القائمة الرئيسية

الصفحات

نوفيلا متعجرف وقع في شباك ناضجه الفصل الاول 1 بقلم فاطمه سلطان وداليا عز الدين

 نوفيلا متعجرف وقع في شباك ناضجه الفصل الاول 1 بقلم فاطمه سلطان وداليا عز الدين

نوفيلا متعجرف وقع في شباك ناضجه الفصل الاول 1 بقلم فاطمه سلطان وداليا عز الدين

نوفيلا متعجرف وقع في شباك ناضجه الفصل الاول 1 بقلم فاطمه سلطان وداليا عز الدين

فى الرابعه صباحا ... كانت نور تسب وتلعن نفسها طوال الطريق منذ خروجها من الاسكندرية من ساعتين تقريبًا قاصده الذهاب إلى بيتها الذي يتواجد في أحد المناطق الجديده النائيه .. فهي الأخت الكبري ولديها أخت في العشرين من عمرها وطفل في العاشره تقريبا .. فهي تري نفسها والدتهما منذ وفاه والدتها منذ سبع سنوات

ولكن أي والده تفعل ما فعلته ؟! ما كان يجب أن تسمع كلامهما ابدًا .. فأين كان عقلها الناضج حينما وافقت علي أن يسافروا بدون علم والدها ؟؟ قاصدين الأستمتاع بالهواء الطلق بعد انتهاء الفصل الدراسي الثاني من العام ولكن دائمآ تأتي الرياح بما لا تشتهي السُفن فقد تعرض أخيها "" إلى حادث صغير وقع من فوق الدرج

ليذهبوا به إلى المستشفى وهو مجروح في رأسه وحينما انتهوا وحمدوا ربهم ... عادوا إلى تلك الشقه التي استأجروها في الصباح ... ليجدوا حقائبهم قد سُرقت ليحدث شجار كبير بينها وبين صاحب العماره

لينتهي بها الأمر أن تعود إلى القاهره وتتقبل عقوبه القدر التي فُرضت عليها بسبب كذبها علي والدها

ولحسن الحظ كانت الأموال في تلك الحقيبه الصغيره التي تحملها وبها البطاقات الشخصيه وكل شئ هام فلم تستطع أن تتشاجر أكثر من ذلك خوفًا علي اشقائها وفي النهايه الحل الأمثل كان الرجوع في هذا الوقت المتأخر من الليل ..

كانت رهف تجلس بالمقعد الذي يتواجد بجانب نور وهي في العشرين من عمرها وفي كليه الطب تحديدًا قد انتهت من عامها الثالث وتنتظر النتيجه ..

حاولت أن تتحدث بأي شئ قد يجدي نفعاً وتهدأ اختها فلا شك أنها هى وأخيها الصغير من أصروا علي ذلك

- ممكن تهدي يا نور احنا علي طريق .. يعني في النهايه الحمدلله ربنا ستر ويوسف كويس

لتتحدث نور بنبره غاضبه تمامًا و أعصاب منفلته فالله وحده يعلم شعورها بالذنب إتجاه إصابة اخيها و كذبها علي والدها وسرقتهم فهناك براكين بداخلها لا تخُمد

= ياريت مسمعش صوتك وكفاية اللي انا فيه وهفضل ألوم نفسي

{ نور في السابعه و العشرين من عمرها .. خريجه كليه لغات وترجمه وتعمل بأحدي الشركات كمترجمه بعد اخذها العديد من الكورسات وأغلب عملها من المنزل بواسطه الحاسوب لتتفرغ لأشقائها .. فوالدها يعمل منذ سنوات طويله فى أحدي دول الخليج العربي من أجل لقمه العيش فى الخارج و تغرب ليصبح أولاده في مستوي معيشي افضل كحال الكثيرون .. تعتبر نور نفسها ربه المنزل وترفض أن ترتبط بأي شخص من أجلهما و لم يدق قلبها لأحد فهي تغلق قلبها وتغلق كل حواسها ولا يوجد في قاموسها شي يُدعي الحب }

- خلاص بقي متكبريش الموضوع ... كنا ممكن نتسرق هنا تحصل وبطلي تلومي نفسك احنا السبب و بالأخص انا يوسف صغير العيب عليا لأني عارفه أنك ضعيفه قدامه بسبب تعبه

- انا مش صغيره ومكنش ينفع أسمع كلامكم مهما حصل وادي النتيجه والله أعلم كان ممكن يحصل ايه كمان بسبب كدبنا

كان يوسف شبه نائمً فى الخلف ورهف كانت قد ربطت له حزام الأمان لتستكمل نور حديثها

- اللي حصل وارد يحصلنا هنا بس كل ده كان بسبب كدبنا و خداعنا لبابا .. ومعتبر أنه سايب واحده كبيره معاكم اقتنعت بكلمتين منكم واتصرفت غلط

وفي لحظه ما تجد شاب لا تعلم من أين ظهر فجأه فهذه المنطقه شبه صحراء وفارغة ومازالت الدنيا عتمه حاولت بقدر الإمكان أن توقف السياره ولكنها بالتأكيد لم تستطع وصدمته لتشهق وتستخدم الفرامل مره واحده وتصطدم بالمقود ويفيق أخيها ولحسن الحظ أن ذلك الحزام كان مصدر أمان له

لتشهق بصدمه وهى مازالت تستوعب ما حدث لا شك أنهما شبه بمفردهم فى الطريق ولا تقف أي سياره في هذا الخلاء حتي وإن وجدت قتيل .. نزلت نور من السياره وهى ترتجف لتلحقها اختها بعد ذلك و تحاول فعل أي شئ و تعرف هل هو علي قيد الحياه أم لا ؟

نور بكت وشعرت بالذعر لا تعلم كيف ومتي أصبح أمامها و هل كان يعبر الطريق ؟ فلا يوجد شي كهذا هنا فإلي اين سيذهب في هذا الخلاء فلا يستطيع احد أن يمشي هنا إلا بسيارته ولا يقف فى منتصف الطريق حتي إلا إذا كان يري حياته غير مهمه فهناك فارق كبير بين المناطق الشعبيه العامره والمناطق الجديده بالوحدات السكانيه المختلفه التي لا يوجد بها عمار سوا بداخلها فقط .. فكيف آتي أمامهم ؟

رهف كانت متوترة هى ايضا حتي وإن كانت محترفه منذ سنوات في الطب وليست طالبه فهما ليس لديهما أي اعصاب منذ بدايه اليوم والحوادث تنزل فوقهم كالصواعق

- هو لسه عايش ونفسه مظبوط بس في دم فى رجله وشويه جروح تقريبًا في جسمه

نور بذعر وعدم تفكير : يلا نوديه المستشفي !!

رهف أيضا لا تفهم فى القوانين ولا تعرف عقوبه اختها ولا تعرف ما هو القانون ولكنها بالتأكيد قلقه

- انا حاسه أنه كويس مفيش داعي وكمان انا ممكن اتصرف في البيت ..

نور بعدم تفكير واصبحت تتحدث بكلام غير مفهوم وكأن عقلها توقف عن العمل فقط لا تسمع شًئ سوي دقات قلبها العنيفه من الخوف والقلق فماذا سيحدث معهما وكانت ايضا تنظر علي الطريق وهو شبه فارغ ونادرًا ما تمر سيارة ولا يفكر احد أن يقف لدقائق .. وكان هناك أشخاص من بعيد ظنوا أن هذا المتعجرف قد انتهت حياته وفروا هاربين

= نسيبه

_________________________________________

في المنصوره .. كان يجلس ممدوح (( عم نور )) مع زوجته كعادتهم بعد صلاه الفجر وكان ذهنه صافي تمامًا و لكنه فجأه يتغير مزاجه حينما تذكر أبناء اخيه الوحيد الذي يعمل في الخارج

ممدوح في الخامسه والخمسون من عمره يعيش في بيت العائله الذي كان يقيم به منير حتي قبل سفره الي القاهرة وقبل زواجه وقبل غُربته ، ممدوح لديه أربعة ابناء تزوجو جميعاً حتي ان أخر فتاه وتعتبر اصغر أبنائه كان زفافها منذ عام ....

ممدوح بشرود و لكن بصوت مسموع حتي يصل إلى زوجته " ياتري عاملين ايه عيال منير دول بقالنا كتير مشفنهمش يمكن من ساعه فرح زينب "

زوجته وهي امرأه في الخمسون من عمرها طيبه و لينه القلب عكس زوجها تمامًا " اه والله نبقي نروح في مره كده نشوفهم و نقعد كام يوم معاهم ايه رائيك ؟ "

ممدوح بتفكير و تردد " مش عارف لما اشوف ربنا يسهلها "

زوجته بعتاب علي تردده في الذهاب " واحنا ورانا ايه يا ممدوح ما احنا طول النهار قاعدين لوحدنا ولا عيل و لا تيل ولا حد رابطنا من العيال كلهم الحمدلله في بيوتهم ، و بعدين العيال دول صعبانين عليا عايشين لوحدهم كده يعني بطولهم و هما ولايا "

ممدوح بسخريه و انزعاج " و انتِ الصادقه احنا في سيبان وفجور .. أخويا الغربه نسته الأصول كان المفروض من اول ما مراته ماتت كان يرجع و يقعد مع عياله مهما كانت التبريرات او ياخدهم عنده "

- انتَ عارف أن لقمه العيش صعبه وهما خدوا علي مستوي معين في عيشتهم وكمان مش سهل أنه يرجع و يأسس لنفسه شغل جديد هنا ولا سنه ولا الدنيا تسمحله بكده و غير أن صعب العيال طول عمرهم هنا و اللي بتشتغل و اللي في الجامعه صعب يغيروا عيشتهم مره واحده وبصراحه أحنا اللي كان المفروض نهتم بيهم فى غيابه .

ممدوح بانزعاج وقد رمقها بنظره غاضبه " ولا نهتم ولا منهتمش .. فينك يا أبويا عشان تشوف أن احفادك البنات قاعدين لوحدهم ولا حاكم و لا حاكمه ده ابويا الله يرحمه لو كان عايش كان يطير فيها رقاب "

- الزمن اتغير و بعدين البنات بصراحه محترمين حتي ده كان نفسي والله البت نور كانت تتجوز اسامه ..

ممدوح بلا مبالاه : أسامه بنته الكبيره عندها سبع سنين وهما ساعتها قالوا انها لسه بتكمل دراستها و كان نصيب بقا ... اصل العيال دي عيارهم فالت وقعدتهم لوحدهم دي هتجيب المصايب

وانا مش مجبر اسيب بيتي و اروح اعيش في مكان كأنه زي المدافن و لا فيه روح و لا فيه حركه ده لو حد مات مبيحسش بيه حد و انا مرتحش إلا فى بيتي ..

_________________________________________

نعود مرة اخري إلى الشجار الذي يحدث بين الأشقاء

رهف بصوت مرتفع نسبيًا فلا يوجد غيرهما وتلك السيارات التي تمر سريعا و تترك خلفها رياحً فقط

- انتِ مجنونه يا نور ؟ تمشي ايه ازاي عايزه تمشي وتسيبي الراجل اللي خبطيه مش معني أني بقولك انك متخدهوش المستشفي أننا نسيبه يموت تفكيرك ده هيودينا في داهيه حالته مستقره لازم ناخده معانا البيت وانا هتصرف معاه حالته مش صعبه ..

نور بغضب و انفعال " الجنان فعلا أننا ندخله بيتنا ونعدي من البوابه وهو بحالته دي انتِ مش دكتوره يا رهف انتِ لسه طالبه هنروح المستشفي "

رهف بانزعاج " نور صحيح انا مفهمش كويس بس علي الأقل اقدر اساعده لغاية ما نشوف أيه الوضع ويفوق و نفهمه اللي حصل ونروح ساعتها المستشفي بيه بعدين المستشفي بعيده عن هنا احنا قربنا علي البيت "

و حاولت رهف ان تلعب علي الوتر الحساس بداخل أختها و تستعطفها من ناحيه ذكر حادثه والدتهما

= متنسيش ماما الله يرحمها ماتت بسبب شخص خبطها و مشي ومنعرفش هو مين ..

شُعرت نور بالذنب وحاولت رفعه بقدر الإمكان هى واختها رهف حتي أن يوسف حاول أن يساعدهم ودخلوا بأعجوبة

وذهبوا إلى البوابه بعد دقائق من السير و حينما شاهد الأمن أن الصغير رأسه مصابه لم يركز في هذا الوقت أن هناك احًد بالسيارة تحديدًا أنه شبه جعلوه نائمًا علي ارضية السياره و رجله مرفوعه إلى أعلي علي رجل يوسف في وضعيه مضحكه رغم الموقف فهم حملوه بصعوبه شديده

ركنت نور سيارتها فى مكان قريب من نافذه تتواجد في الطابق الأول ببيتهم ، فهو يتكون من طابقين

ودخل يوسف إلى البيت و توجه إلى تلك الغرفه الصغيره وفتح لهم النافذه و كانت نور و رهف يحاولوا ان يخفوه و يسندوه علي السياره إلي حد ما و كأنه شخًص واقف بصعوبه شديده فهما ليسوا بقوة جسده وخصوصا إذا كان الشخص فاقد الوعي

أدخلوه من النافذه بصعوبه .. كانت النافذه هي أسلم حل وذلك لإطلالتها علي وحدات سكانيه "" عمارات "" حديثه الإنشاء ولم يسكنها أحد حتي الآن علي النقيض تماما .. الناحيه التي يتواجد بها الباب و وضعوه علي فراش صغير يتوسط الغرفه

خرجت نور مع أخيها الصغير إلى الخارج تاركه أختها تتصرف كما تريد

ولكن نور تشعر أن هناك لعنه تصيبها بسبب ما حدث هل كان كل ذلك بسبب الكذبه التي اقترفتها فى حق أبيها ؟! .. فهى كانت تعلم أنهم اذا طلبوا منه وحاولوا أخذ أذنه كان سيرفض كعادته...كانت تدعي أن يمر ذلك اليوم المشئوم و هي لن تكذب أو تخفي شئ مره اخري فما الاسوء من توقع أن ذلك الشخص لا يستيقظ .. و ما الألعن من أن يستيقظ رجل غريب في بيت به فتاتين و ولد صغير كل الأمور متشابكه ومعقده ..

كشِباك عينيها تماما فلا شك أن نور فتاه جميله ليس بجمال صارخ ولكنها تمتلك انف صغير يتناسب تماما مع شفتيها الورديه وبشرتها البيضاء وشعرها القصير .. في الواقع أن جسدها شبه مثالي وملامحها رغم تناسقها وبرائتها لم تكن تلك الاشياء ما تميزها .. ربما ما يميزها حتي اليوم تحملها المسئولية { سوي تلك الغلطه الصغيره } ولكن كانت طوال عمرها بالنسبه للجميع فتاة ناضجه ويمكن الإعتماد عليها ..

_________________________________________

كانت رهف بالداخل تفشل تمامًا فى إفاقته رغم أنها يُعتبر عالجت تلك الجروح التي تتواجد في قدمه و بطنه ولكن لم يفق رغم محاولاتها العديده وكأنه اصيب بغيبوبه وهذا الاحتمال تستبعده ..

لا تدري لما كل الطرق ربما بدائيه فهي ليست في مشفي ولكن لم تصدر منه أي إستجابه

لا يستجيب لها رغم أن كل شي يسير طبيعي للغايه من وجهه نظرها فهي غالباً تقع تحت خُدعه ذلك المتعجرف ..

كانت رهف تحاول أن تُبرر لنفسها فالعامل النفسي وشعورها بأن هناك كارثه ستحل بهما رغم أنه.كان أقتراحها فى البدايه إلا انها ندمت عليه الآن ..

وذلك لأنه من المؤكد أن هذا الشخص يوجد الكثير خلفه فشاب بهذه الوسامه ويبدو ايضًا أن ملابسه تدل علي أنه ليس بشخص فقير فهو يرتدي ملابس باهظة الثمن ولكن تلك الجروح

لا تجعلك تشعر بالأطمئنان أيضًا فهذا إما سارق إما هناك خلفه قصه مرعبه ، فكانت تشعر بأن رعبها اقوي مما تعرفه وربما هناك شئ ينقصها لم تفعله هكذا بررت

فهي ايضا لا تمتلك خبره كافيه وقررت أن تخرج لأختها التي علي ما يبدو سيجعلونها تقع في كثير من المصائب بسبب قراراتهم ..

خرجت ويديها فوقها اثار تلك الجروح التي حاولت تنضيفها فهي ليست بالغائره ... وجدت نور تجلس هى وأخيها علي الاريكه وكلاهما متوتر لتشعر نور بأن اختها ستقول شيئا لن يسعدها فتوقعها لم يكن كاذبًا ..

رهف بتوتر شديد ونبره تعلم أنها السبب للمره الثانيه : نور مش بيفوق

نور كانت تبتلع ريقها بصعوبه : يعني ايه ؟

- انا مش عارفه في ايه عملت كل حاجه في أيدي وبرضو مش بيفوق رغم أن مفيش حاجه غير طبيعيه من وجهة نظري ..

- يعني ايه مش عارفه تعملي حاجه ؟؟ اومال من الاول قولتي نتنيل نجيبه و نلبس نفسنا مصيبه ليه فهميني كُنا رحنا أي مستشفي

- لازم دكتور يا نور ده مش وقت عتاب !!

- ده اللي انا قولته من الاول و انتِ عملتي فيها سبع رجالة في بعض و قولتي انا هتصرف اجيبلك دكتور منين انا دلوقتي ؟؟

- أحنا أسفين يا أنسه نور ممكن بقي نشوف دكتور لا حاجة بدل ما احنا عمالين نتخانق ومش بنعمل حاجه

صمتت نور وهي تلعن نفسها في صمت وتلعن عقلها الغبي الذي سمع حديثهم للمره الثانيه فماذا يحدث بها ؟؟ أين ذهب عقلها الناضج الذي يتحاكي عليه الجميع منذ متي أصبحت بهذا الغباء

رهف بأستغراب من شرودها : نورر !!!!!!!

- الله يحرق نور و اليوم اللي جت فيه للدنيا و اليوم اللي سمعت فيه كلامكم

ليشعر يوسف بالرهبه و الإرهاق ايضا حتي أن دموعه قد تدفقت علي وجهه لتنظر له نور بالصدفه بعد أن كانت تنظر لأختها .. وحاولت نور ضمه ومسح دموعه فهو يُعتبر أبنها و ليس مجرد اخ فلمدة سبع سنوات هي من تعتني به

نور حاولت أن تبث به الطمأنينة رغم أنها لا تمتلكها : متخافش يا يوسف

يوسف رغم انه صغير يعلم أن اخته في موقف صعب : انا خايف عليكِ ..

- متخافش يا حبيبي .. انا هتصرف واروح أجيب دكتور ولو ملقتش هطلب الإسعاف احنا مش مجرمين وهو اللي غلطان .. و اللي يحصل يحصل

و اردفت بقلق فهى لا تعلم من الشخص الذي يرقد علي فراشهم وأي شر او حتي أي خير هو : خلوا بالكم من نفسكم ..

لتخرج نور وهي قاصده اي شئ قد يساعدها او يدلها وتذكرت بالصدفه الشخص الذي يقطن بالعماره التي توجد خلفهم فهو اقرب شخص قد يستطع مساعدتهم
لتتجه نور بسرعة إليه لتطرق علي الباب بقوة قليلاً و هي خائفة علي الشئ الذي من الممكن أن يصيبها او حتي يصيب اخيها واختها وهما بمفردهما ..

ليفتح الباب بعد عدة ثواني و يظهر رجل في نهاية العقد الخامس من عمره قائلاً بنبرة متسائلة و قلقه ايضًا بسبب هذا الوقت فالساعه لم تتجاوز الخامسه والنصف صباحاً : في ايه يا بنتي خير ؟

ردت نور بنبرة قلقة وهي تحاول شرح أي شئ : والله انا أسفه جدًا بس الوضع خطير ..

" لتقص له نور ما حدث علي عجله و لكنها اخبرته بأنها وجدته فى الطريق و لم تذكر انها صدمته "

اومأ الرجل برأسه بتفهم ليقول بنبرة هادئة و لكنها رسميه أيضا : طيب انتظريني اجيب حاجتي و هاجي معاكِ ..

ابتسمت نور بتوتر و كأنها تشكره بتلك الابتسامه و أخذته إلى البيت وهي غير عالمة بالعيون التي كانت تراقبها ...

_________________________________________

عند ذالك الشخص .. الذي كان يراقبها بعيون تتأكل من الغيره والغضب .. دخل إلى بيته مرة اخري ... وهو يتسائل عن الذي يحدث فهو قد رآهم قبل قليل وهم يدخلوا شخًص ما بالخفاء من النافذه بالصدفه كان يجري ويمشي كعادته بعد الفجر ليكون بكامل نشاطه ويحب أن يمشي ويجري عند تلك الوحدات السكانيه لأن لا احد قد يراه هناك والخصوصيه أكبر .. فصادف وقتها هذا المشهد وظل يراقبهما ..

بالتأكيد هناك شًئ غريب ومريب في الأمر فهو يشعر بالغيرة من الفتاة التي رفضته مرتين وحتي و إن كان هناك مصاب فمن ذلك الشخص الذي يدخلوه بيتهم وليس معهما رجل ؟! فليس معهما سوي اخيهما الصغير فلن يترك تلك النور التي جعلت قلبه يشعر بالظلام حينما رفضته فهو ذلك الشخص الذي تتهاف عليه الفتيات و الآن تدخل ناس غريبه إلى بيتها ؟؟

من تدعي المثاليه و الشرف ..

_________________________________________

عند الطبيب دلف إلى الغرفة التى يكون فيها المريض بعد أن ارشدته نور إلى الغرفة وتركوه بمفرده معه

ليخرج بعض أدواته ليبدأ في فحصه المعتاد .. ليقترب منه و ما إن كاد يضع السماعه علي صدره حتي يبدأ بفحصه ليشعر فجأة بالصدمه حينما فتح أنس عينيه علي آخرها و أمسك يد الطبيب بسرعة

ليتراجع الطبيب إلى الخلف بقلق حقيقي ويقول بنبرة هادئه فهو علي الأقل خبير في السيطرة علي انفعالاته

- انتَ كويس ؟

أعتدل أنس ليسند ظهره علي أحدي الوسادات ليقول وهو يحاول أن يتذكر أي شئ فتذكر عندما شعر بالدوار فجأه وهو يهرب من الأشخاص الذين كانوا يحاولون أن يلحقوا به بعد هجومهم علي شقه صديقه...

= بص اهدي شوية و وطي صوتك يا دكتور انا فايق من بدري من ساعه ما البنت دي كانت بتحاول تفوقني بس كنت بحاول معملش أي حركه و ابين ليها اني بستجيب معاها و واضح انها ساذجه شويه

الطبيب باستغراب : مش فاهمك انتَ قصدك ايه و بتعمل كده ليه ؟

- بص هعرض عليك عرض وملكش دعوه بعمل ايه ومبعملش ايه

- ايه هو العرض ده ؟؟ انا مش فاهم بصراحه انا المفروض جاي اشوف حضرتك مالك مش جاي علشان أسمع عروض

تنهد ذالك الشخص قائلاً بنبرة هادئة وبتعجرف كعادته ليحاول ان يجلس هنا يومان علي الأقل حتي يستطع أن يخترق كذبه حينما يعود لوالده

- بص انتَ هتخرج تقولهم أني دخلت فى غيبوبة واحتمال كبير اني لما اصحي مبقاش فاكر اي حاجة وقولهم فى صيغه دكاتره محترمه كده واقنعهم بأي فتي

ليقول الطبيب بنبره ساخره : واضح انك مجنون !! وانا هعمل كده ليه يعني وبعدين انا دكتور مش بتكلم سكرتير انا غلطان اني جيت من أساسه

أنس بهدوء فهو يعلم أن ذلك الطبيب ماكر و لكنه لم يصل الي مستواه المتقدم فهو إن كان لا يريد أن يستكمل الحديث لم يكن سيتحدث معه من الأساس و كان ذهب و حتي أنه خافض صوته تمامًا

- مقابل الموضوع ده هديك المبلغ اللي انتَ عايزه مهما كان مش هيفرق معايا

- ليه مين حضرتك

انس بلا مبالاة " ملكش فيه انا مين ليك تاخد فلوسك و تسكت "

الطبيب بمنتهي الجشع ولم يفكر حتي ما الذي من الممكن أن يحل بالفتاتان ومن هو هذا الشخص حتي لم يهمه كل ذلك: هاخد " .... "

اومأ أنس برأسه بموافقه دون ان يفرق معه أن يدفع ذلك المبلغ و كأنه يشتري ورقه وحاول ان يضع يده في جيبه ليجد دفتر الشيكات الصغيرمن الممكن ان تلك الفتاه لم تستطع بمفردها أن تخلع بنطاله لدرجه أنها قصته بالمقص ليكاد يلعنها ألا تعلم ثمن هذا البنطال ؟؟؟ ولا تعلم أنه من ضمن مجموعه ملابسه المفضله ؟؟

ليطلب منه قلم و هاتفه حتي يتحدث مع شخصً ما وتحدث مع صديقه المقرب واخبره نبذه عما حدث معه وأنه يجب عليه التخفي لمده يومين ثم يعود إلى والده حتي لا يشك في الأمر و بقائه هنا .. افضل بكثير من مكان يعرفه احد به و أخبره

انه كتب ذلك الشيك باأسمه حتي لا يعلم احد هويته .. ليرد صديقه بموافقته وكل ذلك و الطبيب لا يفهم شئ فهو يتحدث باللغة الإيطالية

- و انا ايه اللي يضمن ليا أني هاخد الفلوس دي ؟ و إن كل الليله دي مش حوار بينك وبين البنات دي عشان يخبطوا عليا في وقت زي ده

انس بلا مبالاة كعادته : دلوقتي لو حابب روح دلوقتي وقابل اخر واحد كلمته من عندك .. لو لقتني بكدب ابقي ارجع افضحهم كده كده هما جيرانك باين ومش هنستفيد حاجه من الهري ده !! دي مصلحه عامل فيها اكثر من ثمن الكشوفات اللي عملتها في حياتك أحمد ربنا

- هوديكوا كلكوا فى داهية .. لو الكلام والشيك ده مش مظبوط

- متقلقش دلوقتي تخرج تقول اللي اتفقنا عليه وأتمني تصرف فلوسك ومسمعش صوتك تاني خالص و لا تدخل في اي حاجه تخصني او تخص الناس دي

اومأ الطبيب برأسه ليخرج دون إضافة حرف آخر .. وما إن خرج حتي ذهب ليخبر نور و رهف بالذي اتفقا عليه ليشكراه بعد صدمتهم من أنه من الممكن أن يتأخر في الافاقه ..

_________________________________________

نعود مرة اخري إلى نور التي كانت تقف أمام الغرفة وهي قلقة للغاية لتقول بنبرة قلقة : وبعدين بقي يا رهف هنعمل ايه دلوقتي

- هنخليه اكيد عندنا دلوقتي يا نور لحد ما نشوف ايه اللي هيحصل و هيفوق امتي ولو فاق هيبقي فاكر اللي حصل و لا لا بس انا مش عارفة ليه مش مقتنعة بكلام الدكتور ده يعني حاسة أنه بيخرف

- مش مقتنعة بكلامه ازاي يعني هو مش دكتور و فاهم اللي بيحصل؟ وبعدين المفروض حد غيرك يتكلم انتِ اللي مكنتيش عارفه تتصرفي اساسًا وبعدين اصلاً احنا إزاي هنخليه هنا إزاي يعني وأحنا بنتين لوحدنا ومش معانا غير يوسف لازم لما يفوق يمشي !

- بلاش نتكلم دلوقتي استني لما نشوف بكرا هيحصل ايه ولو فاق هيبقي ايه وضعه قبل ما نقرر

اومأت نور رأسها بضيق شديد وصمتت لتقول رهف بعد فترة من الصمت بنبرة هادئة " هروح أشوف يوسف "

- سيبيه لما صدقنا أنه نام بعد ما اتعور شوفتي حصل ايه بسبب كدبنا نور الناضجه زي ما بابا بيقول السبب فى مصيبه فى بيتنا دلوقتي والسبب في اللي حصل فى دماغ يوسف

احضنتها رهف بهدوء لعلها تجعل ذلك الشعور الذي يراودها أن يقل " نور احنا اللي اسفين احنا السبب وخلناكي تكدبي و تلومي نفسك انتِ السبب في كل حاجه حلوه حصلت فى حياتنا ولو كدبنا فكان بسبب انك تفرحينا وهتفضلي نور العاقله "

بعد وقت من الحديث ذهبت نور إلى غرفتها و كذلك رهف و لكن قبل ان تذهب نور اغلقت غرفته بالمفتاح .

لم يكن لديهما علم أن الشخص كان يسترق السمع وقد سمع كل كلامهما .. وعلي ما يبدو انه أختار الهدف الصحيح دون قصد ...

_________________________________________

فى الصباح الباكر أفاقت نور قبل اشقائها.. ونزلت إلى غرفته وظلت واقفة امام الغرفة قليلا وهي تشعر بالتشتت ... ولا تدري هل تدخل إلى غرفته أم لا تدخل حتي تعلم من هذا الشخص يجب أن تبحث عن أي شئ يثبت شخصيته فهو مجهول والله وحده فقط من يعلم في أي ورطه قد وقعوا في المِحنه الصعبه

و لكن بعد وقت من التشتت والخوف والتردد قررت أن تدلف إلى الغرفة لتبحث عن أي شئ يثبت شخصيته

دخلت وهي تنظر له بقلق قليلاً لتقترب منه وتحاول أن تركز في تفاصيله فهى لم تراه جيدًا بالأمس لا شك أنه وسيم جدًا و لكن نفضت تلك الفكره من رأسها فهى لم تأتي للأرتباط به هي تريد معرفة هوية الشخص الذي ينام في بيتهم ..

حاولت أن تضع يديها في جيبه ربما تجد أي شئ وما إن اقتربت يديها من جيب بنطاله حتي فتح أنس عينيه فجأة ونظر لها وامسك يدها بسرعه

لتبتعد عنه على الفور قائلة بنبرة حاولت جعلها واثقة و لكن خرجت نبرتها خائفة قليلاً : انتَ كويس ؟
يتبع...
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات