القائمة الرئيسية

الصفحات

نوفيلا متعجرف وقع في شباك ناضجه الفصل الخامس 5 بقلم فاطمه سلطان وداليا عز الدين

 نوفيلا متعجرف وقع في شباك ناضجه الفصل الخامس 5 بقلم فاطمه سلطان وداليا عز الدين

نوفيلا متعجرف وقع في شباك ناضجه الفصل الخامس 5 بقلم فاطمه سلطان وداليا عز الدين

نوفيلا متعجرف وقع في شباك ناضجه الفصل الخامس 5 بقلم فاطمه سلطان وداليا عز الدين

كانت نور تجلس في الغرفة بعدما اغلقت المكالمه مع والدها لم تستطع أن تفسد فرحه والدها الذي انتظرها لسنوات لم تكن قادره علي حزنه و كانت تفك هل سيتقبل الامر بهدوء وسيتركها تفسر له ما حدث أم سيغضب فوراً و لن يتركها تستكمل حديثها ؟؟ وهذا هو الأحتمال الأكبر ؛ فلاول مره في عمرها تجهل رده فعل والدها

دخل أنس الغرفه كالعاده دون أن يدق الباب .. اردفت نور بانزعاج حينما راته

- هو الزفت الباب ده مش بيديك أي مؤشر انك لازم تخبط ولا انتَ مش فاهم معناه لسه

- لا مش فاهم أصلي اول مره اشوف باب معلش كنت فاكره دش بس حقيقي قرايبك دمهم خفيف اوي اومال انتِ طالعه لمين ؟؟ "

- استظراف مبحبش انتَ سامع انا شويه لما احس أنهم ناموا هسيبلك الاوضه و هروح انام مع رهف ويوسف فياريت نعدي أم الليله دي انا مش طايقه حد

أنس بهدوء وهو يجلس علي طرف الفراش " نامي هنا عادي مش حوار "

نور بحده " منامش معاك ابدًا في أوضه واحدة انتَ هتستعبط "

أنس بمرح و حينما انتهي من كلماته قهقه " ليه يعني اومال تنامي معايا في اوضتين "

لتنظر نور له بحده من سخافته ليستكمل حديثه " والله حلوه مش عارفه انتِ قفيله ليه "

نور بنفاذ صبر " انا متهايقلي لو انتَ عارفني من خمس سنين ومتجوزين امبارح مكنتش هتبقي بالسلام النفسي ده الرحمه من عندك يارب انتَ محسسني أن اللي احنا فيه ده طبيعي ؟؟؟؟ انتَ شايف أن مفيش حاجه تخلي الواحد يتقفل ؟؟؟ اقوم ارقص طيب ولا ايه
"

أنس و هو يرفع أحد حاجبيه " ايه ده انتِ بتعرفي ؟؟ قومي "

نور كانت ستقذفه بالوساده التي توجد بجانبها ولكن قال بسرعه ليستوقفها " بهزر خلاص الأكيد انه مش عادي بس انا متعودتش غير اني أتقبل كل حاجه في حياتي بهدوء لأني لو اتعصبت او حرقت في دمي مفيش حاجه هتتغير فبحاول إني اعيش مع الأمر الواقع "

نور بتساؤل " والله انتَ عجيب بجد انتَ مش خايف ابوك يعرف مثلا ؟؟ ولا ايه حكايتك انتَ و ايه اللي جابك هنا و ياريت تجاوب من غير تأليف "

أنس بهدوء و إجابه حقيقه" انا أنس الشريف اصغر حد في اخواتي عندي أربع اخوات ولدين وبنتين و كلهم متجوزين بس اخواتي الولدين متجوزين وعايشين معانا في نفس الفيلا الحقيقه انا كدبت على بابا "

قاطعته نور بسخريه " اهلا اهلا واضح أن اللي وقعنا في طريق بعض هو عقاب من ربنا علي كدبنا كمل "

أنس بهدوء " والدتي متوفيه تقريبا من وانا عندي سنتين "

نور بأسف و بحزن حينما تذكرت والدتها
" ربنا يرحمها "

- انا كنت مفهم بابا أني رايح كندا وأني هعمل دبلومه تخص التسويق وهتفيدني في شغلي اللي هو التسويق انا واخد كورسات كتيره وبتكلم ايطالي و اسباني وانجليزي وبتعلم صيني والحقيقة أني عايش دور الإنسان الرزين العاقل وبابا متعودش يدور ورانا رغم مركزه خصوصا الفتره اللي قولتله هسافر فيها فتره إنتخابات رئاسة ومكنش فاضي حتي يدور ورايا سافرت أو لا وعمومًا عمره ما دور ولا ورايا ولا ورا حد من اخواتي وفعلا في دبلومه وفي مؤتمر لو سأل عنهم بالاسم

بس الأكيد اني مكنتش رايح انا كنت عايزه اهرب من البيت ووش العيلة و خناقات مرات اخويا الاولي مع التانيه و لو جت اختي بتبقي الحياة عنب طبعا كل ده لما ابويا بيكون مش موجود فقولت هقعدلي شهر اسرح براحتي و لا اتأخرت ليه ولا أشوف وشهم ومش أول مره أكدب بصراحه وقولت لما ارجع أقول أي حجه أني رجعت علشانها و أني مش هعمل الدبلومه ورجعت في كلامي

نور بتركيز " و بعدين "

- اليوم اللي خبطيني فيه كنت عند واحد صاحب أبن خالتي قالي أستناه هناك وهو جاي ياخد منه حاجات وهنروح نسهر انا وهو بقي ونعيش وانا مبطقش الواد ده طلع مبيت بنت عنده في الاوضه وأهلها

مبيتفاهموش طبوا مره واحدة وكانوا ناووين يقتلونا لغاية ما هربت منهم بالعافيه بس واحد فضل يجري ورايا ووقعنا انا وهو وضربني وضربته وحتي أنه عورني زي ما انتِ عارفه وعرفت أهرب منه هو كان ساكن في " ..... " والمكان ده بعد ما بتمشي بعشر دقايق بتلاقي نفسك في شبه صحرا ولا شايف حاجه ولا عارف حاجه وكل اللي حاسس بيه أني متعور جامد

فضلت امشي بقى وأجري بسيب الواد لغاية ما ضربني لقيت نفسي هدخل على الطريق روحت زي ما أكون دوخت وكانت عربيتكم بقا فلو انتِ خايفه فأنا خايف زيك وأكتر انا لو ابويا عرف هتتهز صورتي اوي قدامه وهبقي مضحكه العيلة وهيطلع القديم والجديد والواد فى الأخر اتجوز ولبس فى البت

نور بأستغراب و دهشه و كأنها تري فيلم او يحكي لها أحد قصه عجيبه " ده انتَ بلوة من بلاوي الزمن "

أنس بمرح " دي ميزه ولا عيب "

- يعني الموقف اللي هربت منه لحقته هنا صح

أنس بتفكير " مش بالظبط دي واحده شمال أساسًا لكن انتِ حاجه تانيه لو انا مش واثق فيكي برضو لو عمك عمل ايه أنا مكنتش هخلي أسمك على أسمي "

نور بتوتر و قلق " أنا ابتديت أخاف منك أكتر شكلك طلعت محوراتي كبير أكتر من اللي كنت متصوراه "

- يمكن غلطت كتير في حياتي بس عمري ما أذيت حد حتي لو بكدب بيكون فيه ضرر علي نفسي والأكيد أني عمري ما هضرك احكيلي بقا انتِ حكايتك

نور بحده و أرهاق ايضا " انا هحكيلك مش علشان عاشقه جمالك لا علشان زهقانه "

انس بسخريه " الزوجه اللي بتحترم جوزها رزق والله اتكلمي يا حجه "

- انا اكبر واحده في اخواتي

- اكيد مثلا مكنتش متوقع أن يوسف الكبير يعني

نور بأنزعاج " خفه "

لتتحدث بجديه " والدتي متوفيه و يوسف مكنش بقي عنده تلت " ثلاثه " سنين يعني بقالها حوالي سبع سنين كده "

- ربنا يرحمها يارب علي فكرة يوسف شبهي في الحته دي

- ربنا يرحمهم يارب ... أنا يعتبر أمهم وأبوهم هنا خصوصا أن والدي شغال برا هو محاسب بس من زمان أوي برا يمكن بقاله يجي عشرين سنه بينزل إجازات شهرين في أواخر السنه كده بتكون الدراسه شغاله ومش بنعرف نروح مصايف لأن اختي في طب و اخويا بيكون في الدراسه ومينفعش نسافر يوسف

ورهف ضغطوا عليا أننا نسافر يومين أسكندريه على امل ان بابا مش هيعرف وأنا ضعيفه قدامهم تحديدًا يوسف علشان مرضه بصراحه في الأول كنت رافضه بس بعدين لقيت أني افرحهم ومش هيحصل حاجه

لو سافرنا ولما سافرنا يوسف وقع ودماغه أتفتحت غير أننا لما رجعنا من المستشفي لقينا الشنط وكل حاجه اتسرقت من الشقه اللي كنا مأجرنها وقامت خناقه ومعرفتش اخد منها ولا حق ولا باطل حمدت ربنا أن البطايق والفلوس في شنطتي اللي كانت معايا وقولت نرجع

ده احنا رجعنا في نفس اليوم قابلتك في الطريق والباقي تعرفه ودي كانت اول مره اكدب ، أني اعمل حاجه من ورا بابا و الدنيا اتعكت كلها "

انس بأستغراب " طب ليه مقولتيش لوالدك انكم عايزين تسافروا "

- بابا مش متفتح زي ما انتَ متخيل برضو علشان اقوله أن بنتين مسافرين بطفل مهما كان سني وغير أننا حاولنا قبل كده ومكنش بيرضي واللي بيكدب بيروح في داهيه في الأخر

أنس بنبره متعجرفه و مرحه في انن واحد " بعيدًا عن الأفكار اللي ممكن تيجي لراجل معاه مزة زيك في اوضه نوم مكتوب كتابهم بصراحة .."

قاطعته نور قائلة بغضب " أنا مش كل ما اقول عليك كويس ترجعني أكرهك "

أنس بنبره غامضه " للأسف كرهي شئ صعب والاصعب هو حبي ما علينا انا كنت بهزر أنا سعيد رغم الظروف دي أني اتعرفت عليكي وأسف لو اتصرفت معاكي برخامه أمبارح لما .. "

نور قاطعته بخجل " خلاص اللي فات مات المهم أن اول ما عمتو تمشي احنا هنطلق و انتَ ترجع تقول لوالدك اللي يجي علي بالك ولا اعملك مشاكل ولا تعملي مشاكل "

أنس بنبره غامضه " مقولتليش محبتيش خالص "

- لا

- هل كنتي شايله مشاعرك لزوجك قرة عينك اللي هو انا وأنا أول واحد أقل ادبي عليكي أو معاكي ونفسي اقله تاني بصراحه

- صدقني مفيش حاجه تمنعني أني أقوم اشقك اتنين وأقطع لسانك

- بهزر والله انتِ عسل و بيعجبني احيانا نشوفيتك دي و بعدين بقا الدنيا كلها مصايب فتيجي نعمل مصيبه صغيره سوا

اشتعلت وجنتيها خجلاً وغضباً وأخذت الوسادة
وقذفته بها

- والله انا مش عارف انتِ كنتِ بتتعاقبي و انتِ صغيره بالمخدات يا ساتر عليكي بهزر والله اهدي و بعدين انتِ فهمتي غلط

- غلط ولا صح انا فوتلك اللي فات بس مترجعش تخليني اكرهك أكتر انا هقوم أروح اوضه رهف و يوسف

- نامي في أوضتك على سريرك وأنا هنام على الكنبة و هفرح لو حسيت أنك واثقة فيا

لتنظر له بشك وهي تتذكر ما فعله ليلة أمس " قرايبك في الأوضه اللي جنبنا وأكيد مش هتهجم عليكي موصلتش لي ليفل الوحش يا زوجتي العزيزه نامي هنا "

لياخذ وساده و ذهب الي الاريكة وظل يعبث في هاتفه تاركاً أياها تقرر ما ستفعله وأرسل رسالة لصديقه يخبره فيها بأن يرسل له ملابس وبعض إحتياجاته ولكنه أستغرب من إختفاء صديقه و لا يجيب عليه و هاتفه مغلق أيضًا بالنهايه نامت نور وتدثرت بالغطاء وكانت تظن انها لن تستطيع النوم ولكنها كانت دقائق قليلة قبل أن تذهب في رحلتها مع أحلامها
_______________________________________
بعد مرور ثلاثة أيام تقريبًا رحلت عمة نور هي وزوجها وعمها مازال مشغول بأبنته ، كانت نور واشقائها يودعوا عمتهم وزوجها و ابنائها وجائت صديقات رهف فصعدوا إلي غرفتها ومعهم يوسف

فذهبت نور إلي أنس الجالس بهدوء علي الاريكه و أردفت بهدوء ظاهري : طيب بما أننا أتكلمنا اكتر من مرة بصراحة وكل ده فأعتقد كده خلاص

نظر لها انس بدهشة " مش فاهم قصدك ايه خلاص ايه "

نور بنبرة حاولت جعلها هادئة قدر الإمكان

- يعني كده خلاص نقدر نطلق وكل واحد يروح لحاله

صمت انس قليلاً ليقول بعدها بهدوء

- ومين قالك أني هطلق ... أطلق ليه ؟

صدمت نور للغاية من كلامه هذا لتقول : تطلق ليه ؟؟؟؟؟؟ ومين قالي ؟؟؟؟ أزاي يعني أومال احنا كنا بنتكلم في أيه الأيام اللي فاتت

- لا مش مطلق

صدمت نور من رده فبالتأكيد هو مجنون لا توجد حلول أخري

- انتَ بتستهبل مش أحنا اتفقنا وأنتَ خلاص قولت هطلقني وهترجع لبيتك

- بس انا مقولتش كده انا حكيلتك على اللي حصل بس مش أكتر وانتِ اللي كنتِ بتقولي هنطلق لكن مظنش أني نطقت بحاجه زي كده

شعرت نور وقتها بالضيق و أنها ستجن من ردوده الباردة
- ما هو ده طبيعي بناء على كلامك متبقاش متناقض كل يوم برأي

تجاهلها أنس تماماُ و كأنه لم يسمعها ليغادر من أمامها متجهاً إلي الغرفة فظلت تحاول إستيعاب الأمر وجلست على الأريكة لاعنه غبائها وكذبها وكل شي وحاولت ألا تلفت الأنتباه خصوصًا أن هناك أصدقاء اختها فحاولت ألا تثير الأنتباه رغم أنها من الداخل ... تستشيط من الغضب وأخذت تحاول تهدئة نفسها و هي تحاول التفكير فيما ستفعل و تحاول إيجاد مُبرر واحد يمنعه من تطليقها حالاً حتي تنتهي تلك المسرحية السخيفة بالنسبة لها
_________________________________________

في اليوم التالي

بعد أن تجاهلته نور في اخر حديث بينهم فطوال اليوم بسبب غضبها و بسبب تواجد صديقات اختها

في الصباح الباكر أفاق أنس و نزل الي الأسفل ليجد شيئا ما ليأكله فعلى الاغلب مازال أصحاب البيت لم يستيقظوا بعد وكان يتجه إلي المطبخ و حينما سمع جرس الباب أتجه إليه و فتحه بينما ترمقه نور بنظرات مغتاظة التي كانت جالسة و تستجي قهوتها دون ادني اهتمام في الشرفه .. فإنه يتصرف و كأنه في بيته و تراقبه من الأعلي فأصبح النوم بوجوده شي صعب

وما إن فتح أنس الباب حتي تفاجأ بهوية الطارق فاردف قائلا بصدمة

- بابا

نظر له والده بغضب شديد ليقول بسخرية " بابا كويس أنك فاكر أني ابوك بعد اللي انتَ عملته ده "

توتر أنس للغاية وحاول إيجاد كلام ليستطيع الدفاع به عن نفسه وقبل أن يستطيع التفكير دفعه والده للداخل و دخل هو ايضاً ليغلق الباب فهو شخصية عامة و لا يريد ان يعلم احد انه هنا فمن السهل ترويج الاشاعات

أنس ما إن استوعب الأمر و انه بالتأكيد علم كل شي " بابا حضرتك فاهم الموضوع غلط "

أبتسم والده بسخرية ليقول بنفس النبرة الساخرة
"فاهم غلط أزاي يعني فاهم أنك اتجوزت بالغلط و لا ايه فهمني "

- أنا مش ..

قاطعه والده " بس ولا كلمة عايز تكدب تاني ولا أيه ؟ طلع موضوع المؤتمر مجرد كدبة و كمان طلعت مش أول مرة تعملها بني ادم كداب و آخر مصيبة عملتها رايح تتجوز واحدة لا احنا عارفين هي مين اساسا و كل ده من ورايا يا خسارة تربيتي فيك "

" كانت نور منذ دخوله في الشرفه و لم تركز حينما انصل بها والدها بما يحدث في الخارج هي فقط اخر شي رأته دخوله المطبخ "

كان أنس صامت تماماً وهو لا يستطيع إيجاد أي رد لا يصدق أن كل شئ قد انكشف أمام والده فهو لم يضع هذا الأمر في حساباته إطلاقاً و اخذ يفكر في كذبة جديدة ليستطيع النجاة بها من براثين غضب والده ليقول بعد فترة من الصمت بتوتر

- بابا ممكن بس تهدي طيب الأول ونتكلم بهدوء و تديني فرصه افهمك

- اهدي ازاي أعمل أيه يعني اصقفلك علشان اتجوزت من ورايا ؟؟ وله علشان كدبت عليا ؟؟؟ وله اية يا استاذ أنس يا خساره كنت حاسس أنك أقرب حد ليا واللي فاهمني بس للأسف أحساسي ده طلع غلط

انزل انس رأسه عندما أستشعر نبرة الحزن في كلام والده ، و اغمض عينيه بضيق وهو يحاول إيجاد كلمات قد تجدي نفعاً

- ما انا حبيت بس أغير جو شوية و أبعد عن البيت و افصل و ...

- عايز تموت رايح تقعدلي في بيت واحد صايع و اهل البنت كانوا هيموتوك انتَ عايز ايه فهمني

ليستغرب أنس فاردف والده قائلا " متستغربش النيله صاحبك قال كل حاجه من البداية للنهاية فاكر اني هصدق انك عايز تفرفش نفسك صاحبك اللي هخلي عيشته طين و هقول لامه عليه كنت كلف خاطرك و اسألني و قولي يا بابا انا عايز اسيب البيت كام يوم "

أبتسم أنس بسخرية " هو مش حضرتك لسه قايل أني فاهمك يعني فاهم ردودك "

- حلو طالما انتَ فاهمني زي ما انتَ بتقول كده مش فاهم أني بخاف عليك انتَ وأخواتك اكتر من أي حاجة تانية ؟؟؟ تقدر تقولي كان هيحصل ايه لو جرالك حاجه ؟؟

صمت أنس قليلًا ليرد بالرد الذي كان يعلم أنه لم يفعل أي شئ سوا زيادة غضب والده

- انتَ دايماً بتتحكم فينا مش سايب حد يحدد مصيره بنفسه مش مدي فرصة لحد يعمل اللي بيحبه و لاني الوحيد اللي مدخلتش الشرطه بالنسبالكم الشاذ عن القاعده و مليش هدف و برغم كده انا طول الوقت مجبر اني اتصرف زيكم و اكون عاقل زيكم و ان كل شي محسوب

- انا بتحكم فيكوا ؟؟؟ مكنتش سبتك تعمل كل حاجه عايزها لاقي حجج مقنعه يا أنس باشا ، انتَ مش بس مستهتر لا ده انتَ مستهتر و بجح و متربتش و انا شكلي كنت مدلعك و غافل عنك تقدر تقولي الناس اللي اتجوزت بنتهم تعرف عنهم ايييه تعرف عنهم ايه رددد

كان صوتهم مرتفع للغاية حتي وصل إلي نور في الشرفه و يتواجد معها رهف و يوسف و بعد انتهائها من مكالمتهم لوالدها اخدوا يتابعوا الحوار من بعيد فعلمت انه والد انس ... كانت نور تحاول تهدئتهم و إقناعهم أنه لن يحدث شئ فقد قلق الجميع من صوت شجارهم العالي

- رهف خلي بالك من يوسف لحد ما ارجع هروح اشوف في أيه وأحاول أتصرف

- لا لا متروحيش يا نور احسن أحنا مش عارفين ايه اللي ممكن يحصل انتِ مش سامعه كلام ابوه

- متقلقيش يا رهف مش هيجصل اكتر من اللي حصل بس انا مش هسمح حد يتكلم علينا وعلي اخلاقنا

ذهبت نور لهم و تصنعت الصلابة

- لو سمحت ياريت كفايا ازعاج و مشاكل

نظر لها الإثنين في تلك اللحظة

- هي دي بقي اللي انتَ اتجوزتها ؟؟؟ و انتِ اهلك فين يا هانم علشان تتجوزي واحد مستخبي عندك وله لما صدقتي عرفتي هو مين

كاد أنس يرد و لكن قاطعته نور موجهة كلامها إلى والد أنس بنبرة حازمة

- لو سمحت أنا مقدرة موقف حضرتك بس مش هسمح لحضرتك تهيني ابداً ، حضرتك عرفت كده كل حاجة و هو مبقاش خايف من أن حضرتك تعرف خليه يطلقني ويطلع بره حياتي انا بنت ناس و ليا اهل و لو ابنك دخل بيتي دخله علشان اعالجه و جبتله دكتور و كنت ناوية اخليه يمشي و ابنك عمل نفسه فاقد الذاكره لاني بنت ناس سبته يوم في بيتنا و لو قاعد لغايت دلوقتي فهو قاعد لاني مراته حتي لو غصب عني بس حضرتك مدخلتش شقه مفروشه .. و خليه يطلقني

صدم والد أنس للغاية عندما سمع هذا الكلام الذي يوحي بقوه من امامه و لم تخشاه او تخشي منصبه بينما صمت أنس تماماً ولم يرد لتستكمل نور حديثها

- يطلقني و كل واحد يروح لحاله و حياتكوا ترجع تاني طبيعي وحياتي ترجع طبيعية و المهزله دي تخلص

لم يرد عليها بل وضع يده على رأسه بتعب وهو يتذكر كيف علم بالأمر فعندما حاول صديق أنس التكلم مع المأذون لتعطيل الأمر كان قد تأخر بالفعل فعندما ذهب الي المأذون كان قد قام بأخبار الوزير بكل شي والمباركة له علي زواج أبنه ..ليعلم صديق انس أن كل شئ قد دمر بالفعل و ما إن حاول الإنسحاب حتي يحذر أنس ذهب إليه الوزير ليقص عليه كل شي ..لينطلق بعدها والد أنس إلي منزل نور وهو يتوعد لأبنه و قد عزم على طلاق ابنه فمن يدري من تكون وربما تكون قد خدعت أنس ايضاً ؟؟

و رفع نظره ناظرًا إلى نور فيبدو أن تلك الفتاة لا تهتم ابداً لمنصبه .. لقد ظن انها ستحزن بحضوره وتصمم على أحقيتها في إكمال ذلك الزواج و لكن ردة فعلها كانت عكس جميع توقعاته يبدو على تلك الفتاة الأخلاق و الكبرياء و الكرامة ، فمن يدري ربما إذا جلست تلك الفتاة معه أخذ يفكر في حل وما الذي سوف يفعله هو لا يستطيع الثقة بها كلياً ولا بأبنه حتي ظل صامًت لفترة بينما أنس ونور ينظران له بغضب وترقب

ليأخذ لبيب نفسً عميق " انتو مش هتطلقوا وهتكملوا جوازكم عادي جدا "

ردا انس و نور بصدمة في انن واحد " نعممم "

- كده كده خلاص جوازكم شبة اتعرف و هيبقي سمعه ليكي اكتر منه معداش اسبوعين علي جوازكم فطلاق ايه و جوازكم اتسجل بالفعل

اردفت نور برفض تام " لا مش ممكن الجوازة دي تكمل لازم نطلق "

نفي والد أنس برأسه قائلًا بهدوء : بالعكس الجوازة دي لازم تكمل على الاقل جدًا لفترة بسيطة علشان سمعتكوا وسمعتي متدهورش

نفت نور برأسها قائلة بنفس النبرة " لا مش ممكن مش مهم عندي الكلام ده مش هكمل "

صمت والد انس و اشار لأبنه ان يتبعه ناحية الباب ليذهب معه تاركاً نور بمفردها و هي تحاول إستيعاب ما حدث وهي غاضبة بشدة من الأمر فهي لا تستطيع الإكمال في تلك التمثيلية ...
_________________________________________

خارج المنزل عند أنس و والده

- انا همشي و صدقني هنتحاسب علي الموضوع ده بعدين ؛ انتَ و الزفت التاني و تطلقها و نخلص من الموال ده و هستناك في البيت يا محترم علشان نتكلم لما تجيلي و لسه عقابك مخلصش يا انس ..

ليذهب والده عائداً إلى منزله بينما دخل أنس إلى البيت مرة اخري ليجد نور تجلس وهي تضع وجهها بين

- و بعدين ؟؟

رفع أنس كتفيه بعدم اهتمام ليقول بهدوء

" أديكي شوفتي كلامه قالك هنفضل متجوزين فترة علي الاقل "

- و انتً جاي تسمع كلامه في دي انا مليش دعوة بكل ده

- بصي اظن اللي انا هعمله واضح قصادك ملوش لازمة الجدال بقي انتِ ليه عايزة تتعبي نفسك وتتعبيني معاكِ هنفضل فتره كده عيزانا نطلق بعد اسبوع انتِ ناسية مركز ابويا و حتي شكلك انتِ ايه

- خايف علي شكلي انتَ اوي بصراحه اتعب نفسي وأتعبك معايا ليه أنا بقول حل في راحتنا حس يا بني ادم انا مش عارفه انام طول الليل كوابيس برد علي ابويا و انا مرعوبه تكون عمتي كلمته او فتحت الموضوع او عمي كلم ابويا انا بتخيل ميت سيناريو و سيناريو انا حياتي مش مسرحيه

- أنا مش قادر أتكلم دلوقتي وعايز اقعد لوحدي نتكلم بعدين

وما إن انهي كلامه حتي غادر من أمامها بسرعة دون إعطائها فرصة للرد حتي و قررت أن نتحدث مع والدها غداً في الأمر لتذهب إلى غرفة أشقائها وتجلس معهم بعد أن طمئنتهم بإنتهاء الأمر وأخذت تفكر في ردة فعل والدها عندما يعلم وفي الذي سوف تفعله مع أنس بعد اليوم
_________________________________________
في اليوم التالي

استيقظت نور في الصباح الباكر كعادتها لتهبط إلى الأسفل و تجلس على الأريكة وقد رات ان الوقت قد حان بما أن الجميع تقريبا لم يستيقظوا

وما إن امسكت الهاتف حتي سمعت جرس الباب فنهضت و فتحت الباب لتقول بصدمه

- بابا

أبتسم والدها قائلًا بمرح " قررت اعملكوا مفاجأه وانزل مصر اقضي الصيف معاكم قبل ما استلم المنصب الجديد "

كانت نور علي وشك الاجابه فاردف والدها قائلا بصدمه " مين ده "

نظرت نور خلفها لتجد أنس يقف خلفها ...
يتبع...
لقراءة الفصل السادس : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات