوقت العربيه ازاي، لحد ما جيت هنا. 
ابتعد "آمر" عنها، وبعد وشه وابتسم ليها ابتسامه صفرا، وقال:
- الله يسلمك ياصافي، شكرا.
قربت "هدهد" والغضب والغيظ منها جامد، ووجهت كلامها ليها بنفس نظرات القرف والاستفزاز:
- الدكتور قال منطولش في الزياره، عشان يرتاح، يالا نطلع كلنا، عشان النفس بس في الاوضة كتير، والاكسجين قل.
آسر ايد كلامها وشاور لي صافي انها تتحرك 
اتحرجت" صافي" وزاد حقدها منها، ازاي تطردها بالشكل ده، انسحبت بعد ماسلمت عليه وبسته غظب عنه قصاد الكل وخرجت متوعده ليها بشر ملوش مثيل.
"ميشو" كان واقف بعيد، خايف يقرب، لمحه "آمر" ولاحظ حزنه، نادى عليه:
- تعالى ياميشو، واقف بعيد ليه؟
-بدي اعبطك بس ما بقدر اتحمل شوفك موجوع يا روحي. 
آسر بص لي آمر وانفجر ضحك على طريقة ميشو وحبه العجيب لي آمر. 
- لا اطمن من بعيد لبعيد كده، الله يسلمك. 
"ملك" اطمنت عليه، والكل خرج وكانت "هدهد" اخر واحده، نادى عليها بنبره ضعيفه، لفت وقربت منه وقالت:
- في حاجة وجعاك، انادي للدكتور؟
هز بالنفي، ومد ايده يمسك اديها، ورفعها يبوسها برقة مش متعوده عليها، حست انها طايره من لمسته، بص في عيونها وقال:
- شكرا على اللي عملتيه معايا ياهدهد، انتي فعلا بميت راجل.
سحبت ايدها، وابتسمت بحب، وقالت:
- متشكرنيش على حاجة، أنا لو بأيدي، كنت افديك بروحـ..... .
قطعت آخر كلماتها كانت بدون وعي منها، انتبهت على ابتسامته، حاولت تصلح اللي قالته :
- اقصد يعني، حمدلله على السلامه، هسيبك عشان ترتاح.
خرجت وطلب منها تنادي على "آسر"، اللي دخل بسرعه، وقعد جنبه وسأله:
- أنا عايز أعرف ايه اللي حصل؟
اتنهد وحكى كل شئ، ونظرات الصدمه علي وجه "آسر"، استنى لما خلص كلامه وسأله:
- هي لسه التهديدات بتجيلك؟! 
ولا انقطعت من آخر حفله عملتها. 
-فعلاً انقطعت من وقتها؛ احساسي بيقول أنه مش أنا المقصود، اللي كان بيصوب هدفه هدهد مش أنا؛ لأني كنت قدامه طول الوقت. 
- تفتكر مين اللي له مصلحه في كده؟ 
مستحيل تكون... لا مش ممكن توصل للأجرام ده. 
- مفيش حاجه اسمها مستحيل، واهو حصل في عز النهار كمان، الله أعلم المره الجايه هتصيب مين لازم تكثف الأمن وتزود الكاميرات، وأهم حاجه هدهد ماتغبش عن عيني لحظه واحده لحد ما نعرف آخره الموضوع اي. 
- ماتقلقش ياحبيبي، خلي بالك أنت من نفسك، ومتشلش هم حاجة، هتصل بمدير الأمن لشركتنا، واجيب ناس تأمن الفيلا كويس جدا، وهدهد هتكون في عنيا، ارتاح أنت شوية، عقبال ما أوصل البنات الفيلا.
شاور له بالموافقه، وخرج ليهم، وبلغهم أنه يوصلهم، لكن "هدهد" رفضت بشده، وصممت متسبش "آمر" لحظة واحدة، حاول كتير معاها لكن قدام تصممها، طلب من العبودي جارد يوصل ملك على الشركة وميشو سابهم ومشى بس هيرجع لهم تاني، وهو استنى معاها، خاف يسبها لوحدها، لحسن حد يأذيها تاني.
استاذنت "هدهد" من آسر"عشان تروح تغسل وشها وتفوق شوية، وهي ماشيه سمعت صوت واحده بتنادي على الممرضة تلحقها قلبها دق بسرعه، حسه ان الصوت ده اقرب ماليها في الدنيا، بصت بعيد عليها لاقتها امها" عزيزة" جريت عليها بكل شوق الأيام اللي فاتت نادت بصوتها المبحوح، لكنه وصل لامها، اول ما لمحتها نسيت الدنيا وما فيها، ضمتها بحنان ام طال غياب ضنها وهدهد ما صدقت تلاقي حضنها تترمي فيه، بيحكو ويسالو في بدون همس كل اللي طالع منهم صوت أنين دمعهم وأخيراً قدرت عزيزة تخرجها من حضنها وتسالها عن حالها:
- هدهد بنتي، حببتى، وحشتيني اوي ياضنايا، كنتي فين ياقلب أمك، عايشة ازاي؟ واية يابنت الحلاوة اللي بقيتي فيها دي؟ وعرفتي ازاي ان احنا هنا؟ يالهوي دم اي الدم ده حصلك اي جرالك حاجه انطقي ياهدهد وقعتي قلبي. 
ابتسمت على طريقة امها اللي مش بتتغير ابداً وردت عليها:
- عمرك ما هتتغيري ابداً يازوزو، لما بتفتحي في الأسئلة محدش بيوقفك، هحكيلك كل حاجة لما نقعد، بس الاول انتي هنا ليه، و بتعملي اي في المستشفى الغالية دي؟! 
- عبده تعب تاني، وجاتله الازمه، صرخت وناديت اهل الحته تلحقني، اتصلوا بالاسعاف، والراجل بتاع الاسعاف قالي لو راح مستشفى حكومه هيتبهدل، راحوا جابونا هنا، كشفوا عليه واسعفوه، ولسه فايق بشوف دكتور يجيله، لاقتك اقدامي.
- ياحبيبي ياعبده، هدخل اشوفة على ما تنادي الدكتور. 
- يابنت احيكيلي بس، انتي مستخبيه فين، واحوالك ايه؟
جريت على الأرض وبصتلها وشاورت بأديها بعدين، ودخلت تطمن على عبده، اللي اول ما لمحها؛ مد إيده بحنان زي ما بيعمل معاها دايماً عشان تقرب منه، جريت عليه تحضنه، ودمعها بتسبقها عليه، اتكلم معها بصعوبه وقال:
- طمنيني عليكي يابنتي؟
-أنا بخير ياعبده، متشلش همي، قوم انت ياسندي، وشد حيلك.
رد وهو بينهج اوي، وبكلمات متقطعه قال:
-حيلي اتكسر بعد غيابك وقلبي محروق عليكي. 
هدهد مسحت دموعه ودمعها وكلمته:
-بس خلاص بلاش دموع مش هسيبك من النهارده، طز في اي حاجه تبعدني عنكم لا هخاف من سجن ولا من دياب ولا من حد في الكون غير ربنا، اكيد هيخرجني منها زي الحكايه اللي حكتهالي صح يا عبده ربنا بينصر المظلوم مهما كان جبروت الظالم مش ده كلامك بس أنت قوم بالسلامه. 
عبده بيردد نفسه ودموعه نزله اه ياهدهد ربنا موجود بس الظلم عليكي قوي كنت بصبرك بحياتي عشان تقدري تقومي جبروت الايام لكن دالواقت ماعدش ينفع. 
طلع صوته بصعوبه وقالها:
- اسمعيني كويس ياهدهد، مفيش وقت، لازم أقولك على السر اللي في قلبي قبل أمك ماتيجي.
برة الاوضة كانت "عزيزة" ماشية بعد ما خرجت من عند  الدكتور، وقالها هيجي حالا يشوف الحاله، وفجأة لمحت "دياب" طالع من الاسنسير من بعيد بيبيص على رقام الأوض، جريت على بنتها تهربها، دخلت تصرخ :
- اهربي بسرعة ياهدهد، دياب جاي ورايا، مفيش وقت. 
عبده بتعب:
اجري ياهدهد واوعي تنس اللي قولتلك عليه يابنتي. 
لمحت عزيزة الدموع في عنيها، وسابتهم في لحظة انكسار وجريت بسرعة قبل ما "دياب" مايشوفها بس لمح عزيزه وهي بتبص دخلت بسرعه وجت تقفل الباب زق الباب  ودخل غضبان وبيزعق فيها هي وعبده:
- فين هدهد ياوليه؟
- وليه لما يولولوا عليك ساعة وسكتوا.
- هربتيها تاني صح، عارف انها هنا أنا هوريكي، انطقي.
مسكته من هدومه، عشان تدي فرصه لهدهد تبعد اكتر، وفضلت تصرخ وتنادي على حد ينجدها، لمحت بعنيها عبده الازمه بتزيد ومش قادر يتكلم، او ينادي عليها، كان بيشاور وصوت متقطع؛ سبها سبها، وقوته بتضعف لحد ما ايده نزلت جنبه وعيونه سلمت، وهي واقفه بتصرخ وبس، بين نارين، عايزة تنقذ بنتها، ومش عارفه تعمل ايه لجوزها، جه الدكتور والتمريض بسرعه، لكن عقبال ما قرب منه كان السر الالهي طلع وقابل رب كريم، وفضلت تبكي وتنوح.
بره "هدهد" بتنهج، حاسة إنها مقسومه اثنين، مصدومه من كلام "عبده" 
بتجري ومش عارفه هي بتهرب من اية ولا اية.
الكل خرج من اوضته يشوف مين اللي بتصرخ دي، لمح "آسر" "هدهد" وهي بتبعد عن عينه، بص للست اللي بتزعق، وجري يشوفها راحت فين، واية علاقتها بصريخ ده؟ خرج وراها ساق عربيته وعينه بتدور عليها، لمحها نادى بأسمها :
- اركبي بسرعه ياهدهد.
ركبت وهي بتنهج، والدموع بنتزل من عينيها في لحظة عمره ما شافها قبل كده، مش متعود على نظرات الضعف والانكسار دي منها، قلبه وجعه من غير مايعرف السبب، طبطب على اديها وقال:
- اهدي ياهدهد، كل مشكله ولها حل، بتهربي من اي؟! وليه وبتجري بالشكل ده؟
رفعت راسها وبصت في عيونه، وسكتت مقدرتش تقول أية؟ تقوله انها هربانه من جريمة بريئة منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، ولا تقوله هربانه من اللي مش بيرحم حد يقف قدامه، استمر السكوت بينهم حس إنها مش عايزة تتكلم، او إنها خايفه منه، رفع ايده وحطها على مقبض العربيه بيسوق، وعينه قدامه وقال بزعل:
- معقول أنتي لحد دلوقتي مش واثقه فيه أنك تقولي سرك، صدقيني مش هتلاقي حد يخاف عليكي ادي، قولي ومتخبيش عني حاجة؟
بس الصمت كان سيد الموقف و الرد عليه. 
-هحترم سكوتك وهنتظرك لحد ما تثقي فيه وتقدري تحكيلي. 
هزت رأسها دليل انها سمعاه، وده أكد له ان الموضوع كبير وأنه لازم يكون جنبها عشان يدخل في الوقت المناسب، بس فضل يفكر هل اللي كانت بتجري منه ده له علاقه بضرب النار اللي حصل لهم؟!  ولا دي مشكله تانيه؛  تاه في أفكاره وهي كمان تايهه في دوامه جديدة من كلام عبده والسر اللي طلع لها وهيقلب حياتها رأساً على عقب، ومن ناحيه "دياب" اللي وراها في كل حته. 
 وصلو الفيلا، استقبلها "ميشو" اللي كان واقف مع الخدم بينظم البيت والجنينه وعمال يسألهم، ويتأمر عليهم كانوا فين وقت إطلاق الرصاص، وازاي ماحد سمع واحده منهم ردت وهي بتعيط من اللي سمعوه عن الحادث :
- مدام نيفين اخدتي أنا ومرفت روحنا على المول القريب من هنا نشتري شويه حاجات مستر آمر طلبها منها (شاورت على واحده من اللي واقفين ) وسعاد اخدت إذن ساعه تودي مامتها للدكتور ومدام نيفين وافقت واخرجنا كلنا سوى ماحدش يعرف ان ده كله هيحصل. 
ميشو بصلها بعيونه زي المحقق كلومبو:
-هيك رح اتحقق من حكيك هيدا و روحي شوفي شغلك بلا كسل. 
"ميشو" لمحهم قرب من" آسر" بقلق وخوف بيسأله عن" آمر"، وطمنه، تزامن مع دخول "ملك" اللي جريت عليها أول ماشافت وشها، واخدتها لفوق عشان تفهم منها أية اللي مخلي وشها بالشكل ده؟
"آسر" سأل على "نيفين" واحده ردت عليه قالت إنها أول ماسمعت اللي حصل من الأمن اغمى عليها، وأول ما فاقت جريت زي المجنونه ياحول الله تطمن على مستر "آمر" 
مسك "ميشو" من كتفه وأمنه يخلي باله من البنات، وأكد على الحرس الجديد وشدد الأوامر أن مافي نموسه تدخل أو تخرج بدون إذن، وخرج عشان يروح المستشفى، وهو بيسال نفسه الايام خبيه اي تاني؟! 
ملك فضلت جنب هدهد لحد ما نامت واطمنت عليها سبتها وخرجت عدي وقت كبير وفتحت عيونها على ايد بتلمس وشها ابتسمت لما فكرته آمر لكن سمعت صوت دياب وهو بيقول لها:
فكرك هتهربي مني كتير؛ بس لقيتك في الاخر... 

رواية راهنت عليك الفصل السادس عشر 16 بقلم عبير فاروق


غرفه آمر  نيفين دخلت ملهوفه عليه ودموعها ماليه وشها، حاول كتير يهديها ومع إصرارها على تفاصيل الحادث، حكى لها خلص كلام وشاف في عيونها نظره هو عرفها كويس حب يتفادها لكن مش هيعرف يهرب من عيون نيفين وسألته فجأة:
-بتحبها؟ 
السؤال كان صادم بالنسبه له، لكن هو متوقع منها بأي حاجه حب يغير الكلام أو يتوهها عن طريق الغنى والضحك. 
-حب اي اللي انت جي تقول عليه أنت عارف قبله معنى الحب ايه. 
ضحكت عارفه طبعه لما بيعوز يهرب منها بس هي مصره على مواجهته:
-عايز تفهمني أنك شوفت تصويب المسدس وتقف قدام الهدف ويبقى شئ عادي؟ 
-عادي... عادي... عادي... مانا  عادي اهو..
-طب تفسر بي أيه خوفها وقلقها عليك، طول الطريق وأمن البوابه وهو جايبني على هنا بيحكي عنها وعن اللي عملته معاك. 
آمر افتكر هدهد وهي حضناه وبتعيط كل كلمه حفرت في قلبه طرقعه صوابع نيفين فوقته بتسأله :
- هااا روحت فين؟ 
- رايحين جيين مش عارف السكه دي تؤدي لي فييييييييييين. 
نيفين اتعصبت من إنكاره ده 
- بقي كده أنا غلطانه إني بكلمك، 
جت تقوم من جنبه شد ايديها له وبسها، وقعد يحايلها ويغنيلها عارف انه له تأثير كبير عليها ومش هاتقدر تزعل منه:
- الحب كله حبيته فيك الحب كله
وزماني كله انا عشتوا ليك زماني كله
حبيبي قول للدنيا معايا ولكل قلب بدقته حس يا دنيا حبي وحبي وحبي
ده العمر هو الحب وبس. 
"آسر" رجع المستشفى عند "آمر" بس ملامح وشه ما لهاش تفسير، دخل عنده لقى "نيفين" قاعده جنبه وماسكه ايده وعمالين بيضحكوا "آمر" أول ما شافه استغرب من شكله وسأله بضحك:
-ما لك يا ابني وشك عامل كده ليه زي ما يكون واحد مديك 90 قلم على وشك. 
"آسر" ببتسامه بسيطه ورد عليه:
- ابدا ما فيش حاجه أنا طبيعي اهو.
"آمر" بيبص وراه يشوف "هدهد" فين وسأله :
-ايه ده امال فين يا هدهد مش انت قولت إنها رفضت تمشي. 
"آسر" نسي يقوله تماماً وجرى وراها وروحها من غير ما يعرفه:
- لا أنا لقيتها تعبانه ومجهده واصريت عليها إنها لازم تمشي. 
اتعصب من فكره إنها في مكان، وهو في مكان بعيد عنها خايف حد يأزيها فطلع غضبه كله فيه:
- أنت مجنون مش قولتلك ماتغبش عن عينك، افرض حصل لها حاجه هناك وهي لوحدها، انت غبي إزاي تعمل كده من دماغك؟ 
"آسر" و"نيفين" نظراتهم كلها موجهه عليه، لما حس انه اتعصب زياده وتلميحات "نيفين" بعيونها بيأكد الكلام اللي قلته له من شويه، هو نفسه مش عارف اتعصب ليه ما تروح ايه المشكله بس بعد صمت من التلات أطراف رد عليه:
-اهدي شويه على نفسك وبطل غلط؛ لكسرلك الدراع التاني واطمن آمنت الفيلا والشركة وهنا كما اهدي بقي. 
-طب يلا أخفى من قدامي أدفع الحساب على ما اغير هدومي. 
"نيفين" بندفاع وخوف:
- انت اتجننت تغير تروح فين انت لسه تعبان. 
-يابني أنت على الأقل عايز لك أسبوع لحد ما تخرج. 
- مالكش دعوه أنا عارف نفسي، ويلا روح بمزاجك بدل ما تعملها غصب عنك. 
"آسر" بص لـ "نيفين" بقلة حيله:
- عجبك كده؟ 
هزت رأسها وكتفها بنفي وقلة حيله زيه، وشاورت له أن يروح يكمل الإجراءات لخروجه وفعلا خلص كل حاجه بعد إعتراض من الدكتور المعالج لـ "آمر" بس "آسر" اتفق معاه انه يمر عليهم كل يوم يشوفه ويبعت حد يغير له على الجرح بأستمرار. 
واحد من البودي جارد 1ماسك شنطته وماشي قدام، والتلاته من وراهم  و"نيفين" و"آسر" سنده في الوسط وخرجين من المستشفى ركبوا العربيه "آمر" استغرب ان "آسر" ماركبش بص له وهز راسه بتسائل رد عليه.:
- أي ياعم ماوريش غيرك ولا اي هروح اشوف الشركه واخلص شويه حاجات كده وارجع لك. 
- لا ماترجعش روح على بيتك يا سأيل. 
- لا قاعد على قلبك ده بيت عمي، وأنا حر فيه. 
ضحكوا هما الاتنين مع توصيات "آسر" للحرص انهم يفتحوا عيونهم كويس.
وصلوا بوابه الفيلا، بيدور عليها بعنيه بس مش شيفها قابل ميشو وملك جريت على اوضه هدهد لقتها بتنازع وهي نايمه و وشها مليان مايه وعلامات الخوف ظهره اوي عليها قربت تثحيها بشويش لكن رد فعل هدهد كان قوي بتحاول تقاوم حد في حلمها ملك خافت عليها راحت مزعقه في ودنها جامد اتفزعت مع شهقه قويه منها ملك مسكت ايديها تطمنها هدهد بتتشاهد على روحها ملك ادتها كوبايه مايه وطمنتها هدهد قالت لها أنه كان كابوس بلغتها أن آمر وصل جريت قدمها
واتفاجئ "آمر" وهي نازله من على السلم ، جريت عليه بلهفه وقالت:
- اية اللي رجعك وأنت تعبان كده؟ 
استمتع بنظرة خوفها، ولهفتها عليه، ابتسم ورد بهدوء :
- مش بحب قاعدة المستشفيات، قولت استريح هنا احسن. 
قربت منه بحب، وعيونها ملهوفه عليه، مش قادرة تداري خوفها، ومدت اديها وقالت:
- طب هات ايديك اسند عليا، عشان نطلعك تستريح. 
كانت "نيفين" متابعه نظراتهم لبعض، واتأكدت من مكابره "آمر" وطلعته فوق، وبعدين راحت تشرف على الغداء، و"هدهد" اصرت تروح معاها. 
      ------------------- 
"بطة" واقفه في وش الباب، بتبص على الراجل اللي معينة "صلاح" من شراعة الباب تشوفه قاعد ولا مش موجود، عايزة تنزل عشان تشوف المحامي يطمنها على جوزها، اول ما قام يصرف نفسه في اي ركن، جريت وخرجت بسرعه، ونبهت ابنها "علي" انه ميعملش حس خالص، ولو الباب خبطت ميفتحش، ويخلي باله من أخته اللي نايمه جوه، نزلت جري على السلم، واول ما خرجت من باب البيت؛ لاقت "صلاح" في وشها بيسألها بحده، وبصوت عالي:
- اية اللي منزلك بتتسحبي كده؟ ورايحه فين؟
اتلجلجت في الكلام وبتهتهه قالت:
- ابدا اصل.. اصل من يوم ماولدت وأنا مش عارفه ارضع البنت كويس، قولت انزل اجبلها لبن صناعي يساعدني في الرضاعه.
- اااه، وكان فين المحروس اللي مقعده يشوف طلباتك، مبعدتهوش ليه؟
- لا اصلي كنت هنادي عليه، ملقتوش، قولت الصيدلية قريبه خطوتين وبس.
- طب اطلعي فوق، ومش عايز اشوف ديل جلابيتك في الحاره، وكل طلباتك هتوصلك.
فضل يزق فيها لحد ما طلعت شقتها وفتحتها، بس هتموت وتعرف اي خبر عن "ماهر" وهو مش مديها عقاد نافع، بيلاوع في الكلام كل مره بس خلاص الكيل فاض بيها. 
- ماقولتليش مفيش اخبار عن ماهر وقضيته انا عايزه اشوف جوزي؟
- اه طبعًا فيه، المحروس اتحكم عليه بالاعدام النهاردة.
برقت عنينها، وضربت بأديها على صدرها، وصرخت من قلبها، والصدمه مسيطره عليها، رجليها مش شيلاها من على الارض، الدنيا بدور من حولها، معقول تكون دي النهاية، وجوزها اللي كان شريف هيموت في لحظة ويسبها، "صلاح" متابع بعينه صدمتها، حب يضرب على الحديد وهو مولع، فكمل كلامه :
- اوعي تكوني فاكره انه برئ، يابنتي إحنا هنجرانيه، السرقة دي بتجري في دمنا، ولو كان برئ مكنش القاضي حكم عليه بالإعدام، كل الادله ضده، بس انتي اللي مش عايزة تشوفي حقيقه جوزك اللي أنا عارفها ومتأكد منها.
بتهز راسها بالنفي، مش قادره تصدق كلمه، جوزها وعدها انه هياكلها بالشرف، مستحيل يرجع للحرام، هو تاب، بتحاول تزقه عشان تروح لجوزها، وبتصرخ في وشه:
- اوعي كده سيبني، ملكش دعوه بيا، أنت ملكش حكم عليا، أنا عايزة الحق جوزي واشوفه، أكيد في حاجة غلط، مستحيل ماهر يعمل كده، يسرق ويقتل، أنت كداب، ابعد عن طريقي.
وهنا مقدرش يستحمل كلامها زقها قدامه وقعت على الكنبه، الكل شايف "ماهر" ملاك وهو بس اللي شيطان، وده اللي خلاه يجيب اخره، زعق بأعلى صوته، ومسكها بقوة من ايديها وهز فيها جامد، لدرجة وجعتها، اول مره تشوفه بالغضب ده، خافت من شكله:
- انتي فاكراها اية وكاله من غير بواب، قسما عظماً لو خرجتي يابطة، ولا لمحت طرفك لهيكون اخر يوم ليكي تشوفي الشارع، وهحرمك من عيالك، ولا هتعرفي ليهم مكان، وانتي عارفه أني اقدر أعملها، فاتلمي احسن واتكني في شقتك، خابت هي على اخر الزمن النسوان تلف في السجون، أخويا أنا اولى بيه، ومش هسيبه، واياك المحك تاني في الشارع.
وتوالت الصدمات فوق راسها، لكن المرة دي الضربه كانت قاضي مقدرتش تتحملها، كله إلا عيالها نن عينها من جوه، سكتت، ودعت جواها ينتقم من الظالم المفتري، بنتها بتعيط جريت عليها اخذتها في حضنها، وابنها شايف وسامع كل ده بس طفل مش فاهم حاجه؛ بيعيط على عياط أمه فضلت تنعي حظها اللي وقعها تحت رحمة من لا يرحم، مكنش قدامها غير الدموع تنزل من عيونها بقلة حيله، فاقت على ايد ابنها بيديها التليفون اللي بيرن ومش مبطل رن من بدري.
          *************
في عز الليل وسكونه، واحلامه اللي الكل بيتمنى يشوفها، إلا واحد مش قادر يغمض جفونه رغم تعبه واجهاده طول النهار؛ إلا أن النوم جفاه، قام يشم هوا من شباك اوضته ويطرد كل الأفكار اللي قلقه نومه، بيفكر فيها طول الوقت؛ لسه حاسس بحضنها بيضمه ودمعها اللي نزلت علشانه مش متخيل انه ممكن يحس الشعور ده، كل فكره عن الحب انه بيساوي المساومه على المشاعر، عمره ما شافه ولا عرفه كل اللي فات كان خداع وكدب وغش؛ هو مثال واحد عن الحب الصادق متذكره في امه وابوه لكن كانت نهايته الموت، وحاليا عرفه وحسه بردو عن طريق الموت، ليه على طول الحب الحقيقي متعلق بالموت بالشكل ده؟ اللي بيحب بصدق نصيبه الفراق مافيش قصه حب كملت من بدايه الخلق لحد دالواقت.
شاف خيال تحت الشباك فضل متابعه، لحد الخيال ده مابقى قدامه مباشرةً؛ شخص لابس بنطلون اسود وسويت شرت بي طاقيه ورفعها مغطى وشه، وبيتسلل وطريقة للجنينه الخلفيه "آمر" فكر يزعق أو ينادي حد من الحرس، بس هيلفت انتباه وممكن يأذي حد قرر ينزل وراه وأول ما يقرب منه يمسكه وينادي على الأمن، بس قبل ما يتحرك لمح وش الشخص ده وكانت "هدهد" وهي بتتلفت حواليها تشوف حد شايفها ولا لأ "آمر" للحظة اتسمر مكانه "هدهد" ازاي وليه بتتسحب وتتلفت كده؟ وليه كده ليه؟ أسأله كتير قطعها ونزل يجري يشوفها رغم تعبه اللي قل من سرعته، على ما وصل لمكانها كانت اختفت دور عليها كتير ولا لها أثر في الفيلا كلها. 
------------------------
عند "كاميليا" بترن على" صافي" وطلبت منها تروح ليها على وجه السرعه  لأمر مهم "صافي" استغربت من الححها  بس ركبت عربيتها وراحت لها فتحت بترحيب :
-اهلا... اهلا.. يا صافي اتفضلي. 
- في ايه يا كوكي الموضوع ده ماينتظرش للصبح يعني؟! 
- صبح (ضحكت بمياعه) إحنا بتوع صبح جرا ايه يا صافي ما ده العادي بتعنا ايه الجديد يا قلبي. 
-أبداً يا ستي بابي مركز معايا اليومين دول، ومشدد عليا أقل من السهر وكده يعني... يلا قولي عايزه اي مهم اوي كده. 
- ودي تيجي من غير ما نشرب كأس الأول. 
-لا.. لا.. لا لو رجعت شاربه مش ضامنه رد فعله ايه. 
-طب نمشيها عصير فريش ونتكلم. 
طلبت من الخدامه تجبلها عصير  لـ"صافي" ، وليها كأس وسكي وبدأت تتكلم وهم بيشربوا. 
-ها اي الموضوع. 
- الموضوع قرب يخلص وعايزين نتمم اتفقنا.
"صافي" بدأت دمغها تتقل، وعيونها الرؤيه فيها مشوشه حتى كلامها مش وصلها نصه، الصوت بيتضخم ويرفع لوحده مسكت دمغها تسندها وبصوت متقطع. 
- انت.. مم اي، اه.. أي.. ده مش قادره اي بيحصل. 
جت تقوم "كاميليا" قعدتها تاني. 
- أي مالك يا روحي حسه بي أيه؟ 
-مـ... شـ.. ش عار.. ف.. ة انا جـ.. ر أ.. لي ايه شر.. بت اي ؟ 
"كاميليا" بضحكه مليانه شر وكره. 
- شربتي عصير فريش بس انتي اللي مرهقه شويه دلواقتي ترتاحي عالآخر. 
"صافي" غابت عن الوعي تماما، "كاميليا" اتصلت على "جاسر" جه بسرعه، فتح بمفتاح معاه كانت ادتهوله قبل كده، بينادي عليها أول ما وصل عندها اتصدم  من منظر "صافي" وهي نايمه على الكرسي قدامها، والتانيه حطه رجل على رجل بتشرب سجاره بتنفخ دخانها في الهوى، جرى بلهفه عليها يفوقها اتعصب على "كاميليا" واسألها ايه حصل، وعملت فيها ايه؟ هي اتعجبت من رد فعله وهجمته في الرد:
-أي مالك كده مخضوض عليها اوي مش ده اتفقنا واللي بتتمناه من زمان؟ 
"جاسر" تراجع شويه في رد فعله وبرر لها:
- اه بس كده فجأة من غير ما تعرفيني، وبعدين أنا خوفت عليكي انتي فكرتك اتجننت وقتلتيها ولا حاجه. 
- ايوه كده اتعدل، ولو مش عايز تكمل انتقامك زي ما بتقول؛ اجيب الف غيرك يخلص عادي يابابا عملتها قبل كده كتير. 
-أنا عند كلمتي واتفاقي (حب يلطف الجوي قرب عليها وضمها له وكمل بهمس) بس عارفه اللي مزعلني اوي كده؛ أنك مش هتنامي في حضني الليله دي (غمزها) بس مش مشكله اخلص على البتاعه دي وارجع لك ياقطة. 
كاميليا ضحكت بمياعه :
- لاااا أنا عايزاك تتأنى كده وتتمزج وعلى راحت راحتك، أنا هروح فين مانا اهو يا روحي. 
"جاسر" اتاكد من كلامها ان في حاجه تاني هي ناويه عليا، بس مش عارف يكشف أوراقها كلها حط في باله انه يسايرها لحد الآخر، قرب على "صافي" وشلها بين ايديه وابتسم بخبث وشر وقال لها:
- بردون يا روحي بقي اديكي شايفه. 
اخدها على أوضه، "كاميليا" سبقته وفتحتله الباب التاني، دخلها مع ضحكه ميعه منها ونظرة غدر وشهوه منه وقفل الباب برجله، جريت على اوضتها فتحت شاشه كبيره وظهر قدمها "جاسر" وهو بينيم "صافي" على السرير ضغطت على كام زرار بالريموت. 
"جاسر" قرب عليها اوي؛ بيبوسها واتعدل خلع قميصه رماه على الأرض، فك سوسته فستانها، خلع جذمتها رماها بعيد، ومد ايده طفى نور الابجوره، كانت هي مصدر إزعاج له.
"كاميليا" بره هتتجنن مش شايفه حاجه لعنته بغضب، الرؤية انعدمت خالص اتنرفزت أكتر وراحت تفتح عليهم الباب بعنف لقت رد "جاسر" وصلها بسرعه. 
-لا ماتحوليش ياروحي الباب مقفول وايدي مش فاضي افتحلك. 
نهى كلامه بضحكه شرير، طمنتها انه بينفذ اتفاقه، وحسبتها بين نفسها انه كفايه توريها اول الفيديو ده كفيل انه يموتها بالحيا. 
خلص "جاسر" مهمته بكل إتقان، عدل هدومه؛ ولاحظ أن "صافي"بدأت تفوق في السرير، بتحاول تشيل دمغها مش قادره فتحت عيونها نظرتها مشدوده بصه للسقف مش هي اوضتي، وفي لحظه افتكرت انها مش في بتها اصلا ماروحتش  قامت بضعف بصت على روحها، حست انها مسلوبه منها، عريانه برغم انها لابسه فستانها المفتوح، بروده قويه قشعرت جسمها، رفعت جماله الفستان عدلته بدون تركيز، بصت على رجلها لقتها حافيه انتفضت تقوم تدور على جزمتها لاقت فرده، كانت تايهه عيونها مفتوحه على وسعها بتبص زي المجنونة على التانيه، عايزة تخرج من الكابوس ده بأي طريقه ممكنه، عدلت نفسها، ضمت جسمها بي أيدها قفلت فستانها بسرعه جنونيه شدت شعرها المنعكش ورى ودنها، بتمم على نفسها مش مستوعبه اللي هي فيه، بتبوص بخوف في الاوضة حواليها، كل ده
و"جاسر" قاعد على كرسي وحاطت رجل على رجل بكل عظمة، وجزئه العلوي عريان وبيتفرج عليها عيونهم اتلاقوا هي بنظره مصدومه له وزعت نظراتها بين جاسر والسرير، لمحت علامات براتها وشرفها منحور قدمها، بتهز دمغها بنفي وبصريخ يصحى الاموات جريت عليه زي النمره المفترسه، تقطعة بضوافرها وشه جرحها كبير، بتنزف ألم، وشرف، وكرامه، صرخه مدبوحه جت علي اثرها "كاميليا"  لمحها "جاسر" بتقرب سمعت "صافي" وهي بتردد بأنهيار: 
- أنت .... أنت عملت فيا اية ياحيوان ياحقير؟
بصلها بعيون بتلمع من الانتصار، وحاول يمسك اديها بقوه، وهزها جامد :
- هكون عملت اية يعني ياقطة؟
عملت اللي كان لازم  يتعمل من زمان، وانتي مرضتيش اخده في الحلال، فأخذته بطرقتي، عشان تعرفي ترفضي "جاسرالحسيني" أنا مفيش حد يقولي لأ.
رفعت ايدها وضربته قلم بكل قوتها وضعفها وكسره نفسها، كان هيرده لولا دخلت "كاميليا" في وشها وبتضحك بانتصار وعيونها مليانه غدر وشماته، كملت على صدمه "صافي" اكتر وعرفت انه اتغدر بيها في لعبه قذرة،  مش قادره  بتنفي اللي شيفاه بعينيها حسه انه كابوس بيقتلها عايزه تهرب من العالم كله من نفسها، ومن جاسر، ومن كاميليا، لكن مسكتها من ايديها بتكمل شماته وطعن الغدر بتكمل عليها بضحكه رقيعه:
-على فين يا عروسه صاحيه مباركه ما لسه بدري. 
واقفه مش قادره تستوعب حجم الكارثه اللي بقت فيها، قربت منها مسكتها من شعرها، وفضلت تضرب فيها وتصرخ تقولها:
- أنا هوديكم في ستين داهية، انتوا متعرفوش ابويا ممكن يعمل فيكوا إيه ياسفله، يامجرمين.
جاسر ادخل وخلص "كامليا" من ايدها ضحكات سخرية دوت المكان، نزلت ايديها، وضربتها بخفه على وشها، وقالتلها بكل جبروت:
- أعلى ما في خيلك اركبيه، انتي وابوكي، لو شاطره روحي افضحي نفسك، وأنا هنزل الفيديوهات تغرق السوشال ميديا، خلي المراهقين تتبسط، وأبقى كسبت فيهم ثواب، فوقي ياقطة كده واعقلي، الروس اتساوت؛ عشان تبقي تبصيلي عدل وبلاش انعرقه كدابه، من طراطيف منخيرك. 
كملت بنتقام وغليل:
فكرك نسيت كل عميلك فيه وانا وسط شله زيكم، كل واحده طلعه في العالي ولمسه نجوم السما بايديها، وكل يوم، بابي ومامي، سفرنا، اتفسحنا، الكل كان بيبصلي كأني نكره، حشرة خيفين تلمسوها، دخلتيني وسطكوا ليه اهه؟! عشان اكون خدامه ليكي وليهم، سني من سنك وعايشين في نفس المكان، ولا عشان ابوي حته بواب في فيلتكم تعملي كده فيه، ذنبي ايه في الدنيا أن ابويا ع قد حاله؛ ولما حبيت واتحبيت وقولت هو ده اللي هيرفعني لي فوق زيكم، اترهنتي بشكولاته عليه أنتِ وصحباتك (ضحكت بهستريا) باعني بحته شكولاته، أنتِ سبب اللي وصلت له ده، بعت لحمي عشان اعيش زيكم واحسن منكم؛ بس بردو نفس النظرات هي هي ماتغيرتش؛ لكن دالواقت ماحدش احسن من حد، الروس اتساوت يا حلوه. 
وطت "صافي" عينها في الأرض، في لحظة انكسار عمرها ما اتخيلت تحصل لها، حست انها فعلا ضهرها اتكسر قدام نفسها قبلهم، ومشيت بتلملم نفسها دموعها رسمت نهر جاري على خدها، شدت على نفسها وطلعت تجري على باب الشقه وخرجت منه تهرب من عيونهم ومن نفسها قبلهم، وهي مش عارفه هتعمل اي أو مصيرها اي؟ 
جاسر خارج قدام "كامليا" مستعجل بيلبس الجاكيت دخل الاوضه التانيه سحب الكارت اللي على جهاز التسجيل اللي حصل وخارج لقها في وشه عرفته انه اخدهم مدت ايدها بجبروت له:
- هات اللي اخدته يا جاسر. 
- اللي اخدته ده هظبطه وابعتهولك ياروحي لازم أخفي ملامح وشي ولا انتي عايزه تلبسيني في الحيط. 
بصت له بعدم ثقه وبتأكد عليه:
-جاسر انت عارف التسجيل ده لو ماجنيش هعمل فيك اي؟ 
-اه عارف هحط وشي في الحيط وتذنبيني... سلام ياقطه. 
خرج قدمها عقلها بيودي ويجيب نفضت كل حاجه من دمغها وقالت هو متورط معايا من الاول مش هيقدر يغدر بيه لا.. لا جاسر ما يعملهاش.
           ************
طلع "آمر" اوضته ودماغه بتنفجر من كتر الاسئلة اللي ملهاش إجابه، فضل علي حالته دي، رايح جاي في الاوضة، كل اللي بيعمله يشرب في سجاير، ويفكر فيها، خايف يحصلها حاجة، مرعوب من فكره أن اي حد يأذيها، طب ليه كل القلق ده، مش عايز يعترف انه حب، بيبرره انها هي المنقذ اللي هتنجيه من جوازة "صافي" ايوة هو اقنع عقله بكده،" آسر" جه في باله، فكر يتصل يشوفه اتأخر ليه لحد دلوقتي، مش وقته خالص التأخير ويسيبه لوحده ويسهر، فجأة لمحه جاي داخل عليه، لسه هيتصل بيه عشان يطلعله فوق، اتصدم لما شاف
"هدهد" نزله من عربيه بتضحك وجاية معاه، هنا وقف مشلول من صدمته، خبط ايده بكل قوة على الشباك، يطلع غضبه ونرفزته، غمض عينه بألم، حس بنغزه في قلبه، جربها قبل كده، كلم نفسه بنبره حزينه مدبوحه:
- معقول كان خداع، حضنها، كلامها، لمعة عنيها، خوفها اللي كان واضح، معقول كل ده كدب وهي مقضياها مع الكل، كلهم صنف واحد... كلهم خداعين.. مزيفيين بتوع مصلحتهم وبس، كل بنات حواء ميستهلوش غير الدوس تحت الرجلين، اقضي معاهم ليله، وفي اخرها ارمي قرشين في وشهم وعلى الزباله، وغيرهم وغيرهم، مفيش حاجة اسمها حب... الكلمه دي ماتت من زمان وانتهت بالنسبة لي .
مسك دماغه من شدة الصداع، قعد على اقرب كرسي، شارد في تفكيره، باين عليه الحزن، والزعل، محسش بدخول"آسر" وبيسأله:
- انت كويس يا"آمر"؟
رفع راسه وهزها، وطلب منه يسيبه يرتاح، استغرب من طريقته، لكنه برر بانه تعبان. 
           **********
بدأ يوم جديد، وبإحداث جديده على الجميع، وصل المأمور مكتبه واول ما شاف "دياب" نادى عليه بصوت حاد، ولهجه امره يحصله على مكتبه، حس أن الموضوع كبير، ومش هيعدي على خير، اول مره يكون شكله كده، مشي وراه وهو ساكت، دخل مكتبه، قفل الباب وراه، كان واقف قدامه زي التلميذ اللي متعاقب؛ كان صوته عالي، وبيتكلم بغضب :
- أنت اية اللي جرالك يادياب، من ساعة القضية دي، وهروب البنت منك، وانت اهملت في شغلك، والكل بيشتكي منك، فين دياب اللي كان موقف القسم على رجله واحده، ومفيش منه اي شكوى، أنا حذرتك كتير، وده اخر انذار، ياترجع زي ماكنت، يا إما أنت عارف هعمل إيه؟ !!
كان بيسمعه وهو بيغلي من الغضب، ومش قادر يرد، والكل اللي مسيطر عليه هو انه يفش غله من "هدهد" وبس، ويدوقها من النار اللي بتحرقه، هز دماغه ورفع ايده يقدم التحيه وقال:
- مفهوم معاليك.
اداله ملف في وشه وقاله بعنف:
- اتفضل، غور من وشي، وشوف القضية دي؛ عايزها تخلص وتنتهي.
- تمام يافندم.
خرج من عنده، وعايز يخرج كتله البركان اللي جواه في اي حد، نزل تحت في الزنزانة، مفيش غير الغلابه، يطل غضبه فيهم، مسك الكرباج وبكل غل بيضرب، ويضرب، ويستلذ من صوت صراخهم، كان متهيأله ان اللي بتصرخ دي "هدهد" فبيزيد كمان وكمان، على رفضها له، وهربها منه، وعلى كل اللي هو فيه من تهزيق واهانه بسببها، كان بينهج من كتر الضرب، خرج الشحنه اللي جواه، وخرج لقى عسكري ماسك واحد صغير في السن، بيسأله ماله ده، رد عليه وبلغه أنه اشتبه فيه، لانه معهوش اي إثبات شخصية، اخده مكتبه، وخرج قطعة حشيش وحطها في جيبه، ولبسه قضية، ضرب اللي واقف على قفاه رد على العسكري بكل بساطه كده بقي معاه جره اعمله محضر وع الحجز، وهو ده اللي دايماً بيعمله "دياب" ظلم وافترى، قعد على كرسيه بيلقط انفاسه بعظمه ونظرات غدر للفراغ قدامه، بيفكر ازاي يلاقي اللي طيرت منه النوم، فاق على صوت تلفونه، رد بسرعه:
- الو ياباشا، عرفت طريق اللي بتدور عليها.
اتنفض من مكانه وقال:
-بتتكلم جد يازفت، لاقيت هدهد؟

رواية راهنت عليك الفصل السابع عشر 17 بقلم عبير فاروق


اتنفض من مكانه وقال:
-بتتكلم جد يازفت، لاقيت هدهد؟
أنت فين مكانك وهجيلك حالا.
- أنت عارف المستشفى، واقف بعدها بشوية.
قام بسرعه وبيجري، بعد ماقفل معاه من غير مايرد، قطع مسافة الطريق في دقايق كان واصل لحد عنده، اول ماشافه، ضربه على قفاه، سأله بغضب:
- هي فين يازفت؟
انتبه للضربه، ومسك قفاه، وهو بيشتم جواه، ولما شاف ثورة الغضب، اتلجلج وقال:
- والله ياباشا، أنا كنت واقف زي ما أنت وصتني والله يا باشا دماغك دي اللماظ عرفت منين أن امها هتيجي هنا؟! 
ضربه قويه على وشه من دياب رفع ايده يحمي نفسه وكمل:
خلاص.. خلاص. اهو كنت بتابع أمها زي ما أنت طلبت، ولمحتها خارجه من المستشفى مع واحد، ويادوب ركبت المكنه، عشان قولت كده بالنباهه هتروح لبنتها.
قاطعه بزعيق عشان يخلص ويكمل بسرعه
- مشيت وراهم، وفجأه المكنه عطلت، حاولت اصلحها، حلفت ميت يمين ما تمشي، ولا تتحرك خطوة.
مسكه من هدومه وهزه جامد وفضل يزعق، ويضرب فيه باللكميات بدون رحمه، وكل لكمه يقوله:
- يا ابن الجزمه، ياغبي، ماتتحرق ام المكنه، وكنت تاخد تاكسي وراها، اجبها منين تاني ياابن الفقريه، غور من قدامي، كتك الارف في شكلك.
هرب من بين ايديه بأعجوبة ما صدق يفلت منه، وجري من قدامه، مش منتبه للدم اللي بيسيل من بوقه، المهم ان ربنا نجاه من ايد الشيطان.
وقف "دياب"  يبص يمين وشمال، مش عارف يعمل اية، متكتف الايدين، اتنهد بقلة حيله وراح للقسم يطلع غضبه في المحبوسين.
   ***********
الصبح الكل قاعد على طربيزة السفرة، عشان يفطروا، وش "آمر" متغير، مش طايق حد، كل ماحد يكلمه يتنزفز عليه، حتى "آسر" كانت معاملته جافه معاه، حاول يمسك "آمر" اعصابه وسأله بنبره حاده:
- أنت كنت فين مع هدهد إمبارح؟
رد بهدوء وعلامات وشه عاديه، قطع بالسكينه قطعة جبنة من قدامه:
- ابدا كنت مضيقه اختها تشم شوية هواء، لافينا بالعربيه وعزمتها على العشا، وبعدين رجعنا.
كان بيبصله أوي؛ عشان يتأكد من صدقه، بس مش عارف ليه قلبه قاله  ان في حاجة مخبيها عنه، "آمر" حافظ ابن عمه عن ظهر قلب، لسه هيتكلم كانت "هدهد" جاية هي "وملك" بتقرب عليهم، وبتقعد تفطر معاهم، نظراته مش مريحه ليها، عينيهم اتقابلت هو بلوم وعتاب، وهي بحيرة من أمره، مش عارفه عملت اية مزعله، بصت للطبق اللي قدامها، وحاولت تفطر معرفتش تاكل، وقامت من مكانها، سألها "آسر" بلهفه:
- رايحه فين ياهدهد، أنتي مفطرتيش خالص؟
- معلش مليش نفس اكل، هروح اتدرب شوية في الجيم قبل ميشو مايجي، عن اذنكم.
سابتهم وخرجت تتدرب، وجواها ملايين من الأسئلة محتاره فيهم، وفضل "آمر" يمثل انه بياكل، والجو مشحون ومحدش فاهم حاجة، قام "آسر" واخد "ملك" عشان يروح الشركه، وهو قام يشوف "هدهد" ويحقق مع الأمن ازاي تخرج من غير ماحد فيهم لاحظ، واتخانق معاهم وخصم ليهم اسبوع من مرتبهم.
صوته كان عالي، سمعته "هدهد" وتأكدت انه في حاجه مضيقاه، فكرت تروح تسأله خافت من رد فعله، فضلت تمشي على المشاية وتزود سرعتها، بتهرب من كل افكارها، وتطلع ضيقتها في التمرين.
            **********
طلع النهار "صافي" لسه بتلف في الشوارع، تايهه في صدمتها رجليها هي اللي ممشياها بلا هدف، اول مره تحس بالعجز وتعرف يعني اي كسره نفس، عقلها واقف مش قادر يستوعب اللي حصولها والفخ اللي اتنصب لها، من صحبتها اللي شيله لها كل الحقد والغل؛ فاقت على صوت كلاكس عربيه جيه عليها بسرعه، وهي واقفه في نص الشارع، العربيه وقفت في آخر لحظة قدمها، يفصل بينهم كام سنتي، فتحت عنيها على وسعها شافت صاحب العربيه وهو بيزعق كتير بس مش سمعه ولا حرف، عدت الطريق شاورت لتاكسي عشان يوصلها الفيلا.
وصلت "صافي" وخبطت دقات خفيفه، فتحت بسرعه الدادا، اللي اول ماشافت شكلها اتخضت وقالت:
- مالك ياصافي، كنتي فين كل ده؟ والدك سأل عليكي، وقولت له لسه نايمه، كده برضو تخليني اكدب، خوفت عليكي من ساعة المره اللي فاتت لما زعق معاكي، انتي شكلك مش مريحني.
- دادا مش قادرة اتكلم، حاسبي التاكسي وسبيني ارتاح.
- تاكسي، وفين عربيتك؟
- دادا قولتلك مش قادره.
طلعت فوق اوضتها، تاخد شور، يمكن الميه تفوقها من الكابوس اللي عايشه فيه، والدادا هتتجنن مش فاهمه حاجة، حاسبت السواق، ولسه هتطلع تشوفها وتفهم، لاقت واحد بيخبط على الباب وبيقول:
- دي فيلا الانسه صافي؟
- ايوه أنت مين؟
مد ايده بظرف كبير اده لها:
- الحاجه دي بتاعه "صافي" هانم. 
-ايو بردو اي ده  ومين  اللي بعتك؟! 
مشي وسبها في حيرتها، واخدت حاجاتها، وطلعت تديهم ليها، كانت لسه مخلصتش الشور، فضلت مستياها، وعقلها بيودي ويجيب، لحد ما خرجت وقالتلها:
- في واحد جبلك الظرف ده، ولما فتحته لقيت شنطتك ومفتاح عربيتك، ممكن افهم في إيه؟
حاولت تلاقي اي مبرر، بس مش عارفه، لكنها متأكده إنها مش هتسبها غير لما تعرف، خطر في بالها فكره وقالت:
- مفيش كنت سهرانين مع الشله في نايت والوقت اتأخر، العربية عطلت وسبتها، واخدت تاكسي، اكيد حد منهم بعتها مع الشنطه اللي نستها معاهم، وأهم بعتوهم، ممكن بقى تسبيني عشان تعبانه وعايزة انام.
بصت لها بنظرات عدم تصديق، ولا اقتناع، وحست ان الموضوع كبير، ولاول مرة تخبي عليها، خرجت ودعت ربنا أنها تكون غلطانه، وبمجرد ماقفلت الباب، ارتمت "صافي" على السرير، وانهارت كل قوتها، وفضلت تبكي لحد ما نامت.
         ***********
الباب خبط، كان هيفتح "علي" بطه نادته وقالته هي اللي هتفتح، اول ما فتحت لاقته "صلاح" بيصبح عليها، وبيقدملها لبن صناعي وبيقول:
- اتفضلي يابطة، مهنش عليا البنت الصغيرة تفضل جعانه، دي لحمي برضو، وأنا مقدرش انسى العيال.
مدت ايديها، وبتاخد منه علبه اللبن، وهي مبتسمه، كان مستغربها اوي، دي اول مره تبتسم في حياتها في وشه، وبتقوله:
- كتر خيرك ياصلاح، ربنا ميحرمناش منك ياخويا، أنا والعيال بقينا ملناش حد.
رد باندفاع، وبحماس، وهو بيضرب بخفه بيده على جنب رقبته:
- وأنا روحت فين، رقبتي فداكي أنتي والعيال؛ ولا تشيلي هم حاجة طول ما أنا عايش.
- انشالله ماتحرم منك، مش عايزة اتقل عليك، أنا بقول هنزل افتح الكشك، ورزقي ورزق العيال على ربنا.
- والله مايحصل ابدا، ولا تتحركي من شقتك، انتي تفضلي في بيتك تربي العيال في حضنك، وأنا هفتحه، والأجره تجيلك اخر الليل، وانتي برنسيسه متستته، هو ايه يابطة، ده انتي في حما صلاح، مش هعرف اعززك ولا اية؟
- تسلميلي يارب، اللي تشوفه يا اخويا، هو أنا أقدر اكسر كلمه تقولها.
- هو ده عين العقل، هاتي المفتاح عشان  هستأذن وافتح الكشك.
- من عيوني، اتفضل، كتر الف خيرك يا اخويا، ربنا يخليك لينا.
مشي "صلاح" وراح يفتح الكشك، وذهنه مش مبطل تفكير، في حال "بطه" اللي اتقلب ١٨٠ درجة، مش عارف يفهم التغير ده اية سببه، دي لاول مره تتكلم بحنيه، ومش كده وبس، لا دي بتدعيله كمان !!
فضل يكلم نفسه كتير، لحد ما وصل لنتيجة واحده مفيش غيرها؛ هي انها خافت من تهديده ليها، بأنه ممكن يحرمها من عيالها، خصوصا انها متأكده انه يقدر يعملها، ابتسم بفخر وقال بصوت واضح:
- ياواد ياصلاح ياجامد، والله مفيش زيك، يارعبهم بالقوي.
وبعدين ضحك في كراره نفسه.
            *********
في مكتب "آسر" بيلهي نفسه بالشغل، مش عايز يفكر كتير في حالة "آمر"، حس فجأة بصداع، لسه هيضغط على الجرس يطلب من البوفيه فنجان قهوة، لقى "ملك" بتخبط وداخله في اديها صينيه، عليها اكتر من ساندوتش، وفنجان قهوة، بصلها بنظرة جديده عليها، فيها حنيه وقال:
- لسه كنت هطلب قهوة، تسلم ايديك.
- طب ممكن قبل القهوة، تاكل ساندوتش، أنت مفطرتش كويس.
كانت بتتكلم وهي قريبه منه، وموطيه بتحط الصينيه على المكتب، وصله ريحة برفانها، بيفكر شمه مع مين؛ لكن مش مهم حس بهدوء نفسي جداً، رفعت عينيها، وبصت له بحب، وقدمت الاكل له، اخدت شندوتش بتقديمه له، مسك ايدها، وقرب الاكل من شفايفه وقطم قطعه، حس أن اديها تلجت من لمسته، شعور غريب سري داخل نبضات قلبه، اول مره ياخد باله من "ملك" بالشكل ده، صوتها رقيق اوي، الحنية اللي جواها أجمل مافيها، جدعنتها مع "هدهد" وهي متعرفاش، خوفها واهتمامها بيها، كانت قريبه منه اوي، اتعدلت ووقفت، كانت في حاله لا يرثى لها، مش عارفه تحدد أساسها وشعرها اي؟! طايره، ولا دايخه، لأ شكلها هيغمي عليها، وحاولت تمشي، مسك اديها تاني، وطلب منها تاكل معاه، رفضت بذوق، اترجها بعيونه ، قعدت على الكنبه، واكلوا مع بعض، أول مره يحس انها لبقة في الحديث، استغرب روحه انه كان زمان مش بيتكلم معاها كلمتين على بعض، لكن دلوقتي مش عايز الحديث بينهم يخلص، استمر بينهم الكلام، والضحك خصوصا لما جت سيرة "ميشو" وتقليدها لطريقته، وحبه الغريب لعضلات "آمر" مكنش قادر يبطل ضحك من طريقتها الطفولية في الكلام، كان بيبصلها بنظرات غريبه عليه، حب روحها اوي، حس اد ايه هي قريبه منه، في حاجة بتشده ليها بس مش عارف اية هي؟ طال الوقت من غير ماهما يحسوا.
           ***********
 "هدهد" في صاله الألعاب الرياضيه بتكمل تمرنها؛ بعقل شارد مش حاسه بوقت، ولا بجهد، ولا سرعه مشاعرها مجمده زي أنين آلي بيتحرك وبس، انتبهت على صوت ميشو وهو بيتكلم بخضه من شكلها، وقطرات العرق مغرق وشها وجسدها؛ دليل على أنها اجهدت نفسها بالتمرين مد ايده خفف السرعه لحد ما وقف الجهاز وقالها:
-أي.. شو عم تعملي بحالك يا مجدوبة،  بدك تموتي حالك وانت بعدك صغيرة بعمر الوردة يا ويل قلبي عليكي. 
بتاخد أنفسها بسرعه رهيبه بصت ناحيته بدون رد:
-يا تؤبريني لا تسكتي هيك حكيني و خلينا نتخانق ردي عليي و قولي شو صاير معك، انا ميشو و عارف ان هيدا  السبع مزعلك. 
بصتله بعيون دامعه وماجوبتش. 
-قولي شئ لا تضلي ساكته هيك؛ شاهي ولا احكي هدهد وتخانقني يلا ردي وقولي شي صارلك؟
-ابدا مافيش حاجه يا ميشو ويلا نكمل تدريب النهارده، وقولي هعمل اي؟
بصلها بدون اقتناع لكن كمل عادي يمكن يخرجها من اللي هي فيه ده وكلن نفسه بتفكير:
- اه يا ميشو شو عم تعمل،  بدنا نظبط هالخطوات و بعدا بتصير تمشي على السجادة الحمرا يا عيون ميشو.
- ايوه يعني عايزاني اعمل اي بظبط مش فهمه؟!
- يعني هلا تطلعي تظبطي حالك دريس، ميك اب، شعراتك، وشوز بكعب وتنزلي على الدرج بخفه ودلع  هيك  تظبط خطواتك بلكي يحس وحش الغابه.
ابتسمت على كلماته، وطلعت تظبط حالها انضم "ميشو" لي "آمر" داخل الفيلا ينتظر نزولها، وميشو حب يتقرب ليه بالكلام لأن "آمر" مش بيسمح له يقرب المسافه شافه بيحرق في سجاير كتير بدون وعي. 
-والله مابعرف صرعتوني انتو التنتين مين منكم بدو يموت حاله أسرع من التاني. 
انتبه على كلامه ورد بعصبيه:
- بتقول اي يا زفت انت مين هيموت مين.؟!
حكاله كل اللي شافه على "هدهد" اتبدلت ملامحه من غضب لحزن، واتأثر لبعض لحظات مش قادر يصدق اللي سامعه، ولا اللي شافه بعينيه، فضل في دوامه مستمره رمته في أحضان الشك. 
سمعوا خطوات نزولها من على السلم، لاول وهله شافها سرح في كل تفاصيلها، عيونها ورسمتهم برأءة وشها الملائكي، وشعرها الحرير نازل على كتفها وخصلات على وشها؛ كان نفسه يطلع جرى ويشلهم لأنهم حجبوا عنه جمال عيونها، بيسرح بخياله ويلمس ورد خدودها ويدوق شهدها. 
رجع لوعيه على غزل "ميشو" وهو بيمدح في جمالها وسحرها، وانوثتها الطاغية، رن في عقله أن كل ده غش وخداع من بنات حواء، وكلهم زي بعض بيتلونوا حسب الفريسه اللي قدامهم. 
"ميشو" بيديها تعليمات خطوه ثابته، رأس مرفوعه اه كده امشي ايدك بخصرك هيك وارفعي انفك لفوق هيك. 
"هدهد" عيونها وانتبها كله على "آمر" فرحت لما شافت في عيونه نظرات إعجاب، وحست الحب فيهم، لكن اتبهدلت نظراته في ثانيه كل ده شتتها وخلاها تفقد توازنها، وكانت هتقع جرى عليها لحقها قبل ما تقع ويحصل لها حاجه، حضنها اوي شافت الحب والخوف في عيونه، لكن ماستمرش كتير زقها جامد، وهي انصدمت من رد فعله ده" ميشو" شهق وحط ايده على بؤقه، و وزعق لها:
- انتي اي غبيه عمال يقول اعملي كده وكده، وانتي سرحانه في مين بقى مش عارف؟ وحاجه قرف من الصبح، وشويه خطوات مش عارفه تنفذيها امال هتعملي اي وقت المسابقة. 
في لحظه غضبه وصوته العالي، كانت "نفين" متابعه الموقف في دخول "آسر" و"ملك" عليهم وسمعوا كل حاجه، "هدهد" مصدومه دموعها نزله حسه بالاهانه، جريت عليها "ملك" وضمتها، "آسر" اتعصب لما شافها بالشكل ده قرب من "آمر" وشده، بقى في مواجه بعض كلمه بحده :
- أي يا آمر مش كده يا أخي، في اية عمال تزعق لها بالشكل ده ليه عملت ايه يعني؟ 
-لا والله وسيادتك بقيت المحامي بتعها !! 
- اه يا سيدي أحامي عنها، ما حميش ليه ده بدل ما تشكرها عمال بتزعق فيها وتبهدلها كده. 
-اشكرها على أيه؟ والهانم تايهه وسرحانه، وكانت هتقع تتكسر رجلها قولي انت بقي اشكرها على أيه؟ وهنجيب غيرها منين يا عم المحامي، مش لازم تشوف شغلها، ولا هو كله سرحان ماتخلص اللي إحنا فيه ده، وتروح تفكر في اللي بتفكر فيه ده لحلها. 
عن اللحظه دي ماقدرش تتمالك نفسها حست بالاهانه قوي، في مشاعرها خدت نفسها وطلعت تجري على اوضتها بدموع وصوت شهقاتها سمعها الكل. 
التفت له "آسر" هز دماغه بأسف وقاله:
- والله انت ماعندك ريحه الدم. 
رد عليه بستفزاز:
- سبتلك الحنيه والدم يا حنين. 
وانصرف كل واحد في مكان "آسر"  لمح "نفين" مربطه ايديها على صدرها، وابتسامه عريضه على وشها استغرب اوي قرب عليها وسألها :
-ممكن أعرف السعاده دي لقيها فين حضرتك ؟! ده بدل ما تديله قلمين ولا شلوط وتعقليه. 
- اعقله على أي هو اتجنن ولا حاجه ما هو زي الفل اهو. 
- كده و زي الفل  ياربي ايه الهطل اللي نزل على الفيلا دي. 
- اتادب يا ولد واللي قدامي ده طبيعي جداً. 
آسر فتح عيونه بحلق لها أنه مش فاهم حاجه وقالها:
-طب افهم؟! 
-افهم ياغبي يابو مخ طخين غيران، البيه حبها، وغيران منك ومن معاملتك لها.
- معقول !! اللي بتقوليه ده؟
- طبعاً امال تفسر تغضبه، وحالته دي اية؟ خف بقي شوية لحسن الارز قرب يتحرق، وريحته شاطت.
ضحك الاثنان سوياً على العاشق المكابر، المعاند.
         ************************
الساعة عدت ١٢ بليل، و"بطه" سهرانه ببنتها بتحاول تنيمها، ومش مبطله زن وعياط، سمعت صوت خبط على الباب، قامت حطت ايشارب على راسها، وضمت بنتها، وراحت تشوف مين، قربت من الباب وسألت:
- مين اللي بيخبط؟
- افتحي يابطه، أنا صلاح.
- خير ياصلاح، في حاجة، اصل الوقت متأخر؟
اتنهد وقال بنفاذ صبر:
- افتحي بس وانتي تعرفي، مش هتكلم من ورا الباب كده.
فتحت الباب، والابتسامه على وشها، وهو زقه ودخل وابتسم وقالها:
- اية مش عايزة تفتحيلي ولا اية؟
- يانهاري معقول، يادي العيبه، البيت بيتك ياخويا، أنا بس اتخضيت عشان الساعه عدت ١٢.
ضحك بخبث، ومد ايده من جيبه، وادلها فلوس، اخدتهم منه، وعددتهم واستغربت وسألته:
- بتوع ايه الفلوس دي كلها ياصلاح؟
عدل ياقة قميصه، وحرك كده راسه، بفخر وقال:
- ده إيراد النهاردة، جبته بنفسي.
- بسم الله ماشاء الله، كل ده ، أنا عمري ما بعت بالمبلغ ده في يوم من الأيام.
- عشان بس تعرفي إني مش اي حد، وأني أعرف اجيب القرش، حلال او حرام من الهوا، بس أنا مش بحب حد يتمريس عليا.
لسه كانت هترد الباب خبطت، اتخضت، طمنها وقالها تفتح، اول مافتحت لاقت رجالة في وشهم وشايلين شنط، سألته بعينها، رد وقال:
- متقلقيش دول الرجالة اللي كانت واقفه طول النهار والليل ورديات في الكشك، اية مش من حقهم ياكلوا لقمة كويسه، ادخل ياواد ياشطا حطت الشنط في المطبخ.
- حقهم ياخويا، مقولتش حاجة، نص ساعة والاكل يكون جاهز، بس اية لازمة البيرة دي؟
- مش لازم نبلع بعد الاكل، وكمان انتي خايفة ليه، أنا موجود واحميكي برموش عيوني، روحي بقى حضري الأكل.
مشيت نيمت بنتها، وبعدين تحضر الاكل، وهما قعدوا يلعبوا دور كوتشينه، لحد ما تخلص تحضير العشاء.
وبعد مده فرش المفرش وحطت عليه الاكل، وازايز البيرة، وكوبيات وابتسمت له وقالت:
- تأمر بأي حاجة تاني ياصلاح؟
- لأ كده فله وعنب اوي، تسلم ايديك يا أم علي.
- تسلم ياخويا، انا هدخل جوة للعيال، ولو احتجت حاجة نادي عليا.
ومر كذا يوم، واستمر الحال ده، كل يوم بليل يجي "صلاح" ورجالته ياكلوا، ويشربوا، وبعدين يمشوا على الفجر.
*******************
وطوال الأيام السابقه، "هدهد" التدريبات متكثفه عليها، مفيش وقت تبص جنبها، كل تركزها انها عايزة تخلص، هتتجنن مش عارفه تتطمن على أمها اللي اختفت ومحدش عارف طرقها، حتى، ولا حد من الحارة عارف ايه طريقهم، وده مأثر عليها، بس بتحاول تداريه، لكن في الحقيقه اللي واجع قلبها تغير" آمر" معاها بدون أي سبب، كانت متوهمه أنها قربت منه؛ لكن في الحقيقه بعدت أميال.
********************
"صافي" مازالت حابسه نفسها، والدادا الخاصه بيها هتتجنن وتعرف سبب حالتها، ابوها جابلها دكتور، طمنهم عليها وقال سببه نفسي، كانت متقوقعه داخل احزانها، ومصيبتها، انعزلت عن الناس، وشريط حياتها بيمر قدامها وبتراجعه بكل دقه، هل هي كانت ماشيه في طريقها الصح، ولا محتاجة تصلح اخطاءها، وتحاول تخرج من ازمتها، وكفاية الخسارة اللي خسرتها، حتى صديقتها الوحيده فشلت أنها تعرف السبب. 
**********************
"آسر" عقله هيشت من التفكير، محتار بين ارتياح روحه مع "ملك"، واعجابة الشديد بجمال "فلك" حاسس انه عايز يجمع الاثنين مع بعض، وتطلع واحده مكتمله المواصفات بالنسبة له، ياخد جمال روح "ملك" في شكل وروعة جمال"فلك" وبكده هيكون مش عايز حاجة من الدنيا، اما "ملك" فسعيدة بقربه، وبتشتته ده لابعد درجة. 
****************
"ماهر" ماشي في فسحة المسجونين بالبدله الحمرا، كان تايه، مش حاسس بطعم أي حاجة حلوة، غير المرار العلقم اللي دايقه في أيامه الأخيرة، مرار الظلم في السجن محدش يحسه غير اللي عاشه، مش هامه أن فاضل ايام له في الدنيا وهيموت ظلم، بس كان بيتعذب من بعاد مراته اللي حبها من كل قلبه، وانه هيتحرم من ابنه "علي" وبنته اللي هتتيتم وهو حتى ميعرفش ملامحها، افتكر ايامه الحلوة بينه وبين "بطه" وأنه معرفش طعم الحلال غير لما اتجوزها وعرفها، ومش قادر يصدق أنها تتخلى عنه ببساطة كده، ده بطل ينزل في جوفة أي قرش حرام عشانها، وعشان وعد ربنا بالتوبه، بس اظاهر أن ربنا مقبلش توبته، وهيدفعه ثمن اخطاء الماضي اللي ملوش ذنب فيه، رفع عينه للسما وقال:
- يارب انت عالم وشايف اني تبت توبه نصوحه، وحبيت عيشتي، ورضيت بالحلال، نجيني يارب منها، مش عشاني يارب، عشان خاطر عيالي الصغيرين.
كان بيكلم ربنا، ومش شايف قصاده، خبط في واحد من المسجونين، بص يشوف مين، اتصدم لما سمع صوته بيقول:
- مين ماهر ؟!!
- أنت.. !!

رواية راهنت عليك الفصل الثامن عشر 18 بقلم عبير فاروق


بدأ وقت الجد اليوم مهم جداً بالنسبة للكل وصعب جداً على "هدهد" لأن عندها مقابلة مع لجنه التحكيم، وده أول لقاء والانطباع الأول بيدوم؛ خايفه يصدر منها اي خطأ والدنيا تخرب بسببها خوف ورعب متملك منها ركبها بتخبط في بعض، وايديها بتترعش حتى الميك اب مش عارفه تظبطه، "ملك" سبتها ونزلت بعد إلحاح منها أنها تسبها لوحدها، نزلت لقت الكل في حاله من التأهب والاستعداد وعلى اعصابهم، "آمر" عمال يدخن وبس، حتى "ميشو" حب يلطف الجو "آمر" ثار عليه و"آسر" راضاه وقاله يسبقهم على الشركة ومايزعلش؛ لأن الكل أعصابه مشدوده "ملك" انسحبت عندها ترتيبات في الشركه، مافضلش غير "آمر" و "أسر" والكلام بينهم مشدود "آسر" فك الصمت وبلغه:
- على فكره عمك كلمني امبارح وقال هيرجع على يوم المسابقة.
آمر رد برخامه وقرف:
-عارف ماهو بعتلي ماسيدج بكده.
استفزه الرد وشتمه بصوت واطي؛ سمعه والتفت له ويكلمه بقرف تاني:
- أه بتقول حاجه يا حضرة المحامي.
 جه يرد سمع من وراه صوت هما  عارفينه عن ظهر قلب التفت على بيقول:
- لسه زي مانتوا ناقر ونقير، ايه مابتزهقوش من الرخامه والخناق مع بعض.
-عمي
نطقها "آمر" و ابتسم وقام، و"آسر" نط من على ضهر الكرسي اللي كان قاعد عليه؛ وراح عنده و"آمر" حصله فتح لهم درعاته الاتنين على وسعها اخدهم في حضن واحد زي ما بيعمل معاهم.
"آسر" بيضحك وبيقول له:
-أي يا بوس مش هتبطل حركات العيال دي بقى، مش قولت مش جي! 
- اعملك ايه، وانت حمار بديل ازاي وأنا عضو في اللجنه اللي ريحها كمان شويه. 
- أي ده يعني أصدق اللجنه واكدبك أنت يابوس، عايزاني تدخلني في عقوق الوالدين اخس عليك. 
ضحك "سالم" و" آمر" على كلام "آسر" ودخلوا في موجه كوميدي غيرت الجو المشحونة ما بينهم، لكن انتبهوا على صفاره طلعت من "سالم" لما شاف "هدهد" نزله من على السلم بكل شياكه واناقه بي فستان رقيق وانوثة طاغية ابتسمت لحد نزولها قدامهم، وقف لها "سالم" وسلم عليها بكل ذوق، ومسك ايدها وبسها برقي رجال الأعمال، وهي كانت سعيد جداً غير العاده ممكن عشان "ملك" حكت لها عنه، وعن خفه دمه ارتاحت له من اول نظره، وفعلا يشبه "آسر" كتير حبوب وجنتل فكرت بين نفسها ليه "آمر" مش زيهم كده، وشبهته بقناه الأخبار في التلفزيون، وعمه وابنه بي موجة كوميدي، وضحكت كتييير بينها وبين نفسها، و"سالم" كمان استلطفها اوي وفضل يهزر معاها واندمجوا هما التلاته، وكأن كميتهم بقت واحده و "آمر" هيطق منهم أو بمعنى أصح منها، ازاي بتتكلم كده بأريحية مع عمه، ودي اول مره تشوفه حتى، معنى اي الكلام ده الضحك والظرافه دي كده طلعت مره واحده ليه، وضرب في عقله انها بتلاغي عمه هو كمان، اتجنن اكتر وقام اتنطر من مكانه وقالهم يلا هنتأخر على معادهم وبالفعل خرجوا كلهم. 
"آمر" لسه دراعه بيألمه، هيركب مع "آسر" اقترح عمه "سالم" ان "هدهد" تركب معاه "آمر" رفض بشده ومعرفش يبرر رفضه، واقترح على عمه انه يركب معاهم وافق وركب ورأى هو و"هدهد" واتحركوا على الشركه تحت نظرات "آمر" اللي لو طال يولع في العربيه كلها كان عملها. 
وطول الطريق "سالم" مش بيبطل كلام مع" هدهد" وبيقولها على الاسئلة اللي ممكن تتسألها من اللجنه، وهي بتسمعله بانصات، افتكرت لي لحظة "عبده" وكلامه معها اللي مفتقداه، بس حست ان "سالم" بيتكلم بحنيه وطيبه زيه بالظبط، عشان كده قلبها اتفتحله بسرعه. 
       ****************
في غرفة "صافي" قاعدة على سريرها، ضامة روحها، يمكن تعرف تداوي جروحها، قدامها صينية الأكل زي ماهي، مقربتش حتى منها، دخلت الدادا بصت عليها، وشافت حالها، قلبها وجعها، قعدت جنبها وبتسألها:
- مفطرتيش برضو ياصافي، يابنتي كده مينفعش، شوفي وشك خس إزاي، وصحتك ضعفت، بقالك كام يوم مش بتاكلي إلا اللي يعيشك ويخليكي واقفه، أنا هموت من الخوف والرعب عليكي، لو بس تقولي بتعملي في نفسك كده ليه؟ لو تفهميني ليه بتعاقبي روحك بالشكل ده؟! كنت ارتاح، أوعي تكوني عامله كده عشان آمر، والله مايستاهل حبك، ولا تسألي فيه، يغور بغروره، وربنا يعوضك واحد يحبك ويصونك، مش انتي اللي بتحبيه، سيبك منه، وشوفي حالك، أنتي زي البدر وألف من يتمنى تراب رجليكي. 
اتنهدت بوجع، وبصت ليها بعيون دامعه، عايزة تصرخ بس صوتها محبوس جواها، نفسها تطلع كل الحمل اللي شيلاه في قلبها، يمكن تهدأ من عذابها، بس مش قادره، جرحها أكبر من أي كلام يتقال، ياريتها كانت جت على "آمر" كانت بقت اهون، ومين بس من الألف دول هيقبل بواحدة زي، مكسوره، ومدبوحه بسكينة تلمه، اااه لو اقدر أقولك مكنش ده بقى حالي،  فضلت ساكته، الباب خبط فتحت، لاقته ابوها، متعجب من أنها لسه مجهزتش فسألها:
- أنتي لسه ملبستيش لحد دلوقتي؟ كده هنتأخر.
- مش هروح في حتة، مش قادرة انزل، ولا أقابل حد.
- يابنتي مينفعش، النهاردة اللجنة كلها مجتمعه، ولازم تكوني موجوده.
- يابابا قولتلك تعبانه، ارجوك سبني في حالي.
قالت كلامها بغضب، وتعب محدش عارف يفسره، قرب منها ابوها، وطبطب عليها، وقالها بنبره حانيه:
- طب خلاص متتعصبيش كده براحتك، هقولهم أنك تعبانه، بس كان في حاجة مهمه جدا عايز أقولك عليها.
- حاجة اية؟
- في عريس، كل شوية يطلبني عايز يعرف ردك، وأنا قولتله أنك تعبانه، وهو مش ساكت، اية رأيك اخليه يجي وتشوفيه؟
وعند اخر كلمه، لم تتمالك نفسها وانهارت بصوت مرتفع ودموع  ردت:
- أنا قولتلك خلاص مش عايزة اتنيل اتجوز، ولا بفكر في الجواز.
- ليه كده بس ؟! انتي لسه عايشة وحاطه امالك، واحلامك على آمر، ولسة محتفظة بالخيال والحلم، قولتلك عمر الرهان ده ما هيجيب نتيجة معاه، فوقي يابنتي ومضيعيش نفسك في وهم حبه، اللي هتندمي عليه.
بصتله والدموع نزلت من عينها بحسره وندم قالت :
- خلاص يابابا، معدتش في حاجة اتراهن عليها، سبني ارجوك، أنا مش عايزة اتجوز، ولا في دماغي لا آمر ولا غيره.
سابها والحيرة هتقتله، مش عارف اية اللي قلب حال بنته بالشكل ده، من بعد ماكانت هتموت على الجواز من آمر، فجأه رافضاه، ورفضت فكره الجواز نفسها، فاق على صوت تلفونه، رد:
- ايوة يابني، والله مش عارف أقولك اية، هي نفسيتها تعبانه خالص، ورافضه فكرة الجواز نهائي.
- طيب ممكن بس ياعمي تديني فرصة اجرب أتكلم معها، طبعاً في وجود حضرتك.
- هقولك اية يابني، أنا بس خايف تكسفك، هتعمل ايه أكتر من اللي عملته، ده أنا ابوها ومعرفتش اقنعها.
- معلش اخر محاوله، واوعدك مش هزعج حضرتك تاني.
- خلاص عدي علينا بليل، وربنا يقدم اللي فيه الخير. 
*****************
في الشركه في غرفه مجتمعين فيها كل المودلز، وكل واحده بتظبط نفسها "هدهد" بتتفرج عليهم وبس اخدت جرعه ثقه فوق الطبيعيه، كأنها واثقه من الفوز بكلمها مع "سالم" والإرشادات اللي قال لها عليها اطمنت كتير بكلامه وبثقته فيها اللي حسيتها بكلامه كان نفسها يكون "آمر" هو الدافع ويعطيها الثقه دي، "ميشو" دخل عليهم وطول ماهو ماشي وسط البنا عمال يتغزل فيهم. 
- يا دلي يا دلي على هالصبايا راح أقع، واتكعبل من هالجمال اي اي اي شو هالسمرا مثل القطه السودا (فتح طرف قميصه وتفتف جواه) تفتفتف شو يخربيتك والله رعبتيني.
البنات كلها ماتوا ضحك على لهجته، وطريقه كلامه شاورت له "هدهد" يجلها، راح لها ومسك ايدها زي عارضات الأزياء وخدها يقدمها للجنه، قلبها دق جامد، وخافت بس اول ما دخلت عيونها جت على "سالم" غمز لها بخفه ابتسمت، واتكلم بقلب جامد كل الحكام مبهورين بيها، ونظرات الاعجاب اللي اكتسبتها منهم وجاوبت على كل الاسئله حتى سؤال اللغات جاوبت بثقه، واتعجب "آمر" من اتقنها للغه واكتشف فيها جانب تاني خالص، انها قد ايه عندها القدره على إقناع اي حد إنها تكسب ثقه الجميع، اتنرفز من أعجاب اللي حواليها بيها، وجز على اسنانه وقال لنفسه أن دي الطريقه اللي بتقدر تخدع بيها الرجاله، بس أنا لأ ما تقدر تخدعني وأنا كاشف العبها كلها.
خرجت "هدهد" بتتنطط من السعاده والفرحه، بأعلى درجات بين المتسابقين، وفاضل الليفن الأخير وتخلص المسابقه. 
اللجنه بتهنأ "آمر" باختياره لممثلة الشركه تبعه "أحمد" كمان بيهنيه ويقوله متوقع لها الفوز ويبارك له مقدماً بس آثار فضول "آمر" غياب "صافي" وسأله عليه بلغه انها مريضه شويه، بس الكلام ما اقنعش "آمر" هز دماغه بتفهم ودعى لها بالشفاء ووعده انه يزورها في أقرب وقت تفهم "أحمد" بس رده انه مافيش داعي، وهي كويس وحثه انه ينتبه أكتر على المسابقه عشان يتم الفوز بجداره "آمر" مثل الاقتناع بس فهم أن "أحمد" مش عايزه يقابل "صافي"، أو يتعامل معاها وده شيئ ريحه شويه اتنهد وقال لنفسه لما يشوف أخرتها مع الست "هدهد". 
********************
وجاء الليل بغيومه، جرس الفيلا عن "صافي" يرن، يتقدم وأحد من الخدم، يدخل رجلاً طويل القامه، لابس بدله سوداء، لمقابلة "احمد" والد صافي يمشي مع الخدم بشموخ، وثقه زايده، قعد في الصالون، حط رجل على الأخرى، بلغ الخادم بوصول الضيف، دقايق وجه  "أحمد" وعلى وجه ابتسامه، وتقدم منه وسلم:
- اهلا وسهلا ياجاسر يابني.
- اهلا ياعمي، اخبار صافي اية؟
- والله ياجاسر زي ماقولتلك في التليفون، زي ماهي، حابسه نفسها ومش بتتكلم مع حد، يادوب بس النهاردة الدادا اتحيلت عليها تخرج، وقاعده قدام البسين بقالها كتير.
- طب ممكن اروح اتكلم معاها بعد إذنك.
- حاضر يابني، ثواني اخلي حد يوصلك ليها.
جت واحدة من الخدم، ووصلته مكان "صافي" ماشي بكل جبروت، لبس نضارته الشمسيه مع أنه في عز الليل، كانت قاعدة سرحانه، بصه إلى لا شئ، تايهه في بحر احزانها، وشها حزين، دبلانه، بدون أي مكياج، قرب منها وهمس بحروف اسمها، أول ماسمعت صوته، قامت منتفضه من مكانها، ضمت نفسها، خافت للحظات، لكنها فاقت واطمنت إنها في بيتها، وانها في أمان، زعقت في وشه وقالت:
- أنت أية اللي جابك هنا؟
ليك عين توريني وشك ياحقير، ياسافل، أنت قتلت القتيل وجاي تمشي في جنازته.
- ارجوكي اسمعيني بس.
- امشي اطلع بره، وإلا والله ادخل أقول لبابا كل حاجة ولا يهيمني، كفاية اللي عملته، مش عايزة اشوفك تاني، اخرج من حياتي يامجرم، أنت حطمتني، وكسرتني.
خلع الضارة عن عيونه كانت مليانه دموع، اول ماشفها بالشكل ده ماقدرش يتحمل حالتها؛ لكنها في عيونه أجمل أميرة، اللي بيحلم بيها طول الوقت، كانت كلماتها بمثابة الخنجر داخل قلبه، بتدبحه وهو مظلوم وبرئ، عيونه لمعت بسحابه من الدموع، ركع على ركبته، ومسك ايديها، اتفاجئت من منظره، واتصدمت لما قال:
- ارجوكي، اسمعيني للمره الاخيرة، وبعدها اوعدك أنك لو مش عايزة تسمعي صوتي ولا تشوفيني، هختفي تماماً من حياتك، انتي طول عمرك نفراني، ومش بتحبيني، برغم الحب الكبير اللي بحبهولك، دايما مش شايفه حد غير "آمر" وبس، اسمعي الحكاية عشان تعرفي مين اللي بيحبك وبيعشقك، ويفديكي بروحه، وعمرك ماهتندمي.
سحبت اديها بقوة، وجلست على كرسيها، وبصتله بألم وقالت:
- حكاية اية؟، وحب اية اللي جاي تمثل بيه عليا، هو في حد بيحب واحده يدبحها زي ماعملت؟
قام من على الأرض، وقرب الكرسي عشان يكون جنبها، وقال باندفاع وحب:
- والله ماحصل حاجة؛ انتي لسة زي ما أنتي، مقربتش منك والله مالمستك.
عيونها مبرقة مش قادرة تصدقه، هز دماغه بتأكيد وكمل:
- كل اللي حصل ساعتها، كنت بجاري "كامليا"، أنا كنت عارف من البداية اتفاقك معها، وأنك عايزة توقعي "آمر" ، شوفت نظرات الغل والانتقام منها، قربت منها وعملت حاجات غصب عني أخجل اقولهالك، عشان اعرف نويالك على أية، وأجيب اخرها، دفعت ليها فلوس كتير عشان تطمنلي، بينت ليها إني عايز انتقم منك عشان رفضتيني، حسيت إنها ناوية على الغدر، لما اتصلت بيا وكنتي مغمي عليكي، كنت هتجنن، شافت الخوف في عيوني ولهفتي عليكي، لتكوني مش بخير أو عملت لك حاجه، لاقتها هددتني لو منفذتش اللي اتفقنا عليه، هتجيب الف غيري، اترعبت، عقلي مستوعبش ان ممكن حد يلمسك او ياذيكي، حتى لو محبتنيش؛ معرفتش اذيكي، شيلتك وحطيتك على السرير، كنت متأكد انها حاطه كاميرات عشان تراقبنا، شوفت واحده، قلعتك جزمتك ورمتها عليها اتكسرت، لو تفتكري لما فوقتي دورتي على الفرده التانيه (طيف في ذاكرتها فكرها فعلاً بضياع جذمتها)، وطفيت النور، وكل اللي عملته فتحت سوسته الفستان،  وجرحت ايدي عشان تصدق هي أنه حصل، وفضلت طول الليل قاعد هتجنن عشان تصحي، ولما فوقتي وقربتي مني وضربتني، كنت هقولك اطمني، بس صراخك جاب "كامليا"، وكانت واقفه على الباب، كان لازم اتقن دوري قدامها، واكسرك عشان تتأكد إني نفذت اللي عايزاه، لأن لسه في ايديها سلاح ضدك اللي هو التسجيل؛ أي كان اللي اتسجل دقيقة بس ما كنت عايز اي شيئ يأذيكي، وأنتي واقفه ومش عارفه ولا حاسة بالنار وكسرة قلبي قبلك، عمرك ماهتحسي براجل بيعشق واحده، وهي مفضله عليه راجل تاني، وياريته بيحبها، انما رافضها، يمكن لو "آمر" كان حبك؛ صدقيني كنت اتمنيلك السعاده، بس عذابي كان ضعفين ياصافي، ومش كده وبس، بعد مامشيتي دخلت بسرعه اجيب الكارت الميموري من اوضتها(وطلعه من جيبه وادهولها، مسكته ومش مصدقه عينها، انها خلاص مش تحت رحمة "كامليا" واخدت مفاتيح عربيتك، وشنطتك وبعتهملك على هنا، نزلت زي المجنون وراكي مش عارف روحتي فين دورت عليكي في كل الشوارع وفي الاخر جيت قدام بيتك وسألت الأمن قالو لسه ما جيتي، كان هاين عليا اقتل نفسي عشان اذيتك، انتظرتك كتير، بس لما شوفتك نزله من التاكسي روحي ردت فيه، كنت عايز اجري عليكي واخدكفي حضني واطمنك انك بخير، بس مالحقتش دخلتي ولو كنت قربت توقعت انك تعملي دوشه والأمن واقف ويكون في شوشره على سمعتك، وطول الفترة دي وأنا بحاول اوصل ليكي مش عارف، كلمت والدك وطلبت إيدك، عشان بحبك من كل قلبي، واتمني يجي اليوم اللي هتحسي بحبي ده، وتتأكدي أني هسعدك واحطك جوه عيوني، الحب ياصافي؛ افعال مش أقوال، وأنا دافعت عنك وحافظت عليكي، وهحافظ حتى لو هترفضي حبي تاني، أنا خلاص خلصت كلامي، وهنستنى منك قرارك مهما يطول وقتك.
كانت بتسمعه ومش عارفه تحدد مشاعرها، هل تفرح عشان الكابوس اللي عاشت فيه الأيام اللي فاتت خلص وانتهى، وهترجع لحياتها تاني، ولا تزعل من صدمتها في "كامليا"، بس اللي متأكده منه إنها فرحانه من جواها، بصت له ومعرفتش ترد، كلامه كان بصدق، والمره الأولى تحس انه فعلا بيحبها، مش مجرد أنه عايز يمتلكها، صمتت وهو قدر حالتها، وسابها، وهي فضلت تفكر كتير.
ابوها كان مراقبهم من شباك مكتبه، شاف عصبيتها، وحنية "جاسر" وركوعه قدامها، وأنه متكسفش، احترمه واتمنى بنته توافق عليه، لانه شاف حبه وسمعته كويسه، وابوه صديقه من زمان، خرج عشان يودعه، ووعده أنه يحاول معاها تاني.
روح على أمل جديد شافه في عيونها وحس بنظره فخر واعتزاز من "أحمد" اول ليله يرتاح من الحمل اللي شايله واتعهد قدام ربنا انه ينتقم من "كامليا" لو فكرت تأذيها زي ما هددته لما رفض يرجع لها التسجيلات.
******************
"صلاح" قفل الكشك واخد زي كل يوم اكل وبيره وشيلهم لرجالته وماشين وراه طلع عند بطه، وأول ما سمعت خطوة رجليهم فتحت الباب ترحب بيهم، "صلاح" شافها اتهبل أول مره يشوفها بجلابيه ملونه غير الأسود؛ اللي كانت لابساه ليل نهار ده وربطه شعرها بطرحه حمرا، صبغه خدودها خلت وشها منور، وابتسمتها الواسعه من الودن للودن، دخلوا واحد ورأى التاني وكلهم لحظوا إختلاف النهارده في استقبلهم، صلاح استني لما آخر واحد دخل وقف قصدها وسألها بمغازله:
-الله.. الله  هو انهاردة عيد ولا ايه ياجدعان.
- يوه بوجودك ياسي صلاح. 
ضحكوا الرجاله لما سمعوه وكل اتنين ضربوا كف بكف، وهزوا رؤوسهم بسلطانه بصلهم بغدر وقالهم:
- في حاجه يا رجاله؟ 
الكل سكت بكلمه واحده منه وعملوا نفسهم انشغلوا، وبيولعوا سجاير، التفت لبطه وابتسامه عريضه؛ بينه سنته الفضه، طلب منها تجهز الأكل بسرعه وحط ايده على بطنه دلاله على جوعه، قفلت الباب وقالت له هوى ويكون جاهز. 
عدى نص ساعه من الزمن، وبطه دخلت لهم الأكل والكوبيات، لزوم البيرا سهروا يكلوا ويشربوا، وضحك ولعب اُمار الفجر قرب وهم لسه قاعدين، بطه نيمت عيالها، وراحت وقفت على باب الصاله اللي قاعدين فيها، حطه ايدها في وسطها وتتكلم بدلع:
- عاايز حاجه عندك يا سي صلاح، شوف كده طلبات الرجاله. 
اتنفض من مكانه وهو بيخبط بايده على صدره:
تسلمي يا غاليه إحنا كده ميت فل وعشر. 
ميلت رأسها نحيته و وشوشته:
- بقولك ايه ماتخلي الرجاله دي تتكل، ونقعد كده نتانس مع بعض. 
"صلاح" فاتح بؤقه مش مصدق نفسه، واللي سمعه بصلها عشان يتأكد هزت رأسها بتأكيد وكملت:
-أي مالك؟ ده أنا حتى عملالك صنيه بسبوسه تستاهل حنكك. 
صلاح الفرحه مش سيعاه، والشياطين بيرفرف فوق كتافه، وعيونهم بطلع قلوب، لف للرجاله وقالهم يمشوا، وبمعني أصح جرجرهم على بره وقفل الباب وراهم، بيعدل ياقة قميصه بمنجهه؛ لقى بطه طلعه من المطبخ وشايله صنيه كبيره وبتتمايل بيها صقف صلاح ورد بصوت مسموع:
- ده احنا ليلتنا فل. 
       *****************
شقه "كاميليا" جرس الباب بيرن بستماته، وهي في سابع نومه قلقت بتنفخ بتنادي على الخدامه، مافيش حد بيرد عليها؛ افتكرت انها اجازة انهاردة قامت بنرفزه، لبست روب خفيف على قميص نومها يفضح اكتر ما يستر ماسكه رأسها من الصداع اللي اتملك منها؛ إثر الشرب والسهر رايحه ناحيه الباب فتحته وبتزعق للي بيرن بالشكل ده:
- أي جرا اي بتخبط على أموات ماتترزع تستنى لما افتح.
اقتحم الباب راجل طويل بعمر الخمسين، زقها قدامه وقفل الباب وراه رغم كبر سنه إلا وعيونه بتطق شرار اترعبت من نظراته لها خافت وسأله:
-أنت مين و عايز اي مني أنا معرفكش يا راجل أنت ؟!
رغم قوه اندفاعه عليها إلا أن الرجل ضعيف بدقنه البيضا الطويله، شعره متبعثر، هدومه قديمه متبهدله، بتدل علي انه رجل غلبان، بس مع كل ده ملامحه جامده، نيران الغضب بتحرقه وطالعه من عيونه الحمرا، قرب منها وضغط على اديها بكل قوته، بص في عينها شاف نظرة الرعب، اللي كان نفسه يشوفها من زمان، رد عليها زي أفعى بنادي فرستها للموت:
- عايزه تعرفي أنا مين؛ أنا اللي ضمرتي حياته؛ ودعستي برجلك على شرفه، أنا اللي خليتي راسه في الوحل، ومش قادر يرفعها، أنا اللي دبحتيه يافاجره. 
مرعوبه وبترجع بخطواتها للخلف وهو بيتقدم كل خطوه معاها، 
بيخرج شئ من جيبه، بتحاول تهرب منه وتجري بدون وعي، وقعت على الارض واذا فجأة...

رواية راهنت عليك الفصل التاسع عشر 19 بقلم عبير فاروق


كانت بتترتجف في ايده، جسمها كله بيرتعش من الخوف والرعب، ردت بهمس:

- أنا معرفكش، ولا عمري شوفتك.
- ولا هتشوفيني عمرك تاني، انا بنتي سميرة، اللي قضيتي عليها واستغليني فقرنا، وكانت ضحيتك، بنتي متحملش العار وانتحرت، ماتت وارتاحت بسببك، وأنا ادفنت معاها بالحيا، لازم تدفعي ثمن كل جرايمك يامجرمه.

مد ايده من جبيبه خرج شئ من جيبه، فلتت من قبضته، وحاولت تهرب منه، اتكعبلت وقعت، وإذا فجأة.. رش عليها ازازة ميه نار، شوهت وشها وصدرها، اتحرق، فضلت تصرخ زي المجنونه، لحظات كانت كفيله انه يشوفها بتتلوي، وبتصرخ، اتشوهت من اثر مية النار المركزه، لكن للاسف مهما تكون حرقة النار اللي فيها، مش هتكون زي نار حرقة قلبه على بنته، حس ان في أصوات بتقرب بره باب الشقه، خرج بسرعه، ونزل على السلم، دقايق كان بيجري زي المجنون في الشارع يهرب، وهو بيردد جواه:

- انتقمتلك ياسميره... اخدت بتارك يابنتي.. حققت عدل ربنا، وفشيت ناري.

الناس حوالين منه، بتبص عليه مش فاهمه حاجة، منهم اللي صعبان عليه، ومنهم اللي بيقول مجنون وخايف يقرب منه، وهو ماشي بيجري تايهه ولسانه بيردد الكلام.

عند "كامليا" البواب والجيران اتجمعوا، أول ما شافوا منظرها، اترعبوا من شكلها، وجريوا، في اللي اتصل بالاسعاف عشان تلحقها، خصوصا انها اغمى عليها، وواحده جارتها بصت بشماته وقالت:

- ادي اخرة المشي البطال، أهي أخدت جزاءها، والعماره هتنضف منها، كانت مسوءه سمعتها، استرها علينا يارب.

وانفض الجميع عنها، وكل واحد طلع شقته، وسبوها تواجه مصيرها، وبعد نص ساعه جت الإسعاف، ونقلتها، وبلغوا البوليس عشان يحقق في الواقعه، والكل اجمع على سوء سمعتها، وتسلط لسانها مع الكل، وحين تم استجواب الخادمه، ثبت إنها كانت مش موجوده، وما تعرف شئ عن الحادث، وتبين من التحقيقيات سوء سمعتها، وكثر ضحياها، وبناء عليه تم غلق التحقيق في القضية، وقيدت ضد مجهول.
اما "كامليا" فكانت حالتها صعبه جداً، وفقدت عين من عيونها، وتشوهت لدرجة كبيرة ولا حد يقدر يبص في وشها، ودفعت ثمن شرها.
************ **********

نور الشمس ملئ المكان، وصوت الحاره الشعبيه ارتفع من بياعين خضار، وتكاتك وقهوة زي ما يكون كل الناس أجمعوا انهم يصحوا "صلاح" بعد ليله طويله ولا الف ليله وليله؛ نايم في ارضيه الصاله فارد درعاته الاتنين وكل رجل في ناحيه بيبربش شال دراعه يخبي نور الشمس اللي ضرب في عنيه، والدوشه اللي وصله له من وقت كبير بيحاول يفتح عنيه ويقفلها لحد ما اخد على ضوء المكان، راسة تقيله مش قادر يقوم حاول يتعدل كذا مره و وقع، نادى على بطه بس ماردتش ركز يسمع كده بودانه مافيش صوت للعيال، قام اتنطر يدور عليها في الشقه مالقاش لها أثر، فتح الباب بسرعه نازل بيت خبط على السلم لقى واحد من رجالته طالع شده من هدومه وسأله:

- بطه فين ياض.؟
- والله ماعرف يامعلم صلاح، أنا لسه جاي اهو قدامك.

ضربه كام قلم وهو بيشتم فيه؛ وزقه كان هيقع على السلم وقاله يلم الرجاله بسرعه ويدورو عليها.

طلع في نص الشارع حاطت ايده في وسطه، وبيدور بعنيه في كل الاتجاهات، لقاها داخله من اول الحاره شيله بنتها وبتجر "علي" في ايديها مد الخطاوي ليها، وقف في وشها وبيزعق جامد فيها:

- كنتي فين يا برنسيسه، مش قولت رجلك ماتخطيش عتبه الشقه ولا انتي عايزاني اكسرهالك.

الناس اتلمت على زعيقه، وبقوا يتفرجوا عليهم، "بطه" بتبصله بكل حقد وغل كانت كناه له طول الأيام اللي فاتت كلها.
واحده من الجيران واقفه جنبها بتحاول تهدي "صلاح" وبتقول:

- بالهداوه مش كده دول عيال اخوك بردو، لفت لها "بطه" والدتها بنتها تشلها عنها، وهي لفت وقفشت فيه بايدها الاتنين من عنفها معاه كانت هتوقعه على الارض:

- تكسر رجل مين يا نصاب يا حرامي، يا رد السجون يا سوابق أنت، ده أنا اللي هكسر رقبتك على صدرك.

" صلاح" واقف مصدوم من ردها؛ كان مستني منها الخضوع والطاعه، لكن قابل نمر عايز يفترسه بكل قوته، مسك ايداها ونطرها عنه بقوة طوحتها من قدامه مهما كان "بطه" ست وقوتها صفر على الشمال قدام صلاح؛ استرجع ثباته ورجع يهب فيها يمكن تخاف منه زي المره اللي فاتت هجم عليها مسكها بكف ايده من راسها اتملك من شعرها وفضل يهز فيها زي العروسه اللعبه:

- جرى ايه يامرى، انتي اتهبلتي ولا ايه؟ ان كان عقلك وزك تلعبي بيه لا، ده أنا صلاح اللي مافي مرى ولا دكر قدر يقف قدامي، ده أنا اهرسك تحت رجلي.

علا صراخها ملا الحاره والستات بصريخ خضه على "بطه" "على" ابنها ماسك رجل عمه وعمال يضرب في ويعيط ويقوله سيب امي ياعم وبناتها مفزوعه من كل الاصوات اللي حواليها وعيطها يقطع القلب.

"بطه" في وسط صريخها بتحاول تفلفص منه، وتفك ايده من شعرها بتنادي على رجاله الحاره يحوشو عنها:

-يالهوووووووووي الحقوني يا رجاله الحاره، بقى مرات ماهر تنضرب وسطيكم كده، ايه ماعدش في رجاله ماعدش في نخوه.

الرجاله والستات هاجت عليه بس رجاله "صلاح" حوطوهم، واحد طلع فرد مسدس وضرب طلقه في الهوا، رجعت كل واحد مكانه، و"صلاح" حط السكينه اللي في جيبه على رقبتها وهدد لو حد اتحرك ولا ادخل هيخلص عليه وعليها، وفي لمح البصر انقلبت الموازين مع دخول عربيات الشرطه (البوكس) في نص اللمه ارتبك "صلاح" وساب "بطه" من ايده وخفى السكينه ورا ضهره بسرعه ورجلته كل واحد شال سلاحه والكل واقف انتباه.

نزل العساكر و الظابط أتقدم من "صلاح" وحط ايده على كتفه وقاله:

- وألله و وقعت يابو صلاح واي اللمه دي عملي نمره بروح امك.

-ولا لمه ولا حاجه ياباشا مرات أخويا وبأدبها فيها حاجه دي.

انطلقت "بطه" زي السهم اللي عارف طريقه من غير بصله توجهه ناحيه الظابط وكلمته:

- يأدبني إيه ياباشا؟ ده مفتري وحرامي ونصاب ياباشا ده معاه سكينه، وكان لسه حطتها على رقبتي دلوقتي، وربنا ياباشا حتى اسأل كل الحاره يا باشا.

كل الحاره من وراها اتكلمتوا في بؤق واحد وايدوا كلامها، و"صلاح" واقف عايز يمسك في زماره رقبتها، الظابط قفشه من قفاه وثبته على "البوكس" وفتشه لقى معاه السكينه فعلاً اخدها وقاله:

- الله اكبر قضيه جديده، انضمت لكوم القضايا اللي عندك.
- قضيه اي يا باشا؟ أنا صاغ سليم حتى فتشني.

ردت "بطه" بغضب، وصوتها مجلجل في الحاره:

-لا هو اللي يسرق ويقتل بيخبيهم في جيوبه يا صلاح، اوعى تكون صدقت دور الحنيه، والسهوكه اللي عشت فيه، لا بابا فوق كده لنفسك ده أنا بطه، اللي طول عمرها رافعه رأسها بشرفها، كله متسجل يا نحنوح، وحبل عشماوي مستنيك، ظلمت أخوك ولبسته تهمه، واهو ربنا انتقم منك
ووقعك في شر أعمالك.

صلاح بيجز على سنانه لو سابوه عليها هيقتلها في الوقت والحال، وهي بترقص له حواجبها من ورا الظابط، أمر العساكر تلم الرجاله المشتبه فيهم وكانوا رجالة "صلاح" ركبهم كلهم " البوكس" الظابط وجه كلامه لبطه:

- وأنتِ حصليني على القسم، اكتب لك محضر بالواقعة اللي حصلت معاكي.

بطه بتهلل ومبسوطه:

- تحت امرك يا حكومه، تحيا العدل ياباشا، ماتزغرطي ياوليه منك ليها.

علا صوت الزغاريط من ستات الحاره كلهم، وكانت زفه تليق بخروج
"صلاح" من الحاره نهائي.
***********************


بعد عده ساعات خرجت "كامليا" من غرفة العمليات، نايمة من آثر المخدر، عشان الآلام كانت فوق الاحتمال، محدش كان جنبها، الكل سابها مرميه ولا قدر يقرب منها، الممرضة بتدخل تطمن عليها، وتابع حالتها، خرجت تشوف حالة تانيه، وفجأة سمعت صوت صراخ عالي، كانت مش قادره تتحمله، بمجرد ما فاقت، حرقان لا يحتمل في وشها وصدرها، لحد وسطها كله ملفوف بالشاش، حسست على وشها صرخت، الممرضه جريت بسرعه عليها، حاولت تهديها، كانت في حالة هياج كامل، بتشوح بأديها بعشوائية، وكل اللي بتردده عايزة مرايا، تشوف جرالها ايه؟
حذرتها الممرضه بس صوت زعقها كان مخيف، استسلمت لها، وراحت جابت مرايا، مسكتها واديها بترتعش، فكت الشاش بسرعه، واول ما بصت، اتصدمت عينها اتحرقت مع باقي وشها، والتانيه مقفوله، ويادوب مفتحوا لها فتحته بسيطه عشان تشوف منها، رمت المرايا، وقامت زي المجنونه تمشي في الاوضه، وتصرخ تقول، لا لا، حالة من الهجيان معرفتش تسيطر عليها الممرضه، نادت حد يساعدها، بتصرخ وبس، حتى الدموع مش بتزل من عينها، رفضت بكل استماته تخضع ليها، لمحت خيال للشباك، قربت ناحيته، حست أنه هو ده طوق النجاه ليها، مفيش حل تاني، روحها بتروح منها، وهو ده السبيل لنجاتها من العذاب اللي حساه، وهتعيش بيه، هو ده الحل، الممرضه بتحاول تمسكها، زقتها ورمت نفسها من الدور الرابع، وقعت على راسها والدم سال على الأرض، وماتت في الحال.
************
بطه راحت للمحامي بتترجاه تشوف جوزها، وهو عمال يقنعها وهي مش فاهمه:

- ابوس ايدك يابيه اشوفه بس وَلو دقيقة.
- يا ست فاطمه أنا مقدر موقفك، بس للأسف مش هينفع، أنا يادوب سيبك الصبح، وفهمتك أنه مش هنلحق نطلع تصريح زيارة ومافيش استثنى مع المحكوم عليهم في قضايا قتل.
- بريئ والله العظيم بريئ يابيه.
- ياستي عارف امال بدافع عنه ازاي؟ ده من حسن حظه أن ليكم واسطه ومعارف، واتحدد جلسه سريعه عشان ظروفه، وأن شاء الله بكره هيكون قدامك بشحمه ولحمه.
*************

في مكتب "جاسر" بيتابع شغله مع بعض الموظفين في اجتماع طارئ، بيرن تلفونه برقم غريب، مش بيرد، اتكرر كذا مره، رد :

- ايوة مين معايا؟
- أنا خدامه الست كامليا يا جاسر بيه.

تعجب من اتصالها، فسألها:

- خير !! في حاجة اقدمهالك؟
- أنا بتصل ابلغك باللي حصل للهانم.
وحكت له على كل حاجة، فقام انهى اجتماعه، وراح بسرعه للمستشفى، ولما وصل سأل عن غرفتها لقى الدنيا مقلوبه عن انتحارها، اتصدم وقعد علي اقرب كرسي، َحط ايده على راسه وموطي؛ مش قادر يصدق نهاية "كامليا" بالشكل ده، برغم كل اللي يعرفه عنها، لكن صعبت عليه جدا، مسك فونه واتصل برقم "صافي"، لكنها مردتش، حاول كتير، بعت رساله على الواتس اب:

- ردي عليا ضروري.

جاء رنين الرساله، سمعتها واستغربت، أنتظرت اتصاله ، ردت بسرعه وقال بدون تردد:

- ربنا انتقملك من كامليا، واخدتي حقك.
- ازاي؟ !!
- واحد دخل عليها ورشها بمية نار، ونقولها للمستشفى، ولما فاقت متحملتش تشوف روحها بالشكل ده، ورمت نفسها من الشباك وماتت.

شقهت بصرخه، وحطت أديها على بقها، ودموعها نزلت غصب عنها، هي عمرها ما اتمنت لها الشر، زي ما هي كانت عايزة تعمل معاها، طال صمتها، فقطعه وقال:

- صافي سمعاني؟ خلاص صفحة كامليا اتقفلت نهائي، ومفيش اي حاجة تدينك، اخرجي وابدأي حياتك من جديد، ارجعي صافي اللي بحبها، ومش عايز غيرها من الدنيا.
- تفتكر هرجع لصافي تاني، صعب اللي مريت بيه؛ تجربه صعبه اوي، مفتكرش إني ممكن ارجع زي ما كنت.
- لأ هترجعي وأقوى كمان من زمان، وأنا هستناكي لحد اخر العمر.

انهى المكالمه، وتمم اجراءات دفن "كامليا" لمثواها الأخير.
وقعدت "صافي" تفكر كتير في اللي حصل "لكامليا" وإزاي الحقد والغل، واذية الناس وصلتها للنهاية دي، بصت لنفسها في المرايا، شافت واحده تانيه؛ جديدة من جواها، حست أنها مش "صافي" اللي الغرور كان مليها من جوه وبره، بقت زي البلونه اللي فرقعت، وعرفت أن النقاء وحب الناس، هو ده المكسب الحقيقي، دخلت تاخد شور، ولبست أجمل ماعندها، ونزلت واللمعه في عنيها، وقررت تبدأ حياة تانيه، وتنسى الماضي بكل آساه، شافها والدها، فرح ان بنته رجعتله تاني بضحكتها وابتسامتها اللي منوره وشها، حضنها بحب، وحمد ربنا على رجعوها لحضنه من تاني، وخرجوا يسهروا بالمناسبه الحلوه دي.
***********

"هدهد" طول الوقت قاعده في اوضتها حتى الأكل بيوصلها لحد فوق، مش بتنزل غير لما يكون "سالم" موجود تتكلم وتضحك وتهزر معاه، وبعدها تختفي تاني في اوضتها، متجنبه التعامل معاه نهائي وده مجنن "آمر" ومخلي تصرفاته في شيئ من التهور والاندفاع، هو كمان تعب من الغضب المسيطر عليه طول الوقت، غرق نفسه في الشغل والتعاقد على الحفلات واختيار الأغاني لألبومه الجديد، اللي أثرت حالته النفسيه خلته كله شجن وحزن، وحاليا قاعد في مكتبه بيراجع أوراق سمع عمه بيزعق بره فخرج له:

- انتوا فين ايه الهدوء القاتل ده؟ عايش مع أموات ولا أية؟ فين الشباب والضحك والحركة في البيت ده فين شاهي ؟!

"آمر" عارف الهلوله اللي عمه بيعملها كل مره يكون واخد جنب، ولما سأل عليها بص على فوق كارد بمكانها؛ "سالم" اتجه للسلم ونادي عليها كام مره طلعت من اوضتها جرى وهي بتبتسم له لقته مكشر استغربت مش متعوده يقابلها بالشكل ده، عيونها بتخطف النظرات لـ "آمر" اول ما اتلقوا في نظره واحده، ركز بعيونه ليها كانت وحشاه ومشتاق اوي ليهم؛ هربت بعيونها وتوترت قربت من "سالم" وكلمته:

- نعم بتنادي عليا؟

- طبعاً امال بنادي عليا أنا ؟! ، بتعملي ايه فوق؟

- ابداً كنت براجع شويه اساله مهمه، وبثبت الحوار في دماغي، أنت عارف بكره اخر عرض وانت عارف بقى.

- ولا يفرق معانا عرض، فين "آسر"

- شكله لسه ماجاش هو و ملك.

في اللحظة دي دخل آسر و ملك، وسلم عليهم وشتمه لأنه اتخض منه والكل ضحك وقال له :

- خضتني يابن الكـ... ب اترزعوا هنا
اية البيت ده ولا بيت الأشباح، ده أنا شباب عنكوا كاتكوا القرف.

الكل كاتم ضحكته، نادى على "نفين" جت بسرعه، وقالها :

- من فضلك خليهم يجهزوا قاعده في الجنينه هنسهر فيها.

هزت رأسها وخرجت وجه كلامه لي آمر:

- وأنت (آمر شاور على نفسه) ايوه أنت غيرلي شكلك ده مش عجبني.

"آمر" غطى وشه بكف ايده وسحبه مره واحده مع ابتسامه كبيره سمجه، واتكلم وهو جز على سنانه:

- كده حلو.
سالم كاتم ضحكته:
- أيوه اثبت على كده.

"سالم" شد هدهد من ايدها وماشي بيها:

-هنروح فين ؟
-تعالى هنختار فيلم نتفرج عليه.

بعد تجهيز الجنيه وضعوا شاشة عرض كبيره، وبفات كبيره على عددهم، خرجوا كلهم و"سالم" شغل الفيلم وقعدوا، واندمجوا معاه بس "آمر" اللي من وقت للتاني بيتابع كل حركه لها، ونفس طالع ونفس داخل، وكان بيستغل خفض الاضاءه في لقطات الفيلم عشان يبصلها مباشر، "هدهد" كانت كمان شيفاه لدرجه كانت بتكتم أنفاسها اللي كان بعدها عليها رحمتها "نفين" لما انضمت ليهم وقعدت جنب "آمر" واخدها في حضنه وفي النهايه نام على رجلها يتفرج على الفيلم.

"ملك" منتظره "آسر" اللي سبهم بقاله نص ساعه، وهي طول ما هو مش قدامها بتحس باختناق بتمشي ايديها على رقبتها فعلا مش قادره تتنفس، اخد كبايه عصير تعملها حجه وتدور عليه؛ كان واقف بعيد وهي بتقرب عليه شايفاه متعصب وهاين عليه يكسر الفون، وصلت له ومدت ايديها بالعصير شكرها وقالها مش عايز حست بضيقه فضولها خلاها تسأله:

-مالك متعصب ليه في حاجه خاصه بالشركة؟

هز راسه بنفي قلقها زاد والحت عليه بالسؤال رد:

- بحاول اوصل لحد ومش عارف اوصله.
- والحد ده مهم أوي كده أنه ينرفزك طب ما ترحله.
- للأسف معرفش له وسيله اتصال غير فونه.
- طب اديني معلومات عنه وفي دقايق أعرفك كل حاجه عنه.
- للأسف بردو ماعرفش غير اسمها.

هنا "ملك" عرفت انه يقصد "فلك" لأنها قررت تخفيها من الوجود لما هو و "ملك" قربوا من بعض الفتره الأخيرة، وهو بطل يتصل بي "فلك" ايه فكره بيها ارتبكت وبقت مش عارفه تقوله ايه غيرت الموضوع، واتكلموا في كذا حاجه تخص الشغل وفي آخر الكلام طلب منها تمشي، وهو هيعمل محاوله كمان ويحصلها قلبها مش مطاوعها تسيبه وتمشي، وهو بيدور عليها وهي قدامه بترجع كام خطوه لورا بضهرها، اتكعبلت في خرطوم المايه بتاع الجنينة لحقها "آسر" من وقعه جامده لكن كوبيه العصير انكبت عليها، وهي صرخت من الخضه اطمنت لما لقته ماسكها، قلبها دق زي الطبل كانت قريبه من قلبه اوي، ودي اول مره تحس بحضنه عدلت وقفتها بسرعه بتبربش كتير العصير دخل في عنيها، و"آسر" بيمسح لها وشها بمنديل وهي مرتبكه وفي لحظه صمت طولت وهو بيبصلها وبس، هو ماكنش صمت على اد ما كانت صدمه كبيره له؛ لما اللنسيز بتاعتها وقعت من كتر البربشه من غير ما تاخد بالها، وهو شايفها قدامه بالشكل ده عمال بيربط الأحداث والتفاصيل باللي واقفه قدامه، دي هي مين بالظبط عيونه تايهه مش راكزه على شيئ معين، جت على انسيال لبساه افتكر أنه شافه في ايد "فلك" وكان في حروف اسم "ملك" ازاي ما اخدش باله وقتها؟ برفنها اللي على طول بيشمه فيهم اتغبيت وقولت لنفسي وقتها انه عادي، وممكن يكون صدفه، لا مش صدفه دي حقيقه كلامهم في تشابه كبير ازاي كنت غبي بالشكل ده ازاي فاق على صوتها :

-هطلع اغير هدومي وارجع لك.

هز راسه بالموافقة وأول ما التفت وخطت اول خطوه نادي عليها بصوت مخنوق:

-فلك!

اتصمرت في مكانها من نداه مش مصدقه انه ممكن يكون عرفها، أو هو بيقول اسم التاني كده وخلاص، الخوف متملك منها رجليها بقت زي الحجر مش قادره تحركها لفت بوشها حاجه بسيته وسألته:

قولت حاجه؟!

قرب منها لحد مابقوا وجهً لوجه هي بتخبي عيونها عنه، مش قادره تواجهه مد ايده تحت دقنها ورفع وشها له واستقبلت عنيهم في نظره عمرها ماهتنسها؛ نظره لوم وعتاب ونظره خذلان اول مره يشعر بيها، مد ايده التانيه على شعرها ورفع الباروكه عنها، وانفرد شعرها الأصفر الحريري ورا ضهرها غمضه عيونها وايقنت انه عرف حقيقتها، دموعها نزلت مش عارفه هتقوله ايه، أو تبرر بأيه، واقف يتفرج عليها مش مصدق اللي بيحصل قدامه شالت هي طقم الأسنان، وبكده كشفت كل الخدعه، دموعها مش هتقدر تغسل شعورها بالذنب تجاهه، أو تخليه يسامحها كل اللي وصلها منه سؤال واحد بس:

-ليه؟!

أصعب سؤال ماتوقعتش في يوم إنها تتسأله بعد مرور لحظات رده ما بين دموعها.

-ماتظلمنيش يا آسر.

رده كان ضحكه جامده بسخرية، قربت منه جامد، حاولت بكل وسيلة تفهمه، عيونه كان بتهرب من مواجهتها، شعوره متضارب، مش عارف يفرح أنهم واحد، ولا يحزن أنها غشته طول الوقت اللي فات ، شعور الخداع صعب، وبمرار قالها:

- هو مين فينا اللي اتظلم، أنا اللي غشيتك وضحكت عليكي، ولا انتي؟

- أنت متعرفتش حاجة؟
- هو لسه في حاجة معرفتهاش يافلك، ولا اقول ملك!! بس تصدقي برافووو عليكي طلعتي ممثلة شاطرة اوي، عرفتي تمثلي علينا كلنا، أنك ملك البنت الوحشة، الدميمه، وتخبي جمالك ورا القناع المزيف، وتمثلي عليا الحب.

حطت اديها على شفايفه، وبين شهقاتها وعيونها اللي بتترجاه، قالت:

- أيوة أنت متعرفش أنا بحبك اد إيه؟ من أيام الكليه، سنين عشق مرت عليا عذاب، وأنت بالنسبه ليا نجمه في السما، صعب الوصول ليها، ولما عرفت بالإعلان مديرة مكتبك اتقدمت، وعرفت ان كلهم بيترفضوا عشان حلوين، مشيت ورجعت تاني يوم بالشكل ده، ووالدك وافق عليا من غير حتى ما يعرف مؤهلاتي، وقولت كفاية أني هكون قريبه منك، واتحملت نظراتك وكرهك ليا، وتريقتك عليا طول الوقت، كل ده وأنا يكفيني أمتع عيني بقربك لحظات.

اخدت نفسها، وبلعت ريقها وكملت:

- ظهرتلك بشكل فلك، عشان تعرف الفرق، ان البنت مش بجمالها وبس، لأ بروحها اللي هتعيش معاها، اوعى تنكر أنك حبيت روح ملك، وجدعنتها مع الكل، واعتمادك عليها في كل حاجة، وأكبر دليل؛ أن فلك لما اختفت مكنتش بتفكر فيها، لوقت كبير، قربت من روحي، متنكرش يا آسر، شوفت الحب في عيوني.

كان بيسمع ليها، ودماغه هتنفجر من التخبط والتشتت اللي مش عارف يحدد موقف، أيوة عندها حق، هو حب روحها، وفي نفس الوقت حب شكل فلك، واتمنى يجمع مواصفات الاثنين في واحده بس، لكن لما قالت كلمة عيونها قاطعها ورد:

- أي عيون بتتكلمي عنها، عيونك السودا، ولا الزرقا؟ الحقيقيه ولا المزيفه؟

وطت رأسها بخجل، ومش لاقية رد، وهو بعد خطوتين وقالها:

- الكذب والخداع ملهمش معيارين، وانتي كدبتي وخدعتيني، وأنا مش هقدر اسامحك.

كانت هترد وتكمل شرح، وقفها بأنه رفع ايده، بمعنى انتهى الكلام بينا، ولف اداها ظهره، جريت بسرعه داخل الفيلا ودمعها سبقاها على حقيقه عمرها ما اتمنت تنكشف بالشكل ده.

كانت "هدهد" مراقبه الموقف، واول ماشافتها؛ قامت بسرعه وجريت تلحق "اسر" اللي كان هيمشي ويخرج جريت وبتنادي عليه، وهو مش بيرد، لحقته قبل مايخرج، مسكت ايديه بترجي يسمعها وقالت بنبره صدق:

- سامحها يا آسر، اوعى تضيعها.

بصلها بذهول، وصدمه وقال:

- أنتي كمان كنتي عارفه، وأنا الوحيد المغفل !!
- أيوة من أول يوم كنت عارفه، وسمعت حكايتها، وحسيت اد اية هي بتحبك، عشان كده بطلب منك تسامحها، اوعى تضيع من ايديك قلب صافي وجدع زي ملك، وتأكد أني لولا اتأكدت من حبها مكنتش خبيت عليك.
- صعب ياهدهد، صعب اثق فيها تاني، دي كانت بتشوف حيرتي وحبي لفلك، أقصد ليها، وسعيده بالعذاب ده، كانت طول الوقت قريبه مني، ومخبيه عني حقيقتها.
- يابني أفهم، تقولك ازاي، وأنت معروف بحبك وضعفك للبنات الحلوه، ام عيون زرقا، تظهرلك وتاخد غرضك منها وبعدين تطردها، أنت سمعتك ماشاءالله، حدث ولا حرج يعني.

سكت ومعرفش يرد، لانه هو فعلا كده، ولو كانت ظهرت له بشكلها، كان هيقضي معاها يومين ويزهق، بس ازاي وهو فعلا حبها، سحب ايده وطبب على اديها وقال:

- معلش ياهدهد، سبيني دلوقتي، عشان أنا فعلا متلغبط، وحاسس بتشتت، عايز افضل مع نفسي شويه.
- ماشي براحتك، بس بلاش تظلمها، وتكسر بقلب البونيه، اللي زمانها مقطعه نفسها من العياط فوق.

هز راسه، وسابها وركب عربيته، وساق بسرعه جنونيه، مش عارف هيروح فين، بس عايز يراجع كل حسباته من أول وجديد.

رجعت "هدهد" عشان تروح تشوف "ملك"، وماخدتش بالها ببركان النار المشتعل، ومراقبه "آمر" اللي كان حاطتها تحت الميكروسكوب، ومش واخد باله من نظرات "سالم" و"نيفين" اللي ملحقاه.

رواية راهنت عليك الفصل العشرون 20 والأخير بقلم عبير فاروق

طول الليل بتحاول "بطه" يغفل ليها عين مش عارفه، بتتقلب على سريرها كأنها نايمه على جمرة نار، ماصدقت نور الصبح طلع، واخدت عيالها في حضنها، ونزلت تروح المحكمه، وجوه قلبها طبول الحب بتدق تسمع الدنيا كلها، اد أية مشتاقه لجوزها وابو عيالها، ونفسها تاخده في حضنها، وتقوله هي واثقه فيه، وبتتنفس حبه وبتعشقه.
___________________
في قفص الاتهام واقف "ماهر" مش فاهم حاجة خالص، جبوه من السجن ببدلته الحمراء كده ليه في محاكمه تاني؟ ياترى اية اللي هيتعمل فيه بعد ما حكموا عليه بالإعدام؟ وفجأة شاف "صلاح" اخوه داخل جوه القفص معاه، قرب منه بلهفه يضمه لحضنه؛ كان خايف يكون اتورط في قضية سرقه ولا عمله نصيبه تانيه، قابله بزقه عنيفه في صدره رجعته كام خطوه لي وراي، اندهش من تصرفه سأله:
- في اية يا اخويا؟ عملت اية عشان تيجي هنا؟
بص لي"ماهر" نظره، عمره ما هينساها ورد عليه بكل حقد مخبيه جواه طول الوقت:
- أنا جيت هنا بسببك أنت.
- بسببي، أنا عملت أية؟
ضحك بسخريه وقال:
- قول معملتش اية؟ طول عمرك أنت اللي على الحجر، من يوم ماتولدت وانت في بؤقك معلقه دهب، حتى ابوك وامك، الله لآ يسامحهم بقى، اكمنك ابيضاني وحلاوه كنت على طول اللي على الحجر، لك الحق في كل حاجه، وأنا ليا المرمطه والسرقه والرميه على البورش، ولما اقول اشمعنا ماليش غير كف ابوك نازل عليا ويقولي اتعدل "ماهر" ده وش زوات شيلينه لنصبايه مش زيك وش سجون، انا اتحدف في النار، وانت ليك الجنة ونعمها، انا اخطط واظبط وانت تكوش على الجاهز، ولما وقفت في وشهم وقولت هتجوز واعيش بالحلال عملوا ايه يعني؛ زعلولهم كام يوم وخلاص، سبت الدنيا عشان المحروسة بتاعتك، لكن أنا لأ اتجوز ازاي، اشاور على دي لما قلبي يميل امك مردتش تجوزني اللي عايزها، بردو لأ اخد نصيبي من كل عمليه لأ؛ وابقي اجرمت وينزل على جتتي ضرب لحد ما يبنلي صاحب ده لو ليا صاحب أصلاً. 
"ماهر" مصدوم من كل كلامه ودموعه نزلت ورد بتوهان:
-ياه كل ده شيله في قلبك يا اخويا، أنا عمري ماجيت عليك، ولا عملت لك حاجه وحشه. 
-ولسه في قلبي مليان يا حلتها، طول مانت سعيد ولك اللي يحبك ويقف قصاد الدنيا عشان هفضل اكرهك، أنت ايه يا أخي كل الناس بتحبك، ومراتك هتموت نفسها عليك ليه فيك ايه عني لكل ده؟ أنا "صلاح الجن" اخطط واظبط وانيمك في العسل واخبط خبطتي واخرتها توقعني مرى زي بطه، شوفت الزمن. 
كان بيقول كلامه زي طلقات مدفع، ورا بعض بدون ما يوقف، قلبه مليان غل وحقد، واضح على وشه، وباين في عيونه اللي بتطلع شرار، و"ماهر" واقف بيسمعه في ذهول، مش قادر يستوعب كمية الغل اللي جوة أخوه، عمر ما كان جواه له اي حقد، بالعكس كان بيحبه، وساعات بيلبس نفسه في مصايب عشانه، وياما كان بيحن عليه، ويسلفه ويقف قدام مراته عشانه، لكن طلعت هي صح وهو اللي غفلان ولا عارف حاجه. 
فاق على صوت "الحاجب" بيقول محكمه، الكل واقف احتراماً له. 
"بطه" جت على اخر لحظة عينها بتطلع قلوب عليه، لكنه كان تايهه في كلام اخوه، مغيب مش دريان بنفسه، بعد كلام كتير من دفاع المحامي، وظهور التسجيلات اللي تثبت أن "صلاح" هو الجاني، وهو اللي ارتكب الجريمة، حكمت المحكمه؛ ببراءة "ماهر" واحالة اوراق "صلاح" للمفتي. 
عليت زغاريط "بطه" وبتردد:
- يحيا العدل... يحيا العدل. 
صلاح بغل وكره موجه كلامه لبطه:
-مبروك عليكي يا برنسيسة براءة النحنوح، أنتي عارفه ايه رحمكم من أيدي اني مش هشوفكم خلقتكم تاني؛ وش عشماوي عندي ارحم منكم اشوفكم في نار جهنم يا رمم. 
"بطه" ماهمهاش كلام "صلاح" وقربت من جوزها وعنيها محوطاه بكل حب ولهفه، وشوق، كانت عايزة تتكلم كلام كتير، بس العسكري اخده منها عشان يكملوا الاجراءات، وصوته كان بينادي عليها، وعلى عياله، وهي مشيت مع المحامي تستناه في القسم.
الوقت كان بيمر عليها ساعات، وسؤال إبنها "علي" عن ابوه كل شوية، وهي تقوله شوية وهيجي، تبص لبنتها، تبتسم وتقول في نفسها، دقايق والدنيا تنور وتحلو تاني، ولمحت جوزها خارج ومعاه المحامي، جريت  عليه، اخدها في حضنه هي وعياله، دموعهم كانت نازله من الفرحه، رفع ابنه، وحضنه اوي، عينه جت على بنته اول مره يشوفها، ويعرف ملامحها اللي كانت شبه أغلى انسانه عنده، باسها من جبينها، عيونهم اتلاقت في نظرة طويلة؛ بتقول كلام كتير من غير ولا حرف ينطق، اصل محدش بيفهم لغة العيون إلا اللي بيحبوا بجد، وبيثقوا بجد، رفعت ايديها تحضن وشه وابتسمت بكل حب وشوق الأيام الصعبه اللي مرت عليهم، وعيون بتلمع حب وقالت:
- حمدلله على سلامتك ياماهر، وحشتني أوي. 
باس كف اديها ورد بكل صدق:
- الله يسلم عمرك ياغالية،أنتي أكتر يابطه، متتخيليش حالتي كانت ازاي في السجن، والله ماهمني حكم الإعدام؛ زي ماكان فارق معايا انك صدقتي الحكم عليا، كل لحظة كانت بالعمر كله. 
- غصب عني والله، اخوك المفتري كان حبسني، مكنتش بخرج بره الشقه، وكان لازم أعمل كده، عشان اثبت براءتك. 
قطع حديثهم المحامي، اللي كان واقف محرج، وهما ناسيين الدنيا، وكل الناس وقال:
- حمدلله على سلامة جوزك يامدام بطه.
- الله يسلمك يا استاذ، تعبناك والله.
-تعبك راحه، ده شغلي.
سلم عليه "ماهر" وشكره جدا، ووجه كلامه لمراته لما سمع صوت بكاء بنته، افتكر وسألها:
- انتي بالحق سميني البت اية؟ 
- هو أنا اقدر اسميها من غيرك برضو؟مع أن كان نفسي اسميها على أغلى أسم عندي. 
- هدهد !! 
- وهو في غيرها، عمري ماهلاقي زيها ابدا. 
- خلاص نسميها هدهد، عشان تكون بينا دايماً، اه بالحق مش هتقولي بقى عملتي ايه يابطه؟
- هقولك على كل حاجة، بس لما نروح مشوار مهم، وهتعرف كل حاجة.
______________
في فيلا "آمر" الكل منتظر نزول "هدهد" والاعصاب في توتر، النهاردة خلاص نهايه المسابقة واعلان الفائزة، وتسليم التاج، والكل متوقع فوزها، بس هو خايف، ومش عارف ليه؟ هل لخوفه فقدانها لو خسرت، وانه هيتجوز غيرها؟ ولا خوف أنها تفوز وتشوف حد غيرة، تعب من كتر التفكير، نفسه يرسى على بر معاها، ويعرف هي مين؟! وعايزه اية ؟! وهل حقيقي بتحبه؟ ولا وخداه محطة في حياتها عشان توصل.
"ميشو" سبقهم وراح هو وكل المساعدين هناك، و"ملك" اتجنبت مواجهة "آسر" ومشيت مع "ميشو" كانت خايفه تواجهه، وقررت أنها في الحفله هتظهر للكل بشكلها الحقيقي، هتكون "ملك" وبس مش اي حاجة تاني، وهتمحي صفحة "فلك" من حياتها للأبد، ولو استمر على موقفه هتنسحب من حياته، وهتكتفي بأجمل ذكرياتها معاه.
كانت "هدهد" نازله على درجات السلم، بكل ثقة وشموخ، لابسه تيرينج رياضي، وكوتشي، وشايلة شنطة فيها كل  مستلزماتها من لبس واكسسوار، ابتسمت لـ" سالم" وقالت:
- أنا جاهزة.
لسه كان هيرد، جرس الباب رن، فتحت واحده من الخدم، وسمعت صوت المحامي بيدخل ويقول:
- أنا آسف يا آسر، الست بطه اصرت انهم يجوا يشوفوك لأمر ضروري.
جريت "هدهد" تحضن "بطه" بكل شوق ولهفه الأيام اللي فاتت، والكل واقف مش فاهم حاجة، وعيون "آمر" كلها تساؤلات لا تنتهي.
طال حضنهم على قد بعادهم عن بعض، ثم قالت لها:
- حمدلله على السلامه حببتي، وعلى سلامه جوزك، 
بصت لماهر بصدق وسعاده:
-كفاره يا ماهر والله كان نفسي اعمل معاك الواجب بس انت عارف الظروف. 
رده بطه عليها بامتنان:
واجبك وصل تالت ومتلت، هو أنا من غيرك كنت هعرف اعمل اللي عملته ده. 
-صحيح عملتي اية احكيلي تعالي اقعدي.
بطه بصت لآسر وردت:
- هو آسر بيه ماكنش بيقولك على اللي بيحصل ولا ايه؟ ده كل حاجه على يده الله يكرمه. 
"آمر" و "سالم" مستغربين من الموقف مين دول ويعرفوا كمان "آسر" منين؟ وفي محامي وقضيه ودخل "هدهد" ايه بالموضوع قاطع تفكيرهم كلام "بطه" وهي بتوجه كلامها لجوزها "وهدهد" لأن هما الاتنين عايزين يعرفو التفصيل بسرعه:
- بصي يا ستي يوم ما كلمتك واتفقنا اننا نتقابل بليل وقتها ياماهر، أخوك منه لله كان مهددني إني لو خطيت خطوة بره الشقه هياخد مني عيالي، وكان حابسني، فضلت اعيط واشكي لي ربنا وكنت مش عارفه اعمل اية، يشاء السميع العليم أن  هدهد تتصل بيا، وحاكتلها كل مصيبتي، قالتلي اقابلها بالليل لما الواد اللي علي باب الشقه يطمن اني نمت ويمشي،  وقابلتها في الخرابه القديمه بتاعتنا فكرها. 
ماهر هز راسه انه فكرها وبصت لي هدهد وكملت:
-يومها جيتي متخفيه ومتاخرتيش عني يا صحبه عمري بس بعدها آسر بيه طب علينا زي القضا المستعجل كده سرعنا الله يسامحه. 
"آسر" ضحك على تعبير بطه وسالم وماهر كمان وهدهد ابتسمت بس اللي كان بيبصله بفضول هو "آمر" مستني الحكايه تكمل، وجه الوقت عشان آسر يوضح علامات الاستفهام دي كلها كمل عنها:
- أنا قضا ومستعجل ماشي ياست بطه، المهم اليوم ده كنت راجع وشوفت هدهد بتتسحب وبتخرج من الباب الخلفي استغربت تصرفها بس قولت لازم اعرف هي رايحه فين في وقت زي ده اكيد له سبب ركبت تاكسي فمشيت ورها لقتها دخلت شوارع ولا اعرف أولها من آخرها المهم وقفت في مكان، وبعدها جت بطه وبعد سلامات لقتهم بيحكوا وبدأوا يعيطوا قربت منهم وسمعت كل كلامهم عن قضيه ماهر، ومشكلتهم ايه قربت منهم واتخضوا ساعه ما شافوني بس اتفقت اني اساعد في حل المشكله كلمت المحامي انه يجبلها إذن تسجيل وحصل. 
اتكلمت بطه:
- الله يسترك دنيا وآخره يا آسر بيه بعد ما ادتني التمام قبلها بقى كنت ماشيه في الخطه كويس احسسه اني صدقت التهمه عليك، واسمع كلامه وابينله انه الحاكم الأمر عليا يومها بعد ما طفحو زي عوايدهم كلمت صلاح وقولت له نسهر ونتونس سوى وكده يعني كنت مجهزه صنيه بسبوسه من اللي قلبك يحبها بس عجنها بشرطين صراصير اه وربنا اصل ده دماغه متكلفه ولا يحوق فيهم حاجه المهم طفحها كلها سم على قلبه وبدأ يهرتل في الكلام وانا اجرجره لحد ما حكالي كل حاجه عن يوم الحادثه وكلام كتير يؤديه وراء الشمس اه وربنا، ومن النجمه روحت للمحامي، وعرض التسجيلات للنيابه، واتعاد المحاكمه بسرعه، والحمد لله ربنا طلعك منها على خير ياخويا. 
هنا كان "آمر" بيفتكر اليوم ده، لما شافاها وملحقهاش، وبعدين رجعت معاه، وجه سأله لي آسر فجأه. 
-يعني ماكنتش بتتمشو يومها زي ما قولت لي؟! وكل وشوشتكم كانت على الموضوع ده؟!!! 
آسر هز راسه بي اه أكد له أن كل تفسيراته وحكمه على هدهد وكلامها معاه غلط طب ازاي هو شايف حاجه وبيسمع حاجه تانيه خالص عقله بقي مشتت مش مستوعب اللي بيتقال. 
 "ماهر" لحد دلوقتي مش مصدق ان اخوه طمعان في مراته عشته هو اللي ورطه بالشكل ده وان الغريب هو اللي ساعده و وقف جنبه وقت شدته بص على "هدهد" وعيونه بتلمع عاجزة عن الشكر وقال:
- والله جميلك ده دين في رقبتي، عمري ما هعرف اوفيه، وانتي عملتي خير، وربنا رده ليكي وشالك كل الخير أحلى مكافأة.
- أنا مش عايزة حاجة من الدنيا غير ان ربنا يهدي سركم، واشوف بطه سعيده معاك.
- حتى لو المكافأة ربنا ليكى دي كانت براءتك.
هنا" هدهد" استوعبت كلمته، وقامت وقفت، والصدمه خلتها تكرر الكلمه، و"آمر" مش ملاحق على المفاجئات اللي ورا بعض وسالم كمان اتفاجأ بالكلمه:
ازاي ياماهر، بالله عليك فهمني.
- اقعدي بس، وهقولك على كل حاجة، في يوم كنت ماشي في وقت فسحه المساجين وبكلم ربنا واشكيله همي، فجأة اتخبطت في واحد اتصدم لما شافني وقال:
فــــــــــلاش بـــــــــــاك 
-أنت.. 
- أنت اية اللي جابك هنا، ولابس كده ليه ياماهر؟ 
بص "ماهر" الارض وبحزن ومرارة الظلم رد عليه:
- والله برئ ياسيد، معملتش حاجة، متهم في جريمة قتل وسرقة، مليش اي ذنب فيها، واتحكم عليا بالإعدام، ويشهد عليا ربنا اني تبت لوجه من زمان، وأنت اية اللي جابك هنا؟ 
ولع سيجاره اخدها من ورا ودنه مستخبيه، ونفخ في الكبريت بحرقه قال:
- منه لله ابن المؤذية دياب؛ هو اللي جابني هنا، لبسني قضية فرش حشيش، وقالي لو اتكلمت ولا جبت سيرتي هيبعت اللي يخلص عليا وأنا واقف في مكاني. 
َ"ماهر" مصدوم من كلامه، ومش فاهم اي حاجة، قرب منه وحط ايده على كفته، وميشوا مع بعض، لانه حس ان الموضوع كبير، وقعدوا على أول دكه قابلتهم، وسأله:
- وهو لبسك التهمه دي ليه، عملتله ايه عشان يعمل كده فيك؟ 
اتنهد بحزن على اللي عمله وقاله:
- والله ده ذنب البت هدهد، وربنا انتقملها مننا، اصل اللي بيجي على الولايا مش بيكسب، هحكيلك كل حاجة...
دياب ياسيدي هو اللي سلطنا نعمل محضر سرقه لهدهد، ونتهمها بسرقه التوكتوك والضرب والهوليله دي، لما علمت علينا وسط الموقف حبينا تنتقم ونرد هبيتنا اللي داست عليها قدام الخلق، ونفذنا اللي قال عليه، لكن لما ماقبضش عليها، طلبناه بالفلوس، كان واخد عشر تلاق جندي ابن المائية، اتعارك معانا، طلع مطوه من جيبه موت المعلم، ودخل على الواد "حُن" ربنا يرحمهم بقي مطرح ما راحوا. 
- يااااه نصير الغلابه يارب؛ يبقى هدهد بريئه من قتلهم. 
- هدهد !! وهي مالها بقتلهم، أنا هنا مش عارف حاجة برا، ولا اللي بره عارفين عني حاجه، فهمني ياماهر. 
- هدهد بعد ما هربت منه، اتهمت بقتلهم، وكل الإثبات ضدها عملها ابن المؤذية، وبعدها جه التهمه الزور ليا سرقه و بالقتل أنا كمان ومعرفش عنها حاجة. 
- لا والله دي بريئة، والمجرم دياب هو اللي عمل كل حاجة، ومعايا دليل براءتها. 
"ماهر" بفرحه وعيون مش مصدقه قاله:
- بتقول اية !! فين الدليل ده، وليه مقدمتهوش من ساعتها؟ 
- خوفت ياماهر ياخويا من بطش اللي مابيرحمش دياب الله يفحمه مطرح ماقاعد، وينتقم منه ويوقعه في شر اعماله. 
-الغلط مش عليه إحنا اللي عملنا فيه كده، واتفرعن علينا، عشان ملقاش اللي يقف قدامه، وصده عن ظلمه، على رأي المثل
"يافرعون ايش فرعنك؛ ملقتش حد يردني". 
- عندك حق، بس هو ايده طايله اوي ياماهر. 
- المهم احكيلي ايه هو الدليل اللي هيوقعه؟ 
- ساعة مادخل علينا، الواد "حُن" كان فرحان بالموبيل لسه سرقه، وقاعد يصورنا، ويلعب فيه، ولما حصلت الخناقه، زقه ووقع منه تحت الكرسي، وبعدين حصلت المعركه  ومات هو والمعلم، مسكني من افايا، وهددني اني متكلمش ولا اكني شوفت حاجة، هزيت راسي بخوف منه، وبرجع بظهري ايدي اتكعبلت في الموبيل، اخدته من غير ما ياخد باله ومشيت جري، ولما هديت واستكنيت كده بفتحه لاقيته صور وسجل كل حاجة، اخدت البتاع الصغير ده اللي فيه وخبته معايا، ومالحقتش لقيته كابس عليا في قلب المكان ولبسني قضيه عشان يضمن سكوتي، قولت السجن أهون من الموت، ومكنتش اعرف ان ابن المؤذيه ضيع البنت الغلبانه. 
- وفين هو معاك دلوقتي؟ 
- اه معايا، خد اهو شايله مش بيفارقني، واول ما تيجي الجماعه بتوعك ادهولها تديه لهدهد، بس ليا عندها طلب، خليها تقولها تسامحني، هي اجدع مني، ولو عرفت تطالعني أو تساعدني يبقى كتر خيرها. 
بـــــــــــاك 
اخدت منه كارت الميموري، وفضلت ادعي ربنا ان بطه تيجي، عشانك بس ياهدهد تاخد دليل براءتك. 
"هدهد" دموع الفرحه مغرفه وشها، رفعت اديها بتشكر ربنا على كرمه، وقالت له:
- أنا مش عارفه اشكرك ازاي ياماهر انت رديت روحي اللي اتعذبت من كتر الظلم. 
ادخل "آسر" ووجه كلامه لماهر وقاله:
- هات الميموري، عشان المحامي يعمل اجراءته، أنا كنت مستنيه على غلطه من زمان وعرفت عنه بلاوي، بس للأسف كنت عايز حاجة تكون قويه تدينه وتقضي عليه، والدليل ده هو نهاية دياب. 
عيون "هدهد" مركزه مع "آسر" وسألته في دهشه:
- أنت تعرف دياب منين يا آسر؟ 
ضحك "آسر" وقال وهو عينه على "آمر" اللي مصدوم وقال:
- فاكره يوم ضرب آمر بالرصاص، يومها انتي خرجتي جري من اوضة في المستشفى ، وأنا لحقتك ولما سألتك ماردتيش واحترم سكوتك، بس حاولت اعرف سبب هروبك وفزعك بالشكل ده، وصلتك ولما رجعت روحت لاوضة دي، لي دقايق مافهمتوش حاجه وكنت همشي بس جمله واحده وقفتني من ست بتعيط (ياترى حصلك اي يا هدهد) 
وعرفت انها والدتك، اتعرفت عليها وعرفتها أنا مين. 
- أمي !! انت عارف أمي كمان؟ وهي فين؟ أنا من يومها معرفش عنها حاجة، ولا عبده جراله أية ؟ 
- اطمني هي كويسه، كان لازم اخفيها عن عيون دياب عشان ميحاولش يأذيها، وكنت عاملك مفاجأة النهاردة وهجبهالك، بس اهي اتحرقت. 
- بجد !! وعبده هيجي معاها؟ 
- لما تشوفيها هتعرفي. 
"آمر" علامات الصدمه على ملامحه مش مستوعب هدهد وقضيه وجريمه وقتل ودياب اي كل ده وهو فين من كل ده وجه كلامه "لأسر" بحده وبلوم وعتاب قال:
- كل ده تعرفه ومخبيه عني يا آسر، طب قولي وفهمني، بدل ما أنا زي الاطرش في الزفه كده؟ 
- مكنش من حقي أقولك اسرار صاحبتها نفسها مقالتش عليها، أنا حاولت اساعدها من بعدين، وارد ليها جميلها معانا، وجدعنتها. 
- والله يا آسر، أنت اللي اجدع راجل شوفته في حياتي. 
- وانتي اجدع بنت بميت راجل. 
"آمر" هيطق منهم ومن" آسر" اكتر لأنه خبى عليه، والغيره مولعه نار فيه وبيكلم نفسه وبيقول "هو اجدع راجل وهي اجدع بنت، وأنا فين من ده كله بس امسكك في ايدي يا آسر"
أتكلم المحامي وقال:
- فعلا يا آنسه هدهد إحنا معانا، ملف فيه كميه جرايم وتجاوزات لدياب تقضي عليه، وأنا بنفسي هقوم حالا واقدم الدليل اللي ظهر حالا، واخد اجراءتي. 
هنا "هدهد" بصت "لأسر" بترجي، وبنظره هو فهمها ورد على المحامي وقاله:
- لو سمحت يا استاذ شكري، لو ممكن تساعد اللي اسمه "سيد" وتخرجة من التهمه، وتثبت انها تلفيق، ياريت. 
- تمام يا استاذ آسر، هشوف ملف القضيه وابذل كل جهدي، هستأذن أنا عشان الحق. 
وقف "ماهر" ، وبص لهدهد وقال:
- طب هنقوم احنا كمان بقى نروح، عشان تشوفوا مصالحكم، يالا يابطه. 
كانت لسه هنطق وترد، سمعت رد "آمر" وعيونه اتقابلت معاها في نظرة، اعتذار وآسف على سوء ظنه ونيته معاها، بيقول:
- مش هتمشي ياماهر، انتوا هتحضورا المسابقه وتشاركوا هدهد فرحتها النهاردة، لازم كل اللي ببحبوها يكونوا معاها. 
- بس يعني احنا مش اد المقام. 
- متقولش كده، أنت بنبلك واخلاقك جدير باحترامنا كلنا، وهتنورنا. 
كانت بتسمع كلامه وهي طايره من الفرحه، مش مستوعبه ان ده "آمر" ودي لمعة عينه ليها، واخيرا ابتسم في وشها، ونظره حب بانت فيها،
 فاقت على صوت "سالم" اللي طول الوقت ساكت وبيسمع، وبيكتشف جوانب كتير مكنش يعرفها عن "هدهد" واتأكد اد ايه هي بنت مش عادية، وجدعه مع الكل، واتظلمت كتير في حياتها، قلبه وجعه من ظلم الايام ليها وكل الصدمات اللي قبلتها وهي واقفه ضد التيار لوحدها بصلها واتكلم بكل حب مسك ايد هدهد:
- بس أنا لو جابوا ادله العالم كلها؛ عمري ما أصدق أنك تقدري تأذي نمله حتى، انتي عُمله نادره ياهدهد في زمن ضاع فيه الحق وغفل القانون عن تجاوز مسؤليه، بس الحمد لله ربنا أراد يظهر براءتك يوم نجاحك وفوزك قدام العالم كله، وأنا شيفلك مستقبل باهر أن شاء الله، وممكن بقى كلنا كده نروح نستعد، عشان اتاخرنا اوي. 
اتحركوا كلهم على العربيات، وقبل ما يخرج مسكته "نيفين" من دراعه اللي بيوجعه، كانت بتسمع ومعلقتش، لأنها حكمت عليها من أول نظره بأنها بنت مختلفه، وشافت حبها له وطيبه قلبها، واتمنت  انه يعترف بنجذابه لها ويبطل عناد، وهمست له بكلمات قليله بس رنينها في ودانه بيدوي. 
"هدهد" كانت ماسكه في ايد "بطه"، عرض "آمر" انها تركب معاهم، "ماهر" كان جنبه، وهما ورا في الكنبه الخلفيه، مش مبطلين رغي، ومن وقت للتاني العيون بتتلاقى في نظرات مليانه اعتذار، وحب ظهر للمره الأولى وانطلق بحريه، بعد حبسه طويلة، ومشاعره مش قادر يسيطر عليها، وقرر ينفذ كلام "نيفين". 
وصلوا مكان المسابقه، ودخلت "هدهد" مع "بطه" تستعد. 
واستقبلهم"ميشو" بصراخ وزعيق على تاخرها: 
-يا ويلي شو دايما بتتأخري ولي ام عقل طاقق و الله رح تجلطيني 
سحب "هدهد" من ايده بدون إنظار وجرى بيها على غرفتها والكل على أتم استعداد. 
مرت الساعات والكل جهز، "آمر" كان واقف مستني اي حد يخرج من عندها عشان يعرف خلصت ولا لسه، لمح
"صافي" جاية ناحيته، وعلى وشها ابتسامه صافيه منوره ملامحها، قربت منه وهو استغربها وحب يستفزها لأن فكر اكيد هي جايه تفكره براهنهم وتلزمه بيه سألها:
- أهلاً صافي والله زمان كُنت فين ده كله؟ اكيد وصلت لك الأخبار وخوفتي تظهري من الخسارة تؤ تؤ يا حرام. 
- اهلا يا آمر ازيك عامل ايه . 
آمر مستعرب رد فعلها كان مستني جنونها أو أي رد فعل غير كده خالص ابتسمت اكتر وكلمته بكل رقة:
- ماتستغربش  الدنيا مش بتفضل على حلها، وأنا يا سيدي مش مختفيه بس كان عندي شويه ظروف وجايه النهاردة مخصوص عشان ابارك فوزك أنتَ. 
آمر  مش مصدق هو سامع ايه كان ممكن يصدق ان الشمس تشرق من الغرب، وان القمر يظهر بالنهار ولا أنه يصدق تحولها بالشكل الغريب ده حب يستفسر اكتر وسالها.:
- طب والرهان والخسارة اللي بقت من نصيبك هتوجهيها ازاي؟! 
زادت ابتسامتها وردت بود وصدق أول مره يلمح عيونها بتلمع، واللمعه دي مالهاش غير جواب واحد أنها حبت وبجد وفجأة ردها اكتر:
- مين قال إني خسرت، أنا أكتر واحده كسبانه في المسابقة دي، مش هخبي عليك اللحظه دي لو كانت جت من كام يوم كان ردي هيختلف تماما، لكن صافي اللي قدامك دي واحده جديده، لسه مولودة؛ التجربه اللي عشتها غيرتني علمتني أن الحب عمره مايكون بالإكراه والضغط، لازم يكون متبادل وان مش كل حاجه اقدر أشتريها بفلوس بابي وان ما بين الحب والكره شعره رفيعه زي الصراط المستقيم لو عدينا بقلب طيب ومشاعر صافيه وصادقه هتكون جنه المحب في انتظارك، لكن لو شلت الكره والحقد في قلبي هيوقعني إلى قاع عمري ما هقدر اطلع منه، و اهو زي مانت شايف ربنا أراد يفوقني في الوقت المناسب. 
كان واقف بيسمعها، واحساسه بكل كلمه قالتها بصدق، أن مش دي "صافي" اللي يعرفها من زمان؛ بس فرح أن عقلها رجعلها شالته من راسها، ابتسملها ورد:
- ياااه كنتي فين من زمان وايه العقل والحكم دي كلها بجد سعيد بيكي والتغير الجميل ده؛ بس قولي لي تجربة اي اللي غيرتك كده؟!
-اكيد هيجي الوقت المناسب واحكيلك مش احنا لسه أصحاب ولا ايه ؟ 
-أكيد أصحاب من صغرنا وإحنا كده وطول العمر كمان وجنبك في اي وقت. 
بصت بعيد على اللي واقف مبتسم ومربع ايده، وعيونه كلها بنادي بعشق ليها بحياة جديده، وهمست له وقالت:
- شكلي لاقت جنه المحب يا آمر، وفي انتظاري كمان اشوفك بعدين.  
مشيت كام خطوة ورجعت له تاني والسعادة على وشها قربت منه و وشوشته:
- نسيت أقولك مبروك انك لقيت تُفاحتك البيور وجنتك ونصيحه اوعى تسبها تضيع من إيدك مش كل يوم هتلاقي تفاحة.
قالت آخر كلمه مع غمزه بعنيها وهو أبتسم، لسه فاكره كلامه عن تفاحته تابعها لحد ما وصلت لـ "جاسر" اللي مد ايده ليها وبسها بكل حب، وحطت ايدها في ايده وماشيت معاه، ولاول مره تحس انها ملكت الدنيا وما فيها، وأنها  اختارت الإنسان اللي هيخليها تعشقه وتحبه ويسعدها طول العمر. 

الخاتمة


طول الليل بتحاول "بطه" يغفل ليها عين مش عارفه، بتتقلب على سريرها كأنها نايمه على جمرة نار، ماصدقت نور الصبح طلع، واخدت عيالها في حضنها، ونزلت تروح المحكمه، وجوه قلبها طبول الحب بتدق تسمع الدنيا كلها، اد أية مشتاقه لجوزها وابو عيالها، ونفسها تاخده في حضنها، وتقوله هي واثقه فيه، وبتتنفس حبه وبتعشقه.
___________________

في قفص الاتهام واقف "ماهر" مش فاهم حاجة خالص، جبوه من السجن ببدلته الحمراء كده ليه في محاكمه تاني؟ ياترى اية اللي هيتعمل فيه بعد ما حكموا عليه بالإعدام؟ وفجأة شاف "صلاح" اخوه داخل جوه القفص معاه، قرب منه بلهفه يضمه لحضنه؛ كان خايف يكون اتورط في قضية سرقه ولا عمله نصيبه تانيه، قابله بزقه عنيفه في صدره رجعته كام خطوه لي وراي، اندهش من تصرفه سأله:

- في اية يا اخويا؟ عملت اية عشان تيجي هنا؟

بص لي"ماهر" نظره، عمره ما هينساها ورد عليه بكل حقد مخبيه جواه طول الوقت:
- أنا جيت هنا بسببك أنت.
- بسببي، أنا عملت أية؟

ضحك بسخريه وقال:

- قول معملتش اية؟ طول عمرك أنت اللي على الحجر، من يوم ماتولدت وانت في بؤقك معلقه دهب، حتى ابوك وامك، الله لآ يسامحهم بقى، اكمنك ابيضاني وحلاوه كنت على طول اللي على الحجر، لك الحق في كل حاجه، وأنا ليا المرمطه والسرقه والرميه على البورش، ولما اقول اشمعنا ماليش غير كف ابوك نازل عليا ويقولي اتعدل "ماهر" ده وش زوات شيلينه لنصبايه مش زيك وش سجون، انا اتحدف في النار، وانت ليك الجنة ونعمها، انا اخطط واظبط وانت تكوش على الجاهز، ولما وقفت في وشهم وقولت هتجوز واعيش بالحلال عملوا ايه يعني؛ زعلولهم كام يوم وخلاص، سبت الدنيا عشان المحروسة بتاعتك، لكن أنا لأ اتجوز ازاي، اشاور على دي لما قلبي يميل امك مردتش تجوزني اللي عايزها، بردو لأ اخد نصيبي من كل عمليه لأ؛ وابقي اجرمت وينزل على جتتي ضرب لحد ما يبنلي صاحب ده لو ليا صاحب أصلاً.

"ماهر" مصدوم من كل كلامه ودموعه نزلت ورد بتوهان:
-ياه كل ده شيله في قلبك يا اخويا، أنا عمري ماجيت عليك، ولا عملت لك حاجه وحشه.

-ولسه في قلبي مليان يا حلتها، طول مانت سعيد ولك اللي يحبك ويقف قصاد الدنيا عشان هفضل اكرهك، أنت ايه يا أخي كل الناس بتحبك، ومراتك هتموت نفسها عليك ليه فيك ايه عني لكل ده؟ أنا "صلاح الجن" اخطط واظبط وانيمك في العسل واخبط خبطتي واخرتها توقعني مرى زي بطه، شوفت الزمن.

كان بيقول كلامه زي طلقات مدفع، ورا بعض بدون ما يوقف، قلبه مليان غل وحقد، واضح على وشه، وباين في عيونه اللي بتطلع شرار، و"ماهر" واقف بيسمعه في ذهول، مش قادر يستوعب كمية الغل اللي جوة أخوه، عمر ما كان جواه له اي حقد، بالعكس كان بيحبه، وساعات بيلبس نفسه في مصايب عشانه، وياما كان بيحن عليه، ويسلفه ويقف قدام مراته عشانه، لكن طلعت هي صح وهو اللي غفلان ولا عارف حاجه.

فاق على صوت "الحاجب" بيقول محكمه، الكل واقف احتراماً له.
"بطه" جت على اخر لحظة عينها بتطلع قلوب عليه، لكنه كان تايهه في كلام اخوه، مغيب مش دريان بنفسه، بعد كلام كتير من دفاع المحامي، وظهور التسجيلات اللي تثبت أن "صلاح" هو الجاني، وهو اللي ارتكب الجريمة، حكمت المحكمه؛ ببراءة "ماهر" واحالة اوراق "صلاح" للمفتي.
عليت زغاريط "بطه" وبتردد:
- يحيا العدل... يحيا العدل.

صلاح بغل وكره موجه كلامه لبطه:
-مبروك عليكي يا برنسيسة براءة النحنوح، أنتي عارفه ايه رحمكم من أيدي اني مش هشوفكم خلقتكم تاني؛ وش عشماوي عندي ارحم منكم اشوفكم في نار جهنم يا رمم.

"بطه" ماهمهاش كلام "صلاح" وقربت من جوزها وعنيها محوطاه بكل حب ولهفه، وشوق، كانت عايزة تتكلم كلام كتير، بس العسكري اخده منها عشان يكملوا الاجراءات، وصوته كان بينادي عليها، وعلى عياله، وهي مشيت مع المحامي تستناه في القسم.
الوقت كان بيمر عليها ساعات، وسؤال إبنها "علي" عن ابوه كل شوية، وهي تقوله شوية وهيجي، تبص لبنتها، تبتسم وتقول في نفسها، دقايق والدنيا تنور وتحلو تاني، ولمحت جوزها خارج ومعاه المحامي، جريت عليه، اخدها في حضنه هي وعياله، دموعهم كانت نازله من الفرحه، رفع ابنه، وحضنه اوي، عينه جت على بنته اول مره يشوفها، ويعرف ملامحها اللي كانت شبه أغلى انسانه عنده، باسها من جبينها، عيونهم اتلاقت في نظرة طويلة؛ بتقول كلام كتير من غير ولا حرف ينطق، اصل محدش بيفهم لغة العيون إلا اللي بيحبوا بجد، وبيثقوا بجد، رفعت ايديها تحضن وشه وابتسمت بكل حب وشوق الأيام الصعبه اللي مرت عليهم، وعيون بتلمع حب وقالت:

- حمدلله على سلامتك ياماهر، وحشتني أوي.

باس كف اديها ورد بكل صدق:

- الله يسلم عمرك ياغالية،أنتي أكتر يابطه، متتخيليش حالتي كانت ازاي في السجن، والله ماهمني حكم الإعدام؛ زي ماكان فارق معايا انك صدقتي الحكم عليا، كل لحظة كانت بالعمر كله.

- غصب عني والله، اخوك المفتري كان حبسني، مكنتش بخرج بره الشقه، وكان لازم أعمل كده، عشان اثبت براءتك.

قطع حديثهم المحامي، اللي كان واقف محرج، وهما ناسيين الدنيا، وكل الناس وقال:

- حمدلله على سلامة جوزك يامدام بطه.
- الله يسلمك يا استاذ، تعبناك والله.
-تعبك راحه، ده شغلي.

سلم عليه "ماهر" وشكره جدا، ووجه كلامه لمراته لما سمع صوت بكاء بنته، افتكر وسألها:
- انتي بالحق سميني البت اية؟
- هو أنا اقدر اسميها من غيرك برضو؟مع أن كان نفسي اسميها على أغلى أسم عندي.
- هدهد !!
- وهو في غيرها، عمري ماهلاقي زيها ابدا.
- خلاص نسميها هدهد، عشان تكون بينا دايماً، اه بالحق مش هتقولي بقى عملتي ايه يابطه؟
- هقولك على كل حاجة، بس لما نروح مشوار مهم، وهتعرف كل حاجة.
______________

في فيلا "آمر" الكل منتظر نزول "هدهد" والاعصاب في توتر، النهاردة خلاص نهايه المسابقة واعلان الفائزة، وتسليم التاج، والكل متوقع فوزها، بس هو خايف، ومش عارف ليه؟ هل لخوفه فقدانها لو خسرت، وانه هيتجوز غيرها؟ ولا خوف أنها تفوز وتشوف حد غيرة، تعب من كتر التفكير، نفسه يرسى على بر معاها، ويعرف هي مين؟! وعايزه اية ؟! وهل حقيقي بتحبه؟ ولا وخداه محطة في حياتها عشان توصل.
"ميشو" سبقهم وراح هو وكل المساعدين هناك، و"ملك" اتجنبت مواجهة "آسر" ومشيت مع "ميشو" كانت خايفه تواجهه، وقررت أنها في الحفله هتظهر للكل بشكلها الحقيقي، هتكون "ملك" وبس مش اي حاجة تاني، وهتمحي صفحة "فلك" من حياتها للأبد، ولو استمر على موقفه هتنسحب من حياته، وهتكتفي بأجمل ذكرياتها معاه.

كانت "هدهد" نازله على درجات السلم، بكل ثقة وشموخ، لابسه تيرينج رياضي، وكوتشي، وشايلة شنطة فيها كل مستلزماتها من لبس واكسسوار، ابتسمت لـ" سالم" وقالت:

- أنا جاهزة.

لسه كان هيرد، جرس الباب رن، فتحت واحده من الخدم، وسمعت صوت المحامي بيدخل ويقول:

- أنا آسف يا آسر، الست بطه اصرت انهم يجوا يشوفوك لأمر ضروري.

جريت "هدهد" تحضن "بطه" بكل شوق ولهفه الأيام اللي فاتت، والكل واقف مش فاهم حاجة، وعيون "آمر" كلها تساؤلات لا تنتهي.
طال حضنهم على قد بعادهم عن بعض، ثم قالت لها:

- حمدلله على السلامه حببتي، وعلى سلامه جوزك،

بصت لماهر بصدق وسعاده:
-كفاره يا ماهر والله كان نفسي اعمل معاك الواجب بس انت عارف الظروف.

رده بطه عليها بامتنان:
واجبك وصل تالت ومتلت، هو أنا من غيرك كنت هعرف اعمل اللي عملته ده.

-صحيح عملتي اية احكيلي تعالي اقعدي.

بطه بصت لآسر وردت:
- هو آسر بيه ماكنش بيقولك على اللي بيحصل ولا ايه؟ ده كل حاجه على يده الله يكرمه.

"آمر" و "سالم" مستغربين من الموقف مين دول ويعرفوا كمان "آسر" منين؟ وفي محامي وقضيه ودخل "هدهد" ايه بالموضوع قاطع تفكيرهم كلام "بطه" وهي بتوجه كلامها لجوزها "وهدهد" لأن هما الاتنين عايزين يعرفو التفصيل بسرعه:

- بصي يا ستي يوم ما كلمتك واتفقنا اننا نتقابل بليل وقتها ياماهر، أخوك منه لله كان مهددني إني لو خطيت خطوة بره الشقه هياخد مني عيالي، وكان حابسني، فضلت اعيط واشكي لي ربنا وكنت مش عارفه اعمل اية، يشاء السميع العليم أن هدهد تتصل بيا، وحاكتلها كل مصيبتي، قالتلي اقابلها بالليل لما الواد اللي علي باب الشقه يطمن اني نمت ويمشي، وقابلتها في الخرابه القديمه بتاعتنا فكرها.

ماهر هز راسه انه فكرها وبصت لي هدهد وكملت:
-يومها جيتي متخفيه ومتاخرتيش عني يا صحبه عمري بس بعدها آسر بيه طب علينا زي القضا المستعجل كده سرعنا الله يسامحه.

"آسر" ضحك على تعبير بطه وسالم وماهر كمان وهدهد ابتسمت بس اللي كان بيبصله بفضول هو "آمر" مستني الحكايه تكمل، وجه الوقت عشان آسر يوضح علامات الاستفهام دي كلها كمل عنها:

- أنا قضا ومستعجل ماشي ياست بطه، المهم اليوم ده كنت راجع وشوفت هدهد بتتسحب وبتخرج من الباب الخلفي استغربت تصرفها بس قولت لازم اعرف هي رايحه فين في وقت زي ده اكيد له سبب ركبت تاكسي فمشيت ورها لقتها دخلت شوارع ولا اعرف أولها من آخرها المهم وقفت في مكان، وبعدها جت بطه وبعد سلامات لقتهم بيحكوا وبدأوا يعيطوا قربت منهم وسمعت كل كلامهم عن قضيه ماهر، ومشكلتهم ايه قربت منهم واتخضوا ساعه ما شافوني بس اتفقت اني اساعد في حل المشكله كلمت المحامي انه يجبلها إذن تسجيل وحصل.

اتكلمت بطه:
- الله يسترك دنيا وآخره يا آسر بيه بعد ما ادتني التمام قبلها بقى كنت ماشيه في الخطه كويس احسسه اني صدقت التهمه عليك، واسمع كلامه وابينله انه الحاكم الأمر عليا يومها بعد ما طفحو زي عوايدهم كلمت صلاح وقولت له نسهر ونتونس سوى وكده يعني كنت مجهزه صنيه بسبوسه من اللي قلبك يحبها بس عجنها بشرطين صراصير اه وربنا اصل ده دماغه متكلفه ولا يحوق فيهم حاجه المهم طفحها كلها سم على قلبه وبدأ يهرتل في الكلام وانا اجرجره لحد ما حكالي كل حاجه عن يوم الحادثه وكلام كتير يؤديه وراء الشمس اه وربنا، ومن النجمه روحت للمحامي، وعرض التسجيلات للنيابه، واتعاد المحاكمه بسرعه، والحمد لله ربنا طلعك منها على خير ياخويا.

هنا كان "آمر" بيفتكر اليوم ده، لما شافاها وملحقهاش، وبعدين رجعت معاه، وجه سأله لي آسر فجأه.
-يعني ماكنتش بتتمشو يومها زي ما قولت لي؟! وكل وشوشتكم كانت على الموضوع ده؟!!!

آسر هز راسه بي اه أكد له أن كل تفسيراته وحكمه على هدهد وكلامها معاه غلط طب ازاي هو شايف حاجه وبيسمع حاجه تانيه خالص عقله بقي مشتت مش مستوعب اللي بيتقال.

"ماهر" لحد دلوقتي مش مصدق ان اخوه طمعان في مراته عشته هو اللي ورطه بالشكل ده وان الغريب هو اللي ساعده و وقف جنبه وقت شدته بص على "هدهد" وعيونه بتلمع عاجزة عن الشكر وقال:
- والله جميلك ده دين في رقبتي، عمري ما هعرف اوفيه، وانتي عملتي خير، وربنا رده ليكي وشالك كل الخير أحلى مكافأة.

- أنا مش عايزة حاجة من الدنيا غير ان ربنا يهدي سركم، واشوف بطه سعيده معاك.
- حتى لو المكافأة ربنا ليكى دي كانت براءتك.

هنا" هدهد" استوعبت كلمته، وقامت وقفت، والصدمه خلتها تكرر الكلمه، و"آمر" مش ملاحق على المفاجئات اللي ورا بعض وسالم كمان اتفاجأ بالكلمه:

ازاي ياماهر، بالله عليك فهمني.
- اقعدي بس، وهقولك على كل حاجة، في يوم كنت ماشي في وقت فسحه المساجين وبكلم ربنا واشكيله همي، فجأة اتخبطت في واحد اتصدم لما شافني وقال:

فــــــــــلاش بـــــــــــاك
-أنت..
- أنت اية اللي جابك هنا، ولابس كده ليه ياماهر؟
بص "ماهر" الارض وبحزن ومرارة الظلم رد عليه:

- والله برئ ياسيد، معملتش حاجة، متهم في جريمة قتل وسرقة، مليش اي ذنب فيها، واتحكم عليا بالإعدام، ويشهد عليا ربنا اني تبت لوجه من زمان، وأنت اية اللي جابك هنا؟

ولع سيجاره اخدها من ورا ودنه مستخبيه، ونفخ في الكبريت بحرقه قال:

- منه لله ابن المؤذية دياب؛ هو اللي جابني هنا، لبسني قضية فرش حشيش، وقالي لو اتكلمت ولا جبت سيرتي هيبعت اللي يخلص عليا وأنا واقف في مكاني.

َ"ماهر" مصدوم من كلامه، ومش فاهم اي حاجة، قرب منه وحط ايده على كفته، وميشوا مع بعض، لانه حس ان الموضوع كبير، وقعدوا على أول دكه قابلتهم، وسأله:

- وهو لبسك التهمه دي ليه، عملتله ايه عشان يعمل كده فيك؟
اتنهد بحزن على اللي عمله وقاله:

- والله ده ذنب البت هدهد، وربنا انتقملها مننا، اصل اللي بيجي على الولايا مش بيكسب، هحكيلك كل حاجة...
دياب ياسيدي هو اللي سلطنا نعمل محضر سرقه لهدهد، ونتهمها بسرقه التوكتوك والضرب والهوليله دي، لما علمت علينا وسط الموقف حبينا تنتقم ونرد هبيتنا اللي داست عليها قدام الخلق، ونفذنا اللي قال عليه، لكن لما ماقبضش عليها، طلبناه بالفلوس، كان واخد عشر تلاق جندي ابن المائية، اتعارك معانا، طلع مطوه من جيبه موت المعلم، ودخل على الواد "حُن" ربنا يرحمهم بقي مطرح ما راحوا.
- يااااه نصير الغلابه يارب؛ يبقى هدهد بريئه من قتلهم.
- هدهد !! وهي مالها بقتلهم، أنا هنا مش عارف حاجة برا، ولا اللي بره عارفين عني حاجه، فهمني ياماهر.
- هدهد بعد ما هربت منه، اتهمت بقتلهم، وكل الإثبات ضدها عملها ابن المؤذية، وبعدها جه التهمه الزور ليا سرقه و بالقتل أنا كمان ومعرفش عنها حاجة.
- لا والله دي بريئة، والمجرم دياب هو اللي عمل كل حاجة، ومعايا دليل براءتها.

"ماهر" بفرحه وعيون مش مصدقه قاله:

- بتقول اية !! فين الدليل ده، وليه مقدمتهوش من ساعتها؟
- خوفت ياماهر ياخويا من بطش اللي مابيرحمش دياب الله يفحمه مطرح ماقاعد، وينتقم منه ويوقعه في شر اعماله.
-الغلط مش عليه إحنا اللي عملنا فيه كده، واتفرعن علينا، عشان ملقاش اللي يقف قدامه، وصده عن ظلمه، على رأي المثل
"يافرعون ايش فرعنك؛ ملقتش حد يردني".
- عندك حق، بس هو ايده طايله اوي ياماهر.
- المهم احكيلي ايه هو الدليل اللي هيوقعه؟
- ساعة مادخل علينا، الواد "حُن" كان فرحان بالموبيل لسه سرقه، وقاعد يصورنا، ويلعب فيه، ولما حصلت الخناقه، زقه ووقع منه تحت الكرسي، وبعدين حصلت المعركه ومات هو والمعلم، مسكني من افايا، وهددني اني متكلمش ولا اكني شوفت حاجة، هزيت راسي بخوف منه، وبرجع بظهري ايدي اتكعبلت في الموبيل، اخدته من غير ما ياخد باله ومشيت جري، ولما هديت واستكنيت كده بفتحه لاقيته صور وسجل كل حاجة، اخدت البتاع الصغير ده اللي فيه وخبته معايا، ومالحقتش لقيته كابس عليا في قلب المكان ولبسني قضيه عشان يضمن سكوتي، قولت السجن أهون من الموت، ومكنتش اعرف ان ابن المؤذيه ضيع البنت الغلبانه.
- وفين هو معاك دلوقتي؟
- اه معايا، خد اهو شايله مش بيفارقني، واول ما تيجي الجماعه بتوعك ادهولها تديه لهدهد، بس ليا عندها طلب، خليها تقولها تسامحني، هي اجدع مني، ولو عرفت تطالعني أو تساعدني يبقى كتر خيرها.

بـــــــــــاك

اخدت منه كارت الميموري، وفضلت ادعي ربنا ان بطه تيجي، عشانك بس ياهدهد تاخد دليل براءتك.

"هدهد" دموع الفرحه مغرفه وشها، رفعت اديها بتشكر ربنا على كرمه، وقالت له:

- أنا مش عارفه اشكرك ازاي ياماهر انت رديت روحي اللي اتعذبت من كتر الظلم.

ادخل "آسر" ووجه كلامه لماهر وقاله:

- هات الميموري، عشان المحامي يعمل اجراءته، أنا كنت مستنيه على غلطه من زمان وعرفت عنه بلاوي، بس للأسف كنت عايز حاجة تكون قويه تدينه وتقضي عليه، والدليل ده هو نهاية دياب.

عيون "هدهد" مركزه مع "آسر" وسألته في دهشه:

- أنت تعرف دياب منين يا آسر؟

ضحك "آسر" وقال وهو عينه على "آمر" اللي مصدوم وقال:

- فاكره يوم ضرب آمر بالرصاص، يومها انتي خرجتي جري من اوضة في المستشفى ، وأنا لحقتك ولما سألتك ماردتيش واحترم سكوتك، بس حاولت اعرف سبب هروبك وفزعك بالشكل ده، وصلتك ولما رجعت روحت لاوضة دي، لي دقايق مافهمتوش حاجه وكنت همشي بس جمله واحده وقفتني من ست بتعيط (ياترى حصلك اي يا هدهد)
وعرفت انها والدتك، اتعرفت عليها وعرفتها أنا مين.
- أمي !! انت عارف أمي كمان؟ وهي فين؟ أنا من يومها معرفش عنها حاجة، ولا عبده جراله أية ؟
- اطمني هي كويسه، كان لازم اخفيها عن عيون دياب عشان ميحاولش يأذيها، وكنت عاملك مفاجأة النهاردة وهجبهالك، بس اهي اتحرقت.
- بجد !! وعبده هيجي معاها؟
- لما تشوفيها هتعرفي.

"آمر" علامات الصدمه على ملامحه مش مستوعب هدهد وقضيه وجريمه وقتل ودياب اي كل ده وهو فين من كل ده وجه كلامه "لأسر" بحده وبلوم وعتاب قال:

- كل ده تعرفه ومخبيه عني يا آسر، طب قولي وفهمني، بدل ما أنا زي الاطرش في الزفه كده؟
- مكنش من حقي أقولك اسرار صاحبتها نفسها مقالتش عليها، أنا حاولت اساعدها من بعدين، وارد ليها جميلها معانا، وجدعنتها.
- والله يا آسر، أنت اللي اجدع راجل شوفته في حياتي.
- وانتي اجدع بنت بميت راجل.

"آمر" هيطق منهم ومن" آسر" اكتر لأنه خبى عليه، والغيره مولعه نار فيه وبيكلم نفسه وبيقول "هو اجدع راجل وهي اجدع بنت، وأنا فين من ده كله بس امسكك في ايدي يا آسر"

أتكلم المحامي وقال:
- فعلا يا آنسه هدهد إحنا معانا، ملف فيه كميه جرايم وتجاوزات لدياب تقضي عليه، وأنا بنفسي هقوم حالا واقدم الدليل اللي ظهر حالا، واخد اجراءتي.

هنا "هدهد" بصت "لأسر" بترجي، وبنظره هو فهمها ورد على المحامي وقاله:

- لو سمحت يا استاذ شكري، لو ممكن تساعد اللي اسمه "سيد" وتخرجة من التهمه، وتثبت انها تلفيق، ياريت.

- تمام يا استاذ آسر، هشوف ملف القضيه وابذل كل جهدي، هستأذن أنا عشان الحق.

وقف "ماهر" ، وبص لهدهد وقال:

- طب هنقوم احنا كمان بقى نروح، عشان تشوفوا مصالحكم، يالا يابطه.

كانت لسه هنطق وترد، سمعت رد "آمر" وعيونه اتقابلت معاها في نظرة، اعتذار وآسف على سوء ظنه ونيته معاها، بيقول:

- مش هتمشي ياماهر، انتوا هتحضورا المسابقه وتشاركوا هدهد فرحتها النهاردة، لازم كل اللي ببحبوها يكونوا معاها.
- بس يعني احنا مش اد المقام.
- متقولش كده، أنت بنبلك واخلاقك جدير باحترامنا كلنا، وهتنورنا.

كانت بتسمع كلامه وهي طايره من الفرحه، مش مستوعبه ان ده "آمر" ودي لمعة عينه ليها، واخيرا ابتسم في وشها، ونظره حب بانت فيها،

فاقت على صوت "سالم" اللي طول الوقت ساكت وبيسمع، وبيكتشف جوانب كتير مكنش يعرفها عن "هدهد" واتأكد اد ايه هي بنت مش عادية، وجدعه مع الكل، واتظلمت كتير في حياتها، قلبه وجعه من ظلم الايام ليها وكل الصدمات اللي قبلتها وهي واقفه ضد التيار لوحدها بصلها واتكلم بكل حب مسك ايد هدهد:

- بس أنا لو جابوا ادله العالم كلها؛ عمري ما أصدق أنك تقدري تأذي نمله حتى، انتي عُمله نادره ياهدهد في زمن ضاع فيه الحق وغفل القانون عن تجاوز مسؤليه، بس الحمد لله ربنا أراد يظهر براءتك يوم نجاحك وفوزك قدام العالم كله، وأنا شيفلك مستقبل باهر أن شاء الله، وممكن بقى كلنا كده نروح نستعد، عشان اتاخرنا اوي.

اتحركوا كلهم على العربيات، وقبل ما يخرج مسكته "نيفين" من دراعه اللي بيوجعه، كانت بتسمع ومعلقتش، لأنها حكمت عليها من أول نظره بأنها بنت مختلفه، وشافت حبها له وطيبه قلبها، واتمنت انه يعترف بنجذابه لها ويبطل عناد، وهمست له بكلمات قليله بس رنينها في ودانه بيدوي.

"هدهد" كانت ماسكه في ايد "بطه"، عرض "آمر" انها تركب معاهم، "ماهر" كان جنبه، وهما ورا في الكنبه الخلفيه، مش مبطلين رغي، ومن وقت للتاني العيون بتتلاقى في نظرات مليانه اعتذار، وحب ظهر للمره الأولى وانطلق بحريه، بعد حبسه طويلة، ومشاعره مش قادر يسيطر عليها، وقرر ينفذ كلام "نيفين".
وصلوا مكان المسابقه، ودخلت "هدهد" مع "بطه" تستعد.

واستقبلهم"ميشو" بصراخ وزعيق على تاخرها:

-يا ويلي شو دايما بتتأخري ولي ام عقل طاقق و الله رح تجلطيني

سحب "هدهد" من ايده بدون إنظار وجرى بيها على غرفتها والكل على أتم استعداد.

مرت الساعات والكل جهز، "آمر" كان واقف مستني اي حد يخرج من عندها عشان يعرف خلصت ولا لسه، لمح
"صافي" جاية ناحيته، وعلى وشها ابتسامه صافيه منوره ملامحها، قربت منه وهو استغربها وحب يستفزها لأن فكر اكيد هي جايه تفكره براهنهم وتلزمه بيه سألها:

- أهلاً صافي والله زمان كُنت فين ده كله؟ اكيد وصلت لك الأخبار وخوفتي تظهري من الخسارة تؤ تؤ يا حرام.

- اهلا يا آمر ازيك عامل ايه .

آمر مستعرب رد فعلها كان مستني جنونها أو أي رد فعل غير كده خالص ابتسمت اكتر وكلمته بكل رقة:

- ماتستغربش الدنيا مش بتفضل على حلها، وأنا يا سيدي مش مختفيه بس كان عندي شويه ظروف وجايه النهاردة مخصوص عشان ابارك فوزك أنتَ.

آمر مش مصدق هو سامع ايه كان ممكن يصدق ان الشمس تشرق من الغرب، وان القمر يظهر بالنهار ولا أنه يصدق تحولها بالشكل الغريب ده حب يستفسر اكتر وسالها.:
- طب والرهان والخسارة اللي بقت من نصيبك هتوجهيها ازاي؟!

زادت ابتسامتها وردت بود وصدق أول مره يلمح عيونها بتلمع، واللمعه دي مالهاش غير جواب واحد أنها حبت وبجد وفجأة ردها اكتر:

- مين قال إني خسرت، أنا أكتر واحده كسبانه في المسابقة دي، مش هخبي عليك اللحظه دي لو كانت جت من كام يوم كان ردي هيختلف تماما، لكن صافي اللي قدامك دي واحده جديده، لسه مولودة؛ التجربه اللي عشتها غيرتني علمتني أن الحب عمره مايكون بالإكراه والضغط، لازم يكون متبادل وان مش كل حاجه اقدر أشتريها بفلوس بابي وان ما بين الحب والكره شعره رفيعه زي الصراط المستقيم لو عدينا بقلب طيب ومشاعر صافيه وصادقه هتكون جنه المحب في انتظارك، لكن لو شلت الكره والحقد في قلبي هيوقعني إلى قاع عمري ما هقدر اطلع منه، و اهو زي مانت شايف ربنا أراد يفوقني في الوقت المناسب.

كان واقف بيسمعها، واحساسه بكل كلمه قالتها بصدق، أن مش دي "صافي" اللي يعرفها من زمان؛ بس فرح أن عقلها رجعلها شالته من راسها، ابتسملها ورد:

- ياااه كنتي فين من زمان وايه العقل والحكم دي كلها بجد سعيد بيكي والتغير الجميل ده؛ بس قولي لي تجربة اي اللي غيرتك كده؟!

-اكيد هيجي الوقت المناسب واحكيلك مش احنا لسه أصحاب ولا ايه ؟

-أكيد أصحاب من صغرنا وإحنا كده وطول العمر كمان وجنبك في اي وقت.

بصت بعيد على اللي واقف مبتسم ومربع ايده، وعيونه كلها بنادي بعشق ليها بحياة جديده، وهمست له وقالت:

- شكلي لاقت جنه المحب يا آمر، وفي انتظاري كمان اشوفك بعدين.

مشيت كام خطوة ورجعت له تاني والسعادة على وشها قربت منه و وشوشته:
- نسيت أقولك مبروك انك لقيت تُفاحتك البيور وجنتك ونصيحه اوعى تسبها تضيع من إيدك مش كل يوم هتلاقي تفاحة.

قالت آخر كلمه مع غمزه بعنيها وهو أبتسم، لسه فاكره كلامه عن تفاحته تابعها لحد ما وصلت لـ "جاسر" اللي مد ايده ليها وبسها بكل حب، وحطت ايدها في ايده وماشيت معاه، ولاول مره تحس انها ملكت الدنيا وما فيها، وأنها اختارت الإنسان اللي هيخليها تعشقه وتحبه ويسعدها طول العمر.

"آمر" واقف على نار شاف "بطه" خرجت من عندها، مبسوطه "ميشو" اختار لها فستان تلبسه، بس كان بكتف عريان "بطه" اتعصبت عليه وكانت هتضربه، لحقتهم هدهد وهي ادتها فستان تاني بكم وطويل بس ديق حبتين وكله بربرق فرحت بيه، "ماهر" هو كمان "آمر" بعتلها بدله له و لي "علي" اتقابلت هي وجوزها في الطرقه كبيره قدام غرف المسابقات وكل واحد فيهم فرحان بلبسه، قرب "آمر" وسألها عنها، وعرف إنها جاهزه ومتوتره جدا، دخل ولقاها قاعده على كرسي، وبتفرك في اديها واعصابها متوتره قرب بكل ثقه، وقفت قدامه، نسيت الدنيا كلها من نظراته اللي بتاكلها، تاه في جمال عينها العسليه، ولون شعرها اللي كان زي اشعه الشمس إلى بتنور له حياته، وفي خصلاته اللي بلون العسل، كان مبهور بجمالها ورشاقتها، والفستان اللي مخليها فعلا ملكه على عرش قلبه، حاول يجمع الكلام اللي كان بيردده طول الوقت، مفتكرش حاجة منهم، ابتسم اوي، والسعاده ماليه قلبه جواه كلام كتير اوي بس لسانه اول مره يتربط بالشكل ده كل ما يحاول ينطق بيسكت تاني، وهي واقفه مستنيه منه كلمه تبل رقها وتخفف توترها، لكن بالعكس زاد من نظراته اللي أول مره تشوفها، مش عارفه تفرح ولا تستنى لتفوق من الحلم ده على تقلبات شخصيته اللي اتعودت عليها، وهو محتار يعتذر لها الأول ولا يحبها ولا يتغزل في جمالها اللي هوسه من اول ما قلبه دق لها بس جمالها عنده مش شكلها وبس، جمال روحها اللي حسه فيها، وكان بيطارده طول الوقت، وأنهارده أتأكد منه أخيراً لسانه نطق كلمتين لا ليهم معنى وهي رده عليه:
-طب أيه؟

هزت رأسها بستفهام:
- أيه.. أيه ؟!

مسك ايدها الاتنين وهي بتبص على ملامحه وعلى ايدها، لمسته صابت قلبها برعشه قويه حسها هو في ايده وهي مش متخيله اللي بيحصل لها حالياً، ركزت مع كلامه هيقول ايه الكلمه اللي بتمناها ولا مجرد كلام ويتحول في ثواني اتفجأت بيه بيقول لها:

- ينفع حد زي القمر كده يتوتر وانا جنبه يرضيكي الكلام ده كده ماليش تأثر !
-خايفه ماكسبش وتخسر الرهان.
-لكن انا واثق إنك هتكسبي وترجعيلي قمر بتاج كمان.
-قمر انت شايفني قمر؟

-قمر بس ده إنتِ... (سكت مش عارف يكمل وهي روحها بتطلع عشان تسمع هيقول اي رده بلهفه والعيون بتقول كتير والقلب بيدق طبول العشق بس البوح صعب يتقال؛
- أنا أية؟
هز رأسها مع سؤالها بتشجعه يكملها عيونه على شفيفها ما حسش بنفسه غير وهو راقع قدامها وطلع علبه فيها خاتم الماس بيقولها مره واحده وفي جمله واحده :
-تتجوزيني ياهدهد؟

هدهد برقت وفضلت تبربش كتير، وحطت صباعها في ودنها تتأكد انها سمعت صح، ملامحها اتبدلت، مسكته من كتافه قومته وقربته ليها وقالت:

- اللي سمعته ده صح ؟! بجد عايز تتجوزني؟!

رفع ايده قدام وشه بشكل درامي يضحك:
-اي انتي هتضربي ولا اي؟

ضحك بأعلى صوته وقال:

- ايوة يامجنونه بحبك وعايز اتجوزك، اية مش موافقه؟!

ضربته في كتفته المتصاب بقوة، وجعته، وقالت بحب:

- وأنا بموت فيك يا آمر، موافقه طبعاً.

- اااه يخربيت عنفك، هتخليني اغير رأي، وارجع في كلامي.

- نعم، هو دخول من الباب زي خروجه، قاعده على قلبك.

حضن بأيده وشها بحب جامد وسألها:

- وأنا بموت فيكي، عمري ما قلبي دق لحد بالشكل ده، كنتي بتجننيني بتصرفات اللي مش مفهومه، وعليها مليون علامه استفهام؟! كنت بكدب نفسي وتجاهل مشاعري؛ عشقك اللي اقتحم قلبي بدون إنذار، يااااه أخيراً قدرت اقولهالك... وأنتِ بتحبيني ياهدهد؟

وفي لحظة اعتراف توجها التاريخ اعترفت له:
- ياااه بتسأل دلوقتي يا آمر، ده أنا كنت هموت يوم ما اتصابت، أنت حلم عمري اللي ما قدرت احققه، فكرة اني اشوفك واعيش معاك في بيتك، تقرب مني وتحبني، كانت من المستحيلاَت، حبيت ازمتي وظلمي عشان حطني في طريقك، أنا من يوم ما وعيت على الدنيا وقلبي دق؛ دق ليك أنت، معرفتش الحب غير من سحر احساسك وكلامك أنت، تعرف أنت الحقيقه الوحيده اللي في حياتي، ومش عايزة من دنيتي حاجة غيرك.

كان مستمتع بنظرات العشق اللي في عنيها، حس بصدق كل كلمه، ودقات قلبه بترفرف من السعاده، طلع الخاتم من العلبه ولبسها رفع ايديها لي شفايفه بسها بكل حباللي في قلبه، ولسه هتتكلم، خبط الباب ودخل "آسر" بسرعة وشافهم مع ابتسامه عريضه بس غصب عنه لازم يهدم اللحظة الجميلة دي؛ ويقولها تجهز الوقت جه، عيون "آمر" ادتها الثقه، مشيت معاه مرفرعه الراس، ممشوقه القوام بخطى ثابته على الاستيدج، والكل متابعها وبيدعي ليها.

وصلت "عزيزه" امها بلبسها الأسود؛ حزناً على رحيل جوزها الغالي، "آسر" عرفها على "آمر" وحبها جداً، ووقفه مش مصدقه أن القمر اللي واقفه دي بنتها، وفخورة بيها اوي، دمعها نزلت زغرطت بصوت عالي وبطه شاركتها الفرحة مش سيعاها، أخيراً الفرحه عرفت طريق لقلبها الحزين، بعد أيام طويله حزنت فيها لوحدها، "هدهد" سمعت الزغاريط وعرفت أن امها وصلت وشيفاها فرحت اوي ومسكت الخاتم اللي في ايديها زي ما يكون بيدفعها للإمام بكل حب وثقه وضعها فيها "آمر"، الكل ملاحظ اجاباتها المتميزة، واعجاب اللجنة بيها.
*************

الحارة قهوة "فتوح" اللي مسميها (كافي شوب) قاعد على البنك بيدي الاهواجيه(العمال) المبارك بتاع المشاري ومندمج اوي مع شاشه التلفزيون وبيشرب الشيشه وبيطلع دخنها من نخشيشه، وفي نفس الوقت "دياب" جه قوم واحد من مكانه و قعد هو واخد منه كوبيه القهوة اللي في ايده متعصب كان في بيت "هدهد" بيدور علي "عزيزة" اللي اختفت من يوم المستشفى ولا يعرف لها طريق هيتجنن كل الخيوط طارت من أيده، والحقد مالي قلبه، وكان في دنيا تانية خالص، فاق على صوت المعلم"فتوح" بيكلم "بيجا" ويقول:

- ياواد يابيجا، قرب هنا شوف كده البت دي اللي في التلفزيون؟

شوح بايده من غير مايبص وقاله:

- بت ايه بس يابا، انت خلصت على نسوانك الأربعه وهتلف على بتوع التلفزيون.

- بص يا غبي ياواد بقولك؛ ولف كده مش السنيوره دي تشبه لهدهد؟

- هدهد هو الصنف اللي بتشربه عالي اوي كده يابا ولا اية؟ اية اللي هيطلع هدهد مع الموزز دول؟

- ياواد اقرب بس، وبطل لماطك دي، ولسانك اللي عايز قطعه، وشوف كده احلوت ازاي؟

قرب "بيجا" من شاشه التلفزيون، وبحلق بعيونه لما جت الكاميرا على صورتها وهي بتتكلم وبتجاوب على الاسئلة صرخ بصوته كله ونطر صنيه المشاري في الهوى خض اللي قاعدين في القهوة وقال:

- هي يابا... وكتاب الله هي، حبيبي ياسطى هدهد، كنتي فين ؟ كل الغيبه دي وإنتِ مستخبيه جوه التلفزيون يالئيمه.

قام "دياب" من مكانه بعد ما سمع كلامهم وكل الحوار وقف قدام شاشه التلفزيون وفعلاً أتأكد إنها "هدهد" عقله شاط وكل الغل والحقد والكره اللي في الدنيا التجمع في عيونه ورفع ايده وبكل قوته ضرب الشاشه بكوبيه القهوة نزلت متدشدشه على الأرض كل الموجود اتفزع؛ جري ركب المتوسكل بتاعه وساق بأقصى سرعة عنده.

"بيجا" هيتجنن على "هدهد" عارف "دياب" واللي يقدر يعمله فيها وقف على كرسي في وسط القهوة ونادى على الناس أهل الحاره اجتمعوا كلهم والكل بيسأل خير في أية ؟! مسك ميكروفون عندهم رد بأعلى صوت:

-يا ناس ياخلق كلنا عرفين أن "هدهد" هربانه من الظالم المفتري "دياب" طول الوقت ده وهو بيدرو عليها والنهاردة عرف مكانها وأنها كانت مستخبيه في التلفزيون ده (بيشاورلهم على شاشه المكسره على الأرض) وانتوا عارفين جبروته، "هدهد" في خطر لازم نساعدها زي النوبه اللي فاتت بس المره دي على حق مش هنرضى بالظلم مين فيكم ماعندوش طار عند" دياب"، من فيكم ماتظلمش على ايده وحد يقولي كده ان هدهد مالهاش جميل في رقبة كل واحد فينا رجاله ونسوان ولازم نسد جمايلها دي كلها النهارده ونلحقها قبل ما المفتري ده يمسكها هاااااا قولتو اي يا رجاله.

كل الحارة اتحمست من كلامه وعرق الشهامه طلع والكل هلل رجاله وستات، وقرروا يروحوا معاه، "بيجا" نزل من على الكرسي لقى ابوه فتوح عيونه مدمعه وبيبصله اوي سأله:
-أي ده مالك يابا؟
اخده بالحضن وبيكلمه ومتاثر اوي:
-أول مره احس اني خلفت ياواد يابيجا رفعت رأسي بكلامك ده إلا كنت مخبي الشجاعه دي فين ياولاا.
"بيجا" بيعدل ياقه قميصه ويتفشخر قدام ابوه:
- امال انت فاكر ايه يابا؛ ده أنا ثورجي قديم وأعجبك اوي، ايدك بقى على 5000 تلاف جنيه لزوم المواصلات والسلاح للرجال.

"فتوح" لما سمع كلامه زقه وضربه على قفاه:
-يا شيخ غور، يموت المزمار وصوابعه بتلعب.

"بيجا" مسك قفاه ورجاله الحاره اجتمعوا تاني، وكل واحد فيهم اللي معاه موتوسيكل أو عربيه نص نقل لمو نفسهم واللي مامن نفسه واخد شومه، واخد سكينه، واخد سلاح معاه واتحركوا بيسالوا" بيجا" على فين تنح كده شويه وفي الآخر رد:
- احنا نروح على شاشه التلفزيون على طول ونسأل هناك.

رد واحد من شباب الحاره وقاله على العنوان وأنه جابه من النت لأن المسابقه متذاعه عليه وطلعوا على هناك.

"دياب" وصل بسرعه البرق لي مكان المسابقه؛ وناوي على الشر دخل بكل سهوله، مش معقول واحد من الشرطه يمنعو دخوله، استغل كرنيه الشرطه لي غرضه، ماشي بيخبط في الناس مش عارف اي بيودي على فين، ولا اي حاجه مش عايز غير عيونه تلمح هدهد وبس، و أخيراً لمحها واقفه في مكان عمره ماجه في خياله، انها تكون اتخبت منه مع الناس العليوي دي، ويسأل نفسه عرفتهم منين بس؟! شايفها غير هدهد اللي كل الناس عرفناها، هي دي هدهد اللي كان بيتمناها؛ كان عارف ومتاكد ان ورأى العِمه ولبس الرجاله موزه على حق، وأنها من حقه وبس، وان روحها بأيده هو وبس، واتوعد لها لما يمسكها هيعرفا ازاي تهرب منه، خلاص بينه وبنها كام خطوه ويطولها.

انتهت المسابقة، واعلنت لجنة التحكيم فوز "شاهي" وتم تتويجها، ولبست تاج الملكة، كانت واقفه والسعادة ملية وشها، واديها طول الوقت لامسة خاتمها اللي توجها بيه حبيبها من لحظات، كل حبايبها فرحانين وقربو شويه من الاستيدج عشان يستقبلوها ويهنوها حتى ملك ما قدرتش تبعد مع التوتر العلاقه و وجود آسر بس قربت معاهم...

اتفاجأت بسؤال المذيع ليها بيقول:

- السؤال ده خارج المسابقة، بنسأله لكل ملكة جمال عادةً..

لو قولتلك فضلك يوم واحد بالحياة، ممكن توصيفيلي هتقضيه ازاي، ومع مين؟

ابتسمت "شاهي" وضمت خاتمها، وعينها جت ناحيه كل حبايبها، وردت بكل تلقائية، وبهدوء، وصدق من قلبها:

- هصحى مع أول خيوط الشمس، على صوت احن قلب في دنيا؛ امي حببتي، ابوس ايديها واقولها انتي أغلى ما ليا وان الدنيا بغيابك صعبه اوي.

عزيزه بعتت لها بوسه على الهوى بفرحه كبيره.

وانزل افطر مع وعبده، ونحكي كتير كتير ويدعيلي وانا ماشيه.

بتدور بعيونها على عبده؛ بس مش شيفاه وعزيزه مسكت قلبها بايدها، ودمعها نزله وبس مش عارفه هتقول لها اي طبطبت بطه عليها توسيها.

واطلع العب مع علي واناكف في بطه واحرضها على ماهر ونجري ورا بعض لحد ماتعب.

بطه بعتت لها بويات كتييير و علي واقف بيتنطط عشان سمع اسمه بصوت عالي ماهر شاور لها كاتحيه منه.

بعدها اروح عند "ملك" هلقيها زعلانه من واحد مخه تخين (عيونها جت على آسر وهو بصلها بنص عين ضحكت على شكله وهو بص ورا وعيونه اتقبلت مع ملك) اخدها ونطلع على المأذون نلاقي آسر متكتف على كرسي مش هفكه الا ما اجوزهم (آسر برق لها و ملك ضحكت من بين دمعها والكل ضحك معاهم) واخلص منهم وأخرج مع"سالم" بيه يعزمني على ميلكتشيك زي ما وعدني

(غمزت له من بعيد وهو رفع ايده علامه لايك تأكيد على كلامها)

كملت بحب وعشق وعيون بتلمع من شوقها..
-آخر الليل اجري على حبيبي نسهر لي اخر لحظة في عمري على شط البحر وضوء القمر ونحكي له عن شوقنا واحلامنا، واحنا بنسمع اغنيه بودعك وبنشاور لي ميشو وهو مترحل في مركب على بلده اصله مش هينفع يعيش هنا بعد ما اتجوز انا وحبيبي.

ضحكت اوي وآمر قدمها بيشجع فكرتها جداً كل الحضور ضحكو كتيير اللي يعرفه واللي ما يعرفه كمان، غضب هو وزعل من كلامها ورد بصوت عالي:

- يالله انا زعلت منك و بدي ادعي عليكي الله ينتقم منك💔
كانت بتتكلم اخر كلماتها، وعينيها على "آمر" االي الابتسامة مش مفارقة وشه، سعيد بأجمل تفاحته البيور بنقاء قلبها فاكره الكل وبتحب الناس مع كل الظلم اللي عاشت فيه لكن انها مش شايله كره ولا حقد لحد وأخيراً لقاها بعد طول إنتظار.

فجأه عند اخر كلامها كان "دياب" وصل قدمها منتظر أنها تجيب سيرته، او ده اللي هو كان موهوم بيه، اتصدم من كلامها، قرب واقتحم الاستيدچ، الكل اتفاجأ باللي طلع من غير مقدمات، طلع لحد عندها واقف قدمها ماسك مسدسه من غير حواجز ولا اي شئ يفصل بنهم، أول ما شافته اتصدمت، وقفت مكانها متسمره لسنها اتعقد من صدمتها، باقي المسابقات خافت من المسدس وجريت في حاله هرج ومرج، حاجه رؤيه "آمر" والكل عن الاستيدج، وفضلت "هدهد" واقفه، مش عارفه تنطق، راح هزها وبصوته العالي زعق وبيشوح بايده وقال:

- وأنا فين ياهدهد من كل ده، أنا اللي ضاع في الهوى عمره، فكرتي هتهربي مني لحد امتى هه؟ لو رحتي جهنم كنت هجيبك بردو انا مافيش حد يهرب مني.

بص حوليه لقى عزيزه وبطه و ماهر ضحك بعزم ما فيه وشاور بايده:
-الله ما الحبايب كلهم هنا اهو لأ عفارم عليكو قدرتو تتوهو "دياااب"

نطق اسمه بجبروت وغضب لدرجه عروق وشه برزه.
طلع "آمر" وقف قدام "هدهد" يحميها عرف ان ده اللي ظلمها وعذب روحها كان عايز ينتقم منه قرب هو والأمن يهجم عليه، زعق بجبروت:
- كل واحد يقف مكانه واللي هيقرب اخلص عليه احنا بنلعب لاااا انا شرطة وجاي انفذ حكم وجب النفاذ على الملكه.
رجال الأمن اول ما سمعو كلامه وقفو مكانهم ماعدا "آمر" وقف في وشه وهد استخبه في ضهره اول مره تلاقى لها ساتر أو سند تدار ورآه من ضرب الزمن.

ضحك من قلبه بغيظ وحقد لما شافها متخبيه كده.
-ابعد ياقمور لعمو "دياب" يعورك وجمهور يحزن عليك، وأنتِ اي لقيتي اللي تتحامي فيه؟! كان لزومه اي كل اللي حصل كنت هبقي حميتك وكل حاجه لكن نقول اي بقي على اللي بترفص النعمه اهو ربنا زالها من وشك وهتروحي في كلبووش يا ملكه.

- اه يا "دياب" ربنا بعتلي اللي يحميني منك.

شاور له آمر بايده ورد:
-نزل اللي في إيدك ده مابخافش مالوش لازمه الحقيقة خلاص ظهرت خلاص.

جه يقرب عليه "دياب"ضرب طلقه في الهوا، قرب ومخافش منه "آمر" وبكل حقد وغل ضربه بدماغ دوخت "دياب" وزقه بأيده وقع "آمر" ، اتخبطت راسه في سن مدرجات الاستيدچ، فقد الوعي، صرخت "هدهد" بأعلى صوتها تنادي عليه، جريت عليه مالحقت توصله، مسكها كتف ايديها، "آسر" و"سالم" و"عزيزه" الكل كان واقف مرعوبين عليهم، "ماهر" متكتف مش عارف ينقذها، و"بطه" ، و"ملك" دموعهم نازله خايفين من أذى" دياب" الأمن واقف حاجزهم، "هدهد" حاولت تفك نفسها من ايده، بس كان مصوب المسدس على راسها، بإيد، والتانيه محوطها برقبتها، زعقت بقوه وبصت في عيونه وقالت:
- انت خلاص يادياب انتهيت، الحكومه عرفت كل حاجة، ودليل اتقدم وانكشف انك انت اللي قتلت الحُن، والمعلم، سلم نفسك خلاص مفيش فايده من اللي بتعمله ده.
- بالبساطة دي، انتي بتحلمي ياهدهد، يانعيش سوا، يانضيع سوا، ملهاش تاني يا ملكة.

الشرطه وصلت وحوطت المكان و في المقدمه المأمور بتاعه كلمه انه يستسلم:

- سلم نفسك يادياب، المكان كله محاصر، انا ياما حذرتك تسيب القضية دي وتبعد عنها، لكن أنت ضيعت نفسك.
- لا ياباشا، أنا مش هضيع لوحدي، إحنا دافنينه سوا، مفيش حاجة عملتها غير بإذنك وتحت علمك.

كان بيتكلم والشر بيطلع من عيونه، "آمر" فاق وببحاول يلف ورا ظهره، "هدهد" لمحته بعيونها، قام بسرعه ضربه بكوعه على راسه، حصله عدم توازنه، ضربته "هدهد" بكعب جزمتها على رجله، وقع منه المسدس، ضربه "آمر" باللكمه كذا مره، آسر عرف يفلت من رجال الشرطة وكمل ضرب عليه اتجمعوا العساكر مسكوه وكتفوه، قام وهو بيصرخ فيهم، فاق على صوت المأمور بيقوله بغضب:
- كل جرايمك هتتحاسب عليها يا دياب انت اللي عملت في نفسك كده.
امر بالقبض عليه، وهو ماشي معاهم كان بيوجه كلامه لـ"هدهد" بيقول بتهديد:

- راجعلك ياهدهد، اوعي تفتكري اني انتهيت خلاص و ارتحتي مني، ابداً هيكون وراكي مكان متكوني، أنا الكابوس اللي هيلازمك في كل احلامك.

خرج مقبوض عليه وفي ايده الكلابشات، وده كان نهاية الظلم، واما "آمر" ضمها لحضنه بكل خوف وحب من فقدانها، بادلته اللحظة، وخرجت من حضنه تتطمن على راسه، ومشيوا مشبكين ايديهم في بعض.
*************

أثناء خروج "دياب" كانت اهل الحاره صلوا ومتجمعين في انتظاره ورجال الشرطة رفضوا دخلهم اول ما ظهر قدمهم هجموا عليه العساكر خافت من التجمعات وسابوه ليهم وكل واحد له طار معاه كان عايز يصفيه، منهم الستات اللي كان بيضايق فيهم في الرايحه والجاية، والرجاله اللي كان فارض عليهم اتاوة بالغصب، والشباب اللي كان بيعذب فيهم بالباطل، بيضربوه بالرجلين في انحاء جمسه، الكل بيضرب بغل، و وجع سنين منه، بدون اي شفقه او رحمه.
المأمور والظباط ادخلو يلحقوه من أيديهم ضرب كام طلقه في الهوى يفض التجمع العساكر سحبوه من تحت رجليهم كان يادب بيطلع في الروح ودي نهاية كل ظالم.

***************

جريت "هدهد" على امها "عزيزه" تحضنها بشوق ولهفه، اخيرا عرفت طريق امانها في حضن امها، كانت بتعيط من طول حرمانها منها ومن "عبده" اللي اول ما افتكرته، خرجت من حضنها، وبتبص حواليها تدور عليه، اد ايه هي كانت محتاجة تشوفه وترتمي في احضانه، لكن ملقتهوش، نظرت في عيون امها، وعبايتها السودا، اللي مش بتحب تلبس اللون ده ابدا، هزت راسها كتير وقالت:

- لا... لا... لا اوعي تقوليها يا أمي، اوعي لسانك ينطقها..
حطت اديها على بقها، ومقدرتش تكمل، لمحت عيونها بتلمع من الدموع، ارتمت في حضنها وقالت بصوت حزين:

-ااااه... كده تسبني ياعبده في عز فرحتي؛ اللي اتطفت بموتك ياغالي، كنت محتاجة تفرح بنجاحي اوي، سبتني لمين ياعبده.

قرب منها "سالم" وخرج منديل من جيبه، ومسح دموعها اللي مش عايزة توقف، مسكها من كتفها وبص ليها بنظره حب وحنان وقال:

- ادعيله ياهدهد، ربنا رحمه من تعب المرض، وهو دلوقتي في مكان افضل بكتير، أنا عرفت انه كان تعبان، اطلبي له المغفره من ربنا، واعتبريني أنا ياستي عبده، تحبي اغيرلك اسمي عشان توافقي.

حب بخفة دمه واسلوبه الراقي يخفف عنها ويخليها تبتسم لاحظت نظراته "عزيزه" فعدلت خصلات شعرها الذهبيه من تحت الايشارب اللي مبين نص شعرها، وقربت مبتسمه من هدهد وسألتها:

- مش تعرفيني بالبيه ياهدهد؟
شاورت عليه وقالت من بين شقهقتها:

- ده يا أمي "سالم بيه خطاب" ، صاحب شركات خطاب اللي أنا عامله المسابقه معاهم وهكون الموديل بتاعهم.

ابتسم ليها "سالم" ومد إيده يسلم عليها، وانحي وباسها بچنتله وقال:
- اهلا ياهانم نورتينا.

ايديها لسه في ايده عيونها بتبصله اوي، مش بتنزل من عليه، والاسم بيرن في راسها مش بيقف زي صفارة قطر ضربت في نفخها، وبتسأل روحها سمعته فين، عقلها بقي عامل زي الترس بيلف ويدور ويجي في مخيلتها وشوش ناس كتير ولسان بين ق أسماء كتير بتدور عليه هي عارفه وفاكره انها تعرف الاسم ده كويس وأخيراً وصلت بذاكرتها لي "سمير الجوكر" والحادثه لما قالها
فلاش باك

راجعين من سهره آخر الليل سمير كان سكران طين وسايق العربيه جت عربيه نقل كبيره ضربت نور في وشه جامد بقي مش عارف يروح فين العربيه خرجت عن مسارها وانقلب كذا قلبه وسواق النقل هرب ومافيش حد في المكان سمير الدم نازل من راسه كتير وعزيزه بتصرخ الكرسي زانق على ضهرها بس مش عارفه تعمل ايه كلمها سمير وهو بيطلع في الروح:
-عزيزه اسمعيني كويس جه الوقت انك تعرفي الحقيقة.
-ااه هموت يا سمير مش قادره ضهري اتكسر.
- انتي اكيد ربنا هينجيكي عشان خاطر بنت لكن انا عملت كتير فحلاص ربنا مش هيجي واحد زاي.
-لا هينجينا احنا الاتنين عشان بنتنا يا سمير.
-خلاص مافيش وقت لازم اقر بذنبي حتى ابقي عملت حاجه كويسه قبل ما اموت؛
شهد بنتك انتي مش بنتي.

رده بألم :
- اه.. اه انت بتقول أيه يا سمير ليه بتقول كده حرام عليك.
- هي دي الحقيقه انا عندي عقم وعارف من سنين من قبل ما اتجوزك كمان.

عزيزه الكلام عقد لسنها وبقت مش عارفه ترد هل بيتهمها في شرفها ولا يقصد اي وبنتي دي جت منين؟! هي رقاصه اه لكن شريفه عمر ما حد لمس شعره منها كمل الحكايه:
-من خمس سنين في يوم بعد ما خلصتي نمرتك جالي راجل عليوي اوووي اسمه "سالم خطاب" دفعلي مبلغ كبير وطلبك في سهره خاصه ولما قولت له انك مراتي وانك مش بترضي على السهرات اللي من النوع ده زغلل عنيه بي خمس أضعاف المبلغ ضعفت قدام المال يومها قولتلك أن في سهره وكده وانتي اتزبنطي عليا ورفضتي اخدتك انا وفهمت اني حاجز لينا في فندق شربنا وحطتلك برشام في الوسكي يخليكي ما تشوفي قدامك وسلمتك بأيدي له ولما فقتي كنت انا اللي قدامك.

عزيزه مش عارفه تصرخ من الألم ولا من دبح جوزها ليها.

-بعدها عرفتي انك حامل حولت كتير انزل الحمل وانتي ما رديتي رحتله اشوف حل معاه رمالي فلوس هددني لو شاف وشي أو رحت له تاني ها ياذيني سامحيني يا عزيزه.

طلع السر الإلهي وآنا اخد أمانته.

غمضت عيونها بعد زوال الذكرى، وكلام جوزها رن في ودنها، بصت بعيونها لـ"سالم" نظره كلها خذي منه قالت:

- اية مش فاكرني ياسالم بيه؟ مش فاكر عزيزة اللذيذه؟ اية السنين اللي فاتت غيرت شكلي، نستك عزيزة اللي الجوكر باعها بكل خسة ليك، وقدمهالك، على طبق من دهب، ارجع كده لذاكرتك ٢٠ سنة فاتت، وقلب في دفاترك القديمة، هتلاقي ضحيتك نايمه مش دريانه بدبحك ليها، وهي مش دريانه باللي حوليها، افتكر، بص ليا كويس هتعرفني أكيد مافش حد ذينسي ذنوبه.

"سالم" بيسمع لكلامها، وشريط حياته الماضية بيدور قدامه، كل الستات اللي عرفهم شايف صورهم، وفجأة جت صورة" عزيزة" قدام عيونه، بلهفته عليها، وإزاي كان هيتجنن عليها ويطولها، سواء برضاها أو غصب عنها، واتفاقه مع جوزها انه يقضي ليلة معاها بدون علمها، رجع خطوتين لورا، حس انه هيقع من الصدمه والذهول سيطر عليه، والكل واقف مش فاهم حاجة، مسكه ابنه "آسر" قبل مايقع، بص "لعزيزة" وقال:
- معقول أنتي !! بعد كل السنين دي نتقابل تاني ياعزيزة٠
- شوفت ازاي دي الدنيا اوضه وصاله يا سالم بيه، لما كنت لسة بشبابي، دورت عليك ولفت في كل مكان، عشان الاقيك و وريك بنتك لكن الزمن كان كفيل يفرمني في دوامه وماعترش فيك. واهو ادينا وقفين قصاد بعض (طب بت على كتف هدهد وكملت) شوفت بنتك حلوة ازاي! ياترى قلبك حن ليها؟ اكيد لازم يحن ياسالم بيه يابن الأصول، مش الدم بيحن برضو؟ هدهد تبقى بنتك اللي معرفتش انها بنتك غير يوم وفاة الجوكر قالي على كل حاجة قبل مايموت... قالي اد اية كان ندل ووسخ، سلمني ليك وقبض الثمن، ولما حملت منك وأنا معرفش؛ اصر أني أنزلها لأنه كان عارف حقيقته ، وان هدهد مش بنته، وانها بنتك أنت، اللي اتبريت منها وهي لسه في بطني.

خلصت كلامها مره واحده، وماصدقت طلعته، كانت كتماه في قلبها سنين طوال، واخيرا جه وقت ظهور الحقيقه، وكشف المستور، عيونه نزلت الدموع منها لاول مره في حياته، عمره ما شال هم للدنيا، عاشها طول حياته بالطول والعرض، عينه بتبص على "هدهد" بتترجاها تسامحه، و "آسر" اللي مش قادر يستوعب الحقيقه، وفرحة "آمر" اللي بترقص في عيونه، عشان طلعت تفاحته بنت عمه، ومفيش حاجة هتمنعهم من بعض.
ركع برجله "سالم" قدام "عزيزة" وقال:

- ارجوكي سامحيني ياعزيزه، كنت زمان شاب وطايش، والدنيا واخدني بزينتها، وعمري ما جه في بالي لحظة أن الجوكر يكون بيتكلم جد، افتكرته يومها بيبتزني عشان ياخد فلوس بيستفزني وخلاص، بصتله بنظرة عطف، ومسكت ايده قومته، وكلمته:

-قوم يا سالم قوم مسامحة مش هتكون في قذاره اللي جوزي عمله وسامحته ربنا عوضني بي هدهد وانا راضيه بعوضه.

قرب من "هدهد" اللي الدموع نازله مش بتقف، وقالها:

- احساسي بيكي من اول ما شوفتك مكدبش عليا، كان في حاجة بينا إتصال روحاني غريب، خلاني مشدود ومش عارف السبب.

مسحت عيونها وبصت جوه عنيه شافت ندمه وحب كبير جواها:
-طب انا اعمل اي دالواقت افرح اني عرفت طريق ابويا ولا أحزن على امي واللي اتعمل فيها؟ كنت حالفه اول ما تظهر براتي ادور عليك واقتلك بأيدي.

التفت لها عزيزه ورسالتها عرفتي ازاي ومنين حكت لها أن عبده هو اللي عرفها بس قبل ما يقول على اسمه هربت يومها.

قرب آسر منها، ومسكها، وعينيهم اتقابلت في نظرة حب أخوي صادق، مسح دموعها وقال:

- دلوقتي بس عرفت اترجم احساسي بيكي ايه ياهدهد، من يوم ماشوفتك قلبي دق ليكي، بس مكنش حب راجل لست ابدا، وده اللي كان مجنني، ومش عارف افسره، بس مخليني اساعدك واحميكي من غير ما نعرف اي الله اللي بنا، وادفع عمري كله عشان متتأذيش، واكون سندك.
ارتمت في حضنه وهو ضمها جامد، وهمست وقالت بين شهقاتها:

- الله حضنك حلو اوي يا أخويا ياأحلى سند في الدنيا، ياماكان نفسي طول عمري يكون عندي اخ حنين كده زيك.

قرب "آمر" بغيرته المعهوده، وخطفها من حضنه وقاله بحده:

- اي ياعم انت ماصدقت، وبتحضن كده، ابعد كده متقربش من تفاحتي تاني.

اخدها آسر منه، وضمها ورد عليه:
- أنت فاكرها سايبه ولا إية؟ نجوم السما اقربلك منها، دي اختي أنا والله لا لففك حولين نفسك عشان تلمحها بس.

ضحكت "هدهد" من قلبها، ومسكها والدها "سالم" وضمهم كلهم لحضنه وقال له:

-بس بطل رخامه، انتوا كلهم ولادي، وغلاوتكوا واحده، ويوم المنى يا آمر لما تتجوز بنتي حبيبتي.
اعترض آسر وقال:

- يابابا أنت هتدهاله كده بسرعة، لأ بقى، أنا مش هفرض فيها ومش هياخدها، إحنا مشبعناش منها.
قربت من حضن آمر وهو ضمها جامد، ووجهت عينها لـ"ملك" اللي كانت زي القمر بمظهرها الطبيعي، وعينها بتبكي متأثره بالموقف، ومسكت اديها وقالت لاخوها:

- خد دي ومش هتندم، اوعى تضيعها من ايديك عشان كلام فارغ، وبعدين تندم عمرك كله عليها.

استقبلت عيونهم في نظره كلها حب وعشق، مسك أديها، ومسح ليها دموعها، كانت لسه هتتكلم، حط ايده علي شفايفها وقال:

- بحبگ ومش هقدر استغنى عنك، انتي اللي كنت بحلم بها طول حياتي، واخيرا لاقتها، ومعنديش استعداد اسبها تضيع من بين ايدي تاني.
- وأنا كمان بحبگ اوي يا آسر، وحتى لو كنت مسامحتنيش، كنت هكتفي بأجمل أيام عيشتها معاك، وانسحب من حياتك كلها، وأعيش على حبك طول حياتي.
- أنسي ياملك، وخلينا كلنا نبدأ صفحه جديده، وحياة جديده مفيهاش كدب ولا خداع تاني.

أكد "سالم" على كلامه وهو موجه نظره "لعزيزه" وقال:

- فعلا يالا نبدأ من جديد، وننسى كل الماضي بآلامه وعذابه، اديني فرصة اصلح اخر خطأ ارتكبته في حقك يا عزيرة.

آنت ضحكتها المعهود وقربت على بنتها وبستها:
- أنا مش عايزه حاجه من الدنيا خلاص هضربها بالصرمه القديمه أهم حاجه بنتي في حضني ومع عرسها زوزو كده مبسوطه على الآخر.

ضحكو من قلوبهم و"آمر" اخدت تفاحته والكل راح الفيلا عنده، يحتفلوا بفوزها، واتصل آمر بالمأذون، عشان يكتب كتابه عليها لا آسر يغير رأيه ويزله زي ما بيقول، و"آسر" كمان قرر يكتب كتابه على "ملك" اللي سبقهم على هناك، وكانت مفاجأة للكل، بس كلهم فرحوا جدا، وحط ايده في ايد عمه سالم، اللي الفرحه فعلا ما كانت سيعاه، وتمت مراسم توقيع العقود، وقرروا يعملوا الزفاف مع بعض، ويسافروا يقضوا شهر العسل سوا.

وانتهى الظلم، وانتشر الحب ورجوع الحق لأصحابه، وعوضت الدنيا "هدهد" والازمه عدت على خير، وابتسمت ليها الدنيا وفردت ليها جناحتها بكل حب وحنان أعظم أم ، بزوج حنين بيعشقها، وأب رائع بيحبها، وغمرها بكل حنان، وأخ نعم السند، اللي على طول بتخانق مع آمر عشانها، وغيرته اللي مش بتنتهي.

تمت بحمد الله
نتمنى لكم قراءة ممتعة ..
لطلب روايات أخرى كل ما عليكم هو ترك اسمها في تعليق وسنقوم بتوفيرها لكم ..
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات