القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أسرار عائلتي الفصل السادس 6 بقلم أروى مراد

 رواية أسرار عائلتي الفصل السادس 6 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي الجزء السادس 6 بقلم أروى مراد

رواية أسرار عائلتي الفصل السادس 6 بقلم أروى مراد


رواية أسرار عائلتي الفصل السادس

بعد قليل من الصمت بادر بالحديث قائلا بهدوء:
  - مش ناسيه اتفاقنا الصبح صح؟
بلعت بدور ريقها وقالت:
  - ايوه، هعملك الي انت عايزه.
  - في بنت صغيره عايزك تاخديها للقصر بأي حجه وتخليها تعيش معانا بس من غير ما تجيبي سيرتي.
تساءلت بدون وعي:
  - هتجيب بنتك الي كانت في الفيديو الي شفته في اللاب توب بتا ...
قطعت كلامها حين توقف بالسيارة فجأة ونظر إليها بغضب، وضعت كفها على فمها حين إنتبهت لما تفوهت به بينما كانت إيلين وسرين تكتمان ضحكاتهما في الخلف. إبتسمت له بدور بغباء قائلة:
  - آسفه والله بس الفضول غلبني وخلاني افتح اللاب بتاعك.
أخذ نفسا عميقا ليهدئ نفسه قبل أن يسأل:
  - قلتي حاجه لبابا؟
نفت برأسها فقال:
  - لو عايزاني اسامحك، متقوليلوش حاجه.
هزت رأسها موافقة فتابع القيادة بصمت، لكن بدور لم تستطع منع نفسها من سؤاله:
  - هو انت متجوز من ورا العيله؟
نفى برأسه فقالت:
  - امال دي بنت مين؟
  - بنتي.
  - بنتك ازاي وانت مش متجوز؟
  - غلطت مع وحده ..
صدمة ألجمت ألسنتهن وهن يسمعنه يقول ذلك بكل برود، لم تستطع بدور التعليق عن ذلك لكنها سمعت سرين تصرخ في الخلف بدلا عنها:
  - انت ازاي تعمل كده؟
رفع حاجبه قائلا دون أن يلتفت إليها:
  - وانتي مالك؟
قالت بصوت ضعيف بسبب بكاءها المفاجئ:
  - طب انت مش بتخاف ربك وعصيته ده بينك وبينه احنا ملناش دعوه، بس الطفله ذنبها ايه؟
قطعت كلامها شهقة صدرت منها جعلته ينظر إليها من مرآة السيارة بإستغراب من سبب بكاءها، بينما واصلت هي دون أن تعي بما حركت كلماتها داخل قلبه:
  - ذنبها ايه انها تبقى بنت حرا.م؟!
  - إخرسيي!!!
صرخ بها وهو يقف على جانب الطريق ويتنفس بعنف أثار الخوف في قلوب الفتيات الثلاث، أردف بحدة:
  - انتي فاكره اني مبسوط كده يعني؟
لوت شفتيها بقر.ف وهي تجيب:
  - مانت لو فكرت كويس قبل ما تغضب ربنا مكنش ده حصل.
أرسل لها نظرات مميتة من خلال المرآة جعلتها تبتلع ريقها بخوف، نطق بهدوء مخيف:
  - انزلوا.
أطلت من زجاج النافذة لتجد أنهم يقفون بأول الشارع الذي يقطنون به. نزلت هي وإيلين دون أن تضيف كلمة أخرى فهم أدهم بتحريك السيارة لكن بدور سبقته حين نزلت هي الأخرى ثم إبتعدت قليلا لتقف وتتحدث مع التوأم، زفر بضيق وإختار إنتظارها في مكانه حتى لا يواجه تلك التي أعادت له الشعور بالذ.نب ثانية، لكنه وجدهن تعدن إلى السيارة وتجلس كل منهن في مكانها بهدوء .. نظر إلى بدور بعدم فهم فقالت ببرود:
  - لما بابا يسألني عن بنتك هقوله انها قريبة البنات ولما اتيتمت ابوهم كان هيوديها للملجأ بس احنا صعبت علينا وانا قررت اخدها عندي، وطبعا عشان اخليه يصدق لازم اجيب البنات معايا ..
ظهرت علامات الاعتراض على وجهه لكنه لم ينطق، تحرك بسيارته وإكتفى بالنظر إلى سرين عن طريق المرآة لكنه إبتسم بسخرية حين رأى الاعتراض واضحا بملامحها هي الأخرى فقال:
  - واضح ان في حد تاني معترض على الفكره.
فهمت سرين أنه يقصدها فأجابت قاصدة إستفزازه بكلماتها:
  - انا مبحبش اعصي ربنا حتى لو بالكدب، بس هضطر اعمل كده للأسف عشان بنت صغيره ابوها مفكرش فيها قبل ما يغلط مع امها ..
ضغط على يده التي تمسك مقود السيارة بشدة وكاد يرد على كلامها لولا تدخل بدور بسرعة محاولة تغيير الموضوع:
  - بس مقلتلناش يا أدهم، هي اسمها ايه؟
أجاب بعد أن أخذ نفسا عميقا وقرر تجاهل تلك المستفزة:
  - براءة.
لكن سرين كانت تصر على إشعال غضبه فلوت شفتيها بسخرية قائلة:
  - يا ريتها تبقى اسم على مسمى بس ازاي وانت ابوها.
وصل غضب أدهم إلى أقصى حده فصرخ بها بعصبية شديدة:
  - والله لو مسكتيش دلوقتي هخليكي تحملي بنتي التانيه في بطنك!
إنصدمت كل منهن من جراءته وخاصة سرين التي صرخت وهي تعود للبكاء ثانية:
  - انت قليل الادب!
  - ولو مقفلتيش بقك ده هقل ادبي معاكي بجد، فاحسنلك تفضلي ساكته لحد ما نخلص!
حاولت فتح الباب وهي تواصل الصراخ:
  - نزلنييي، نزلنيي انا مش هروح معاكم!!
تجاهل صراخها وتابع القيادة متظاهرا باللامبالاة ولكنه في داخله يتمنى أن يقطع رأسها ويدفنه في الأرض ثم يدفن جسدها في المريخ، سمع همسات الثانية إليها والتي من الواضح أنها تحاول تهدئتها وإبتسم بإنتصار لإستطاعته إستفزازها. أما بدور، فقد كانت تحول نظراتها بينهما بقلق، فسرين من المستحيل أن تصمت عن كلام أدهم بسهولة، وأدهم يبدو شخصا عصبيا ولا يخاف الله وقد يصل به الأمر إلى إيذاء صديقتها العزيزة. بلعت ريقها وهي تتمنى في سرها أن يمر اليوم على خير وبعدها لن تسمح لهما بأن يتقابلا مرة ثانية.
بعد القليل من الوقت، وقف أدهم أمام عمارة ما لينزل ويشير للفتيات بالنزول، إتجه نحو الشقة المقصودة وهن يسرن خلفه بصمت، طرق الباب وإنتظر لثوان قبل أن تفتح لهم سيدة تبدو في نهاية عقدها الرابع وتقول ببسمة مرحبة:
  - اهلا وسهلا يا أدهم بيه!
بادلها أدهم الإبتسامة قائلا:
  - اهلا يا سماح.
إنتبهت الى وجود أشخاص غير أدهم فقالت بتعجب:
  - مين دول؟
  - تعالي ندخل الاول وبعدين احكيلك.
...
  - يعني مش هشوف براءة تاني؟
قالتها سماح بحزن بعد أن أعلمها أدهم بأنه سيأخذ إبنته إلى قصره لتعيش معه أخيرا، إبتسم لها قائلا بلطف فاجأ الفتيات:
  - لا طبعا، براءة اتعودت عليكي خلاص ومينفعش ابعدك عنها، وانا هتصرف واجيبك انتي كمان للقصر عشان ترجعي تعتني بيها تاني.
إبتسمت بسعادة قائلة:
  - شكرا اوي يا بيه.
  - بس هي فين دلوقتي؟ ومخرجتش عشان تسلم عليا زي العاده ليه؟
أجابت بضحكة:
  - بتقولي انها زعلانه منك لانك اتأخرت عليها.
إبتسم بشدة على تصرفات إبنته المدللة وقال بمرح:
  - لازم ادخل اراضيها يعني؟
أومأت سماح بصمت فتنهد ببسمة وإتجه نحو غرفتها ثم طرق الباب قبل أن يدخل بهدوء ليجدها تجلس على سريرها تستند بظهرها عليه وتفرد رجلها اليسرى وتضع رجلها اليمنى فوقها وتعقد ذراعيها أمام صدرها وعلى وجهها تظهر ملامحها الطفولية العابسة. إبتسم لها بحب وهو يقترب منها ويقول:
  - حبيبة بابا الغاليه عامله ايه؟
أشاحت بوجهها بعبوس:
  - زعلانه منك.
جلس على طرف السرير قائلا بحزن مصطنع:
  - زعلانه من بابا؟ طب ليه؟
أجابت بلوم:
  - لأنك اتأخرت عليا.
إبتسم على براءتها وأمسك وجهها ليديره إليه ويجعله بمواجهته وقال ببسمة:
  - طب مش عايزه تعرفي انا اتاخرت ليه؟
نظرت إليه بإهتمام فواصل:
  - لاني واخيرا هاخدك تعيشي معايا في قصر جدو!
لمعت عيناها بفرحة وصرخت:
  - بجد يا بابا؟!!
أومأ بتأكيد:
  - بجد يا روح بابا.
قفزت من السرير وهي تصرخ بصوت عال من الفرحة ثم احتضنته وهي تردد:
  - بحبك بحبك بحبك يا اغلى حاجه في حياتي!
شدد على احتضانها وهو يشعر بالسعادة لسعادتها وقد تناسى تماما وجود الفتيات لولا أنه سمع صوتا هامسا من خلفه يقول:
  - دي بريئة اوي! زي اسمها بالضبط!
إلتفت إلى مصدر الصوت ليجدها سرين التي كانت تنظر إليهما ببعض التأثر وبجانبها بدور وإيلين وكان من الواضح أنهن كن يختلسن النظر إليهما. تنحنح ببعض الإحراج وهو يحمل إبنته ويتقدم منهن وقال مخاطبا براءة وهو يشير إلى بدور:
  - دي عمتك والاتنين التانيين صحابها.
نظرت إليه بإستغراب وتساءلت:
  - عمتو؟ مش انت قولت ان ملكش اخوات بنات؟
  - اه عمتك وابوكي عنده اخت، عندك اعتراض؟!
قالتها بدور وهي تنظر إليها بغضب مصطنع فإبتسمت لها براءة وقالت ببسمة:
  - لا ابدا انا مبسوطه اوي ان ليا عمه حلوه زيك!
إبتسمت بدور بشدة ثم سحبتها من أدهم وحملتها وهي تقول بمرح:
  - لا انتي خطفتي قلبي خلاص! ما تجيبي بوسه!
قالت جملتها الأخيرة وهي تعطيها خدها لكن إيلين سحبتها بسرعة لتحملها هي قائلة:
  - لااا بوسيني انا الاول!
لكنها شعرت بعضة بخدها فأنزلتها بسرعة وهي تصرخ وأمسكت خدها قبل أن تنظر إليها بصدمة، عادت الصغيرة لتقف بجوار والدها وقالت ببرود:
  - سوري بس مش بحب البوس!
إبتسم لها أدهم بفخر فنظرت إليه سرين بضيق وتساءلت ببعض الغضب:
  - انت مانعها من انها تبوس حد؟ انت ايه يابني عايز الطفله تتوحد والا ايه؟
تجاهل كلامها وأمسك بيد إبنته ثم توجه لخارج الغرفة وهو يخاطبها قائلا:
  - يلا نروح يا حبيبتي، هبعت حد يجيبلك هدومك بعدين عشان منتأخرش دلوقتي.
إغتاظت سرين من تجاهله لها فصرخت:
  - انا بكلمك على فكره!
وقبل أن يجيب هو إلتفتت إليها براءة وقالت بحدة:
  - متعليش صوتك على بابا، فاهمه؟!
تطلعت إليها الفتيات بإستغراب، فطريقة كلامها التي تشبه التهديد لا تدل على أنها مجرد صغيرة بريئة وتجعلها تبدو أعقل من الأطفال، أما سرين، تلك الفتاة الحساسة والتي تعشق الأطفال، فقد عادت فجأة للبكاء، لاحظت بدور وإيلين ذلك فحاولتا تهدئتها وهما تهمسان لها ببعض الكلمات لكن بكاء سرين الذي ازداد جذب إنتباه أدهم الذي إلتفت أخيرا ليزفر بضيق متساءلا:
  - بتعيطي ليه دلوقتي؟
واصلت سرين البكاء دون رد، شعرت براءة ببعض الندم فإقتربت منها وقالت بهدوء:
  - متزعليش مني، مكنش قصدي اتكلم معاكي كده بس انا مش بستحمل ان حد يضايق بابا وانتي اكيد هتفهميني لو شفتي حد بيضايق باباكي.
هذه ليست مجرد فتاة صغيرة بحق، فهل يعقل لفتاة لم تبلغ تقريبا سن السادسة بعد أن تكون ذات عقل كعقلها؟ مالذي فعله بها أدهم يا ترى؟ هذا ما كان يدور في عقل الفتيات في هذه اللحظة.
إبتسمت لها سرين ونزلت إلى مستواها قائلة:
  - خلاص مش زعلانه، بس انتي عندك كام سنه بالضبط؟
  - ستة سنين.
  - بتروحي المدرسه؟
نفت برأسها وأجابت:
  - لا، بابا بيجبلي مدرسين للبيت.
نظرت إليه بغضب وكادت تنطق لولا نظراته الحادة التي أخرستها. إبتسمت للصغيرة ثم قالت مخاطبة الجميع:
  - طب يلا نروح ..
...
إنتهت من سرد القصة المخطط لها لوالدها والبقية والطفلة والتوأم يجلسان بجانبها ببعض القلق، تنهد والدها قائلا:
  - انا معنديش مانع بس شوفي رأي الباقي.
إلتفتت إليهم جميعا فلم تجد أي إعتراض في ملامحهم، إبتسمت لأدهم بخفية رغم شعورها ببعض الغيرة من براءة، فالجميع تقبل وجودها فورا على عكسها، إلتفتت إلى التوأم وقالت ببسمة وتمثيل:
  - كده تقدرو تطمنوا عليها، قريبتكم في ايد أمينة.
أمسكت إيلين ضحكتها بصعوبة بينما حضنت سرين براءة بتمثيل بارع هي الأخرى:
  - هتوحشينا اوي يا حبيبتي، بس هنجي نتطمن عليكي كل فتره تمام؟
هزت براءة رأسها بصمت، فودعت الفتاتان بدور ثم خرجتا بعد أن تطوع أدم لإيصالهما إلى البيت. إستأذنت بدور من الجميع ثم صعدت ببراءة إلى غرفتها ليصعد أدهم بعدها بقليل ويطرق باب الغرفة ثم يدخل عند سماحها له بذلك.
  - ممكن تجيبيها عندي الليله؟ انا عايز انيمها جنبي.
قالها وهو يحضن براءة بعد أن جلس بجوارهما على السرير فأومأت بتأكيد:
  - تمام، اعتمد عليا!
إبتسم لها بإمتنان ثم نظر إلى إبنته التي بدأت في الثرثرة فجأة لتعبر عن سعادتها بقدومها إلى هنا أخيرا.
شعرت بدور بالملل فخرجت دون أن يشعرا بها وهمت بالنزول لكنها وجدت رسلان يصعد الدرج بالمقابل ويتجه إلى غرفته بعد أن ألقى عليها نظرة لامبالية، إغتاظت منه وكادت تنزل لكن فتحه لباب غرفته أشعل فضولها فركضت نحوه فجأة ودخلت قبل أن يغلق الباب. رمقها بتعجب وحاجب مرفوع فإبتسمت له بغباء ثم جالت بنظرها على أنحاء الغرفة بغية أن تجد شيئا يزيل غموضه هذا ولو قليلا لكنها كانت عادية جدا ويطبع عليها اللون الأسود كذلك، لوت شفتيها بإحباط بينما لا يزال هو يقف وينظر إليها بإستغراب، أخرج زفيرا يدل على ملله قبل أن ينطق أخيرا:
  - عايزه ايه؟
قال ذلك وهو يخرج محفظته من جيب بنطاله ليضعها على التسريحة، لكن بطاقته سقطت منها بغير قصد، إلتقطتها بدور بخفة ونظرت إلى صورته بضحكة كتمتها، لكن إسمه لفت إنتباهها فقرأته بصدمة إعتلت ملامح وجهها وظلت تردده بعدم إستيعاب:
  - رسلان فادي هشام الشافعي؟!
إلتفت إليها عند سماع إسمه الكامل بعد أن كان قد تجاهلها وأعطاها ظهره دون أن ينتبه لسقوط البطاقة، رفعت نظرها إليه وتساءلت والصدمة لا تزال تعتلي وجهها:
  - ابن خالي؟ بس ازاي؟ انت مش المفروض تكون اخويا؟
تنهد بضيق ثم قال:
  - فعلا، انا ابن خالك مش اخوكي.
زادت صدمتها من تأكيده للأمر واصل وهو يضغط على قبضته بقوة بينما لا يظهر على ملامحه سوى البرود:
  - مرات اكرم الاولى الي هي ماما هي مرات خالك، والي خا.نت اكرم معاه هو خالك برضه، وانا كنت ضحية الخيا.نة دي.
همست بعدم تصديق:
  - يعني انت ...
قاطعها بجمود مخيف:
  - ايوه، انا ابن حرا.م.
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط علي (رواية أسرار عائلتي)
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات