القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أنين مكة الحلقة الخامسة 5 بقلم شيماء سعيد

 رواية أنين مكة الحلقة الخامسة 5 بقلم شيماء سعيد 

رواية أنين مكة الحلقة الخامسة 5 بقلم شيماء سعيد 

رواية أنين مكة الحلقة الخامسة 5 بقلم شيماء سعيد 

تجمع أهل الحارة لحضور حفل خطوبة المعلم حنفى على مكة والجميع على شوق وفرحة غامرة لإنتظار ملوك المهرجنات الشعبية ( حمو بيكا ، حسن شاكوش ).
عباس بإبتسامة عريضة ........الليلة هتولع النهاردة يا معلم .
أهل الحارة مش مصدقين إن بيكا وشاكوش جايين حتى بص على وشوشهم مبحلقين إزاى لبعض وبيتهامسوا ( معقول دول هيجوا حارة صغيرة كده ).

أمسك حنفى بشاربه بفخر قائلا..
....بفلوسى أجيب كل اللى يعجبنى وأنا لسه مكلمهم حالا وهما فى الطريق .

وعقبال ما اروح أجيب ست البنات من الكوافير يكونوا وصلوا بالسلامة .

ترجل سريعا المعلم حنفى لمركز التجميل وهنئه فى الطريق كل من قابله .
ثم وقف المعلم حنفى ينتظر أمام مركز التجميل بفارغ الصبر خروج عروسه مكة الذى تأخرت عن موعدها كثيرا.

معلم حنفى بصوت جهورى من الخارج .........يا ست فيفى ، إيه كل ده مخلصتيش عروستى ؟؟

فيفى بإرتباك....شوفتى يا ست مكة ، أهو المعلم جه بره ومستعجل وحضرتك كل شوية بعياطك ده تبوظى المكياج وارجع اظبطه تانى .

إمسكى نفسك الله يخليكِ ، وخلى الليلة تعدى ، المعلم شرانى وأنا مش قده .

ربتت حكمت على كتف مكة بحنو قائلة....يا بنتى ، متشمتيش فيك الناس واعدلى نفسك كده وفكيها ويعالم الخير فين ؟
مكة بغصة مريرة.....حاضر يا أمى.

فقامت فيفى سريعا بإنهائها سريعا مرة أخرى ، لتطلق بعدها الزغاريد وتفتح الستار .

فابتسم المعلم حنفى وولج للداخل لينظر لـ مكة بحب ظاهر فى عينيه قائلا....إيه الجمال ده كله يا ست البنات ، ده كده صح الأغنية اللى بيقولوها.......والله يا واد وعرفت تنقى .

يلا بينا على ست البنات وحاول الإمساك بيديها ولكنها سحبتها على الفور .
فنظر لها بغضب قائلا....خلى الليلة تعدى .
الزفة فى إنتظارنا هنطلع يعنى زى الأغراب كده .
على الاقل إمسكى فيه أنجشيه .

فأمسكت بنفور مكة طرف بذلته .
وخرجوا معا ..ليزفهم شباب الحارة حتى مقعدهم على المسرح المعد لهم فى وسط الحارة .

وما هى إلا لحظات حتى حضر المطرب حمو بيكا وحسن شاكوش ، لتعلو صيحات الشباب بالترحيب وتطلق النساء الزغاريد ، ويقوم الاطفال بالتصفيق .
ليبدؤا فى إنشاد اغانيهم التى تعتمد على الموسيقا الصاخبة أكثر ما هو صوت مع كلمات بذيئة ضرت بعقول الشباب ومنها ..

اغنية بنت الجيران .

سكر محلي محطوط على كريمة، كعبك محني والعود عليه القيمة
وتجيني تلاقيني لسه بخيري، مش هتبقي لغيري
أيوه أنا غيري مفيش
بنت الجيران شاغلة لي أنا عينيّ، وأنا في المكان في خلق حواليّ
مش عايز حد ياخد باله من اللي أنا فيه
وأيضا ""
بعشق ضَحِكُه عنيكي بِمَوْت عليكي انتي الْهَوَا
عائِز أَضْحَك يَا قَلْبِي خليكي جَنْبِي ونموت سُوء
عشقك دَه عَشِق طَاغِي قَالِب دِماغِي وَجُودك دُوا
عشقك دَه عَشِق طَاغِي قَالِب دِماغِي وَجُودك دُوا

اخذ الشباب بيد المعلم حنفى ليرقص على تلك الأغانى الصاخبة ، بينما رفضت مكة القيام للرقص مثله .
وبينما الكل فى حالة فرحة ورقص تفاجئوا بتكسير فى درجات المسرح من قبل حمادة النمس بجانب ولوج زوجتيه إجلال وتهانى على المسرح ، بملابس سوداء قاتمة كأنهم فى عزاء بجانب قيامهم بالصراخ والعويل ، وأمسكت كلا منهما بعصا غليظة فى يدها .

وعندما وجد المطرب حمو وشاكوش أن الفرح سيحول لمأتم لاذوا بالفرار .

صاحت كل من إجلال وتهانى فى وجه مكة قائلين .....إن شاءالله هتكملى الليلة فى المستشفى يا عروسة .
فصرخت مكة ""
فأسرع لها حنفى ليحاول التصدى لهم بعد أن صرخ غاضبا فيهم بقوله .......ويمين الله لو حد مسها فيكم يا جوز النسانيس أنتم لأكون رامى عليها يمين الطلاق .

ولكنه تفاجىء بعد إنهاء كلماته بضربة على مؤخرة رأسه أدت لسقوطه غارقا فى دمائه .

وكانت الضربة من قبل حماده الذى أبتسم قائلا....كنت فاكر هتقدر تخدها منى يا معلم ، أدينى أخدت حقى منك وهخدها غصب عنك .

ولكنه فجأة صرخ عندما رأى زوجتى المعلم حنفى يرفعون العصا التى فى أيديهم على مكة غاضبين .

فصرخ حمادة قائلا .....والله ما هسيبكم لو مستوها بأذى يا ولية أنتِ وهى .

ولكنهم لم يستجيبوا لصراخه وقرروا أن يفتكوا بها .
فضربوها ضربا مبرحا بالعصا فاستغاثت مكة بوالدتها التى أسرعت إليها على الفور ولكن للأسف باغتوها هى الأخرى بالضرب على رأسها بالعصا بقوة شديدة
حتى خارت قواها .

فسقطت رغما عنها أسفل المسرح لتلقى حتفها على الفور .

لتصرخ مكة صرخة مدوية هزت الحارة....أمى أمى.

فصفعتها تهانى على وجهها قائلة ....فى داهية أنتِ وأمك يا خطافة الرجالة ثم باغتتها أيضا بعضة فى ذراعها لتصرخ مكة من الألم .

وكادت أيضا أن تنهى حياتها بضربها على رأسها بالعصا كما فعلت مع والدتها .
ولكن حمادة النمس أنقذها فى آخر لحظة حيث أمسك بالعصا من يدها ثم قام بدفع تهانى أرضا فسقطت مغشيا عليها .
.............

اتصل سريعا بعض من أهل الحارة بالشرطة لفض هذا الصراع قبل أن يتحول إلى مقتل الكثير .

فانطلقت سيارة الشرطة فى طريقها للحارة وكان قد تم إستدعاء النقيب ركان للمشاركة فى فض هذا النزاع والقبض عن المسئولين فيه .

فاستجاب على الفور ركان وانطلق بسيارته نحو المكان .

أقترب حمادة من مكة والحزن فى عينيه على وجهها الملطخ بالدماء والسواد من أثر الضرب بجانب صراخها الذى لا يتوقف على والدتها.

حاول حماده مسح وجهها بيديه ولكنها صرخت به قائلة ......أبعد عنى .
حماده بعتاب ......أبعد إيه بس بعد كل ده ؟
إظاهر مفيش فايدة فيكِ وهتيجى بالغصب بدال مش نافع معاكِ حنية وكلام حلو .

فقام على الفور بحملها وحاولت مكة الفرار منه وركله بأقدامها ولكنها لم تستطع لضعف بنيانها وقوة بنيانه .

ثم قام حماده بالركض بها والتصدى لكل من حاول الأقتراب منه .

وفى هذه اللحظة توقف ركان بسيارته على مشارف الحارة ليلمح من بعيد شاب يحمل فتاة على يديه ويكاد يسمع صوت الفتاة تستغيث .

ليترجل ركان سريعا من سيارته ملاحقا هذا الشاب الذى يركض بتلك الفتاة .

ركان بصوت عالى ليوقفه وهو يلهث ورائه ........بوليس ، أقف عندك وألا هصيبك بسلاحى .
إضطرب حماده قائلا .....وده طلعلنا منين ؟
يعنى ايه كل اللى عملته ده على الفاضى ، ده حتى ملحقتش اتهنى بيها .

أكمل جرى بس هيلحقنى عشان أنا شيلها وتقيلة ، طب العمل ؟؟
أحسن حاجة انزلها وأسبهاله يتلهى وأنا فوريره أهرب ،.
هى شكلها وشها نحس على كله باين .

وبالفعل أنزلها حماده على الأرض وكانت مكة شبه فاقدة الوعى جراء صدمتها فى موت والدتها وايضا ما تعرضت له من عنف وضرب من زوجتى المعلم حنفى .

تفاجىء ركان بالهارب يضع الفتاة على الأرض فأسرع إليها ليطمئن على حالها .
و لاذ حماده بالفرار سريعا بعد إنشغال ركان بـ مكة وهذا ما قصده بتركها .
إنفعل ركان بعد فرار حماده وقبض على يديه بغضب قائلا.....بتفتكر كده إنى مش هعرف اجيبك يعنى ؟
لا هجيبك ولو كنت تحت سابع ارض .

ومع كل خطوة يقترب بها ركان من مكة الملقاة فى الأرض شعر ركان بتسارع نبضات قلبه .
فتسائل لما ؟
من تكون هذه حتى ينبض قلبى لها بهذا الشكل ؟

وما أن أقترب منها محاولا تحديد ملامحها التى تأثرت بفعل الضرب .
ففطن على التو إنها هى فتاة الرصيف التى رآها البارحة وعصفت به .

ركان بإندهاش بعد أن وضع يده على جبهته...معقول دى هى البنت بتاعة امبارح ؟
يا ترى إيه حكايتها ؟ وإيه اللى وصلها لكده ؟
وليه الشخص ده كان عايز يخطفها ؟
وليه قلبى دق اووى كده ليها ؟
معقول هتقدر تأثر فيك بنت زى دى ؟
لأ فوق يا ركان وأعرف كويس انت مين ؟ وهى مين ؟

ولكن لم يطيعه عقله وأطاع قلبه وانحنى بجذعه إليها فوجدها شبه فاقدة الوعى ولكن تُتمتم بكلمات فأقترب منها أكثر فسمعها تقول ....استغفر الله ، الحمد لله .

ركان بذهول.......أنتِ يا بالظبط ، حتى وأنتِ كده بتذكرى ربنا ، قلبك ده نوعه إيه بالظبط فهمينى؟

بس المهم دلوقتى ألحقك بعربية إسعاف وبعدين أعرف أنتِ مين بالظبط وإيه حكايتك ؟

وبالفعل أتصل ركان بالأسعاف لتأتى سيارة الإسعاف بعد عدة دقائق كان يتأمل ركان وجهها محاولا حفظ ملامحها فى ذاكرته .

كما أصر هو على حملها بداخل سيارة الإسعاف وكان يود أن يصطحبها للمشفى ولكن عليه أن يتابع عمله ويكشف سر تلك الفتاة وسر الشجار الذى حدث فى تلك الحارة .

فتركها وذهب للحارة فوجد سيارة الشرطة قد أتت فتقابل مع زملائه ليبدئوا التحرى عن ما حدث .

ومعاينة الجثة التى أشاروا له بها ، التى تبين له بعد التحقيق إنها أم العروس المختطفة ، أى أم تلك الفتاة الغريبة التى ظهرت فى حياته وستكون سبب فى قلب حياته رأسا على عقب .

ثم نظر لذلك المصاب المعلم حنفى فطلب الإسعاف مرة أخرى لنقل جثة السيدة حكمت ثم سيارة أخرى لنقل المصاب المعلم حنفى ثم القبض على سبب الشغب وهو زوجتيه ، السيدة إجلال والسيدة تهانى .

ثم بدء فى سماع أقوال الشهود التى بصددها تعرف على حياة ملاكه النائم فى المشفى .

وتسائل لما وافقت بنت عشرينية على رجل فى عمر أباها ، هل بسبب المال ؟
أم لإنها يتيمة وتفتقد حنان الأب ؟

وكيف سيكون حالها الأن بعد أن فقدت أيضا أحن الناس عليها وهى الأم .

فالأم بعد أن تموت ينادى منادى من السماء ( لقد ماتت التى كنا نرحمك من أجلها ، فاعمل لنفسك )
فليس هناك قلب على وجه الأرض يعادل قلب الأم ولو أحبك الناس جميعا .

ثم تحرى عن ذلك الخاطف وتعرف على اسمه ( حماده المنسى ) وهو فتوة الحارة الذى يأخذ المال من أجل نصرة الضعيف كما إنه متيم فى حب عروس المعلم حنفى لذا أفسد الليلة هو وزوجاته ، كما خطف العروس ( مكة ) .

وهنا صُدم ركان وحدث نفسه ......ايه هو كله بيحبك هنا ولا إيه ؟
مع إن شكلها عادى جدا ؟ فإيه السر ؟

فتحرى ركان عن سلوك وأخلاق مكة ....فشهد لها الجميع بحسن الخلق ، واثنوا عليها وأن كل أهل الحارة يحبونها فهى دوما مبتسمة ، تواسى الجميع فى الوقت التى هى فى أمس الحاجة للمواساة ، تساعد أهل الحارة بكل ما تستطيع ليس بالمال ولكن بقضاء مصالحهم بجانب تدينها الظاهر ولسانها الذى لا يفتر عن ذكر الله .

ركان ........ياه ، كل ده فيكِ يا مكة ، أنتِ بشر زينا ولا ملاك ، ولا ممكن تكونى بتمثلى ده ؟

مهو مش معقولة كل الصفات دى فى إنسانة بالشكل ده والظروف دى ؟
..................
طلب الطبيب من اللواء مجدى وابناؤه المغادرة ، فلا فائدة من وجودهم بالمشفى ،فهى فى رعايتهم وإن حدث اى شىء سوف يقومون بالإتصال به .

فغادر مجدى ورياض إلى عملهم وعادت ريم للمنزل وانتهزتها فرصة لعدم وجود أحد بالمنزل سوى المربية والخادمة .
فولجت إلى غرفتها وأخذت تنتقى من بين ملابسها شىء يلفت الأنظار .

فانتقت فستان قصير باللون الأسود يصل إلى ركبتيها ثم أردت أسفله جوربا شفاف طويل لامع أعطى مظهرا جذابا لسيقانها .

ولا يخفى أيضا أن الفستان ضيق يبرز جسدها ثم وضعت على كتفها شال من الصوف باللون الوردى .
ثم وقفت أمام المرآة لتضع العديد من مستحضرات التجميل على وجهها ثم صففت شعرها ذو اللون الكستنائى بحرافية وجعلته ينسدل على ظهرها ، كما وضعت عطرها المميز .

لتقف بعضها للحظات تتأمل نفسها ثم طبعت قبلة على الهواء لنفسها قائلة....إيه الجمال ده كله يا ريمو ؟
ده أنا هجنن البنات قبل الشباب النهاردة .

وكده لازم أكيد حاتم هيقع فى شباكى ومش هيقدر المرة دى يقاوم ويمثل التقل .

أستعدت ريم للخروج من باب الشقة ، لتراها الدادة إكرام فتتسع عينيها بذهول قائلة.......ست ريم ، هو حضرتك رايحة حفلة ،والست الوالدة فى المستشفى ؟

فزفرت ريم بضيق وقالت بوجه متجهم....حفلة إيه على الصبح ، أنا رايحة الكلية ، ومامى بخير دلوقتى.

إكرام بإستنكار ........بس يا بنتى ، أنتِ مش متعودة على اللبس ده للكلية ، وأظن ده مش مناسب لمكان علم .

فغضبت ريم حتى برزت عروقها وتغير لون وجهها لتصيح فى وجهها بكل تكبر غير مراعاة لسن مربيتها أو أدنى احترام لإنسانيتها.........وأنتِ مالك ، وإيه يدخلك فى اللى ألبسه ، دى حاجة متخصكيش ، أنتِ مجرد شغالة عندنا بس ، فمتتعديش حدودك .
أنت فاهمة ؟

فنكست إكرام رأسها بخزى وقهر قائلة.......أنا اسفة يا ست ريم ، كتر خيرك يا بنتى .
ثم تلألأت الدمع فى عينيها فالتفتت مغادرة كى لا تراها .

أما ريم فتوجهت إلى الكلية غير مبالية بما فعلته من كسر خاطر مربيتها .

ولجت ريم لداخل جامعتها فجذبت جميع الأنظار إليها .
فكان منهم متغزل فى جمالها الفتان ، ومن الفتيات من كانت تنظر له بعين الحقد والحسد لإنها أجمل منهن وأخرين مما متعهم الله بنعمة غض البصر اشاحوا بوجههم عنها واستغفروا الله ودعوا لها بالهداية والستر .

وعندما ولجت ريم للمحاضرة فى المدرج ،عرض عليها كثير من زملائها الشباب بأن تجلس بجوارهم ولكنها اعتذرت .
فأقتربت منها صديقتها المقربة ( هيام ) قائلة....
أهلا بالأميرة الساحرة ريم ...إيه يا بنتى الجمال والدلال ده كله والله هتجيبى جلطة للبنات وتجننى الولاد .
فضحكت ريم بصوت عالى أذاب قلوب محبينها ، واستطاعت به بلفت أنظار من تريد ( حاتم المرشدى ) .
فتحدث حاتم لصديقه جلال .......مش دى بنت مجدى الزيات ؟؟
جلال بنظرة إعجاب لها.......قصدك سندريلا الزيات ، حاجة كده فوق الوصف ، جمال ودلال .

حاتم بلا مبالاة.........مش اووى كده يعنى ، أنتم مأفورينها ومطلعنها فى العالى ، هى حلوة مقلناش حاجة بس اكيد فيه برده أحلى وأرق منها ومناخيرها مش فى السما كده زيها .

جلال بسخرية....من حق الجميل يدلع يا عم ، دى الكل بس مستنى منها نظرة أو كلمة وهى مش معبرة حد .

حاتم بغرور .... ....ياسلام يعنى !
أنت شكلك مش مقدرنى على فكرة ، أنا بس لو شورتلها بطرف عينيه هتيجى تقعد جمبى ، ولو بس اديتها كلمتين حلوين هتدوب فى هوايا .

جلال.....يا متمكن ، بس مش عارف ، هى غير يعنى كل البنات ، تقيلة اوى مش بالساهل .

حاتم بثقة.......مش على حاتم ، طيب تراهن ؟
جلال...........أراهن يا عمنا ورينا الشغل العالى ،خلينا نتسلى .

فسدد حاتم نظرات الإعجاب إلى ريم ، فابتسمت محدثة نفسها.....أخيرا ،خدت بالك منى .
وكاد قلبها يتوقف عند وجدته يقف مشيرا إليها أن تجلس بجواره .

ليتابع إشارته بهمسات من فِيه .....أتفضلى أنسه ريم .

فهامت ريم ووجدت نفسها تتجه إليه والجميع يهمس ......يا بختك يا ابن المرشدى ، يارتنى كنت أنا .
أما كريم الشاب الذى أحبها بصدق فأشاح وجهه عندما رأها بتلك الملابس محدثا نفسه.......ليه كده يا ريم ؟
أنتِ مش محتاجة تلفتى النظر باللبس المثير ، صدقينى مفيش أجمل من الأحترام ، ده أنا كنت منتظر اليوم اللى أشوف وشك منور بالحجاب .
تقومى تقلبيها كده يا خسارة يا ريم .

ومما زاد غضبه رؤيتها جالسة بجانب حاتم المرشدى ، تتبادل معه النظرات والضحكات ، فلم يتحمل كريم ذلك فغادر المدرج على الفور .

حاتم متغزلا فى ريم ........مكنتش أتصور إنك مش جميلة بس ، لا دمك خفيف كمان .

ريم..........ميرسى يا حاتم ، أنا كمان مبسوطة إنى أتعرفت على شخصية لذيذة زيك .
فهل سيفوز حاتم فى الرهان ؟؟
.................
أنهى ركان تحرياته وذهب مسرعا إلى المشفى المتواجد بها مكة .

فوجدها على سريرها تضم رجليها إلى صدرها ومستندة برأسها على ركبتيها وتبكى بكاء مرير .
فخفق لها قلبه وأقترب منها وبصوت منخفض.........أنسة مكة ، شدى حيلك ، البقاء لله .

دق قلب مكة لسماع صوته قبل أن تراه ، فقد حفظت نبرة صوته فى ذاكرتها جيدا .

فرفعت رأسها على خجل ممزوج بالحزن الشديد.......لتتلاقى أعينهم فى نظرة طويلة ولكن سرعان ما خفضت نظرها خجلا قائلة بصوت منبوح من البكاء ......أمى يا سيادة الرقيب ، راحت منى ، ومبقاش ليه حد فى الدنيا ، ثم انهمرت بالبكاء مرة أخرى .

ركان مسددا النظر إليها ليرى إنطباع ما سيقوله على تعبيرات وجهها .......معلش شدى حيلك ، بس ازاى ملكيش حد ، مش عندك خطيبك المعلم حنفى ؟
وزى ماعرفت ، انكم هتجوزوا قريب .

مكة بإنفعال....كفاية حرام عليك ، أنا مش قادرة أتكلم ولا عايزة أتجوز ،سبنى فى اللى أنا فيه .
ربنا وحده العالم بحالى وهو يتولانى .

إندهش ركان لغضبها ولكنه لم يدرك بعد السبب فاسترسل قائلا ......طيب خلاص هدى نفسى شوية ، طيب ممكن أسئلك شوية أسئلة ؟

مكة..........أرجوك انا مش قادرة أتكلم ، ياريت تسبنى لوحدى دلوقتى ثم انفجرت فى البكاء مرة أخرى .

شعر ركان بغصة فى قلبه من بكاؤها وتمنى ولو أقترب منها ومسح بيديه دموعها ،بل وأخذها فى أحضانه ليشعرها بإنه بجانبها ولن يتركها .

ولكنه نفض عنه سريعا تلك الأفكار ، وعاد لكبرياؤه ، وقرر أن يتركها لبعض الوقت لتهدء ثم يعود لها مرة أخرى .
ركان ....خلاص خلاص ، هدى نفسك يا أنسه واهتمى دلوقتى بصحتك عشان تقدرى تخرجى من هنا .
وأنا همشى دلوقتى عشان ترتاحى ، بس لازم أجى تانى عشان نكمل تحقيق فى اللى حصل .
مكة بتنهيدة ألم ....أرتاح ، هو بعد اللى حصل ، ممكن أرتاح .
طيب هشتكى لمين وهرمى راسى على صدر مين ؟
ومين هيطبطب عليه ، ياريت كنت أنا اللى موت مش أمى .
رحمتك يارب ، والصبر من عندك يارب
ثم دخلت فى نوبة بكاء هيسترية .
فلم يتحمل ركان رؤية دموعها ، فآثر أن يبتعد الأن حتى تهدأ ثم يعود الإطمئنان عليها .
...........
وتم القبض على زوجتى المعلم حنفى وجارى البحث عن حماده المنسى وتم الإفراج عن عباس لعدم وجود شهود على اشتراكه فى أعمال الشغب فعاد إلى منزله حزينا ليس على موت زوجته ولكن على فشل الزيجة التى سوف كانت مصدر السعادة والمال له .

عباس ......يادى الفقر اللى أنا فيه وبعدين يا عباس هتجيب فلوس الكيف منين دلوقتى ؟؟
والست ماتت والبت معرفش راحت فين والمعلم خلاص خده الغراب وطار .

وبينما هو كذلك إذ بباب الشقة يفتح ، فنظر عباس ليجد أمامه مكة بعد أن خرجت من المشفى على مسئوليتها بعد مغادرة ركان .
ففرح لعودتها ثم قام من مجلسه قائلا بتودد.........اهلا بالغالية ، حمدلله على السلامة نورتى بيتك .

مكة بغصة مريرة.....إزيك يا عمى .
عباس........بخير يا بنتى .

ثم تصنع البكاء قائلا.....محدش هيصبرنى على موت أمك إلا أنتِ عشان من ريحتها .

خشى يا بنتى غيرى هدومك وارتاحى ، عشان تقدرى تروحى شغلك وميخصموش منك ولا مليم .

وهنا أدركت مكة سر الترحيب بها بهذا الشكل ، فولجت لغرفتها باكية .

تناجى ربها.....يارب مبقاش ليه حد غيرك ، فتولنى برحمتك ونجنى من شر عباس .

ولم تشعر مكة بنفسها إلا وقد غطت فى نوم عميق من كثرة البكاء والإجهاد .
..........
بعد أن انتهى ركان من عمله ذهب للأطمئنان على والدته فى المشفى وحمد الله على تحسن صحتها بعض الشىء ثم تفاجىء بزيارة شاهيناز ووالدتها .
فاضطر للأبتسام والترحيب من أجل والدته .
شاهيناز........ألف سلامة عليكِ يا طنط.
سهام...الله يسلمك يا حبيبتى .

معلش تعبى غطى على فرحتكم شوية لكن إن شاءالله أول مخرج بالسلامة هنحدد معاد للخطوبة بإذن الله .
والدة شاهيناز.........المهم تقومى بالسلامة .
ودلوقتى مش هنكتر عليكِ الكلام عشان متتعبيش وهنستأذن .

يلا بينا يا شاهى.
شاهيناز....يلا يا مامى.

غمزت سهام لركان قائلة .......وصل عروستك يا ركان .

كز ركان على أسنانه بغيظ ولكنه تصنع الترحاب قائلا.......اه طبعا طبعا ، أتفضلوا.

فابتسمت شاهيناز بخجل ، ولكنها ظلت طوال الطريق تثرثر معه حتى مل من الرد عليها فتركها تثرثر بدون أن يستجيب لها فى الحديث .

حتى وصلا بهم إلى منزلهم فحمد الله أن سيتخلص أخيرا من ثرثرتها .

ركان. محدث نفسه .........اوف دى عليها لسان ، هتشلنى بيه ، ربنا يرحمنى من الجوازة دى ، ربنا يسامحك يا ماما .

ثم جال على خاطره مكة فابتسم وقرر أن يعود إليها فى المشفى ليطمئن على حالها .

وبالفعل توجه للمشفى ولكنه حين ولج إليها لم يجدها فى غرفتها ، فدق قلبه بشدة وتوتر ثم أستدعى الممرضة لتخبره "''
المريضة يا فندم مضت إقرار على نفسها ، إنها هتمشى وهى تعبانة بس تتحمل مسؤوليتها .

ركان بقلق..........طيب متعرفيش راحت فين ؟
الممرضة........لا يا فندم معرفش حاجة .
ركان ..طيب اشكرك .
سلام .

تصارعت الأفكار فى عقل ركان وتسائل .....يا ترى راحت فين وهى بالشكل ده ؟
معقول تكون روحت بيتها فى الحارة ؟
طيب اعمل ايه ؟ أروح لها هناك ؟
بس بصفتى إيه ؟؟

يتبع...
لقراءة الحلقة السادسة : اضغط هنا
لقراءة باقي الحلقات : اضغط هنا
نرشح لك رواية وعد ومكتوب للكاتبة أسماء ابراهيم

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات