القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشقت معذبي الفصل التاسع عشر 19 بقلم ياسمين رانيمي

 رواية عشقت معذبي الفصل التاسع عشر 19 بقلم ياسمين رانيمي
رواية عشقت معذبي الفصل التاسع عشر 19 بقلم ياسمين رانيمي

رواية عشقت معذبي الفصل التاسع عشر 19 بقلم ياسمين رانيمي

افترقت  طريقهما كل  واحد الآن في مكان مختلف 
فهد مكانه معروف بينما حياة لم تقرر بعد أين وجهتها 
كانت جالسة في سيارة أجرة تنظر إلى غسان الجالس أمام النهر ، تسائلت كيف ستكون حياتها اذا وافقت على الرحيل معه !؟؟؟ 
إنه متزوج و حتى لو وافقت زوجته هي لا يمكنها أن تذهب معه 
تحتاج البقاء بمفردها و تفكر في مستقبلها 
قررت الرحيل من هذه المدينة إلى أن تجد حل لحياتها 
ذهبت حياة إلى دار العجزة التقت بجدتها و أخبرتها كل ما حدث لها 
حزنت الجدة عليها ثم سألتها عن ما إذا كانت نادمة على زواجها 
ردت عليها بالايجاب فهي بالفعل نادمة و لو عاد بها الزمن لما أحبته 
أصبحت تفكر ما إذا كانت بالفعل أحبته أو فقط كانت معجبة بشخصيته القوية أو بتصرفاته المغرية لم تعد تعلم لماذا أحبته 
و لكنها تعلم أنها نادمة و لو عاد بها الزمن لما تركت عملها من أجله ...
و لكن الشيء الوحيد الذي تفكر فيه في هذا الوقت هو مكان لتمكث فيه 
اقترحت عليها جدتها الذهاب الى منزل في ولاية أخرى كان يخصها و لكنه مقفل 
في الحقيقة كان ذلك المنزل ملك لوالدة حياة و تركته بعد أن تزوجت من جاسم 
كانت الجدة تمتلك المفتاح و العنوان ، اعطتهم لها ثم رحلت حياة إلى تلك الولاية 
كانت بحاجة إلى الابتعاد و البقاء لوحدها 
بينما كان غسان لا يزال هناك في انتظارها لساعات طويلة ، لم يرحل ، لعلها تأخرت لسبب معين ؟؟؟ 
ستأتي و سيحميها كان هذا هو أمله الوحيد 
بينما مر الوقت وصلته رسالة مفادها : أعتذر لم آتي لا يمكنني المجيء معك ، ليس لأني أحب زوجي أو لشيء آخر و لكن ليس من الجيد أن نكون على اتصال ، أنا تركتك من أجل أختي و شعرت أن حياتي أفضل من دونك 
و لكن الأمر لم يكن كما توقعته ، أنا نادمة لأني تخليت عنك و سعيدة في نفس الوقت 
نادمة لأن حياتي تدمرت و سعيدة لأن حياتك تحسنت 
أنت طيب و تستحق فرح ، أعلم أنك لا تزال تكن مشاعر لي لهذا لن آتي أبدا 
آسفة يا غسان أريد شيء واحد فقط هو أن تقبل اعتذاري ...
دمع غسان عينيه ثم قال : وعدت نفسي أن تكوني لي و أن لا أتخلى عن حبك ، أنا أحب فرح و لكن ليس مثل حبي لك 
حبي لك كان مختلف ، سأفعل المستحيل لكي احميكي منه ...
من جهة أخرى بقي فهد في الصالة يتدرب ، متأمل أن لا يفكر في حياة مرة أخرى و لكن في كل مكان كان يراها تمشي و تضحك 
كان يتذكر ذكرياتهم 
جلس على الأرض و صرخ بأعلى صوته و فجأة وضعت خلود يدها على كتفه ثم قالت : لقد اخلفت بعودك لي
التفت اليها و حضن قدميها ثم قال : لقد أحببتها أقسم لك أنني فعلت و لكنها قامت بخيانتي 
خلود : حياة لا يمكنها أن تفعل ذلك 
فهد : صدقيني لا يمكنني أخبارك بالسبب و لكنها فعلت و أنا متأكد من ذلك 
خلود : لقد رحلت و لا أعرف مكانها 
دمع عينيه و لم يرد عليها و لكنه اكتفى بتقبيل يديها ثم قال : هل فكرتي في الذهاب معها ! 
خلود : فكرت و اخترتك أنت 
ليس لأني أحبك أكثر أو بشيء آخر و لكن أعلم أنك ستفعل شيء في نفسك 
لا أستطيع خسارتك 
بكى و هو ينظر إليها ، جلست على قدميها لامست وجهه ثم قالت : تزوجت منها لأنني طلبت ذلك ، تحسنت علاقتك معها من أجلي و لكنها حامل و أي مشكل كان لابد أن يحل 
كيف لك أن تطلقها و أنت تعلم أنني أريدها هنا !!! 
لا مكان لها يا فهد ، إنها وحيدة 
عندما كنت في عمرها كنت أقيم في منزل بمفردي
عانيت كثيرا و بسبب بقائي بمفردي تعرضت للكثير من المشاكل 
و أنت تعلم بها ، لهذا أخذها والد حياة ، أخذها من حضني ، 
هل تتخيل ماذا سيحدث لها عندما تكون وحدها!؟؟؟ 
و هي لا تزال صغيرة ، لا تعرف شي
حياة لم تذق طعم الحياة ، سميتها حياة لتحضى بحياة أفضل و لكنها تتعذب 
فهد : أنا آسف يا أمي ، مهما قلت لك لن تتفهمي موقفي 
يمكنني أن أقول لك أنني لم اظلمها الشيء الذي فعلته هو الصحيح بل لو كانت امرأة أخرى كنت لأقتلها ، و لكنك أمي و لم أرغب في إثارة مشاكل 
صدقيني أنا أيضا مجروح ، حزين و مكتئب 
أحببتها بشدة أقسم لك أنني فعلت 
دمعت خلود عينيها قائلة : و لكنك تركتها 
فهد : سأفعل المستحيل لكي تحضى بحياة جميلة ، سأبحث عنها 
خلود : اتصلت بي جدتها أخبرتني أنها ذهبت لرؤيتها 
و أنها تريد الابتعاد عن هذه المدينة 
لقد ذهبت إلى منزلي القديم ، اذا كنت بالفعل تعتبرني أم لك حاول أن تفهم الموضوع 
لا تتسرع لا تتخلى عنها
فهد : لا تكرهيني ، حاولت.....
خلود : أريدها بقربي ، لا أريد أن أموت قبل أن تعرف أنني والدتها 
لقد انقذتني و هل جزاها البقاء لوحدها !؟؟ 
ضغط فهد على يده قائلا : لقد خانتني كيف لي أن اتقبل هذا !؟؟؟ 
خلود : حياة تحبك بشدة ، و سيأتي اليوم الذي تتأكد فيه من ذلك ....
بينما كانت بشرى وراء باب الصالة 
انصدمت من كلامها و علمت أن حياة ابنة خلود فقررت أن تخبر زوجة والدها ....
من جهة ستساعدها في خطتها و من جهة ستحصل على كل أخبار خلود ...
بينما وصلت حياة إلى المنزل 
دخلت كان الغبار في كل مكان 
فتحت النوافذ والأبواب ثم بقيت تنظر إلى المنزل 
كان في حالة مزرية و لكنه المنزل الوحيد المتوفر 
ارتاحت قليلا و فجأة وصلتها رسالة من غسان مفادها ( علمت أنه قام بتطليقك و لكن أعلم أيضا أنك مغرمة به ، لم أكن لأفعل شيء لك ، كنت لأحميك منه ، أجل لا أزال أحبك كما كنت بل أكثر و لكني وفي لزوجتي و وعدت نفسي أن لا أقترب من أي امرأة ما دامت على قيد الحياة 
و لكنك مختلفة ، لا تزالين في نظري حياة البريئة و ستبقين هكذا دائما ، أخبرتك من قبل أن حياتنا ستكون مع بعض ، لعلنا تزوجنا من أشخاص مختلفين و لكن في النهاية أنا مؤمن أنك ستكونين من نصيبي ، سأبحث عنك و ساجدك ، و سأعتني بك كصديقة لأنني متزوج و لكن اعلمي أن قلبي لا يزال يريدك ...) 
دمعت عينها ثم قالت : هل يعقل أن يبقى وفيا لحبه لي!؟؟؟
بعد كل ما فعلته له !! لا يزال يريدني ! و هل فعلا أن قدرنا واحد !؟؟؟! 
بينما بقيت حياة تفكر في مستقبلها ، كان فهد يفكر في احتمالية أن يكون هذا الطفل طفله ؟؟؟؟ 
ماذا لو كانت معجزة !!! هل يذهب إليها و يطلب منها اجراء تحاليل أبوة !! لعلها لم تكذب!؟؟؟ 
قرر الذهاب إليها ...
بعد يومين ذهبت بشرى و أخبرت سعاد بكل شيء و أخبرتها أن خلود قالت إن زوجها لا يزال يحبها 
و اذا علم بأنها على قيد الحياة لعله سيعود إليها 
أجل لقد كذبت بعض الشيء لأنها تعلم أن سعاد لن تساهم في دمار حياة حياة فهي ترغب في الأموال و ليس في تدميرها 
و لكنها اذا علمت أن زوجها لا يزال يحبها لن تستطيع السكوت 
فوافقت على كل خطط بشرى بكل سرور و طبعا بعد أن أعطتها مجموعة من مجوهراتها و شيك بقيمة عالية 
فقررت سعاد الذهاب إلى منزل حياة و الاعتناء بها إلى أن تنفد خطتها 
بعد أن وصلت تسائلت حياة كيف علمت بمنزلها و لكنها أخبرتها أنها سألت الجدة 
بقيت سعاد 
معها ساعدتها في أعمال المنزل و كان حمل حياة صعب 
كانت تستفرغ باستمرار و تشعر بالدوار 
في اليوم من الأيام دق الباب 
كانت سعاد في السوق 
بينما كانت حياة متعبة بشكل كبير 
فتحت الباب اذ به فهد !؟!! 
انصدمت و لكنه هو من أنصدم أكثر 
كانت شاحبة الوجه ، و فقدت الكثير من الوزن و كأنها على وشك الموت 
نظرت إليه بصدمة ثم قالت : فهد ؟؟؟ و أغمي عليها 
أسرع فهد و أخذها بين ذراعيه و وضعها على الأريكة 
أخذ كوب ماء و رشه على وجهها ، ففتحت عينيها ببطء ثم قالت : هل أنا أحلم ؟؟ 
فهد : أنا هنا 
ابتعدت عنه ثم قالت : لا تلمسني أبتعد عني
وقف على قدميه ثم قال : لا أريد لمسك و لكنك وقعتي امامي 
مسحت وجهها ثم قالت : لماذا أنت هنا!؟؟ 
فهد : أريد أن أتكلم معك في موضوع مهم 
حياة : لقد عينت محامي و وقعت الاوراق ، في كل الأحوال لقد طلقتني ،
فهد : أريد إجراء تحاليل الأبوة أخبروني أنه من الممكن أن تفعل هذا في هذا الوقت لهذا دعينا نذهب 
عقدت حاجبيها بعدم الفهم قائلة : عفوا ؟؟ و من قال أنني سأوافق!!! 
فهد : و لما لا !! اذا كنتي صادقة دعينا نذهب 
دمعت عينها ثم قالت : تأخر الوقت يا فهد ، و لست في حالة يسمح لها بإجراء تحاليل 
أنت شكيت في وفائي لك و أطلقت علي اسم ساقطة و غيرها !!؟ طلقتني و ضربتني
الآن لم يعد هناك عودة إلى الوراء يا فهد 
أجل هذا الطفل هو إبنك و لكنك لن تتأكد من هذه المعلومة في حياتك لأنك لن ترانا أبدا 
سابتعد من هنا من هذا البلد عندما انجبه 
و أنت ابحث عن اطفال لتتبناهم 
لست ضد التبني.  لكن ضع في عقلك أنك رميت إبنك الذي من صلبك في الشارع و ضربت و طلقت أمه لن يسامحك في حياته 
و لكن من الجيد أن أراك مهزوم 
ضغط على يده قائلا : فكرت أن أفعل شيء جيد و لكنك سيئة لن تتغيري 
وقفت بصعوبة ثم قالت : اذا كنت تريد أن تفعل شيء من أجلي أسرع في إجراءات الطلاق لا أريد أن يرتبط أسمي بشخص مثلك 
و قبل أن تقول أنني أريد الارتباط بوالد طفلي أي الذي تعتقد أنه والده فلا يمكنني،
  لأني ستنطلق من والد طفلي و في الوقت المناسب ستعرف الحقيقة و لكن يصبح الوقت قد تأخر كثيراً 
نظر إليها بغضب : أنا عقيم و متأكد من هذا و لا يمكن أن أصبح أبا و أخبرتك بذلك عندما ثملت أخبرتني أنني اعترفت لك 
يعني كنتي تعلمين !!! و رغم هذا تقولين أنك حامل ؟ 
حياة : و هل يعقل أن أقوم بخيانتك بعد أن أخبرتني ؟ هل أنا غبية !!؟ 
أخبرك أنني حامل رغم معرفتني بأنك عقيم !!؟ 
أنا لم أقم بخيانتك و هذا الطفل طفلك أنت ، أردت ذلك أو لا ، و لن أجري أي تحليل لأنني لا أريد ذلك 
و لكنه إبنك 
ضغط على يده قائلا : لا يمكنني التصديق 
حياة : يمكنك الرحيل و لا تعد إلى هنا مجدداً 
فهد : يا ليتني لم أقع في حبك ، أخبرتك أنه عندما أحب سأجرح أخبرتك أن الوقوع في حبك هو الخسارة بحد ذاتها 
حياة : على الأقل لم تقع في حب شخص عذبك
أنا عشقتك بجنون ، عشقتك لحد كبير ، لدرجة قبلت أنك متزوج من غيري و أنك تعذبني 
لقد عشقت معذبي و كنت سعيدة بذلك و لكن ليس لهذه الدرجة 
انتهى كل شيء يا فهد 
تنهد بصوت عالي ثم قال : أجل انتهى .....
خرج فهد و فجأة اصطدم بزوجة والدها ، نظر إليها بغضب قائلا : أبنة زوجك لقد طلقتها ، و لكن لا تقلقي لن تخرجوا من المنزل 
ليس من أجل أحد بل من أجل أختها 
لا أريدها أن تصبح عاهرة مثل اختها الخائنة 
سعاد : أنا آسفة لا أعلم لماذا فعلت هذا ، رغم أنني طلبت منها أن لا تلتقي به 
و لكنها كانت تصر على رؤيته 
في ذلك اليوم عندما جاءت لزيارتنا بعد أن عادت من الجامعة ، رأيته في الحي 
سألتها عن سبب مجيئه أخبرتني أنها لا تعلم و لكنها كانت تلتقي به سرا 
لا أعلم من منحها هذه الجرأة التي تجعلها ترتكب الأخطاء دون الخوف من العواقب !؟؟ 
أغمض عينيه بألم و غضب ثم قال بينه وبين نفسه ( أمي هي من أعطتها هذه الجرأة لأنها تعلم أنها تحبها و أنني لن أؤذيها ...) 
فهد : المهم سأرحل ...
خرج فهد من العمارة ثم دخلت سعاد وجدت حياة تبكي بحرقة 
سألتها عن سبب مجيئه و أخبرتها أنه يريد إجراء تحاليل الأبوة و لكنها رفضت 
بعد ذلك أخبرت سعاد بشرى بذلك 
خافت بشرى أن يفعل ذلك فقررت الابتعاد عن المدينة إلى أن تنجب طفلها 
بعد يومين بشرى تمكنت من إقناع فهد أن يسافرون إلى أن تنجب أو بالأحرى إلى أن يحصلوا على الطفل 
كي لا تكشف لعبتهم 
نزل فهد و أخبر العائلة أنه سيغيب لبضعة أشهر 
خلود : لماذا !!؟ 
فهد : أريد أن يولد طفلي في امريكا بحيث يصبح لديه الجنسية أضف إلى أن هناك عمل مهم يجب أن أوقعه و أيضا أريد أن أبتعد قليلا عن هذا المكان لا أريد البقاء هنا 
خلود : تركتها لابقى معك 
فهد : تعالي معي ، 
خلود : لا يمكنني السفر
فهد : ارجوكي يا أمي يجب أن أبتعد قليلا 
سلمى : و حياة ! 
فهد : لقد تطلقنا و لن نعود مجددا 
جاسم : ستندم 
فهد : يجب أن أرحل غدا لهذا يجب أن أجهز حقيبتي .
.
صعد فهد إلى غرفة حياة بحيث كل أغراضه الشخصية هناك 
فتح الخزنة أخذ أوراقه المهمة 
ثم فتح الخزانة و اخذ القليل من الملابس و فجأة وجد صندوق صغير 
كان يخص حياة و لكنها لم تنتبه له و نسته هناك 
فتحه وجد صورها مع غسان و رسائل غرام 
قرأ القليل منهم و جن جنونه ، لم يعلم هل هم رسائل جديدة أو قديمة !؟؟ 
و لكنه لم يستطع البقاء في مكانه 
أخذهم و اتجه إلى منزلها في منتصف الليل
دق الباب ثم فتحت له الباب 
نظرت إليه باستغراب ، في عقلها أنه أجرى تحاليل ما إذا كان يمكنه أن يصبح أبا أو لا 
لهذا جاء في هذا الوقت المتأخر و لكنه فاجأها بقوله : تفضلي صندوق عشقك 
عقدت حاجبيها بعدم الفهم قائلة : ماذا ؟؟؟ 
فهد : نسيتي صندوق حبيبك 
القاه على الأرض فوقعت الرسائل و الصور ثم قالت : احضرته معي و لكني نسيته هناك 
ليس لأني أحبه و لكن
أشار إليها بالتوقف ثم قال : لا يهمني لماذا وضعته هناك و لكن الشيء الذي أعرفه أن المرأة عندما تتزوج تنسى الجميع لا تحتفظ بذكريات حبيبها 
حياة : تزوجتني من أجل الأطفال و بعدها تفاجأت أنك لا تنجب 
تزوجتك لأنك كنت مغرم لزوجتك المتوفية و لكني تفاجأت بأنك متعود على عشيقتك 
تزوجتك لأن أمك تريد ذلك و لكني علمت أن حتى أمك لا تهمك 
الآن أنت تحاسبني على صندوق  نسيته !؟ 
أجل أحببت غسان و كثيرا و لكني أحببتك أنت أيضا 
لم أخفي عنك حقيقتي مع غسان و لم أقم بخيانتك 
لو اردت الآن كنت سأكون معه و لكني لا أريد تدمير حياته 
دمرتها له من قبل و لن اكرر ذلك 
فهد : أتيت لاعطيك هذا الصندوق و أن أخبرك أنني سأسافر مع زوجتي 
ضحكت بسخرية ثم قالت : أجل إذا لم تسافر سيعرفون أنها ليست حامل 
نظر إليها بحزن ثم قال : كنت أريد أن تكوني أم لاطفالي صدقيني 
حياة : أنني كذلك 
عقد حاجبيه بغضب ثم قال : اذهبي إلى والده و أخبريه أنك حامل منه
لا يمكنك البقاء وحدك هنا 
نظرت إليه بحزن قائلة : ماذا افعل ! والده سيسافر مع زوجته و لا يصدق أنه طفله 
أبتعد عنها بضعة خطوات ثم قال : لقد خنتني لا يوجد تفسير آخر 
أحنت شفتيها كالطفلة الصغيرة ثم قالت : أتمنى لك رحلة جيدة و أن لا يعرف أحد أنه ليس إبنك 
أتمنى أن تكون العائلة التي تريدها ليس من أجلك و لكن من أجل أمي 
إنها تستحق أن تحضى بحفيد 
نظر إليها بحنان و لم يرغب في تركها 
كان هناك شيء يجذبه إليها و في نفس الوقت هناك شيء يبعده عنها 
الآن هو سيذهب إلى بلد آخر و هي ستبقى هنا وحيدة !؟ ماذا لو كان فعلا والد طفلها !؟ 
هل يعقل أن تكون التحاليل كاذبة !!؟؟ 
لم يستطع التخلي عن فكرة أن يكون هذا الطفل منه 
فمسك يدها ثم قال : أتوسل اليك قولي لي الحقيقة أتوسل اليك 
حياة : إنه إبنك 
دمع عينيه قائلا : تعالي معي لإجراء التحاليل أتوسل اليك 
أومأت برأسها قائلة : لا لن أذهب ، أنت لا تثق بي و أنا قللت من قيمتي و كرامتي كثيرا و لكن الآن لا ، اذا كنت لا تثق بي فلا داعي للتحاليل 
أضف إلى أنني وثقت بك 
أخبرتني أنك لن تلمس بشرى مجددا و لكنك كنت معها 
أجل ليست حامل منك و لكنك كنت معها 
فهد : إنها زوجتي و من غير الممكن أن ارفضها 
ضحكت بحزن ثم قالت : أعلم أنها زوجتك و أعلم أنها تحبك و أنك متعود عليها و لكني زوجتك أيضا و وعدتني و أنا وثقت بك 
فهد : لم أقم بخيانتك 
رفعت حاجبيها قائلة : حتى قبل أن تتزوج بها ! كانت عشيقتك و أنت كنت زوجي 
خنتني ، ضربتني ، قللت من قيمتي و من كرامتي 
طلقتني و اهنتني 
لا يوجد شيء يمكننا فعله يا فهد 
أنا و أنت انتهت قصتنا 
سيربطنا إبنك فقط و الذي لن تراه في حياتك 
نظر إلى بطنها ثم لمسها قائلا : سأجري تحاليل لوحدي و اذا كانت إيجابية ...
هزت كتفيها قائلة : حتى إذا كانت إيجابية لن اسامحك 
أحنى رأسه بحزن ثم قال : الوداع ....
نظر إليها بقلة حيلة ثم خرج مسرعاً بينما أسرعت سعاد و أخبرت بشرى إنه سيجري تحاليل
علمت بشرى بمكانه  فطلبت من الممرضة أن تغير التحاليل مقابل مبلغ مالي معتبر 
قام فهد بتأجيل السفر إلا أن تخرج التحليل و لأنه دفع مبلغ كبير كانت التحليل جاهزة بعد يومين
بعد أن وصلته ، فتح الظرف وجد أن النتائج سلبية و أنه من المستحيل أن يصبح أب 
صرخ بأعلى صوته بينما صعدت خلود مسرعة 
سألته عن سبب صراخه و لكنه لم يستطع أن يخبرها اكتفى بقول أنه وجد دليل أنها بالفعل خانته
أخبرته بأنها لا تصدق كلام الناس و أنها تصدق ابنتها 
بينما أخذ فهد الظرف و ذهب إلى حياة 
طرق الباب فتحت له سعاد 
أخبرته أنها ليست في المنزل 
تنهد ثم قال : أخبريها أنني أردت أن أصدقها و أنني فعلت الشيء الذي أخبرتها به و أنني أصبحت متأكد أنها خائنة 
و أنه لا يريد رؤية وجهها 
بعد أن رحل استيقظت حياة من النوم 
ثم وجدت سعاد تتكلم في الهاتف 
و بعد أن لاحظت وجودها ارتبكت ثم قالت : من الذي جاء؟؟؟ 
سعاد: لا أحد إنها الجارة جاءت فقط 
اعتقدت حياة أنه فهد و أنه أجرى تحاليل و تاكد أنه سليم 
لأنها متأكدة أنه كذلك 
و فكرت ما إذا كانت خاطئة لأنها رفضت أن تجري التحاليل الأبوة و لكنه لم يأتي ...
مضت الأيام و الأشهر و كانت خلود على اتصال بحياة دائما و لكنها لم تقم بزيارتها بسبب زوجة والدها 
فإكتفت بالإطمئنان عنها بالهاتف 
و في يوم من الايام شعرت حياة بمغص قوي 
و كانوا في منتصف الليل 
كانت سعاد نائمة و حياة تصرخ بأعلى صوتها 
لم يكن  هناك وقت للذهاب إلى المستشفى 
فجاءت الداية التي تقوم بتوليد النساء إلى المنزل 
و بدأت بتوليد حياة 
كانت الولادة صعبة ، و بعد دقائق سمعت حياة صوت ابنها 
وضعته الداية في حضنها ثم قالت : إنه صبي ألف مبروك 
دمعت حياة عينيها و بكت بحرقة بينما نظرت سعاد إليها ثم قالت بينها وبين نفسها ( ماذا سأفعل الآن ؟؟ كيف سأعطي هذا الطفل لبشرى!!؟ ) 
في اليوم التالي كانت حياة تغير للطفل الحفاظ لاحظت وجود ندبة في ساقه من الاعلى و كأنها حبة فراولة تذكرت أنها اشتهت اكلها و لكنها لم تستطع ذلك ضحكت ثم قالت له : لديك وحمة مثل والدك هل تعلم لديه واحدة في ظهره 
و أعتقد أنك ستشبهه عندما تكبر 
عينيك تشبهان عينيه 
و كأنك صورة مصغرة عنه 
إنك وسيم يا صغيري
مضت يومين و هي سعيدة برفقة طفلها 
قامت تسميته ليث 
كانت جد سعيدة بوجوده معها لم تفكر في أحد آخر 
إلاّ أن وقعت مصيبة في ذلك اليوم
شعرت حياة بنزيف حاد 
فطلبت منها سعاد الذهاب إلى المستشفى 
أخبرتها الطبيبة أنها تعاني من مشاكل في الرحم 
و أنها يجب أن تبقى في المستشفى 
كان الأمر عاديا إلى أن استيقظت في ذلك اليوم و لم تجد ليث بقربها 
سألت سعاد عن مكانه و لكنها لم تخبرها 
كان والدها واقفا هناك ينظر إليها بحزن 
صرخت بأعلى صوتها أين إبني أين هو 
و لكن سعاد أخبرتها أنه مات ...
دخلت حياة في صدمة صرخت و بكت و ركضت باحثة عنه 
لم يستطع أحد أن يمسكها 
قاموا بحقنها بمهدء و بعد ذلك 
اتصلوا بخلود من المستشفى بعد أن طلبت أختها الإتصال بها لأنها الوحيدة من تحب  
بعد أن جاءت رأتها في حالة مزرية 
تبكي و تصرخ و تعاتب نفسها لأنهم أخبروها أنها نامت و هو بقربها و أنها هي من نامت عليه لهذا مات 
فهي تدين نفسها أنها من قامت بقتل ابنها 
حاولت خلود تهدئتها و لكنها لم تستطع 
و لكن جاسم قرر أخذها إلى القصر ، رحلوا قبل مجيء عائلة حياة و رؤية خلود 
تفاجأت كل العائلة بعودة حياة 
و فاطمة رفضت لأن فهد لا يريدها و لكن خلود لم تهتم بصحة ابنتها كانت أولى من رغبة أبنها 
بينما تولى جاسم مراسم الدفن بالنسبة للطفل الذي توفي الذي يعتقدون أنه إبن حياة 
جعلتها خلود تستلقي في الغرفة و قامت بالاعتداء بها طوال الوقت 
من جهة أخرى كانت بشرى و فهد قد عادوا إلى البلد قبل اسبوع و لكنهم ظلوا في الفندق إلى أن رتبت بشرى لكل شيء 
فوصل ليث إليهم فعادوا إلى القصر 
بينما كان ليث بين ذراعي بشرى 
أقترب من والدته مسك يدها قائلا : تفضلي حفيدك يا أمي 
دمعت خلود عينيها قائلة : حفيدي الجميل ....
و
فجأة لاحظ فهد أن كل من كان موجودا يرتدون الأسود و قد وضعوا سور القران 
عقد حاجبيه بعدم الفهم قائلا : ماذا يحدث هنا !!؟؟ 
دمعت خلود عينيها بينما كانت تلامس وجه الطفل أردفت بحزن : إبن حياة ...
فهد : ما به !؟؟ 
خلود : مات ..
أنصدم و شعر بضيق في قلبه ثم قال : و مادخلي بها 
جاسم : لقد كان إبنك 
ضغط على يده قائلا : لم يكن إبني ، الطفل الذي في حضن امى هو إبني الوحيد
صعد إلى غرفته و هو يشعر بنبضات قلبه تتسارع بشكل كبير و كأنه يريد رؤية حياة و أن يحضنها و أن لا تحزن أبدا 
و بمجرد أن فتح الباب أنصدم من رؤيته لها نائمة على السرير .....
يتبع....
لقراءة الفصل العشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي الفصول : اضغط هنا
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق