القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الرابع عشر 14 بقلم ياسمين عادل

 رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الرابع عشر 14 بقلم ياسمين عادل
رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الرابع عشر 14 بقلم ياسمين عادل

رواية دمية مطرزة بالحب الفصل الرابع عشر 14 بقلم ياسمين عادل

لم يكترث بـ إلحاحها الشديد الذي أزعجه، وفتح الخزانة الصغيرة كي يُخرج ملابسها منها.. لم تكن قادرة على المجادلة والنقاش الذي لن يُجدي معه، ولكنها حاولت أن تُصرفه من هنا، ألا يكون جوارها.. لا تريد أن تحنّ له حتى، أطبقت جفونها وهي تردد مرة أخرى بقنوط :
- يزيد، أمشي من هنا قولتلك بقا

ترك ملابسها على الفراش ومازالت نظراته الغامضة مرتكزة عليها، ثم قال بدون أن يتراجع لحظة :
- تقريبًا انتي مش هتحبي أبدًا إن جوزك المحترم هو اللي يكون واقف هنا مكاني وانتي بتنزلي إبنه.. مش كده ؟

ابتلعت ريقها ثم نفخت بسخط وهي ترميه بنظرة حامية و :
- مش هتبطل أسلوب التهديد بتاعك ده!
- لأ، أتمنى لما ييجي الدكتور يشوفك تحافظي على لسانك، عشان مش هتخرجي من هنا غير معايا
- بمناسبة إيـ.....

دلف الطبيب ومن خلفه المساعدة خاصته، دنى منها، فـ ابتعد "يزيد" وهو يحذرها بنظراته كي يفحصها :
- حاسه بإيه يامدام رغدة؟

تحسست أسفل معدتها و :
- وجع، عايزة مسكن وامشي من هنا
- هكتبلك شوية أدوية تنتظمي عليهم وبعد ساعة ممكن تمشي، يكون المحلول خلص

ثم التفت برأسه ينظر لـ المزعوم زوجها و :
- هتحتاج فترة راحة عشان ميحصلش مضاعفات

فـ نظر نحوها نظرة ساخرة فهمتها هي و :
- أكيد
- عن أذنكم

سحب "يزيد" المقعد وجلس بالقرب منها، وتعمد أن يؤلم روحها بكلامه السام :
- ده انتي مش بس بياعة، طلعتي جاحدة كمان.. بتنزلي ابنك لمجرد إنك مش عايزة أطفال من جوزك

وتعمّد تذكيرها مجددًا :
- جوزك اللي فضلتيه عن إنك تصدقيني، أنا كنت مخدوع فيكي فعلًا

لم تهتم بآلامها وراحت تصيح فيه لـ تُحمله أعباء ما تعيش به وفي منظورها هو المتسبب الرئيسي فيه :
- أنا اللي اتغشيت فيك وافتكرتك بتحبني، لكن الحقيقة إنك كنت راجل خاين زيك زي باقي الرجالة اللي بيجروا ورا شهوتهم

شدّ على صدغيهِ وهو يدافع عن نفسه أمامه :
- أنا سيبت الدنيا والكل وجيتلك، اعترفتلك بأسوأ حجات عملتها في حياتي.. حرقت سريري اللي شاف ستات كتير قبلك وبنيتلك سرير جوايا، لكن انتي!! انتي مكنتش واثقة فيا لحظة واحدة.. مع أول اختبار لجوازنا استسلمتي وصدقتي إن اللي عمل كل حاجه عشان بس تكوني مبسوطة خانك

أشاحت بوجهها عنه و :
- أنا صدقت عيني اللي شافتك مع واحدة تانية

- عـودة بالوقت للسابق -
مُـنذ عام ونصف من الآن.. (تحديدًا بداخل أحد غرف يخت يطفو على سطح مياة بالمرسى).
لم يكن "يزيد" في وعيه تمامًا حينما كان نائمًا على فراش إحدى الفتيات اللاتي كُن موجودات بالحفل المُقام على اليخت والذي كان "يزيد" أحد المدعوّين له.
كانت رأسه ثقيلة للغاية بفعل مشروب شربهُ مساءًا وبعدها تحول لكائن لا يشعر بأي شئ.. فتح عيناه الثقيلتين ببطء، فـ إذ بتلك الفتاة تبتسم له بـ عبث من خلف لمعان خبيث في عيناها، وقميص نومها العاري بالكاد يُغطي القليل من المناطق في جسمها المُفترش بجواره على الفراش.. تنغض جبينه وهو عاجز عن تحديد ملامحها بفعل تشويش رؤيته، فـ مسدت هي على جسده العاري المُغطى نصفهِ بالغطاء الخفيف ثم قالت بصوت ناعم :
- صباح الخير ياحبيبي

قال بصوت ناعس تشوبه الحشرجة :
- الساعة كام يارغدة؟

فلم تُعقب على مناداتهِ لها بأسم آخر ، وتابعت كأنها بالفعل زوجته :
- لسه الساعة ٨ ونص الصبح، خليك مرتاح الدنيا مش هتطير

أطبق جفونه وهو يحس بنبضات في رأسه تؤلمه و :
- مش عارف مالي؟

فـ جذبته لـ أحضانها حتى أصبحت رأسه تستند على صدرها وراحت تضمهُ بـ انفعال عاطفي :
- سلامتك ياعيوني

انفتح الباب على مصرعيه، وظهرت "رغدة" من خلفه بوجهها المُحمر المُتصبغ بـ حُمرة الغضب، نهجت بأنفاسها گالتي خرجت من معركة للتو، كل ذلك وهو لا يشعر حتى بوجودها.. دلفت وهي ترمقهم بـ اشتعال بينما بقيت تلك الفتاة صامته متعمدة ألا توقظه، فقط بادلتها بنظرات مستفزة.. فلم تشعر "رغدة" بنفسها إلا وهي تضربه بحقيبتها كي يستيقظ وصرخت فيه :
- مكنتش اعرف إنك هتفضل طول عمرك حيوان، ملكش غير في الرمرمة

أفاق "يزيد" منتفضًا أثر ضربتها وظل لبعض الوقت غير مدرك ما يحدث حوله.. حتى إنها صفعته صفعة ارتد لها صدغهِ و :
- من اللحظة دي تنسى إن ليك زوجة أسمها رغدة

وتحركت لتخرج من هنا بعجلة، حيث كان "مُعتصم" يقف على الباب في انتظارها حتى مرت من جواره بسرعة البرق، فـ هتف وهو يتبعها :
- أخس عليك يا يزيد، لسه زي ماانت مش هتتغير!

- عودة للوقت الحالي -
...............................................................................

كان "يونس" ينظر للشرفة المرفقة بغرفتها من الأسفل، ينتظر أن تنفتح إضاءة غرفتها.. ولكنها لم تفعل، منذ أن عادت أمس وهي بتلك الحالة، أوصدت الباب على نفسها ولم يستطع أحد الدخول إليها، حتى إنها لم تتناول شيئًا.
دخل "يونس" بعد أن راقبها بعض الوقت، فوجد "مهدي" ينزل على الدرج.. فـ سأله :
- وصلت لحاجه؟

فهز رأسه بالسلب و :
- لأ، قافلة على نفسها ومش بترد عليا

أجفل "يونس" وهو ينظر للأرض قائلًا :
- لازم نلاقي حاجه تخرجها من أوضتها يامهدي ، فكر
- فار

ارتفع حاجبيه مذهولًا و :
- نعم!

فأجاب "مهدي" بتلقائية :
- اللبن كنت سايبه على النار، شكله فار

وأوفض نحو الطريق المؤدي للمطبخ، تاركًا خلفه عقل "يونس" الذي لم يتوقف لحظة عن التفكير في طريقة تُخرجها من غرفتها.. فـ هدوئها بعد لحظة انهيارها بالأمس هذا لا يُبشر نهائيًا.
..........................................................................

كان يقود السيارة بها بعدما أخذها من المشفى رغمًا عنها رافضًا تركها بهذه الحالة، ولكنه أقنعها بشكل جيد إنه يفرض وجوده عليها كي يُعاقبها ليس لأن أمرها يهمه أو ما شابه.
وقف بالسيارة أمام النيل، فـ أصبح بـ إمكانهم رؤية إنعكاسات الضوء المتلألئة عليه.. هو هنا تحديدًا لـ يُذكرها بما خسرته، ليُذكرّها به، بينما هي لم تنساه يومًا.
كانت تستند بظهرها على المقعد وعيناها للأمام حتى قطع عليها صمتها قائلًا :
- كان زمانك حامل مني أنا! إحنا استنينا اليوم ده كتير أوي

نظرت للجانب كي لا تلتقي نظراتهم، بينما تابع هو هذيانهِ كأنه يتحدث لنفسه :
- كنا هنخرج مع بعض عشان نجيب الهدوم البيبي سوا بعد ما نعرف جنسه.. هيطلع ولد، شبهي.. هياخد مني كل حاجه إلا قلبي، عايزهُ ياخد قلبك انتي

تجمعت الدموع في عيناها أثر كلماته التي تذبح في نحرها بدون رحمة گزواجها من رجل آخر كي تؤلم روحه وتنتقم منه، بل واختارت الرجل الأقرب منه أيضًا.. لم تكن تعلم إن تلك هي خطة "معتصم" من البداية، أن يحصل عليها.. أعتقدت إنها هي من أرادت.. بينما كانت هي مجرد آداة نفذ بها "معتصم" كل لعبته بدون أن تدري.
حاولت أن تفتح باب السيارة بعدما قررت الترجل منها، ولكنه كان قد أغلقه مُسبقًا، فـ راحت تنظر إليه و :
- أفتح الباب

فتح إضاءة السيارة الداخلية ونظر نحوها، كانت عيناه تنطق بالشرّ.. رأت ذلك بوضوح، حتى إنه أعلن بصراحة :
- أوعي تكوني فكراني سيبتك ليه!.. أنا سايبك تدوقي مرارة إنك مع راجل مش بتحبيه عشان بس تنتقمي لأوهامك.. إنما أنا، أنا هرد على كل اللي عملتيه في الوقت المناسب وبالشكل اللي يناسبني

وبعنف ونبرات منفعلة تابع :
- طالما إنتي مش ليا، مش هتكوني من حق حد تاني
- أنت مجنون

أومأ برأسه و :
- انتي السبب، وعليكي تتحملي الجنان اللي اتسببتي فـ إنه يظهر

قام بتشغيل السيارة مرة أخرى وبدأ يقودها متهورًا، لم تخشى شيئًا، هي أساسًا إنسانة ميتة بعدما حدث.. بعدما قررت الإنتقام من نفسها أولًا.. مضى بها يشق طريق خلف آخر، حتى وصل بها أمام الشارع المؤدي للعقار الذي تسكن به.. توقف فجأة، وفتح أقفال الباب و :
- أنزلي
- انت جيت ليه وعرفت مكاني منين؟

سألته وهي تنظر نحوه، فـ أجاب بدون أن يلتفت :
- جيت عشان اكرهك، عشان أشوف بعيني إنك مش البنت اللي حبتها واخترتها.. وعرفت منين!

صمت لحظات و :
- أنا ضلك، مش سايبك لحظة.. أي همسة منك عارفها

ثم نظر نحوها و :
- أنزلي

فتحت باب السيارة وترجلت منها ببطء، وما أن أغلقت الباب حتى استدار بالسيارة كي ينصرف، كفاه عذابًا اليوم.. فقد أرق نفسه بينما هو معتقد إنه يؤلمها هي، لقد أيقظت ذكريات دفنها مع قلبه وظن إنها مضت، ولكنها كانت بحاجه فقط لأن ينبشها أحدهم كي تصحو من جديد.
........................................................................
يومان مُنذ ما حدث مع "ملك"..
يومان أعدّ فيهم "يونس" لـ مُخطط داهي كي يُوقع بـ "هادي" شر وقيعة.. وجاء موعد التنفيذ، حتى إنه رفض أي مواجهة بينه وبين "ملك" حتى يأتي بثأرها ويُبرد نيرانها الكامنة في صدرها گبركان مدفون في باطن الأرض.

كان "يونس" يجلس في سيارته ينظر نحو الأمام، حتى عاد "عيسى" له وجلس بجواره في المقعد الأمامي و :
- خلاص ياباشا، كله تمام

قام "يونس" بتشغيل السيارة بعد أن وضع السيجارة بين أسنانهِ، وراح يقف في مكان بعيد عن الأعين كي يتمكن من مراقبة ما يحدث بـ تشفي..

- بداخل مركز "هادي" للعلاج النفسي -
كان يجلس برفقة إحدى مريضاتهِ الجديدات وهي تحكي له عن معاناتها، بينما هو مدققًا بكامل تركيزه مع ما تسرده من أحداث.. حتى انتهت، كانت في حالة مُزرية، فـ ترك مكتبه وراح يقترب منها ويجلس بجوارها مآزرًا لها :
- أهدي يامدام حنان، الحالة النفسية مهمة جدًا عشان صحة الجنين وصحتك.. أنا عايز أوضحلك إن اللي بتعاني منه أسمه مُتلازمة آ....

دلفت المساعدة بعدما طرقت الباب و :
- دكتور هادي، الحارس بتاع العمارة عايز حضرتك

رمقها بنظرات منفعلة وهو يقف و :
- ده تهريج ده ولا إيه؟؟ كام مرة قولتلك محدش يدخل هنا طول ماانا في جلسة!
- آسفه، بس شكل الموضوع خطير

فـ تدخلت "حنان" و :
- روح يادكتور، وانا هحاول أهدي نفسي لحد ما ترجع

فـ أحنى رأسه نحوها و :
- أنا آسف حقيقي
- ولا يهمك

خرج "هادي" من خلف مساعدتهِ، فـ نهضت "حنان" كما يقال لها على الفور، تناولت كأس المياه الموضوع على مكتب "هادي" والذي يحمل بصماته، ثم وضعت به مسحوق أبيض اللون ودست الورقة في صدرها ، وبعدما تأكدت من ذوبانه ارتشفت أغلبه، نفضت شعرها وأفسدت زينة وجهها عن طريق تلطيخ عيناها بسواد الكُحل .. ثم رمت بنفسها على الأرض وسقط معها الكوب، بضع من اللحظات وكانت بالفعل تفقد توازن رأسها وتغيب عن الوعي.

دخل "هادي" للغرفة وهو يعتذر لها :
- آسف جدًا آ...... إيـــه ده!

فزع بعدما رآها ساقطة هكذا والكأس فارغ بجوارها.. وهمّ نحوها محاولًا إيقاظها ، أسندها عن الأرضية لتكون بين ذراعيه وهو ينادي ضاربًا على وجهها برفق :
- مدام حنان، سمعاني؟

لم تستجيب بأي شكل، فـ نادى "هادي" :
- يامها ، أنتي ياللي ملكيش لازمة

حضرت "مها" على الفور، وشهقت وهي تراها هكذا بين ذراعيه مغشيًا عليها :
- إيه اللي حصل يادكتور؟
- بسرعة هاتي أي برفيوم من معاكي وشوفي جهاز الأكسچين فين! حاسسها مش قادرة تتنفس

فـ ركضت "مها" و :
- حالًا

خرجت "مها" مهرولة كي تأتي بما أمر به وأغلقت الباب خلفها بتعمد، بينما كرر هو محاولاتهِ البائسة لتفيق.. ولكن لا يوجد أدنى استجابة منها، شعر بوقع العديد من الأقدام تقترب، ظن إنها "مها" فـ رفع بصره متوقعًا أن تدخل هي.. حتى تفاجئ بـ اقتحام قوة من الشرطة للغرفة، فـ دبّ الذعر بداخله و :
- خير حضراتكم بتعملوا إيه هنا؟

نظر الشرطي لتلك الواقعة التي يراها أمام عينه، ثم سأل بتهكم :
- إنت اللي بتعمل إيه يادكتور؟

تركها "هادي" ووقف قبالته وقد شعر بإنه متهم يحاول تبرئة نفسه :
- مدام حنان مريضة عندي وفجأة فقدت الوعي، وانا بحاول أفوقها

ثم أشار للخارج و :
- حتى المساعدة بتاعتي راحت تشوف جهاز أكسچين

دلفت المساعدة وهي تنظر للضابط و :
- أهو ياحضرت الظابط زي ماانت شايف، كل يوم ست شكل يحصلها نفس الكلام، في الآخر يبعتني أجيب أنبوبة أكسچين ويفضل هو معاها قال إيه بيفوقها

حدق "هادي" وهي يرمقها غير مصدقًا إفترائها العلني أمامه، وبتوتر شديد أربكه حاول نفي ذلك :
- كـذابة، انتي بتقولي إيــه يامـها اتجننتي!

فـ دعمت حديثها قائلة :
- أنا برضو ست ومرضاش واحدة زيي يجرالها حاجه كده ولا كده وانا اشوفها واسكت

فـ صاح فيها محاولًا التهجم عليها :
- ده انا هخرب بيتك، مين قالك تعملي كدا يا ××××××

فـ استنجدت "مها" بالشرطي الذي كان يمسك بياقته و :
- أهو شايف ياباشا، بيهددني قدامك أهو زي ما هددني كتير قبل كده.. بس انا بقا مش هسكت ومش هخاف

فـ صاح وهو يشير نحوها :
- كذابة، دي كذابة

دفعه الشرطي بعيدًا وهو يشير للمجندين المرافقين له :
- هاتوه، ده انت هتبقى تسليتي النهاردة

ثم أشار نحو الفتاة :
- وخلي الإسعاف تطلع تاخد الست دي، وانت ياعسكري حرز الكوباية دي وهاتها

سحبهُ العساكر بشكل همجي وهو يحاول التملص منهم ويصيح :
- أنا هرفع عليكم قضية، أنا هوديكم في داهية

كان "يونس" ينظر نحو مدخل البناية منتظرًا اللحظة التي سيرى فيها "هادي" عريسًا يُزف إلى سيارة الإسعاف ثم إلى السجن.. يُدخن سيجارتهِ بهدوء، حتى رآه يُجرّ نحو سيارة الشرطة متشنجًا.
لاح على ثغرهِ ابتسامة شامتة وهو يراه يصعد للعربة، ثم سحب شهيقـًا عميقًا لصدره أطلقه على مهلٍ وهو يرى انصراف سيارة الشرطة ومن خلفها الإسعاف.
ثم أردف :
- جاهز للخطوة التانية ياعيسى؟
- جاهز

أخرج "يونس" سيجارة جديدة بعد أن انتهت الأخرى وأشعلها.. نظر لها وهي تحترق بين أصابعه، ثم نظر نحو "عيسى" وأطلق له الإشارة :
- يلا

ترجل "عيسى" وسار نحو البناية، وقف لحظات مع حارس العقار ثم صعد بعدها للأعلى.. دخل بسهولة للمركز بمساعدة الحارس الذي كلفهم الكثير من المال كي يشتروا ذمتهِ بثمن باهظ.. بحث عن المطبخ، فوجد بداخله خط إنتاج غاز، فتحه عن آخره، ثم فتح عيون الموقد جميعها ونظر للحارس قائلًا :
- هتطلع دلوقتي للسكان كلهم تبلغهم إن في تسريب غاز وتخليهم يقفلوا الغاز من عندهم كلهم، لما أديك الإشارة تطلع مرة تانية وتبلغهم يسيبوا شققهم لأن ريحة الغاز زادت في العمارة، في نفس اللحظة تبلغ شركة الغاز إن في تسريب
- حاضر يابيه

غادر "عيسى" بهدوء وأغلقوا المركز مرة أخرى، عاد "عيسى" يجلس بمكانه جوار "يونس" و :
- تم

فـ نظر "يونس" نحوه و :
- إحنا ربنا هيجازينا خير، عشان إحنا بنخلص الناس من أذى ناس تانية متستحقش تعيش معانا

فـ صدق "عيسى" على حديثه بدون تفكير :
- طبعًا ياباشا

سحب "يونس" نفس طويل ثم ترك الدخان يخرج من فمه أثناء التحدث :
- أدي للرجالة الإشارة

عبث "عيسى" في هاتفه ثم تركه.. لحظات وكان سُكان العقار يخرجون من البوابة الرئيسية بعجالة والذعر والفزع باديين عليهم، الجميع يُشير نحو العقار ويتهامزون حوله.. حتى انفجرت إحدى الشقق فجأة فـ هرع الجميع يركض ويفر من أمام البناية، بينما كان مركز "هادي" تبلعهُ النيران وألسنتها والأبخرة السوداء تتعالى أمام الجميع.. كلما ظهرت النيران أكثر، كلما ارتاح "يونس" أكثر وأكثر.. ثم تنهد بـ أريحية ورمى بـ صبابة سيجارتهِ من النافذة وهو يستعد للمغادرة، فـ سأله "عيسى" :
- تحب تروح المكان اللي بتحبه؟

فأجاب والسيارة تتحرك من مكانها لتبتعد عن هنا بعد إتمام مهامهم :
- تــؤ....
يتبع.....
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات