القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية شوق العمر الفصل التاسع عشر 19 بقلم سارة بركات

 رواية شوق العمر الفصل التاسع عشر 19 بقلم سارة بركات

رواية شوق العمر الفصل التاسع عشر 19 بقلم سارة بركات

رواية شوق العمر الفصل التاسع عشر 19 بقلم سارة بركات

سلمت من الصلاة وبدأت تدعي ..
شوق برجاء:"يا رب إرحم عمر وبابا وماما، يا رب باركلي في إبني حبيبي وإجعل في وجهه القبول يا كريم، فرحني بيه وإرزقة برزقك ووقف في طريقة ولاد الحلال وإبعد عنه ولاد الحرام، يا رب فرح قلب سيرين وعوضها خير عن كل حاجة صعبة هي عاشتها، فرحني بيها هي وإبني وإجمعهم في حلالك وإبعد عنهم كل شر، *دموعها نزلت* يا رب عَجِّل لقايا بعُمَر، أنا ميأستش بس الحياة من غير عُمَر مش حياة، يا رب إديني القوة إني أستحمل وأصبر كمان .. *بكت بقهرة* يا رب أنا ماليش غيرك."
فضلت تبكي وهي بتدعي بخشوع لإبنها ولحبيبها الراحل .. بعد مرور فترة بسيطة .. خرجت من أوضتها وهي لابسه نظارتها النظر وماسكة أجندة في إيديها .. قعدت على كنبة من إللي موجودين في الصالة وفتحت الأجندة وكتبت في بداية الصفحة .. "جوازة أمير" ..
شوق بتفكير مع نفسها وهي بتكتب في الأجندة:" هبيع دهب ماما الله يرحمها إللي كانت سايباهولي .. هيجيب مبلغ كبير إن شاء الله أكيد الدهب غلي الفترة دي جدًا وبكده مثلا وفرت أكون حق شبكة سيرين .. بالنسبة للشقة .. ممممممممم، ممكن سيرين توافق تعيش هنا؟ *سابت القلم وفكرت مع نفسها* هي اه بتحب تجيلي بس ده أكيد مش معناه إنها بتحب المنطقة *إتنهدت بتفكير* خلاص هتصل بيها وأشوف رأيها."
مسكت موبايلها وبدأت تتصل بسيرين ..
.....................
في شركة (OŜ):
عمر:"الخوف بيبقى من الناس الطموحة دي، هيطمعوا أكتر في الفلوس والمنصب وأنا شايف إنه هيبقى كده، مش ده برده أمير إللي بيكلمني على الإيميل؟"
سيرين بإرتباك:"أيوه هو."
عمر إتنهد وسكت وبعدها إتكلم ..
عمر بتأكيد:"مش بيحبك وأنا هثبتلك ده بأي طريقة."
سيرين بدموع:"ولو طلع بيحبني؟"
عمر بتحدي وهو بيبص في عيونها:"هيكسبني."
سيرين بتأكيد:"وأنا واثقة من كده أمير هيكسبك، و.........."
قطع كلامها صوت رنة موبايلها إللي ماسكاه في إيديها ... عمر إدالها ظهره بغضب بسبب زعله منها وفي نفس الوقت بيفكر في أمير إللي بنته مُصَّرة عليه إصرار غريب .. سيرين بصت للموبايل لقتها شوق بس المكالمة فصلت قبل ماترد .. شوق إتصلت تاني ...
عمر بغضب:"يا تردي يا تقفلي الموبايل ده."
سيرين ردت..
سيرين بغصة:"ألو."
شوق بحب أمومي:"حبيبة قلبي وحشاني كتير، ماشوفتكيش بقالي كام يوم، طمنيني عليكي؟"
سيرين:"أنا كويسة الحمدلله، إنتي عاملة إيه؟"
شوق بإستغراب من نبرتها:"أنا بخير الحمدلله، بس واضح إنك فيكي حاجة، مالك يا سيرين؟"
سيرين وهي بتمسح دموعها:"أنا دلوقتي مشغوله شويه، هكلمك تاني أوك؟"
شوق:"ماشي ياحبيبتي، أنا مستنياكي."
سيرين قفلت المكالمة وبصت لعمر إللي مديلها ظهره كإنه بيفكر، قربت منه ولفت إيدها حوالين وسطه وسندت براسها على ظهره وهي بتبكي...
سيرين:"بابي، ماتزعلش مني أرجوك، أنا مقدرش على زعلك."
عمر إتجمد في مكانه وإفتكر شوق ...
فلاش باك:
شوق ببكاء طفولى هستيرى:"ماتسبنيش، أنا هموت لو سبتنى ياعمر، مش كل مره تسيبنى وتمشى، ماتسبنيش عشان خاطرى، حياتى مش حلوه من غيرك، ماتزعلش منى، عشان خاطرى ماتزعلش."
.............................
عمر فاق من ذكرى شوق وبص لبنته إللي بتبكي ..
عمر بلوم وهو بيمسحلها دموعها:"خبيتي عني، وكذبتي على واحد مش معروف طينته إيه، وهتخليني أشاركك في كذبتك دي وكل ده عشان أثبتلك عكس إللي في مخيلتك."
سيرين بدموع:"قولتلك بيحبني."
عمرغمض عيونه بغضب وغيرة، إتحكم في أعصابه بصعوبه، وبعدها فتح عيونه ..
عمر بإبتسامة وهو بيجز على أسنانه وهو بيعدل حجابها:"ده مش موضوعنا دلوقتي، من دلوقتي يا سيرين هتتنقلي لأوضة مكتب تانية ليكي إنتي لوحدك، ولما البيه يشرف عشان يدربك هبقى أنا موجود معاكم، ولا إنتي عندك إعتراض؟"
سيرين هزت راسها ب "لا" ... عمر مسح دموعها مرة تانية وضمها لحضنه بشدة .. كان بيبص قدامه بشرود وهي في حضنه ومش مقتنع تمامًا إن حد أخد منه بنته، بنته إللي كبرت قدام عيونه .. الطفلة الصغيرة البريئة إللي كانت بتزحف على الأرض وبعدها مشيت بصعوبه بعد محاولات كتير منه في تعليمها المشي، وبعدها مشيت بطريقة جيدة، بنته إللي كان بيوصلها المدرسة بنفسه وبيمنع أي ولد يقعد قريب منها ... بنته إللي كانت دايما تحت عيونه في كل يوم وكل لحظة .. بنته الوحيدة إللي مالوش غيرها .. بنته إللي جات عوض ليه عن كل حاجة دمرته .. بنته إللي دخلت الثانويه وبعدها الجامعة وبعدها حضر حفلة تخرجها، وبعدها أصرّت ترجع مصر عشان تعتمد على نفسها وبعد إصرار كبير منها قدام رفضه المبرر لخوفه في بعدها عنه وافق على فترة التدريب إللي ماقدرش يستحملها في بعدها عنه ورجع بسرعة لما لقاها هشه ضعيفة من غيره .. يستحيل حد ياخدها منه، هي هتبقى هشه وهتنكسر من غيره لازم تكون معاه مش مع غيره، عشان يفضل ظهرها دايما، مافيش غيره هيقدر يسعدها، لازم ينفذ الوعد إللي وعده لنفسه من يوم ماتولدت، هيشرب من دم أي حد يفكر يأذيها ... بِعِد عنها وبص في عيونها البنية المماثلة لعيونه ..
عمر بحب أبوي:"أنا دايمًا معاكي يا سيرين وفي ظهرك، مالكيش مكان غير حضني يا حبيبتي."
سيرين:"يعني إنت خلاص مش زعلان يابابي."
عمر:"مش زعلان بس أهم حاجة تكوني إتعلمتي من غلطتك، الولد أكيد بيتسلى بيكي و......."
سيرين بِعِدت عنه لما قال كده ...
سيرين:"الولد ده له إسم، وإسمه أمير يابابي."
عمر بلامبالاة:"وإن يكن، برده بيتسلى بيكي."
سيرين إتنهدت بضيق ولسه هتخرج...
عمر بجدية:"خدي كل حاجة تخصك من المكتب ده وأنا هبعتلك بشير ياخدك للمكتب الجديد بتاعك."
سيرين بتنهيدة وهي بتبصله:"حاضر يابابي."
خرجت من المكتب وهي متضايقه من قرارة وعمر إتنهد بإرتياح وده لإنه هيطمن عليها كده، راح لمكتبه وكلم بشير...
عمر:"نفذ إللي إتفقنا عليه، وماتنساش إسلام إبن أخويا هييجي بعد شويه."
بشير:"حاضر يا بشمهندس."
عمر قفل المكالمة وإتنهد وقعد على الكرسي بتاعه وسند براسه على ظهر الكرسي وبص لكل ركن في المكتب بتاعه، إفتكر مجهودة الكبير في إنشاء الشركة دي .. تعبه وسهره في إنه يجمع فلوسها، إصرار الكبير في إنه لازم يتعب ويشقى ضعف أي بني آدم تاني وكل ده عشان ينساها لكن للأسف طيفها كان ملازمه دايمًا، عقد حواجبه بغضب وقرر يشغل نفسه في أي حاجة عشان ينساها ... عفاف كانت بتلبس جاكت البدلة لإسلام بفرحة ...
عفاف:"زي القمر ياحبيبي، هتبقى أكبر محاسب بإذن الله."
إسلام:"لسه متقبلتش يا حبيبتي."
عفاف وهي بتعدله لياقة القميص:"هتتقبل ماتقلقش، عمك عمر هــ......"
إسلام بضيق وهو بيقاطعها:"تاني يا أمي؟ أنا رايح زيي زي أي حد مقدم لوظيفة وهيعمل إنترفيو، لكن واسطه منه لا وأنا وهو متفقين على كده."
عفاف:"بس.........."
إسلام وهو بيقاطعها:"من غير بس."
عفاف وهي بتطبطب عليه:"خلاص ياحبيبي، ماتزعلش مني."
إسلام بتنهيدة:"إنتي إللي متزعليش مني على صوتي العالي."
محمد بسخرية وهو واقف عند باب الأوضة:"يا حنين."
إسلام بصله وتجاهله وبعدها بص لعفاف وباس راسها...
إسلام:"إدعيلي يا أمي."
عفاف:"ربنا يجعل في وشك القبول يا حبيبي."
إسلام:"آمين."
أخد أوراقه وراح للباب إللي محمد واقف عنده ...
إسلام:"عديني."
محمد:"أعديك كده حاف؟ مش هتبوس راسي وتقول إدعيلي وأنا أقولك ربنا يوفقك يا سمسمتي."
إسلام بضيق:"مش ناقصة سخافتك يا دوك."
عفاف:"في إيه؟ إنتوا هتتخانقوا قدامي؟!! عدي أخوك يا محمد."
محمد وهو بيضرب إسلام ضربه فيفة على خده:"إبنك عنيف أوي يا فوفا."
إسلام شال إيده من على خدة بغضب....
عفاف:"عديه يا محمد مش وقته هزار، أخوك هيتأخر كده."
محمد بتنهيدة:"طيب."
محمد وسعله الطريق وإسلام خرج من الأوضة ...
محمد بصوت مسموع:"مع السلامة والقلب داعيلك يا سمسمتي."
إسلام رزع الباب وهو خارج من الشقة ونزل من البيت بغضب ... محمد كان بيبص لمكان خروجه وبيضحك ضحكة خفيفة وبعدها عيونه جات في عيون عفاف إللي بتبصله بضيق ..
عفاف:"مالهاش لازمة الرخامة دي في أول اليوم، ليه بتضايق أخوك؟"
محمد بإبتسامة:"لقيت نفسي رايق قولت أروق عليه، يعني كان شكله متضايق فقولت أضايقه أكتر، ده سمسمتي برده."
عفاف بتنهيدة:"أنا مش عارفة أقولك إيه؟"
محمد:"ماتقوليش يافوفا، أنا نازل العيادة."
عفاف:"قبل ماتنزل، عمك كلمك؟"
محمد بتنهيدة:"لا."
عفاف:"إيه إللي حصل؟ مش بتكلموا بعض ليه؟ من ساعة مارجع وهو مش بيبصلك ولا إنت بتكلمه."
محمد:"عمر بيه هو إللي بدأ الخصام، ليه؟ معرفش، *إتكلم بخنقة غير واضحة* أنا لازم أنزل يا أمي إتأخرت على المرضى بتوعي."
مشي من غير مايستنى رد منها وخرج من الشقة ...
عفاف:"ربنا يصلح حالك يابني."
.................................
سيرين دخلت المكتب وأمير قام من مكانه بسرعه لما لقى عيونها حمراء .. إستنتج إنها كانت بتبكي ..
أمير بقلق:"في إيه يا سيرين؟ كنتي بتعيطي ليه؟ في حد زعلك؟"
سيرين:"لا."
أمير:"أومال في إيه؟ مالك؟"
سيرين بغصة وكذب:"أ/ بشير بلغني بإني هتنقل لمكتب تاني."
أمير بإستفسار:"ليه؟ إيه إللي حصل؟"
نظرته ليها ده غير قلقه عليها خلاها تضعف وتبكي وده لإنها مش متخيله اليوم من غيره ..
سيرين بدموع:"ماحصلش حاجة، بابي كلمه وقاله خليها تقعد في مكتب لوحدها، وهو عشان بيعز بابي وافق."
وأمير:"وإنتي بتعيطي ليه؟"
سيرين ببكاء:"عشان كده هبعد عنك."
فضلت تبكي وهو واقف في مكانه حاسس إنه متكتف مش عارف يهديها إزاي .. لو ياخدها في حضنه ويطمنها بس ماينفعش يعمل كده، لسه مش وقته ...
أمير بهدوء:"إهدي طيب ياسيرين، تعالي إقعدى عشان أتكلم معاكي."
قعدت على كرسي المكتب بتاعها وهو سحب الكرسي بتاعه وقعد قدامها ..
أمير وهو بيبص في عيونها:"مين إللي إدالك فكرة إني هسيبك تبعدي عني بسهولة؟"
سيرين بصتله بعدم فهم في اللحظة دي ...
أمير بتوضيح:"إحنا مش هنبعد عن بعض ياسيرين، مش معنى إنك هتتنقلي لمكتب تاني يبقى كده خلاص، تقريبا إنتي لسه ماتعرفينيش."
كانت ساكته مابتتكلمش ومستنياه يتكلم أكتر وإلى حد ما بدأت تهدى ...
أمير بإبتسامة حب:"بُعدنا مش بجدار فاصل بينا ياسيرين، ياما عشاق كتير كان بينهم بلاد بس حبهم وعشقهم كان زي ماهو ثابت ماتغيرش، إنتي خايفة إننا مش هنبقى مع بعض اليوم كله صح؟"
سيرين هزت راسها ب "اه" ...
أمير بعقلانية:"بسيطة، عندي البديل .. هنتقابل أنا وإنتي هنا قدام الشركة كل يوم، هديلك فطارك وهتطمن عليكي في مكتبك وهسألك أكلتي ولا لا؟، ومش بعيد أجي أزورك في المكتب شويه، وبعدين إنتي نسيتي إني مديرك ولا إيه؟"
سيرين بدموع:"لا مانستش."
أمير:"طب بتعيطي ليه بس؟ ده أنا كمان هشوفك في زياراتك لشوق في البيت عندنا، ومش هنبطل كلام مع بعض على التليفون، ومش بعيد كمان *إتكلم بحرج* أعزمك بره بعد كده عشان تبقي قصادي دايمًا."
سيرين بحزن:"إنت طيب أوي يا أمير."
أمير بإبتسامة:"أنا معترف إني طيب، بس أنا ياسيرين لما ببقى عايز حاجة بفضل وراها لحد ماتبقى ليا، أنا مش زي أي حد، حتى لو بينا بلاد برده مش هنبعد أكيد."
سيرين فضلت بصاله بحزن ...
أمير:"إمسحي دموعك دي وإياكي أشوفها تاني."
سيرين مسحت دموعها وبصت لأمير إللي مبتسملها ...
أمير بمرح:"أنا متاح في وقت تحتاجي فيه كتف تعيطي عليه، ودي فرصة مش هتتعوض على فكرة."
سيرين ضحكت وهو كمان ضحك عشان يخرجها من إللي هي فيه، سكتوا شويه وهما الإتنين بيبصوا لبعض، أمير كان بيبص لملامحها وعيونها البنية إللي زادت لمعتهم بسبب دموعها ..
أمير بسرحان:"هو أنا قولتلك قبل كده إنك حلوة؟"
سيرين إتحرجت وحست بالخجل الشديد ، أمير فاق لنفسه وبِعِد عنها بالكرسي بتاعه ...
أمير بهمس:"أستغفر الله العظيم."
في الوقت ده بشير دخل المكتب .
بشير بإبتسامة:"مساء الخير، إزيكم؟"
أمير وسيرين:"الحمدلله."
بشير:"مش يلا يا سيرين؟"
سيرين أخدت شوية أوراق وأخدت شنطتها ومشيت ورا بشير تحت عيون أمير وقبل ما تخرج بصت لأمير إللي إبتسملها وغمزلها وشها إحمر وخرجت بسرعة .. أمير ضحك عليها وبعدها بص لمكانها الفارغ وإتنهد بحزن ..
أمير بشرود:"تقريبًا الموضوع هيبقي صعب."
...............................
سيرين دخلت مكتبها الكبير الضخم إللي قريب جدا من مكتب عمر ...
بشير بإبتسامة:"تقدري تتفضلي، لو عوزتي حاجة أنا موجود."
سيرين بإبتسامة:"شكرا يا أونكل."
خرج من المكتب وهي بصت حواليها بحزن شديد ...
سيرين بحزن:"ناوي تعمل إيه يابابي؟!
قعدت على كرسي المكتب بقلة حيلة وسرحت شويه وبعدها إفتكرت شوق وقررت تتصل بيها ... شوق كانت واقفة في المطبخ وبتجهز الأكل إللي هياكلوه هي وأمير بس سمعت صوت موبايلها إللي بيرن في الصالة، وطت على الأكل وخرجت بسرعة من المطبخ، مسكت الموبايل وإبتسمت لما لقتها سيرين وردت ..
شوق:"أيوه ياحبيبتي، طمنيني عليكي."
سيرين بنبرة حزينة:"أنا كويسه يا شوق."
شوق:"مش واضح يا سيرين، فيكي إيه؟ مالك؟"
سيرين إتنهدت بحزن وحكت لشوق الكلام إللي هي قالته لأمير ...
شوق:"إنتي زعلانه عشان كده؟"
سيرين بغصة:"أيوه."
شوق بضحكة خفيفة:"فكرتيني بنفسي وأنا صغيرة، *ملامحها إتحولت للحزن الشديد* هتتعودي يا سيرين وبعدين دي مش بلد يعني، ده مكتب غير المكتب بتاعكم بس في نفس الشركة، ليه تجيبي سيرة البعد؟ ليه توجعي في قلبك؟ وبعدين أمير بيحبك أكيد يعني هيجيلك المكتب يشوفك ويطمن عليكي ."
سيرين بدموع صامته:"عندك حق."
شوق بمرح وهي بتغير الموضوع:"إحنا نسيبنا بقا من النكد ده، بقولك إيه؟ حابه تقعدي في الشقة هنا ولا حابة شقة في منطقة أحلى؟ قولي يا حبيبتي إللي نفسك فيه وأنا أنفذهولك."
سيرين وهي بتمسح دموعها:"أي حاجة يا شوق، المهم إني أبقى معاكي."
شوق بمرح:" وأخرب على العرسان؟ يا شيخة قولي كلام غير ده."
سيرين:"شوق أنا بتكلم بجد، إنتي هتعيشي معانا بعد الجواز."
شوق وهي بتجاريها:"ماشي ياحبيبتي ماقولتش حاجة، بس قولي حابه تقعدي فين؟"
سيرين:"أي مكان ياشوق."
شوق بتفكير:"مممممممممممم، ماشي."
سيرين بإستفسار:"ماشي إيه؟"
شوق:"مافيش يا حبيبتي، قاعدة بتعملي إيه بقا؟"
سيرين بتنهيدة:"قاعدة في مكتبي الجديد."
شوق:"إيه الإكتئاب ده ياحبيبتي؟ فين الحماس والنشاط؟ ده بدل ماتفرحي؟"
سيرين بحزن:"تعرفي ياشوق إن الواسطة وحشه جدا؟"
شوق:"واخده بالي، بس غريبة أمير ماتكلمش خالص في ليه إتنقلتي لمكتب كبير."
سيرين:"لإن أمير مش هيتكلم في موضوع الواسطة معايا لإنه عارف إني بزعل."
شوق:"أنا واخده بالي إن إبني بقا بيقبل بحاجات كتير مكنش بيقبل بيها في البداية."
سيرين:"طب كده حلو ولا وحش؟"
شوق بتنهيدة:"على حسب الموقف نفسه، بس في حالتك دي هو ممكن يكون شاف فيها مصلحة ليكي."
سيرين:"ممكن."
شوق:"بقولك إيه، أخرجي من الإكتئاب ده بأي طريقة أنا مش حابه أشوفك كده."
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة وسكتت وبعدها إتكلمت ..
سيرين:"شوق، هو إنتي ليه متجوزتيش لحد دلوقتي؟"
شوق بضحكة:"أومال إبني ده جايباه إزاي؟ حطيت سكر تحت السجادة وصحيت تاني يوم الصبح لقيته موجود ولا إيه؟"
سيرين:"ههههههههههههههههههههههه، مش قصدي."
شوق:"أيوه كده إضحكي، الدنيا مش مستاهلة زعل يا سيرين."
سيرين:"بجد يا شوق، ليه متجوزتيش بعد طلاقك من أبو أمير؟، إنتي لسه صغيرة جدا."
شوق وهي بتمثل اللامبالاة:"قولت أهتم بإبني بقا مكنش ليا غيره وقتها هو وماما، بس كده."
سيرين كانت لسه هتتكلم عمر دخل المكتب ...
سيرين:"معلش هتصل بيكي وقت تاني."
شوق بإبتسامة:"ماشي ياحبيبتي مستنياكي"
سيرين قفلت المكالمة وبصت لعمر إللي مبتسملها ..
عمر:"دي صاحبتك؟"
سيرين:"أيوه."
عمر بإبتسامة وهو بيقعد قدامها:"مش ناوية تعرفيني عليها بقا؟"
سيرين بإبتسامة خفيفة:"هعرفك عليها بعد الإختبار ده وإللي أنا واثقة من إن أمير هينجح فيه."
عمر عقد حواجبه بضيق وسكت ماتكلمش بس قرر يغير الموضوع ...
عمر بإبتسامة وهو بيبص للمكتب بتاعها:"بس المكتب بتاعك حلو ياحبيبتي، ألف مبروك."
سيرين بتنهيدة:"الله يبارك فيك يابابي، ياريتها حاجة بمجهودي عشان أفرح بيها."
عمر:"إنتي مالك قلبتي كده ليه على إسلام إبن إسماعيل؟ إنتي نسيتي إنك بنتي ولا إيه؟ يعنى الشركة دي شركتك، وهتتعلمي وهتبقي أكبر سيدة أعمال في مصر بس عايشة في أميريكا."
سيرين:"مانستش يابابي."
عمر وهو بيقوم من مكانه:"في إيه ياسيرين مالك؟"
سيرين بإبتسامة مصطنعة:"مافيش ياحبيبي، أنا كويسه."
عمر قعد على حافة المكتب وبص في عيونها البنية ..
عمر:"طب حابه تاكلي إيه النهاردة؟ حابه نروح فين؟"
سيرين:"إيه إللي يريحك يابابي، أي حاجة."
عمر كان لسه هيتكلم بس لقى موبايله بيرن ... قام من مكانه ورد على التليفون ..
عمر:"إنت فين؟"
إسلام:"أنا خلاص بره ياعمي وصلت."
عمر:"طب إستنى أنا هجيلك."
إسلام:"أرجوك ياعمي بلاش، خلينا زي ماحنا على إتفاقنا، ممنوع أي تواصل بيني وبينك هنا في الشركة، أرجوك بلاش تزعلني."
عمر بضيق:"طيب، روح الإستقبال وإملى ال Application وشويه والإتش آر هيجيلك."
إسلام:"شكرا يا عمي."
إسلام قفل المكالمة وراح للإستقبال ..
عمر بضيق:"عنيد."
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة عمر قرب منها وباس راسها ...
عمر:"هخلص موضوع إسلام وهرجعلك نقعد مع بعض شوية."
سيرين:"أوك."
خرج من المكتب وراح لمكتبه وشغل الكاميرات الخاصة بغرفة الإجتماعات ومنتظر وقت الإنترفيو .....
............................
في شقة شوق:
شوق بعد ماقفلت المكالمة مع سيرين قعدت ومسكت الأجندة وبدأت تكتب كل التفاصيل إللي هي ناويه عليها ..
شوق بتفكير:"هي قالت أي مكان، طب مثلا لو جبتلها شقة في منطقة هاديه وراقية شويه دي هتتكلف كام؟ وهجيب الفلوس دي منين؟"
فكرت مع نفسها وبتجيب حلول لكل حاجة في بالها، عيونها جات على كل ركن من أركان الشقة بتاعتها هي وأمير وملامحها إتحولت للحزن الشديد للحظات بس بعدها إبتسمت وبدأت تكتب ..
شوق:"هبيع الشقة وهتنازل عن نصيبي فيها لأمير، وهقنع أمير إنه يدخل جمعية ويقبضها في الأول عشان يقدر يكمل بالفلوس دي على فلوس الشقة وتقريبًا كده كل حاجة هتتحل..*سكتت شويه وإتأففت* في حاجة إسمها تجهيزات وتشطيبات وحاجات كتير."
إتنهدت بضيق لما حست إن كل حاجة بتتقفل معاها قفلت الأجندة وقلعت نظارتها ...
شوق بتنهيدة عميقة:"نسأل الله التساهيل."
حطت الأجندة على الكنبة وراحت الحمام عشان تتوضى وتجهز لصلاة العصر ...
............................
عمر كان قاعد في مكتبه متابع إسلام بعيونه وهو بيتجاوب مع الإتش آر وشايف إن واحد زيه يستحق إنه يكون في مكان أعلى .. تفكيره راح لأمير وبيفكر يا ترى هيكون بيعمل إيه دلوقتي؟ إيده راحت نحية زراير الكيبورد ومحتار يفتح الكاميرا عليه ولا لا؟ .
عمر لنفسه:"لا بلاش، دي كده قلة إحترام لخصوصيات موظفين."
رد على نفسه ...
عمر:"خصوصيات موظفين إيه بس؟ ده واحد قاعد في شغله وبيشتغل ... إيه إللي جاب الخصوصيات في الموضوع ده؟"
إتنهد وفتح الكاميرا بتاعة المكتب إللي أمير قاعد فيه فبالتالي في شاشتين لكاميرتين مختلفتين قدامه منهم شاشة لأمير إللي مركز في شغله والتانية لإسلام إللي مركز في الإنترفيو وبيتعامل بجدية ... عمر إنتبه لما لقى أمير خلص شغل في الملف إللي ماسكه ورفع سماعة التليفون المكتب بتاعه .. عمر شغل الصوت ..
أمير:"أنا خلاص خلصت الملف إللي كان معايا، لو في غيره إبعتهولي."
نزل السماعه وسند بجسمه على الكرسي وأخد نفس عميق، عيونه جات على مكتب سيرين الفارغ، وإتنهد بحزن بس فاق لما سمع آذان العصر وبدأ يردد مع الآذان .. وعمر كان بيردد هو كمان مع الآذان وفي نفس الوقت مركز مع أمير .. وبعد إنتهاء الآذان أمير خرج من المكتب وراح للحمام عشان يتوضى ... عمر عيونه جات على شاشة إسلام لقى إن الإتش آر بيسلم عليه وإسلام مبتسمله .. عمر على الصوت شويه ..
؟؟:"حضرتك تقدر تنتظر لمدة نص ساعة بعدهم حضرتك هتمتحن ال تيكنيكال وهنبدأ ال second interview مع حضرتك بعده."
إسلام بإبتسامة:"إن شاء الله، ممكن بس أعرف فين الحمام؟ محتاج أتوضى."
؟؟:"أكيد طبعا، إتفضل ورايا."
إسلام مشي وراه وراح للحمام وخبط على الباب وفي الوقت ده خرج أمير ...
إسلام:"آسف بس عايز أتوضى."
أمير بإبتسامة وهو بيمسح على شعره المبلول:"إتفضل أنا خلصت خلاص."
كان لسه هيمشي ..
إسلام:"معلش أنا عارف إني بتقل عليك، ممكن بس حضرتك تستناني أخلص وضوء ونصلي في الجامع وده لإني أصلا معرفش فين مكانه."
أمير بإبتسامة:"خلاص تمام، هستناك."
إسلام بإبتسامة:"شكرا."
دخل الحمام وأمير إتنهد وعدل أكمام قميصه .. عمر خرج من مكتبه وبعدها خرج من الشركة ومشي في طريق المسجد ... إسلام خرج ولقى أمير مستنيه ... كلهم وصلوا المسجد ووراهم مجموعة من الشباب إللي موجودين في الشركة وقعدوا في المسجد لوقت بسيط عمر كان قاعد في ركن بعيد وساند راسه على حائط المسجد وبيبص قدامه بشرود ... أمير كان متابع عمر بعيونه وبيتمنى يروح يكلمه ويقوله إنه هو الشاب إللي بيتكلم معاه على الإيميل ... إسلام كان بيحاول مايبصش نحية عمر تمامًا عشان ماحدش يفكر بس إنهم يعرفوا بعض ... المؤذن في المسجد أقام الصلاة ... عمر قام من مكانه وأمير قام هو كمان وإسلام وراه ...
الإمام:" سووا صفوفكم ، فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة."
الكل وقف صفوف متساوية وأمير حظه جه في الصف الثاني خلف الإمام وكان عمر جنبه على يساره، وإسلام على يمينه ...
الإمام:"الله أكبر."
الكل بدأ الصلاة خلف الإمام ... بمرور الوقت ... كلهم سلموا من الصلاة وعمر فضل قاعد في مكانه وبيبص لمكان سجوده كإنه بيدعي جواه دعاء مش عايز حد يسمعه ولا يعرف بيه ... أمير بعد ما سلم من الصلاة بص لعمر ولاحظ إنه بيبص لموضع السجود وساكت ... إسلام كان منتظر الشاب إللي جنبه يقوم بس لقاه بيبص لعمر، بِعِد عنهم شويه عشان عمر مايتكلمش معاه ، أمير بص جنبه لمكان الشاب لقاه بعد حاجة بسيطة وبيبصله، إتنهد ولسه هيتحرك ويقوم من مكانه عيونه جات في عيون عمر إللي بيبصله ومعقد حواجبه ... أمير برق بسبب نظرات عمر ليه، بس إتحكم في أعصابه وإبتسم بتوتر ... عمر عيونه جات على إسلام إللي قاعد بعيد عنهم بس قرر يقوم عشان يطمن على سيرين.. قام من مكانه وخرج من المسجد، وأمير إتنهد بإرتياح ..
أمير بإستغراب:"إيه الرعب ده."
قام من مكانه وإسلام قام هو كمان وخرجوا من المسجد لبسوا جزمهم ومشيوا ... وأثناء طريقهم للشركة ..
أمير بإستفسار:"إنت جديد هنا صح؟"
إسلام بإبتسامة:"أيوه، بس أنا عندي إنترفيو لسه متعينتش."
أمير بإبتسامة:"ربنا يوفقك، بس إنت مقدم إدارة ولا حسابات ولا إيه؟"
إسلام:"حسابات إن شاء الله."
أمير:"إن شاء الله."
إسلام وهو بيمدله إيده عشان يسلم عليه:"إسمي إسلام."
أمير بإبتسامة وهو بيسلم عليه:"وأنا أمير."
إسلام:"بتشتغل في إيه بقا؟"
أمير بتنهيدة:"أنا في الإدارة."
إسلام بإبتسامة:"ما شاء الله، ربنا يوفقك."
أمير:"آمين."
إتكلموا مع بعض هما الإتنين بخصوص مجالاتهم لحد ماوصلوا للشركة ..
أمير بإبتسامة:"بالتوفيق يا إسلام وأتمنى أشوفك معانا في الشركة."
إسلام بإبتسامة:"إن شاء الله."
أمير راح لمكتبه وإسلام دخل غرفة الإجتماعات وإنتظر الشخص إللي هيعمله الإنترفيو التاني ... أمير دخل مكتبه وقعد على الكرسي وفتح الموبايل وبعت رسالة لسيرين ..
أمير:"طمنيني عليكي؟ أخبارك إيه؟ أكلتي ولا لا؟"
بعت الرسالة وإتنهد ولقى ملفات كتير جاتله وقرر يبدأ فيهم .. عمر كان قاعد على كرسي قدام مكتب سيرين ..
عمر لسيرين:"هتفضلي ساكته كده كتير؟"
سيرين:"عايزني أقولك إيه يابابي؟"
عمر بتنهيدة:"قولي أي حاجة ياسيرين، مش بحب سكوتك."
سيرين:"حضرتك مصمم برده؟"
عمر بإصرار:"أيوه مصمم وماتفتحيش الموضوع ده تاني."
سيرين إتنهدت وسكتت ..
عمر:"ماتيجي نطلب أوردر؟ ده وقت الغداء."
سيرين:"مش جعانه يابابي."
عمر بعِند:"هتاكلي غصب عنك."
عمر كان لسه هيرفع التليفون عشان يعمل مكالمة، باب المكتب خبط وبعدها بشير دخل ...
عمر بإستفسار:"في إيه يابشير؟ وإنت مروحتش لإسلام ليه لحد دلوقتي؟"
بشير:"أنا آسف يا بشمهندس بس طلعلي مشوار ضروري جدا وماينفعش يتأجل."
عمر:"مش هينفع أنا إللي أعمله الإنترفيو ده."
بشير:"أنا آسف بجد، بس دي حاجة طلعتلي من غير ميعاد."
عمر:"طب المدير المالي م......"
بشير:"للأسف المدير المالي أجازة النهاردة."
عمر بغضب:"وإنت جاي تقولي ده دلوقتي يابشير؟!! أنا دلوقتي عايز حد بيفهم في مجال الإتش آر والحسابات ضروري .. عايز حد يكون ملم بكل حاجة هنا في الشركة، مافيش غيرك وبعدك المدير المالي وأنا ماينفعش أروحله عشان البيه مش عايز واسطه، وبرده مش هينفع أرجعه، لازم يخلص كل حاجة النهارده، عشان وجهتنا كشركة قدام الكل."
بشير سكت شويه وبعدها بصله بتوتر ...
عمر بإستفسار وهو ملاحظ توتره:"في إيه؟"
بشير:"عندي حد ملم بكل ده بس ........."
عمر بإستفسار وهو بيقاطعه:"شاطر؟"
بشير:"جدا."
عمر:"واثق من كده؟"
بشير:"أضمنه برقبتي."
عمر بإستفسار:"مين ده؟"
بشير بتوتر:"ده شاب هنا في الإدارة و........."
عمر وهو بيقاطعه:"إسمه إيه؟"
بشير:"أمير."
سيرين إبتسامتها كبرت لما سمعت إسم أمير وبصت لباباها إللي واضح عليه الصدمة والتفكير في نفس الوقت ...
بشير:"حضرتك كويس؟ لو مش حابب إنه يروحله خلاص أبلغ إسلام بتأجيل الإنترفيو، هو حاليا بيمتحن التكنيكال وبعد مايخلص علطول أبلغه بميعاد تاني."
عمر كان لسه هيتكلم ويوافق على رأي بشير .. لقى موبايله بيرن بص للموبايل لقاه إسماعيل شاور لبشير إنه يقعد شويه ورد على إسماعيل..
إسماعيل:"إزيك يا عمر عامل إيه؟ وحشتني."
عمر:"أنا بخير الحمدلله يا إسماعيل، وإنت كمان وحشتني إيه الأخبار؟ وأولادك عاملين إيه؟"
إسماعيل:"بخير الحمدلله، هو إسلام عمل إيه؟ طمني وقولي إنه خلاص إتقبل وهيبدأ من بكرة."
عمر:"مبدأيا إسلام شاطر ماشاء الله، بس لسه ماخلصش."
إسماعيل:"هستنى الخبر منك يا عمر، بس بلاش توافق عليه لمجرد إنه إبني، لام إبني يبقى عندك بمجهوده."
عمر:"ماتقلقش يا إسماعيل ده هيحصل، قولتلك إبنك شاطر ناقص بس إنترفيو كمان وخلاص كده هيكون إتقبل لما يعديه."
إسماعيل:"هستنى منك الخبر، وأتمنى يكون يفرح أنا إبني تعب بجد هو مش حِمل إنتظار."
عمر:"حاضر يا إسماعيل."
إسماعيل:"أنا هقفل دلوقتي عشان أنا في المحل"
عمر:"ماشي يا إسماعيل."
قفلوا مع بعض وعمر إتنهد بضيق وبص لبشير إللي واضح عليه إنه مستعجل وعايز يمشي ...
عمر:"خليه يروحله، وبلغه إني هتابعه من الكاميرات ولما يخلص الإنترفيو بتاع إسلام هبلغه على التليفون بالنتيجة سواء بالقبول أو الرفض."
بشير:"تمام، بعد إذنك."
بشير خرج من المكتب وعمر كان معقد حواجبه بضيق، عيونه جات في عيون سيرين إللي واضح عليها الفرحة وخرج من المكتب بسرعة وراح لمكتبه وهي خرجت وراه ..عمر شغل الكاميرات إللي أظهرت إسلام وهو بيمتحن، وسيرين وقفت جنبه . عمر بصلها بضيق وهي إبتسمتله بإنتصار وبعدها بصت للكاميرا .. بشير راح لأمير المكتب وبلغه بالموضوع ده وقدمله الإستمارة الخاصة بإسلام.. كان واضح عليه الصدمة والذهول لإنه أول مرة يدخل في حاجة زي دي ..
بشير:"يلا يابني واقف كده ليه؟ ماتنساش بشمهندس عمر هيتابعك على الكاميرات وعلى أساسه هيبلغك بالرفض أو القبول."
أمير:"ح....حاضر."
بشير خرج ... وأمير عدل جاكت البدلة وخرج من المكتب وراح لغرفة الإجتماعات وهو بيدرس إستمارة التقديم إللي إسلام كتبها ... خبط على الباب وبعدها دخل ... سيرين إتحمست لما أمير دخل أوضة الإجتماعات وعمر عقد حواجبه بضيق ...
أمير بإبتسامة:"مساء الخير."
إسلام بإبتسامة:"مساء النور."
أمير قعد على الكرسي إللي قدامه وإسلام مستغرب وجوده، مكنش متوقع إن أمير هو إللي هيعمله الإنترفيو..
أمير بإبتسامة وجدية:"نورتنا يا أ/ إسلام."
إسلام:"ده نورك."
أمير:"قبل أي شئ، حابب أعرفك بنفسي بشكل رسمي .. أنا أمير مجدي، هعمل لحضرتك الإنترفيو الأخير وإن شاء الله أتمني تبقى معانا."
إسلام:"إن شاء الله."
أمير بص للورق الخاص بإسلام إللي في إيده وشاف إجاباته على الإختبار، لقى إجاباته معقولة وواضحة بس قرر يركن كل ده ويسأله من دماغه يطحنه في الأسئلة بمعنى أصح ..
أمير بإبتسامة وجدية:"واضح كده إن حضرتك شخص مبدع بتحب تفكر كتير."
إسلام بإبتسامة وجدية:"أكيد."
أمير:"مممممم، طب هسألك سؤال وتجاوبني عليه."
إسلام:"إتفضل."
أمير:"إيه هو الحساب إللي مابيظهرش ضمن أرصدة ميزان المراجعة؟"
إسلام سكت وبيفكر في إجابة السؤال ده . عمر منتظر إجابة إسلام .. إنما سيرين كانت بتبص لأمير بحب وفخر ... إسلام إتنهد ورد ...
إسلام:"بضاعة آخر المدة، لأنها تكون نتيجة جرد وليس نتيجة قيود يومية، يعني بيتم جرد البضاعة وتقييمها ثم وضع قيمتها مرة دائن في حـ/ المتاجرة، ومرة مدينة في الميزانية العمومية تحت بند الأصول المتداولة."
أمير إبتسم وسأله سؤال تاني وبعدها إسلام جاوبه وكل مدى الأسئلة بتزيد صعوبة لكن إسلام كان بيحاول على قد مايقدر يجاوب صح .. نظرة الفخر في عيون سيرين لأمير كانت واضحة وعمر متضايق بسبب كده، وفي نفس الوقت شايف إن أمير صح في جديته وأسئلته وفي نفس الوقت متفاجئ منه...
سيرين لنفسها:"ماكنتش أعرف إن ليه في الحسابات، دايما بتفاجئ منه."
بمرور الوقت .. أمير خلص كل الأسئلة إللي في باله لإسلام إللي خلاص دماغه إتعقدت من كتر الأسئلة إللي إتسألها ... عمر قرر يتصل بأمير ويديله قراره ... رفع سماعة التليفون وإتصل بغرفة الإجتماعات .. أمير رفع السماعة ..
عمر:"بلغه إنه مقبول ومرتبه هيتحدد من خلال المدير المالي، ويقدر يبدأ معانا من بكرة."
أمير:"تمام."
عمر قفل المكالمة وبص لسيرين إللي سرحانه في أمير إللي بيبلغ إسلام بالكلام إللي إتقاله ...
عمر بغيرة شديدة:"سيرين، إتفضلي لمكتبك وأنا هطلبلنا أوردر وهجيلك لما يوصل، وهناكل مع بعض هنا في الشركة وبعدها نروح أنا وإنتي."
سيرين بإبتسامة:"حاضر يابابي."
خرجت من المكتب وقررت تمشي نحية غرفة الإجتماعات على أمل إنها تشوف أمير .. بعد ماهي خرجت عمر عمل مكالمة لإسماعيل ...
إسماعيل:"طمني يا عمر؟"
عمر بإبتسامة:"مبروك يا سُمعه ، إبنك إتقبل عندي في الشركة، وعايز أقولك إني ماقعدتش معاه أصلا ولا حد تبعي قعد معاه، كلهم موظفين هنا في الشركة."
إسماعيل بفرحة:"حبيبي يا عمر، ربنا يخليك ليا، شكرا جدا."
عمر:"إنت بتشكرني على إيه؟ إبنك شاطر وقدها."
إسماعيل:"إنت متتصورش فرحتي بيه عامله إزاي بجد؟ ربنا يباركلي فيك يا صاحب عمري، إنت سبب فرحتي، محتاج أشوفك ياعمر."
عمر بضحكة:"كل ده عشان إسلام هيشتغل؟"
إسماعيل:"أيوه، إبني تعب كتير ويستحق فرحتي، وأنا بجد محتاج أشوفك."
عمر بإبتسامة:"حاضر يا إسماعيل هجيلك في أقرب وقت."
إسماعيل:"ماشي، أنا هقفل بقا عشان المحل زحمة عندي وهكلمك بعدين."
عمر:"ماشي يا إسماعيل."
قفلوا مع بعض وعمر إتنهد وقرر يركز في شغله ....
..........................
أمير بإبتسامة وهو بيسلم عليه:"نورتنا يا أ/ إسلام، أنا مبسوط بأدائك حقيقي."
إسلام:"أنا ماكنتش أتوقع إنك هتنفخني بالشكل ده."
أمير:"آسف، بس ده الشغل."
إسلام بضحكة خفيفة:"ولا يهمك، أهم حاجة إني إتعرفت عليك."
أمير:"وأنا كمان حقيقي."
الإتنين خرجوا من المكتب وأمير إتفاجئ بسيرين إللي واقفه بعيد شويه، وقلبه دق بشدة، غمزلها من غير ما إسلام ياخد باله، سيرين حاولت تداري خجلها بس إرتبكت لما لقت إسلام بيبتسملها وبيشاورلها وهو واقف ورا أمير .. إبتسمت بتردد لإسلام على أساس إنها بترد السلام ومشيت بسرعة لمكتبها .. إسلام سلم على أمير ومشي أما أمير راح لمكتبه عشان يجهز حاجته ويمشي ولإن ميعاد خروجهم من الشركة جه .. راح المكتب وبدأ يجهز فى حاجته بس إتفاجئ بتليفون المكتب بتاعه بيرن ..
أمير وهو بيرد:"ألو."
عمر:"أ/ أمير معاك المهندس عمر .. تقدر تتفضل في مكتبي."
أمير بتوتر:"حاضر."
عمر قفل المكالمة وكان بيحاول يتحكم في أعصابة بسبب إنه مستغرب الشاب ده ومتضايق منه في نفس الوقت، الشاب واضح عليه إنه محترم وخلوق ده غير إنه بيصلي وشاطر وذكي ... لازم يعرف عنه أكتر لازم يدرسه من كل الإتجاهات وبسرعة .. لازم يثبت لسيرين إن الواد ده بيضحك عليها، ماينفعش ييجي ياخد منه بنته على الجاهز وهو إللي تعب فيها ... لازم يعرف عنه كل حاجة ... فاق على صوت الباب إللي بيخبط ... أمير دخل لمكتب عمر ..
عمر بجدية وهو بيشاور على كرسي قدام المكتب بتاعه:"إتفضل أقعد."
أمير قعد وبص لعمر إللي بيبصله بتركيز .. أمير محرج بسبب نظرات عمر ليه وحس إنه عمل حاجة غلط... أمير زهق من جو التوتر إللي هو بقا فيه ده وقرر يتكلم ..
أمير وهو بيبصله:"حضرتك كنت............."
عمر بإستفسار وهو بيقاطعه:"إنت عندك كام سنه؟ خريج كلية إيه؟ باباك ومامتك بيشتغلوا إيه؟ إنت بتعمل إيه في حياتك؟"
أمير بإستغراب من الأسئلة دي:"أنا عندي 26 وماشي في ال 27 .. خريج كلية تجارة جامعة عين شمس قسم إدارة أعمال .. والدتي ست بيت، والدي كان بيشتغل أعمال حرة يعني كان بيشتغل بره لفترة وحاليا قاعد في البيت."
عمر بإستفسار:"قاعد في البيت؟ يعني إيه قاعد في البيت؟ متقاعد يعني؟"
أمير بخنقة من الأسئلة دي:"حاجة زي كده."
عمر:"مممممممم، ممكن أعرف إنت إتعلمت كل ده فين؟ كل المهارات دي، الحسابات وكل ده وإنت إدارة أعمال يعني حتى المفروض ماتبقاش عارف بالحسابات على وجه كبير."
أمير:"حضرتك أنا درست في الكلية كل حاجة خاصة الحسابات درستها حتى وأنا في قسم إدارة الأعمال كان في مواد مشتركة بين الأقسام، ده غير إني كنت بحب أوسع مجالي دايما فكنت بذاكر في كل حاجة خاصة بالكلية، وبعد ما إتخرجت كنت بذاكر أونلاين دايما، زي فكرة البرنامج إللي عرضتها على حضرتك."
عمر بإستغراب مصطنع:"فكرة برنامج؟"
أمير بإبتسامة:"أنا أمير إللي كلم حضرتك على الإيميل من سنة بخصوص البرنامج، وحضرتك رديت عليا من شهر أو شهرين."
عمر بدهشة مصطنعة:"بجد؟ إزيك يا أمير عامل إيه؟"
أمير:"بخير الحمدلله، حمدالله على سلامتك، حضرتك نورت مصر."
عمر بإبتسامة مصطنعة:"طبعًا نورت بيا."
أمير إستغرب رده بس تجاهل وقال يمكن بيهزر ..
عمر:"وعلى كده بقا يا أمير، إنت مرتاح ومبسوط عندنا هنا، صح؟"
أمير بإستغراب أكبر من السؤال:"الحمدلله."
عمر:" طب كويس، إنت خاطب أو متجوز؟"
أمير إتوتر أكتر من الأسئلة دي ...
أمير:"لا، بس هـ..............."
عمر بإستفسار وهو بيقاطعه:"تحب أجبلك عروسة؟"
أمير:"لا يا فندم أ........."
عمر بإبتسامة وهو بيجز على أسنانة وبيقاطعه:"ليا بنت واحد صاحبي ماشاء الله هما عيلة كبيرة جدا ومعاهم فلوس كتير جدا، مش ناقصهم أي حاجة، والبنت حلوة جدا ومعاها عربية، وهيجيبوا الشقة أو ممكن الفيلا ويفرشوهالك كمان ياعم، لو مرتبك مكفاش مصاريفها اليومية مافيش مشكلة هيساعدك، ها قولت إيه؟"
أمير كان متضايق وبيحاول يتحكم في غضبه بسبب كلام عمر إللي مالهوش لازمة ...
عمر وهو معقد حواجبه:"سكت ليه؟"
عمر كان منتظر أي رد بجح منه يثبت من خلاله لسيرين إنه مش مناسب، بس إتفاجئ من ثباته الإنفعالي ...
أمير بإبتسامة مصطنعة:"حضرتك ماسبتنيش أكمل كلامي، أنا كنت حابب أقول لحضرتك إني ناوي أخطب إن شاء الله وحضرتك هتكون أول المعزومين، وعايز أقول لحضرتك برده، الإنسانة دي إختارتها عشان طيبتها وحنيتها مش عشان فلوسها أبدًا على الرغم إني معرفش حاجة عن حياتها الشخصية أو العائلية بشكل عام .. لكن أنا يهمني الإنسانة إللي قدامي دي تبقى عاملة إزاي، فلوس أبوها مش هتنفعني في حاجة لإني الحمدلله مقتدر ومعتمد على نفسي في كل حاجة، الفلوس عمرها ماكانت كل حاجة عشان يبقى كلام حضرتك الأساسي في الموضوع هو الفلوس، ياما ناس كتير معاها فلوس بس ناقصها السعادة، ياما ناس كتير جاتلها الفلوس بس راحت قصادها حاجات تانية، .. *عمر ملامحة إتحولت للحزن الشديد* .. ربنا قادر إنه يغني الفقير في ثانية، ويفقر الغني في ثانية برده، كل شئ بإيد ربنا، كلنا متساويين بإختلاف الظروف يا بشمهندس، ممكن يكون في حد غني بس ناقصة الحب والدفا العائلي إللي بيبقى موجود في أي بيت مصري بسيط، ومش شرط يكونوا عزوة كمان عشان يحسوا بالدفا ممكن يكونوا شخصين بس *إبتسم بحب لإنه إفتكر مامته* ..... الفلوس بتروح في ثواني، لكن الشئ الأهم هو الكرامة وعزة النفس ."
أمير أخد نفس عميق بعد ماخلص كلامه وبيفكر في شوق وده لإنه إتأخر عليها .. عمر كان بيفكر في كلام أمير وشايفه صح بس بيكابر وبيعند مش ده إللي هياخد منه بنته برده .. عمر فاق على رنة تليفون المكتب، رفع سماعة التليفون ورد ..
عمر:"ألو."
؟:"الأوردر وصل لحضرتك يافندم، وتم دفع الحساب من الكاش إللي حضرتك سايبه *وهنا عمر جاتله فكرة* وهـ......."
عمر:"أه خلاص تمام، هطلع أدفع."
؟؟:"يافندم الحساب إتدفع خلاص و....."
عمر قفل المكالمة وفتح خزنة الفلوس وأخد منها مبلغ ..
عمر لأمير:"ثواني وراجعلك."
عمر ساب باب الخزنة مفتوح وخرج من المكتب ووقف بره إستنى وقت بسيط وبعدها دخل لقى أمير لسه قاعد ثابت في مكانه ومنتظره ..
عمر:"سوري يا أ/ أمير، خليتك تستنى كتير."
أمير:"ولا يهمك يا فندم، أ....."
قطع كلامه صوت رنة موبايله، كنسل عليها وبص لعمر ولسه هيكمل كلامه ... شوق رنت عليه بإستمرار ، أمير وضح عليه التوتر والخوف والقلق...
عمر وهو ملاحظ قلق أمير وتوتره وخوفه في نفس الوقت:"في إيه؟ قلقان كده ليه؟ ماترد."
أمير بخوف وهو بيرد:"ألو."
شوق بإرتياح:"إنت فين كل ده؟ أنا قلقت عليك ياحبيبي"
أمير بإرتياح وإبتسامة:"عندي إجتماع في الشركة يا أمي."
شوق:"كنت بلغتني طيب ياحبيبي بدل مانا قلقانه عليك كده."
أمير:"حاضر ياحبيبتي مش هتتكرر تاني، أعذريني."
شوق:"ماشي ياحبيبي خلص على راحتك، أنا كده خلاص إتطمنت عليك، لا إله إلا الله."
أمير:"محمد رسول الله."
قفل المكالمة وبص لعمر إللي بيبصله بتركيز...
أمير بإستفسار:" في حاجة يا فندم؟"
عمر:"إنت كنت قلقان ومتوتر وخايف كده ليه لما لقيت والدتك بتتصل؟"
أمير بتنهيدة:"مافيش، هي أمي تعبانة شويه فخوفت يكون جرالها حاجة، فكنت متوتر وقلقان ومش عارف أرد، خوفًا من إن حد تاني غيرها يكون هو إللي بيتصل، إحساس صعب أوي، دايما بعيشه لما هي بتفضل ترن كتير كده."
عمر إبتسم إبتسامة خفيفة:"ربنا يباركلك فيها."
أمير بإبتسامة:"آمين، أقدر أستأذن؟"
عمر:"أكيد إتفضل."
أمير:"شكرا لحضرتك."
أمير خرج من المكتب وفي نفس الوقت بيفكر في كلام عمر ومش فاهم ليه الأسئلة دي راح لمكتبه وأخد حاجته وخرج من المكتب وهو ماسك موبايله وبيبعت رسايل لسيرين ..
أمير:"إنتي فين؟"
سيرين شافت رسايله ومش عارفه ترد تقوله إيه وخاصة إنها مردتش على أسئلته إللي بعتهالها قبل الإنترفيو... سيرين إرتبكت وكتبت ..
سيرين:"أنا روحت يا أمير، كنت تعبانة شويه قولت أروح أرتاح."
بعتت الرسالة بس إتفاجأت لما لقت أمير بيتصل بيها ... ردت بإرتباك..
سيرين:"ألو."
أمير بقلق:"طمنيني عليكي، فيكي إيه؟ تعبانة عندك إيه؟"
سيرين بتوتر:"مافيش، صداع وإرهاق، لما روحت حسيت إني إرتحت."
أمير بإبتسامة حب:"خدي بالك من نفسك ياسيرين، نامي وإرتاحي دلوقتي ولما تصحي طمنيني عليكي."
سيرين:"حاضر."
قفلوا مع بعض وأمير خرج من الشركة، أما سيرين إتنهدت بحزن وده لإنها كذبت عليه لقت باب المكتب بتاعها بيتفتح ودخل عمر ومعاه الأوردر إللي كان طلبه ومبتسم إبتسامة كبيرة، مسكها من إيدها وخلاها تقعد معاه على كنبة الأنترية إللي في المكتب وفتح الأكل ...
عمر:"يلا سمي الله، وكلي."
سيرين:"حاضر."
بدأت تاكل وفي نفس الوقت حزينة بسبب كذبها المستمر على أمير ... عمر كان بيفكر في أمير وطباعه وأمانته ومش لاقيله غلطة حتى الفلوس زي ماهي سليمة مانقصتش ..
منذ دقائق:
بعد ما أمير خرج من المكتب عمر شغل تسجيل الكاميرات الخاص بأوضته وجاب من أول لما هو خرج من المكتب عشان يدفع الحساب .. لقى إن أمير فضل قاعد في مكانه زي ماهو وعيونه مجتش على الخزنة خالص لحد ماهو دخل عليه ...
...........................................
أمير روح بيته متأخر وكان جعان جدا .. دخل الشقة وقفل الباب وراه لقى شوق خرجت من المطبخ وأخدته في حضنها ...
شوق:"حمدالله على سلامتك ياحبيبي."
أمير:"الله يسلمك يا شوق."
شوق:"يلا ياحبيبي غير هدومك وأنا خلاص بسخن الأكل"
أمير:"حاضر."
دخل أوضته وبدأ يغير هدومه .. بمرور الوقت ...
كانوا قاعدين مع بعض في الصالة وأمير سرحان وهو بيشرب الشاي مع شوق ومش مركز...
شوق:"مش أنا بكلمك يابني؟ مالك؟"
أمير بتنهيدة وهو بيبصلها:"بفكر في إللي حصل النهاردة، صاحب الشركة ده غريب جدا،مش عارف في إيه."
شوق بإستفسار:"إيه إللي حصل؟"
أمير حكالها على كل حاجة حصلت ومازال بيقول "صاحب الشركة" ومذكرش إسم "عمر" تمامًا لإنه عارف إن مامته بتتعب لما بتسمع عن الإسم ده...
شوق بتفكير:"غريب فعلا، بس يمكن يكون شايفك شاطر فعشان كده بيختبرك مثلا."
أمير مط شفايفه بمعني "معرفش" ..
شوق:"سيبك بقا من سيرة الشغل، طمني سيرين عاملة إيه؟"
أمير بتنهيدة وإبتسامة جميلة:"كويسه الحمدلله."
شوق بسخرية:"ياسيدي وإيه كمان؟"
أمير:"هو ماينفعش باباها ده يرجع بسرعة؟ عايز أنجز حاسس إني واقف في مكاني مش عارف آخري فين."
شوق:"معلش ياحبيبي، أصبر الأمور مش بتيجي كده."
أمير بتنهيدة:"ماشي ياشوق، المهم إنتي عملتي إيه في غيابي؟"
شوق:"عادي، قعدت في البيت وبس، كالعادة يعني."
أمير كان واضح عليه النعاس ...
شوق:"حبيبي إدخل نام، إنت تعبان ونكمل كلامنا بعدين."
أمير:"حاضر ياشوق."
حط كوباية الشاي إللي مكملهاش وباس راسها ..
أمير:"تصبحي على خير."
شوق:"وإنت من أهله ياحبيبي."
دخل أوضته وأول ماحط راسه على المخدة راح في النوم ....
شوق بتنهيدة:"ربنا يصلح حالك ياحبيبي."
......................................
عمر وسيرين رجعوا الفيلا .. وسيرين طلعت لأوضتها وغيرت هدومها وعمر كذلك ... بعد ماخلصوا نزلوا هما الإتنين وقعدوا مع بعض ... كانت ساندة براسها على كتفه وعمر كان بيلعبلها في شعرها وبيتفرجوا على التليفزيون ...
عمر:"نفسي أفهم إنتي حبتيه إزاى؟ أكيد عملك عمل."
سيرين إستغربت من كلام باباها ورفعت راسها وبصتله بإستغراب..
عمر:"أو ممكن يكون ساحرلك مثلا."
سيرين:"وإنت من إمتى يابابي بتقول الكلام ده؟ أعمال وسحر إيه ده؟ أعوذ بالله."
عمر:"أصل مش معقولة يعني أكيد فيه حاجة غلط، وبعدين أنا بجد مش عارف إنتي حبتيه إزاي برده."
سيرين:"الحب مش بإيدينا يابابي."
عمر بغيرة:"ماشي بس ماتحبيش حد برده، أنا موجود."
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة ومسكت وشه بين إيديها...
سيرين بحب:"ياروحي، إنت أول راجل في حياتي، يستحيل أحب حد زيك أبدا، إنت الأساس يابابي، وبعدين أمير شخص طيب ومحترم، هو أه مش شبهك ويستحيل يكون في حد شبهك *عمر إبتسم* بس هو خطف قلبي."
عمر عقد حواجبه بضيق ..
سيرين:"ماتكشرش يابابي بقا، عشان خاطري إديله فرصة، إنت شوفت بنفسك قد إيه هو كويس في الإنترفيو بتاع إسلام وتعامله كويس."
عمر بتنهيدة:"يعني عاوزاني أعمل إيه؟"
سيرين:"معلش بس أفهم السؤال ده تقصد بيه إيه؟"
عمر:"عايزاني أعملك إيه ياسيرين فى الموضوع ده؟"
سيرين بفرحة:"يعني إنت موافق على أمير صح؟"
عمر بضيق:"لا طبعا، مين قال كده؟"
سيرين برخامة:"واضح عليك إنت مش متضايق زي الأول."
عمر:"برده مهما كان مش موافق."
سيرين:"طب هتعمل إيه في موضوعي إزاي؟"
عمر بقمصة:"مش مهم، أنا هختبره من نفسي وبرده هثبتلك إنه بيضحك عليكي."
سيرين:"ههههههههههههه، ماشي يابابي إللي يريحك وأنا واثقة إنك هتوافق عليه وهتحبه جدا."
عمر بضيق:"إبقي قابليني."
سيرين بضحكة خفيفة:"حاضر هقابلك، *إتنهدت* أنا محتاجة أنام، تصبح على خير ياحبيبي."
باسته من خده ..
عمر:"وإنتي من أهله، نامي كويس."
سيرين بإبتسامة:"حاضر يابابي."
قامت من مكانها وطلعت لأوضتها .. أما عمر كان قاعد في مكانه وبيفكر في أمير إللي بنته بتحبه، وبيقيمه وفي نفس الوقت بيقنع نفسه إنه مابيحبهاش على الرغم من إحترامه وطيبته الواضحة وشطارته .. إتضايق من التفكير الإيجابي إللي بيفكر بيه في أمير ورجع يقنع نفسه تاني إنه بيضحك على بنته ...
............................
في اليوم التالي:
أمير دخل الشركة وراح لمكتبه وأخد الفطار إللي كان موجود في شنطته وبدأ يتصل بسيرين ... سيرين كانت قاعدة في مكتبها وحاطه إيدها على خدها ومتضايقة بسبب نقلها من المكتب .. فاقت على صوت رنة موبايلها .. فرحت لما لقته أمير ..
سيرين بفرحة:"ألو."
أمير:"أيوه إنتي في المكتب بتاعك؟"
سيرين:"أيوه أنا هناك."
أمير:"طب شويه وجايلك، معلش قوليلي إنتي أنهي مكتب فيهم."
سيرين وصفتله المكتب بتاعها وهو راح للمكتب وخبط على الباب ودخل ..
أمير بإبتسامة وهو بيقرب منها:"مبروك المكتب الجديد."
سيرين:"الله يبارك فيك يا أمير."
أمير وهو بيبص للأكل إللي في إيده:"أنا ماحبتش أفطر من غيرك، فقولت نفطر الأول وبعدها نشتغل."
سيرين إبتسمتله وعلى الرغم من إنها فطرت مع عمر، صممت إنها لازم تاكل معاه .. قامت من مكانها وراحوا قعدوا مع بعض الكنبة إللي موجودة في مكتبها وبدأوا ياكلوا ... بعد مرور فترة بسيطة .. أمير كان بيشرحلها حاجة تخص شغلهم وهي كانت مركزة بس إتفاجئوا لما باب المكتب إتفتح على الآخر وعمر إللي كان داخل المكتب ...
يتبع...
لقراءة الفصل العشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات