القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية نصف أنثي الفصل العاشر 10 بقلم رانيا ابو خديجه

 رواية نصف أنثي الفصل العاشر 10 بقلم رانيا ابو خديجه

رواية نصف أنثي الفصل العاشر 10 بقلم رانيا ابو خديجه

رواية نصف أنثي الفصل العاشر 10 بقلم رانيا ابو خديجه

امام منزل ندى يدق جرس الباب فتنظر هي من العين السحريه..وجدت البواب ..ففتحت الباب

ندى: خير يا عم إبراهيم في حاجة؟

وهنا ظهر عمر من خلف عم إبراهيم البواب ..ثم تركهم البواب ونزل بإشارة من عمر ..زهلت ندى من فعلته وهمت بغلق الباب ولكن منعها عمر: لأ يا ندى مش هتهربي مني تاني ..احنا لازم نتكلم.

ندى وهي تهم بغلق الباب: خلاص يا عمر مبقاش في كلام بنا يتقال بعد كدة.

فتح عمر الباب بقوة ودخل واغلقه خلفه: لأ هنتكلم

ثم اردف وهو يتأملها بإشتياق لرؤيتها: وبعدين انتي وحشتيني قووي ..بقالي شهر يا ندى مشوفتكيش ولا حتى سمعت صوتك.

ندى وهي تدعي الجمود امام كلماته ..فهي اشتاقت رؤيته حد الجنون ..وبعده عنها خاصتا بتلك الفتره لم يكن بالهين
: لو سمحت يا عمر احنا خلاص مفيش بينا كلام يتقال..مفيش بينا غير الطلاق ..فلو سمحت وفر عليا وعليك كلام كتير ملوش لازمة.

عمر وهو يمسك بيدها ويقبلها بحنان: قولي كل اللي انتي عايزاه واكتر كمان وانا هستحمل اي حاجة منك..بس عشان خاطري بلاش موضوع الطلاق ده

ثم اكمل برجاء: عشان خاطري يا ندى بلاش ...انا ماصدقت بقيتي مراتي وعلى ذمتي ...عايزاني اسيبك واطلقك بعد ما خلاص كان فاضلنا كام يوم ونبقى مع بعض.

ندى بهدوء بعد ان سحبت يدها من يده: انت عارف يا عمر كويس قوي اننا مننفعش نكمل بعد كل اللي حصل دة.

عمر بحزن من كلماتها: ليه بس يا ندى ..طب انا ذنبي ايه في اللي حصل ..
ثم تابع بتأكيد: ندى انا مقولتش حاجة لامي ولا حتى كنت اعرف انها جايلكم ..انتي اكيد متأكدة من كده.

: انا عارفه انك مقولتش لوالدتك حاجه ..بس دة ميهمنيش في حاجه ..عشان دلوقتي او بعدين كانت هتعرف والنتيجه في الاخر واحده..وهي ان مامتك كرهتني خلاص

ثم تابعت بزهول: انت اصلك مشوفتهاش كانت بتكلمني وبتكلم بابا الله يرحمه ازاي

ثم اخفضت وجهها واردفت بحزن ممزوج بدموع: مامتك قالتلي كلام عمري ما سمعته في حياتي يا عمر ..دي اتهمتني ان انا نصابه وكدابه
ثم اكملت ببكاء: وبابا يا حبيبي متحملش انه يسمع حد بيهني ويهزئني بالشكل ده
ثم نظرت له واردفت: احنا خلاص يا عمر ملناش في بعض وخصوصا انا مليش في حد خالص
ثم نظرت امامها بعيون مليئه بالدموع: على رأي مامتك انا واحدة ناقصه ومش بنت زي كل البنات.

اغمض عمر عينيه بقوة يحاول السيطره على غضبه من والدته
ثم اقترب منها وامسك يدها وقبلها بحنان واردف بندم: حقك عليا ..انا أسف على اي حاجه قالتها أمي في حقك ..وبعدين انتي ست البنات كلهم واحلى واحده شافتها عنيا كمان..وبعدين انا قدامك أهو سبت كل البنات اللي أمي بتقول عليهم دول وعايزك انتي ..ده بقى يثبتلك ايه ..انك ست البنات دي كلها واحلى ما فيهم ..واكمل واحدة فيهم كمان غصبٍ عن اي حد .

كلمات حنونه ..دافئه أراد ان تصل اليها بصدق ..كلمات عكس كل ما تفوهت به والدته حتى يعيد لها ثقتها بنفسها مره اخرى ويثبت لها ان كل ما حدث لم يغير في امرهم شئ

ولكن كلمات والدته القاتله التي لا توصف الا بذالك لم تذهب من عقلها بتلك السهوله ..فكانت بمثابة السهام التي مزقت قلبها ورغم مرور تلك المدة الا انها لم تداوى بعد فبتعدت عنه واردفت
: مينفعش يا عمر... مامتك قالتلي اننا هنطلق ..وهي معاها حق ..عشان انا مقدرش اتجوزك وهي بتكرهني كده

ثم تابعت بحزن اشد : وأكيد باباك كمان لما عرف كرهني.

عمر بلهفه: لا والله يا ندى يكرهك ايه بس..دة اتضايق قوي من اللي حصل..والله يا ندى وماما كمان طيبه جدا ..هي بس كانت فاهمه الموضوع غلط.

ندى بتهكم؛ اه..فاهمه اننا كدبنا ونصبنا عليك ..مش كدة؟

عمر: انسي بقى يا ندى عشان خاطري وتعالي نبدء من جديد

ندى بإصرار: لو انا نسيت ..مامتك مش هتنسى يا عمر
صمتت قليلا ثم اردفت: فلو سمحت يا عمر ورقة طلاقي توصلني.

هم عمر بالرد ولكنها سبقته وفتحت باب المنزل واردفت
: ده اخر الكلام يا عمر.

نظر لها قليلا فهربت هي من عينيه ..وبعد صمت خرج عمر فأغلقت هي باب منزلها فور خروجه ثم سمحت لدموعها بالهطول وجلست ارضا مستنده بظهرها على الباب تبكي بنحيب على حالها وبعده عنها الذي لم تقوى عليه ولكن كفى.. فكل ما حدث لا يضمن لها سوى الابتعاد .

................................

دخل عمر منزله يبحث عن والدته ويصيح بالنداء عليها فتوجهت اليه والدته بلهفه: عمر ..أخيرااا رجعت يا حبيبي دة انا كنت قلقانه عليك.

عمر بغضب: قلقانه عليا !! بعد كل اللي بتعمليه فيا وتقوليلي قلقانه عليا .

خرج والده من الداخل على صوته: اهدى يا عمر ميصحش تكلم والدتك بالشكل دة يأبني.

عمر ومازال غاضبا: اومال اعمل ايه يا بابا وانا شايف حياتي بتتهد قدامي بسبب تصرفها دة.

ناديه بطريقه مستفزه: انت مكبر الموضوع كدة ليه..محسسني ان مفيش غير ست ندى بتاعتك دي ..وان اللي خلقها مخلقش غيرها ..ما تطلقها وانا هجبلك اللي احسن منها ..على الاقل هتبقى بنت زي باقي البنات .

عمر بعصبيه وقد تشارر الغضب من عينيه: ماما!! من فضلك مش هسمحلك بأي كلمه عن ندى.

محمد محاول تهدئته: طب اهدى بس ياابني
ثم التفت لها واردف بغضب: وانتي يا ناديه ما تلمي الدور بقى وكفايه قوي اللي حصل للبنت بسببك لحد دلوقتي.

عمر بأنفاس لاهثه من شدة غضبه: يبقى ماما تيجي معايا وتعتذر لندى عن كل اللي قالته لها وتقولها كمان انها موافقه وراضيه عن جوازنا.

ناديه بغضب: نعم!! ومين قالك بقى اني موافقه ولا ممكن اوافق اصلا على الجوازة دي

ثم اكملت بهدوء: يأبني فكر كويس دي واحدة عمرها ما هتعرف تعملك عيله زي بقيت الناس ..طب بص كدة على صحابك... وأخرهم يوسف اللي كلها كام شهر وهيبقى أب ويعمل عيله وعزوه..يا عمر ياابني انت متخدر بس بحبها ..حبها عميك عن الحقيقه.

عمر بإصرار: محدش له دعوة ..دي حياتي انا ..أكون أب او مكنش حاجه تخصني انا مش حد غيري.

محمد: ازاي يا عمر ياابني الكلام دة.. الموضوع يخصني انا ووالدتك كمان ..احنا كنا عايزينك تتجوز عشان تجبلنا احفاد وتبقوا حوالينا عيله وعزوه ..دانت ابننا الوحيد يا عمر ..يعني مش هيبقى عندنا حد تاني يعملنا دة ياابني.

عمر بضعف: يابابا والله انا حاولت ابعد عنها قبل كدة ومقدرتش ..ومش هقدر اتجوز واخلف واعمل عيله وهي مش معايا ..لو هي بعدت عني انا لا هتجوز ولا هخلف ولا هقدر اعمل عيله هي مش فيها .

وهنا وقفت ناديه يتردد بذهنها كلماته الاخيره ..فقفزت بذهنها فكره ماكره فأردفت سريعا: خلاص يا عمر يا حبيبي..انا موافقه انك تتجوزها وهاجي معاك كمان لحد عندها واعتذر لها .

عمر بسعادة: حقيقي يا ماما يعني حضرتك هتيجي معايا فعلا؟؟

ناديه ببتسامه حاولت رسمها : وهو انا عندي اعز منك يا عمر..واذا كان على موضوع الخلفه فدي حاجة بتاعت ربنا يقى ياابني
ثم نظرت للفراغ واردفت: محدش عارف بكرة في ايه.

............................................

بمنزل ندى دائما تجلس بغرفة والدها ممسكه بكل شئ يخصه ، كتبه..ثيابه..سجادة الصلاه الخاصه به وسبحته..وتنظر دائما لصورهم معا من صغرها حتى يوم تخرجها من الجامعه وتتذكر وتبكي بدموع حارقه ..ولكن قطع شرودها صوت جرس باب منزلها فكفكفت دموعها سريعا ثم توجهت لتفتح الباب فهي تعلم انه البواب ..فقد أرسلته ليحضر لها بعض الحاجيات لزوم المنزل..فهي منذ وفاة والدها لم تترك منزلها.

فتحت باب المنزل ولكنها صُدمت ..فوجدت عمر وبجواره والدته وبجوارهم والد عمر وايضا يوسف وهبه

وعندما طال صمتها اردف عمر بحنان: ازيك يا ندى ..وحشتيني قوي
مازالت صامته فقط خفضت وجهها ثم رفعت نظرها لوالدته التي كانت تنظر لها وعلى وجهها ابتسامه واردفت بهدوء: ايه يا ندى هتخلينا واقفين كتير كدة عالباب

ندى بلهفه: لأ طبعا..اتفضلوا.

دخلوا جميعا وظل عمر مصوب نظره عليها ..ينظر لها بإشتياق وهي تنظر له خلسه ثم تخفض نظرها .

ناديه: البقاء لله يا ندى ..انا عارفه انها جايه متأخره شويه بس انا طمعانه انك تسمحيني .

ندى بحزن: البقاء لله..ولا يهم حضرتك

ناديه: انا جايه النهاردة عشان اعتذرلك يا ندى عن أي كلمه قولتها في حقك ..متزعليش مني يا بنتي ..انا بس اتصدمت ..اتخضيت ..اتفاجئت بالموضوع.

محمد بإبتسامه: خلاص بقى يا بنتي وبعدين احنا عرفنا عمر بيحبك ازاي ودة اللي خلانا نيجي النهاردة.

ظلت صامته تنظر لهم في صمت وحيره فأردف يوسف بمرحه المعتاد: ايه يا ندى..كلنا كدة جايين نصالحك وبردو مش عايزة تتصالحي..طب نعمل ايه تاني بقى.

هبه برجاء: خلاص بقى يا ندى ..خلينا نفرح بيكوا بقى

ظلت صامته لم تعرف بما ترد ولا على من ترد ..أحس بها عمر وبحيرتها فأقترب منها جالسا بجانبها ..وربت على يدها بحنان ثم همس لها ببتسامه عاشقه : ندى ..عشان خاطري اديني فرصه تانيه ..فرصه اعوضك عن اي حاجه وحشه شوفتيها بسببي .

نظرت له ندى ثم همست: عمر

عمر بنبره حنونه عاشقه: قلب عمر وروحه

ندى وهي تنظر له بضعف: مش هتسبني ابداا؟

احتضنها عمر بلهفه واردف بسعادة وهي بأحضانه: عمري..عمري مأسيبك يا روح عمر ..يااحلى حاجة في دنيته.

صفق يوسف بمرح واردف : طب قدر اننا موجودين يا جدع

محمد بإبتسامه: خلاص يا ولاد ..يبقى فراحكوا أخر خميس في الشهر ان شاء الله.

اسرع عمر بسعادة: لا يا بابا دة بعيد قوي..خليه الخميس الجاي دة..بعد اذنك طبعا.

ثم نظر لندى يسألها بلهفه: ايه رأيك يا ندى

صمتت ندى فهتفت والدته: يبقى على خيرة الله ..وفراحكم الخميس الجاي ان شاء الله.

ظلوا جميعا يتحدثون بكافة الامور وخاصتا امور زواجهم وسألتها ناديه عن اي شئ ينقصها قبل العرس ..وبعد وقتا ليس بقليل استأذنت هي وزوجها ثم هبه ويوسف تاركين عمر معها .

عمر وهو ممسك بيدها بحب: قوليلي يا قلب عمر ناقصك اي حاجه قبل الفرح..أجيبهالك فورا.

ندى وهي تنظر له بضعف: ناقصني اني اطمن يا عمر ..مش قادرة اصدق ان مامتك وافقت كدة ورضيت بالامر الواقع.

عمر بحنان: محدش هيقدر يبعدني عنك ابدا اياً كان مين ..وانتي كمان مش من حقك تبعدي بعد كدة يا ندى ..انتي متعرفيش انتي بتعملي فيا ايه لما بتبعدي بالشكل دة.

ندى: غصب عني يا عمر ..انت مش متخيل انا كنت حاسه بإيه خصوصا بعد كلام مامتك ليا اللي عمري ماسمعت زيه في حياتي كلها ..وكمان وفاة بابا اللي كسرني بجد.

عمر وهو يقبل يدها ويحتضنها بحنان: انا أسف يا روح عمر ..حقك عليا ..عشان خاطري متزعليش

ثم اردف بجديه: اوعديني انتي كمان ان مهما يحصل بنا متبعديش تاني بالشكل دة..في مليون طريقه تانيه يا ندى..ممكن نتكلم او نتعاتب ..اي حاجه الا بعدك بالشكل دة.

ندى بإبتسامه: حاضر..حقك عليا ..بس انا كمان ربنا يعلم كنت محتجاك قد ايه جنبي ومكنتش لقياك.

احتضنها عمر ثانيتا واردف بحب: خلاص ..بعد كدة مفيش بُعد تاني ..ومش هتبعدي عني بعد كدة ابدااا

ظل عمر محتضنها عدة دقائق فأبتعدت عنه ندى وهي تشعر بالخجل الشديد منه فأردفت بإرتباك: احم..طيب يا عمر اعتقد مينفعش تفضل هنا كتير ..احنا بالليل قووي .

عمر وهو ينظر لخجلها بإستمتاع وعلى وجهه ابتسامه مرحه
: ايه دة يا ندى...انتي بتطرديني من بيتك ...مكنش العشم يا ندى .

نظرت له ندى وهمت بالرد سريعا: لا والله مش قصدي...عشان بس الجيران وكدة .

وقف مقابلها عمر ثم اردف بإبتسامه مرحه: على فكرة محدش هيقدر يقول حاجة ...عشان حضرتك ناسيه انك مراتي...بس حاضر انا همشي عشان خاطرك...بس اما اكلمك بعد كدة ابقي ردي عليا ومتقفليش موبايلك تاني...مفهوم؟

اماءت له بموافقة....فأفترب منها بإبتسامته الجميله مقبلا جبهتها ثم ودعها وغادر واغلق الباب خلفه

بينما هي فظلت واقفه خلف الباب بزهول من ما حدث ...فمنذ قليل كانت وحيدة ..حزينه ويائسه..وفاجأه تُقلب الاحوال و تأتي كل هذه السعادة ..رأفتا يا الله بقلبها الضعيف ...فهي لم تتحمل كل هذه التقلبات.
يتبع...
لقراءة الفصل الحادي عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات