القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الثامن والسبعون 78 بقلم ياسمين عادل

 رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الثامن والسبعون 78 بقلم ياسمين عادل
رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الثامن والسبعون 78 بقلم ياسمين عادل

رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الثامن والسبعون 78 بقلم ياسمين عادل

"تُشبهين جذعٍ، تجذّر في قلبي حتى أصبح يستحيل اجتثائهِ."
_________________________________________
بقيت هكذا كثير من الوقت رأسها على صدرهِ، مستأنسهِ به گمسكنٍ دافئ احتوى بجدرانهِ الصلبة قلبها المذعور. خشيت أن تبتعد، وبقيت صامدة متجاهلة آلامها المتفاقمة، في سبيل شعور الأمان الذي لم تستشعرهُ إلا وهي بين ذراعيهِ. مسح "يونس" بكفهِ شعرها، وأردف بصوتٍ عذب :
- ملك، أنتي لازم ترتاحي.
تنفست بصوت مسموع، ورفعت بصرها نحوه قائلة :
- مرتاحة طالما إنت جمبي.
استرعى جلوسها هكذا بنفس الوضعية قلقهِ، وأصرّ على عودتها لغرفتها كي تستريح :
- مينفعش، قومي وأنا هروح معاكي.
تحركت بظهرها للخلف، فـ اخترق ألم عظيم نصف ظهرها السفلي كله. تآوهت بصوت مرتفع، وأطبقت جفونها تعتصرهم وهي تتحسس موضع الألم. فـ انتفض "يونس" من مكانهِ، وجذبها برفق لتعود إدراجها، معتقدًا إنها قامت بحركة مباغتة استثارت بها مواضع إصابتها، وهتف منفعلًا :
- أهو ده اللي كنت خايف منه.
غطت على وجهها بيُمناها، وكبحت آنينها وهي تنطق بصوت يخرج من جوفها بصعوبة :
- أنا كويسة، بس لسه الجرح بيشد عليا أحيانًا.
إستعان بالهاتف الداخلي لغرفته، وطلب المساعدة على الفور، كي يتم نقلها إلى غرفتها بدون التسبب في إنتكاسة لها.
************************************
لفظ "سيد" دخان النارجيلة من جوفهِ، جالسًا بأريحية شديدة، ممدًا سيقانهِ على المنضدة الموضوعة أمامه. رفع أنظارهِ الفاترة نحو أحد رجاله وهو يقبل عليه، فبادر الأخير قائلًا بخشونة :
- عدمناه العافية يامعلم، والواد مفيش على لسانه غير أسم واحد، معتصم معتصم.
سعل "سيد"، وتنحنح ليطرد تلك العثرة اللزجة التي تشكلت في حلقهِ، وقال مستمتعًا بإنتصارهِ الوشيك:
- زي الفل.
ترك النارجيلة ونهض بثقلٍ، ثم خطى بتؤدة نحو الغرفة التي احتبس فيها أحد أتباع "معتصم". زجرهُ بنظرة محتقرة ، وهو يردف بحزم :
- بقى معتصم هو اللي وزّك على بنت الناس عشان تخطفها وتحطها في العربية، مش كده؟!.
كان يتنفس بصعوبة، متأثرًا بالضرب المبرح الذي نالهُ ، لم يستطع فتح فاهه بكلمة واحدة، فأشار برأسه بالإيجاب. دنى منه "سيد" وقبض على ياقتهِ بغتةً وهو يقول :
- وسي معتصم ده آلاقي أراضيه فيه ياعسل؟.
فنطق متلعثمًا :
- معرفش.
كاد أحدهم يسدد له لكمة في وجهه، يجبره بها على الإعتراف، لولا إنه صاح بهدرٍ وهو ينفي تواجد أي معلومة حول "معتصم" معه :
- والمرسي أبو العباس ما اعرف حاجه عنه، دي طلعة عملتها وأخدت حسنتها وكل واحد راح لحاله.
انبعجت شفتي "سيد" لتبرز أسنانهِ المصطبغة بصُفرة قاتمة، وتسائل مستخفًا :
- إنت إسكندراني يا ولا؟؟
- أيوة.
فضرب "سيد" بعنف على كتفهِ ليتآوه الأخير متألمًا :
- عيب في حقك وحق جدعنة الإسكندرانية، تتهجم على حرمة كده والله أعلم عملت إيه تاني فيها قبل ما أشوفك!.
هزّ الرجل رأسه بتخوف من تلميحاتهِ الجادة، ثم أردف بصوتٍ مرتجف :
- معملتش حاجه صدقني، أنا حطيتها في العربية بس وأتأكد بنفسك.
زفر "سيد" بقنوط، وألقى عليه سؤالًا مباشرًا :
- طب هبسطهالك.
وانحنى عليه قليلًا وهو وهو يتابع :
- غالية فـين؟.
اضطربت أنفاس الرجل وبدا ذلك عليه جليًا، وتمتم بصوت خفيض، كأنه يعرفها حق المعرفة :
- غاليـة هانـم!.
***************************************
بات الوضع متبدلًا الآن، بقيت "ملك" طريحة الفراش ممدة أعلاه، بينما "يونس" جالسًا بالقرب منها. بعدما تمت إعادتها لمكانها كي لا تتأثر بمخالفة تعليمات الطبيب أكثر من ذلك. مسد "يونس" على كفها برقةٍ ناعمة، وسألها بفضول :
- أنتي عرفتي منين اللي حصل؟.
لم ترغب في توريط "يزيد" بالأمر، حتى لا تتسبب في مشاجرة ليس لها أدنى أهمية، فـ أخفت الأمر مستعينة بكذبها الفاشل :
- حسيت إنك مش هتسيبني كده غير لو في حاجه.. فدورت وعرفت.
لم يسهو "يونس" عن سؤاله الحقيقي، فأعاد صياغته، وقد تأكد من وجود أصابع لشقيقهِ في هذا الشأن :
- يعني مين اللي قالك؟.
فأسرعت تجيب، بشكل إستثار شكوكهِ أكثر :
- ولا حد خالص.
فـ أجبر ثغرهِ على إظهار ابتسامة لا تحمل أي وداعة، وهتف بإسمه قائلًا :
- يـزيد؟.
لم تجب لهنيهه، وقبل أن تفتح فاهها لترد كان يقاطعها بقوله :
- عادي ياملك، فيها إيه لما تصارحيني.
فبررت تصرف أخيه بالبوح لها :
- أنا اللي ضغطت عليه عشان يقولي، مش ذنبه.
أطرق "يونس" رأسهِ دون أن يبين إمارات تعبيرية عن حالتهِ المزاجية، فأطبقت بأصابعها على يدهِ تستجديه:
- مش هتتعصب عليه مش كده؟.
- خالص.. هو معملش حاجه، أنا بس مكنتش عايزك تعرفي دلوقتي.
اجتذبت يدهِ إليها، وبنبرةٍ أكثر حساسية استنكرت موقفهِ بإخفاء الأمر عنها :
- إزاي يعني؟؟ يعني تخاطر بنفسك عشاني وأنا حتى معرفش.؟!
أراد ألا يضغط على أوتارها الحساسة الآن، خاصة وإنها أصبحت أكثر عاطفية من زي قبل، فـ وجه الأمر لإتجاه آخر بقوله الممازح :
- سيبك من كل ده، إحنا دلوقتي شركاء في القدر.
تضرج وجهها بحمرة متحرجة، وأسبلت جفونها قائلة :
- أنا دلوقتي عايشة بجزء منك، يعني قدري كله ليك يا يونس.
- أي حاجه في الدنيا فداكي.
قالها وهو يلمس أسيل خدها الأملس، ثم دفع بالغطاء عليها وهو يقول :
- يلا عشان تنامي شوية، العلاج اللي بتاخديه تقيل عليكي ومحتاج راحة.
أطبقت جفونها رغمًا عنها وهي تتشبث بأصابع يدهِ جيدًا، وغمغمت بكلمات بالكاد التقطتهُ آذانه :
- خليك هنا، متمشيش.
استند بمرفقيه على الفراش ليكون أقرب، وتأملت عيناه فيها بحرية مطلقة، وهي في طريقها للنوم. مرر إبهامهِ على حاجبيها، نزولًا لبشرتها، فآتاه صوتها الضعيف والمكسو بالنعاس :
- يونس، أنا بحبك أوي.
انبعجت شفتيهِ بإبتسامة ملأت وجهه، وأجاب بهيامٍ غمر صوتهِ :
- وأنا بـحبك أكـتر.
*****************************************
لم تكن مرتاحة بتاتًا، ثمة قلقٍ وتخوف كان يغلف قلبها، منذ أن تركت المشفى وعادت لمنزلها ليلة واحدة فقط. زفرت "كاريمان" وشعور الإختناق يجثم عليها، وأردفت متبرمة :
- ياريتني ما سمعت كلامكم وجيت هنا، مكنش ينفع أمشي وأسيب يونس لوحده وملك كمان.
أطبق "يزيد" جفونهِ وضغط عليهما بقوة، ثم لفظ أنفاسهِ دفعة واحدة قبيل أن يهتف معترضًا :
- وجودنا دلوقتي ملهوش لزوم، طالما ملك عرفت وفضلت جمبه خلينا نسيبهم يتفاهموا مع بعض.
حدجتهُ "نغم" بنظراتٍ مريبة، وكأنها قرأت في وجهه ما يريبه، وأردفت معلنة ذلك :
- عشان تسيبهم يتفاهموا برضو!! ولا عشان متواجهش يونس بعد ما قولت لملك على كل حاجه!؟.
رمقها "يزيد" مشتطًا، بعد أن أصاب تفكيرها الهدف :
- والنبي تخليكي في رجلك، مش ناقص تحليلاتك الفسيولوچية.
انتبهت "كاريمان" لما أصابها، فتسائلت بفضول وهي تشير لساقها المصابة :
- Geçmiş olsun "سلامتك" يانغم
حصلك إزاي ؟؟
نظرت "نغم" بضيق نحو ساقها، وأجابت بإقتضاب :
- حادثة بسيطة.
ثم نظرت حيال "يزيد"، كأنها تحمله وزر ما حدث لها :
- دخلت في عربية.
وأعادت التوضيح :
- قصدي اتخبط في عربية، بس خير الحمد لله.
أراد "يزيد" أن يغطي على الأمر لئلا تسأل "كاريمان" بشأنهِ مجددًا، فتدخل قائلًا :
- نغم هتقعد معاكي كام يوم يانينة، وملك كمان هتحتاجها جمبها الفترة الجاية.
ابتسمت "كاريمان" ببشاشة قائلة :
- Hoş geldi -niz Tabii ki de. أهلًا وسهلًا بالطبع.
فأجابتها "نغم" بنفس لغتها، قبل أن تردف بتهذيب :
- Teşekkürler شكرًا لكِ.
حمحم "يزيد" وهو ينهض عن مجلسهم، وغمغم قائلًا :
- طالما اتلميتوا على بعض يبقى هتفضلوا تغنوا للصبح.
سار بإتجاه الشرفة كي يقوم بمحادثة تليفونية، بينما كنّ يتحدثن في أمورٍ شتّى حتى عاد إليهم. لاحظ بطاقة الدعوة المزخرفة على الطاولة، فعقد حاجبيه وهو يتناوله من أمام "نغم" بفضولٍ اعتراه، وقال ممازحًا :
- هتتجوزي ولا إيه يانغم؟.
مزحته كانت سخيفة للغاية بالنسبة بها، سخيفة للحد الذي جعل قلبها ينقبض قبضًا. نظرت إليه نظرة غريبة لم يفهم مغزاها، كأنها تحاول ترجمة الألم الذي عصف بها حينما استخف بالأمر لهذه الدرجة، حتى أشعرها بهوانها عليه. أجفلت جفونها عنه ، وعلقت عيناها على البطاقة وهي تفسر :
- لأ، دي دعوة فرح السكرتيرة السابقة بتاعتك، جت النهاردة على الشركة وأنا جيبتها في شنطتي من غير ما أحس.
شعر بتغيرها المفاجئ، فـ عدل عن المزاح معها وهو يتحدث بجدية :
- فيها الخير.
ثم تسائل :
- بس دول دعوتين مش واحدة!
أشاحت بوجهها بعيدًا، غير راغبة في التحدث معه، لكنها أجابت على مضض :
- منهم واحدة بتاعتي.
- أكيد مش هتروحي.
فـ أفسد ردّها المتعنت تفكيره :
- بالعكس، أنا محتاجة أغير جو وهبقى أروح.
ووقفت عن جلستها لتختم حديثها بـ :
- لما رجلي تخف.
خطت نحو الباب بتعرجٍ لتخرج، فيما كانت عيناه ترصدها حتى غابت. التفت ليضع البطاقات على المنضدة، فتواجه مع نظرات "كاريمان" الغريبة، والتي لم تشعرهم بوجودها أثناء مراقبتها لما يحدث. أسبل "يزيد" جفونهِ عن النظر إليها، وقطع تفكيرها بقوله :
- متفكريش في كده يانينة، ماشي؟
بزغت بسمة خبيثة على محياها، بعد أن أكد لها بنفسهِ شكوكها حوله :
- وانت عرفت منين اللي بفكر فيه!!. إلا لو انت بتفكر في نفسه.!
وضع "يزيد" هاتفهِ في معطفه، وسار نحو الباب وهو يقول :
- ولا أفكر ولا تفكري، تصبحي على خير.
وأسرع بالخروج قبيل أن تتم مداهمتهِ في تلك الساعة المتأخرة، ولأنه في الأغلب يكون مهزومًا بأي حوار يخوضهُ مع الجدة. ضحكت "كاريمان" بصوت منخفض، وضربت بعصاها الأرضية وهي تقول :
- ربنا يقومك بالسلامة يايونس ياحبيبي، عشان أطمن عليك وأفوق للمتعب ده بقى.
التفتت عينا "كاريمان" نحو الجدار الذي حمل لسنوات صورة ابنتها الفقيدة، ابتسمت لها بوداعةٍ، وقالت بتأثر :
- الله يرحمك ياحببتي.
*****************************************
كان كمن أتتهُ المصيبة حيثُ عُقر دارهِ. تجول "يونس" ببطءٍ مستند على عكازه الطبي، وداخله گالقدر الذي إتقد مشتعلًا، ثم ضرب به الأرضية وهو ينظر إليه بإستهجان قائلًا :
- إنت يابني آدم مش متفقين متجيش هنا بالشكل ده!! مش عيسى فهمك؟
جلس "سيد" على الإريكة، يبدو عليه الراحة الشديدة، رغم المخاطرة التي قام بها وتواجده هنا بهذه الساعة. وقال ببرودٍ لازم صوتهِ :
- متقلقش ياباشا، محسوبك مظبط كل المسائل، المهم إني جايلك في مشوار تقيل.
جلس "يونس" على طرف الفراش وترك العكاز جانبًا، ثم سأل بنبرة محتقنة :
- هـا ؟؟.
انبعجت شفتي "سيد" بزهوٍ مفتخر بصنيعهِ، وقال متباهيًا :
- عرفتلك مكان العقربة اللي بتحوم حواليك.
تحفزت حواس "يونس" وخفق قلبهِ ينبض بتحمسٍ وهو يسأل :
- فـين هي؟؟.
فـ باح له "سيد" :
- ڤيلا كده بتاعتها على البحر.
ضحك "يونس" من فرط الحماسة التي تقافزت في صدره، وأردف مستخفًا :
- بعد كل ده هو ده مكانها؟.
- شكلك تعرفه؟
- إلا أعرفـه، عـز المعرفة.
كظم "يونس" امتعاضهِ منها، وشدد على خطورة وجود "سيد" هنا :
- بس ده برضو مش مبرر، كنت عرفتني بالتليفون!.
نفخ "سيد" بإنزعاج شديد، وهتف معترضًا :
- يابيه متخفش أنا الليل وآخره، ده أنا خروجي كله في الليل المُعتم.
تنغض جبين "يونس" بإندهاش، من تلك الكلمة العربية الفصحى التي نطق بها :
- مُعتـم!!.
تفاخر "سيد" بنفسهِ أمامه و :
- آه معتم، لعلمك.. أنا صحيح عفريت بس متعلم وبقرا وأكتب كمان.. خلينا في المهم.
- نهض "يونس" عن الفراش وأشار له كي يخرج :
- أختفي من هنا دلوقتي، وأنا هاجي وراك.
رمقه "سيد" بتشكك، وسأل :
- تيجي ورايا؟؟ وأنت بالحال دا!
- أنا كويس، وهكون كويس أكتر لما نخلص الليلة دي بقى.. يلا.
نهض "سيد" وتأهب للخروج من هنا :
- أوامر ياباشا، أنا مستنيك.
فتح الباب بكل سهولة وثقة، مؤمنًا بإنه في مأمن، وخرج ليسير يين الأروقة بدون أن يثير الإنتباه نحوه.
******************************************
وضع توقيعهِ أعلى العريضة، ثم ترك القلم وناول رئيس الأطباء الورقة. حدجه رئيس الأطباء بنظرة مستنكرة، وأخفض بصره نحو الورقة قائلًا :
- مش فاهم إزاي نعمل حاجه زي وانت حياتك لسه عليها خطر وممكن تتعرض لأي إصابة في أي وقت.
ارتدى "يونس" معطفهِ بشئ من الصعوبة، حيث أن أقل حركة تتردد أصدائها في جانبه الموجوع، ثم أردف بجدية :
- متقلقش عليا يادكتور، أنا بخير قدامك أهو، وبعدين مش طلبت أوقع إن الخروج على مسؤوليتي، آديني وقعت؟؟.
عارض الطبيب ذلك موضحًا :
- مش حكاية مسؤوليتك، إنت گمريض مسؤول مني أنا ياأستاذ يونس.
ربت "يونس" على كتفه وهو يردد بثقة بالغة :
- لو كنت حاسس إني مش قادر كنت قعدت.. عمومًا ده إستثناء وأنا راجع تاني، ملك لسه هنا وأنا هفضل جمبها.
نظر "يونس" لساعة الحائط وتابع :
- لكن دلوقتي لازم أخرج.
مشى بإستقامة نحو الباب، ضاغطًا على جانبهِ حتى يبدو منتصبًا، ثم سار عبر الردهه وهو يتمتم بغِلظة، ناسبت تمامًا ما حاكهُ عقله من ترتيبات ومخططات داهية لها :
- الرحلة لسه بادئة، ومشواري معاكي مش هيكون طويل ياغالية، هيخلص أقصر مما تتـوقـعي.. أوعــدك.
يتبع.....
لقراءة الفصل التاسع والسبعون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات