القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أنين مكة الحلقة الثامنة 8 بقلم شيماء سعيد

 رواية أنين مكة الحلقة الثامنة 8 بقلم شيماء سعيد 

رواية أنين مكة الحلقة الثامنة 8 بقلم شيماء سعيد 

رواية أنين مكة الحلقة الثامنة 8 بقلم شيماء سعيد 

زهرة بدموع الرجاء لـ عباس .....سايق عليك النبى يا خويا .
لتقولى وأنت بين ايدين رب كريم عشان يسامحك على اللى عملته فيه زمان .

تريح قلبى وتقولى بنتنا ودتها فين ؟

قول يا عباس وكفايا غضب من ربنا عليك ، عشان يسامحك ، كفاية اللى عملته فيه وفى اللى قبلى وأخرهم الست ام مكة ربنا يرحمها .

تملل عباس فى فراشه من كلمات زهرة وزادت ضربات قلبه فأصدر الجهاز صوت ، فتوجه إليه على وجه السرعة الطبيب .

الطبيب غاضبا......شكلك زودتى عليه فى الكلام ، لو سمحتى أخرجى بره ، المريض حالته متسمحش بالكلام ، وضربات قلبه غير منتظمة والأجهاد هيعرض حياته للخطر .

بكت زهرة قائلة.... أنا مكنتش عايزه منه غير كلمة واحدة تريح قلبى المقهور على بنتى من سنين طويلة .

الطبيب وقد رق لبكاؤها.....معلش تعالى بعد كام يوم ، تكون حالته الصحية أتحسنت ويقدر يكلم معاكِ.

نكست زهرة رأسها بحزن مردفة.....أمرى لله ، يارب الصبر من عندك .

ثم غادرت المشفى حزينة على ابنتها التى لا تعلم عنها شيئا منذ ولادتها .
..............
سقطت مكة مغشيا عليها أمام ركان ، فسقط قلبه معه وتهاوت كل حصونه أمامها ولم يرى سوى محبوبته تسقط أمامه ، فاى ألم هذا ، اه يا قلبى من عشق ليس له نهاية.

عشق ممزوج بالألم والحزن وليس له أى بريق أمل .
فوجده نفسه قد أسرع إليها ودوى صوته قد هز أركان الحجرة ......مكة _ مكة .

وقد أندهش هشام من ذلك وتسائل ماذا بينهما ؟
ضمها ركان إليه ووضع رأسها على صدره وقبلها من جبينها .
وحاول أن يفيقها ولكنها كانت مستسلمة ، تشعر بها بجانبها ولكنها لا تستطع فتح عينيها وكأنها تمنت الموت على فراقه .

فأخذت تهمس بصوت منخفض ...ركان ، ركان .
ركان متألما .......أنا جمبك أهو ومش هسيبك .

ثم نظر لهشام قائلا.....أرجوك يا هشام ، دكتور بسرعة وننقللها لمستشفى السجن .
وبلاش تدخل الحجز تانى لغاية متصرف أنا فى قضيتها وألاقى حل .

تنهد هشام بعدم إرتياح ولكنه لم يستطع إلا الموافقة على طلبه .

وبالفعل إستدعى الطبيب وتم نقلها بالإسعاف إلى مستشفى السجن ولم يتركها ركان حتى استفاقت واطمئن على حالتها .

التى شخصها الطبيب بإنها ضعف عام ، مع ضغط واطى .

فتحت مكة عينيها ببطىء لتجد ركان بطالته الخاطفة للأنفاس أمامها .
مكة بضعف......هو حصل إيه ؟ وأنا فين دلوقتي ؟
وأنت ليه لسه موجود ، مش قولتلك سبنى فى حالى وكفاية لغاية كده ؟

حاول ركان السيطرة على غضبه هذه المرة شفقة لحالها فحدثها بلطف .....معلش يا ستى إستحملينى المرة دى ، وخليكِ أنتِ الكبيرة .

فابتسمت مكة إبتسامة ساحرة كادت أن تذهب بلب عقله .

وابتسم على أثرها ركان قائلا......إيه ده ؟
أنتِ طلعتى بتعرفى بتبتسمى زينا .

مكة بغيظ........ليه أنا مش إنسانة ولا أنت فاكر إنكم انتم البشر وإحنا حاجة كده درجة تانية .

فتمعض وجه ركان ولكنها قالت الحق ، فهو دائما كان ينظر لمن هو دونه أنه أقل منه شأنا ولكن لم يدرك يوما إنه يوم أن يقع فى الحب ، سيكون حظه تلك الفتاة ، فأى ألم عذاب أكثر من هذا .

ركان.بنفاذ صبر .......وبعدين معاكِ يا مكة ، حولى تلمى لسانك ده شوية ، عشان أنا صراحة معنديش صبر وبغضب بسرعة .
مكة محاولة التودد إليه بقولها .....طيب _أسمع نصيحة رسول الله ""
بس قول الأول صل الله عليه وسلم .

فتمتم ركان بقلب ينبض بالحب .....صل الله عليه وسلم .
مكة.......قال رجلٌ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: دُلَّني على عملٍ يدخلُني الجنَّةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: لا تغضبْ .

فتنفس ركان بهدوء للحظة ثم أردف....طيب يا ستى ، ممكن بس تخلينى أساعدك .

نظرت مكة لعينيه الرمادتين لترى تأثير وقع كلماتها عليه قائلة......وليه عايز تساعدنى يا سيادة الرقيب
؟؟؟؟
زاغت عين ركان وارتبك ولم يدرى بما يجيب ......هل يجيبها لإنه عاشق تلك العينين ، هل يعلمها إنها الوحيدة التى أستطاعت الفوز بقلبه الصلب ؟

هل يعلمها إنه لم يعد يستطيع فراقها ؟
ها يعلمها إنها أصبحت كل ما يملك ؟

فقد أصبحت بين لحظة وضحاها دنياه بآسرها.
ركان بتلعثم وأرتباك.......يعنى ده واجبى وأنا بنفذه .

فأغمضت مكة عينيها بألم فهى تعلم أن مشاعرهم حكم عليها بالإعدام من أول لحظة بدئت ، فلا سبيل لها ولا مخرج سوى رحمة الله .

مكة بغصة مريرة ....تمام يا سيادة الرقيب وأنا بعفيك من تعبك ومتشغلش بالك بيه .

ثم أشاحت بوجهها عنه وقالت والدموع تملىء عينيها....أتفضل عشان أنا عايزه أنام لإنى حاسه إنى تعبانة .

أعتصر الألم قلب ركان لعدم مقدرته على البوح بحبه لها وإن كان أراد لو صرخ بأعلى صوته وأسمع الجميع بكلمة .......بحبك يا مكة .

ولكن ما باليد حيلة فالظروف أقوى من الحب .

وهو ليس قادرا الأن على تحطيم تلك الظروف ، ولكن هل سيأتى اليوم الذى يستطيع أن يفك تلك القيود الأجتماعية ويعلن حبه لها أمام الجميع ؟؟
ركان بإحباط ......يعنى مفيش فايدة .
أكتفت مكة بهز رأسها ولم تعيره إهتمام ولم تنظر له .

فلم يجد مفر من الرحيل مدام ليس بوسعه شىء يقدمه لها ولا حتى قلبه .

فغادرها فالتفت إليه لتنظر له متسائلة .....هل سيجمعهم القدر مرة أخرى ، أم لعل هذا أخر لقاء ؟
.............
غادر ركان ولكن قلبه لم يغادر معه ، فقد تركه لها ليعذبها حبه .

ثم جال على فكره صديقتها عنان لعلها تجيبه عن حيرته فيستطيع مساعدتها .

فذهب لها فى الحارة وبالسؤال عنها علم إنها فى المشفى تعمل بها ممرضة كجارتها وصديقتها المقربة مكة .
أحد شباب الحارة....بص يا باشا عايز تستفهم أكتر .
خش البيت ده ، واطلع تانى دور وخبط على الشقة اللى هتلاقيها فى وشك .
دى شقة اخو عنان لامؤخذة ومراته ساره وعنان عايشه معاهم .
ركان..تمام شكرا .
ثم توجه ركان حيث أشار إليه ذلك الشباب .
وعندما طرق الباب ،جاؤه صوت نسائى حاد ......اوعى تكونى رجعتى عشان نسيتى حاجة يا مقصوفة الرقبة أنتِ ، منا عرفاكِ مخك طاير زى اللى جابك .
وأنا مش فضيالك يا زفتة أنتِ ، بحمى الواد والطبيخ على النار ، حاجة تزهق ، إمتى أخلص منك ومن قرفك .
ثم فتحت الباب وعلى طرف لسانها كلمة ....أنتِ يلى......؟
ولكنها صدمت عندما وجدت أمامها ركان فنظرت له بنفور قائلة....وأنت تطلع ايه انت كمان وعايز ايه ؟؟

ضغط ركان على شفتيه بغيظ من أسلوبها البذىء ولكنه تحامل على نفسه ليوصل لما يريد .
ركان...دى شقة عنان .
فلوت ساره شفتيها قائلة....شقتها ، ايه يا اخينا ؟
دى شقتى أنا وعيالى وهى ضيفة وبكرة تمشى .
ركان ....المهم هى موجودة .
سارة ...لا ارتحنا من لسانها وغارت راحت الشغل فى المستشفى .
بس قولى واحد شكله نضيف زيك عايز البت دى فى إيه ؟؟
اوعى تكون فى حاجة كده ولا كده لا سمح الله ، لا إحنا مش بتوع كده .
ركان بغضب شديد...أنتِ شكلك مجنونة باين ، اقفلى اقفلى .سلام .
ثم غادر ركان ، فأغلقت ساره الباب بغيظ قائلة.....معقول البت دى تعرف اشكال نضيفة كده ؟
ويا ترى كان عايزها ليه ؟؟؟

وعندما هبط الأسفل وشاهد ذلك الشاب مرة أخرى ، سئله عن مكان المشفى الذى تعمل به عنان .
فوصف له المكان ، فتوجه لها ركان على الفور .

وعندما رأته عنان أمامها ارتجفت وتلعثمت قائلة .......خير يا باشا ، هى مكة جرالها حاجة ؟
ركان..........متقلقيش هى بخير .

ثم سئلها ....أنت بتحبيها للدرجادى يا عنان ؟

عنان بتنهيدة حارة.......ومين ميحبش مكة يا باشا ؟
أنت لو سئلت عليها نفر نفر فى المستشفى ولا فى الحارة ، كله هيقولك عليها بنت جدعة وزى السكر واللى فى قلبها على لسانها ومفيش فى أخلاقها وإيمانها ولا صبرها على كل اللى بيحصلها وبرده مش بتقول غير الحمد لله .

فابتسم ركان وعلم أن حبه لها لم يأتى من فراغ .

ركان......طيب .
ومدام بتحبيها كده فلازم تساعديها تخرج من السجن ؟

عنان ببراءة........ولما تخرج هتروح فين يا باشا ؟
يا عينى عليكِ يا مكة يا حبيبتى ، دى هيه أصلا اللى عايزة تقعد .

صُدم ركان مما سمع فقال بإندهاش ...يعنى ايه هى اللى عايزه تقعد فى السجن ، حد يحب السجن عن الحرية ؟

إرتبكت عنان وقالت بتعلثم....هو أنا شكلى لخبطت فى الكلام ولا إيه ؟

يا حوستى يانا ، منا عارفة لسانى ده مبيتبقش فيه فوله .

أقول إيه واعيد إيه دلوقتى بس ؟

ضحك ركان لبرائتها قائلا......قولى كل حاجة عشان مقبضش عليكِ وتروحى تونسيها هناك .

عنان بخوف...لا يا باشا ، هقول يا باشا وأمرى لله.

وسامحينى بقه يا حبيبتى يا مكة ، إنى قولت سرك .
ركان.....ها قولى يلا بسرعة .

عنان.......بص يا باشا .
البت مكة صاحبتى كانت عايشه عيشة المرار مع الزفت عباس جوز أمها ده لما كانت امها عايشه لسه .

كان كل اول شهر ياخد مرتبها ويدوبك يسبلها ملاميم متكفيش حتى مواصلاتها .
وأخر الشهر تضطر تمشيها ، ولا حتى كانت بتلاقى لقمة عدله لما تروح البيت .
عشان الزفت عباس ، كان شمام لا مؤاخذة وبيصرف كل الفلوس على الكيف .

ركان بغصة مريرة......طيب وليه كانت ساكته هى ووالدتها على كده ؟

عنان........عشان ملهمش يا باشا أهل ولا مكان يروحوه ، فصبروا عشان ينستروا فى بيته وخلاص .
ولما ماتت المرحومة ، الزفت عباس اتحرش بيها وكان عايز يعنى لا مؤاخذة حجات عيب كده ، استغفر الله العظيم .

فهى عشان تدافع عن نفسها راحت غزاه لغاية مساح فى دمه وحصل اللى حصل ، وبس مردتش تقول الحقيقة .

عشان عندنا فى الحارة يا باشا الناس لسانهم زى الفرقله مبيسكتوش وممكن يلسنوا كلمة كده ولا كده عليها وهى بريئة منها .

وكمان يا عينى عليكِ يا حبيبتى قالت هخرج لمين وتعيش فين ؟

فقالت خلاص السجن يسترها وخلاص من البشر .
وعشان كده سكتت ومكلمتش .

تفاجىء ركان بكلماتها التى وقعت عليها كالصاعقة حتى إنه أستند على الحائط واغمض عينيه بألم .

وحدث نفسه....أنتِ إيه يا مكة ؟ مش معقول تكونى بشر ، أكيد أنتِ جبل عشان تستحملى ده كله .
يعنى ترمى بنفسك فى السجن لسنين طويلة لمجرد إنك ملكيش مكان بره .

لا أنا لا يمكن أسكت على كده ، حتى لو مش قادر أقدملك قلبى ، بس على الأقل أساعدك واكون سند ليكِ فى الدنيا دى ، بس ياريت تقبلى ومتنشفيش دماغك وإلا هكسرهالك .

عنان........أصمله عليك يا باشا .
أنت دوخت ولا إيه ؟؟
هات يا واد يا مصطفى كوباية لمون الباشا.
ركان......لا متشكر ، أنا همشى دلوقتى عشان ورايا شغل .

عنان.....ما بدرى يا باشا ، حتى اشرب اللمون.
ركان...مرة تانية إن شاءالله .
سلام.

عنان ...إيه الراجل ده ؟ وليه مهتم اوى بمكة كده ؟
بس إيه مز وعليه هيبة تهز جبال على رأى ست شادية .

وواد تقيل على رأى ست سعاد حسنى .
أوعدنا يارب بحتة كده فى العالى ، يلا لما اشوف شغلى .

هو أنا كنت رايحة أعمل إيه ؟

اه _كنت رايحة أدى الست ام فارس الحقنة ، بس ربنا يستر المرة دى ، عشان والله عضتها بتاعة المرة اللى فاتت لسه معلمة فى جتتى .

اه يا جتتى ، يا عينى عليكِ يا بت يا عنان .
يختى جمالو حلو ، يختى شبابو حلو .
..............
خرجت سهام من المشفى وعادت إلى منزلها .
رياض بترحيب ........
نورتى البيت من تانى يا ماما.

سهام........تسلم يا رياض يا حبيبى .

ايه مفيش حس ولا صوت فى البيت ،هى لسه ريم مجتش من الكلية ؟
دى حتى ولا اتصلت ؟
اتصل بيها يا ابنى وطمنى عليها .
ونديلى إكرام هى والبنت الجديدة دى
فابتسم رياض........اه كرملتى .
قضبت سهام جبينها قائلة........بتقول ايه يا ولد ؟
فارتبك رياض قائلا......مفيش يا ماما .
ثم قام بالنداء على دادة إكرام وكرميلا ليعينوا والدته على تبديل ملابسها .

حدثت سهام الممرضة التى بعثها الطبيب معهم بقولها ........اتفضلى يا آنسة ابتهال .
ابتهال ...شكرا لحضرتك .
ثم تابعت """"'
حضرتك بس غيرى هدومك وتاكلى اى حاجة وبعدين نبدء بكورس العلاج .

سهام ببعض الخوف ......اوعى يكون فيه أبر برده ، ده أنا اتهريت .

ابتهال بإبتسامة....معلش يا فندم ، هى الأبر مؤلمة بس مفعولها أسرع .

سهام ....الله المستعان .

ودلوقتى حضرتك هتكونى مقيمة معايا لاخر فترة العلاج .

ابتهال بخجل....هكون متوجدة معاكِ بالنهار لغاية باليل لكن البيات مش هقدر عشان أهلى وكده.

سهام.......بس يا بنتى لو تعبت ولا حاجة باليل ؟

ابتهال ...لا متقلقيش حضرتك ، ولو حصل شىء كلمى الدكتور فورا .
سهام....ربنا يستر .
فى هذا الوقت ولج رياض للمطبخ بخطوات خفيفة فلم تشعر به كرميلا .
ولكن شعرت بأنفاسه الحاره من ورائها ، ففزعت وابتعدت ونفخت فى صدرها قائلة...بسم الله الرحمن الرحيم.

رياض بضحك...فيه إيه يا بنتى, هو أنتِ شوفتى عفريت ولا إيه ؟
مالك أتفزعتى كده ؟
كرميلا بحرج......متأخذنيش يا سى رياض .

أقترب منها رياض وتأمل عينيها الرمادتين قائلا....تصورى أول مرة اخد بالى من لون عنيكِ حلوة اوى .

إحمرت وجنتى كرميلا خجلا وأشاحت بوجهها عنه قائلة....الله يحلى دنياك يا بيه .

ثم تراجعت للوراء فسئلها....مالك بتبعدى ليه كده ؟
أنتِ خايفة منى ؟
كرميلا......لا هخاف ليه ؟
بس كده أحسن يا بيه ، لازم نبعد عشان هو ده الصح ولا إيه ؟
شعر رياض بالحرج من كلماتها فهمهم....اه طيب .
كرميلا....تؤمر بحاجة يا بيه ؟

رياض....اه ، والدتى وصلت من المستشفى وعايزاكِ أنت وداده عشان تساعدوها.

كرميلا ببشاشة وجه.......ألف حمد لله على السلامه .
عيونى حاضر ، هنادى داده إكرام بتنشر الغسيل ونيجى .

فمال رياض بجذعه إليها هامسا....بس متتأخريش عليه ، قصدى على ماما .

فدقت قلب كرميلا بشدة قائلة....حاضر حاضر .
ثم غادر رياض مبتسما يدندن ...

مستنيك يا روحي بشوق كل العشاق
مستنيك تعبت، تعبت من الأشواق
مستنيك حبيبى وأنا دايب عيني من الفراق
مستنيك يا روحي بشوق كل العشاق
مستنيك تعبت، تعبت من الأشواق .

تنهدت كرميلا بحرارة مرددة....صوتك حلو اوى .
ومش بس صوتك ، انت كلك على بعضك حكاية .
ثم عاتبت نفسها بقولها""
ايه يا بت اللى بتقوليه ده ؟
أنت نسيتى نفسك باين ؟
أنت عارفة هو مين وأنتِ مين ؟
أنت من الملجأ وخدامة وهو باشا .
فياريت متبصيش للعالى عشان متوقعيش وتنكسر رقبتك .

وخلى بالك من نفسك ، مش معنى إنك وقعتى فى الغلط قبل كده وكان غصب عنك ، إنك تقعى تانى ، لا هحافظ على نفسى ، عشان اكيد ربنا هيكرمنى ويعوضنى عن سنين الحرمان دى .
..........................

أثناء مشاهدة خالد للتلفاز وجد من يحاوطه بذراعيه من الخلف ويطبع قبلة على وجنتيه .
فابتسم خالد قائلا....اهلا بالبكاش بتاعى ، ها قولى ورا البوسه دى إيه يا عامر ؟

تنحنح عامر ثم جلس بجانب والده وأمسك بيديه وقبلها قائلا....وراها خير كبير يا بابا .
خالد ....ربنا يبارك فيك يا حبيبى ، أنا عارف أنك بتتقى الله فى كل مليم تعبنا فيه وشقينا من ساعة مسبنا بلدنا وجينا فرنسا بعد مالمرحومة أمك ماتت .
عامر بحزن....الله يرحمها .

ثم أبتسم عامر قائلا....أنت صراحة يا بابا محتاج وحدة تونس وحدتك .
بدل ما أنت اغلب الوقت لوحدك كده .
ويمكن تجبلى أخ صغير ولا أخت ، بدل منه وحدانى أنا كمان كده .

خالد بضحك.......أجوز وأخلف كمان ، ناقص تقولى كمان أعمل فرح .

عامر...وماله يا بابا ، أنت لسه شباب .
والشباب شباب القلب .

خالد......لا يا حبيبى ، الفرح والجواز ليك أنت إن شاءالله .
لكن أنا بعد أمك الله يرحمها ، مفيش وحدة أبدا تملى عينى .

عامر......يا عينى على الحب ، سيدى يا سيدى ، أوعدنا يارب بوحدة كدهون.

تنهد خالد بلوعة قائلا.....تصدق لو قولتلك ، إنه مكنش حب ، بس كان تقدير واحترام وحب عشرة ، يعنى مودة ورحمة .

لأن البيوت يا حبيبى ، مش بتتبنى على الحب بس ، لأن الحب ده درجات وبيتغير ، ساعات بيزيد وساعات بيقل ، لكن الأساس هو المودة والرحمة وكمان عشان قوله تعالى ( وعاشروهن بالمعروف ) .

خدها أساس وقاعدة فى حياتك دى يا عامر .
ساعتها هتستريح وتريح الإنسانة اللى هترتبط بيها.

عامر......ربنا يكرمنى بالزوجة الصالحة .

بس يعنى حضرتك بتقول مكنش حب ، يعنى أنت محبتهاش بس كنت بتقدرها ؟

بس يعنى حضرتك مجربتش الحب قبل كده معقول ؟
أغمض خالد عينيه للحظة وشرد فى تلك الفتاة التى أحبها منذ صغره ولكن فاز بها أخيه ( محمود ) .

فقد أحبته هو عنه ، وكم تعذب من هذا كثيرا ولكنه لم يرد يفصح عن هذا الحب لأحد ولا حتى لها وتمنى لها السعادة حتى وإن لم تكن له .

فتح خالد عينيه ثم هز رأسه وتنهد بمرارة قائلا......فكرتنى وان كنت عمرى ما نسيت يا محمود.
اه حبيبت مرة وحدة فى حياتى وللأسف كان حب من طرف واحد بس ربنا عوضنى بأمك الله يرحمها ، كانت كل حاجة حلوة فى حياتى وان كان قلبى منساش اللى حبتها بس عملتها بحب وان كان قلبى ميال لغيرها.

عامر....يااااه .
صعب اوى الحب من طرف واحد ده .

خالد.....ايوه يا ابنى ، احساس صعب ، مميت .
وخصوصا أن كان اللى بتحبه ده مضطر تقابله ديما ، يعنى مش بعيد عشان تقدر تنساه .

عامر......وهى مين دى يا بابا ؟
تنهد خالد قائلا....... حكمت مرات عمك الله يرحمه .
وام مكة .
اللى بتمنى تكون من نصيبك يا حبيبى .

بس أعتر فيهم وأعرف هما فين ؟

عشان يرتاح ضميرى واديهم نصيبهم فى الثروة .
خالد بإندهاش ...... طنط حكمت معقول ؟

طيب ليه متجوزتهاش وأنت بتحبها كده بعد موت عمى الله يرحمه ؟

خالد.....كنت ساعتها اتجوزت أمك الله يرحمها ، وهى قلتلى مينفعش أبدا نتجوز واكسر قلب ست ملهاش ذنب ، فرفضت .

ومشت من شقتها فجأة ساعتها ومعرفش راحت فين ؟

وكل اللى سمعته عنها إنها اتجوزت واحد اسمه عباس بس للأسف عباس ده راجل سمعته وحشة جدا .
فزعلت عليها والأيام جرت بسرعة وسافرت بعد موت والدتك وعدت السنين وأنا برده معرفش ليهم طريق .

عامر وهو يربت على ظهر والده بحنو.....نصيب يا بابا ، معلش .

بس ليه هى مشت من بيتها ؟
ومتواصلتش معاكم بعدها ؟

خالد .......اللى عرفته ، أن صاحب البيت هو السبب منه لله .
حكم عليها تمشى عشان شايفها ست وحدانية ورملها قرشين اى كلام كده .

أما متواصلتش معانا فعلى أساس مكسوفة منى بعد مطلبت منها الجواز وهى رفضت .

عامر.....طيب حضرتك ايه حكاية الدين اللى فى رقبتك ده وعايز تسده ، هما ليهم عندنا إيه ؟

خالد........يا ابنى عمك الله يرحمه كان مسلفنى مبلغ قبل ما يموت ، وأنا ملحقتش أرده ليه .

فقلت أستثمر المبلغ ده فى الشغل بتاعى ومع السنين كبر وربنا فتح علينا بزيادة والمبلغ بقه ثروة ، بس للأسف معرفش ليهم طريق .

عامر.....طيب متشوف حد خبرة فى أسكندرية وتخليه يسئل ويتابع لغاية ميوصل ليهم .

خالد.....والله عملت ده وكل متصل بيه ، يقولى مش عارف أوصل لحاجة .

عامر.....بابا ،لو الموضوع ده يهمك اوى كده ، إحنا ممكن ننزل إسكندرية وندور عليهم وان شاء الله نلاقيهم.

خالد....إزاى بس يا حبيبى ؟؟
وشغلنا اللى هنا وحالنا هنسبهم لمين ؟

عامر.....صراحة يا بابا ، أنا نفسى فعلا نصفى شغلنا هنا ونرجع لبلدنا بدل الفتنة اللى هنا .

ونفسى فعلا لما أتجوز وأخلف أولاد اربيهم فى مصر ، مش هنا .

عشان المجتمع هنا صعب وفتنة كبيرة مش اى حد يقدر يقاومها ، لازم يكون إيمانه قوى .

خالد.....عندك حق والله يا ابنى .
خلاص يا حبيبى ، كفاية غربة كده ،ونرجع لبلدنا .
والله زمان يا اسكندريه .

كانت أحلى أيام ، بس اكيد عشان نصفى كل حاجة هنا ، هتاخد مننا وقت وجهد طويل مش بالساهل.

عامر......أهو نتوكل على الله ونبتدى والباقى على ربنا سبحانه وتعالى.

خالد بإبتسامة حب وود لإبنه .....ونعم بالله يا حبيبى .
.....................

دلال قامت بالإتصال برجل يدعى ( شحاته ).
دلال بغضب .....أنت يا زفت يا شحاتة .
أخيرا رديت ، بقالى 3ايام بتصل بيك ، وحضرتك قافل تليفونك ليه ؟

شحاته بخوف وتوتر......يعنى يا هانم ....خايف ؟

دلال.....خايف من إيه ؟ وعملت إيه فى اللى قولتلك عليه ؟
شحاتة ...صراحة مش قادر أقولك إن ...؟؟

يتبع...
لقراءة الحلقة التاسعة : اضغط هنا
لقراءة باقي الحلقات : اضغط هنا
نرشح لك رواية لاجلك احيا بقلم اميرة مدحت

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات